المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المفقودة ... قصة آرثر كونان دويل



Lara77
24-02-2007, 06:03 PM
المفقودة




ضغط بوارو قدميه على الأرض محاولاً تدفئتهما وتساقطت من شاربيه نقط من ذوبان الجليد وسمع طرقاً على الباب ظهرت بعده الخادمة كانت فتاة ريفية تميل إلى السمنة وأخذت تنظربإستغراب إلى بوارو وكأنها لم ترا شخصاً على شاكلته من قبل ثم سألته قائله هل دققت الجرس ؟
نعم أرجو أن تشعلي لي ناراً ؟
فخرجت وعادت مسرعه تحمل ورقاً وأعواداًمن الخشب وضعتها في المدفئه وبدأت تشعلها وراح بوارو يضغط على قدميه ويفرك يديه ويقربهما من وهج النار
لقد قطع مسافة ميل ونصف ميل في طريق وعر يكسوه الجليدوأضطر أن يمشي طوال هذه المسافه لتعطل سيارته حتى وصل إلى قرية هارتلي دن الواقعه على شاطئ النهر وهذه القريه مشهوره بجمالها في الصيف يفر منها الإنسان في الشتاء وروع باورو عندما أخبره صاحب الفندق أن في إمكانه أن يقدم له سياره أخرى يتمبها رحلته كيف يخرج على مألوفه ويستأجر سياره بينما هو يملك سياره وسياره غاليةالثمن هو مصمم على العوده إلى المدينه؟وهو لن يعود إلى في الصباح حين يكون الجليد قد ذاب والسياره قد تم إصلاحها
مد بوارو قدمية بالقرب من المدفئه وهويمسك بيده قدحاً متواضعاً يرشف منه سائلاً أسود قيل أنه قهوه ولاكن لهب الناروحرارتها جعلته يشعر كأنه في جنة الخلد حتى نسي الطعام الرديء الذي أكله والقهوهالقذرة التي كان يشربها
وطرقت الخادمه الباب ودخلت وهي تقول رجل من ورشةالإصلاح يريد مقابلتك ياسيدي
دعيه يدخل
دخل شاب عليه مسحة من الوسام هوالبساطه وقال لقد فحصت العربه وعرفت الخلل الذي بها وسوف يستغرق إصلاحه نحو ساعه
ماهو ذالك الخلل؟
راح الشاب يتكلم عن أشياء فنيه لاتهم بوارو كثيراً وأخذهذا يهز رأسه كأنه منتبه لمايقوله الشاب بينما هو في الحقيقه غبر ملم بكلامه وأخذتعيناه تضيقان قليلاً ثم قال :لقد فهمت نعم فهمت لأن سائق سيارتي أنبأني بكل ما قلت
فرأى حمرة الخجل تعلو وجه الشاب الذي تناول القبعه بيده في شيء من الإضطرابوسمعه بوار ويقول :نعم سيدي أنا أعرف
فأجاب بوارو :أستحسنت ن تحضر بنفسكلتخبرني بالمطلوب
نعم سيدي لقد فضلت أن أحضر بنفسي
فقال بوارو:أشكر لكعنايتك الزائده
كانت هذه الكلمات تحمل معنى الإذن لشاب بلإنصراف ولا كنه لبثواقفاً في مكانه أمسك بقبعته وتنحنح ثم قال بنبرات
يضهر فيها الإرتباك:أستميحك عذراً ياسيدي ألست أنت السيد بوارو الشرطي السري الخاص المعروف؟
نعم أنا بوارو
احمر وجه الشاب وقال:لقد قرأت عنك مرة في الجرائد
نعم
فتغير وجه الشابوانتبه بوارو فقال له :نعم ولاكن لماذا تسألني ؟
أخشى أن تضن أن اضطرابي إنما هونتيجة خوف ولاكن الحقيقه أن حضورك الفجائي إلى هنا وما سبقه من ذيوع لشهرتك فيتحقيق الجنايات وقرائتي شيئاً عنها في الجرائد كل هذا جعلني ارغب في سؤالك أمراً هلثمة مانع؟
فهز بوارو رأسه وأجاب :هل تريد مني أن أساعدك في شيء ما ؟
فقالالشاب متردداً :نعم نعم سيدة شابة أرجو البحث عنها ؟
البحث عنها؟هلأختفت؟
نعم ياسيدي لقد أختفت
اعتدل بوارو على كرسيه وقال بحدة:يمكنني أن أساعدك ولكني أفضل أن تذهب إلى
رجالالشرطه لأن وسائلهم أكثر يسراً
-لايمكنني أن أفعل ذالك ياسيدي لأن المسألة لهاطابع خاص
حملق فيه بوارو وأشار له بالجلوس وقال:حسناً ما اسمك إذن؟
تيدليمسون ياسيدي
اجلس ياتيد وأخبرني بكل شيء
شكره الشاب وجلس على حافة المقعدفقال له بوارو بهدوء: أخبرني
تنهد الشاب بعمق وقال:لم أرها غير مرة واحده ولمأعرف اسمها ولا حقيقتها
فقال بوارو:اسرد علي القصه من أولها لا تتعجل أخبرني بكلما حدث لك
حسناً سيدي لعلك تعرف نادي جرسلون الواقع على شاطيء النهر بالقرب منالقنطرة؟
