تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية النفيسي: إيران لها مشروع متكامل في العراق



إسلامية
14-12-2006, 01:06 PM
النفيسي: إيران لها مشروع متكامل في العراق

وضع الدكتورعبد الله النفيسي، الرئيس السابق للمؤتمر الشعبي لمقاومة التطبيع مع "اسرائيل" في دول الخليج، والباحث السياسي الكويتي المعروف، في كلمته أمام المؤتمر العالمي لنصرة الشعب العراقي المنعقد حاليا في اسطنبول، النقاط على الحروف، وحدد بدقة الأهداف الإيرانية في العراق، معتبرا أن الخطر الإيراني أكبر بكثير من خطر الاحتلال الأمريكي، مع ملاحظة أن هناك تعاونا استراتيجيا بين الجانبين، والضحية في النهاية هم أبناء السنة من العراقيين.

وأكد النفيسي أن ما يحدث الآن ليس أمرا اعتباطيا، و لابالمصادفة، فتلك الدول ـ وبخاصة أمريكا وأوروبا ـ هي دول مؤسسات لا أشخاص، ولها استراتيجيات، وتغير الأشخاص لا يعني أن الخط الاستراتيجي لدولة المركز قد تغير.




وقال الدكتور النفيسي إن المأساة بدأت منذ عام 95 من تجمع المحافظين الجدد، عندما وضعوا وثيقتهم (القرن الأمريكي الجديد)، وهي وثيقة وضعت قبل 11 سبتمبر. وهذا يبين أن غزو أفغانستان خطط له قبل 11 سبتمبر، وبناء على وثيقة المحافظين الجدد، فإن الهدف من غزو العراق ليس إسقاط صدام، أو البحث عن الأسلحة أو خلافه من الأهداف التي عنونت لنا في الإعلام الغربي، وهو إعلام مضلل. الهدف هو وضع اليد على حقول النفط في العراق، وقد حققت أمريكا هذا الهدف، ولا زالت. لماذا ؟ هل لأنها بحاجة إليه؟ .لا، أبدا، ولكن النفط أصبح بحد ذاته مراكما للنفوذ الدولي، فمن يضع يده على النفط يضع يده على سر النفوذ، ولهذا فإن أمريكا تريد أن تحاصر اليابان والصين، والصين بالذات هي كابوس لأمريكا وكافة الدول الأوروبية التي تستعين بالنفط العربي. ولهذا سيطرتهم تعني عمليا تراكم النفوذ الدولي لأمريكا. الهدف إذن وفقا لوثيقة المحافظين الجدد هو النفط.





وذكر النفيسي أن الهدف الثاني لغزو العراق هو ضمان الأمن القومي للكيان الصهيوني. فقصف "إسرائيل" بالصواريخ أصاب اليهود بالذعر، والصواريخ العراقية كان لها أثر سيئ في اليهود وقت قصف صدام لإسرائيل.

حتى يصل المسيحيون المتصيهنون واليهود لهذين الهدفين، كان لابد من الحصول على تعاون مع إيران. وهذا التعاون معلم من معالم هذه المرحلة.

فالأمريكان أدركوا أنهم بحاجة إلى الحصول على تعاون إيراني في غزو أفغانستان وفي إسقاط صدام. وقد عقد شمخاني (وزير الدفاع الايراني عام 2001) مؤتمرا صحفيا في مطار مهيراباد وقال: "نحن نرحب بالتعاون الأمريكي/ الإيراني، ونحن نفسح كل المجال الجوي لنا للمقاتلات الأمريكية للوصول إلى تورا بورا وغيرها، وإذا أردتم ضرب السنة هناك فمرحبا بكم". وفتح المجال الجوي للبي اف 2 العملاقة لمدة شهرين، وهي تمر من القواعد في الخليج والجزيرة لتقصف أفغانستان. فكان ما كان، وعندما مرت الإدارة الأمريكية بهذه التجربة مع إيران صار لديهم حساب آخر لرؤية إيران، فرأوا أنه يمكن التفاهم معهم واللعب معهم بالسياسة، فليسوا عقائديين كما نتصور، ولذلك كانت الخبرة بين الطرفين مشجعة للأمريكان لكي يتعاونوا في إسقاط صدام، وكان لدى إيران علم بكل تفاصيل الغزو لبغداد، وكان هناك تعاون قبل الغزو لتنفيده. وكانت الخطة هي الهجوم من الأراضي العربية برا وكل أرض تمر عليها أمريكا تحتلها قوات بدر والمليشيات الشيعية التي لعبت دورا مهما في حماية ظهور الأمريكان. أدرك الأمريكان أن إيران استثمار سياسي استراتيجي لا ينبغي التفريط فيه، وأن لديها قادة وساسية يمكن التفاهم معهم، ولذلك مضى الفكر الأمريكي إلى ما هو أبعد من ذلك، فكتب ثلاثة من أشهر الخبراء الاستراتيجيين الأمريكان مقالتهم المشتركة في "فورن افيرز" وقالوا إن إيران هي الشريك الاستراتيجي للمرحلة المقبلة في الشرق الأوسط. وهذه هي السياسة الفعلية المعمول بها الآن بين أمريكا وإيران، بعيدا من المسرحية الإعلامية المسماة "الملف النووي" وغيرها.



