المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المنزل رقـــــم 12



رفعت خالد
29-01-2007, 06:14 PM
http://montada.com/picture.php?albumid=827&pictureid=7462



قلم: رفعت خالد
مراجعة لغوية : LongJohnSilver (file:///D:/Mon%20dossier/تصويبات%20لغوية%20من%20سيلفر/Done/member.php?u=88140)




بسم الله الرحمن الرحيم

انبسطتْ تحت أشعة الشمس رُقعة مترامية الأطراف من منازل متناسقة البنيان، زاهية الألوان ، تحوطها أشجار الأرز الباسقة و جبال خضراء شامخة..
و لعل الرّائي من عل سوف يرى انشطار الرقعة إلى شطرين و انقسامها إلى قسمين متباينين. قسم من البنايات الحديثة ، و الذي يُطلق عليه اسم "المدينة الجديدة" و هو الأوسع نطاقا ، و الأكثر انتشارا حيث يحتل ثلثي المساحة تقريبا. و قسم ثانٍ تظهر معالم القدم على منازله و مساجده و أسواقه الفسيحة ، و هو ما يشكل "المدينة القديمة".
هذه الرقعة هي مدينة (فاس). العاصمة الثقافية و التراثية للمغرب ، فما أجمل أبوابها المزخرفة و ما ألذّ لكنة سكانها السلسة و ما أبهى ذلك الشعور بالانتماء الذي يتملّكك و أنت تتجول بأزقتها الشعبية..


* * *

المدينة القديمة ، ساحة القرويين ، حي (الحنصالي).. فضاء شعبي يموج بالحياة و يعُجّ بالحركة. متشابهة منازله ، متقاربة أبوابه.
صبيان يركضون بخفة أمامك ثم سرعان ما يختفون بأول انحراف فلا يبقى سوى صدى ضحكاتهم تتقاذفه الجدران.. ثم تمر في الطرف الآخر من الزقاق ثلة من نساء محجبات يمشين بتؤدة و استحياء و يحملن أكياسا على رؤوسهنّ بطريقة فيها من البراعة و الحذاقة الشيء الكثير.
و شديد الانتباه لن تفوته ملاحظة منزل معزول في آخر الحي. جدرانه متآكلة ، زجاج نوافذه مكسور ! و أكثر ما يشدّ الانتباه هو بابه الضخم العتيق ، و قد عُلّقت فوقه قطعة خشبية مائلة ، مكتوب عليها بخط قديم (رقم 12).
و إذا سألت أيّ شخص يقطن بذلك الحي عن هذا المنزل سيجيبك بسؤال أكثر غموضا من سؤالك ( أتقصد المنزل 12 ؟! ).
إنه بيت شهير تحوم حوله الأساطير و تتحدث عنه قصص الأشباح و الأرواح.. و لعلّ أشهرها - إن لم أقل أكثرها وثوقا - هي قصة السيد (علاّل)..
إذ يُروى أن هذا السيد كان يملك المنزل رقم 12 منذ ما يعادل قرنا من الزمان. رجلٌ عادي ، يشتغل بالأمن. وكان يحبس أخاً له بغرفة في الطّابق العلوي !
و يُقال أن ذلك الأخ كان مجنونا.. لدرجة جعلته عنيفا للغاية ، لا يستطيع أحدٌ التحدث إليه أو الاقتراب منه. حتى أن السيد (علاّل) كان يقدّم له الطعام من فتحة أسفل الباب !
مات السيد (علاّل) في منتصف القرن الماضي ، في ظروف غامضة ! و مات أخوه بعده بوقت وجيز. و منذ ذلك الحين بدأت أشياء غريبة تحدثُ في المنزل رقم 12 !
فغادر المنزل كل من استأجره و بطريقة مخيفة ! منهم من يخرج عاريا ، يجري و قد ترك كل ما يملك في المنزل. ومنهم من فقد عقله تماما. و أكثر من مرة وُجدت في المنزل جثث هامدة على وجوه أصحابها أعتا علامات الرُّعب !
فقرّر وارث المنزل رقم 12 منذ عقدين أن يغلق باب تلك الغرفة التي كانت سجنا للأخ المجنون. فوضع فوق بابها كميات كبيرة من الخرسانة ، بعد أن اعترف من لم يفقد حياته و لا عقله من المستأجرين أن تلك الغرفة بالذات تحوي سرّا مرعبا ! إذ يُسمع عند بابها ليلا صوت قرع عنيف حتى يتوقعون أن ينخلع الباب من مكانه !.. ثم أصوات خدش بالأظافر و عويل تقشعرّ له الأبدان !
و تخلّى بعد ذلك صاحب المنزل 12 عن ملكيته. فخلى المنزل من السكان و الأثاث و من كل شيء ، ما عدا ذلك البيت بالطابق العلوي و الذي لم يجرؤ أحدهم على دخوله ليفرغ ما به من أثاث. وبقي بآخر رواق الطابق العلوي.. غامضا ، رهيبا ! و قد غُطّي بابه بطبقة سميكة من الخرسانة.
دُفن و به السرّ الذي بقي مجهولا حتى تلك الليلة من شتاء سنة 1985 !..


* * *

ركنَ القطار أخيرا بعد أن أصدرَ صريرا..
انفتح الباب الحديدي على مصراعيه ، فظهرت وجوه متوترة ، جدّية ، عيونها تبحث عن شيء ما..
و حين انقشع الزحام و خفت كثافة الأنام ، ظهر شابان فارعا الطول ، جميلا الهندام. تبدو جليّة على محيّاهما أمارات الشباب و الحيوية و كثرة الكلام..
في ذلك المسـاء كان الجو غائما ، إذ اقتربت السحب الرمادية المبعثرة و امتزجت لترسم سماء كئيبة ، تنذر بغضب الرياح..


* * *

دلف الشابان إلى بار في مؤخرة زقاق مظلم. كانت الساعة وقتها تشير إلى الثامنة ليلا..
......
الحادية عشرة و النصف.. صوت ضحكات مدوّية بالمكان. خرج الشابان و هما يترنحان من فرط السكر. يصطدمان ببعضهما ثم بجدران الزقاق المظلمة.
انتبها إلى أن السماء ترسل خيوطا من الماء البارد.. صرخ أحدهما و هو يرفع رأسه إلى السماء ، و قهقه الآخر بعد أن ركل صاحبه على مؤخرته..
أدخل (هشام) يده في جيبه و أخرج باطنه بسخرية ، كتعبير على نفاد النقود لديه. و قام الآخر بنفس العملية ليسترسلا في ضحك عالٍ.
قال (جمال) و هو يجول مع رفيقه في شوارع المدينة شبه الفارغة :
- تبا لتلك المومسات !.. لقد سرقن كل ما تبقى معي من المال !
أجابه (هشام) و هو لم يزل يقهقه بصوته الرقيق :
- أما أنا فأعطيته لهن عن طيب خاطر... هاهاها !


