تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ^-(( اليوم العاشر.....))-^



المواطن كين
07-02-2007, 09:05 AM
اليوم العاشر.............
"كيف تحمل مبادئك وتسير بها فى عالم يسوده العبث"


بقلم : المواطن كين (http://www.kane11.ektob.com/)

&==================================&


الجزء الأول.................


كان قد تعود هذه الحياة وهذه التقلبات وهذه المفاجئات وهذا التحرر من سطوة رأس المال في اى وقت وفى احلك الظروف عندما ينتابه احساس ولو بسيط بالمهانة ، وليست احاسيسه هذه تكبرُ او تعالى بقدر ماهى مسألة مبدأ ، فبقدر ماتمنح يدا العاطى بنفس القدر الذى تمنحه وقتك وجهدك..انه تبادل للخدمات ولا احد خيرا من الآخر.. وبقدر الاحترام المتبادل تصبح المعاملة مثالية .. انها ليست علاقة عبد بسيده .. فزمن الرقيق قد ولى.. والتصدى لهذه الظاهرة امر واجب بل انه حتميا في علاقه الرئيس بمرؤسيه ورب العمل مع عماله.. وحتى الحاكم مع شعبه .. ولهذا كان يجب ان يترك العمل عندما بدأت تنهار هذه النظريه في عمله الجديد ..
لا بأس لا بأس فقد اعتدنا مثل تلك الأمور ، فمازال الكثير على الشعوب العربية حتى تتفهم النظرية الحديثة للعمل.. ولعل اروبا سبقتنا في فهم هذه النظرية بكثيرحتى اصبحت منهجا وطريقة لإعلاء مستوى الإنتاج.. فالكل يساعد في انتاج سلعة او تقديم نوع من الخدمات تحت اشراف صاحب رأس المال وليس تحت سيادته والنتيجه حتما لابد ان تكون رائعة ومرضية للطرفين . ومن الغد علينا برحلة بحث جديدة .. وقد تعودناها من حين لحين بسبب هذا القصور في عقلية رأس المال .. كم هى عبء ثقيل هذه الرحله ، انك تعرض نفسك على هؤلاء اصحاب العقول المتأخرة وكأنك امراءة تعرض نفسها في سوق النخاسة .. وادفع يا من تروق لك البضاعة ، واستلهم روح الخبير الفاحص.. ما رايك..؟ دارس للهندسة يعرض نفسه في خدمتك . ولا عزاء للعلم . الكل يخضع تحت وطأة الـ money .. ومن اجل لقمة العيش تنهار المعانى ..اتحدى ان كان واحد منهم قرأ لـ اوسكار وايلد او سمع عن صموييل بيكيت او سيمون دى برافو او موباسان .ولكنه العبث، وما اقسى على النفس ان تخضع لنظرية الحاجة ، ولكنه شئ لابد منه ..مادام لم ينقص ايمانك بالمبدأ..فالحياة فى الأساس مبادئ وعليك معرفة مبادئك حتى تجد حياتك ..وان كان للحاجة نظرية وللمبادئ نظرية ..وان كان تلاقيهم اشبه بالمستحيل ، وان كان عليك بالمضى قدما فى طريق الحاجة ، فلا تنسى المبادئ يا عزيزى . وعلينا من الغد برحلة البحث عن وظيفة اخرى ..ولنبدأ كالعادة بالطريق المؤدى الى وسط البلدة ، حيث زخم الحياة كله تجمع فى هذا الحيز .. بيع .. شراء .. الآف الأصوات تنادى .. مكاتب سياحة ، اعلانات رحلات الصيف بسعر استثائى بمناسبة مهرجان التسوق .. مطلوب سكرتيرة حسنة المظهر لمكتب هندسى تجيد التحدث بالإنجليزية . . لافتات عبثية (المستشار الإعلامى لمعهد التنمية البشرية يعلن عن بدء دورته الصيفية – تعلم كيف تتعامل مع الآخرين – تعلم كيف تبنى مستقبلك – تعلم كيف تصبح ناجحا فى حياتك العملية ) . ليتهم يعلمون ، فلا فائدة من الخداع ، إلا ان كان الثمن هو الفائدة من هذه الدورات الوهمية ، مساكين الذين يهرعون مُصدقين تلك الكذبه .. ان التعامل مع الآخرين يحتاج لموهبة .. وبناء المستقبل يحتاج لرأس مال .. والنجاح فى الحياة العملية يحتاج لأسلوب .فلا جدوى من محاضرات لن تمنح الموهبة ولا رأس المال ولا الأسلوب .
-.-.-.-.-.-.-.-.-.-
..اليوم الأول : الثامنة والتصف صباحا .. رحلة جديدة للبحث عن وظيفة اخرى وعذاب آخر ، وعقول اخرى .. عقول تستطيع فهم النظرية الحديثة بين الرئيس والمرءُوس . وليتهم يفهمون ، كم من مرة قطعنا هذا الطريق بحثا عن نظرية الحاجة.. الحاجة التى لا يشوبها اى نوع من التنازلات.. وكلما وجدت بارقة امل..شيئا فشيئا تكتشف تأخر العقول ويظهر التخلف الراسب في المجتمعات العربية فوق السطح.. نظرية السيد والعبيد .. التابع والمتبوع ، وابدا لن تكون من زمرة العبيد او تابع لرأسمالى حقير جاهل ، وها هو الطريق المؤدى لـ downtown .. منذ متى وانت تجتاحه ...؟ منذ كثير، سنوات اصبح احصائها من الأشياء المرهقة .. المؤسفة .. المؤلمة ، ربما سبع سنوات ، او لعلهم تسع .. الحقيقة انهم تسع .. تسع سنوات عجاف باحثا عن نظرية عبثية ربما لايكون لها وجود إلا فى مُخيلتك ، وزد عليهم سنه كاملة بعد التخرج من كلية الهندسة لا تفعل شئ سوى انتظار وظيفة الحكومة، او اى إعلان فى الصحف عن شركة واحدة تطلب مهندس بلا جدوى ، فلا الحكومة تريد ولا القطاع الخاص يحتاج ، وانت تبحث عن مبدأ المساواة فى عمل يحترم نظريتك .. هل اصبحت افلاطونيا النزعة او دون كشوتيا تحارب طواحين الهواء..فلا أمل..ولا مهرب من الواقع ،فالحياة هى هى ..وهذا الطريق الذى آلفت سيره هو هو ..لم يتغير شئ فيه ولن تتغير الحياة بكل هذا القبح فيها .. وهذا العبث فيها..وهذه القوانين التى عفا عليها الدهر فيها . وحتى تجد المكانة التى تليق بمهندس فعليك بسند قوى يدعمك ويدفعك بأسمه وتاريخه الى وظيفة مرموقة حكومية كانت ام شركة خاصة ..لايهم ..الذى يعنينا انها مرموقة وفى صميم سنوات الدراسة ..ولكنه العبث ، من اين لك الدعم ، انها الواسطة ياعزيزى.. وتلك نظرية اخرى . حتى العائلة التى دفعتك دفعا لهذه الدراسة رغما عنك اقرت بخطئها نادمة وغالبها اليأس وهى التى كانت ترى بعيونها ان المستقبل مضمون والوظيفة تنتظرك مباشرة والمنصب قادم لا محالة ..اما رأيتم المستقبل والوظيفة والمنصب..كاتب فى مخبز آلى ، ومنه الى كاتب فى معرض سيارات ..ثم تتلقفك الأيام لتقلى بك فى ملهى ليلى ..مجرد بارمان .. وما تحصل عليه انت.. تحصل عليه اضعاف اضعافه هذه الراقصة اللولبية والتى اجزم بأنها لا تترك احضانها فارغة كل ليلة إلا من ثرى او مغفل من اصحاب العقول المتأخرة .. ولتحيا الحرية فى احضان البنكنوت ، ومن ليالى الملهى الى حامل حقائب فى فندق فايف ستارز ومنه الى مصنع ملابس واقفا طوال اليوم على ماكينة التغليف وضجيج الماكينات حولك وعليك ان تنتهى فى اليوم من تغليف مئات القطع حتى لتكاد ان تهوى على الأرض من فرط الوقوف بلا شفقة .. ثم تبعث بك الأيام الى مهنة سكرتير فى معهد لتعليم الرقص لأبناء وبنات طبقة الـ first class ومنه تتلقفك نانسى ، واحدة من تلك الطبقة وتبدى اعجابا شديدا بك وبوسامتك وتمنحك من وقتها وحنانها الكثير والكثير حتى يُخيل لك انها احبتك بصدق ..وتخرج معك وتدعك تقود سيارتها وتغدق عليك بهدايا وتذهب بك الى النادى واضعة يدها فى يدك وكأنها تتحدى العالم والفوارق بحبها لك ..ثم تكتشف ان كل هذا مجرد مسرحية سخيفة لتُشعل نار الغيرة فى قلب حبيبها..لقد صنعت منك ماريونت تحركه كما تشاء وكان على اثر هذه العلاقة الغير متكافئة ان يدفع حبيبها الألآف لمدير المعهد حتى يطردك لتصبح عاطلا من جديد وما ان رق قلب نانسى لهذا الحبيب حتى طردتك هى الأخرى من حياتها شر طردة مصطحبة بإهانات وعبارات غاية فى القسوة ، لتبدأ رحلة بحث جديدة وتجدها بعد ثلاثة ايام فقط ..

