المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عالم المرأة نساؤنا ونساؤهم.... شتان الثرى والثريا



[averroes]
31-10-2006, 10:07 PM
نساؤنا ونساؤهم.... شتان الثرى والثريا
د. عوض السليمان. دكتوراه في الإعلام - فرنسا



لا ينفك إعلام الهزيمة يهاجم المرأة العربية – المسلمة ويقلل من قيمتها ويصفها بالغباء والتبعية للرجل ويشد على يدها لتتحرر من دينها ومجتمعها الذي تعيش فيه وتنطلق محلقة في فضاء الحرية والاستقلال. صحافة الهزيمة والهوان، تعودت ولا ريب على تقليد الغرب، فلو دخل حجر ضب لدخلوا وراءه.وإن المغلوب، ولا حول ولاقوة إلا بالله، مغرم باتباع الغالب وتقليده والتصفيق له إن اصاب أو أخطأ" وهل يخطأ الغالب".


الحقيقة أننا لا نستطيع بالتحديد فهم دوافع إعلام الهوان في محاولة إخراج المرأة المسلمة من عفتها وجعلها سلعة بيد العابثين. ففي الوقت الذي نحن متأكدين فيه برغبة التقليد تلك ، فإن هناك أسئلة أخرى نبحث لها عن حل... هل هناك قوى غربية اشترت ذمم الرجال؟ هل هي قناعات فردية للواقفين وراء أجهزة الإعلام تلك، نابعة عن الجهل بتاريخ الأمّة وحضارتها. هل هذا هو الطابور الخامس الذي يتحدثون عنه والذي يقصد تفتيت الأمة من داخلها دون سلاح ؟ هل هو كل ذلك دفعة واحدة؟


كنت في مطلع التسعينيات باحثاً في مركز الأرض للدراسات الفلسطينية، وكنت أشرب الشاي كل صباح مع أبي كمال، وأبو كما ل هذا، هو والد الأستاذ طلال ناجي نائب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة.حدثني ذات مرة عن تهجيره من فلسطين عام 1948. قال: ولما رأينا الصهاينة اقتربوا منا حتى أصبحوا على بعد أمتار من البيت قالت أختي يا أخي إن دخلوا فاقتلني ..اجعل ذلك أول شيء تفعله إياك أن تتركني فريسة لهم، الموت ولا العار. هذا نموذج لنسائنا يحق لنا أن نفخر به.


http://www.hamasna.org/articles/mm_r.gif لو عدنا إلى تاريخ العرب قليلاً فإنا نجده ممتلئاً بالحديث عن الشرف والحفاظ على العرض وهو يقصد في كلتا الحالتين المرأة. الماجدة العربية التي تذود الأعناق والنحور عن شرفها وكرامتها. انظروا وتفكروا في قصة النعمان بن المنذر وابنته هند مع كسرى.


سمع كسرى من أحد عماله، أن للنعمان بن المنذر ملك العرب، ابنة جميلة اسمها هند. ولما كان كسرى جباراً متنفذاً. طلب هنداً لتكون زوجة أو جارية أو أثاثاً جميلاً في قصره. وجاء الرسول النعمانَ. فرفض الأمر من ساعته وكيف يسلم العرب حرائرهم لأعدائهم. إنها مسألة الشرف، مسألة الماجدات.
ولما اتجه كسرى في رأيه إلى قتل النعمان وأخذ ابنته بالقوه، ذهب الأخير فوضع ابنته وسلاحه أمانة في قبيلة بني شيبان صغيرة العدد بعيدة الموقع. وذهب إلى كسرى برجليه ليموت تحت أقدام الفيلة دون أن يسلم ابنته العفيفة لمن رغب بها من الفرس.


