-Cheetah-
01-02-2007, 01:05 PM
كنت كلما مررت على جثثهم، تبسمت بسمة سخرية لم أتكلف عناء إخفائها،
فهم لا يستحقون أن أراعي مشاعرهم، ولم أبذل الجهد الكافي في مد شدقي،
حتى يمكن تصنيف هذه البسمة في خانة "البسمة الحقيقية"،
فهم لا يستحقون مني أن أضيع جهدي في ذلك حتى...
كنت أتساءل في نفسي: ما بال هؤلاء الحمقى صرعوا بذلك التفه؟
ما بالهم تركوا المهم الجلل، وأصابهم السخيف بالعلل؟
ألا يملك أحدهم نفسه؟ فيلجمها ويحبسها، ويربطها بوتد العزم والهمة؟
ما لهم استسلموا وسلموا؟ ورفعوا البياض بلهفة ورضى كمن يسعى إليه؟
بل أكاد ألمح مسحة ابتسامة فرحة، خفيفة لكنها مرحة،
كأنما هي غيمة صيفية في سماء زرقاء بهيجة، على رقتها وخفتها تمنح السماء جمالا ورونقا،
يبدد لانهائيتها الزرقاء، ويمنحها الملامح اللطيفة المحببة، كذلك تلك البسمة على مطالع أولئك الضحايا،
ومن لم يقض بعد منهم، لا تزال تسمع أنينه وآهاته، تتوالى بلا انقطاع،
كأنه يغني أحب أغنية إلى قلبه، وكلما غنى وغنى، زاد ألمه وحرقته، وزاد استغراقه ومتعته،
كل ذلك أثار في كل العجب، وردد في نفسي أسئلة عديدة، لا رغبة في معرفة، بل استنكارا وإنكارا،
فلم أكن أتصور أن هنالك ما يبرر كل ذلك، ولا ما يسوغ ما هم فيه من غرق ولا ما هم عليه من تواه،
ما الذي يصرع الجلف الميتن فيحيله إلى أخف من وريقة تتلقفها رياح العاصف؟
مالذي يقلب عزم الهصور، فيصيره ألين من زبد دافئ، تعمل فيه سكين الألم والوله؟
ظلت كل تلك الأفكار طيارة في سماء فكري، تشغله من حين لآخر، حتى.....
حتى ابتليت بما ابتلوا به، بل ما هو أشد منه، فمنهم من سمع أو رأى حقيقة أمامه، ولكنني لم أسمع ولم أر إلا خيالا، فصرت كجحا وصاحب المطعم، يشم الريح طمعا في الشبع، ولم يزده ذلك إلا جوعا ووجع..
فشغل بالي، واستعصى حالي، فلم أهنأ بلحظة، ولم أنعم بغفلة عنه، فقد أقام في مخيلتي، وأسس فيها جذورا تتملك جهد عقلي وقلبي، فلم أعد أملك من نفسي، ولم يعد لي حكم علي، وصار اليوم على طوله صورة، أو صوتا... لا يغادر ذهني، ولا يبارح عيني وسمعي...
أوسعوا يا قتلى الحماقة... أوسعوا يا قتلى الحماقة اللذيذة... ها هو قتيل آخر...
فهم لا يستحقون أن أراعي مشاعرهم، ولم أبذل الجهد الكافي في مد شدقي،
حتى يمكن تصنيف هذه البسمة في خانة "البسمة الحقيقية"،
فهم لا يستحقون مني أن أضيع جهدي في ذلك حتى...
كنت أتساءل في نفسي: ما بال هؤلاء الحمقى صرعوا بذلك التفه؟
ما بالهم تركوا المهم الجلل، وأصابهم السخيف بالعلل؟
ألا يملك أحدهم نفسه؟ فيلجمها ويحبسها، ويربطها بوتد العزم والهمة؟
ما لهم استسلموا وسلموا؟ ورفعوا البياض بلهفة ورضى كمن يسعى إليه؟
بل أكاد ألمح مسحة ابتسامة فرحة، خفيفة لكنها مرحة،
كأنما هي غيمة صيفية في سماء زرقاء بهيجة، على رقتها وخفتها تمنح السماء جمالا ورونقا،
يبدد لانهائيتها الزرقاء، ويمنحها الملامح اللطيفة المحببة، كذلك تلك البسمة على مطالع أولئك الضحايا،
ومن لم يقض بعد منهم، لا تزال تسمع أنينه وآهاته، تتوالى بلا انقطاع،
كأنه يغني أحب أغنية إلى قلبه، وكلما غنى وغنى، زاد ألمه وحرقته، وزاد استغراقه ومتعته،
كل ذلك أثار في كل العجب، وردد في نفسي أسئلة عديدة، لا رغبة في معرفة، بل استنكارا وإنكارا،
فلم أكن أتصور أن هنالك ما يبرر كل ذلك، ولا ما يسوغ ما هم فيه من غرق ولا ما هم عليه من تواه،
ما الذي يصرع الجلف الميتن فيحيله إلى أخف من وريقة تتلقفها رياح العاصف؟
مالذي يقلب عزم الهصور، فيصيره ألين من زبد دافئ، تعمل فيه سكين الألم والوله؟
ظلت كل تلك الأفكار طيارة في سماء فكري، تشغله من حين لآخر، حتى.....
حتى ابتليت بما ابتلوا به، بل ما هو أشد منه، فمنهم من سمع أو رأى حقيقة أمامه، ولكنني لم أسمع ولم أر إلا خيالا، فصرت كجحا وصاحب المطعم، يشم الريح طمعا في الشبع، ولم يزده ذلك إلا جوعا ووجع..
فشغل بالي، واستعصى حالي، فلم أهنأ بلحظة، ولم أنعم بغفلة عنه، فقد أقام في مخيلتي، وأسس فيها جذورا تتملك جهد عقلي وقلبي، فلم أعد أملك من نفسي، ولم يعد لي حكم علي، وصار اليوم على طوله صورة، أو صوتا... لا يغادر ذهني، ولا يبارح عيني وسمعي...
أوسعوا يا قتلى الحماقة... أوسعوا يا قتلى الحماقة اللذيذة... ها هو قتيل آخر...