Danger_Scorpion
10-09-2006, 02:27 PM
نبذة تاريخية
http://www.action-fotos.de/assets/images/DTM-2003_800_600.jpg
بدأت رياضة سباق السيارات في تسعينيات القرن التاسع عشر الميلادي. وأُقِيم أول السباقات على الطرق العامة بين المدن. وكانت مسارات عديدة للسباقات تتكون من طرق ترابية كثيرة الانحناءات. ومن سوء الحظ أنّ المتسابقين كانوا يَفْقِدُون تحكُّمَهم في سياراتهم، فتتحطم أحيانًا، فتصيب المتفرجين الذين يقفون على طول الطريق.
تطور السباقات المنظمة.
أُنشِئَت أول مُنظَّمة دولية لتنظيم سباق السيارات باسم نادي سيارات فرنسا عام 1895م. وفي فترة لاحقة من ذلك العام، قامت بتنظيم أول سباق فعلي للسيارات لمسافة 1,178كم في رحلة ذهاب وعودة بين باريس وبوردو بفرنسا. وقد بدأ السباق 22 متسابقًا إلا أن تسعة منهم فقط هم الذين تمكنوا من إنهاء السباق. وقد حقق الفائزون في السباق متوسط سرعة 24كم/ساعة.
ومع مضي الزمن، أقيم المزيد من السباقات على حلبات صُمِّمت خصِّيصًا لسباق السيارات. وأُقيم أول سِباق للجائزة الكبرى على مسار واسع بالقرب من لومان بفرنسا عام 1906م. وقد أشرف عليه الاتحاد الدولي للسيارات الذي أُنشئ عام 1904م من أجل تحكيم سباقات السيارات الدولية. وقد افتُتح الطريق السريع للسيارات في إنديانابوليس بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1909م وأقيم أول سباق فيه عام 1911م. وبدأت سلسلة سباقات الجائزة الكبرى عام 1920م. وأقيم أول سباق للتحمّل لمدة أربع وعشرين ساعة للسيارات الرياضية في لُومَان بفرنسا عام 1923م. وبدأ السباق المنظَّم للسيارات القياسيّة عام 1936م على شاطئ دايتونا بفلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي عام 1902م، فازت سيارة نابْيِيرْ بريطانية بكأس جُوردُون بينيت. وأحرزت سيارات السباق الإنجليزية بعض النجاح خلال ثلاثينيات القرن العشرين الميلادي. ومع ذلك، سيطرت السيارات الألمانية، والإيطالية على سباق الجائزة الكبرى لسنوات عديدة. وفي خمسينيات القرن العشرين الميلادي، فازت السيارة البريطانية بِي آرْ إِمْ وفَانْوُول ببعض السباقات الدولية تمامًا، مثلما فازت سيارات أخرى من صنع مجموعات كُوبَر، و لُوتَس، وبَرَابْهَام. وتُقام الجائزة الكبرى البريطانية على حلقة في سِيلْفَرستون، وهي تُعَد أسرع من حلقة بِرَاندِزْهَاتْش في كِنْت التي تتسم بالانعطافات الأكثر صعوبة. وبدأ سباق السيارات الأسترالي مبكرًا عام 1904م. وأُقِيم أول سباق للجائزة الكبرى الأسترالية عام 1928م في جزيرة فيليب بالقرب من مِلْبُورْن. وأُقيم أول سباق للجائزة الكبرى النيوزيلندية عام 1954م. وفي عام 1950م، أنشأ الاتحاد الدولي للسيارات بطولة متسابقي العالم ليشترك فيها متسابقو الجائزة الكبرى.
تطور سيارات السباق.
