المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر و نثر مشاعر إنسانية



turki1984
06-10-2006, 11:56 PM
أعد شاب لنفسه كوبا من القهوة , و حمله لغرفته وجلس على كرسي مكتبه , و أخذ يتأمل في الأشكال الهلامية المتكونة من البخار المتصاعد من القهوة .........


" أنه شاب يبلغ من العمر22 سنة, لديه مشاعر وعواطف يريد أن يغرّق بها فتاة , و فيه نفس الوقت يريد أن تغرفه في عواطفها , يريد أن يعيش في "حالة حب" , يتمنى أنه كلما وضع رأسه على وسادته يعرف بوجود فتاة في هذه الدنيا تفكر فيه , من كل ملايين الشباب اختارته هو لتفكر به , فتاة يرى من خلالها الدنيا كلها . كل كلمة تحوي حرف من أحرف أسمها يذكره بها . كل عين .. كل أنف .. كل فم جميل يراه يتذكرها .فتاة تسأل عن كل شئ في حياته , تريد أن تعيش كل لحضه من حياته التي فاتتها , تقلق من أجله , تسعد لما تسمع حديثه و لا تريد أن يسكت ابدآ .وهو ... يتمنى انه دمعة ساقطة من عينها , دمعة تُخلق في عينها , وتعيش على خدها وتموت على شفتيها, يجلس لساعات يحادثها , لا قيمة للزمن معها , يترك نومه و يسهر لمجرد سماع كلامها لان حديثها يريحه أكثر من النوم , ولان وجوده معها حلم جميل لا يستطيع أن يحصل عليه في منامه ابدآ , يحاول كل جهده لاغتصاب ابتسامه منها لان ابتسامتها ترد الروح له .. يحاول جاهدا إسعادها ... , كلامها – بعد أن تفرغ منه - يعاد مرات ومرات في عقله ... يكتب اسمها على كل ورقة تصادفه .... يحبها ... يعشقها ... يهيم بها ... ولـــكـــن ... "

" ولـكـــن ... هل من الممكن انه تكون أحلامه هذه مجرد أوهام !! أن أفكاره هذه كلها في الخيال و في الروايات الرومانسية الغير واقعية !! أفكار لا تنفع أن تكون موجودة في مجتمعنا, لان رؤية المجتمع لعلاقة الولد والبنت هي رؤية جنسيه بحتة , و معهم حق في هذه الرؤية , لأنه في أغلبية العلاقات يكون هدف الشاب انه يغلط على البنت !! يستدرجها و يمسك عليها شئ و يهددها و يغلط عليها و يرميها زي الجورب القذر , و في نفس الوقت البنات , ليسوا دائما هم الضحايا , - و مو دايمن هم " البسس المغمضة"- , فيه بنات خبث الوحدة فيهم مثل خبث ألف ولد , دهاء , كيد , استغلال , تلاقي الولد عايش في حلم رومانسي معها وهي تضحك عليه و في النهاية ترميه بعد ما تكون استغلته , بعد أن تتحطم القصور التي بناها في مخيلته .. لذا وجب على كل فتى أن يحذر من أي فتاة ... وكل فتاة أن تحذر من كل فتى ... في مجتمع كفر بالمشاعر الإنسانية و أمن بالمتع الجسدية ............."


أفاق الشاب من خواطره و قد انتبه الى مرارة كوب القهوة الذي انتهى منه ... لقد أنسته مرارة الحال مرارة قهوته ....