The Riotous
03-09-2006, 05:06 PM
-
-
¤¤¤ الدفع مقدماً ¤¤¤
-
-
تصدير :
«الحياة تغلب الموت» ..
ليس في كل الأحوال !!
-
-
يُقال هناك ما يستحق العيش من أجله ..
وهناك ما يستحق الموت من أجله ..
ما بالك بمن ليست له حياة أو موت ..
ولا يجد شيء يستحق ؟!
-
-
http://www.br2h.com/up/uploads/d3ae812055.bmp
-
بالمناسبة الرسم لـ(بيكاسو)
-
-
الحرف الأول (الميم)
-
-
ذكرى بين حصون الفكر تتدفق ..
لا حد لها ..
تتشرب الموجودات ..
متمازجة مع الطبيعة والحياة ..
لم يرها أحد وهي تركض ..
صوب النقطة العمودية ..
يمهلها القدر لحظات لتتم مهمتها ..
تدور بها الأرض مسرعةً ..
تفتقد حماستها وتكتفي بالانخراط مع النسيم ..
-
بين يقظة أتت ..
أنفاسها متقطعة .. بيضاء العينين ..
جلست معها جلوس الندّ لغير الندّ ..
نتجاذب أشكال الحديث ..
حدثتني عنها .. وحدثتها عني ..
كانت تعرفني أكثر مني ..
ولم أعرف عنها شيئاً ..
هشيماً كانت ..
مرتجفة الأوصال ..
صوتها أشلاء ..
كم حاولت التظاهر بالمرح !!
لكني عرفت أنها تتظاهر ..
عيناها فتنت عليها ..
أخبرتني بكونها ذبيحة ..
تحاول التخفي بالحياة ..
أوراق التوت لم تسترها ..
بين لحظات تزمجر في أضلعها ..
طالبةً إياها بقليل كتمان ..
لكنها قررتَ أخيراً أخباري قصتها ..
التي أرهقتَ كيانها ومكنوناتها ..
فأرهفتُ السمع .. علها تُظهر بعض مواساة ..
-
-
الحرف الثاني (الراء)
-
-
«هي (مريم) ..
وليست غيرها ..
أَحبها هي .. وليست غيرها ..
تزامنت لحظة وقوع عينه عليها ..
مع وقوع قلبه في الأسر ..
بينهما كان ينمو الحب بحب ..
يكتفي الحزن بسلك طريق آخر بعيداً عنهما ..
أمهلهما القدر أيام وسنين ..
تبادلا كل الأحاديث ..
تناقلا كل المشاعر ..
كانا هما الأمس واليوم والغد ..
كانا الرمز ..
ما بال الكون سعيد بهما ؟!
يخرج لهما كل يوم صباح شهي ..
ولا يدخر لهما أي من مدخراته ..
منحهما كل ما يملك من ياسمين ..
وخبئ في ثناياه الشوك ..
-
عرفته يوم كان صغيراً ..
طفل هادئ يبدو لطيف ..
يحتفظ داخله أكثر مما يبدى ..
جذبها هذا فيه ..
فوجدت فيه ما تأمل ..
وكان هذا يكفيها ..
-
عرفها يوم كانت صغيرة ..
طفلة نقية لا تشوبها شائبة ..
وكيف لا وهي تحمل اسم (مريم) ؟!
جذبه هذا فيها ..
فوجد فيها ما يأمل ..
وكان هذا يكفيه ..
-
أصبحا كما كانا ..
لا يلتقيان كثيراً ..
لكن ظلا كما كانا ..
أحياناً يعجز اللسان عن البوح ..
لذا وجدا العين أصدق وأبلغ ..
أخبرته بعينيها الكثير ..
ولم يبخل بمشاعره على عينيه ..
-
لها ابتسامة تشْرَح الصدر ..
يبادلها البسمة بالبسمة ..
العبرة بالعبرة ..
كانا أمل الحياة في الحياة ..
لم يبصرا الغد ..
لكنهما اكتفيا باليوم ..
وكفاهما ..
-
على الشرفة همس أخير ..