* * *

وصلا أخيرا - بعد أن تاها بأحياء المدينة المتشعّبة - إلى فنـاء رحب ، كُتب على لافتة بمدخله "سـاحة القرويين"..
كان الوقت قد جاوز منتصف الليل ، فخلت الشوارع و أُغلقت الدكاكين و أوت القطط إلى مضاجعها و طارت العصافير إلى أعشاشها.
قلّب (هشام) كفيه في انعدام حيلة و قال :
- البرد و الشتاء و لا مكان نلقي فيه جسدينا المنهكين !
قد بدأ أثر الخمر يزول عن ذهنيهما شيئا فشيئا لما أحسا بحجم المصيبة التي يواجهانها !
لم يجبه (جمال) و إنما أشار بأصبعه إلى مكان ما قائلا :
- أترى ذلك المنزل هناك ؟.. إنه يبدو مهجورا !
- نعم أراه ، ما به ؟
- ما رأيك لو..
- أجننت ! نبيت هناك ؟.. ألا ترى النوافذ المكسورة ؟ و الحائط العتيق ؟!.. ثم انظر إلى تلك الكتابة "رقم 12 " و كأنها تعود لعهد الرومان !
- إنه الحل الوحيد يا أبله ! ماذا نفعل ؟.. أنحشر نفسينا في سطلي قمامة مثلا ؟ أم ننام على أغصان شجرة ؟!
- لماذا لا تقول نطرق الأبواب و نطلب المبيت ؟..
- يا لسذاجتك !.. أتظن أن أحدا يرغب باستضافة سكيرين ، تائهين مع منتصف الليل و المطر يقصف الأرض قصفا ؟
بدا و كأن (هشام) قد اقتنع بكلام صاحبه فطأطأ رأسه و ركل قنينة فارغة أمامه لتصدر صوتا حادا على قارعة الطريق البّراقة تحت ضوء القمر..
ثم قـال :
- كيف سندخل إذن ؟
ابتسم (جمال) و بهدوء أجاب :
- أظن أننا لازلنا نملك قوة لتكسير نافذة عتيقة !..


* * *

قفز (جمال) بحذر من النافذة المكسّرة ثم تبعه (هشام) و التردد باد على حركاته !
توجّعت شظايا الزجاج المتناثرة تحت قدميهما و هما يواصلان تقدمهما بالمكان الرهيب. الصمت عقيم و الظلام مقيم ، إلا بصيص من نور يتسلّل من النافذة..
- أكاد أختنق !.. ألا يوجد أوكسجين هنا ؟
قالها (هشام) بعد أن شهق بعمق..
- يبدو كأن أعواما طوالا مضت و المنزل مغلق ، منسي !
- غريب ! مع أن هذا الحي مأهول بالسكان !
وجدا شموعا متناثرة وسط أكوام القمامة و العفر ، فالتقط (جمال) واحدة و أشعل فتيلها ، ليظهر نصف وجهه ، يتراقص عليه لهيبها..
- لعبة واحدة من الورق ثم ننام ملء جفوننا..
قالها (جمال) و هو يعبث بخصلات شعره.
- أكاد أموت من الإعياء و أنت تقول..
- قلتُ لعبة واحدة فقط !
رضخ (هشام) مرة أخرى لرأي (جمال). و جلسا مفترشين الأرض..
و ما هي إلى مدة وجيزة حتى علت ضحكاتهما و تردد بالمكان صوتهما !..


* * *

كانا يصعدان الدرج على ضوء الشمعة الشاحب ، و قد صنع بهما التعب ما صنع. أنهيا سبع أشواط من لعبة الورق ليقررا أخيرا البحث عن مكان أقل قذارة حتى يستقبل جسديهما..
- ما أقدم هذه الدرجات !.. يا إلهي ، إلى أي عصر يعود هذا المنزل اللعين ؟
لم يجبه (هشام) ، فقد كان شارد الذهن ، تائه العينين !
- هيه ! ما بك ؟
- لا أدري لماذا لم..
- ماذا لم.. ؟
- لم أرتح كثيرا لهذا المكان.. إنه يجعل أطرافي ترتعد و أنفاسي ترتعش !
ظهرت ابتسامةُ سخرية على ثغر (جمال) قبل أن يضرب على كتف صديقه و هو يهتف :
- لا تخف يا ولدي. لن يأكلك (بابا الغول).. نياهاهاها !
وصلا الآن إلى مدخل الطابق الأول.. القذارة لا تُطـاق !
ساحة فسيحة و أبواب تحوطها بشكل دائري.. رهيب !
حاولا فتح الأبواب - واحد بواحد - لكن لا جدوى !.. إنها مُغلّقة تغليقا !
- تبّـــا !!
قالها (جمال) بعصبية بالغة ، ثم توجه بخطى مسرعة إلى الدرج..
رفع (هشام) رأسه المنحني و دمدم بصوت خفيض :
- إلى أين ؟
- بقي الطابق العلوي..


* * *

الطابق العلوي..
نفس المظهر المهيب ، حيث الساحة الواسعة و الأبواب تحاصرها. و نفس المشهد المقزز إياه من الأزبال و القارورات الفارغة و الأواني البالية..
لكن يوجد فارق بسيط هنا !
يبدو أن (هشام) و (جمال) قد لاحظا تلك الغرفة هناك.. آخر الرواق !
غرفة تناثرت أمامها كتل هائلة من الأحجار الخراسانية ! و قد ظهر باب لازالت عالقة به قطع من الأحجار !!
و مما لا شك فيه أنهما انتبها كذلك إلى كون الباب مفتوحا على فُرجة صغيرة !؟..


* * *

و بقي بآخر رواق الطابق العلوي.. غامضاً ، رهيبا ! و قد غُطّي بابه بطبقة سميكة من الخرسانة.


