المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحجاب وعقدة الفاشلين!



-Cheetah-
26-11-2006, 05:22 PM
الحجاب وعقدة الفاشلين!



قبل شهرين هاجم البابا المسيحي دين يقف خلفه ملايين من البشر اليوم وقبل آلاف السنين، وقبل أشهر تعمدت الصحف الدنمركية وبعض الصحف الأوروبية في توجيه الإهانة لرسولنا _صلوات الله وسلامه عليه_ متهمة إياها بأنه متطرف شجع على الإرهاب (ألا لعنة الله عليهم).
و قبل ذلك، اعتبر الرئيس الأمريكي حربه على أفغانستان حربا صليبية وأن بادر إلى الاعتذار فيما بعد إلا أن تصرفاته كلها تؤكد أنه شن حربا صليبية على كل المسلمين. وقبل أسابيع خرجت شخصية تونسية من صمتها لإهانة النساء المحجبات معتبرا إياهن خيما متحركة، وذهب الوزير المصري هذه المرة إلى حد القول أن الحجاب سبب في التخلف وأنه لا يقدم إلى الأمام بل يؤخر نحو الوراء! فكيف يمكننا قراءة كل ما يجري؟
قبل أربعين عاما، اشتهرت في أوروبا منظمة إرهابية كانت تنشط في إطار الحرب الباردة وكانت تسعى إلى إثارة الانشقاق في الدول الأوربية الجنوبية مثل أسبانيا وإيطاليا، بحيث أن ما عرف وقتها بتنظيم " ستاي بيهاد" التي كانت بحد ذاتها دويلة إرهابية مصغرة قادتها الصهيونية المتطرفة بدعم مالي من أمريكيين يشكلون اليوم العمود الفقري للحزب الجمهوري. كان القصد من تنظيم كهذا خلق كل أنواع الانشقاقات في الدول الأوروبية عبر التشكيك في القيم التي كان الغرب يعتبرونها من الثوابت وعبر إثارة النزعة العرقية أيضا بين مختلف الطوائف المسيحية التي كانت تعيش حربا سرية فيما بينها.
و لم يتوقف مخططها إلى هنا فقط، بل كانت تسعى بشكل مباشر إلى توريط المهاجرين الذين كانوا وقتها من العرب بالخصوص (المغاربة) الذين يشكلون أكبر جالية في أوروبا الجنوبية، ولهذا كانت عملية تفجير محطة بولونيا في الثمانينات وجها آخر من الأوجه الرهيبة للإرهاب الدولي الذي أراد توريط المسلمين لأجل محاصرتهم وبالتالي محاصرة أنظمتهم المتهمة مسبقا بالتسيب في معاقبة " المتمردين" الذين كانوا في الحقيقة من تيارات بعضها دينية وبعضها قومية أو حتى علمانية. وكان الغريب أن الأنظمة العربية وقعت بسهولة مخيفة تحت الضغط حين تمادت في الاعتذار للغرب.
وحين حاولت أن تقدم منذ نهاية السبعينات ما يشبه الولاء للغرب على حساب شعوبها، بدليل أن الأزمات الفظيعة التي تعانيها الشعوب لم تتغير قيد أنملة منذ استقلال الدول التي كانت تحت وطأة المستعمر (شمال إفريقيا، وبعض دول الشرق الأوسط) إلى يومنا هذا، فتزايد عدد الفقراء في الدول النفطية أكثر منها في الدول غير النفطية، وصارت الطبقية تؤسس تكريسا لتلك الرأسمالية الهمجية التي أكلت الأخضر واليابس من عرق ومن جهد البسطاء والفقراء.
لم يكن هذا سياسة غربية بالمعنى الشامل أو المفروض بقدر ما كان أيضا سياسة نظامية حاولت من خلالها الأنظمة فرض حالة من العجز الفكري والاقتصادي ضد شعوبها كي لا ترفع رأسها وكي لا تسأل ولا تطالب بحقوقها، بمجرد الحق في الحياة، بدليل أن عدد السجون في دول عربية كثيرة أكثر من عدد المستشفيات ومن عدد المدارس والمساجد.
ما كان مثيرا للدهشة أن تتخذ تونس مثلا، الدولة المغاربية الأكثر نشاطا في اتحاد المغرب العربي قوانينها الرافضة للشراكة في ما يسمى بالدين، أي أن الدين لله والعري والفضائح للجميع، وصلت إلى حد تقنين تلك القاعدة عبر إخضاع كل الشعب لنفس الطاعة العمياء للغرب الذي بالرغم من كل شيء كان أول من أدان النظام التونسي بالقمع ضد السياسيين وبقمع الحريات، إلى درجة أن صحيفة تونسية رسمية اعتبرت أن الولاء للغرب لم يعد كافيا لغفر" الذنوب الصغيرة" وأن كانت تلك الذنوب قد تجاوزت نزع الحقوق من الأشخاص إلى منعهم من ممارسة حقهم في الإسلام إلا أن هم توافروا على بطاقات مغنطيسية عليها كل بيانات الشخص كحل جذري لمكافحة الإرهاب.
و لأجل مكافحة الإرهاب أيضا تم منع الفتيات والنساء التونسيات من ارتداء الحجاب وذهب أحد الوزراء إلى إهانة الحجاب بشكل مباشر معتبرا إياه رداءا طائفيا. وإلى درجة أنه تم حبس العديد من الطالبات بتهمة مخالفة القانون، أي بتهمة ارتدائهن الحجاب في دولة تعتبر الحجاب عورة وتعد الإسلام دينا للدولة! جاء التعليق الإيطالي الأكثر سخرية قبل عامين من برلسكوني الذي أعلن لصحيفة "روبوبلايكا" الايطالية": "كيف يمكننا أن نتعاطف مع دين لا يتعاطف معه أهله؟" وتلك هي الكارثة العظمى..
ربما لأن وزير عربي آخر يعتبر الحجاب مهينا ومبعثا للخجل، لأن المتحجبات لا تمنحن لأعينه ما يريد أن يراه من فسق ودعارة وبغي، ولأن المرأة المحجبة عفيفة وترفض أن تكون جزء من المفسدين في هذه الأرض، وترفض أن يكون جسدها رخيصا وقضيتها بين أيدي أولئك الذين باعوا الأرض ويبيعون العرض باسم تقدم يحاربه الغرب نفسه الذي أعلن عن إفلاس ثقافة "الميني جوب" وأيديولوجيات الزنا والبغي والعري التي تسببت لهم في مرض الإيدز وفي الأمراض المستعصية الأخرى، حتى الصيام أشارت دراسات جاءت من أمريكا أن الصيام علاج صحي في غاية الأهمية وأن المسلمين يعرفون ذلك لهذا يصومون! في الوقت الذي نجد من المسلمين من يتلذذ بالأكل في رمضان في الأماكن العامة بدعوى الحرية!
مشكلتنا ليست في نظرة الغرب إلينا، بل في نظرتنا إلى أنفسنا وفي نظرة بعضنا إلى ما هو قائم بعينه على أساس قيم لا يمكن المساس بها ليس لأنها شرعية فقط، بل ولأنها منزلة من عند رب العالمين، ولهذا يجب أن نطلب من الجميع أن يخجل من دمه حين يتكلم عن الحجاب وحين يهين الحجاب الذي تختاره المرأة عن وعي وإدراك وقناعة وهذه حريتها وليس من حق أحد أن يمس حريتها في الوقت الذي يتبجح على الجميع باسم الحرية.
وإن أهان بوش والبابا والصحف الدانمركية والإعلام الغربي الإسلام فإن أبناء جلدتنا أهانوه قبلهم، حين ابتعدوا عنهم عن رغبة في تقليد الغرب الذي يتبرأ منهم اليوم واحدا واحداً ويصفهم بالهمجيين كما فعلوا بتونس حين وصفوا نظامها بالهمجي أيام انعقاد القمة الدولية المعلوماتية بحضور بوش شخصيا الذي لم يتردد في توجيه النقد اللاذع للسلطات التونسية على تضييقها للحريات، وهي نفسها الإهانة إلى النظام المصري الذي يتعامل الغرب معها بأسلوب المساومة والإسقاط في الفشل الشعبي كما نراه اليوم، فربة ضارة نافعة خير من قنابل مسيلة للدموع!



