الوردة الجريحة
23-11-2006, 12:21 AM
http://www.lahaonline.com/media/images/articles//people/mpic66c.jpg
غزة ـ محاسن أصرف: الحق في النمو عقلياً وجسدياً واجتماعياً، الحق في التعبير عن الآراء بحرية واحترامها، تلك مبادئ تضمنتها وثيقة حقوق الطفل وأقرتها لأطفال العالم أجمع، غير أنها بالنسبة للطفل الفلسطيني باتت حبراً لا يغادر سطور الوريقات التي خطت عليه، تؤكد على ذلك الأوضاع المأساوية التي يعانيها أطفال فلسطين من حرمان وفقر وعنف أيضاً داخل أروقة مجتمعهم الصغير عبر سياسات بعضها احتلالية وأخرى مجتمعية ليس لهم أدنى ذنب في حدوثها.
لم يدع الاحتلال الصهيوني أسلوباً لإلحاق الضرر بالفلسطينيين إلا اتبعه فبين التشريد والقتل وهدم المنازل وتجريف الأراضي واجتثاث الأرواح من الأجساد الغضة تراوحت سياساته الإجرامية وكان الأطفال الفلسطينيين مثالاً حياً في كافة المجازر الصهيونية التي أحكيت للفلسطينيين، وفقاً لآخر إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني والتي تزامنت مع الاحتفال بيوم الطفل العالمي فإن الاحتلال الصهيوني استهدف خلال ست سنوات ماضية في الفترة (28/9/2000-31/9/2006) حوالي 4516 شهيداً من الأطفال أي ما يمثل خمس عدد الشهداء الفلسطينيين، بينهم 868 شهيداً تقل أعمارهم عن 18 عاماً بنسبة 19.2%، معظمهم من أطفال قطاع غزة بواقع 508 شهيداً، بينما لم يتجاوز عدد الشهداء الأطفال في الضفة الغربية عن 358 شهيداً، وطفلين آخرين استشهدا في أراضي الداخل الفلسطيني المحتل عام 48.
التقرير الإحصائي أكد أن سجون الاحتلال الصهيوني حوت 400 أسير فلسطيني اعتقلوا في سن الطفولة في الفئة العمرية 12-18 عاماً وما زالوا يرزحون تحت نير الاعتقال، منهم 20 معتقل إداري لم توجه له أية تهم ولم يحاكموا حتى الآن، بنسبة 5% بالإضافة إلى 69.1% بواقع 270 طفل ينتظرون محاكمة..
مجتمع فتيّ
يصنف المجتمع الفلسطيني ضمن المجتمعات الفتية الشابة نظراً لاحتوائه على نسبة عليا من الأفراد دون سن الثامنة عشر، تبين ذلك إحصائيات الجهاز المركزي حيث بلغت حتى وقت إعداد هذا التقرير نسبتهم 52.3% بواقع 2.1مليون طفل من مجموع عدد السكان بالأراضي الفلسطينية، فيما بلغت نسبة الأطفال الذي لم تتجاوز أعمارهم الخامسة 17.1%، وكانت نسبة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (5-9) 15.4% وسجل التقرير ما نسبته 13% لصالح الأطفال في الفئة العمرية بين (10-14) في حين بلغت نسبة الأطفال في سن (15-17) فقط 6.8%..
انعكاسات مجتمعية
لا شك أن المجتمعات بظروفها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية تنعكس بشكل أو بآخر على الأفراد أطفالاً كانواً أم رجالاً أم نساءً فإما أن يعانون وإما أن يرتقون وفقاً لطبيعة الظروف المحيطة بهم، ومما لا جدال فيه أن أوضاعاً كالتي يعيشها الشعب الفلسطيني الرازح تحت نير الاحتلال ألقت بظلها الثقيل على حياة الأطفال الفلسطينيين بمختلف المناحي الاقتصادية والصحية والاجتماعية..
