المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حـول حــوار الأديــان والحضـارات والثقافــات



ونيس الليل
18-09-2006, 02:20 AM
حـول حــوار الأديــان والحضـارات والثقافــات
أمجاد يا عرب أمجاد *** إسلامنا تاريخ أجداد

المتتبع لتاريخ الأمة العربية والإسلامية يعلم جيداً أن هناك عنصران مهمان يجب أن يلتقيان مع بعضهما البعض ، ألا وهما الجسد والروح فلا يمكن أن نتصور أحد هذان العنصران يحيا بدون الآخر فالأمة العربية بتاريخها العريق والتي كانت أساس التكوين البشري في العالم حيث كان ذلك بقرار إلهي وليس بشري ويكمن ذلك في أن أول إنسان نزل من السماء
( الجنة ) والذي لا تختلف عليه الأديان السماوية ولا البشرية عامة ، وهو سيدنا ( آدم ) سيد الخلق .
وكان أول لقاء بين البشرية في أرض عربية حيث التقى آدم بحواء على جبل عرفات وأين يقع جبل عرفات ؟ إنه يقع في الجزيرة العربية فالمجد للأمة العربية أساس الإنسانية لأنها اختيرت من الله سبحانه وتعالى لفصاحة لغتها وصدق أهلها وكرم ناسها والمثل العليا في عاداتها وتقاليدها . إذن إنها قيمة إنسانية عززها الله سبحانه وتعالى حيث كانت الأديان السماوية ومنها الدين اليهودي والدين المسيحي إلا تمهيداً لنزول الدين الإسلامي الحنيف ، فنزلت الأديان السماوية على الأرض العربية واختار الله الأنبياء والرسل منها . ابتداءً من سيدنا نوح وإبراهيم وحتى سيدنا موسى عليهم السلام وسيدنا عيسى عليه السلام وخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد () .حيث اختاره الله من أصلاً عربياً ومن أكبر قبائل العرب
( قبيلة قريش ) ونزل عليه القرآن بلغة عربية وذلك من أجل فصاحتها وقوة نحوها وقواعدها السليمة وجمال تعبيرها ، فالمجد كل المجد للأمة العربية حيث شاهدت الأرض العربية أسمى وأنبل الأحداث البشرية وأهمها السيرة النبوية ونزول الأديان السماوية عليها فبذلك لم يختار الله عواصم ومدن كبيرة موجودة الآن ولا أراضيها المقامة عليها . وهذه هي إرادة الله سبحانه وتعالى أكرم بها الجنس العربي فإننا نؤمن بجميع الأديان السماوية والأنبياء والمرسلين لا نفرق بين أحد منهم وهذه هي الأخلاق والقيم والمثل العليا التي تعلمناها من نبينا ورسولنا الكريم محمد () .
ونأتي إلى لب موضوعنا ، ألا وهو ( الجسد والروح ) إننا نخاطب جميع العقول بشتى أنوعها واختلافاتها . إذا كانت تؤمن وتصدق بوجود الله سبحانه وتعالى بما فيهم المتطرفين اليهود والمسيحيين وحتى المسلمين منهم إننا نستنتج من كل ذلك الآتي :
إن الأمة العربية هي الجسد المتحرك والأصل من خلال الروح والتي أساس حركة هذا الجسد فروح الأمة العربية النابض هو ( الإسلام ) . فلا يجوز التفريق بينهما أي بين الأمة العربية والإسلام فمهما اختلفت الآراء تبقى هي الحقيقة بعينها لسبب بسيط وهو الذي ذكرناه سلفاً لقصة سيدنا آدم عليه السلام والأحداث التاريخية والدينية التي شاهدتها المنطقة العربية على مر السنين والعصور بل الأصح من بداية تكوين الجنس البشري ونزول سيدنا آدم عليه السلام للأرض والتقاءه بالأم حواء في جبل عرفة وعلى أرض عربية ، من هنا نريد أن نؤكد للعالم أجمع من خلال حوار الحضارات والأديان والثقافات أن ( الروح والجسد ) هما الأصل والهدف كانا من الله سبحانه وتعالى ولم يكونا من صنيع البشر وبهذا نمجد اليوم تاريخ الآباء والأجداد والملاحم البطولية التي خاضوها على مر السنين والعصور وصنعوا التاريخ المُشرف من أجل الدفاع عن الوطن والأرض والعرض والشرف حيث نصل إلى معاناة الشعوب والأمم والقوميات التي عانت من ويلات الحروب والغزو والاستعمار ونُكل بها وشُردوا أطفالها وماتوا شيوخها رجالاً ونساءً ، فتحية عز ومجد للذين قاتلوا دفاعاً عن أوطانهم وفُرض عليهم القتال بسبب الظلم والغبن والقهر والعسف .
ونحن في هذا اليوم نُحيي تاريخ آباؤنا وأجدادنا وعلى رأسهم شيخ الشهداء ( عمر المختار ) وأحمد عرابي وسعد زغلول وعبد القادر الجزائري وعبد القادر الحسيني - رحمهم
الله - والذين معهم دفعوا أرواهم ودمائهم في سبيل رد ودحر العدو الغاشم الذي استباح أوطانهم وعرضهم وشرفهم فأمجاد يا أمة العرب والإسلام بالثورة التي علمت الأجيال هذه الحقيقة والتي كافحت وناضلت من أجل الوحدة العربية والإسلامية ومن أجل تأسيس تكتلاً دخل التاريخ وهو منظمة دول عدم الانحياز وأممت قناة السويس وطردت الاستعمار من البلاد ودخلت حروب مشرفة يشهد لها التاريخ دفاعاً عن الحقوق التي كانت مسلوبة من قبل الاستعمار البغيض ، وحققت ما كان مستحيلاً في الماضي وأصبح واقعاً في الحاضر ملموساً ببناء السد العالي وتطوير الجيش المصري وترجيع الأراضي الزراعية إلى الفلاحين والمزارعين والحفاظ على كرامة المواطن العربي وبالرغم من العدوان الثلاثي لم تستسلم للاستعمار البغيض الذي كان يُريد لنا المهانة والمذلة ، ولكن بفضل الله انتصرت الثورة وقائدها الزعيم الراحل
( جمال عبد الناصر ) بثورة الثالث والعشرين من يوليو المجيدة ، فالوداع يا حبيب الملايين .. الوداع … ثورتك ثورة رجال ... عشتها ... وسوف تعيشها الأجيال ... من جديد .

فأمجاد يا أمــة العـرب والإسلام .. أمجـــاد
من أجل إحياء تاريخ الأجداد

منقول من كتابات
أ/ رشــاد علـي درميـــش
طبرق / ليبيا