المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية اغتيال وزير الصناعة اللبناني وإدانات داخلية ودولية + ملحق



إسلامية
22-11-2006, 06:11 AM
اغتيال وزير الصناعة اللبناني وإدانات داخلية ودولية

في تطور جديد وخطير ..قتل وزير الصناعة والنائب اللبناني بيار الجميل الذي ينتمي إلى الغالبية النيابية اليوم الثلاثاء في ضاحية بيروت الشمالية في عملية اغتيال على ما أفاد مصدر أمنى.
وأكد المصدر أن "الجميل أصيب بجروح خطرة في عملية الاغتيال، ونقل إلى المستشفى حيث توفي متأثرا بجروحه"، وتعذر عليه القول كيف تمت عملية الاغتيال.
وأفادت وسائل إعلام محلية وعربية أن الوزير الجميل كان برفقة عدد كبير من المرافقين لدى محاولة الاغتيال وأن شخصاً كان يحمل مسدساً كاتماً للصوت اقترب بشكل كبير منه وأطلق النار عليه في الجزء العلوي من جسده ومن ثم تمكن من الفرار.
وحصلت عملية الاغتيال في وقت كان رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري يعقد مؤتمرا صحافيا وهو على الفور بادر إلى اتهام سوريا من دون أن يسميها، وقال الحريري "بدأوا مسلسل الاغتيالات الذي وعدوا به".
من جانبه، قال وزير الداخلية اللبناني السابق سليمان فرنجية: إن على الحكومة أن تكشف عن قتلة الوزير بيار جميل. وأضاف ـ في مؤتمر صحفي: في حال لم تقدم الحكومة على الكشف عمن قام بهذه العملية فستكون متهمة في هذه الجريمة. واعتبر فرنجية أن اغتيال الوزير الجميل أربك تحرك المعارضة التي كانت تستعد للخروج في تظاهرات. مشيرا الى أن توقيت عملية الاغتيال يخدم الحكومة والأكثرية الحاكمة.
من جهتها، سارعت الولايات المتحدة إلى إدانة عملية الاغتيال معتبرة أنه "عمل إرهابي". وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية نيكولاس بيرنز "إننا مصدومون بعملية الاغتيال هذه ونعتبرها عملا إرهابيا".
وقال الرئيس اللبنانى السابق امين الجميل ووالد الوزير بيار: "إن ابنه استشهد فى سبيل قضية وعدد افراد عائلته الذين قتلوا فى سبيل هذه القضية".
وطالب أمين الجميل اللبنانيين "بالمحافظة على قضية الحرية التى كان يخدمها الوزير بيار الجميل".
كما طالب الرئيس السابق اللبنانيين "بالصلاة والتفكير فى معنى الشهادة بعيدا عن الانفعالات والانتقام"، وعبر عن رفضه لاسلوب الانتقام. وأشار إلى أن يوم غد سيكون هناك موقف دون أن يدلي بمزيد من الايضاحات.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت إنها "مصدومة" باغتيال وزير الصناعة اللبناني. وقالت بيكيت ـ في مؤتمر صحفي مشترك في لندن مع نظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني: "إننا بطبيعة الحال ندين ذلك، نحن مصدومون، هناك في لبنان ما يكفي من المشاكل".
وقد دان مصدر إعلامي رسمي سوري بشدة اليوم الثلاثاء "جريمة اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل" في بيروت واعتبر أنها "تستهدف زعزعة الاستقرار والسلم الأهلي في لبنان". وشدد المصدر على "حرص سوريا على أمن لبنان واستقراره ووحدة أبنائه والحفاظ على سلمه الأهلي".
يذكر أن بيار الجميل (34 عاما) هو نجل رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل الذي يرئس حزب الكتائب اللبنانية، وهو أول شخصية سياسية يتم اغتيالها منذ مقتل النائب "جبران تويني" في 12 ديسمبر 2005.

http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_content.cfm?id=61834 (http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_content.cfm?id=61834)

ملحق للخبر

اغتيال بيار الجميّل .. الهروب نحو الفوضى


ما إن فرغ النائب سعد الدين الحريري من كلمته التي بيّن فيها حقيقة ما جرى من طروحات و تشاور بخصوص حكومة الوحدة الوطنية، مؤكداً على بقاء الطرح الذي قدّمته "الأكثرية" فيما يتعلّق بالموافقة على إدخال 4 وزراء جدد لصالح المعارضة في الحكومة؛ بما لا يعطي الأقلية حق الفيتو المتمثل بالثلث المعطّل و لا الأغلبية حق التفرّد المتمثل بأكثرية عددية, حتى وصل نبأ اغتيال الوزير بيير الجميّل, ما يطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل الحكومة اللبنانية و المحكمة الدولية.