فعلى صعيد الأوضاع الاقتصادية فإن المؤشرات الإحصائية لحالة الفقر المتلاحقة في الأراضي الفلسطينية أظهرت أن سياسات الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى خاصة عام 2005 أوقعت ما يزيد عن نصف أفراد المجتمع تحت خط الفقر وفقاً لحالات التسريح من العمل داخل الخط الأخضر واستشراء البطالة وتدهور سوق العمل التجاري والصناعي نظراً للإغلاقات المتكررة والحصار المطبق على الأراضي الفلسطينية، وبلغت نسبة الفقر للأطفال آنذاك حوالي 36.9% موزعة بين الضفة الغربية وقطاع غزة بنسبة 28.3 للأولى و50.1 للثانية، في حين بلغت النسبة الفقر للأطفال الفلسطينيين الذين تتراوح أعمارهم بين 10-17 عاماً 6.6% خلال الربع الثالث للعام 2006 وأكد التقرير أن ما نسبته 68.1% أي ما يعادل الثلثي من الأطفال العاملين يعملون لدى أسر بدون أجر، فيما يتقاضي 24.6% فقط أجراً مقابل عملهم للغير، لافتاً إلى أن عام 2006 قدر نسبة الأطفال الذين يعملون لحسابهم الخاص وتتراوح أعمارهم بين(10-17) بـ 7.1%، مقابل 41.9% من الأطفال يعملون في مجال الزراعة والحراجة والصيد، و 32.9% يعملون في مجال التجارة والمطاعم والفنادق، و12.2% يعملون في التعدين والمحاجر والصناعات التحويلية، وسجلت نسبة الأطفال العاملين في مجال البناء والتشييد أدنى معدل بنسبة 8.5% فقط ..
الأوضاع الصحية للأطفال الفلسطينيين أيضاً تأثرت فعاني الأطفال من أمراضاً جمة أهمها تأخر النمو، حيث رصد تقرير الجهاز المركزي أن الأطفال الفلسطينيين الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات طالما عانوا عبر السنوات الستة الماضية - مدة انتفاضة الأقصى- من مشكلات تأخر النمو سواء من ناحية قصر القامة أو الإصابة بالهزال أو نقص الوزن مؤكداً أن عام 2004 سجل نسبة الأطفال الذين عانوا من قصر القامة 9.9% بينما كان نسبة الأطفال الذين عانوا من الإصابة بالهزال 2.8% بالإضافة إلى 4.9% من الأطفال عانوا من نقص في الوزن، وألمح التقرير أن حالات الوفاة للأطفال الرضع انخفضت بنسبة 4.3% في الفترة (1999-2003) حيث بلغت 24.2 لكل 1000 مولود حي، خلافاً عما كانت عليه في الفترة (1993-1999) حيث بلغت 25.5 لكل 1000 مولود حي، مؤكداً أن أسباب وفاة الأطفال الرضع وفقاً لتقارير وزارة الصحة عام 2004 تراوحت بين الولادة المبكرة ونقص الوزن بنسبة 16.0% وأمراض الجهاز التنفسي والالتهابات بنسبة 8.3% والتشوهات الخلقية بنسبة هي الأكبر 18.3%..
عنف سببه احتلال وفلتان أمني
إلى ذلك رصد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني خلال سطور تقريره بمناسبة اليوم العالمي للطفل بعضاً من أوجه العنف التي يتعرض لها الأطفال الفلسطينيين مؤكداً أنه وفقاً لاستطلاعات آراء الأسر الفلسطينية فإن أسباب العنف ضد الأطفال تتراوح بيت ممارسات الاحتلال والفلتان الأمني الذي يعيشه المجتمع الفلسطيني بنسبة 56.8% للأولى و 9.6% للثانية، وأشار التقرير إلى أن نسبة الأسر التي تعتقد بوجود ممارسات عنف ضد الأطفال الفلسطينيين خلال النصف الأول من عام2006 بلغت 65% بواقع 55.5% من مجموع الأسر في قطاع غزة و69.8 في الضفة الغربية، كما أكد التقرير أن نصف الأسر الفلسطينية بنسبة 52.2% وقفت عاجزة أمام توفير الحماية والعناية بشكل وافي لأطفالها.