المواطن كين
07-02-2007, 09:13 AM
تابع.........
-----------------


وكان من مجاملات القدر انه لم يدعك طويلا فى هذه الرحلات الشاقة فأقصى مدة بحث لم تتجاوز الأسبوع . ولتنتقل بعدها الى عملك الجديد كفرد امن في احدى الشركات لتترقى بعدها سريعا وتصبح دائما بصحبة صاحب الشركة .. ستكونBodyGuard لرجل الأعمال الشهير ..وفيما يبدو ان اعماله كانت مشبوهه ..قد اتضح هذا جدا من هذه اللقاءات المريبة فى اماكن تتسم اكثرها بالغرابة . ولكن ما شأنك انت ، ان نظريتك ومبادءك تقوم على اساس الإحترام المتبادل بينك وبين صاحب العمل ، وهذه العلاقه تفرضها عليك ثقافتك وتعليمك ، ودائما للتأكيد.. انت في مبادلة ولست بخادم ..صاحب العمل يحتاج خدماتك وانت تحتاج لماله . وكانت كل الشواهد تؤكد انه يتاجر في الممنوعات..ولكن الرجل يعاملك هذه المعاملة المثالية ، ويهبك اكثر مما تستحق، وهذا ما تريده .. الى ان جاء اليوم الذى طلبك لتقابل واحدا من هؤلاء في مكان لا يصلح ان ينبثق منه إلا عمليات مشبوهه .. وكل ما اردت ان تعرفه وهو حق لك ، ماذا تحوى هذه الحقيبة المطلوب ان تأتى بها .. ربما كان فيها ما يؤدى بك الى مصيرمؤلم ..قد يكون هيرويين او كوكايين او ما شابه من هذه الأشياء التى تقضى على مستقبلك .. وما ان سمع السؤال حتى تقلص وجهه وظهرت على سيمائه الوان الطيف وصرخ فيك لأول مرة صرخة عنيفة انطلق بعدها كلام جارح ادى الى انهيار نظريتك في ان تستكمل معه العمل برغم معاملته المثالية في السابق وبرغم عطاياه واغداقه المفرط . ولكنك صاحب مبدأ ..مبدأ في المعاملة المثلى وليس في التدخل في شئون العمل واسراره .. ان هذا المغفل لو كان صرح لى بالحقيقة ، لم اكن ارفض .. ربما اخذت حذرى اكثر حتى اجلب له هذه الحقيبة في آمان ..ثم من يدرى ، ربما كان مراقب من الشرطه ، وتضيع عليه الحقيبه وما فيها والتى اثق انها تُقدر بالملايين ، لذا كنت سأضع خطه لجلبها بعيدا عن المخاطر وهذا لا يمنع من ان اطلب نوعا من المكافأة لإخلاصى ، انها العلاقة المثالية في العمل .. الإخلاص المتبادل .. اعطنى ما استحق اعطيك اخلاصا ، ولكنه احمق ، لم يستطع ان يفهمنى.. وانهال بكلام جارح ، يتصور فيه اننى خادمه مع العلم انه يعرف جيدا اننى احمل شهادة في الهندسة ، ولكننى فضلت ان انسحب من العمل بعد سماع هذا الإهانات ، ولكن اعتقد انه لا يزال في جيبى كارت استطيع ان العب به فيما بعد .. ربما ومن يدرى ..؟ .
-.-.-.-.-.-.-.-.
انقضى نهار اليوم الأول كله في بحث لم يفرز عن شئ ، حيث انه كان يوم الأجازة لمعظم المكاتب والمحال .. ولا يبقى إلا ان نجلس على المقهى حتى ينتهى اليوم ولنبدأ في الغد من جديد . انه المقهى المفضل دائما من عناء بحث شاق..تعرفت عليها منذ تسع سنوات.. هو نفس الزمن الذى خرجت فيه للحياه باحثا عن النظرية والمبدأ والحلم والأمل ..باحثا عن حرية مسلوبة.. عن حق مهدور.. لقد سمعت ذات مرة احد الكُتاب يقول: ( ان الآمال لا تموت مهما نال منها الزمن فهى دائما تُبعث من جديد) .. لعله يهذى.. ان الأمل الذى يذهب لا يعود .. والدليل انظر حولك او حاول ان تسير في الشارع ايها الكاتب المشهور.. ستجد ان الآمال لم يعد لها وجود بين هذا الجيل وقد محا اثرها من كل القواميس التى عرفوها او حتى التى لا يعرفوها .. إن هذا القادم هو اقوى دليل على صدق كلامى .. انه بلال عامل المقهى. والذى لا تعرفه ايها الكاتب انه خريج كلية الأداب قسم صحافة ولكنه لا يملك شيئا سوى ان يكتب الأشعار والمقالات ولا يجد من يقرأها إلا انا .. انه صديقى ..جمعتنا هموم مشتركة .. آمال والآم مشتركة ..ان اقوى روابط للصداقة تلك التى يجمعها هم واحد وحزن واحد ..لم يكن لبلال اى واسطة تُحقق حلمه الأعظم في ان يلتحق بعالم الصحافة ولم يكن له اى احد يحقق له حلم بسيط ان يجد عمل يناسب درجته العلمية ولكنه العبث.. لم يجد بلال سوى المقهى ليعينه على اعباء الحياة واكتفى من احلامه ان يكتب اشعارا ، واقرأها انا.. اننى قارئه الوحيد . وهو سعيد بذلك ، على الأقل وجد من يقرأه من يحس به ..ان اشعاره دائما تجسد فترات زمنية من حياته ، ومع ذلك لم يتقاعس بلال عن تحقيق حلمه بل بعث كل اشعاره ومقالاته للصحف والمجلات ، دون جدوى، انه العبث .. دائما العبث . ها هو قادم بإبتسامته الهادئه ..