* * *

رفعت خالد
29-01-2007, 06:31 PM
تقدما نحو الباب الضخم ، الموارب.. دون أن ينبس أحدهما ببنت شفة.
دفعه (جمال) بحذر ، فانطلق صوت حادّ خرق سكينة المكان !
ثم ارتفع حاجبا (جمال) في حين شهق (هشام) لما رأيا ما بالغرفة !..
لقد كان بها أثاث !
سرير ضخم ، عال.. و مقاعد قديمة متآكلة و ستائر بيضاء مهترئة و صور كبيرة على الحائط، يغطّي الغُبار ملامح أصحابها !.. ثم بسـاط غريب الألوان و ثريّا ذات طراز عتيق معلّقة على مسافة قريبة !
و هناك إناءٌ معدني قديم ملقى بالركن..
وقفا مشدوهين لبضع ثوانٍ و هما يرمقان تلك القطع الأثرية العجيبة على ضوء خجول للقمر المطل من وراء ستائر النافذة !
تكلم أحدهما أخيرا بصوت متحشرج.. لقد كان (جمال)..
- انظر إلى هذا السرير.. إنه يتسع لأربعة أشخاص !
- جمال !..
- هيا بنا.. ماذا تنتظر ؟ أنسيت أنك منهك سكران ؟.. هيا !
- جمال !..
أزاح (جمال) الابتسامة العريضة من على ثغره و زال الحماس من كلماته و هو يقول :
- ماذا هناك ؟!
- ألم تلاحظ شيئا غريبا هنا ؟
- مثل ماذا ؟
تمتم (هشام) بصوت خافت و عيناه شاردتان :
- كيف يكون هذا البيت الوحيد الذي به أثاث في حين أن المنزل يبدو كمزبلة المدينة ؟!
- ما الغريب في...
- ثم كيف لم تُسرق هذه القطع من الأثاث الثمين ؟ أو ينتفع بها صاحبها ؟؟
- نحن لا..
- ثم لماذا هذه الغرفة بالذات مفتوحة في حين أن عشرات الغرف مقفلة بإحكـام ؟!
- هييه !.. من تحسب نفسك ؟ كونان ؟؟ أنا لا يهمني ما تفكر فيه و لا ما تحاول اكتشافه !
ثم نَظَرَ إلى السرير و استطرد قائلا..
- سأنام.. و في الغد يمكنني مساعدتك في اكتشافك المهم ! طابت ليلتك.
هتف بها (جمال) ثم توجه بشيء من العصبية إلى السرير. ألقى ظهره عليه فأنّ السرير !
نظر (هشام) بجنبيه و شعر و كأنه وحيد.. و كأن لا مفر له من شيء ما ! و كأن !!... هزهز رأسه لينفض عنه هذه الخواطر المريعة ، ثم توجه إلى السرير بدوره. استلقى بتوتّر.. و أنّ السرير !..


* * *


- لم أرتح كثيرا لهذا المكان.. إنه يجعل أطرافي ترتعد و أنفاسي ترتعش !


* * *

تقلب (جمال) في مكانه و هو يواصل شخيره المزعج ثم رفع رأسه فجأة !..
كان شيء ما يخزه بظهره !
فرك عينيه بتوتر و رأى في مشهد ضبابي صديقه يحمل شمعة و يتمتم بكلمات غير مسموعة !..
- ما بك يا أحمق ؟!.. لماذا تطعنني بأصبعك النحيف ؟
قالها (جمال) مكشّرا عن أسنانه من فرط الغضب !
لم يجبه (هشام).. و نظر إليه بعينين تائهتين و فم مفتوح يرتعش فكه السفلي !
- اسمع يا غبي ! إن كنت تحب هذا النوع من الألعاب الصبيانية ، اذهب و العبها بعيدا فأنا لا..
- اســـ...مـ..ع !
تمكن (هشام) أخيرا من نطقها ! ثم رفع إصبعه ببطء و أشار إلى الباب !!
أوجم (جمال) بعد أن ألفى شيئا من الصّدق في ملامح صاحبه الذي عوّده المقالب و المزاح.
و طفق الاثنان يرمقان الباب بترقّب و وجل قبل أن..
صوتٌ ما بالخارج !!
- أسمعتَ ؟.. (جمال) ؟ سمعت هذا ؟
- نعم... إنه صوت خطوات على السلم !
لفظها (جمال) بنبرة يتخلّلها الخوف و التوتر !
الصوت يعلو أكثر فأكثر.. فأكثر !!
- إنه يبدو واثقا من نفسه للغاية !..
قفز (هشام) و وضع يده على فم صديقه حتى لا يتكلم أكثر من هذا !
أطبق (جمال) شفتيه و تضاعف الهلع بقلبه و هو ينظر لصاحبه الذي بهتَ لون وجهه و اتسعت عيناه بشدّة !
تغيّر صدى الصوت و ارتفعت حدّته !.. ما يعني أن القادم قد ولج البهو !
أشار (جمال) و عيناه تتحركان بجنون إلى الشمعة في يد (هشام) !..
فهم الأخير أنه قد نسي الضوء الذي تحدثه الشمعة. فوضع كفه - بسرعة - على شعلتها ليسود الظلام !..


* * *


- ألم تلاحظ شيئا غريبا هنا ؟


* * *

سـاد الظلام و أقام الصمت..
يبدو أن الخطوات قد توقفت !
استنشقا رائحة الشمع و استرقا السمع..
بلع أحدهما ريقه بصوت مسموع !
و فجأة ! وبدون مقدمات سمعا أنينا تلاه صوت ركض.. ثم.. !..


* * *


- إنه يبدو واثقا من نفسه للغاية !..


* * *

رأيا ظلا يتجاوز عتبة الباب بسرعة البرق !
ارتفعت دقّات قلبيهما و شهق أحدهما شهقة حادة و كأن قلبه انفجر !..
أراد (هشام) أن يولج يده في جيبه حتى يُخرج عود ثقاب فسقطت الشمعة من يده و تدحرجت فوق الأرض السوداء !..
الغرفة مُظلمة كلّيتها باستثناء بقعة أمام السرير قد أسقطت عليها النافذة ضوءا شاحبا للقمر.. و كان ذلك (الشيء) واقفا في وسطِها !
فتمكنا من رؤية نصفه السفلي !!..


* * *


- أترى ذلك المنزل هناك ؟.. إنه يبدو مهجورا !


* * *

كــان يبدو أطول من اللاّزم !..
ليس واضحا بما فيه الكفاية و لكنهما رأيا...
ساقيه النحيفتين و المقوّستين.. كأن ليس بهما عظم ! عليهما لحم مترهّل كأنه مسلوق !!
ثم يداه الطويلتان وقد جاوزا الركبتين ! يكسوهما نفس اللحم المتراخي ! مع بعض الأصابع المبتورة !؟..
كان هذا كل ما تمكنا من رؤيته ، و قد كان كافيا ليجعل عموديهما الفقريين يرتعشان بعنف و تسري بعروقهما صعقة شلّت جسميهما !
و كانت الحركة المباغتة التالية.. أن قفز أحدهما من السرير صارخا و قد فقد صوابه تماما !..


