آيريس
14-09-2006, 03:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
،،،
كيف الحال يا أهل المنتدى ؟
كم أشتقت لكم !
منذُ زمن لم أكتبْ شيئاً ؛ عتبي على قلمي الذي يخونني كُل مرة أهمّ فيها بالكتابه :rolleyes:
تفضلوا قصتي القصيرة
مـهلاً ليست هي التي تخطر ببالكم
ليس كل من سَرد موقفاً سماه قصة قصيرة http://www.inshad.com/forum/images/smilies/icon_smile.gif
كَحد أدنى تتكون من عشرين صفحة
ربما هي الوحيدة التي سَمحتُ لها بأن تَتنفسْ الهواء
لتهدوني النقد الهادف http://www.inshad.com/forum/images/smilies/icon_smile.gif
:":":":":
نظرت إلى الموقف بعينيّ طفلة
رأت عمتها تمسح الدموع التي غطت وجه أمها
جمعت كفيها وضغطت على قلبها وأخذت تتهجأ خاطرة بينها وبين نفسها - ككل مرة -
لم أرى عمتي تبكي بحياتي كُلها ؛ أرتعشت أصابع يدي وغٌصت في عينيها الغائرتين
نظرت إليَّ بطرف عينها ، نظرة سريعة خاطفه لم تستغرق سوى ثوانِ
وكأنها أستمرت تنظر إليَّ ساعات ؛ كانت نظرة شفقه قاتله !
عمتي في بيتنا منذ يومين ؛ منذ مات أبــي وهي هنا
وكأنها بهذا تُلمّح بأنها لن تتركنا وحيدين وأنها معنا
ذهب إلى المغسلة حتى أغسل لها كأس المـاء ، نظرت نظرة عابرة إلى المرآة
هزتني الهيئة التي رأيت !
وكأني أرى شخصاً آخــر ليس أنا !
لم أستطع أن أخفي آهة خافته مبحوحه
عيناي اللامعتان باتت عينا سيدة في الثلاثين من عُمرهـا !
خفضت عيني وكأني أريد الهروب من الواقع ؛ لم أعد أريد الحياة بعده
لم أذرف دموعاً كما ذرفت بالأمس ؛ تبللت وسادتي بدموع حـارة
كابرت كثيراً في اليوم الأول ، لم أظهر لأخواتي اللوعة التي أجتاحتني
لكن ما إن دخلت عليّ أختي وقالت لي بصوت باكِ مرعب : لن أراه بعد اليوم ؟ لن أسمع صوته ؟ هو الآن في القبر ؟ هاه ؟
بقيت لحظة واجمة ، أبتسمت - حتى أخفف عنها -
خفصت رأسي ، واخذ فمي يتحرك رغماً عني
أقتربت أختي مني وقالت : ألا تحسين أنك تحلمين ؟
رفعت رأسي بسرعة وقلت لها بعصبيه : يكــفيك !! كُفي عن هذا الهراء ! ألاترين بأنك ........ وأنفجرت باكية !
لم أكمل جملتي ، لم أنظر لأختي ما فعلت بعد ذلك
كل ما رأيته هو غشاوة من الدموع
وبكيـــت كما لم أبكِ من قبل !
،،،،
أستيقظت على أذان المسجد القريب لصلاة الفجر ، أصغيت جيداً لما يقوله المؤذن
كان صوتاً رخيماً ، هادئاً ، حزيناً
وكأنها المرة الأولى التي أسمع فيها أذان " أبوجراح "
تذكرت من كان يوقظنا للصلاة - أبي -
تنهدت وأبتسمت وبكيت ولا أعرف أي شعور بالضبط هو ما أنتابني في تلك اللحظه !
دخل أخي الصغير عليّ في هذه الأثناء
أختلست النظر إليه من بين دموعي !
أقتربت منه ومسحت على شعره الحريري
علّقت عينيّ بعينيه الناعستين
رغم أنه طفل الرابعة إلا أنني أحسست بأن نظرة حُزن تملأ عينيه
أبتسمت له ودمعة لازالت على خدي ، رفع حاجبيه مستفهماً
وقال بصوته الطفولي : أنا أحبك
قلت له بصوتي المبحوح : أنا أيضاً
وضممته لصدري ؛ أحسست بأننا أهملناه في هذه الظروف والأيام الصعبه
هيئته رثة للغايه ؛ لم يعد هناك من يهتم به
هممت بأن أبعده عن صدري ، لكنه كان متمسكاً بي
ذهلت !