- طبعا قهوة كالعادة يا استاذ نور
- اكيد يا بلال وهل في غيرها
- منذ اسبوع كتبت قصيدة عن حال العرب
- اسمعنى يا بلال..
- ليس الأن ، طبعا انت معنا الى آخر الليل
- طبعا ..كالعادة في رحلة جديدة للبحث عن عذاب جديد
- ووجدت..؟
- اليوم اجازه معظم المكاتب والمحال كان مغلق
- ربنا يوفقك .. انشاء الله في الغد تجد افضل ممن قبلها
- يارب يا بلال .. وياليت لو فتحت التلفزيون لنسمع اخبار العالم العبثى
- هههه .. أأمر .
(موجز لأهم الأنباء) ..وجه عابس لمقُدم الموجز لا يبشر إلا بأخبار عبثية جديدة .. هات ما عندك
¤ اليكم موجز لأهم الأنباء ¤ ..٭ ايران تستعد لإتخاذ الخطوة الأخيرة في برنامجها النووى ٭ ابو مازن يدعو اسرائيل الى عدم اضاعة فرصة السلام ٭ وزير الشئون الإستراتيجية الإسرائيلى ليبرمان يدعو لحملة واسعة ضد الفلسطنيين واغتيال قادة حماس ٭ الحكم بالإعدام للرئيس المخلوع صدام حسين في قضية الدجيل .
ها هو العالم القبيح يطل علينا بأخباره العبثية من جديد ..كيف تبدو هذه الحياة من خلف ستار دموى ، اغتيالات ، احتلال، برامج نووية ، اعدام ، عنف..كثير وكثير من العنف ، ألم تقم هذه الدنيا على اسس الرحمة والحب والعدالة والمساوة..؟ ولكن اين الرحمة والحب والعدالة والمساواة، اين المعيار والقانون..؟ ، لا شئ ..لا شئ ، فالقوة معيار والسلاح قانون والواسطة اسلوب ومبدأ .. اما آن الأوان لهذا العبث ان يفنى .. ثم ما قيمة القوانين اذ لم تسرى على الغنى كالفقير.. وما قيمة المبادئ والمُثل اذ لم تجد من يتبناها فعلا لا هتافات ، وما قيمة دراسة الهندسه لكاتب في مخبز آلى ، الى متى الزيف والرياء ..الى متى نُكابر عن اعلان الحقيقة بلا ادنى رتوش ..الم يعد النفاق دليل النجاح.. الم نعترف داخلنا اننا اصحاب الأقنعة اليومية .. الم نتحول الى وحوش واصبحت الأرض كغابة او حلقة لمصارعة الثيران والبقاء للأقوى .. متى نعلن اننا اصبحنا سلالة شرعية للشيطان ، نحمل جيناته الوراثية ونزرعها جيل وراء جيل ، ألا من الأجدى ان نذهب لمدينته الغراء ، واما الأرض فالحيوانات اولى بها .. اما آن الأوان لهذا العبث ان يفنى .. ايها الشيطان الرجيم ،لقد احلت علينا لعنتك ، وتحققت الغواية ..ومن الأجدى ان تكون القيامة الأن وليس غدا ، حيث ينتهى هذا الهراء ، وان كان لها اساس ، فلِما التأخير..؟ ومابعد ذلك من بعث وحساب ..جزاء وعقاب ..فناء الأرض .. فماذا يفيد البناء من الأساس..؟ وما فائدة التعمير مادام الزوال قادم في ساعة .. يقال انها لا ريب فيها..وما فائدة أنبياء يعلنون ثوراتهم على الظلم .. على الجهل..على الأخطاء ، في حين ان هناك قُدرة من فوق سبع سموات وحدها تتكفل بالفناء وانتهاء هذا الزيف .. هل كان الإرتداد صعب .. ام القصة من الأساس ليس لها وجود.. هل هو العبث مرة اخرى ، ولكن حينما يمتد الى هذه المنطقة المحظورة ..فما جدوها اذن الحياة .. اين العدالة المهداه .. هذا الإسم المشتق من صاحبها.. اهى مؤجلة الى يوم الميعاد .. هل كان تاريخ الأرض هو اكير واقوى نظرية للعبث..؟ هل ينقص هذا التاريخ الأدلة والبراهين حتى تنتفى الأدلة المؤكدة للعبث ، وما الدليل والبرهان .. روايات نسمعها .. كتب مقدسة .. مؤلفات .. هل هذا هو الدليل والبرهان .. فالروايات تُحرف بفعل الزمن .. والمؤلفات انتاج بشرى وحتى الكتب المقدسة من الذى قام بنسخها لتصل لنا الأن من خلف مئات الأعوام ، نفسهم اصحاب المؤلفات، ثم من اين الإجابة عن سؤال احتار فيه الكثير.. حتى اتفقوا على شئ واحد انها المشيئة ، وليس لك حق التدخل في هذا .. ما قبل الوجود ما شكل العدم الذى كان ...؟ سؤال بلا اجابه .. وفيما يبدو سيظل هكذا بلا اجابة ، وفيما يبدوا ان الساعة اقتربت من الواحدة ..معذرة يا بلال فلنسمع القصيدة غدا ..فالنعاس اقوى من الإستمرار في اى مناقشات ادبية او جدليات كونية . بمشيئة الله سأمر عليك غدا قبل الرحلة الثانية في البحث عن مبدأ ولنسمع قصيدتك عن حال العرب .. اظنها في قمة السخرية إن اجدت الوصف .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&7

