المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : توقفوا عن التفكير أرجوكم.



nabkawe
16-10-2006, 02:54 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



توقفوا عن التفكير


===========
قصة تمهيدية
===========

1 ) بينما كان مازن متجها ً إلى متجر الأحذية شاهد أحد أقربائه في الطرف الآخر من

الشارع ، قام ذلك القريب بالنظر إلى مازن بشكل عابر وتابع سيره !!!


2 ) بعد أسبوع اتصل مازن بقريبه ودعاه إلى منزله إلا أن قريبه اعتذر عن الحضور مع

بعض الجفاف .


3 ) حاول مازن العودة بالزمن ليرى إن كان هناك سببا ً ما دعا قريبه للتصرف على

هذا النحو دون جدوى


4 ) ومع أنه لم يخطأ بحقه كما يذكر ، فقد نظر إليه بكل تكبر بالشارع ، كما أنه أغلق

السماعة بقوة بعد أن كلمه بجفاف بالغ .


5 ) أعمل مازن تفكيره في وقاحة قريبه و وقاحة تصرفه ، ومن ثم وبعد طول تفكير

خلص إلى استجابة معينة ، ألا وهي تجاهل ذلك القريب نهائيا ً


6 ) بعد عدة سنوات تراكمت بعض الأمور الصغيرة بين مازن و ذلك القريب ، ومع أن

ذلك القريب قد تحدث وعامل مازن بلطف خلال تلك الفترة ، إلا أن حقد مازن ازداد

أضعافا ً مضاعفة مع كل موقف سلبي يصدر عن ذلك القريب بينما لم يخفف أي

تصرف حسن من ذلك القريب من حدة ذلك الحقد


7 ) إن ذلك القريب بالمقابل لاحظ تصرفات مازن الغريبة تجاهه ، ولاحظ تجاهل مازن

له وعدم دعوته له إلى أية مناسبة حتى في المناسبات الضخمة !


8 ) أعمل القريب فكره ليخلص إلى استنتاج غريب ولكنه ممكن ، هو يعتقد بأن مازن

يغار من نجاحه المبهر في العمل فمازن يملك محل بقاله متواضع بينما يملك القريب

عدة متاجر للألبسة وهذا سبب منطقي لغيرة مازن وبالتالي تجاهله الغريب للقريب


9 ) ثلاثون سنة وأبناء مازن لا يعلمون حقا ً ما هو سبب عدائهم مع هذا القريب و

قد خلص تفكيرهم إلى أنه لا بد أن هذا الشخص أذنب ذنبا ً لا يغتفر ، فكلما

حاولوا التحدث عنه مع والدهم احمر وجهه و تضايق و أظهر رغبته في تغيير الحديث


10 ) قبل ثلاثون سنة ، كان ذلك القريب مضغوطا ً في عمله وخاصة ً بافتتاحه لمحله الخاص وكان أثناء

سيره يبحث مع نفسه طرقا ً لحل مشاكله بالعمل ، الأمر الذي ألهاه عن إدراك الشخص الذي نظر

إليه ، ونتيجة لاضطراره للعمل ساعات إضافية فإن مزاجه لم يكن جيدا ً كفاية للرد

بطريقة تملؤها السعادة على هاتفه ، كما أنه لم يكن متفرغا ً من الأساس لزيارة منزل مازن ...



نهاية القصة.


===========
هل هذا أمر شائع
===========

إن ما قرأتموه هو واقع يعاش كل يوم ٍ في مجتمعنا ، حتى أصبحت وصية أحد الآباء إذا

توفاني الله لا تسمح لفلان ٍ بالدخول إلى خيمة العزاء ...!!!

إن هناك صلات رحم في بلادنا لم توصل منذ أكثر من عشر سنين !

والأمر يسوء أكثر حين يتوارث الأبناء حقد الآباء كما حدث ويحدث وقد يحدث .!


===========
تحليل القصة والواقع معا ً
===========

إن كلا المقطعين 1 و 2 ، يتحدثان عن أخطاء يقع فيها أي شخص وبكثرة وعلى الأغلب هي أخطاء غير مقصودة وعفوية والأمر الأخطر من ذلك أن لها عدة تفسيرات
أما المقطع 3 ، فهو يتحدث عن أول عملية تفكيرية يتخذها الشخص لدينا ، البحث عن

الأسباب وهذه المرحلة هي بداية الحل أو المشكلة ...
إن المقطع 4 ، هو النتيجة الخاطئة للعملية التفكيرية الأولى ، وقد اقتبست من هذا

المقطع عنوان موضوعي ( توقفوا عن التفكير ) .