كانت أولى سيارات السباق ذات كوابح (فرامل) ضعيفة، وكانت صعبة القيادة. وكانت الطريقة الأساسية لزيادة قدرة السيارة على السباق هي جعل محركها أكبر. ونتيجة للتقدم التقني خلال الحرب العالمية الأولى (1914- 1918م)، تمكن مصمِّمو السيارات من توليد قوة أكبر من محرك أصغر. وأصبحت سيارات السباق أكثر انسيابًا وأكثر سُرعة في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين الميلادي. وأدَّى التنافس بين صُنَّاع السيارات أيضًا إلى الإسراع في تطوير سيارات السباق.
وأُلغيت السباقات الرئيسية خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945م). وبعد الحرب أصبحت سيارات السباق أسرع من ذي قبل. وأدَّى تطوير سيارة السباق ذات المُحرِّك الخلفي في أواسط خمسينيات القرن العشرين الميلادي إلى إحداث ثورة في هذه الرياضة، فلم يعد المتنافسون مضطرين للجلوس بجسم معتدل لرؤية الطريق من فوق المحرك الأمامي. وبدلاً من ذلك، أصبح بإمكانهم الاتكاء إلى الخلف مما مكنهم من التكيف مع جسم السيارة الانسيابي. كما أدَّى وضع المحرك خلف السائق إلى تحسين توزيع وزن السيارة علاوة على توفير قوة سحب أفضل. وبحلول أوائل الستينيات من القرن العشرين الميلادي، حلَّت السيارات ذات المُحرِّكات الخلفية محل السيارات ذات المحرِّكات الأمامية بشكل كامل تقريبًا في سباق الفئة الأولى. وفي عام 1962م، أدخل كولين تشابمان، مصمم سيارات السباق الإنجليزي، الهيكل الأحادي لسيارات الفئة الأولى. وظهرت الأجنحة في سيارات السباق في أواسط الستينيات من القرن العشرين الميلادي. وفي عام 1978م، قدم تشابمان، اللوتس 79، التي تعتبر أول سيارة ذات تأثير أرضي. وأصبح الشحن التوربيني هو السمة الشائعة لسيارات السباق في ثمانينيات القرن العشرين الميلادي.
وسباق السيارات رياضة مثيرة تختبر سرعة السيارات وأداءها، وكذل كمهارة السائقين وخبرتهم. وفي كل عام يشاهد ملايين المتفرِّجين من جميع أنحاء العالم أنواعًا متعددة من سباقات السيارات.
شعبية السباقات
وترجع الشعبية الكبيرة لسباق السيارات إلى التنوع الكبير في سيارات السباق وإلى نوعية سباقات السيارات. وتتراوح أحجام السيارات بين سيارات صغيرة، مثل السيارات المصغَّرة المكشوفة التي كانت تسمى في الماضي جوكارت، وسيارات السباق المقفلة. ويمكن تقسيم جميع سيارات السباق إلى مجموعتين رئيسيتين هما:
1- سيارات الإنتاج 2- سيارات صُنعت خصيصًا للسباق.
وتشمل سيارات الإنتاج السيارات المصنوعة أصلاً للركاب بعد تحويلها إلى سيارات للسباق. أما السيارات التي صُنِعت خصيصًا للسباق فمعظمها غير مصمَّم لنقل الركاب. وتتراوح سباقات السيارات مابين سباقات السرعة القصوى وهي لمسافة 400م وتستغرق ثوان محدودة، والسباقات ذات المسافات الكبيرة التي تدوم عدة أسابيع.