* * *


لم يجبه (هشام) ، فقد كان شارد الذهن ، تائه العينين !


* * *

و قد كان هذا (هشام). إذ غادر السرير مزمجرا و قد أفقده الرعب توازنه العقلي و ذهب برباطة جأشه !
اصطدم في طريقه بكرسي خشبيّ ضخم ، فرفعه فوق رأسه بصعوبة و هو يطلق عواء يصم الآذان !..
تحرك الكائن البشع من مكانه و قد أثارت انتباهه الضجة التي أحدثها (هشام) !
و في هذه الأثناء كان (جمال) كالتمثال الفولاذي ! قابضا على الفراش بكفيه ، و عيناه جاحظتان كأنه فارق الحياة !.. أنفاسه متوقفة و قلبه يكاد ينخلع من صدره لهول ما رآه !
و ارتفع صُراخ (هشام) !..


* * *


كان الوقت قد جاوز منتصف الليل ، فخلت الشوارع و أُغلقت الدكاكين و أوت القطط إلى مضاجعها و طارت العصافير إلى أعشاشها.


* * *

بدأ عقله يعمل أخيرا بعد أن تخدّر تخديرا !
و فور أن تبلورت فكرة ما بذهنه حتى نفذها بطريقة آلية..
إذ وثب من السرير وثبة لا تُصدّق و ركض كالمجنون باتجاه عتبة الباب التي بالكاد يراها !
ثم سرعان ما وجد نفسه يقفز في الدرجات قفزا و هو يحاول تمييز نهاياتها بصعوبة !
لاهثا ، مُبعثر التركيز ، حافي القدمين و قد انغرست أسفلهما قطع من الزجاج المتناثر في كل مكان..
و ارتفع صُراخ (هشام) أكثر !..


* * *


نظر (هشام) بجنبيه و شعر و كأنه وحيد.. و كأن لا مفر له من شيء ما ! و كأن !!...


* * *

وصل إلى الطابق الأول. لا يكاد يرى موضع قدميه لشدة سواد المكان و لكنه مازال يواصل عدوه المحموم ! لا يخطر بباله خاطر و لا تُثيره رغبة من الرغبات ، سوى رغبة الخروج من جحيم الرعب الذي تورّط فيه !..
زلّت قدماه على حين غرّة في درجة من الدرجات (الوهمية) التي يقفز بها ، فسقط و اندفع جسمه بعنف ليتدحرج بسرعة مُخيفة و يرتطم بالجدار تارة ، و تارة أخرى يصطدم رأسه بالحديد الذي يحدّ السلم ، فتصدر إثر ذلك فرقعة مروّعة !
ثم استقر جسمه أخيرا على أرضية السّفلي..


* * *


غريب ! مع أن هذا الحي مأهول بالسكان !


* * *

سكنت حركاته و شُلّت أطرافه ! و بقي لُهاثه الرتيب يُسمع في جوف الظلام..
أحسّ بسائل دافئ يسيل على جبهته ففهم أنه الدم. فقد تلقّى رأسه ضربات مؤلمة و هو يتدحرج بالسلم !
حاول فتح جفنيه بصعوبة و لكنهما كانا ينغلقان رغما عنه ! فأدرك - برعب - أنه سيفارق وعيه عمّا قريب !..
و لم يكن ليتحرك أو يرفع رأسه قيد أنملة لولا أن سمع صرخة مدوّية بالأعلى ! صرخة يعرف صاحبها جيدا !..
فثار بركان الرعب بأحشائه من جديد و أنّ بشدة و هو ينتصب على قدميه..
و لما رمى خطوة واحدة التوت رجلاه و سقط بعنف ! فهوى وجهه على بقعة الدماء التي خلّفها جُرح رأسه !
و صرخ مُتألما و هو يمسك ساقه اليمنى !.. يبدو أنها قد كُسرت !..


* * *


و منهم من فقد عقله تماما.


* * *

نهض مزمجرا و أسنانه تصطك من شدة التوتر !..
عرج جارا ساقه المكسورة باتجاه النافذة التي حطّمها و صديقه قبل دخولهما إلى هذا المكان الملعون !
وقف أمامها لحظة قبل أن يضع يديه على حافتها ثم يرفع جسده بجُهد جهيد و يُلقي بنفسه إلى الخارج !..


* * *


- سأنام.. و في الغد يمكنني مساعدتك في اكتشافك المهم ! طابت ليلتك.


* * *

كان يعرج بشكل مخيف تحت المطر الغزير و هو يزفر زفيرا حادا ! و خيوط المطر تضرب على رأسه المجروح كالإبر الصغيرة !
فاختلطت قطرات الماء البارد على وجنتيه بدموعه الدافئة التي تسكبها عيناه..
و هو يفكر بمصير صديقه المسكين !
ولم يزل على هذا الحال.. حتى رأى بطرف عينه شخصا يستند إلى حائط هناك. يضع يديه بجيبيه و بفمه نصف سيجارة مشتعلة..
قصده دون أن يفكر ثانية ، فكاد الآخر يفرّ رعبا من طريقة مشيه و لُهاثه و منظر رأسه الدامي !
و لكن (جمال) توقف و ناداه متوسلا ثم أشار إلى خلفه و هو يبكي بصوت مرتفع !
بقي الرجل لبرهة حائرا ينظر باستغراب إلى (جمـال) قبل أن يقترب منه بحذر و على وجهه أمارات الاستفسار !..
كان (جمال) يتحدث بسرعة و عصبية و صوته يُخالطه النواح !
و لما أعرب الرجل عن عدم فهمه لما يحاول (جمال) تفسيره ، وفي هذه اللحظة بالذات سمعا صرخة رعب طويلة وراءهما !..
ثم طارت عصافير سوداء من أسطح المنازل !..


* * *


أجابه (هشام) و هو لم يزل يقهقه بصوته الرقيق :
- أما أنا فأعطيته لهن عن طيب خاطر... هاهاها !


* * *

و لم يكد أحدهما يلتفتُ وراءه حتى دوّى بالمكان صوت تكسّر زجاج !.. ثم اندفع جسم من نافذة بالطابق العلوي لمنزل في نهاية الحي. ليسقط بعنف مع شظايا الزجاج على قارعة الطريق !!..
تمتم الرجل الغريب برعب :
- أتقصد المنزل رقم 12 ؟!
ثم فرّ هاربا !...


* * *


و أكثر من مرة وُجدت بالمنزل جثث هامدة على وجوه أصحابها أعتا علامات الرُّعب !