لم يكتف كسرى بقتل ملك الحيرة، بل أرسل رسله إلى هانئ بن مسعود الشيباني، طالباً منه هندَ النعمان. فرفض هانئ إذ لا خيانة للأمانة، فكيف إذا كانت هذه الأمانة ماجدة عفيفة شريفة. استشاظ كسرى غيضاً وأرسل جيشة لسحق القبيلة الشيبانية، وتجهز العرب للمعركة وكانت هند نفسها تطوف على القبائل العربية الواحدة بعد الأخرى تشد همم الرجال بأشعار النخوة والشهامة. وتجمع العرب في ذي قار ليلقنوا كسرى درساً ما تعلمه في مدرسة فارس من قبل إذ قتل أكبر قادته وهرب الآخرون. كان ذلك الدرس تعليم فارس كيف تحفظ العرب نسائها.


http://www.hamasna.org/articles/mm_r.gif كلنا يذكر قصة المرأة المسلمة التي دخلت سوق اليهود في المدينة المنورة لتبيع حليها، فأساء لها بعض اليهود بربط طرف ردائها بخمارها فلما وقفت انكشفت عورتها، فصرخت وا إسلاماه. الأمر الذي دفع مسلماً لقتل اليهودي صاحب تلك الفعلة فقتل اليهود المسلم، فجائهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاصرهم خمسة عشر يوماً حتى تمكن منهم. مرة أخرى هذه مكانة المرأة عندنا.


http://www.hamasna.org/articles/mm_r.gif ولو ذهبنا إلى بغداد حيث المعتصم بالله، وقد بلغه أن حرة عربية وماجدة أصيلة خطفت من قبل الروم لتوضع في سجن عمورية. تلك المرأة تعرف قيمة الماجدة عند المسليمن فصرخت وامعتصماه. فلما سمع أمير المؤمنين، أرسل رسالته الشهيرة إلى حاكم الروم" من أمير المؤمنين المعتصم بالله إلى كلب الروم أما بعد، أطلقها وإلا أتيتك بجيش أوله عندك وآخره عندي" ولم تلق الرسالة استجابة الروم فهم لم يتلعموا دروس الماجدات بعد، فكان على المعتصم أن يعلمهم ذلك الدرس فجائهم بجيش جرار وقد كتب على درع كل مقاتل مسلم اسم عمورية، فدكها وهزم جندها واستعاد المرأة محررة متوجة بالشرف. هكذا يخاف الإسلام على المرأة.


http://www.hamasna.org/articles/mm_r.gif لما أشرفت جيوش هولاكو على مصرسنة 1260م ، استحث القائد المظفر قطز المسلمين على القتال فبأي شيء ذكرهم، قال : "يا أمراء المسلمين، لكم زمان تأكلون أموال بيت المال، وأنتم للغزاة كارهون، وأنا متوجه، فمن اختار الجهاد يصحبني، ومن لم يختر ذلك يرجع إلى بيته، فإن الله مطلع عليه، وخطيئة حريم المسلمين في رقاب المتأخرين". لقد ذكر القائد خطيئة حريم المسليمن لأن العرب عادة والإسلام ديناً يبذل الجهد الحثيث في الحفاظ على صورة المرأة وشرفها.


http://www.hamasna.org/articles/mm_r.gif يبدو أن ذلك لا يعجب الغرب، بل يشعره بعقد النقص التي لديه في هذا المجال، إذ أنهم قلة أولئك الرجال الذين يعرفون ما تفعل نسائهم، ودون ذلك أولئك النساء اللاتي يعرفن ماذا يفعل رجالهم . ولذلك فهو يبذل قصارى جهده في " تحرير المرأة المسلمة" من كل شيء من حجابها أولاً ثم من عفتها ثانياً. بل وتجتمع المؤسسات الغربية بكل كوادرها، فقط من أجل امرأة تضع على شعرها منديلاً.