وتقام معظم سباقات السيارات على حلبات أو مسارات مقفلة، بعضها بيضي الشكل، يتميز بالمسارات القصيرة المستقيمة والمنحنيات التي قد تكون مائلة. وتكون أرضيات معظم الحلبات البيضيّة من الأسفلت، إلا أن الباقي منها تكون أرضياتها ترابية. وهناك أنواع أخرى من الحلبات ذات شكل غير منتظم تتضمن مستقيمات وتلالاً ومنعطفات متنوعة ذات انحدارات شديدة. وتُوصف المنعطفات العديدة بأسمائها، مثل دبوس الشعر ورِجْل الكلب وحرف S الإنجليزي. وتكون السباقات على الحلبات البيضية أسرع من السباقات على الطرق، نظرًا لإمكانية احتفاظ السيارات على المنحنيات المائلة بسرعات أعلى من سرعتها على المنعطفات الحادة غير المنتظمة. وتتفاوت أطوال الحلبات؛ فتوجد في حلبة نوربيرجرنج الواقعة بالقرب من كوبلينز بألمانيا، حلقتان: الحلقة الشمالية ويبلغ طولها 20,80كم، والجنوبية ويبلغ طولها 4,5كم. ويبلغ طول سباق إنديانا بوليس بالولايات المتحدة 500 ميل (805كم) ويجري على حلبة بيضيّة طولها 4,02كم.
وأصبحت سباقات الشوارع أو السباقات حول المنازل ذات شعبية متزايدة في سباق السيارات، إذ يجري مثل هذا السباق على مسار مؤقت في شوارع المدينة. وأشهر سباقات الشوارع هو ذلك الذي يقام سنويًا في موناكو. ولقد أُجريت سباقات الشوارع أيضاً في مدن مثل برمنجهام في إنجلترا ومونتريال في كندا.
وتوجد بمحاذاة حلبة سباق السيارات مناطق خاصة تسمى ورش الإصلاح، حيث يتوقف السائقون لتزويد سياراتهم بالوقود أثناء السباق. كما يمكن أن يقوم فريق في ورش الإصلاح بتغيير الإطارات، وإجراء الإصلاحات اليسيرة. وعادة ما يستغرق التوقف في ورش الإصلاح ثواني لعمل اللازم، حيث يمكن أن يسبب التأخير في ورش الإصلاح خسارة السائق للسباق. وتُعدُّ فرق ورش الإصلاح جزءًا من عدد كبير من فرق السباق المهنية. وتشتمل مثل هذه الفرق أيضًا على مصممي السيارات وصانعيها، ومهندسيها، ومسجلي الوقت وكذلك أصحاب السيارات والسائقين أنفسهم.
إجراءات الأمان
http://www.indymotorspeedway.com/64dis3.jpg
سباق السيارات رياضة بالغة الخطورة إلاّ أنّ المسؤولين اتخذوا الكثير من الخطوات على مر السنين لجعل هذا السباق آمنا بقدر الإمكان لكل من المشجعين والسائقين. فالقضبان الواقية القوية، والسياجات الكثيفة تحمي المشجعين من السيارات التي يفلت زمام التحكم فيها. وتُعتبر خوذة السباق أهم معدات الأمان بالنسبة للسائق. ومثل هذه الخوذة لها غلاف خارجي صلب مصنوع من الزجاج الليفي أو الألياف الكربونية، ومبطنة بوسادة من مادة رغوية. ويرتدي السائقون أيضًا ملابس مقاومة للاشتعال تغطي الجسم بأكمله من الرأس إلى القدم، بما في ذلك وقاء خاص للوجه حيث إن هناك احتمالات كبيرة بوقوع حريق إذا تحطمت السيارة.
وتُعتبر أحزمة الجذْع والكتف من أجهزة الأمان المثالية في سيارات السباق. وتحتوي كل سيارة أيضًا على بنية داخلية تساعد على وقاية الجزء العلويّ من جسم السائق إذا ما انقلبت السيارة. أمّا سيارة السباق ذات المقصورة المكشوفة ـ أي بدون سقف ـ فهي مزودة بقضيب الدَّحْرجة، وهو قضيب معدني على شكل قبة مقوَّسة فوق رأس السائق. وللسيارة ذات السقف جهاز يسمى قفص الدحرجة وهو هيكل مصنوع من أنابيب الفولاذ التي تمنع سقف السيارة المقلوبة من الانهيار.
