المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : Samuel BECKETT



المواطن كين
26-01-2007, 06:19 AM
سلسة ادباء الغرب.. 1

صموييل بيكيت ......


بقلم : المواطن كين


اصبح الكون كله هنا معى ، فأنا الهواء والجدران ، وانا المحبوس بين الجدران ، فكل شئ يستسلم .. يطوف .. يفيض بالندف .. انا كل هذا الندف الذى يتناثر ويتوحد اينما ذهبت يلقانى من جديد ، فأهجرنى ، لاشئ سوايا .. سوى شق منى، مستعاد ..مهدور ، كلمات انا ..انا كل هذه الكلمات ، وكل هذا الغبار .. حيث لا قرار تستقر فيه ، ولا سماء تتلاشى او تتلاقى او تهرب عن بعضها البعض ثم تعود لتقول ، هؤلاء انا جميعا .

http://feu.joueb.com/images/Samuel%20Beckett%20bon_1.jpg


من خلال هذه الكلمات التى يوصف بها نفسه الكاتب الكبير الإيرلندى الأصل صموييل بيكيت الروائى والشاعر والكاتب المسرحى ، تستطيع ان تتعرف على اهم ملامح من شخصيته.. هذه الشخصية الفريدة المعقدة والمتسمة بالإنطوائية والتى حيرت كثير من النقاد والمتخصصين في ادب بيكيت ،، وصموييل بيكيت المتعدد المواهب ولد عام 1906 في ضاحية فوكسروك القريبة من دبلن عاصمة ايرلندا لأب يعمل مساحا وام كانت تعمل ممرضه ..نشأ بيكيت في اجواء صارمة دينيا من قبيل والدته ، ولعل هذه النشأة هى التى تركت في نفسه نوع من الثورة نحو المعتقدات الإلهيه ، والتحق بيكيت بنفس المدرسة التى درس بها من قبله اوسكار وايلد ثم الكولدج ترينتى وهى التى تحرج منها ايضا وايلد وجونتان سفيت ، وتخصص في دراسة اللغات الإنجليزية والفرنسية ، ثم عمل بعدها محاضرا في باريس لتعليم الانجليزية في البرنامج التبادلى بين جامعة البلدين ، وهناك التقى بإبن بلده جيمس جويس ، ومرة اخرى يعود بيكيت لإيرلندا ولمهنة التدريس في الجامعة إلا انه يضيق بها فيقرر الإستقاله ويغادر ايرلندا مرة ثانية متجها لعدة دول اوربية ..لندن ..المانيا..باريس ولأخيرة هى التى يستقر بها فيما بعد حيث كانت باريس المتنفس للكثير من الأدباء الذين ضاقوا بتقاليد بلادهم وكانت انذاك نقطة حركات التمرد في الأدب والفن والسياسة وكان بيكيت ومن قبله جويس واويلد من المهاجرين الى هذه النقطة الأكثر تحررا ، وفى عام 1930 قام بنشر مجموعته الشعرية الأولى متأثرا بالفيلسوف ديكارت، ثم قام بعدها بترجمة العديد من الشعر الفرنسى والإيطالى لكثير من الشعراء كبول ايلوار و اوجينو مونتالى ، وفى عام 1938 كتب روايته الأولى (مورفى) وفى هذه الروايه يواجه البطل عبثية الحياة والتى يواجهها بيكيت نفسه على ارض الواقع وفي نفس العام عندما طعنه احد الماره في باريس بلا مناسبة وبدون سبب ، وبعد نشوب الحرب العالمية الثانية قام بترجمة التقارير للسلطات البريطانية ثم ترك باريس واستقر فترة الحرب في قرية روسليون الواقعة في الجنوب الفرنسى وهناك اشترك في حركة المقاومة واثناء هذه الفترة بدأ في كتابة روايته الثانية ( وات) ولكنها لم تنشر إلا في عام 1953 اى بعد حوالى تسع سنوات ، وبعد انتهاء الحرب عاد مرة اخرى لباريس وبدأ في كتابة ثلاثيته الشهيرة ( مولى-ميلون يموت-اللامسمى) وقد لاقت هذه الثلاثيه استحسان كبير من النقاد ، غير ان الشهرة الحقيقية لم تعرف طريقها لصموييل بيكيت إلا بعد كتابته لمسرحية ( في انتظار غودو) والذى اخرجها له روجيه بلين بعد رفض كثير من المخرجين لها ، وكتب بعدها مسرحية (نهاية اللعبة ) ثم (الأيام الحلوة) وليصبح بعدها واحدا من اشهر كتاب المسرح ..ولعل ما اشتُهر به او على الأرجح انه اصبحا رائدا فيه..