تطلّع أخير ..
"أتتذكرني إلى أن نلتقي ؟!" ..
آخر عبارة سمعها منها ..
اعتادت أن تودعه بها ..
لكنها أسرعت تلك الليلة في الرحيل ..
ومنه لم تسمع جواباً ..
-
جوابه كان بينه وبين طيفها ..
"وهل لي نسيانك ؟!
لا أستطيع ..
لأنه ليس أحداً غيرك ..
لأني في ميل قلبي لا أتحكم ..
لأني لا أختار قدري ..
ولأنكِ قدري ..
ولأنكِ أنتِ" ..
-
-
الحرف الثالث (الياء)
-
-
انتهت مهلة القدر ..
وطالب التراب بالتراب ..
فردّ له الزمان بضاعته إليه ..
-
مهدت الأيام لهذا اليوم ..
لم يكن مثل غيره من الأيام ..
فالصمت يجثم على كل لسان ..
لم يكسره سوى كلمتين ..
أحدهما كانت اسمها ..
والأخرى تحمل رائحة الموت ..
اخترقتا مسامعه ..
"(مريم) ماتت" ..
حاول أن يعي ما قيل له ..
منهم طلب استفساراً ..
لكن سمعه أبى سماع المزيد ..
-
لطالما عن عيناها حدثها .. وأفاض ..
عيناها الحمامتان ..
كثيراً ما رآها بهما تحلق في الفضاء ..
وفي الخيال ..
اليوم تلك العينان تُغلق إلى الأبد ..
-
أهكذا يا (مريم) تتركيه وحيداً في هذه الحياة ؟!
بل أنكِ سلبتِ برحيلكِ الحياة ذاتها ..
تركته دون روح ..
تركها دون وداع ..
-
ترقد (مريم) بتولاً في قبرها ..
وينبت عشب على استحياء جانب القبر ..
من دمعه رواه ..
كيف ينبت هذا العشب الشيطاني جوارها ؟!
ليس للملائكة والشياطين من لقاء ..
ربما زرعته الشياطين تقديراً لمثلها ملاك ..
-
وحيداً يذهب إليها ..
ومعه كتاباً كانت تحب ..
يقرأ على مسامعها بعض منه ..
كم خاف أن ينتهي هذا الكتاب يوماً !!
فهل يكف عن زيارتها ؟!
لا أظنه يكف ..
فأن قرأ لها الكتاب كله ..
سيقرأ بعد ذلك من روحه ..
من روحها ..»
-
-
الحرف الأخير (الميم) من جديد
-
-
هنا تنتهي قصتها ..
بدا التأثر على محياي ..
سألتني : "تراك حدث لك ما شابه تلك ؟!"
بالكاد أجبتها ..
"لا .. قطعاً لم يحدث لي ما شابه تلك ..
ومن منا لم تحدث له تلك ذاتها .."
-
-
لا تموت الأحلام سوى عند الشروع في حلمها ..
لا تشعر بالألم سوى عند البدء في إدراك الشعور ..
لا تدرى دخولك الجَنّة سوى في طريقك خارجها ..
لا تشك أنك تعيش سوى عندما تتقين من موتك ..
-
إلى انقشاع للظلال .. أنتظر ..
إلى انكماش للحدود .. أنتظر ..
إلى رجفة للسكون .. أنتظر ..
إلى همس للصمت .. أنتظر ..
إلى انتصارنا على الحياة .. على الموت .. أنتظر ..
إليكِ .. أنتظر ..
-
-
تعقيب ..
«الحياة تغلب الموت» ..
من يغلب حقاً هو الأسبق !!
-
-
إهداء ..
إليــها ..
-
-
أعتذر عن (1) الإطالة المملة (2) قلة حيلتي للارتقاء بكتابتي السخيفة خاصةً هنا (3) عجزي عن الكتابة لفترة قليلة قادمة .. (ليس لأسباب درامية ولكن لأسباب انتقالية) .. فلا تسعدوا كثيراً فسأعود – إن شاء الله – لأعكر عليكم صفو حياتكم من جديد .. وشكراً لكم على كل شيء ..
