المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحياة الأسرية دَهَـنَـتْـنِي بالطِّـيب !



إسلامية
17-09-2006, 03:10 AM
http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_20050424013730307f4443296.gif





دَهَـنَـتْـنِي بالطِّـيب !

.





النفس البشرية تُحب الجمال ، وتتعلّق به .




ولذا حُبب إلى النبي صلى الله عليه وسلم النساء والطِّيب .



فليس من نفس إلا وهي تُحب الجمال ، وتكره الابتذال .


وما مِن نفس طَيّبة إلا وهي تُحبّ الطِّيب .





قال ابن القيم رحمه الله :
فإن الطَّـيِّب لا يُناسبه إلا الطِّيب ، ولا يَرضى إلا به ، ولا يَسكن إلا إليه ، ولا يطمئن قلبه إلاَّ به ... وكذلك لا يَخْتَار من المناكح إلا أطيبها وأزكاها ، ومن الرائحة إلا أطيبها وأزكاها ، ومن الأصحاب والعُشراء إلا الطيبين منهم ؛ فَرُوحُـه طيب ، وبَدَنه طيب ، وخُلُقه طيب ، وعمله طيب ، وكلامه طيب ، ومطعمه طيب ، ومشربه طيب ، وملبسه طيب ، ومنكحه طيب ، ومدخله طيب ، ومخرجه طيب ، ومُنْقَلبه طيب ، ومثواه كله طيب .. . اهـ .







والنساء شقائق الرجال ، فإنهن يُرِدْن ما يُريده الرِّجال ..




وليس تجمّل الرَّجُل للمرأة عيباً أو بِدعاً من الأفعال .



فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم





إذا دخل بيته بدأ بالسِّواك – كما في صحيح مسلم – ليكون صلى الله عليه وسلم طـيّب الفـمّ ، زَكيّ الرائحة .





وكان عليه الصلاة والسلام يتطيّب لنسائه .



قالت عائشة رضي الله عنها : كنت أُطـيّب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيطوف على نسائه ، ثم يصبح مَحْرِماً ينضخ طِيباً . رواه البخاري ومسلم .


قال ابن القيم :

وكان صلى الله عليه وسلم يُكثِر التطيب ويُحِبّ الطيب .

وقال :

وكان يُكثِر التطيب ، وتشتدّ عليه الرائحة الكريهة ، وتشقّ عليه ، والطيب غذاء الروح التي هي مطية القوى تتضاعف وتزيد بالطِّـيب ، كما تزيد بالغذاء والشراب والدَّعَـة والسرور ومُعاشرة الأحبة وحدوث الأمور المحبوبة ... والمقصود أن الطِّـيب كان من أحب الأشياء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وله تأثير في حفظ الصِّحة ، ودَفْع كثير من الآلام وأسبابها ، بسبب قوة الطبيعة به . اهـ .







قال ابن عباس : إني لأتزين لامرأتي كما تتزيّن لي ، وما أحب أن أستَنَظِف كل حقي الذي لي عليها ، فتستوجب حقها الذي لها عليّ ، لأن الله تعالى قال : (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) .




والشاهد وله : " وما أحب أن أستَنَظِف كل حقي الذي لي عليها " فهو ينظر للمسألة نَظْرَة موازنة ، فإنه إذا أخَذَ الحقّ كاملا لزِمه أداء الواجب كاملاً .



ومعنى " أستنظِف " أي آخذ حقي كاملاً .



قال يحيى بن عبد الرحمن الحنظلي : أتيتُ محمد بن الحنفية ، فَخَرَجَ إليّ في ملحفة حمراء ،





ولحيته تَقْطُر من الغَالِيَة ، فقلت : ما هذا ؟! قال : إن هذه الملحفة ألْقَتْها عليّ امرأتي ، ودَهَنَتْنِي بالطيب ، وإنهن يَشْتَهين منّا ما نَشْتَهيه مِنْهُنّ .




قال القرطبي في التفسير :







" قال العلماء : أما زينة الرجال فعلى تفاوت أحوالهم ، فإنهم يَعْمَلون ذلك على اللَّبَق والوفاق ، فربما كانت زينة تَلِيق في وقت ولا تَلِيق في وقت ، وزينة تَلِيق بالشباب ، وزينة تَلِيق بالشيوخ ولا تَلِيق بالشباب ، ألا ترى أن الشيخ والكهل إذا حفّ شاربه ليق به ذلك وَزَانَه ، والشاب إذا فعل ذلك سَمج ومُقِت ، لأن اللحية لم توفر بعد ، فإذا حفّ شاربه في أول ما خَرَجَ وجهه سمج ، وإذا وفرت لحيته وحفّ شاربه زانَه ذلك ، وكذلك في شأن الكسوة ، ففي هذا كله ابتغاء الحقوق فإنما يُعْمَل على اللبق والوفاق ، ليكون عند امرأته في زينة تَسُرّها ، ويُعِفُّها عن غيره من الرجال ، وكذلك الكحل من الرجال ، منهم من يَلِيق به ، ومنهم من لا يليق بهم ، فأما الطيب والسِّواك والخلال والرَّمي بالدَّرن وفُضُول الشَّعر والتطهير وقَلْم الأظفار ، فهو بَيِّنٌ مُوافق للجميع ، والخضاب للشيوخ ، والخاتم للجميع من الشباب والشيوخ زِينة ، وهو حُليّ الرجال ... ثم عليه أن يَتَوخَّى أوقات حاجتها إلى الرجل فيُعفها ويُغنيها عن التطلّع إلى غيره " . اهـ .