* * *

لم يُصدّق (جمال) ما رأته عيناه ! و بقي متسمرا مكانه !
هو الذي كان يجري برِجل مكسورة حتى يطلب النجدة لصديقه المسكين..
صديقُ الطفولة.. ذلك الشاب المرح ، الذكي. الذي أحسّ بالخطر مُسبقا !..
بكى بحرقة و هو يجر رجله إلى المكان اللعين ، متغلبا على رعبه و منتصرا على رغبة الفرار التي تتملكه.
ثم وصل أسفل النافذة..
انحنى على جثة صديقه و هاله التواء أطرافه البشع ! فسكب المزيد من العبرات..
و لكن ما أخافه و جعله يبتعد مُسرعا ، آسفا على خيانة صديقه و عدم مساندته في تلك اللحظة الحرجة. ما أشعل الرعب في صدره مرة أخرى و أثار غريزة الذعر لديه.. هو عيناه !.. اللّتان خرجتا من مقلتيهما تماما !!
فماذا رأتا أكثر مما رأى ؟؟..


* * *




تمت بحمد الله
01-2007

farfooora
30-01-2007, 09:24 PM
شكرا جزيلا على هذه القصة الرائعة والمرعبة

رفعت خالد
02-02-2007, 07:39 PM
بسم الله الرحمان الرحيم..

شكرا أختي على مرورك.. و لكني أردت، في الواقع، من نشري للقصة تحليلا و نقدا..

farfooora
03-02-2007, 05:30 PM
انا لست ناقده إنما يعجبني اسلوبك بالكتابة
وانا مستغربه لانه ليس هناك اي ردود على الموضوع
وايضا كنت متوقعة نهاية مختلفة للقصة
وبالنهاية اشكرك جزيل الشكر على القصص الرائعة التي تتحفنى بها

رفعت خالد
04-02-2007, 07:43 PM
بسم الله الرحمان الرحيم..

العفو أختي.. بارك الله فيك..

ربما القصة أطول مما يتحمله القراء..

رابعة العدوية
06-02-2007, 10:57 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رفعت خالد

قصة متميزة كعادتك دوما



توجّعت شظايا الزجاج المتناثرة تحت قدميهما و هما يواصلان تقدمهما بالمكان الرهيب.



بصراحة صورة أعجبتني جدا ولكن هل لي بسؤال لماذا كررت مقاطع خلال القصة



أجابه (هشام) و هو لم يزل يقهقه بصوته الرقيق:
- أما أنا فأعطيته لهن عن طيب خاطر... هاهاها..

لم يكن هناك داع لتكرريها ! طبعا برأي الشخصي

دمت بود

رفعت خالد
06-02-2007, 02:38 PM
بسم الله الرحمان الرحيم...

أختي رابعة كيف حالك, و ما أخبار الدراسة ؟..

العفو , انها قصة متواضعة كتبتهاعلى عجلة..

أما بخصوص الفقرات المكررة أو الفلاشباكات فهي تقنية أحبها كل الحب و أنا أعلم أن القراء سيجدون صعوبة في فهم معنى بعضها و لكنني عنيت في اختيارها كل العناية.. ربما سأتجاوزها في القصص المقبلة..

دمت بود

Exodia
08-02-2007, 02:16 AM
إذا أردت أن تعرف رأي أحد ٍ ما في القصه فجعله يقرأها في الليل وبمفرده كما فعلت أنا http://smilies.sofrayt.com/^/aiw/cry.gif

قصه مرعبه وأحسنت جداً في صياغتها ..

علمت في البدايه أنا هشام وجمال سيدخلان للمنزل 12 ولكن إعتقادي كان خاطئ ( مستكشفان ) :D

لفت نظري شي واحد وهي العبارات التي بين بعض الفقرات .. كانت تقطع الاسترسال في القصه .. << وجهة نظر

إستمر يا مميز لديك الكثير ^_^

أطيب الأمنيات

رفعت خالد
11-02-2007, 09:03 PM
بسم الله الرحمان الرحيم..

السلام عليك أخي العزيز كيف الحال و الأحوال ؟ :D .. شكرا لردك المجامل، و سعيد لأنني أرعبتك.. أرجو أن يلتزم باقي القراء بشروط قراءة قصة رعب كما التزمت أنت.. الليل و الوحدة و.. الإثارة..

بخصوص الفقرات :33: ... فأنا فعلا أردت أن أكسر الإثارة لكي أحرك شيئا بداخل القارئ، و لا تنسى أن مثل هذه القصص التي تعتمد على الحركة و الأحداث المتسارعة تتعب ذهن القارئ و ربما تذهب بتركيزه فتضيع الصورة من بين عينيه.. لذلك فبعض الوقفات المفاجئة تريح القارئ دون أن يشعر، و لكني سأتجاوزها في قصصي المستقبلية إن شاء الله، أعدك..

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..

كريستل
13-02-2007, 10:55 AM
واااااااااااااو .. بدون أيّ مجاملة قصتك من أولها إلى آخرها ابداااااااع .. حبكة متقنة و أسلوب سلس غير عادي شدني شدّ و خلاني أدش على طول بجو القصة المرعب :bigeyes: ...

مع انه هالنوع من القصص مكررة و مستهلكة بكثرة (قصص الأشباح و البيوت المسكونة) .. بس هالقصة بالذات جاءت مبتكرة و مختلفة بطريقة عرضها للأحداث بسياق مثيييييير يحبس الأنفاس @.@....

تسلم ايدك هالإبداع إلي مايطلع إلا من كاتب موهوب متمرّس...و أتمنى من كل قلبي انك تستمر و لا تتحبّط من قلة التشجيع...لأنه انسان بموهبتك حرااااااااااااااااام يضيّعها .......

و مرة ثانية أقولك تسلم هالقصة العجيبة و مشكوووووووووووووووووووووووور...:biggthump

رفعت خالد
14-02-2007, 10:30 PM
بسم الله الرحمان الرحيم..

يا أخي جزاك الله خيرا.. لكن إطرائك كثير علي، بل لا أستحق نصفه:o .. فأنا مبتدئ أرمي خطواتي الأولى فادع لي أخي أن يسدد الله خطاي و أن يجعل الكتابة وسيلة لكسب الحسنات، و ما أحوجنا إليها اليوم حتى نغطي بها ما نقترفه من فضائح :أفكر: ..

على كل حال.. تدفعني كلماتك إلى الثقة بنفسي و عدم الإحباط و التراجع.. فجزاك الله خيرا..