-
-
-
¤¤¤ الدفع مقدماً ¤¤¤
-
-
تصدير :
«الحياة تغلب الموت» ..
ليس في كل الأحوال !!
-
-
يُقال هناك ما يستحق العيش من أجله ..
وهناك ما يستحق الموت من أجله ..
ما بالك بمن ليست له حياة أو موت ..
ولا يجد شيء يستحق ؟!
-
-
http://www.br2h.com/up/uploads/d3ae812055.bmp
-
بالمناسبة الرسم لـ(بيكاسو)
-
-
الحرف الأول (الميم)
-
-
ذكرى بين حصون الفكر تتدفق ..
لا حد لها ..
تتشرب الموجودات ..
متمازجة مع الطبيعة والحياة ..
لم يرها أحد وهي تركض ..
صوب النقطة العمودية ..
يمهلها القدر لحظات لتتم مهمتها ..
تدور بها الأرض مسرعةً ..
تفتقد حماستها وتكتفي بالانخراط مع النسيم ..
-
بين يقظة أتت ..
أنفاسها متقطعة .. بيضاء العينين ..
جلست معها جلوس الندّ لغير الندّ ..
نتجاذب أشكال الحديث ..
حدثتني عنها .. وحدثتها عني ..
كانت تعرفني أكثر مني ..
ولم أعرف عنها شيئاً ..
هشيماً كانت ..
مرتجفة الأوصال ..
صوتها أشلاء ..
كم حاولت التظاهر بالمرح !!
لكني عرفت أنها تتظاهر ..
عيناها فتنت عليها ..
أخبرتني بكونها ذبيحة ..
تحاول التخفي بالحياة ..
أوراق التوت لم تسترها ..
بين لحظات تزمجر في أضلعها ..
طالبةً إياها بقليل كتمان ..
لكنها قررتَ أخيراً أخباري قصتها ..
التي أرهقتَ كيانها ومكنوناتها ..
فأرهفتُ السمع .. علها تُظهر بعض مواساة ..
-
-
الحرف الثاني (الراء)
-
-
«هي (مريم) ..
وليست غيرها ..
أَحبها هي .. وليست غيرها ..
تزامنت لحظة وقوع عينه عليها ..
مع وقوع قلبه في الأسر ..
بينهما كان ينمو الحب بحب ..
يكتفي الحزن بسلك طريق آخر بعيداً عنهما ..
أمهلهما القدر أيام وسنين ..
تبادلا كل الأحاديث ..
تناقلا كل المشاعر ..
كانا هما الأمس واليوم والغد ..
كانا الرمز ..
ما بال الكون سعيد بهما ؟!
يخرج لهما كل يوم صباح شهي ..
ولا يدخر لهما أي من مدخراته ..
منحهما كل ما يملك من ياسمين ..
وخبئ في ثناياه الشوك ..
-
عرفته يوم كان صغيراً ..
طفل هادئ يبدو لطيف ..
يحتفظ داخله أكثر مما يبدى ..
جذبها هذا فيه ..
فوجدت فيه ما تأمل ..
وكان هذا يكفيها ..
-
عرفها يوم كانت صغيرة ..
طفلة نقية لا تشوبها شائبة ..
وكيف لا وهي تحمل اسم (مريم) ؟!
جذبه هذا فيها ..
فوجد فيها ما يأمل ..
وكان هذا يكفيه ..
-
أصبحا كما كانا ..
لا يلتقيان كثيراً ..
لكن ظلا كما كانا ..
أحياناً يعجز اللسان عن البوح ..
لذا وجدا العين أصدق وأبلغ ..
أخبرته بعينيها الكثير ..
ولم يبخل بمشاعره على عينيه ..
-
لها ابتسامة تشْرَح الصدر ..
يبادلها البسمة بالبسمة ..
العبرة بالعبرة ..
كانا أمل الحياة في الحياة ..
لم يبصرا الغد ..
لكنهما اكتفيا باليوم ..
وكفاهما ..
-
على الشرفة همس أخير ..
تطلّع أخير ..