http://www.almoslim.net/figh_wagi3/show_news_comment_main.cfm?id=583


========

بعد إذن المراقب العزيز، لا أدري أيسمح بهذا أم يمنع، وله كل الحق في أي من ذلك، لكن لضيق الوقت عن المراسلة أدرج الموضوع المنقول بلاها.


هذه المقالة على اختصارها إلا أنها غنية، وفعالة بمحتواها، فآمل أن نعي ولو جزءا مما فيها من فائدة.

Old Snake 85
27-11-2006, 12:47 AM
جزاك الله خير أخي Cheetah وبالفعل شيء يدمي القلب فإذا كان أبناء جلدتنا ضدنا فما الذي نتوقعه من الغرب!!؟
ولكن هذه هي سنة الله ليميز الخبيث من الطيب والله ناصرٌ دينه ولو كره الكافرون.

ناصر المحمدي
27-11-2006, 01:26 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


انا اتوقع انه سبب الاهانات الموجهه من قبل الغرب لد يننا الحنيف و لرسولنا الحبيب عليه افضل الصلاة واتم التسليم, هو كثرة الفتن اللتي غزا المسلمون بها بعضهم بعضا فاصبحو متفرقين , كل له جماعه خاصه وفكر خاص .
فنجد كل يبدي رأيه ويقد م على اهانه كل من كان متمسكا باوامرالله ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
ولن تجد من لديه الشجاعه الكافية من حكام العرب المسلمين ليقف في وجه هاؤلاء

وهؤلاء عليهم لعنه الله الى يوم الدين


تحياتي اخوي ودمت بود