أحسست بدمعة بارده تسيل على يدي ؛ أنــه يبكي ! بلا صوت !
أمسكت بوجهه لأتأكد هل حقاً يبكي
فإذا به مغمض عينيه وأنفه أحمر !
ضممته بقوة وقلت له : لا تبكِ يا حبيبي أنا معك ، لِمَ تبكي
أجابني بصوت خافت : لقد مات أبي !
صعقت ! لم أتوقع أن يجيب أصلاً فكيف بإجابة قاتله كهذه ؟!
يا ترى من أخبره ؟ كيف له ان يفهم معنى الموت ؟
أسئلة برأسي ؛ أوجعتني لحد الإنهيار !
في تلك اللحظه تمنيت لو مِت ولم أرى " مهند " يتيماً في هذه السن !
،،،،
آآه !
قٌمت فَزِعه من الماء البارد الذي صبه أخي على وجهي
أغمضت بعيني وفتحتها ،
أرخيت عيني وقلت وكُلي أمل بأن موعد المحكمه غـداًُ وليس اليوم !
قال لي أخي : بسرعة الجميع ينتظرون هناك منذ ساعة !
أه جلست على السرير وقلت بتكاسل : ألا يمكن أن يؤجل ليومِ آخـر ؟ أنا معتبه هذا اليوم لا سيما ...
وقطع عليها الكلام : لا الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بالإسراع بتقسيم الورث
لم أرد بشيء ! فقط لبست عبائتي وسبقته إلى السيارة
ركب السيارة بعدي بثوانِ
ألتفت عليه وتقابلت العيون بعد مدة طويلة لم تتقابل !
دققت النظر في عيني أخي " سالم " ليس هو ذاك الفتى الطائش !
أصبحت عينيه تفيض غماً وكرباً
لــم يعد هــو أبداً !
ليس هو فحسب !
أمـي أيضاً ، خِلت للحظات أنني الوحيدة التي تماسكت رغم كل ما حلّ بـي !
،،،،،،،،،،
يــتــبــع
تحيـاتـي
آيريس ;)
،،،
كيف الحال يا أهل المنتدى ؟
كم أشتقت لكم !
منذُ زمن لم أكتبْ شيئاً ؛ عتبي على قلمي الذي يخونني كُل مرة أهمّ فيها بالكتابه :rolleyes:
تفضلوا قصتي القصيرة
مـهلاً ليست هي التي تخطر ببالكم
ليس كل من سَرد موقفاً سماه قصة قصيرة http://www.inshad.com/forum/images/smilies/icon_smile.gif
كَحد أدنى تتكون من عشرين صفحة
ربما هي الوحيدة التي سَمحتُ لها بأن تَتنفسْ الهواء
لتهدوني النقد الهادف http://www.inshad.com/forum/images/smilies/icon_smile.gif
:":":":":
نظرت إلى الموقف بعينيّ طفلة
رأت عمتها تمسح الدموع التي غطت وجه أمها
جمعت كفيها وضغطت على قلبها وأخذت تتهجأ خاطرة بينها وبين نفسها - ككل مرة -
لم أرى عمتي تبكي بحياتي كُلها ؛ أرتعشت أصابع يدي وغٌصت في عينيها الغائرتين
نظرت إليَّ بطرف عينها ، نظرة سريعة خاطفه لم تستغرق سوى ثوانِ
وكأنها أستمرت تنظر إليَّ ساعات ؛ كانت نظرة شفقه قاتله !
عمتي في بيتنا منذ يومين ؛ منذ مات أبــي وهي هنا
وكأنها بهذا تُلمّح بأنها لن تتركنا وحيدين وأنها معنا
ذهب إلى المغسلة حتى أغسل لها كأس المـاء ، نظرت نظرة عابرة إلى المرآة
هزتني الهيئة التي رأيت !
وكأني أرى شخصاً آخــر ليس أنا !
لم أستطع أن أخفي آهة خافته مبحوحه
عيناي اللامعتان باتت عينا سيدة في الثلاثين من عُمرهـا !
