المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما يتحدث "المستشار الروحي" لبوش عن الإسلام



غيث الغيث
30-11-2001, 04:42 PM
إننا لا نهاجم الإسلام بل الإسلام هو الذي هاجمنا. إن إله الإسلام ليس هو الرب نفسه أو إبن رب الديانة المسيحية أو العقيدة المسيحية -اليهودية. إنه إله مختلف و إنني أعتقد أن الإسلام ديانة قبيحة و سيئة جدا." مثل هذا التصريح الذي لا يحتاج إلى تعليق نشرته مؤخرا (واشنطن بوست) نقلا عن القس المعروف فرانكلن غراهام " المستشار الروحي" للرئيس بوش و صديق و ابن صديق العائلة المعروف هو الآخر و الذي يقضي عطله في المنتزه العائلي لعائلة بوش كل صيف.

و إذ اعترضت الصحيفة الأمريكية مبدئيا على التصريح الذي أدلى به القس، فإنها تمنت لو أنه ضبط نفسه و لم يدل به من باب عدم إحراج البيت الأبيض على الأقل في وقت تسعى إدارة بوش لإقناع العالم بأن حربها على الشعب المسلم في أفغانستان ليست حربا على الإسلام. لكن جرت الرياح بما لم تشته حملة بوش الصليبية إذ أن من تقيأ حقده على الإسلام و المسلمين ليس من رعاع القوم بل هو من أشار و يشير على الفريق الجمهوري بضرب السودان لحماية "الجنوب المسيحي" -و هذه أكذوبة أخرى- و بسحق المنظمات الإسلامية لأنها تعرقل مشاريع التنصير في إفريقيا و آسيا.

ثم إننا بصدد حالة غريبة حيث أن "المستشار" الذي يفترض أنه يوجه و يعدل خطابات الرئيس حتى تتلاءم مع الأعراف الدبلوماسية و تمرر رسالته، تحول إلى سياسي متهور ينبغي ضبطه و حماية جهود الرئيس من حقائق زلاته بغض النظر إذا كانت تعكس قناعات بوش أم لا.

و إذ تكفل غراهام بشرح الجانب النظري أو "العقيدي" -حتى لا نخرج عن إطار الحرب الدينية- لدعائم العداوة تجاه الإفسلام و المسلمين، فها هو سياسي آخر من الجمهوريين يسعى لتجسيد الجانب التطبيقي لخطاب القس حيث دعا ساكسبي تشامبليس مدير اللجنة الفرعية في مكتب الأمن الداخلي و المترشح لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية جيورجيا إلى "إعتقال كل مسلم يجتاز حدود الولاية."

و إذ حاول ساكسبي التقليل من آثار تصريحه و قال أنه "عزل عن سياقه" فإن غراهام أكد موقفه بل وزاد عليه و قال أنه "قلق تجاه تدريس الإسلام لمبادىء معاملة المرأة و قتل غير المسلمين أو الكفار" حسب ادعائه.

و لم يشرح لنا القس غراهام كيف أن دينا بمستوى "القبح" الذي يقذفها به تحولت إلى أكثر الديانات انتشارا في الولايات المتحدة من دون أن تملك وسائل القوة و البطش التي تشكل "حق القوة" لهيمنة أمريكا على العالم و لا ملايين الدولارات التي يغدق بها أغنى السياسيين و النجوم في الولايات المتحدة على منظمته التنصيرية.