المصدر (http://www.lahaonline.com/index.php?option=content§ionid=1&id=11481&task=view)
http://www.lahaonline.com/media/images/articles//people/mpic66c.jpg
الكلمات تعجز أن تعبر عن هذه الصورة
ولكن هؤلاء الفتية الصغار بلاشك عاجلا أو آجلا
سيحررون الأقصى
هذا وعد والأيام ستثبته
غزة ـ محاسن أصرف: الحق في النمو عقلياً وجسدياً واجتماعياً، الحق في التعبير عن الآراء بحرية واحترامها، تلك مبادئ تضمنتها وثيقة حقوق الطفل وأقرتها لأطفال العالم أجمع، غير أنها بالنسبة للطفل الفلسطيني باتت حبراً لا يغادر سطور الوريقات التي خطت عليه، تؤكد على ذلك الأوضاع المأساوية التي يعانيها أطفال فلسطين من حرمان وفقر وعنف أيضاً داخل أروقة مجتمعهم الصغير عبر سياسات بعضها احتلالية وأخرى مجتمعية ليس لهم أدنى ذنب في حدوثها.
لم يدع الاحتلال الصهيوني أسلوباً لإلحاق الضرر بالفلسطينيين إلا اتبعه فبين التشريد والقتل وهدم المنازل وتجريف الأراضي واجتثاث الأرواح من الأجساد الغضة تراوحت سياساته الإجرامية وكان الأطفال الفلسطينيين مثالاً حياً في كافة المجازر الصهيونية التي أحكيت للفلسطينيين، وفقاً لآخر إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني والتي تزامنت مع الاحتفال بيوم الطفل العالمي فإن الاحتلال الصهيوني استهدف خلال ست سنوات ماضية في الفترة (28/9/2000-31/9/2006) حوالي 4516 شهيداً من الأطفال أي ما يمثل خمس عدد الشهداء الفلسطينيين، بينهم 868 شهيداً تقل أعمارهم عن 18 عاماً بنسبة 19.2%، معظمهم من أطفال قطاع غزة بواقع 508 شهيداً، بينما لم يتجاوز عدد الشهداء الأطفال في الضفة الغربية عن 358 شهيداً، وطفلين آخرين استشهدا في أراضي الداخل الفلسطيني المحتل عام 48.
التقرير الإحصائي أكد أن سجون الاحتلال الصهيوني حوت 400 أسير فلسطيني اعتقلوا في سن الطفولة في الفئة العمرية 12-18 عاماً وما زالوا يرزحون تحت نير الاعتقال، منهم 20 معتقل إداري لم توجه له أية تهم ولم يحاكموا حتى الآن، بنسبة 5% بالإضافة إلى 69.1% بواقع 270 طفل ينتظرون محاكمة..
مجتمع فتيّ
يصنف المجتمع الفلسطيني ضمن المجتمعات الفتية الشابة نظراً لاحتوائه على نسبة عليا من الأفراد دون سن الثامنة عشر، تبين ذلك إحصائيات الجهاز المركزي حيث بلغت حتى وقت إعداد هذا التقرير نسبتهم 52.3% بواقع 2.1مليون طفل من مجموع عدد السكان بالأراضي الفلسطينية، فيما بلغت نسبة الأطفال الذي لم تتجاوز أعمارهم الخامسة 17.1%، وكانت نسبة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (5-9) 15.4% وسجل التقرير ما نسبته 13% لصالح الأطفال في الفئة العمرية بين (10-14) في حين بلغت نسبة الأطفال في سن (15-17) فقط 6.8%..
انعكاسات مجتمعية
لا شك أن المجتمعات بظروفها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية تنعكس بشكل أو بآخر على الأفراد أطفالاً كانواً أم رجالاً أم نساءً فإما أن يعانون وإما أن يرتقون وفقاً لطبيعة الظروف المحيطة بهم، ومما لا جدال فيه أن أوضاعاً كالتي يعيشها الشعب الفلسطيني الرازح تحت نير الاحتلال ألقت بظلها الثقيل على حياة الأطفال الفلسطينيين بمختلف المناحي الاقتصادية والصحية والاجتماعية..