هو مسرح اللامعقول او مسرح العبث والتى تجلت واضحه في مسرحيته (في انتظار غودو) ، إلا انه كان يرفض هذا المسمى بشده على نوع كتاباته .. (بمناسبة هذا النوع من الأدب..الأدب العبثى ، لى عمل قصصى قادم يندرج تحت هذا المسمى وفى نقطة ارتكاز نحو نظرية ومبدأ ينشغل بها البطل طوال احداث القصة ، ومن خلال نظرته للحياة مع كل التناقضات والشيزوفرنيا الذى يعانى منه مجتمعه يكتشف في النهايه انه لاشئ حوله سوى العبث ..ربما قريبا تظهر فى قسم القصة إن لم يكن هناك مانعا ما يحجب ظهورها ) .. ونعود لبيكيت وما قيل عن مسرحيته في انتظار غودو انه استوحى فكرتها من تجربته الذاتيه عندما كان جنديا في المقاومة الفرنسية وهو يستطلع الجنود الألمان من على تل مرتفع ، وعن العبث الذى اتسمت به مسرحية (في انتظار غودو) واعماله الاخرى يقول مدافعا : ( ان العبث من الممكن ان يُفهم من النص وليس اتخاذ موقف معين في النص..وقد يكون هذا عبث او شئ آخر وهذا ليس من شأنى ..ولكى احكم عليه لابد ان اكون خارجه ) ، وهذه القول اراه فى رأيي مناسبا ..اننا لكى نحكم على مجتمع ما سيئا كان ام متحضرا ، ولكى يكون الحكم عادلا مطلقا علينا ان ننظره من الخارج ولا نغرق فيه ..اى المجتمع ، ربما كانت هذه المسأله هى نقطة الخلاف بين بيكيت والنقاد الذين اتهموه بصاحب مسرح العبث مع العلم ان المؤسس الفعلى لهذا النوع هو الفرنسى البيركامو .. ومن المثير للجدل النقدى ايضا في أدب بيكيت هم ابطال رواياته والذي يلصق بهم العاهات دائما، مثالا في روايته (في انتظار غودو) بوزو ولاكى احدهم اخرس والآخر اعمى وفى (نهاية اللعبه) تجد كلوف لايستطيع الجلوس وفى (شريط كريب الأخير) تجد البطل في عزله مع جهاز تسجيل يروى حياته ثم يقوم بالتعديل فيه بين آن وآخر وفى رواية (وات) البطل مملوء بالشك والافتقاد بالطمأنينة ، ويقول بيكيت في (نصوص بلا طائل) ان نطلق اسم ..لاشئ يمكن تسميته ..وان نتكلم ..فلا شئ يمكن التعبير عنه ..ويختم بيكيت قوله في نهاية النص قائلا :لقد ماتت الكلمات .. وفي عام 1969 اعلنت الأكاديمية السويديه فوز صموييل بيكيت بجائزة نوبل قى الأدآب وقدم كارل لانجر سكرتير الأكاديمية آنذاك حيثيات فوز بيكيت قائلا (لقد بزغت مثل مرثاة لكل الجنس البشري، مفتاحها المكتوم يعلن الحرية للمقموعين والعزاء لمن هم بحاجة إليها)، وقدكان بيكيت اثناء اعلان الجائزة في تونس ، ورفض ان يذهب لإستلام الجائزة وبعث بدلا منه صديقه وهو ايضا ناشر اعماله جيرو لاندون ، اما الشئ الرائع هو انه وزع قيمة الجائزة كاملا للفنانين والأدباء الشبان الأكثر احتياجا.. لقد ترك بيكيت خلفه تراثا ادبيا رائعا من مسرح الى قصه الى روايه الى شعر الى مسلسلات اذاعيه تعد الأن هذه الأعمال من كلاسيكيات الأدب العالمى ، ونختم هذه السطور كما بدأنها بكلمات صموييل بيكيت نفسه وهذه المره يوصف بها ادبه ليقول..( قد أكملت عملي، وأنا سعيد وحزين في نفس الوقت، إنه لشعور غريب، ان الآخرون يكتشفون في ما أكتبه أسراراً خافية لا أدري بها، كثيرون هم الذين يودون زيارتي، وأنا الوحيد الذي لا أعلم، لذلك سبباً، إن الكلمة خالدة لاتزول، مستمرة دائمة، إن إيماني بالكلمة هو الذي ساعدني على الاستمرار في الكتابة والتأليف، فإذا ماتت الكلمة انتهى كل شيء.. إن الكلمة هي الطاقة المحركة، هي التي تضمن استمراري وبقائي، فإذا توقفت الكلمة، يتوقف كل شيء أخر) .
----------------------
قائمة بأشهر اعمال صموئيل بيكيت ..