إن العقل الإنساني يستطيع ابتكار التفسيرات ولكنه لا يستطيع دائما ً أن يبتكر

التفسيرات الحقيقية وهنا تكمن المشكلة ، إن شحنة الغضب سوف تدفع بمازن

( أو بمن يمثله في المجتمع ) إلى زيادة التفكير والتدقيق في صغائر الأمور التي حدثت ،

حتى أنه قد يضيف بعض البهارات للقصة كالتكبر وسرعة إغلاق السماعة وخاصة حين

يتحدث مازن إلى غيره حول هذا الموضوع .
في المقطع 5 يقرر مازن ( أو من يمثله في المجتمع ) التصرف على نحو معين بناء على تصرفات قريبه الوقحة ، وفي أغلب الأحيان ولأنه الخيار الأسهل يتخذ أغلب الأشخاص التجاهل أو العداء غير المباشر

بدلاً من التصارح والاستفسار المباشر عن حقيقة الأمر

المقطع 6 يوضح كيف أن التفكير الخاطئ أو السلبي سوف يغطي محاسن قريب مازن ، حتى لو كانت

نسبة التصرفات الإيجابية تفوق نسبة البوادر السلبية بكثير
المقطع 7 يلقي الضوء على نفس الخطأ ولكن من جهة قريب مازن ، فبعد لعبة

التجاهل التي لعبها مازن أحس القريب بما جرى و هناك احتمالان شائعان ها هنا ، إما يلجئ القريب

إلى خطة التجاهل أو العداء ، أو أن يقوم بمصارحة مازن والاستفسار عن سبب تجاهله له .

وكما قلت سابقا ً ، تعمد شريحة كبيرة من الناس إلى الخيارات السهلة الخالية من المواجهة المباشرة
المقطع 8 هو النتيجة الخاطئة للعملية التفكيرية الأولى بالنسبة للقريب ، وكما قلت سابقا ً فإنالاستنتاجات التي قد يخلص إليها العقل البشري قد تكون منطقية جداً ولكن للمنطق أوجه عدة . ورغم

أنكم لاحظتم من خلال سير القصة بأن موضوع الغيرة أمر لم يتطرق له مازن ، إلا أن هذا التفكير

الزائد و الخاطئ أدى لمعاملة القريب لمازن بالمثل

المقطع 9 التفكير الخاطئ ونتائجه قد تتوارثه أجيال كاملة ، والمشكلة حينها بأن الأجيال اللاحقة لن تدري أبداً حقيقة المشكلة وبالتالي لا تتوقعوا أن يأتي يوماً وتحل المشكلة بين الذريتين ، وكل هذا

بسبب التفكير ... الزائد اللزوم بالطبع!

المقطع 10 ، هناك دائماًَ مبررات لتصرفات الآخرين ، فكما ترون من خلال سير القصة بأن القريب لم يكن مذنبا ً في الحقيقة ... بينما كان الذنب الحقيقي هو التفكير الزائد عن اللزوم في التصرفات

البشرية و حتى حين يكون الشخص مذنباً في الحقيقة فله أيضا ً مبرراته

استثناء: أحيانا ً قد تكون توقعاتنا مصيبة وتفكيرنا الزائد محقا ً وقد يكون قريب مازن قد تجاهل مازن عن قصد ، ولكن فهل هذا يفسر استجاباتنا الخاطئة ؟ سوف أدعها لكم هذه المرة ===========
أية حلول ؟
===========

إن الصراحة والمبادرة والمواجهة المباشرة مع كثير من التفهم وكثير من التسامح و جزء لا بأس به من التنازل قد يحول ألد الأعداء وأكبر الحاقدين إلى صديق عزيز وأخ محب وفرد من أفراد العائلة ...

بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا

وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {103} وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ

وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {104}}

صدق الله العظيم




===========
بـالـخـتـام
===========

إن القصة والموضوع هما جهد شخصي دون أي نقل ٍ أو اقتباس

وهو إستجابة لطلب جاء في أحد المواضيع بالتخفيف من المواضيع المنقولة والإعتماد

على المجهود الشخصي في الكتابة , أرجوا أن يعجبكم الموضوع وأن تعجبني الردود

أيضا ً وحبذا أن تكون الردود عبارة عن حلول لهذه المشكلة أو إقتراحات لمناقشة

أخطاء شائعة كهذه ، لأن شكركم قد وصلني بمجرد قراءتكم للموضوع ...

وكهدية لمتابعتكم للموضوع حتى النهاية تفضلوا هذه الخلفية
وهي من تصميمي بنسبة 98% ...
http://www.alnabkvb.net/vb/uploaded/295_1160673524.jpg

T.A.
25-10-2006, 11:38 PM
في منتهى الابداع ويحاكي الواقع بالفعل

لكن عنوان الموضوع مبالغ فيه قليلاً
لماذا لا يكون" سوء الظن" مثلاً

عموماً جزاك الله خير اخي وموضوع تشكر عليه

dream catcher
26-10-2006, 12:19 AM
الموضوع كله كان يمكن ينحل اذا مازن سال قريبه عن سبب
تصرفاته الغريبة

وما اعتقد انه موقف بالبساطة هذه يمكن تنتج عنه مشكلة
تصل لحد القطيعة والعداء التي امتدت للاولاد

secret files
26-10-2006, 12:55 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
:)
اصبت اخي الكريم

تحدث هذه التصرفات ودائما وخاصه بين البالغين اكثر من صغار السن لان الشخص حين يكبر يتوقع من الاخرين الاحترام والتقدير واحيانا يحتاج لاشباع رغبته في التظاهر والتفاخر او حتى المجامله .

قد يقول البعض ماهذا الامر البغيض الذي يشتت بين الاخله , لكنه واقع كثير من الناس والتجربه خير برهان,
فهذا الامر الصغير مثل عدم الانتباه في الطريق او حتى عدم الزياره بسبب النسيان, يفسره كثير من الناس او المقربين للشخص نفسه على انه عدم اهتمام ناجم عن عدم احترام فتجد كثيرا من الناس من يطرح هذا السؤال عند حدوث هذا الامر بصيغ مختلفه وهذا مثال:
" لو كان يحترمني/يقدرني كان تذكر حضور ( اي مناسبه) مثل ما حضر في ( مناسبه شخص اخر)؟"

المشكله ان كثيرا ( وانا منهم) يعرف انه خطا وان على مازن ان يواجه قريبه لكن في الحقيقه الامر صعب, كثيرون من لديهم مشاحنات مع اشخاص كانو يوما اعزاء واذا واجهتم وحاولت اصلاح الامر يتعذرون ويقولون ان " كرامتي لا تسمح" او " لمذا لا ياتي هو" فالتنازل صعب واحيانا مذل ,

فالمبادره للاعتذار ليس سهلا كما يظن البعض, انما هو حمل ثقيل لا يستطيع تحملها الا من كان قلبه ممتلئ بالايمان والخوف من الله وهذا ما ينقصنا في هذا الزمان, فالكرامه والشموخ والعزه فد تم وضعها في هذا الزمن في مواجهه التاخي والموده والتسامح

نحن نوافقك نظريا بان على مازن المصارحه وعدم اساءه الظن بقريبه, لكن في الحياه العمليه, اراها صعبه وتحتاج الى جهاد نفس غير انك لا تحس بها الا بعد فوات الاوان


شكرا لك عل هذا الموضوع القيم وعلى الصوره الجميله:D
بس مافهت شو القصد منها؟


سلامي^^

الوردة الجريحة
26-10-2006, 05:38 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك على الموضوع الهادف
حقا هذه المشكلة يعاني منها الكثير وهي سوء الظن
وقد لا تنقطع العلاقات بين الأهل والأقارب
إلا أن النفوس تحمل على الآخرين ما لا يصلح بين المسلمين
والحل هو أن يضع الإنسان لغيره عذرا حتى لو تكرر الامر أكثر من مرة
ويحسن الظن بالغير وخصوصا
وأن لا يركن للظنون فإن كثيرا من الظن إثم

Mr.skull
27-10-2006, 08:50 AM
وتغافل عن أمور أنــه *** لم يفز بالحمد إلا من غفل

هذا هو الحل عندي لهذه المشاكل

التغافل

مشكور أخي على هذا المجهود الرائع

والخلفية الجميلة