الى لقاء مع الجزء الثانى.....
(المواطن كين)

رابعة العدوية
08-02-2007, 11:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المواطن كين

مرحبا مرة أخرى في القسم

وبعد القراءة السريعة نوعا ما للقصة والمونولوج الداخلي <أو على الأقل من وجهة نظري أنه مونولوج داخلي

استمر في ما تكتب! وفي تعرية لواقع مر يصاحب أصحاب العقول مما يدفعهم دفعا للهجرة

تحيتي لك

ولي عودة عندما تضع الجزء الثاني

وبالمناسبة قصتك بعثت في نفسي روح تشاؤمية خصوصا أني مشروع مهندسة !

تحيتي مرة اخرى

المواطن كين
22-02-2007, 02:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المواطن كين

مرحبا مرة أخرى في القسم

وبعد القراءة السريعة نوعا ما للقصة والمونولوج الداخلي <أو على الأقل من وجهة نظري أنه مونولوج داخلي

استمر في ما تكتب! وفي تعرية لواقع مر يصاحب أصحاب العقول مما يدفعهم دفعا للهجرة

تحيتي لك

ولي عودة عندما تضع الجزء الثاني

وبالمناسبة قصتك بعثت في نفسي روح تشاؤمية خصوصا أني مشروع مهندسة !

تحيتي مرة اخرى

مرحبا بكِ انتِ اخت :رابعة العدوية;5280369
بعثت القصة فيكِ روح تشاؤمية ، فى الواقع اكثر من واحد
قال هذه الجمله بعد قراءة هذا المقطع على الرغم
من ان هذا التاريخ او الخلفية الصغيرة لبطل هذه القصة
فإلى الأن لم ندخل فى واقعه الفعلى والذى اعتقد انه مزيد
من هذا الوصف الذى اطلقت عليه
، ماذا سيقال اذن..؟
عموما شكرا على المرور..

