المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحرب العالمية الثالثة: هرمجدون Armageddon



ناصر التميمي
24-11-2001, 07:20 AM
إنها الوقعة العظيمة والحرب المدمرة ... المنازلة الاستراتيجية الضخمة القريبة القريبة ... الحرب التحالفية العالمية القادمة التي ينتظرها جميع أهل الأرض ... الحرب الدينية السياسية ... إنها معركة التنين المتعددة الأطراف ... أعظم وأشرس حروب التاريخ ... إنها بداية النهاية ... الحرب التي يعم قبلها "السلام المشبوه"، فيقول الناس: حل السلام، حل الأمن ... إنها معركة هرمجدّون ... هذا ما وصفت به تلك الحرب القادمة!

"هرمجدّون" عبارة عن كلمة عبرية مكونة من مقطعين: "هَـر" ومعناها بالعبرية: "جبل" ... وكلمة "مجيدو" وهو إسم وادي في فلسطين. وهو ساحة المعركة القادمة التي سوف تمتد من "مجيدو" في الشمال إلى "إيدوم" في الجنوب مسافة حوالي 200 ميل وتصل إلى البحر الأبيض المتوسط في الغرب وإلى تلال "موهاب" في الشرق مسافة 100 ميل.

ويعتبر العسكريون – خاصة الغزاة القدماء – هذه المنطقة موقعاً استراتيجياً يستطيع أي قائد يستولي عليه أن يتصدى لكل الغزاة.

وكلمة "هرمجدّون" مألوفة معروفة عند أهل الكتاب، تجدها في كتبهم المقدسة وأبحاث علمائهم وباحثيهم كما سنبين فيما بعد. وعندما نقول أهل الكتاب نعني بهم اليهود والنصارى فقط.

وذكر أقوال أهل الكتاب ليس بدعةً، فكما جاء في صحيح البخاري عن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: "بلّغوا عني ولو آية وحدّثوا عن بني اسرائيل ولا حرج ...." بشرط أن نكون على حذر مما نسمعه منهم فلا نقبل من كلامهم إلا ما كان موافقاً لشرعنا، شاهداً له فإن خالفه رددناه عليهم. فقال صلى الله عليه وسلم: "إذا حدّثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم".

هرمجدّون بين المسلمين وأهل الكتاب:
جاء في "سفر الرؤيا / 16-16": وجمعت الأرواح الشيطانية جيوش العالم كلها في ماكن يسمى "هرمجدّون" (الانجيل ص 388 والناشر: دار الثقافة).

وجاء في كتاب (البعد الديني في السياسة الأمريكية) – والذي ورد ذكره في كتاب القدس بين الوعد الحق والوعد المفترى للدكتور سفر الحوالي - أن سبعة من رؤساء أمريكا يؤمنون بمعركة هرمجدّون.

وقال رونالد ريجان الرئيس الآسبق لأمريكا: (إن هذا الجيل بالتحديد هو الجيل الذي سيرى "هرمجدّون").

وفي كتاب "نهاية الزمن" لأورال روبرتسن وكتاب "نهاية أعظم كرة أرضية" لـ هال ليندس، يفترض صاحبا هذين الكتابين المشهورين في أمريكا أن عام 2000م أو قريبا منه سوف تنتهي الكرة الأرضية نهائياً. (... كل شئ سوف ينتهي في بضع سنوات ... ستقوم المعركة العالمية الكبرى ... معركة هرمجدّون أو سهل مجيدو ...).

ويقول سكوفيلد: (إن المسيحيين المخلصين يجب أن يرحبوا بهذه الحادثة لأنه بمجرد ما تبدأ المعركة النهائية "هرمجدّون" فأن المسيح سوف يرفعهم إلى السحاب وإنهم سوف ينقذون وإنهم لن يواجهوا شيئاً من المعاناة التي تجري تحتهم).

ففي الواقع، إن ما قيل عن هذه المعركة عند أهل الكتاب كثير ... فتكاد لا تجد أحدا منهم وإلا يعلم ما هي واعتقاده وايمانه بوقوعها كبير.

فعلى حين نرى أقوال أهل الكتاب تواترت بأمر هذه المعركة وإثبات وقوعها، نجد أن الأغلبية العظمى من المسلمين لا يدرون ما "هرمجدّون"؟!

ولا أقصد "هرمجدّون" كلفظ، وإنما كمدلول ورمز فإنها تعني الكثير والكثير والكثير.

وقبل أن نخوض فيما قاله الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – في هذه المعركة، فإنني أود أن أنوه عن بعض الحقائق حول هذه المعركة:

أولا: أن المعركة الحاسمة قريبة ويجري اعداد مسرحها الآن.
ثانياً: أنها ستكون معركة استراتيجية، نووية، عالمية.
ثالثاً: أن اليهود سيخسرون فيها ويُكسرون.

فنحن كمسلمون، يجب أن نعلم أنها حقيقة واقعة وليست خيال. وأنها قريبة قريبة مع اختلاف تفاصيل ونتائج المعركة. وستكون معركة تحالفية عالمية يكون المسلمون والروم (أوروبا وأمريكا) طرفاً واحداً لا محالة فيقاتلون عدواً مشتركاً لا نعلمه، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (عدواً من ورائهم ...)، وإن كان الواقع المعاصر يقول إن الطرف الآخر لن يكون إلا المعسكر الشرقي (الشيوعيين أو الشيعة). وسيكون النصر حليف معسكرنا.