http://www.hamasna.org/articles/mm_r.gif وهذه فرنسا "بعلمانيتها" و"حريتها" تشكل اللجان، وتعقد الاجتماعات، فقط لتزيل ذلك المنديل عن رأس المسلمة. فعجباً لهذا المنديل الذي حرم رئيس الجمهورية العلمانية من النوم حتى أصبح هاجسه، ذلك في الوقت الذي تنص فيه العلمانية الفرنسية على احترام حقوق الأفراد في التفكير واللباس والمعتقد....أي سلاح غطاء الراس هذا؟


http://www.hamasna.org/articles/mm_r.gif وتبرع المؤسسات الأوروبية بتقديم المساعدات للواتي خلعن حجابهن أو اتخذن صديقاً، أو أعلن عن أنفسهن بصفة "متحررات". وتقوم وسائل الإعلام بالحديث عن أولئك الفتيات بوصفهن رموز الحضارة والتحرر. وقد كان لنا زميلة كادت تخسر الدكتوراه التي تحضرها لأنها تحجبت، فقد هددها الأستاذ المشرف على رسالتها ضمناً بخلع الحجاب وإلا. ونسمع كل يوم عن مؤسسات اجتماعية تعرض المساعدات المالية على نساء مسلمات بقصد تشجيعهن على خلع الحجاب.


http://www.hamasna.org/articles/mm_r.gif الغرب الذي يعرف تمسك نسائنا بشرفهن يحاول كل استطاعته لتتخلى أولئك النساء عن عفافهن وطهرهن. فإن لم يفعلن أهانهن بقصد إذلالهن وإذلال من ورائهن من الرجال أيضاً ولهذا يقوم أصحاب "ثقافة الحياة" باغتصاب النساء العراقيات والافتخار بذلك وما قصة عبير التي اغتصبها الجنود الأمريكان ثم قتلوها إلا واحدة من مئات حالات الاغتصاب اليومية التي تجري في عراقنا الجريح. وكذلك حالات تفتيش النساء المسلمات على الحواجز في فلسطين والعراق وأفغانستان، ما هي إلا محاولة من العدو لهتك شرف المرأة المسلمة إذ أن أفهامهم القاصرة لا تعي كيف تكون المرأة المسلمة محافظة على شرفها بينما تعيش الأوروبيات في حالة من هستريا الفوضى. وسبحان الله العزيز الذي قال " ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء".


http://www.hamasna.org/articles/mm_r.gif المشكلة أن الإعلام بيدهم، ولا إعلام لنا، والمال لديهم ومالنا في مصارفهم. فاستطاعوا في كثير من الحالات قلب الحقيقة من خلال تصوير المرأة الغربية على أنها قمة التقدم والحضارة، وأنها قد نالت حقوقها كاملة وهي على قدم المساواة مع الرجل. وكل هذا غير صحيح فباستثناء حرية تصرف المرأة الأوروبية في جسدها، لا تتمتع المسكينة بأية حقوق أخرى وتعامل تماماً كما يعامل العبيد. وفي كثير من الدول الغربية تقوم المرأة بعمل الرجل تماماً من حيث النوع و عدد الساعات لكنها لا تحصل إلا على ثلثي راتبه. والمثير للسخرية أنهم يتكلمون عن العنف الإسلامي ضد المرأة ويتناسون أن المكتب الأمريكي للصحة النفسية مثلاً قد أفاد بأن 83% من الأمريكيات دخلن المستشفى مرة واحدة على الأقل لتلقي العلاج من جروح أو كدمات بسبب العنف الجسدي الذي يتعرضن له. كما يشير تقرير قاموس المرأة الصادر عن معهد الدراسات الدولية حول المرأة، بأنه يوجد في أمريكا حالة اغتصاب امرأة كل ست ثوان. أما الإعلان العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة فيذكر بأن 95% من ضحايا العنف الجسدي في فرنسا هم من النساء. أوَ يبقى بعد ذلك مقارنة بين الحرة العفيفة ووضع المرأة في الغرب.