ياسمين الشام
22-02-2007, 10:27 PM
البداية جميلة ...
ولكن أين التتمة................:33:

المواطن كين
09-03-2007, 12:23 AM
..الجزء الثانى ..

* اليوم الثانى ..التاسعة صباحا .. والنضال الأليم مستمر ، والشارع الرئيسى هادئ.. راكد ، وما عليك إلا اجتياحه بحثا عن النظرية والمبدأ ، وان لم يُظهرجدوى ، فالشوارع الخلفية والجانبية تتكفل برحلة الغد.. وكالعادة .. لافتات جديده تعلن عن حاجتها لوظائف شاغرة ، (مطلوب سكرتيرة لرجل اعمال بمرتب مغرى) ، (مطلوب انسات للعمل في مركز تجميل ) ، (المخدماتى .. جميع طلباتك متوفرة .. طباخ ، بستانى ، عاملات نظافة ، جليسة اطفال ..كل ما تحتاجه لبيتك متوفر لدينا .. مع تحيات الإدارة – ﺍ/ نبيل توفيق ) .. الأكيد ان للآنسات فرصة اوفر في سوق العمل والأكيد ايضا ان بعضهن بعد ترك العمل لن يحملن لقب آنسات..ولذلك حكمة..انك تعطى بيد في نفس الوقت الذى تأخذ فيه بيدك الأخرى ..تبددت الحقائق بلا شك واصبح المحظور مباح في اطار معين .. اطار مطلوب آنسه حسنة المظهر.. وقد يحدث العكس عندما يكون الطالب سيدة عاطلة عن الجمال.. عملية تبادلية تحت ستار خطير.. ستار العبادة ، ومدام العمل عبادة ، فإذهبى يا آنسه ..فربما هذا كان احد المبادئ الجديدة حتى تجد لك مكان فوق هذه الأرض .. ونهاية الشارع الرئيسى على وشك ولا بارقة امل و مرور اليوم الثانى على وشك دون جدوى ..فلنسمع قصيدتك المؤجلة من الأمس يا بلال ..فلا امل اليوم ولا جدوى ، ربما قد يحمل الغد بشرى .
- كيف الحال يا استاذ نور ، علك وجدت..؟
- ابدا يا بلال ..لعل المكسب الوحيد من هذا اليوم سماع قصيدتك ..ولكن الحقنى بقهوتك اولا .. فالعبث اليومى يفقد توازن العقل اذا ما فكر فيه طويلا.
- ثوانى واحلى فنجان قهوة يكون امامك
- ولا تنسى القصيدة
- طبعا
ما اجملك يا بلال نفضت عن نفسك غبار الأمل ورضيت الواقع دون زجر ..واما ان تفعل ذلك واما ان تكون صاحب مبدأ لتجد نفسك حائر بين الحقيقة والعبث في رحلة جدلية قد تُسفر عن نظريات جديدة اذا افصحت عنها قالوا عنك تهذى ...
- تفضل يا استاذ نور احلى قهوه لأغلى زبون
- متشكر يا بلال .. هات ما عندك واسمعنى وصفك عن حال العرب
- حال العرب يحتاج ديوان لا قصيدة يا استاذ نور ولكن كما تقول انت دائما انه العبث .. وضعت عنوان لها.. ( ميلودراما عربية) احتارت كثيرا ولم اجد افضل منه ..اسمع :
..........
اما زلنا نفاخر بأمجادنا القديمة..
حضارتنا القديمة .. ايامنا القديمة..
اما زلنا نبكى على اللبن المسكوب..
اما زلنا نحلم بأن تتكاتف الشعوب
لتُحرر القدس وتثور لبغداد
وتساند بيروت ..
امازلنا نعقد المؤتمرات..
ونقف امام الميكروفونات..
وندلى بأخطر القرارات..
ثم نلقيها في اقرب سلة للمهملات..
اما زلنا نشجب ونندد ونبكى ..
الا يخرج منا صلاح الدين ..
او حتى غاندى ..
اما زلنا عملاء للطاغية الأعظم..الا نثأر ..
الا نصون لكرامة في كل يوم تُهدر..
الا توجد بيننا من تقوم بدور جان دارك..
عندما ذهب عصر الرجال
وانتهى بلا شك ..
الا نرتجف لما حدث في قانا وحانون..
الم يعد يعنينا ان نصبح في عالم مجنون..
اندهس فيه القانون ..
فهنيئا لزعماء وملوك العرب ..
املئو بطونكم واسكنوا قصوركم ..
واسمعوا الموسيقى والطرب..
فلا شيئ يُعنى شيئا . .
لا اطفال ولا نساء في مجازر يومية ..
ولا للقومية العربية ..
يكفينا اليسا وهيفاء ونانسى ..
يكفينا ان نرقص ونهذى ..
ونصوت لستار اكاديمى ..
حى ينتصر بطلنا الجديد على منافسيه ..
بطلنا في الرقص والغناء والهبل الشيطانى ..
ثم نهتف له هتاف الأبطال ..
ونودعه توديع الأبطال ..
ونصفق لأمجاده التى احرزها..
تماما كالأبطال . .
فهذا يكفى ..
حتى نصبح نحن العرب ابطال..
يكفينا ان نهلل ونصفق لإعدام صدام ..
وكأن العالم بعده سينعم بالسلام ..
يكفينا ان نثور نهارا ..
على الرسومات الدانمركية
ثم نذهب ليلا ونشترى..
الزبد الدنمراكية ..
الجبن الدنمراكية ..
السمن الدنمراكية ..
يكفينا ان نناقض انفسنا ..
في اليوم الآف المرات . .
يكفينا ان نصفق عندما يتحقق الحلم ..
وتصبح اسرائيل ..
من النيل الى الفرات .
--------------
- الله يا بلال ..تصفيق حار جدا تستحقه بجدارة .. اننا فعلا هكذا .. نهلل ونشجب ونندد.. كله كلام في الهواء ..الشيزوفرنيا التى يعانى منها المجتمع منذ زمن ، تناقض شديد يا بلال بين الفعل والكلمات التى نتفوه بها.. وآه لو يعلمون ما خطورة الكلمة اذا كانت خالصة من القلب ومطابقة للفعل . . الأنبياء جاءوا لأجل كلمه والثورات قامت بكلمة . . الدنيا كلها تجمعت من اجل اعلاء كلمة واحده . . هذا الخلق منذ بدايته والى الأن جاء بسبب كلمة ( يعبدون) . . ولكن هل الكلمة بكل جلالها كفيلة ان تغير هذا العالم العبثى الأن . . ؟
- ممكن يا استاذ لو كنا نملك قلوب ثابتة على المبدأ واصرار الأنبياء ، او ثائرا كالحسين .. لم انسى هذا المقطع منه والذى احببته من كثرة ما رددته على مسامعى في اول تعارفنا يا استاذ نور . . الا زلت تذكره ..؟
- طبعا..ومن ينسى يابلال ، (مفتاح الجنة في كلمة .. دخول النار على كلمة ..وقضاء الله هو كلمة ..الكلمة لو تعرف حِرمة زاد مزخور ..الكلمة نور .. وبعض الكلمات قبور .. وبعض الكلمات قلاع شامخة ..يعتصم بها النبل البشرى ..الكلمة فرقان بين نبى وبغى .. بالكلمة تنكشف الغُمة ..الكلمة نور..ودليل تتبعه الأمة ..عيسى ماكان سوى كلمة .. اضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين .. فساروا يهدون العالم .. الكلمة زلزلت الظالم .. الكلمة حصن الحرية .. ان الكلمة مسئولية .. ان الرجل هو كلمة .. شرف الله هو الكلمة )..
- لم ينقص ايمانك اذن يا استاذ بالمبدأ وبالكلمة برغم كل هذا العبث
- ولا تنسى النظرية يا بلال ، فمن اجلها سيكون في الغد رحلة بحث ثالثة ..اتركك الأن
- ستمر غدا ..؟
- في حين لم اعثر على النظرية ستجدنى عندك في نفس الميعاد .