أما عن اليهود، فليس في مراجعنا ما يدل على دورهم في هذه الحرب العالمية، ولكنهم متورطون فيها لا محالة بل هم الذين سيوقدون نارها ثم يُصلونها، وسيفنى ثلثاهم فيها كما ورد في "سفر زكريا 89/13" وفي "سفر حزقيال 12/39" ما نصه: (وستمر سبعة أشهر حتى يتمكن بيت اسرائيل من دفنهم قبل أن ينظفوا الأرض). أما الثلث الباقي من اليهود فيتولى المسلمون القضاء عليهم في زمن المهدي بعد نزول عيسى عليهما السلام وقتل الدجال.

ورد في صحيح البخاري رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة وابن حبان عن ذي مخمر رضي الله عنه وصححه الألباني في تحقيقه لأحاديث المشكاة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ستصالحون الروم صلحا آمناً، فتغزون أنتم وهم عدواً من ورائهم، فتسلمون وتغنمون. ثم تنزلون بمَرْج ذي تَلولْ فيقوم رجل من الروم فيرفع الصليب ويقول: غَلَبَ الصليب، فيقوم إليه رجل من المسلمين فيقتله فيغدر الروم وتكون الملاحم، فيجتمعون لكم في ثمانين غاية (راية أو دولة) مع كل غاية إثنا عشر ألفاً".

وكما هو واضح من نص الحديث أن ثمة حربان ستقعان، الأولى وهي هرمجدّون العالمية والثانية هي "الملاحم" وفي بعض الروايات "الملحمة الكبرى". وهذه لا يعلم بها إلا القليل وهي التي ستكون بين المسلمين وبين الروم (أوروبا وأمريكا) في أعقاب معركة هرمجدّون حيث يكون غدر الروم بنا.

فمعركة "هرمجدّون" هي أول ما ننتظره كبداية للفتن والملاحم الأخيرة وستكون حربا مدمرة نووية تفني معظم الأسلحة الاستراتيجية، وتعود الكلمة السموعة في الحروب التي تليها للسيوف والرماح والخيول (كما سنبين في قصة المهدي عليه السلام في مقالة أخرى). ولا عجب في ذلك، لأن هذه سنة الله في كل الحضارات السابقة ... الفناء بعد الازدهار. وقد بلغت حضارة القرن العشرين ذروة الابداع الأرضي وأخذت الارض زخرفها.

سبحان الله، فما بعد الارتفاع إلا الانهيار وإن غداً لناظره قريب. ومعركة "هرمجدّون" تدور رحاها في أرض فلسطين، حيث تلتقي جيوش جرارة قوامها – كما يقول أهل الكتاب – 400 مليون جندي. وقد فصّل الحديث عنها كتاب (النبوءة والسياسة) للكاتبة الأمريكية جريس هالسل.

فبرأيي، ما جاء اختيار اليهود لهذا المتطرف المهووس "شارون" لقيادتهم في هذه المرحلة الأخيرة وما استتبع ذلك من هبَّة العرب والمسلمين من نومهم وافاقتهم من غفلتهم ومحاولتهم لم الشمل ومناداتهم للجهاد بعد أن أوشكوا على نسيانه، وما يفعله الفلسطينيون الأبطال في فلسطين، ومن ثَم ما حدث في نيويورك وتخبط أمريكا في اتهامتها للمسلمين وما جاء بعد ذلك من تصريحات بوش حول أنها ستكون حرب صليبية، ثم بيان رئيس وزراء إيطاليا، والآن نرى هذه التحالفات العجيبة المريبة التي ما كنا نتوقعها ... والأغرب من كل هذا الفجوة الحاصلة بين الشعوب والحكام العالم العربي خاصة والعالم الإسلامي عامة. ومن ثم نقرأ في المنتديات ونسمع في الجلسات عن رؤا وتفسيرات المفسرين بقرب الحدث. أكل هذا إشاعات؟! لا والله! ما جاء كل هذا إلا مؤشراً من المؤشرات العديدة التي تشير إلى قرب المنازلة الحاسمة، والنهاية الوشيكة. فالنبرة، نبرة صوت المواجهة قد ارتفعت وحدة التوتر في تزايد مستمر.

فهل نحن على استعداد؟!

هذا والحمد لله رب العالمين.


اللهم ارني الحق حقا ورزقني اتباعه والباطل باطلاً ورزقني اجتنابه . قد قلت ما كتبت ان كان خيراً فمن الله وان كان باطلاً فمني ومن الشيطان . سبحانك اللهم وبحمدك اشهد انه الا اله الا انت استغفرك واتوب اليك

خالـد
24-11-2001, 08:19 AM
شكرا لموضوعك الرائع. في الحقيقة يجهل الكثيرين مدى إيمان النصارى بهذه الحرب. فأغلب رؤساء أمريكا مثلا يؤمنون يقينا بهذه الحرب و يعملون على تحقيق اسبابها (اقامة دولة اسرائيل). و رغم ذلك فان كثيرين من ابناء جلدتنا لا يقرون بهذه الحقيقة و يظنون مخطئين ان المحرك الوحيد لامريكا هو مصلحتها المادية.

ناصر التميمي
24-11-2001, 08:39 AM
........