المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحق هو الأقوى دائما



إبن رجب
18-09-2006, 10:04 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد



فإن الحق أقوى إذا كان له جند شداد ويحمله رجال صدق (( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )) الأحزاب 23 .
والباطل ضعيف وإن انتفشت وعلت رغوته . أو تطاول وارتفعت رايته وصدق من قال :
أعيذها نظرات منك صادقة --- أن تحسب اللحم فيمن شحمه ورم
وأورام الباطل منتفخة دائما ، وهالاته دخانية دائما ، وقواته مرتعشة جبانة ومستشاروه ونصاحه ، منافقون مصلحيون ، لا حلوم ولا عقول ولا وفاء أو إخلاص تغره أهواءه وشهواته ، وهالاته وحواشيه يظن أنه بذلك يلفت الناس عن الحق وهو مخدوع (( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد )) آل عمران 196 .
ويصور القرآن أصحاب الباطل في لوحة تعبيرية لا تحتاج إلى تعليق لإيحائها الصارخ فيقول
(( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون )) المنافقون 4 .
وإياك يا صاحبي أن تقول إن هذا حديث نظري ، لا ، بل هو عملي تراه كل يوم وتسمع به في كل نظام سلطوي ، تخدمه الجيوش الكثيفة بدباباتها وطائراتها وخيلها ورجلها ، وتخدمه شرطة هائلة مدربة مدججة مسعرة لا هم لها إلا حماية تلك السلطة المدللة وترعاه أنظمة مباحثية عارمة معلمة مسلطة تستبيح كل شيء ولا ترعى إلاّ ولا ذمة ، هذا فضلا عن أنظمة للمخابرات بأجهزة تهتك كل شيء ، وتفضح الأسرار وتحصي الأنفاس ، كل هذا تخدمه جولة إعلامية داوية تنعق ليلا ونهارا وتهرف بما تعلم وما لا تعلم تتمتع بالحقد على كل مصلح ، والإفساد لكل صالح ، والعمالة لك دخيل أو مسلط ، والتبني لكل أطروحة شرود وخطاب مشبوه ، وسراب موهوم .
كل هذا القهر وهذه السطوة وهذا الغرور .. ولكن الحق أقوى لأنه ناموس البقاء وقانون الصلاح وسبيل النهضة والحضارة الحقة ، لأنه ميزان العدل وشرف الضمير ، وبرد الفطرة ، ومن أجل هذا يبرز في وسط الظلام رجال قلة وفتية يعدون على الأصابع يهزمون كل هذا الباطل ويصرعونه ، وتسمعه قبل أن يصرع يولول ويملأ الدنيا صراخا ويهذي كالمحموم ويصيح كالمجنون ويستعين حتى بالشيطان ولا مغيث ، ويندم عند القارعة ولات ساعة مندم . كل هذا حقيقة تسمع بها كل يوم عند تهاوي عروش وسقوط أنظمة .... وقيام أخرى ، ينتظمها قانون البقاء أو ناموس الحياة (( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتهم فلها )) الإسراء 7 .
(( وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام )) إبراهيم 45 .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم






منقول ... من
مكتبتي