تابع..

المواطن كين
09-03-2007, 12:25 AM
اليوم الثالث : التاسعة والنصف صباحا .. ويتجدد اللقاء وان كان قد خاب آملنا في الشارع الرئيسى ، فالأمل فى الشوارع الخلفية والجانبية لم ينقص .. ولذا فالبحث مستمر ..والقدر له سخريته ، والشمس ترسل اشعتها الذهبيه ، والوجوه كثيرة ، والنظرات من حولك اكثر.. البائسة ، والفرحه ، والهادئه، والحزينه، والمشعة من ثناياها امل مفقود ، وعيناك انت يا نور لازالت تتسع لمعانى جديدة في الحياة ، ام ارهقتها قسوة التجارب ..هل طال الأنتظار ..ام هو السراب.. ام طال بك زمن اليأس ، الى متى هذا الهراء ..الى متى تصاريف الأقدار خاطئة ..مخيبة للآمال..الى متى هذا الجنون ..؟ وها هو باكورة جنون اليوم ..اعلان عن وظيفة ( مطلوب عامل نظافة لمطعم آكلات شعبية بمرتب مجزى.. ت/......) اى مرتب مجزى هذا الذى يمنح لعامل نظافة ، ان كمثل هؤلاء البؤساء لاينظرون لأبعد من اقدامهم ..يكفى ان يظل الواحد منهم على قيد الحياة مجرد لقيمات وشربة ماء وسكنه .. اى سكنه ، حتى ولو كانت حظيرة للمواشى ، مجرد مأوى ، والأحلام لا تعرف طريق لهم ، فالغاية وجبة عشاء كل يوم ..وحتى هذا غير مضمون ، لقد رأيت كثيرا من هؤلاء الذين يقضون عشائهم نوم ، ورأيت الذين يضيقون بكثرة اموالهم وينفقوها في لاشئ .. منتهى العبث ، منتهى الأنانية..لا احد يفكر في الآخر ..ان هذا التفاوت الضخم اكبر دليل على عبثية الحياة ، انه الجنون ذاته .. ولا اعتقد ان مبادئك يانور تتماشى مع مبادئ عامل نظافة في مطعم اكلات شعبية ، اذن غيره ، ورقه عبثية اخرى ..فيما يبدو انه يوم العبث الأعظم ( مطلوب مدير لمول تجارى ذو خبرة لا تقل عن 30 عاما ) ، ومن اين نأتى بخبرة ثلاثون عاما ، ثم الذى لديه كل هذه الأعوام من الخبرة .. لا اعتقد انه يبحث عن بناء مستقبل من جديد ، لابد من في عمره استقرت حياته استقرار طبيعى ..ولكنها الخبرة ، وماذا بعد ذلك .. لعل في الشارع المقابل نجد مطلبنا ، فلا امل هنا فيما يبدو .. وليستمر الكفاح اليومى هناك في هذا الشارع ولعل المأساة اليومية تنتهى في نهاية هذا المقابل والذى لم يعد غيره اليوم والأفق الأحمرعلى وشك ان يتوارى ، وثمه جملة متجلية من بعيد قرأتها قبل ذلك كثيرا ((فرصة عمل)) لعل ما تحتها السبيل والمطلب والرجاء فقد هُلكنا بحثا عن المبدأ المفقود ..وفيما يبدو انه لا بالسبيل ولا بالمطلب ولا بالرجاء (شركة مساهمة كبرى تطلب لأحدث معارضها مندوبى مبيعات يشترط اجادة اللغة الإنجليزية ويفضل وجود سيارة) .. الا يشترط نوع السيارة ولونها حتى تُستفى كل الشروط وإن كانت عادية او اتوماتيك ..شروط معوقة لوظائف الفائز بها اغلب الظن انه لا يحتاجها اشد الحاجة ، او ربما قد فُصل الأعلان لشخص محدد كما الحال في مسابقات الوظائف الحكومية ، انهم يضعون شروط غاية في الغرابه حتى تنطبق على اشخاص محدده قاموا بتفصيل الأعلان خصيصا لهم حتى تتم الصيغة القانونية على اكمل وجه .. حتى ان واضعى الإعلان ليكادوا ان يقولوا :ويشترط على المتقدم للوظيفة ان يكون اسمه محمد واسم والده سليمان ، فلا امل في هذه الفرصة وليكن في غيرها الأمل والعزاء . . ولكن ما هذا الضجيج وما كل هذه الأصوات الهاتفة..لعلها مظاهرة ، ولكنها واقفة بلا حراك والهتافات غير منتظمة كما يحدث عادة في المظاهرات ، ربما معركة ولكن ثمة ابتسامات ظاهرة من بين الجموع ولنقترب شيئا ، ربما فرصة عمل ، فلقد اصبح العمل في هذه الأيام فرصة ، وعليك اقتناصها.. ابدا ابدا .. انها مطربة نصف مشهورة ، انها راقصة اكثر منها مطربة ..راقصة فيديو كليب ، ولكن مجرد مرورها بسيارتها في احد شوارع وسط المدينة ، يحدث كل هذا الإنفلات ..