خفضت عيني وكأني أريد الهروب من الواقع ؛ لم أعد أريد الحياة بعده
لم أذرف دموعاً كما ذرفت بالأمس ؛ تبللت وسادتي بدموع حـارة
كابرت كثيراً في اليوم الأول ، لم أظهر لأخواتي اللوعة التي أجتاحتني
لكن ما إن دخلت عليّ أختي وقالت لي بصوت باكِ مرعب : لن أراه بعد اليوم ؟ لن أسمع صوته ؟ هو الآن في القبر ؟ هاه ؟
بقيت لحظة واجمة ، أبتسمت - حتى أخفف عنها -
خفصت رأسي ، واخذ فمي يتحرك رغماً عني
أقتربت أختي مني وقالت : ألا تحسين أنك تحلمين ؟
رفعت رأسي بسرعة وقلت لها بعصبيه : يكــفيك !! كُفي عن هذا الهراء ! ألاترين بأنك ........ وأنفجرت باكية !
لم أكمل جملتي ، لم أنظر لأختي ما فعلت بعد ذلك
كل ما رأيته هو غشاوة من الدموع
وبكيـــت كما لم أبكِ من قبل !
،،،،
أستيقظت على أذان المسجد القريب لصلاة الفجر ، أصغيت جيداً لما يقوله المؤذن
كان صوتاً رخيماً ، هادئاً ، حزيناً
وكأنها المرة الأولى التي أسمع فيها أذان " أبوجراح "
تذكرت من كان يوقظنا للصلاة - أبي -
تنهدت وأبتسمت وبكيت ولا أعرف أي شعور بالضبط هو ما أنتابني في تلك اللحظه !
دخل أخي الصغير عليّ في هذه الأثناء
أختلست النظر إليه من بين دموعي !
أقتربت منه ومسحت على شعره الحريري
علّقت عينيّ بعينيه الناعستين
رغم أنه طفل الرابعة إلا أنني أحسست بأن نظرة حُزن تملأ عينيه
أبتسمت له ودمعة لازالت على خدي ، رفع حاجبيه مستفهماً
وقال بصوته الطفولي : أنا أحبك
قلت له بصوتي المبحوح : أنا أيضاً
وضممته لصدري ؛ أحسست بأننا أهملناه في هذه الظروف والأيام الصعبه
هيئته رثة للغايه ؛ لم يعد هناك من يهتم به
هممت بأن أبعده عن صدري ، لكنه كان متمسكاً بي
ذهلت !
أحسست بدمعة بارده تسيل على يدي ؛ أنــه يبكي ! بلا صوت !
أمسكت بوجهه لأتأكد هل حقاً يبكي
فإذا به مغمض عينيه وأنفه أحمر !
ضممته بقوة وقلت له : لا تبكِ يا حبيبي أنا معك ، لِمَ تبكي
أجابني بصوت خافت : لقد مات أبي !
صعقت ! لم أتوقع أن يجيب أصلاً فكيف بإجابة قاتله كهذه ؟!
يا ترى من أخبره ؟ كيف له ان يفهم معنى الموت ؟
أسئلة برأسي ؛ أوجعتني لحد الإنهيار !
في تلك اللحظه تمنيت لو مِت ولم أرى " مهند " يتيماً في هذه السن !
،،،،
آآه !
قٌمت فَزِعه من الماء البارد الذي صبه أخي على وجهي
أغمضت بعيني وفتحتها ،
أرخيت عيني وقلت وكُلي أمل بأن موعد المحكمه غـداًُ وليس اليوم !
قال لي أخي : بسرعة الجميع ينتظرون هناك منذ ساعة !
أه جلست على السرير وقلت بتكاسل : ألا يمكن أن يؤجل ليومِ آخـر ؟ أنا معتبه هذا اليوم لا سيما ...
وقطع عليها الكلام : لا الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بالإسراع بتقسيم الورث
لم أرد بشيء ! فقط لبست عبائتي وسبقته إلى السيارة
ركب السيارة بعدي بثوانِ
ألتفت عليه وتقابلت العيون بعد مدة طويلة لم تتقابل !
دققت النظر في عيني أخي " سالم " ليس هو ذاك الفتى الطائش !
أصبحت عينيه تفيض غماً وكرباً
لــم يعد هــو أبداً !
ليس هو فحسب !
أمـي أيضاً ، خِلت للحظات أنني الوحيدة التي تماسكت رغم كل ما حلّ بـي !
،،،،،،،،،،
يــتــبــع
تحيـاتـي
آيريس ;)