كريستل
18-02-2007, 01:41 PM
عفواً أخوي بس آنا بنت ^.^

و لا تعتقد أبداً اني أجاملك لما مدحت قصتك التحفة لأني ببساطة مو من عادتي أجامل أحد .. أصلاً فيني عقدة اني اذا قريت أي قصة لازم أطلع العيوب بس ^.^ ... بس قصتك بالذات مو بس هي الوحيدة الي قريتها كاملة في نفس اللّحظة ( من عادتي أقرا ربع القصة و أكملها بوقت ثاني ^.^ ) .. هي الوحيدة بعد الي عدت أقراها مرة بعد مرة لروعتهاااااااااا ..

لدرجة اني طبعتها و وريتها حق صديقاتي بالجامعة فطاااااااروا عليها .. و المشكلة يقولون من وين نشتريها؟؟!! << ما صدقوا يوم قلت انها من كاتب في منتدى @.@

m!ss foshia
21-02-2007, 01:16 PM
وااااااااااااااااااوقصه بغاية الروعه@@ انا امووووت في الرعب لما تشوفها
اختي بتجن عليها اهي تمووووت مثلي في الافلام والقصص المرعبه تسلم على القصه الكووول
~_^

العاشق المحب
13-04-2007, 05:47 PM
تم التعليق في موضوع خاص بتحليل مفصل تقريبا
وإلى الأمام
التحليل بتاريخ 13/4/2007

أنــفــاسـ
16-04-2007, 05:28 AM
السلام عليكم اخي رفعت خالد
بصراحه انا لا ادخل قسم القصص قليلا
وقد وجدت رابط قصتك في توقيع الاخ Exodia ومن باب الفضول دخلت الموضوع
لاجد قصه رائعه شدتني من البدايتها لنهايتها إلا اني احسست انها ناقصه مع ان الفكره احسها عاديه ومنتشره بكثره في الافلام الامريكيه انا لا اقصد هنا ان اقلل من قيمه قصتك لا بل اجد انها قصه رائعه وتدل على موهبه قويه واسلوب اكثر من رائع
لكن لو اوضحت عن سبب جنون الشخص ؟
لانه من المفروض ان يكون شخصيه رئيسيه في القصه


وكان يحبس أخاً له بغرفة بالطّابق العلوي..
و يُقال أن ذلك الأخ كان مجنونا
لدرجة جعلته عنيفا للغاية، لا يستطيع أحدٌ التحدث إليه أو الاقتراب منه


مات السيد (علاّل) في منتصف القرن الماضي، في ظروف غامضة، و مات أخوه بعده بوقت وجيز..
من الممكن ان تجعل السبب طبعا برئيي الشخصي
هوه انه عندما مات السيد (علال) في ضروف غامضه
كان اخوه المجنون محبوس في غرفته فقد كان اخوه (علال) هوه من يجلب له الطعام والماء
ويعتني به بعد موت(علال) كان اهل الحي يسمعون صرخاته ومحاولات كسره للباب لكن لم يهتم له احد لانه مجنون وخارج عن السيطره حتى مات في غرفته


هذا رئيي اتمنى ان ينال اعجابك
شكرا على القصه التي جعلتني اعيشها كاني اتابع احد افلام الرعب
اتمنى ان ارى لك قصه رومنسيه فانا احب هذا النوع من القصص:D

تحياااااااااااااااااااااتي

shjoonal3in
22-04-2007, 11:10 PM
فماذا رأتا أكثر مما رأى ؟؟..



يؤ خلصنا .....
ليه بس ما عرفنا (ماذا رأى)!!
ما أحب النهايات الغير واضحة...<<< وجهة نظر...!!
تاخذك القصة وترميك في بحر... ((تتقاذفك أمواجه))
وبالأخير ما ترسيك على بر<<<بالضبط هذا إحساسي في كل مرة أقرا قصة من غير نهاية واضحة
من ناحية أخرى صراحة قصة مثيرة مرعبة...
عادي جداً أحلم اليوم بكابوس رقم 12 والجثث والدم وعيال عمهم ><'

الفواصل تعطي استراحة صح بس أشوف كثرتها يشتت التركيز عالمشهد ....
خاصة إن القارئ يكون متأزم ومستغرق بأفكاره فجأة تنقطع...
مادري بس أشوفها لا من صالحك ولا من صالحه<<< وجهة نظر...!!

نقطة أخيره ... جميل أسلوبك في الكتابة أتوقع إنه يتميز أكثر إذا ابتكرت أفكار جديدة غير الأفكار المكررة ...و شكراً عالمجهود
الله يحفظك و يوفقك

رفعت خالد
25-04-2007, 01:55 PM
السلام عليكم..

شكرا أخي shjoonal3in (http://montada.com/member.php?u=188643) لردك المهتم, أما إجابتي فهي كالتالي..

طبعا أنت تعرف ما يسمى بالنهايات المفتوحة ?.. ربما أنت لا تحبها, هذه وجهة نظرك.. أما أنا فأجد فيها تساؤلا و حيرة و بابا ينفتح على ظلام المجهول.. وليست كل نهاية مفتوحة أجد فيها هذه المميزات; و إنما النهايات الذكية التي لا تنقص من إثارة القصة شيء..

أتفق معك في مسألة العبارات البينية.. لكني أكثرت منها عندما كثرت الإثارة حتى أزيد من هياج القارئ..

شكرا عزيزي على الإطراء.. هذه البداية, وطبعا هي مليئة بالأخطاء و الصعوبات و التحديات و الأفكار المكررة و و.. و إن اجتزتها إن شاء الله إلى مرحلة الاحتراف.. سترى الجديد بلا شك.. هذا يتوقف على استمراري في الكتابة أو التوقف..

رفعت خالد
27-04-2007, 09:00 PM
صديقي الأمل الأخير..

ممتن لك.. ردك مشجع و ملاحظاتك في محلها..

نعم، تيمة هذه القصة منتشرة في أفلام الرعب و في الأساطير الشعبية.. إلا أن الفكرة أعجبتني لما طالعت واقعة هذه القصة في كتاب للأشباح و المنازل المسكونة.. وهي واقعية كما جاء في الكتاب، و قد غيرت القصة جذريا من شخوصها إلى مشاهدها واحتفظت بأهم ما في الفكرة..

ربما لم أرد الاستطراد كثيرا لئلا أجعل القصة أطول من اللازم لذلك تركت بعض الأشياء البسيطة بلا إجابة كسبب جنون الأخ.. و اقتراحك رائع بهذا الصدد..

قصة رومانسية.. أممممم.. لا أحب الرومانسية كثيرا لكن من يدري ربما كتبت واحدة ذات يوم..
شكرا.

