المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نزعةُ اضطهادْ ،سوءُ فهمْ أم مؤامرة مدبرة .. !



جِهَاد و كَفَى
30-01-2007, 05:21 PM
مساءكم أنوار : )

قبل فترة من الزمن دار بيني و بين صديق حديث استمعتُ به كثيرًا يدور حول نقطة شائكة بتاريخنا العربي ( ردود الفعل لغزو صدام للكويت) لكن الحوار خرج عن دائرته الأولى ليدخل لنقطة أكثر حرجًا من الأولى ( لما يولي البعض اهتمامًا غير مسبوق لحدث تاريخي حتى بعد الحدث بأجيال عديدة ؟! ).

بعدها أخذتني الذكرى لحديث قبل الحديث السابق بربما ستة أشهر ودعوا أسطر على لسان والدي تحكي القصة ( غريب كنت وسط هذه المدينة التي لا تنام ( لندن ) ، كنت قد طلبت لمضيفيّ ( القاطنين ببيرمنجهام ) أن يقلوني إلى لندن قبل ميعاد طائرة الرحيل بأربعة وعشرين ساعة لأن عليّ أن أجلب بعض الهدايا لأفراد عائلتي.

الآن أنا هنا بلندن أسير بشوارعها وأرقبها و أشتري من هنا شيء و من هناك شيء ، بعدها ركبت القطار على أن يوصلني لمطار هيثرو لأن طائرتي ستقلع قريبًا .

وصلت المطار ليخبروني أن الطائرة ستقلع عند الفجر ، بالطبع أنا لم أعد نفسي لذاك وما معي الآن من الجنيه الاسترليني لن يكفي بالطبع لأبات ليلة بإحدى الفنادق.

وكان خياري الوحيد أن أنتظر بالمطار، وهكذا وجدت نفسي بمقاعد الانتظار وأدعو عل فرج الله قريب.

بالطبع لم يكن هناك إلا شيء واحد لأفعله وهو أن أثرثر مع هؤلاء الذين حولي و هكذا تعرفتهم رجل كبير بالسن ( لا أذكر اسمه) من لوس أنجلوس لكنه أرميني مغني بالأرميني أيضًا و معه سيدة أرمينية أيضًا تعيش بأمريكا تدعى جواهر مغنية أيضًا وأخرهم أمريكي شاب لم يتجاذب معنا الحديث.

فوجئت بمساحة هائلة من الكره لي من السيدة الأرمينية والسبب الوحيد أني مسلم أمس للأتراك بصلة !!

حاولت إقناعها ومحاولة تصحيح الصورة ، المفاجئة الأخرى أن السيد الأرميني كان بصفي و أخذ يطلب إليها أن لا تصعد الأمور .

الخلاصة هنا الرجل عاش بسوريا وعاشر العرب ويدري جيدًا كيف هم أما السيدة فهي أرمينية المولد أمريكية النشأة لا تحب حتى اسمها لأنه عربي يمت للأتراك المسلمين بصلة !!

( :D بالمناسبة بعد ساعتين من الحديث بالإنجليزية سألته إن كان يتحدث العربية فقال نعم فكانت ردة فعلي المتوقعة يا راجل مكنت تقول من بدري )

وزيادة في الألفة بيننا فقط سجلت له فيما نحن جالسين أغنية غناها لي وهي بالأصل لفريد الأطرش

http://ul67.rapidshare.com/files/14102820/19112006016.mp3 (http://ul67.rapidshare.com/files/14102820/19112006016.mp3)

:D الأغنية بلا أي موسيقى للتنبيه

+++

بين هذا وذاك يحضرني سؤال ما الذي لازال يخلق هذه الحساسيات الكبيرة بين أطراف لها تاريخ قديم ليس بالجيد ؟!

ما الذي يجعل الأرمن يبغضون الأتراك لمجازر أرتكبها الأتراك أيام العثمانيين لكنها انتهت والأتراك الآن بالتأكيد لن يتقبلوا أن يحدث أمر كهذا من جديد بل رفضهم الاعتراف بالمذابح يكمن في أنهم يرفضونها ؟؟!! وكما لا أظن بأي حال أن الأتراك الأجداد حين ارتكبوا مثل هذه المجازر كانت هكذا بلا داعي فلم يصر الأرمن على لعب دور الضحية رافضين أي شيء يتعلق بالتعامل مع تركيا أو حتى عداء من تظله مظلة مشتركة بتركيا؟؟!
وما الذي يجعل الأتراك يرفضون الحديث بهذا الأمر جملة وتفصيلًا رغم أنه له أدلة وبرغم خلقه لهذا التوتر الكبير إلى اليوم بين الجارتين أرمينيا وتركيا ؟؟!!

وضع آخر به الحساسيات أزيلت لكنه صار ورقة ضغط.

صحيح أن هتلر بنزعته النازية ورؤيته العرقية أهدر دماء اليهود بأشهر مذابح حدثت بالتاريخ (( الهلوكست اليهودي)) وألمانيا اليوم تعترف بهذه المجازر وعليه دفعت كثير من الثمن.

لكن بعد هذا لما مازال اليهود يتباكون ويضربون على هذا الوتر كلما سنحت الفرصة وصار الأمر كوسيلة لفرض سياستهم بالقوة على الغرب الأوربي .

الوضع الأخير الذي رأيته.

وضع الأخوة الكويتيين بالنسبة لاحتلال صدام ( سأنتظر لأرى ما فاعلة الأيام بعد ذهاب صدام أيخطأ الكويتيون ذات الخطأ أم كافلة الأوضاع الجديدة بمحو الذكريات السابقة لعراق صدام)

مثل هذه الخلافات التي تستفحل لتصبح تراث شعب يتناقلونه من جيل لجيل ثم يعظم من شأنها لتصبح جزء من الشخصية المكونة لأفراد المجتمع ما هي أساسها ؟

أتكون نزعة اضطهاد داخل الأفراد مدعومة بتربية الكبار لهم عليها أم هو الافتراء الذي يحصل من جانب كل طرف بالخلاف لتكون القضية بصالحه فيحدث سوء التفاهم بين العامة والأجيال التالية التي لم تعرف الحقيقة الخالصة أم أنه طرف ثالث أو أحد الطرفين خلق الخلاف ودعمه وأحاله معضلة لغرض في نفسه.

:) فيضُ تحية .