وتحمل سيارة السباق الوقود في خلية وقود مقاومة للتسرُّب موضوعة داخل خزان وقود من المعدن أو البلاستيك. وتتكون خلية الوقود من كيس شبه مطاطي قوي ممتلئ بمادة إسفنجية. وتمتص خلايا المادة الإسفنجية الوقود، وتساعد على منعه من الانتشار بالرذاذ في حالة الارتطام. وتعمل خلية الوقود أيضًا على منع خضخضة الوقود في الخزان أثناء السباق، حيث إن هذه الخضخضة يمكن أن تؤدي إلى صعوبة التحكم في السيارة.
يزوّد الكثير من حلبات السباق بتسهيلات طبية لتوفير العلاج العاجل للسائقين المصابين في حالة ارتطامهم. وفي بعض الأحيان، تحمل الطائرات المروحية السائقين المصابين إلى المستشفيات القريبة.
رعاية السباق
إنّ تكاليف صناعة أو شراء سيارة سباق، والحفاظ عليها في حالة ممتازة تجعل سباق السيارات أكثر الرياضات تكلفة. ولهذا السبب، تتخذ جميع فرق سباق السيارات الاحترافية راعيًا. وقد يكون راعي الفريق شخصًا ثريًا أو شركة صناعية، مثل أحد صناع السيارات الكبار أو شركة للبترول. وفي مقابل الدعم المالي الذي يقدمه هؤلاء فإنهم يقومون بالإعلان عن منتجاتهم على سيارات السباق، وعلى الزي الذي يلبسه السائقون والأجهزة المعاونة لهم.
منظَّمات السباق
ينظم الاتحاد الدولي للسيارات سباقات السيارات المنتظمة في حوالي تسعين دولة في جميع أنحاء العالم. ويُوجد المركز الرئيسي للاتحاد الدولي للسيارات في باريس. ويمثل اتحاد صناع الفئة الأولى صانعي السيارات في سباق الجائزة الكبرى للسيارات. وتوجد هيئات وطنية تنظم سباقات السيارات في دول مختلفة. فعلى سبيل المثال، يُعْتبر الاتحاد الملكي لسباق السيارات الهيئة المنظمة لسباق السيارات في بريطانيا
http://www.action-fotos.de/assets/images/DTM-2003_800_600.jpg
بدأت رياضة سباق السيارات في تسعينيات القرن التاسع عشر الميلادي. وأُقِيم أول السباقات على الطرق العامة بين المدن. وكانت مسارات عديدة للسباقات تتكون من طرق ترابية كثيرة الانحناءات. ومن سوء الحظ أنّ المتسابقين كانوا يَفْقِدُون تحكُّمَهم في سياراتهم، فتتحطم أحيانًا، فتصيب المتفرجين الذين يقفون على طول الطريق.
تطور السباقات المنظمة.
أُنشِئَت أول مُنظَّمة دولية لتنظيم سباق السيارات باسم نادي سيارات فرنسا عام 1895م. وفي فترة لاحقة من ذلك العام، قامت بتنظيم أول سباق فعلي للسيارات لمسافة 1,178كم في رحلة ذهاب وعودة بين باريس وبوردو بفرنسا. وقد بدأ السباق 22 متسابقًا إلا أن تسعة منهم فقط هم الذين تمكنوا من إنهاء السباق. وقد حقق الفائزون في السباق متوسط سرعة 24كم/ساعة.