ومع كل ما قلت فلا عتب عندي على هذا الغرب، فأكثرهم لا هم له إلا القضاء على الأمة وتفتيها. لكن المشكلة في الشرق. شرق اليوم الذي لا يعرف تاريخه ولا يعرف قيمة نسائه ربات العفاف.
http://www.hamasna.org/articles/mm_r.gif أليس من المخزي أن تمنع دولة "إسلامية" كتركيا الحجاب في المدارس بل وفي الأماكن العامة. لماذا قصرتم حربكم على طهارة نسائنا؟ أهذا هو عدوكم؟. أليس هناك طريقة للتقدم إلا إذا باعت المرأة جسدها و"تحررت"؟ ألا يمكن للمرأة أن تتقدم وتتعلم إلا إذا خلعت حجابها؟.


يحار الفهم حقاً كيف أن دولة بأهمية مصر وحجمها تمنع المذيعات المحجبات من العمل في التلفاز فقط لأنهن محجبات؟. ليست مصر فحسب، بل إن دولاً عربية كثيرة، نسيت العدو الصهيوني، وتوجهت لمحاربة العدوالأخطر"لباس المرأة وحجاب المرأة" ولا مانع لدى هذه الدول أن تخلع المرأة ثيابها كلها فهذه حرية شخصية، أما أن تضع منديلاً على رأسها فهذا اعتداء على النظام والأمن وربما على هيبة الدولة أيضاً. ليتني أفهم ذلك السر الذي يملكه الحجاب والذي يجعل العالم مشغولاً بالتفكير فيه والتدبير له والتآمر عليه. بالفعل إنني أحب أن أعرف أي عدواة تلك التي يصنعها الحجاب مع هؤلاء.


http://www.hamasna.org/articles/mm_r.gif اليوم، صحافة الهزيمة تبذل الغالي والرخيص وتعين الخبراء والمفكرين فقط من أجل الإساءة إلى عفة نسائنا. حتى إذا تجولت في المواقع الإخبارية على الشبكة العنكبوتية، فإنك سترى في زوايا الموقع "صور الجميلات" و"أخبار الجميلات" وآخر ما ابتدعته "الجميلات" وبلغ الأمر بأمتنا أن تقوم فضائياتها بسابقة خطيرة، تقديم "الإعلانات والبرامج الجنسية أو ذات الإيحاءات الجنسية". ترى ماذا يريدون من وراء ذلك؟ أي رسالة يرسلون؟. لا أعرف إذا كانوا يريدون لنا أن لا نغار على نسائنا تيمناً بالخنزير. أو يريدون أن تخلغ نسائنا طهارتهن ليستمتعوا هم بذلك. ليت أن أحد مسؤولي الدول الإسلامية يسمع صرختي ، ولا أظن، فيسأل حكام الغرب، ولا أعتقد، ماذا تريدون من نسائنا ولماذا؟.


المصدر (http://www.hamasna.org/articles/woman.htm)

[averroes]
31-10-2006, 10:19 PM
هذا الموضوع جميل أرجو منكم قراءته والتأمل فيه

~~ RaHoOoMa ~~
02-11-2006, 10:59 PM
السلام عليكم

يسعدني تواجدك هنا في قسم المراة اخي الكريم [averroes]


موضوعك او مقال الدكتور عوض السليمان ما هو بجديد عنا نحن المسلمين ...

فالمسلم والمسلمة حقا يدرك هذه الامور جيدا .. يدرك مكانة المراة في الاسلام وكيف كانت تعامل وما زالت تعامل من قبل مجتمعها المسلم .. بل ويدرك جيدا ما معنى كلمة العدل والمساواة في قاموسنا الشرقي المسلم وفي قاموس الغرب الكافر ..

لكن ربما نتالم و نعتب على الذين لا يدركون ذلك وينجرون وراء الاعلام الغربي الكاذب الذي يصور لنا نساءه بزي العدل والحرية والمساواة ... فاعوذ بالله من تلك الحرية وذلك العدل الذي يفخرون به !

فان كان هذه حريتهم فنتركها لهم ... حتى تعود بخزيها وعارها وحقارتها عليهم


بارك الله فيك اخ [averroes]

وشكرا لك على تواجدك الجميل بالقسم

^_^