ثمة تفاهم استراتيجي أعلى حول شؤون المنطقة بين الطرفين.

وعندما نغوص أكثر في دهاليز السياسة الإيرانية. ونتأمل في ما كتبه عباس ملكي، وكيل وزارة الخارجية لشؤون التخطيط والتدريب سابقا، وهو رجل خطير في عقليته، ولديه اطلاع كامل على شؤون المنطقة، نجده يرى في مقالة له في مجلة "دفتر مطالعات سياسي"، وهي مجلة من أخطر المجلات الإيرنية، تصدر كل 3 شهور، وتمثل الخط الاستراتيجي لإيران. يرى عباس أن إيران ينبغي أن تنشغل سياستها الخارجية بتحقيق 3 أهدف:
- الحفاظ على أمن مضيق هرمز، فهو شريان الحياة، فأمن هرمزهو أمن إيرن، وهناك قاعدة عسكرية كبيرة تطل على مضيق هرمز لمدى حساسية هذا المضيق ودوره في تسويق نفط إيران. ولهدا فهو يقول: إن هذا المضيق مهم جدا لإيران.




- التنمية داخل إيران. وهي مربوطة بالنفط بيعا وتسويقا واستقرارا باستقرار المناطق المنتجة للنفط، وباستقرار علاقة إيران بالدول المستهكلة ومنها الدول الغربية، ولكي تتحقق التنمية لابد من الحرص على النفط والعلاقات السياسية التي تحمي أسواق النفط، فاستقرار العلاقة مع أمريكا هي لازمة للتنمية في إيران، وإذا انهارت تلك العلاقة فهذا انهيار لكل مشروعات التنمية الداخلية.
- الهدف الثالث: يجب أن يكون لنا دور إقليمي. ودون هذا الدور فمسألة أمن هرمز في خطر، وأمن التنمية في خطر، وهو دور مع كل الدول المحيطة في المنقطة، ولابد أن نبتكر آليات تحمي هذا الدور، وفي شمال إيران هناك 15 جمهورية، فيها ثروات نفطية تقارب ما في السعودية، ولذلك يجب أن نحرص على الاستدارة إلى الشمال. والأهداف الثلاثة لا يمكن تنفيذها إلا بدرجة من التعاون مع الأمريكان.




هذا المشروع الفكري لعباس ملكي صار مشروعا تتبناه إيران في تحركها الاستراتجي .

وتساءل الدكتور النفيسي عن الرؤية الأمريكية للتعاون مع إيران؟

وأجاب: إن أمريكا تريد تحقيق 3 أهدف في الشرق الأوسط:
- وضع اليد على النفط، فكل الخليج محتل نفطيا، ثم بعد صدام انضم العراق.
- تهيئة الإقليم في الخليج والجزيرة وأفغانستان لقبول الكيان الصهيوني، بشتى الأساليب، فدخلوا في عملية السلام أكثر من السلام نفسه، وهذا يتفق مع رؤية "الاسرائيليين" أنفسهم .
- نزع كل أسلحة الدمار الشامل لدى العرب وإيران.

أدرك الأمريكان من تجربة العراق أن تلك الأهداف يسهل تحقيقها إذا حصل تعاون مع إيران، ولذلك فإن الصفقة الآن في العراق هي: "ساعدونا على تحقيق تلك الأهداف الثلاثة نبيح لكم العراق، ولكن دعوا حقول النفط".




فالتنظيمات العراقية الشيعية المسلحة تمنحها إيران مستشارين: مستشارا أمنيا وعسكريا وسياسيا، بالإضافة إلى الدعم المادي والعسكري. والنتيجة أن ضاع أهل السنة بين أمريكا وإيران.

وأكد النفيسي على تعاظم الخطر الإيؤاني، وقال: أنا أتصور أن المأساة هي في كيفية الخلاص من القدم الأمريكية والإيرانية. أظن أن الخطر الإيراني في العراق له دلالات تاريخية وعقائدية وأمنية وعسكرية أكثر بكثير من الوجود الأمريكي في العراق. أمريكا تريد شيئا واحدا هو النفط، لكنهم غير معنيين بمسألة الدين والثقافة والعرف والتعليم، فهم لم يؤتوا خبرة، لكن إيران لها مشروع متكامل في العراق، وهو مشروع ديني وثقافي وطائفي ولغوي.




ورأى النفيسي أنه لا حل إلا باستنهاض همم دول الجوار وبخاصة السعودية الحضن التاريخي للسنة، فهي دولة قامت على أساس حماية أهل السنة، وقال في ختام كلمته: لذلك أريد من هذا المنبر من السعودية (مفكريها وشيوخها) أن يحملوا رسالة إلى المسؤولين أنه آن الأوان أن تدخل السعودية بما لها من ثقل وبعد روحي وديني ونفطي لإحداث شيء من التوزان الذي قد ينقذ إخواننا السنة في العراق.


http://www.almoslim.net/figh_wagi3/show_news_main.cfm?id=16483 (http://www.almoslim.net/figh_wagi3/show_news_main.cfm?id=16483)