"أتتذكرني إلى أن نلتقي ؟!" ..
آخر عبارة سمعها منها ..
اعتادت أن تودعه بها ..
لكنها أسرعت تلك الليلة في الرحيل ..
ومنه لم تسمع جواباً ..
-
جوابه كان بينه وبين طيفها ..
"وهل لي نسيانك ؟!
لا أستطيع ..
لأنه ليس أحداً غيرك ..
لأني في ميل قلبي لا أتحكم ..
لأني لا أختار قدري ..
ولأنكِ قدري ..
ولأنكِ أنتِ" ..
-
-
الحرف الثالث (الياء)
-
-
انتهت مهلة القدر ..
وطالب التراب بالتراب ..
فردّ له الزمان بضاعته إليه ..
-
مهدت الأيام لهذا اليوم ..
لم يكن مثل غيره من الأيام ..
فالصمت يجثم على كل لسان ..
لم يكسره سوى كلمتين ..
أحدهما كانت اسمها ..
والأخرى تحمل رائحة الموت ..
اخترقتا مسامعه ..
"(مريم) ماتت" ..
حاول أن يعي ما قيل له ..
منهم طلب استفساراً ..
لكن سمعه أبى سماع المزيد ..
-
لطالما عن عيناها حدثها .. وأفاض ..
عيناها الحمامتان ..
كثيراً ما رآها بهما تحلق في الفضاء ..
وفي الخيال ..
اليوم تلك العينان تُغلق إلى الأبد ..
-
أهكذا يا (مريم) تتركيه وحيداً في هذه الحياة ؟!
بل أنكِ سلبتِ برحيلكِ الحياة ذاتها ..
تركته دون روح ..
تركها دون وداع ..
-
ترقد (مريم) بتولاً في قبرها ..
وينبت عشب على استحياء جانب القبر ..
من دمعه رواه ..
كيف ينبت هذا العشب الشيطاني جوارها ؟!
ليس للملائكة والشياطين من لقاء ..
ربما زرعته الشياطين تقديراً لمثلها ملاك ..
-
وحيداً يذهب إليها ..
ومعه كتاباً كانت تحب ..
يقرأ على مسامعها بعض منه ..
كم خاف أن ينتهي هذا الكتاب يوماً !!
فهل يكف عن زيارتها ؟!
لا أظنه يكف ..
فأن قرأ لها الكتاب كله ..
سيقرأ بعد ذلك من روحه ..
من روحها ..»
-
-
الحرف الأخير (الميم) من جديد
-
-
هنا تنتهي قصتها ..
بدا التأثر على محياي ..
سألتني : "تراك حدث لك ما شابه تلك ؟!"
بالكاد أجبتها ..
"لا .. قطعاً لم يحدث لي ما شابه تلك ..
ومن منا لم تحدث له تلك ذاتها .."
-
-
لا تموت الأحلام سوى عند الشروع في حلمها ..
لا تشعر بالألم سوى عند البدء في إدراك الشعور ..
لا تدرى دخولك الجَنّة سوى في طريقك خارجها ..
لا تشك أنك تعيش سوى عندما تتقين من موتك ..
-
إلى انقشاع للظلال .. أنتظر ..
إلى انكماش للحدود .. أنتظر ..
إلى رجفة للسكون .. أنتظر ..
إلى همس للصمت .. أنتظر ..
إلى انتصارنا على الحياة .. على الموت .. أنتظر ..
إليكِ .. أنتظر ..
-
-
تعقيب ..
«الحياة تغلب الموت» ..
من يغلب حقاً هو الأسبق !!
-
-
إهداء ..
إليــها ..
-
-
أعتذر عن (1) الإطالة المملة (2) قلة حيلتي للارتقاء بكتابتي السخيفة خاصةً هنا (3) عجزي عن الكتابة لفترة قليلة قادمة .. (ليس لأسباب درامية ولكن لأسباب انتقالية) .. فلا تسعدوا كثيراً فسأعود – إن شاء الله – لأعكر عليكم صفو حياتكم من جديد .. وشكراً لكم على كل شيء ..
-
-