مورفى


وات

في إنتظار غودو.
نهاية اللعبة .
كل الساقطين.
فصل بدون كلمات1.
شريط كراب الأخير.
الجذوات.
فصل بدون كلمات 2 .
الأيام السعيدة.
كلمات وموسيقى.
تعال وإذهب.
َنفـَسْ.




الزوايا الأربعة
------------

غادة قاسم
29-01-2007, 05:41 PM
شكرا لك مواطن كين على هذه المعلومات الثقافية فأحيانا الانسان يبحث عن كتاب انطوائيين فيكتشف بعد ذلك من سيرة حياتهم أنهم ليس كذلك
عجبت من صورة هذا الكاتب الشهير صموئيل بيكيت كيف من شكله طاعن في السن ويموت طعنا من أحد المارة
لا أعرف لماذا يقتل كبار السن مثل نجيب محفوظ الذي تعرض للضرب على رأسه على ما أذكر واعدام صدام حسين واعدام عمر المختار واغتيال الشيخ أحمد ياسين وتسميم ياسر عرفات
هل لك أن تضيف لنا شيئا عن ما كتبه في ثلاثيته المشهور
وان كنت اطلعت على كل أعماله فما أكثر شيء أعجبك منها
وان كان المجتمع يعاني من الشيوزفرنيا فمؤكد سيتأثر بذلك
توجد أحكام لا يمكن لا يعقل أن نطلقها سوى على أفراد وليس مجتمع بأكلمه
ولماذا وصفت الأجواء الدينية التي نشأ بها بأنها صارمة
الأجواء الدينية هي مناسبة لنشأة الكاتب والشاعر والروائي الناجح على ما أعتقد
وما سبب عدم تسلمه الجائزة بنفسه حسب وجهة نظرك فغريب الانسان اما أن يستلم الجائزة بنفسه أو يرفضها
بينما العبارة التالية بصراحة لم أفهمها فكيف ننظر الى المجتمع من الخارج
: ( ان العبث من الممكن ان يُفهم من النص وليس اتخاذ موقف معين في النص..وقد يكون هذا عبث او شئ آخر وهذا ليس من شأنى ..ولكى احكم عليه لابد ان اكون خارجه ) ، وهذه القول اراه فى رأيي مناسبا ..اننا لكى نحكم على مجتمع ما سيئا كان ام متحضرا ، ولكى يكون الحكم عادلا مطلقا علينا ان ننظره من الخارج ولا نغرق فيه ..اى المجتمع

RICH BOY
30-01-2007, 01:48 PM
المواطن كيـن
معلومات جميلة ..واني احب هذا النوع من المواضيع كثيرا .فيها المتعة والفائدة العلمية .