ومع مضي الزمن، أقيم المزيد من السباقات على حلبات صُمِّمت خصِّيصًا لسباق السيارات. وأُقيم أول سِباق للجائزة الكبرى على مسار واسع بالقرب من لومان بفرنسا عام 1906م. وقد أشرف عليه الاتحاد الدولي للسيارات الذي أُنشئ عام 1904م من أجل تحكيم سباقات السيارات الدولية. وقد افتُتح الطريق السريع للسيارات في إنديانابوليس بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1909م وأقيم أول سباق فيه عام 1911م. وبدأت سلسلة سباقات الجائزة الكبرى عام 1920م. وأقيم أول سباق للتحمّل لمدة أربع وعشرين ساعة للسيارات الرياضية في لُومَان بفرنسا عام 1923م. وبدأ السباق المنظَّم للسيارات القياسيّة عام 1936م على شاطئ دايتونا بفلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي عام 1902م، فازت سيارة نابْيِيرْ بريطانية بكأس جُوردُون بينيت. وأحرزت سيارات السباق الإنجليزية بعض النجاح خلال ثلاثينيات القرن العشرين الميلادي. ومع ذلك، سيطرت السيارات الألمانية، والإيطالية على سباق الجائزة الكبرى لسنوات عديدة. وفي خمسينيات القرن العشرين الميلادي، فازت السيارة البريطانية بِي آرْ إِمْ وفَانْوُول ببعض السباقات الدولية تمامًا، مثلما فازت سيارات أخرى من صنع مجموعات كُوبَر، و لُوتَس، وبَرَابْهَام. وتُقام الجائزة الكبرى البريطانية على حلقة في سِيلْفَرستون، وهي تُعَد أسرع من حلقة بِرَاندِزْهَاتْش في كِنْت التي تتسم بالانعطافات الأكثر صعوبة. وبدأ سباق السيارات الأسترالي مبكرًا عام 1904م. وأُقِيم أول سباق للجائزة الكبرى الأسترالية عام 1928م في جزيرة فيليب بالقرب من مِلْبُورْن. وأُقيم أول سباق للجائزة الكبرى النيوزيلندية عام 1954م. وفي عام 1950م، أنشأ الاتحاد الدولي للسيارات بطولة متسابقي العالم ليشترك فيها متسابقو الجائزة الكبرى.
تطور سيارات السباق.
كانت أولى سيارات السباق ذات كوابح (فرامل) ضعيفة، وكانت صعبة القيادة. وكانت الطريقة الأساسية لزيادة قدرة السيارة على السباق هي جعل محركها أكبر. ونتيجة للتقدم التقني خلال الحرب العالمية الأولى (1914- 1918م)، تمكن مصمِّمو السيارات من توليد قوة أكبر من محرك أصغر. وأصبحت سيارات السباق أكثر انسيابًا وأكثر سُرعة في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين الميلادي. وأدَّى التنافس بين صُنَّاع السيارات أيضًا إلى الإسراع في تطوير سيارات السباق.
وأُلغيت السباقات الرئيسية خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945م). وبعد الحرب أصبحت سيارات السباق أسرع من ذي قبل. وأدَّى تطوير سيارة السباق ذات المُحرِّك الخلفي في أواسط خمسينيات القرن العشرين الميلادي إلى إحداث ثورة في هذه الرياضة، فلم يعد المتنافسون مضطرين للجلوس بجسم معتدل لرؤية الطريق من فوق المحرك الأمامي. وبدلاً من ذلك، أصبح بإمكانهم الاتكاء إلى الخلف مما مكنهم من التكيف مع جسم السيارة الانسيابي. كما أدَّى وضع المحرك خلف السائق إلى تحسين توزيع وزن السيارة علاوة على توفير قوة سحب أفضل. وبحلول أوائل الستينيات من القرن العشرين الميلادي، حلَّت السيارات ذات المُحرِّكات الخلفية محل السيارات ذات المحرِّكات الأمامية بشكل كامل تقريبًا في سباق الفئة الأولى. وفي عام 1962م، أدخل كولين تشابمان، مصمم سيارات السباق الإنجليزي، الهيكل الأحادي لسيارات الفئة الأولى. وظهرت الأجنحة في سيارات السباق في أواسط الستينيات من القرن العشرين الميلادي. وفي عام 1978م، قدم تشابمان، اللوتس 79، التي تعتبر أول سيارة ذات تأثير أرضي. وأصبح الشحن التوربيني هو السمة الشائعة لسيارات السباق في ثمانينيات القرن العشرين الميلادي.