فعلى صعيد الأوضاع الاقتصادية فإن المؤشرات الإحصائية لحالة الفقر المتلاحقة في الأراضي الفلسطينية أظهرت أن سياسات الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى خاصة عام 2005 أوقعت ما يزيد عن نصف أفراد المجتمع تحت خط الفقر وفقاً لحالات التسريح من العمل داخل الخط الأخضر واستشراء البطالة وتدهور سوق العمل التجاري والصناعي نظراً للإغلاقات المتكررة والحصار المطبق على الأراضي الفلسطينية، وبلغت نسبة الفقر للأطفال آنذاك حوالي 36.9% موزعة بين الضفة الغربية وقطاع غزة بنسبة 28.3 للأولى و50.1 للثانية، في حين بلغت النسبة الفقر للأطفال الفلسطينيين الذين تتراوح أعمارهم بين 10-17 عاماً 6.6% خلال الربع الثالث للعام 2006 وأكد التقرير أن ما نسبته 68.1% أي ما يعادل الثلثي من الأطفال العاملين يعملون لدى أسر بدون أجر، فيما يتقاضي 24.6% فقط أجراً مقابل عملهم للغير، لافتاً إلى أن عام 2006 قدر نسبة الأطفال الذين يعملون لحسابهم الخاص وتتراوح أعمارهم بين(10-17) بـ 7.1%، مقابل 41.9% من الأطفال يعملون في مجال الزراعة والحراجة والصيد، و 32.9% يعملون في مجال التجارة والمطاعم والفنادق، و12.2% يعملون في التعدين والمحاجر والصناعات التحويلية، وسجلت نسبة الأطفال العاملين في مجال البناء والتشييد أدنى معدل بنسبة 8.5% فقط ..
الأوضاع الصحية للأطفال الفلسطينيين أيضاً تأثرت فعاني الأطفال من أمراضاً جمة أهمها تأخر النمو، حيث رصد تقرير الجهاز المركزي أن الأطفال الفلسطينيين الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات طالما عانوا عبر السنوات الستة الماضية - مدة انتفاضة الأقصى- من مشكلات تأخر النمو سواء من ناحية قصر القامة أو الإصابة بالهزال أو نقص الوزن مؤكداً أن عام 2004 سجل نسبة الأطفال الذين عانوا من قصر القامة 9.9% بينما كان نسبة الأطفال الذين عانوا من الإصابة بالهزال 2.8% بالإضافة إلى 4.9% من الأطفال عانوا من نقص في الوزن، وألمح التقرير أن حالات الوفاة للأطفال الرضع انخفضت بنسبة 4.3% في الفترة (1999-2003) حيث بلغت 24.2 لكل 1000 مولود حي، خلافاً عما كانت عليه في الفترة (1993-1999) حيث بلغت 25.5 لكل 1000 مولود حي، مؤكداً أن أسباب وفاة الأطفال الرضع وفقاً لتقارير وزارة الصحة عام 2004 تراوحت بين الولادة المبكرة ونقص الوزن بنسبة 16.0% وأمراض الجهاز التنفسي والالتهابات بنسبة 8.3% والتشوهات الخلقية بنسبة هي الأكبر 18.3%..
عنف سببه احتلال وفلتان أمني
إلى ذلك رصد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني خلال سطور تقريره بمناسبة اليوم العالمي للطفل بعضاً من أوجه العنف التي يتعرض لها الأطفال الفلسطينيين مؤكداً أنه وفقاً لاستطلاعات آراء الأسر الفلسطينية فإن أسباب العنف ضد الأطفال تتراوح بيت ممارسات الاحتلال والفلتان الأمني الذي يعيشه المجتمع الفلسطيني بنسبة 56.8% للأولى و 9.6% للثانية، وأشار التقرير إلى أن نسبة الأسر التي تعتقد بوجود ممارسات عنف ضد الأطفال الفلسطينيين خلال النصف الأول من عام2006 بلغت 65% بواقع 55.5% من مجموع الأسر في قطاع غزة و69.8 في الضفة الغربية، كما أكد التقرير أن نصف الأسر الفلسطينية بنسبة 52.2% وقفت عاجزة أمام توفير الحماية والعناية بشكل وافي لأطفالها.
المصدر (http://www.lahaonline.com/index.php?option=content§ionid=1&id=11481&task=view)
http://www.lahaonline.com/media/images/articles//people/mpic66c.jpg
الكلمات تعجز أن تعبر عن هذه الصورة
ولكن هؤلاء الفتية الصغار بلاشك عاجلا أو آجلا
سيحررون الأقصى
هذا وعد والأيام ستثبته