Miss S
02-02-2007, 11:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تقرير ثريّ وشرح واضح , شكراً لك أخي المواطن كين
سأتخصص قريباً في الأدب الإنجليزي وموضوعك عرفني على شخصية
كبيرة في الأدب ...

جوزيت خيراً ...

المواطن كين
05-02-2007, 05:09 AM
الاخت غادة قاسم : يعتبرصموئيل هو الاب الروحى للرواية الجديدة التي ازدهرت مع ألن روب جرييه وناتالي ساروت وكلود سيمون، .. وهو المروج لفكرة العبث في المسرح كما ذكرت فى المقال ،

بالنسبة لتعجبك فإن المع الكُتاب العرب وغير العرب تعرضو للاغتيال والقتل فهذا قدر هم فيما يبدو......

لو احببت تقرأى له ابدأى بـ (فى انتظار غودو) ثم الثلاثية لو كانت القراءة هوايتك المفضلة
فبها جانب كبير من الفلسفة والتركيز على الاسئلة الوجودية...
اما بالنسبة للأجواء الدينية كما قلتى انها مناسبة للأديب الناجح ..هذا ليس فى كل الأحوال
وهناك ادباء عظام ولهم ثقلهم فى عالم الأدب إلا ان حياتهم الشخصيةكان بها كثير من النواقص الدينية على سبيل المثال ..اوسكار وايلد كان شاذا والكسندر ديماس كان زير نساء وفرانز كافكا ايضا كان ماجنا وبلزاك هذا الكاتب العملاق كان يؤمن بالخرافات..
وعلى ذلك فأجواء صارمة دينيا لمثل هؤلاء تأتى بمقابل عكسى ..قد يظهر فى كتاباتهم
فمثلا فى رواية وايلد ( صورة دوريان غراى ).كان الشخصيه الرئيسيه مستلهمة من شخصية رفيقه
فى الواقع.. اما لتسائلك عن عدم تسلمه الجائزة ..فقد قيل بعد ذلك انه خجل ان يستلم جائزة وهو يرى جويس وهو استاذه وابن بلده احق بها منه.. وكان هذا دليل على تواضع هذا الكاتب.. وهناك اديب نوبل ايضا نجيب محفوظكان يردد دائما( انه لو كان الأديب توفيق الحكيم موجودا لما قبل جائزة نوبل إلا بعد استئذانه )..ان كُتاب بهذا الحجم من الموهبة وهذا الحجم من التواضع جديرين بالاحترام.. شكرا اخت غاده على مرورك

المواطن كين
05-02-2007, 05:35 AM
المواطن كيـن

معلومات جميلة ..واني احب هذا النوع من المواضيع كثيرا .فيها المتعة والفائدة العلمية .





اشكرك اخى على هذا الكلام وهذا المرور العطر
وارجو ان يكون افادك الموضوع..

المواطن كين
05-02-2007, 05:55 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



تقرير ثريّ وشرح واضح , شكراً لك أخي المواطن كين
سأتخصص قريباً في الأدب الإنجليزي وموضوعك عرفني على شخصية
كبيرة في الأدب ...



جوزيت خيراً ...



العفو اخت :miss sport
تتخصصين فى الادب الانجليزى
اذن لننتظر منك ِ مواضيع ثريه
فالادب الانجليزى ثرى جد سواء قصص او حتى
اشعار يكفى بايرون وبراوننج ..شكرا مرة اخرى