وسباق السيارات رياضة مثيرة تختبر سرعة السيارات وأداءها، وكذل كمهارة السائقين وخبرتهم. وفي كل عام يشاهد ملايين المتفرِّجين من جميع أنحاء العالم أنواعًا متعددة من سباقات السيارات.
شعبية السباقات
وترجع الشعبية الكبيرة لسباق السيارات إلى التنوع الكبير في سيارات السباق وإلى نوعية سباقات السيارات. وتتراوح أحجام السيارات بين سيارات صغيرة، مثل السيارات المصغَّرة المكشوفة التي كانت تسمى في الماضي جوكارت، وسيارات السباق المقفلة. ويمكن تقسيم جميع سيارات السباق إلى مجموعتين رئيسيتين هما:
1- سيارات الإنتاج 2- سيارات صُنعت خصيصًا للسباق.
وتشمل سيارات الإنتاج السيارات المصنوعة أصلاً للركاب بعد تحويلها إلى سيارات للسباق. أما السيارات التي صُنِعت خصيصًا للسباق فمعظمها غير مصمَّم لنقل الركاب. وتتراوح سباقات السيارات مابين سباقات السرعة القصوى وهي لمسافة 400م وتستغرق ثوان محدودة، والسباقات ذات المسافات الكبيرة التي تدوم عدة أسابيع.
وتقام معظم سباقات السيارات على حلبات أو مسارات مقفلة، بعضها بيضي الشكل، يتميز بالمسارات القصيرة المستقيمة والمنحنيات التي قد تكون مائلة. وتكون أرضيات معظم الحلبات البيضيّة من الأسفلت، إلا أن الباقي منها تكون أرضياتها ترابية. وهناك أنواع أخرى من الحلبات ذات شكل غير منتظم تتضمن مستقيمات وتلالاً ومنعطفات متنوعة ذات انحدارات شديدة. وتُوصف المنعطفات العديدة بأسمائها، مثل دبوس الشعر ورِجْل الكلب وحرف S الإنجليزي. وتكون السباقات على الحلبات البيضية أسرع من السباقات على الطرق، نظرًا لإمكانية احتفاظ السيارات على المنحنيات المائلة بسرعات أعلى من سرعتها على المنعطفات الحادة غير المنتظمة. وتتفاوت أطوال الحلبات؛ فتوجد في حلبة نوربيرجرنج الواقعة بالقرب من كوبلينز بألمانيا، حلقتان: الحلقة الشمالية ويبلغ طولها 20,80كم، والجنوبية ويبلغ طولها 4,5كم. ويبلغ طول سباق إنديانا بوليس بالولايات المتحدة 500 ميل (805كم) ويجري على حلبة بيضيّة طولها 4,02كم.
وأصبحت سباقات الشوارع أو السباقات حول المنازل ذات شعبية متزايدة في سباق السيارات، إذ يجري مثل هذا السباق على مسار مؤقت في شوارع المدينة. وأشهر سباقات الشوارع هو ذلك الذي يقام سنويًا في موناكو. ولقد أُجريت سباقات الشوارع أيضاً في مدن مثل برمنجهام في إنجلترا ومونتريال في كندا.
وتوجد بمحاذاة حلبة سباق السيارات مناطق خاصة تسمى ورش الإصلاح، حيث يتوقف السائقون لتزويد سياراتهم بالوقود أثناء السباق. كما يمكن أن يقوم فريق في ورش الإصلاح بتغيير الإطارات، وإجراء الإصلاحات اليسيرة. وعادة ما يستغرق التوقف في ورش الإصلاح ثواني لعمل اللازم، حيث يمكن أن يسبب التأخير في ورش الإصلاح خسارة السائق للسباق. وتُعدُّ فرق ورش الإصلاح جزءًا من عدد كبير من فرق السباق المهنية. وتشتمل مثل هذه الفرق أيضًا على مصممي السيارات وصانعيها، ومهندسيها، ومسجلي الوقت وكذلك أصحاب السيارات والسائقين أنفسهم.