وكل هذه الضجة ..وكل هذا التعطيل المرورى.. انها مظاهرة بكل المقاييس ، الى هذا الحد اختلت عقول الناس.. الى هذا الحد وصل بهم العبث ، لو كان داعية اسلامية وفقيه في الدين مر مثل هذا المرور لما وقفوا له هكذا ، وما تعطلت الحياة هكذا.. ولكنه العبث .. زمن العبث ، وصدقت يا نزار حينما قلت : " في هذا الزَمن الذي باع كُلَّ أنبيائِه .. ليشتريَ مكيِّفاً للهواءْ ، ليقتنيَ جهازَ فيديو.. وقصيدةَ الشعرْ.. بحذاءْ ، في هذا الزمن المُدجَّجِ بموسيقى الجاز ، وسراويل الجينزْ.. وشيكات (الأميركان إكسبرسْ). . في هذا الزمن الذي يعتبر سيلفستر ستالوني أعظمَ من الإسكندر المقدوني.. ويصبحُ فيه مايكل جاكسونْ أكثرَ شعبيةً من السيِّد المسيح.. " صدقت يا نزار . هذا الزمن الذى اصبحت فيه مُغنيه تظهر نصفها عارية اكثر شعبية من داعية اسلامية وفقيه في الدين ، ولكن من المسئول عن هذه الظاهرة ..عن تفشى هذه الظاهرة ..هل الحكومات .. ؟هل رأس المال ..؟ هل الناس ..؟ هل الأنحدار الأخلاقى..؟هل الآخر..؟ هل الطبيعة ..؟تعددت الأسباب ولكن يظل اهمها هو الناس..الناس دائما هم السبب الرئيسى للكوارث الأخلاقية ، فالتغيرات دائما ما تقوم إلا لإحتياجات الناس.. احتياجاتهم العبثية ، من الأجدى العودة الى نقطة البحث التى تركناها..فالعبث لن ينتهى طالما هناك ناس تلتف حول عاهرة وتهتف بإسمها . وها فرصة جديدة ( الشركة العالمية للطباعة الهندسية تطلب آنسه تجيد العمل على الكمبيوتر وخاصة برنامج الاتوكاد ) .. الم اقل ان للآنسات حظ اوفر .. ومدام العمل عبادة ، فإذهبى يا آنسه .. بلا شك ان هذا اليوم انتهى سدى ، ومن غرائب القدر هذه المره ، ان لا يوجد في وسط المدينة اى بارقة امل..وكانت هذه المنطقة في السابق هى دائما الملاذ والملجأ ، ماذا جرى..؟ وان كانت المنطقة الأكثر حركة ونشاط بهذا الكساد فماذا تنتظر من المناطق الأخرى.. فالواضح ان فترة العبث ستطول هذه المره ، واليوم انتهى ملامحه ولا بشير قد لاح ، واليك يا بلال نذهب ، ولكن لنمر على المكتبة اولا ، فخير عزاء الليلة في قراءة كتاب ، لعلنا به ننسى العبث الأرضى قليلا ، ولتكن القراءة الليلة سلوانا ، وها نفس الشحاذ القابع منذ زمن امام المكتبة ..لقد اصبح بغرابه هيئته سمة من سمات الشارع ، انك تراه قابعا بحُلته الكاملة ورابطة العنق المتهرئه وكأنه نبيل من طبقة النبلاء انحدر به الحال وادارت عنه الدنيا وجهها حتى اصبح شحاذا .. كم رأيته دائما شامخا صامتا ناظرا للسماء ، وكأنه يتأمل الملكوت وهذا النظام الكونى العبثى الذى القى به في نهاية المطاف لمهنة الشحاذة ، وهو لايمد يده كأى شحاذ.. انه فقط يحدجك بنظرة طويلة ، نظرة عميقة رأت الدنيا قبل ذلك بأعوام كثيرة ..نظرة تؤكد انه ابن عز ضل طريقه للشحاذة .. قالوا عنه انه سليل اسرة شديدة الثراء انفق كل ميراثه على المجون والعربدة ، وقالوا آخرون انه كان ثائر خطير وسجين سياسى لفترة طويلة ذاق الوان من العذاب في السجن حتى ذهب عقله ، وقال بعض آخر انه كان استاذ في الجامعة يُدرس الكيمياء وتزوج من امراءة جميلة وصل بحبها الى درجة القداسة الى ان اكتشف انها على علاقة آثمة مع صديق عمره ، فقتلها وقتله وسار هائما على وجهه الى انتهى به الحال شحاذا ، اختلفت الحقائق والأقاويل عنه ، ولا احد من القائلين يُجزم ان روايته هى الحقيقة ، هو وحده الذى يحمل الحقيقة ويعيش بها.. وربما يتعذب بها هذا العذاب الذى جعله دائما صامتا ناظرا للسماء وكأنه يتأمل الملكوت وهذا النظام الكونى العبثى الذى القى به في نهاية المطاف لمهنة الشحاذة ..

