المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أدب الحديث



الاستفزازي
13-12-2006, 01:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




بسم الله الرحمن الرحيم



أدَبُ الحَديْث:



لقد عني الإسلام عناية كبيرة , بموضوع الكلام , واسلوب أذائه , لأن
الكلام الصادر عن انسان ما ,يشير إلى حقيقة عقله وطبيعة خلقه, ولأن
طرائق الحديث في جماعة ما, تحكُمُ على مستواها العام ومدى تغلغل
الفضيلة في بيئتها.
لذلك ينبغي أن يسائل المرء نفسه قبل أن يتحدث إلى الآخرين : هل هناك مايستدعي الكلام؟
فإن وجد داعيا إليه تكلم , وإلا فالصمت أولى به وإعراضه عن الكلام حيث لاضرورة له عبادة جزيلة الأجر.
لأن للثرثرة ضجيجاً يذهب معه الرشد, وأكثر الذين يتصدرون المجالس ويتحدر منهم الكلام متتابعاً,
يجزم مستمعهم بأنهم لايستمدون حديثهم من وعي يقظٍ , أو فكرٍ عميقٍ , وربما ظن أن هناك انفصالاً بين العقل وهذا
الكلام المسترسل ! .
والمرء حين يريد أن يستجمع أفكاره ويراجع أعماله يجنح إلى الصمت , بل إنه حين يريد أن يبصر نفسه ويرتب ذهنه
يفر من البيئة الصاخبة إلى ريفٍ صامت , أو ضاحية هادئة . فلا جرم أن الإسلام يوصي بالصمت , ويعده وسيلة ناجحة
من وسائل التربية المهذبة.
فمن نصائح الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي ذر : ( عليك بطول الصمت , فإنه مطردة للشيطان , وعون لك على أمر دينك )
رواه أحمد
والبعد عن اللغو من أركان الفلاح , ودلائل الإكتمال , فإذا تكلم المرء فليقل خيراً وليعود لسانه الجميل من القول ,
فإن التعبير الحسن عما يجول في النفس أدبُّ عالٍ , والكلام الطيب العف , يجمل مع الاصدقاء والأعداء جميعاً ,
وله ثماره الحلوة , فأما مع الأصدقاء فهو يحفظ مودتهم , ويستديم صداقتهم , ويمنع كيد الشيطان أن يوهي حبالهم
ويفسد ذات بينهم .
إن الشيطان متربص بالبشر , يريد أن يوقع بينهم العداوة والبغضاء , وأن يجعل من النزاع التافه, عراكاً دامياً ولن
يسد الطريق أمامه كالقول الحسن.
وأما حسن الكلام مع الاعداء فهو يطفيء خصومتهم , ويكسر حد َّتهم , أو هو على الأقل يوقف تطور الشر واستطارة
شرره.



انتهــــــــــــــــــــى ^ــــ^



منقول من كتاب ( خلق المسلم ) محمد الغزالي


وخير
ختام
السلام
^ــ^

الجزيرة العربيه
19-12-2006, 08:02 PM
جزاك الله خيرا على مانقلته لنا
شكرا لك