إجراءات الأمان
http://www.indymotorspeedway.com/64dis3.jpg
سباق السيارات رياضة بالغة الخطورة إلاّ أنّ المسؤولين اتخذوا الكثير من الخطوات على مر السنين لجعل هذا السباق آمنا بقدر الإمكان لكل من المشجعين والسائقين. فالقضبان الواقية القوية، والسياجات الكثيفة تحمي المشجعين من السيارات التي يفلت زمام التحكم فيها. وتُعتبر خوذة السباق أهم معدات الأمان بالنسبة للسائق. ومثل هذه الخوذة لها غلاف خارجي صلب مصنوع من الزجاج الليفي أو الألياف الكربونية، ومبطنة بوسادة من مادة رغوية. ويرتدي السائقون أيضًا ملابس مقاومة للاشتعال تغطي الجسم بأكمله من الرأس إلى القدم، بما في ذلك وقاء خاص للوجه حيث إن هناك احتمالات كبيرة بوقوع حريق إذا تحطمت السيارة.
وتُعتبر أحزمة الجذْع والكتف من أجهزة الأمان المثالية في سيارات السباق. وتحتوي كل سيارة أيضًا على بنية داخلية تساعد على وقاية الجزء العلويّ من جسم السائق إذا ما انقلبت السيارة. أمّا سيارة السباق ذات المقصورة المكشوفة ـ أي بدون سقف ـ فهي مزودة بقضيب الدَّحْرجة، وهو قضيب معدني على شكل قبة مقوَّسة فوق رأس السائق. وللسيارة ذات السقف جهاز يسمى قفص الدحرجة وهو هيكل مصنوع من أنابيب الفولاذ التي تمنع سقف السيارة المقلوبة من الانهيار.
وتحمل سيارة السباق الوقود في خلية وقود مقاومة للتسرُّب موضوعة داخل خزان وقود من المعدن أو البلاستيك. وتتكون خلية الوقود من كيس شبه مطاطي قوي ممتلئ بمادة إسفنجية. وتمتص خلايا المادة الإسفنجية الوقود، وتساعد على منعه من الانتشار بالرذاذ في حالة الارتطام. وتعمل خلية الوقود أيضًا على منع خضخضة الوقود في الخزان أثناء السباق، حيث إن هذه الخضخضة يمكن أن تؤدي إلى صعوبة التحكم في السيارة.
يزوّد الكثير من حلبات السباق بتسهيلات طبية لتوفير العلاج العاجل للسائقين المصابين في حالة ارتطامهم. وفي بعض الأحيان، تحمل الطائرات المروحية السائقين المصابين إلى المستشفيات القريبة.
رعاية السباق
إنّ تكاليف صناعة أو شراء سيارة سباق، والحفاظ عليها في حالة ممتازة تجعل سباق السيارات أكثر الرياضات تكلفة. ولهذا السبب، تتخذ جميع فرق سباق السيارات الاحترافية راعيًا. وقد يكون راعي الفريق شخصًا ثريًا أو شركة صناعية، مثل أحد صناع السيارات الكبار أو شركة للبترول. وفي مقابل الدعم المالي الذي يقدمه هؤلاء فإنهم يقومون بالإعلان عن منتجاتهم على سيارات السباق، وعلى الزي الذي يلبسه السائقون والأجهزة المعاونة لهم.
منظَّمات السباق
ينظم الاتحاد الدولي للسيارات سباقات السيارات المنتظمة في حوالي تسعين دولة في جميع أنحاء العالم. ويُوجد المركز الرئيسي للاتحاد الدولي للسيارات في باريس. ويمثل اتحاد صناع الفئة الأولى صانعي السيارات في سباق الجائزة الكبرى للسيارات. وتوجد هيئات وطنية تنظم سباقات السيارات في دول مختلفة. فعلى سبيل المثال، يُعْتبر الاتحاد الملكي لسباق السيارات الهيئة المنظمة لسباق السيارات في بريطانيا