====================================
الى لقاء مع الجزء الثالث..
كيـــــــن

غادة قاسم
09-03-2007, 01:02 AM
يبدو أن قصتك يا أخ كين واقعة على أبعد كوكب من المجموعة الشمسية وفي الجزء الأخير ستكون مشرقة
ذكرتني بفيلم تصويري قصير عن الحرب والسلام الذي بدأ بعيني جندي ومن ثم الكتيبة من حوله وانتهت بمساحة خضراء كبيرة

المواطن كين
13-03-2007, 01:03 AM
يبدو أن قصتك يا أخ كين واقعة على أبعد كوكب من المجموعة الشمسية وفي الجزء الأخير ستكون مشرقة
ذكرتني بفيلم تصويري قصير عن الحرب والسلام الذي بدأ بعيني جندي ومن ثم الكتيبة من حوله وانتهت بمساحة خضراء كبيرة

لحظة التنوير كما سماها علماء اللغة لم تأت بعد فى هذا العمل
لعلها فترة ما بعد التراجع عن اجترار الماضى السحيق الذى
مر به الاستاذ نور ..وفى الحقيقة ان كل انسان مر بما مر به نور
فالحياة من سماتها الرئيسة التناقض.. شكرا لمرورك اخت غادة

غادة قاسم
19-03-2007, 06:06 PM
لحظة التنوير كما سماها علماء اللغة لم تأت بعد فى هذا العمل
لعلها فترة ما بعد التراجع عن اجترار الماضى السحيق الذى
مر به الاستاذ نور ..وفى الحقيقة ان كل انسان مر بما مر به نور
فالحياة من سماتها الرئيسة التناقض.. شكرا لمرورك اخت غادة

يارب تأتي لحظة التنوير لديك مواطن كين مثل جاءت عندما سقطت تفاحة
فالانسان دائما يبحث عن حلول وهذا ما يهمني في قصتك بالاضافة الى ابداعك ومشاعرك
الانسان يذهب الى طبيب حتى يجد الدواء
استمر الله معك ونحن في انتظار باقي القصة ولحظة التنوير

المواطن كين
28-03-2007, 12:38 AM
يارب تأتي لحظة التنوير لديك مواطن كين مثل جاءت عندما سقطت تفاحة
فالانسان دائما يبحث عن حلول وهذا ما يهمني في قصتك بالاضافة الى ابداعك ومشاعرك
الانسان يذهب الى طبيب حتى يجد الدواء
استمر الله معك ونحن في انتظار باقي القصة ولحظة التنوير

اتعنى اخت : غادة ـــــــــــ اسحق نيوتن وهذه التفاحة التى كانت سبب فى اكتشاف قانون الجاذبية
قد تندهشى ان هذا الرجل طُرد من المدرسة وهو فى المرحلة الاساسية ..لقد قال عنه مدير المدرسة آنذاك انه متحلف عقليا واخشى عليه من باقى الطلاب .. وكان مقدر له ان يعمل بأى حرفة
وبالفعل عمل لفترة طويلة فى احدى الاعمال الدنيا ..إلا انه عاد للدراسة مرة اخرى والتحق بالجامعة واصبح فيما بعد واحدا اسحق نيوتن.. فما اجملها من لحظة تنوير ، وللعلم له اكتشافات عديدة اخرى إلا ان اشهرها بما عُرف بقانون الجاذبية..اعلم اننى ابتعدت عن روح الموضوع ..
اما عن لحظة التنوير هنا .. فى الواقع لا احبذ الحديث عن عمل قبل ان ينتهى او بمنحى آخر اضع له الجزء التالى له هنا .. ولكن كل ما استطيع ان اقوله لكِ .. تابعى فهناك مراحل فى حياة الاستاذ نور الشخصية الحورية هنا قد يحدث معها تغيير جذرى لحياته .. فهكذا الحياة لا تسير دائما على خط مستقيم
.. دائما منحنيات ودائما غرائبية.. فقط انتظرى .. سرنى تواجدك مرة اخرى............

رابعة العدوية
28-03-2007, 11:50 AM
مرحبا مجددا
حسنا .. كان معي حق بالتشاؤم بالمناسبة حقيقة أن كل من يطلب الى وظيفة هو امرأة ليس حقيقيا دوما فمثلا لا تطلب المهندسات وانما يطلب المهندسين ولا تطلب الصيدلانيات وانما يطلب الصيدلانين!
وأضف الى هذا أن اجترتر هزائمنا وواقعنا شيء عادي في هذا المجتمع!
أنتظر البقية !
:أفكر: بالمناسبة أعجبتني طريقتك في تعرية الواقع وصياغته أمام القارىء بدلا من حقن المورفين اليومية التي نحقن بها لنتوقف عن التفكير
خالص التحية