و " الخِلال " هو إخراج ما بين الأسنان من بقايا الطعام ، وفي الحديث : حبذا المتخلِّلُون من أمتي . رواه الطبراني في الأوسط ، وهو في صحيح الترغيب .







فالنّفس لا شك تُحب الجمال ، وترغب في الروائح الزكيّة ، فالزوج يَسُرّه أن تكون زوجته عَطِرَة ، وهو يَبِيت بروائح تتقزز منها النفوس ، وتَنْفُر منها الطِّباع ، بل وتأباها السباع !! أو يكون ممن لا يَعتَنِي بأسنانه فتَفُوح منها روائح تُسبب في نُفُور زوجته منه .




فينبغي للأزواج العناية بمظاهرهم ، والتّجمّل لنسائهم ، فكما يُريد الرجل من زوجته أن تتجمّل له فليتجمّل لها ليكون ذلك أدعى لغضّ بصرها ، وإعفاف نفسها .



وقد بلغتني شكوى غير واحدة من النساء أن أزواجهن يتجمّلون ويتطيّبون عند خروجهم فحسب .







حتى قالت إحداهن : اشتريت طيبا وأهديته لزوجي ، وقلت له : تطـيّب منه لي !



والأمر كما قال محمد بن الحنفية رحمه الله : وإنهن يَشْتَهين منّا ما نَشْتَهيه مِنْهُنّ .







فتجمّل لزوجتك .. لتكسب قلبها ..



وأحبّها .. تُبادِلك الشّعور ..

وأغنِها عن النّظر إلى غيرك ..





فإن الحياة الزوجية بمثابة الرّصيد البنكي !

إن أَخَذْتَ منه ، ثم أَخَذْتَ منه .. فإن مآله إلى الـنّفاد .. ومصيره إلى الانتهاء ..






حينها تَطلب المال فلا تحصل عليه .. وتبحث عن عَصَب الحياة فلا تجده .



وهكذا الحياة الزوجية






إذا أخَذّتَ فأعْـطِ

وإذا أُعطِيتَ فقابِل





وهذا من شُكر المعروف ، ومُكافأة الْمُحسِن .







وفي الحديث : من صنع إليكم معروفا فكافئوه ، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تُروا أنكم قد كافأتموه . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي .




عبدالرحمن السحيم





http://www.al-wed.com/pic-vb/218.gif

فريـــســـكـــا
26-09-2006, 04:38 PM
السلام عليكي ورحمته و بركاته

بارك الله فيكي يا أختي على موضوعك القيم والهادف

وجعل الله الإستفاده منه في ميزان حسناتك إن شاء الله :)

مستر حريقة
26-09-2006, 07:07 PM
بارك الله فيكي اختي اسلامية

وشكرا لك على مواضيعك المميزة;)

N R

aakapel
17-10-2006, 04:43 PM
فتجمّل لزوجتك .. لتكسب قلبها ..


وأحبّها .. تُبادِلك الشّعور ..





فإن الحياة الزوجية بمثابة الرّصيد البنكي !


إن أَخَذْتَ منه ، ثم أَخَذْتَ منه .. فإن مآله إلى الـنّفاد .. ومصيره إلى الانتهاء ..






حينها تَطلب المال فلا تحصل عليه .. وتبحث عن عَصَب الحياة فلا تجده .








جمل رائعة ..أعجبتنى

جزاك الله كل الخير..الأخت الافضلة

والله يعننا على تنفيذ ما بها .. إن شاء الله

غالي الساهر
24-10-2006, 07:01 PM
مرحبا أختي أسلامية :)

كالعادة أجد هنا وفي باقي الأقسام مواضيعك المتميزة دائماً

لا تحرمينا من الأستفادة دوماً

تحياتي
غالي الساهر

إسلامية
02-11-2006, 09:10 AM
اخوتي وخواتي الكرام
فريـــســـكـــا
Will Smith
aakapel
غالي الساهر
جزاكم الله خير الجزاء
شكرا على مروركم الجميل
بارك الله فيكم نفع بكم