شاب مصري
15-09-2006, 12:11 AM
كنت نائما في الغيوم العالية
كلما تكاثفت وثقلت بالماء كانت أعضائي تتكامل
تتلاحم خيوط جسدي وتنتظم وتتجاور في شكل مصفوف
بيد البخار الشفاف والماء الرقراق كان تكويني
فاذا ما امتلأت الغيوم وتفتقت عباءتها وتبددت في نسيمها من خيوط المطر وحبات البرد
اغتسلت بنقاء الشفافية وبماء الصفاء
جففتني بقايا الرياح الممزقة
وأفرد لي سحابها سردابا وممرا الي الأرض
مع قطرات المطر المنهمرة فردت أجنحتي الشفافة وأخذت سبيلي معها
كعادتي اعتدت علي أن أغسل الجبرية بالحرية .. أزيل الكذب والتزييف لأعرض الحقيقة كما لم يعتد مشاهدتها بني البشر
وبدأت التجربة
***
دخلت عليهم جميلة رشيقة متأنقة مفعمة بالحيوية والنشاط .. تضع أجمل الألوان لتزين بها وجهها وجسدها
تفوح من ثناياها ونحورها أجمل العطور الباريسية وأقواها
أغراهم جمالها .. وشجعهم برائتها ونقاء سريرتها
نظروا اليها نظرة ذئاب جائعة
خطت خطوة صغيرة الي الخلف ومالت بجزعها الضئيل ملتفة حول نفسها
حارت عيناها الجميلتان في السهام المصوبة نحوها .. وارتسم الاستفهام بين عينيها
سال اللعاب علي شدق كل من يحوم حولها
ونظروا الي بعضهم البعض نظرة مفهومة
لم يعطوها الفرصة لطرح الاستفهام وبادروا بالاجابة .. دنت منها حركة أخيرة
كحركة غريق يتشبث بالمياه من المياه
قفزوا عليها يجردوها من نقائها .. وأسكبوا عليها من خبثهم
هتكوا عرضها .. وأفسدوا صدقها .. ألجموها فلم يعد لها صوت
طلبت منهم في البداية أن يحترموا صدقها وطهارتها
فلا شئ لديها غيره .. فلم تجد مكترثا
وتوسلت لهم فيما بعد أن يرحموا عذريتها فلم تجد أيضا مصغيا
استسلمت مضطرة بين أياديهم المكبلة لها .. وتمنت لو أعطوها الحرية بعد انتهائهم منها
لكن حتي ما أملته لم يتحقق
فما أن فرغوا منها حتي أهدروا دمائها .. وأباحوها
أسقطوا عليها سكاكينهم تبقر بطنها وتشج جسدها وتسيل دمائها
علي أسطح المكاتب والمظاريف المغلقة
وفشلت التجربة
***
لي من الأولاد ومشاكل الدنيا ما يؤرقني
وعليًّ من الديون ما يحني كاهلي ويلوي له ظهري
اغتربت في بلاد المسلمين فضاع حقي وسرق قوتي
عدت لبلدي فعملت وكدحت وأخلصت ففصلت وأُهنت وسُجنت
ذهبت له لعله ينشر أمري وصحيح خبري ويلملم لي بعضا من حقي
فتح لي درج مكتبه وأشار الي كومة من المظاريف المغلقة
وما في المظاريف المغلقة الا رزما نقدية
فيال تعاستي ويال حظ بلدي .. لقد فشلت التجربة
***
كان سامي في أخلاقه .. رفيع في مبادئه
ارتقي سلم الطهارة ليقف فوق ذات السحابة العالية
له أفكار طموحة ومبادئ وآمال شباب جامحة
يحكم دينه ويستفتي ضميره
وحينما وصل الي الصف الأمامي سرعان ما قذف كل أخلاقياته ومبادئه من فوق السحابة
لقد فشلت التجربة
***
كان يحسب علي المشايخ
أرائه شجاعة وجريئة يخشاها الجميع
ما أن هبت عليه هبائب الدولارات حتي سحبته من صومعته الي مكتب فاخر ومنصب رفيع
وفي درج ذاك المكتب، وضع ضميره وشجاعته مغلقا عليهم باحكام ومحولا نفسه الي مهرج يضحك الجميع علي أرائه في كل شاردة وواردة
لقد فشلت التجربة
***
يخبروني أنه فنان صادق
يرسم ما يحب ويكتب ما يريد
أنا ذاهب اليه .. أتوق لرؤياه والتعرف علي ألوانه
أشاهد لوحاته وأقرأ مخطوطاته .. دون حذف وتعديل .. دون شطب وتحرير
دخلت مرسمه فوجدت الألوان يمنةً ويسارا
لا
ليست ما أبغي
لم أجد ضالتي بعد
ذهبت اليه وقد وجدته منكب علي لوحة من لوحاته
هالني هِرَمه
سألته طالبا اللون الأبيض .. لون النقاء والصفاء .. لون الحقيقة دون تداخلات وتدخلات
نظر لي وقد بدا عليه العجب