Maldini
30-04-2007, 03:54 PM
قصة مميزة أخوي العزيز .. فعلا قصة مميزة ..
لكن أظنك متأثر بالكاتب المصري رفعت اسماعيل .. لأن القصة من نفس النوع ..
بالتوفيق لك و أظن مكانها القصص المميزة ..
شكرا لك .. و سأقرا الجمجمة .. لأن شكلها تحفة ..

رفعت خالد
01-05-2007, 11:31 PM
شكرا أخي العزيز، بارك الله فيك..

نعم أنا متأثر حتى النخاع بالكاتب أحمد خالد توفيق و ليس رفعت اسماعيل لأن هذا الأخير مجرد شخصية من شخصياته.. و طبعا هو أروع شخصية بنظري.. و لو لاحظت اسمي بالمنتدى (رفعت خالد) فالجزء الأول منه ليس اسمي الحقيقي و إنما فقط تعبيرا مني عن إعجابي الشديد بالشخصية العبقرية، الساخرة (رفعت اسماعيل).. و اسمي الحقيقي هو (المزوضي خالد)..

يشرفني أن يكون اسمي ضمن لائحة أسماء منتدى القصص المميزة، لكن مادمت لم أرشح لذلك، فإن مستوى قصصي، أو مواضيعها لا ترقى إلى المستوى المطلوب..

أنتظر ردك حول قصتي (الجمجمة).. استعد، فرعب من نوع آخر بانتظارك هناك.. ;)

ahlam mustafa
26-05-2007, 10:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

قرأت القصة منذ أيام وكنت أنتظر أن تفعّل عضويتي حتى أقدم رأيي..

أول ما انتبهت إليه هو العنوان.. وقد ذكرني بقصة من قصص سلسلة " ما وراء الطبيعة على ما أذكر ".. لا أدري لماذا أحس بأنني سمعت هذا العنوان من قبل..

ثم بدأت في قراءة القصة وعرفت أنها قصة مختلفة..

في الأسلوب لاحظت تماماً تأثرك بالكاتب أحمد خالد توفيق.. فتقنية الفلاش باك التي استخدمتها لطالما ميزت رواياته.. فتذكرت طعمها الخاص عندما قرأت قصتك.. وللأمانة لقد أتقنت اختيار الجمل اتقاناً تاماً... وهذا اعتراف يأتي من ناقدة صعبة جداً.. فأنا أدقق كثيرا بحثاً عن ثغرات.. وفي كل مرة ترد واحدة من هذه الفلاشات أجدها مرتطبة ارتباطاً وثيقاً بالسياق.. مما يدل على المجهود الذي بذلت.. وهذه مهارة ليس سهلاً اكتسابها..

وإن غضضنا البصر عن الأخطاء اللغوية.. فلقد تمكن من إعطاء القصة طابعاً شرقياً بالرغم من أن قصص الرعب لدينا مقترنة بالأجواء الغربية..

أما النهاية فأجدها جيدة ومناسبة.. فالقصة قصيرة وبنيتها لا تحتمل التمديد..

ولكن... بصراحة لم تكن مرعبة بالنسبة لي.. ليس لخلل فيها .. ولكن ربما لأنني اعتدت قصص الرعب منذ الصغر
وخصوصاً القصص من هذا النوع .. لذلك لم أعد أتأثر كثيراً..

شكراً على النص .. وننتظر المزيد

تحياتي..:)

No.Body
28-05-2007, 12:56 PM
بسم الله الحمان الرحيم ،


أخي العزيز : ( رفعت خالد )


زي عويدك دايما موضوع حلوة و 100 ألف فل - زي ما يقول المصريين
مشكور على القصة المميزة ...


على فكرة ، قمت بمبادرة طيبة و طبعت القصة و بالألون :p و أديتها لأحد أصحابي ،
و أعجب بيها كثير كثير ...


هي حركت في مشاعر قوية من زمان ماحسيت بيها - زي :
العب ، الإثارة ، الفضول ...


شكرا ، شكرا ...


:tongue1: :biggthump :32: :D

Exodia
23-07-2007, 05:09 AM
صباح الخير

تنقل لمكانها الصحيح ( المواضيع المميزة ) ^_^

أطيب تحية

رفعت خالد
23-07-2007, 10:18 PM
:o Thank you my friend

sensei
26-09-2007, 07:09 PM
بسم الله الرحمن الرحين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله تبارك الله شو هالتعبير الروعة؟!!!
قصة جميلة بجد ونهايتها عجبتني بعد... كأن فيلك سينيمائي
الوصف... التعابير... ردة الفعل
كلها واقعية وتحسسك أنك أحد شخصيات القصة
تخلي القارئ يعيش الموقف
مشكور اخوي على هالقصة التحفة
صج رهيبة
ولو أني أكره القراية
بس استمتعت وايد بهالقصة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

the pink rose
28-09-2007, 02:32 PM
القصة حلوة جدااااااااااا بجد واسلوبك رائع فى الكتابة تسلم ايدك


تقبل مرورى وتحياتى

حورية المحيط
18-10-2007, 04:03 PM
واااااااااااو

اخ رفعت خالد
لسنا بالمقام الذي يسمح بنتقاد المبدعين امثالك

سرق الخوف الجميل كلامي مني

كلماتي قد تكون مقصرتاً في هذا الابداع

انا اشكرك على ابداعك وجمال قلمك

وانا لست بكاتبة ولا بمؤلفة

انا مجرد هاوية قصص وانا في صدد قصة رعب وكل قصة رعب منك اتعلم الكثير

داوم على هذا الطريق لنتعلم منك الكثير

سلمت على هذه القصة الجميلة

...ود

VAAAN
18-10-2007, 08:27 PM
مشكوووووور
وقصتك حلوووووووووووووووووو واستخدامك للتعابير

المهم القصة عجبتني

رفعت خالد
19-10-2007, 08:45 PM
السلام عليكم.

سينسي..

إحساس مرهف يحلق و يرفرف فوق ردك الوردي... لا أجد ما أقول سامحيني.. شكرا.

الوردة الوردية..

شكرا.. مرورك ذو رائحة عطرة وصلني أريجها..

حورية المحيط..

و رد آخر من ذلك النوع الذي يجعلني أتأمل لوحة المفاتيح بغباء.. لا أعلم ما أقول، كيف أرد.. هل أقول العبارة ذاتها و التي أتاءب كلما كتبتها.. مديحك أكبر من أن أقبله.. أكبر بكثير... لكن ذلك سيبدو محاولة سخيفة للتظاهر بالتواضع..

على أي.. ردك كريم، نابع من القلب... لدى أشكرك من القلب... و أتمنى أن أجد اسمك في كل ما أكتب.