أصبح في حكم المؤكد في هذه اللحظة بالذات و أكثر من أي وقت مضى تكاتف الأغلبية البرلمانية و الحكومية و تمسّكهم بالمحكمة الدولية. فالتنازل عن إقرار المحكمة سيعتبر خيانة من قبل الجماهير التابعة لهذه القيادات، و من قبل ذوي القتلى الذين سقطوا منذ اغتيال الحريري و حتى يومنا هذا. و لذلك, لم تمض عدّة دقائق حتى ظهر زعيم تيار المستقبل النائب سعد الدين الحريري ينقل خبر وفاة الوزير و يؤكّد المضي قدماً في طريق المحكمة مهما كانت النتائج.

العرض الذي كان موضوعاً على طاولة النقاش قبل عملية الاغتيال , كان يتمثل بتوسيع الحكومة الحالية و السماح للمعارضة بدخولها بأربعة وزراء طالما، لأنّ هدف المعارضة كما يقولون الحصول على وحدة وطنية. لكنّ رفض المعارضة -و بالتحديد حزب الله- قبول هذا الطرح ترك تساؤلات عديدة لدى الأكثرية حول حقيقة المطالبة بحكومة وحدة وطنية, و هل هي للحصول على الوحدة أم للحصول على شيء آخر؟!

لا شك انّه إذا كان الهدف من الاغتيال إفقاد الحكومة النصاب, فهو يحتاج إلى اغتيال 3 أو 4 وزراء بعد, أما إذا كان الهدف من الاغتيال دفع الآخرين إلى الخوف و إعادة التفكير بالعرض المطروح لهم ما بين تعطيل المحكمة الدولية و خيار الفوضى الشاملة, فقد بدا واضحاً أنّ طرح المحكمة لن يتم التخلي عنه مطلقاً في أي حال من الأحوال لذلك لا يبقى إلاّ خيار الفوضى الشاملة. إذ أنّ بعض الأطراف الداخلية و الخارجية قد تجد في الفوضى متنفّسً لها و هروباً من الالتزامات التي قامت بها مرغمة على الصعيد الداخلي مثل إرسال الجيش إلى الجنوب، أو المحكمة الدولية، أو النقاط السبع الخاصّة بالسنيورة.

الحل الأمثل في هذه الظروف الحالية, تنبيه اللبنانيين إلى خطورة الوضع، و خطورة الانجراف الغير عقلاني الذي قد يهدد الأمن الاجتماعي بالكامل و بالتالي الطلب من الجماهير ضبط النفس، و في نفس الوقت الطلب من الطرف الآخر الذي قد يكون غير مسؤول عن الاغتيال، و لكنّه بالحقيقة قدّم المسوّغ و المبرر و الضوء الأخضر له.

فعندما يتم وصف حكومة الأكثرية بأنها حكومة عميلة أو إسرائيلية, فانّ هذا معناه تخوينها و بالتالي استحلال دمها. و لو افترضنا أنّ سوريا غير مسؤولة عن هذا الاغتيال و أنّ المخابرات –الموساد- هي الفاعل, إلاّ أنها وضعت نفسها في موقع المتّهم، و أعطت الموساد ورقة ممتازة و حيزاً كبيرا للتلاعب باللبنانيين، و بسوريا في النهاية. فماذا إن قام أحدهم غداً باغتيال الرئيس السنيورة؛ الذي قال عنه الرئيس الأسد و حلفاؤه في لبنان بأنه منتج إسرائيلي بامتياز, إلى من ستتجه الأنظار و الاتهامات ؟ و من الذي سيكون مسؤولاً عن وصول الوضع إلى ما هو عليه اليوم؟

الأكيد في جميع الأحوال أنّ التطورات على الساحة اللبنانية لن تقف عند هذا الحد, لكن المأمول هو تهدئة الأوضاع لصالح العقل و تغليبه, و التوقف عن حملات غسيل الدماغ و التشويه المتبادلة, و الأهم من ذلك اندماج المعارضة في الجسد اللبناني الواحد.

http://www.islamtoday.net/albasheer/show_articles_content.cfm?id=72&catid=79&artid=8236 (http://www.islamtoday.net/albasheer/show_articles_content.cfm?id=72&catid=79&artid=8236)