عاد برأسه الي الخلف ورفع منظاره السميك أعلي أرنبة أنفه ممعنا النظر .. محاولا سبر الفراغ للوصول الي جسدي أو ضباب جسدي ليحادثه
فيسألني أي درجة من درجات الأبيض تريد؟
رفعت حاجباي ونظرت له نظرة ملؤها التساؤل
وهل للأبيض درجات؟
أجاب ساخرا "بالطبع"
"لكل واقع في حياتنا درجات .. ولكل أمر نسبية .. فلا حقيقة مطلقة ولا لون مطلق دون تداخلات"
أردف ذلك وأعطاني في يدي حفنة لا تقدر من الأنابيب تحمل المعجون الأبيض
لكنها بعشرات الدرجات
أصابني الذعر من هول التجربة وأخذتني الرهبة والرعدة في أوصار جسدي
فكلما لامست بفرشاة الفنان اللوحة .. متحديا بياضها ببياض المعجون
آملا أن يتساوي اللونانوجدت الاختلاف واضحا جليا
فشلت التجربة
تجربة الحرية والمسئولية
*********
حرية دون تكبيل
كلمة دون تبديل
رأي صادق دون تزييف وتغيير
نضج واحترام كافيين
سعادة ومباهاة بالحرية .. احترام كامل للطهارة
وحتي لا نكن في بحثنا عن الكلمة الحرة كمن يبحث عن الطهارة في سوق الدعارة
ندق الأجراس ونطلب الانصاف
----
ذلك الموضوع كنت وضعته بالعام من قبل الا أنه ضاع مع غيره من المواضيع أثناء عملية من عمليات صيانة الموقع
ولأني أحب أن أجعل لأغلب كتاباتي روابط اردت ارساله من جديد .. كذا لأني أحب تلك المقالة
تلك المقالة كنت كتبتها في غمرة ثلاث أحداث
الحدث الاول .. هو حدث غلق منتدي المنتدي ومنتديات الوسطية والساحات والقمة وصحيفة الوفاق وموقع الخيمة وقائمة طويلة من المواقع عن أهل السعودية
الحدث الثاني .. القبض علي الدكتور محسن العواجي بالسعودية دون اعلان أو سبب واحد تم ذكره تلاه القبض علي الدكتور جاسر القحطاني وخالد الراشد
الحدث الثالث .. هروب الصحفية المصرية المعارضة أميرة الملش من أجهزة أمن الدولة التي بحثت عنها رغم الاعلان عن وعود باستصدار قوانين لحرية الصحفيين
كلما تكاثفت وثقلت بالماء كانت أعضائي تتكامل
تتلاحم خيوط جسدي وتنتظم وتتجاور في شكل مصفوف
بيد البخار الشفاف والماء الرقراق كان تكويني
فاذا ما امتلأت الغيوم وتفتقت عباءتها وتبددت في نسيمها من خيوط المطر وحبات البرد
اغتسلت بنقاء الشفافية وبماء الصفاء
جففتني بقايا الرياح الممزقة
وأفرد لي سحابها سردابا وممرا الي الأرض
مع قطرات المطر المنهمرة فردت أجنحتي الشفافة وأخذت سبيلي معها
كعادتي اعتدت علي أن أغسل الجبرية بالحرية .. أزيل الكذب والتزييف لأعرض الحقيقة كما لم يعتد مشاهدتها بني البشر
وبدأت التجربة
***
دخلت عليهم جميلة رشيقة متأنقة مفعمة بالحيوية والنشاط .. تضع أجمل الألوان لتزين بها وجهها وجسدها
تفوح من ثناياها ونحورها أجمل العطور الباريسية وأقواها
أغراهم جمالها .. وشجعهم برائتها ونقاء سريرتها
نظروا اليها نظرة ذئاب جائعة
خطت خطوة صغيرة الي الخلف ومالت بجزعها الضئيل ملتفة حول نفسها
حارت عيناها الجميلتان في السهام المصوبة نحوها .. وارتسم الاستفهام بين عينيها
سال اللعاب علي شدق كل من يحوم حولها
ونظروا الي بعضهم البعض نظرة مفهومة
لم يعطوها الفرصة لطرح الاستفهام وبادروا بالاجابة .. دنت منها حركة أخيرة
كحركة غريق يتشبث بالمياه من المياه
قفزوا عليها يجردوها من نقائها .. وأسكبوا عليها من خبثهم
هتكوا عرضها .. وأفسدوا صدقها .. ألجموها فلم يعد لها صوت
طلبت منهم في البداية أن يحترموا صدقها وطهارتها
فلا شئ لديها غيره .. فلم تجد مكترثا
وتوسلت لهم فيما بعد أن يرحموا عذريتها فلم تجد أيضا مصغيا
استسلمت مضطرة بين أياديهم المكبلة لها .. وتمنت لو أعطوها الحرية بعد انتهائهم منها
لكن حتي ما أملته لم يتحقق
فما أن فرغوا منها حتي أهدروا دمائها .. وأباحوها