فااان..

دااام... الجزء الثاني للإسم أليس كذلك..

شكرا أخي و بارك الله فيك.

سلام :أفكر:.
سلام

sensei
19-10-2007, 08:51 PM
آنه ردي أحمر مو وردي ^.^"

صباح نيسان
15-11-2007, 07:53 PM
تحياتي للجميع لااريدان ابخس الناس اشيائها لكن المعروف ان القصة القصيرة تمتلك عدة عناصر تمثل هوية القصة القصيرة كالبناء مثلا والفكرة وطريقة السرد تمثل اسلوب القاص في السرد الحكائي مالاحظته ان الكاتب استخدم اسلوب تقريري في اماكن كثيرة فلاسماء تسمى باسمائها دون استخدام الرمز او الاشارة وطريقة بناء الجملة تكاد تخلو من التكثيف عن طريق ستخدام مفردات متعددة المعاني اتمنى ان تكو ن النصوص اكثر التزاما بقواعد القصة القصيرة وان تكون الردود اكثر جدية خدمة للكاتب قبل كل شي وشكرا جزيلا

رحّال بأشعاري
07-12-2007, 02:39 AM
السلام عليكم ورحمة الله
أحسنت يا أخي العزيز
يسلم قلمك وذهنك
تحياتي

عاشقة الخيال
15-12-2007, 09:10 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحسنت أخي على هذه القصة المبدعة
و قد أحسنت في أنتقاء الكلمات الأدبية
عشت عالمها ... أنها رائعة
و كلماتها بها حسٌ خاص
بالذات أنها تحكي في أحدى الدول العربية
أي في عالم واقعي
أنا في الحقيقة لم أقرئها بشكل تام و قرئتها مقتطفات فقط
أقرئها و أرد عليك إن شاء الله غداً
فقد أعجبتني كثيراً ... ما شاء الله
شكراً لك أخي على هذه القصة

عاشقة الخيال
22-12-2007, 08:17 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أعتذر أخي عن تأخر الرد
بصراحة لم أقراء القصة سو في الليلة الماضية
جميلة جداً و نهاية محزنة
و هي من الانهاية
صورة المدينة و شعبها و أجوائها بصورة جميلة جداً
و جعلتنا ندخل أجوائها و كأننا فيها
و هذا دليل الفخر بالتراث و المجد العظيم
أحسنت و أحييك على هذا
و صورة المنزل بطريقة رائعة أيضاً
و وصفك دقيق و لغوي رائع
و أنت كاتب و أديب ممتاز ما شاء الله
تحياتي

ابنة الحرية
25-12-2007, 01:43 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته. قصه من اجمل القصص المرعبه وافضل وقت علشان اللى يقراها هو بالليل متأخر هيحس بالرعب الحقيقى.ميرسى كتير على القصه الروعه الصياغه دى. ابنه الحريه:dancing:

alex gandam
06-02-2008, 07:10 PM
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه أسلوبك حلو فكرتك حلوة قصتك على بعضها بتجنن
بس حرام حرام بحسك بتتعب وبتألف بعدين بتقتل القصة بنهاية غير مفهومة
وخصوصا إني من النوع اللي بيكرة كلمة ((تمت)) سوووومتش حتى بالقصص الطويلة
يعني أول القصة وأول ما دخل هشام ورفيه كنت مو متحمسة بس لما وصلت كلمة (ما رأيت )كنت في قمة الحماس حتى أتت كلمة ((تمت)) الملعونة وقتلني
بس شو فيني قول هي قصصك وأنت حر فيها
بس بلزر بليز لاتصدمني بناقوس الخطر لأني متأملة كتير فيها
وآسفة لأني ما شكرتك من الأول
تفضل شكرا شكر ا (هي تنتين)
إيه صحي ما عليك التعليقات كانت كتيرحلوة لأنو بتعليقاتك كنت بتزكرنا بل الماضي مما يزيد الرعب
(لا تنسى ردي بنفسجي)

Tomb Raider2020
14-05-2008, 10:17 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

قصة رائعة جداً
لو لا أنها انتهت فجأة
أيضاً لو أن ذكرت سبب جنون الأخ كما ذكر أحد الأخوة
و سبب موته
أو ذكرت شيء من قصته

و إلى مزيد من الابداع أخي
سأكون هنا لأقرأ قصصك الأخرى

دمت بود

طه الزروق
22-02-2009, 11:34 PM
كيف حالك يا خالد...اشتقت لك..
قصة طويلة ام رواية قصيرة...:D
كعادتك...مخرج افلام بامتياز...
ميال للاقصوصة...و الوصف..
رائع..دمت اخي..
لازلت تحتفظ بنفس الطابع..
التدقيق في الحركات و السكنات..الارجاء..و خاصة الاسماء..
جرب ان تجعلها غامضة..
ستكون مشوقة ..
سلام

sorena
26-02-2009, 01:04 PM
جميله خصوصا انها تخص المغرب
اتمنى قرائتها كامله
شكرا

رفعت خالد
03-03-2009, 11:51 PM
شكرا أصدقائي..

شكرا لكل من تحمل عناء القراءة..

بعض الردود مبالغة قليلا :).. أنا بعيد كل البعد على أن أكون كاتبا.. حاليا على الأقل. و لكن ربما أكونه في المستقبل.. و أزاحم العمالقة.. من يدري ؟.

المطيري2008
12-03-2009, 03:25 PM
مشكور ان شاء الله المزيد

اللورد فولدمورت
22-03-2009, 09:32 PM
ألف شكر على الطرح المميز أخي الفاضل !!! و المجهود المتعوب عليه !!!!

س.الدين
23-03-2009, 05:24 PM
كيف حالك أخي رفعت خالد

لديك أسلوب متميز في الكتابة وقدره لا بأس بها على التصوير وشد القارئ ودمجه دون أن يحس في القصه...

ولدي ملاحظتان أرجو أن تتقبلهما بصدر رحب

الأولى : كون الومضات عليها أن تكون أكثر أنسجاما مع القصه أو بمعنى أصح مكلمه لها دون أن تشتت ذهن القارئ أو تقطع إسترساله في القصه.
الثانية: النهاية لم تكن بمستوى القصه إذ أنها قصه جميله وممتعه القارئ لها يتوقع نهاية تظل معه عدة أيام لكن للأسف كانت عادية جدا ..

في الختام تقبل تحياتي وأنا ارفع لك القبعه أخي الكريم على هذا الإبداع

تقبل تحياتي وفي أمان الله

cold girl
31-03-2009, 09:55 PM
شكرا أخوي على القصة تسلم
^^