أسقطوا عليها سكاكينهم تبقر بطنها وتشج جسدها وتسيل دمائها
علي أسطح المكاتب والمظاريف المغلقة
وفشلت التجربة
***
لي من الأولاد ومشاكل الدنيا ما يؤرقني
وعليًّ من الديون ما يحني كاهلي ويلوي له ظهري
اغتربت في بلاد المسلمين فضاع حقي وسرق قوتي
عدت لبلدي فعملت وكدحت وأخلصت ففصلت وأُهنت وسُجنت
ذهبت له لعله ينشر أمري وصحيح خبري ويلملم لي بعضا من حقي
فتح لي درج مكتبه وأشار الي كومة من المظاريف المغلقة
وما في المظاريف المغلقة الا رزما نقدية
فيال تعاستي ويال حظ بلدي .. لقد فشلت التجربة
***
كان سامي في أخلاقه .. رفيع في مبادئه
ارتقي سلم الطهارة ليقف فوق ذات السحابة العالية
له أفكار طموحة ومبادئ وآمال شباب جامحة
يحكم دينه ويستفتي ضميره
وحينما وصل الي الصف الأمامي سرعان ما قذف كل أخلاقياته ومبادئه من فوق السحابة
لقد فشلت التجربة
***
كان يحسب علي المشايخ
أرائه شجاعة وجريئة يخشاها الجميع
ما أن هبت عليه هبائب الدولارات حتي سحبته من صومعته الي مكتب فاخر ومنصب رفيع
وفي درج ذاك المكتب، وضع ضميره وشجاعته مغلقا عليهم باحكام ومحولا نفسه الي مهرج يضحك الجميع علي أرائه في كل شاردة وواردة
لقد فشلت التجربة
***
يخبروني أنه فنان صادق
يرسم ما يحب ويكتب ما يريد
أنا ذاهب اليه .. أتوق لرؤياه والتعرف علي ألوانه
أشاهد لوحاته وأقرأ مخطوطاته .. دون حذف وتعديل .. دون شطب وتحرير
دخلت مرسمه فوجدت الألوان يمنةً ويسارا
لا
ليست ما أبغي
لم أجد ضالتي بعد
ذهبت اليه وقد وجدته منكب علي لوحة من لوحاته
هالني هِرَمه
سألته طالبا اللون الأبيض .. لون النقاء والصفاء .. لون الحقيقة دون تداخلات وتدخلات
نظر لي وقد بدا عليه العجب
عاد برأسه الي الخلف ورفع منظاره السميك أعلي أرنبة أنفه ممعنا النظر .. محاولا سبر الفراغ للوصول الي جسدي أو ضباب جسدي ليحادثه
فيسألني أي درجة من درجات الأبيض تريد؟
رفعت حاجباي ونظرت له نظرة ملؤها التساؤل
وهل للأبيض درجات؟
أجاب ساخرا "بالطبع"
"لكل واقع في حياتنا درجات .. ولكل أمر نسبية .. فلا حقيقة مطلقة ولا لون مطلق دون تداخلات"
أردف ذلك وأعطاني في يدي حفنة لا تقدر من الأنابيب تحمل المعجون الأبيض
لكنها بعشرات الدرجات
أصابني الذعر من هول التجربة وأخذتني الرهبة والرعدة في أوصار جسدي
فكلما لامست بفرشاة الفنان اللوحة .. متحديا بياضها ببياض المعجون
آملا أن يتساوي اللونانوجدت الاختلاف واضحا جليا
فشلت التجربة
تجربة الحرية والمسئولية
*********
حرية دون تكبيل
كلمة دون تبديل
رأي صادق دون تزييف وتغيير
نضج واحترام كافيين
سعادة ومباهاة بالحرية .. احترام كامل للطهارة
وحتي لا نكن في بحثنا عن الكلمة الحرة كمن يبحث عن الطهارة في سوق الدعارة
ندق الأجراس ونطلب الانصاف
----
ذلك الموضوع كنت وضعته بالعام من قبل الا أنه ضاع مع غيره من المواضيع أثناء عملية من عمليات صيانة الموقع
ولأني أحب أن أجعل لأغلب كتاباتي روابط اردت ارساله من جديد .. كذا لأني أحب تلك المقالة
تلك المقالة كنت كتبتها في غمرة ثلاث أحداث
الحدث الاول .. هو حدث غلق منتدي المنتدي ومنتديات الوسطية والساحات والقمة وصحيفة الوفاق وموقع الخيمة وقائمة طويلة من المواقع عن أهل السعودية
الحدث الثاني .. القبض علي الدكتور محسن العواجي بالسعودية دون اعلان أو سبب واحد تم ذكره تلاه القبض علي الدكتور جاسر القحطاني وخالد الراشد
الحدث الثالث .. هروب الصحفية المصرية المعارضة أميرة الملش من أجهزة أمن الدولة التي بحثت عنها رغم الاعلان عن وعود باستصدار قوانين لحرية الصحفيين