لا أعرف شيئاً على الإطلاق
يملك هذا النادي السير جورج ساندرفليديقضي فيه عطلة الأسبوع في الصيف مع جمهرة
من الممثلات وبعض أصدقائه للهو وقداستدعيت في شهر يونيو الماضي لإصلاح خلل بالراديو
هز بوارو رأسه واستمر الشابيقول:ذهبت في الحال وكان صاحب القصر على شاطئ البحر مع
ضيوفه والطباخ قد خرجلبعض شؤونه فلم أجد سوى مساعده يعد المائده للغداء
وإحدى الوصيفات وأخذتنيالوصيفه إلى مكان الجهاز وجلست بجواري أثناء قيامي بإصلاحه
وتحدثنا بالطبع سوياًكان اسمها فاليتا حسب قولها وقالت إنها وصيفة لراقصه روسيه
كانت مع الضيوفحينذاك
ماهي جنسيتها ؟هل كانت إنجليزيه؟
كلا ياسيدي بل أظن أنها فرنسية ففينبرات صوتها عذوبة وظرف وهي تجيد الإنجليزيه
وتوطدت بيننا الصداقة فدعوتها لتذهبمعي إلى السينما ولاكنها اعتذرت إذ ربما تحتاج إليها سيدتها
ثم عادت وقبلت دعوتيبعد ان حددت الموعد المناسب لها كانت نزهة جميلة على شاطئ النهر
ثم صمت الشابقليلاً وارتسمت على شفتيه ابتسامة عذبة
وغامت في عينيه لمحة من الذكريات فقالبوارو بهدوء:هل كانت جميلة؟
لم أر في حياتي شيئاً أحب إلي قلبي منها إلى قلبي لنأنسى شعرها الذهبي
وهو يتماوج مع النسيم كأنه أجنحة ذهبية ولا ظرف حديثها وعذوبةصوتها
لقد أسرتني بجمالها وأصبحت لا أريد من هذا الوجود شيئاً سواها
فهز بوارو رأسه,واستمر الشاب يقول :لقد وعدتني بقضاء لحظة ممتعة أخرى عندما
تحضر مع سيدتها في المرة القادمة بعد أسبوعين ,ولكنها لم تحضر إلى مكانناالموعود
وانتظرتها طويلاً بغير جدوى ,وعندما يئست تجرأت وذهبت إلى النادي وسألتعنها, فقيل لي إن الراقصة الروسية قد حضرت ومعها خادمتها وبعد قليل جاءتني خادةدميمة الخلق بدينة الجسم وقالت إن أسمها ماري أما الوصيفه السابقه
فقد طردت .وكدت أصعق وأسقط في يدي , فماتت الكلمات على شفتي وعدت أدراجي
ولاكني تشجعتوعدت ثانية أسأل ماري عن عنوان نيتا ووعدتها بمكافأه سخيه, فعادت بعد قليل تخبرنيأنها في شمال لندن,فأرسلت إليها خطاباًرده إلي مكتب البريد بعد بضعة أيام
ثمأردفته بأخر فكان حضة مثل حض الأول .
ثم صمت لحظة ونظر إلى بوارو بعينيهالغائرتين وقال:أظن أنه يتبين لك مما ذكرت أن مسألتي لا تصلح للعرض على
الشرطة, وأنا مستعد أن أدفع لك عشر جنيهات إذا استطعت الحصول على فتاتي.
قال بوارو :لاضرورة لأن نتناول الناحية المالية الأن, ولاكن أريد أن أسألك سؤال واحداً:هل هذهالفتاة المدعوة نينا تعرف اسمك وعملك؟
-نعم ياسيدي
-هل في إمكانها الاتصال بكإذا أرادت؟
-نعم
-هل تظن أنها ربما..
فقاطعه تيد قائلاً:أظنك تعني ياسيديأنها لاتحبني كما أحببتها ؟ربما.فقد فكرت في هذا طويلاًوأنا واثق أنها كانت تميل لي .لابد أن يكون هناك شيء شغلها فقد كانت تعيش في بيئة سيئة ولعلها تورطت في بعضالمتاعب هل تفهم ما أعني؟
_لعلك تريد أن تقول إنها ستضع طفلاً عما قريب هل هومنك؟
-كلا ياسيدي ,فلم تكن بيننا علاقة أثمة.
نظرإليه بوارو طويلاً وقال:إذاكان ما تظنه حقيقة,فهل لا تزال راغباً في العثور عليها؟
احمر وجه تيد وقال :نعم,وأريد أن أتزوجهاإذا شاءت
ولا يعنيني ما تكابده الأن.أرجوك ياسيدي أنتجدها لي وحسب
فابتسم بوارو وقال لنفسه:شعر كأجنحة ذهبية ...سيكون الكشف عن هذهالمسألة من المعجزات

الفصل لثاني:
نظر بوارو في ورقة مكتوب فيها عنوانالأنسة نيتا فاليتا
((17وينفرولين,رقم15))وهولا يدري إذا كان العنوان الذي قدمهإليه تيد سيهديه إلى ضالته. ذهب إلى المنزل رقم15
المذكور ففتحت له الباب امرأةبدينة فسألها:الأنسة فاليتا؟
-لقد تركت هذه الدار منذ عهد طويل
فتقدم بواروخطوة إلى داخل المنزل وقال :هل يمكنك أن تعطيني عنوانها؟
-لا,فهي لم تتركهلنا
-متى رحلت عن هذه الدار ؟
-في الصيف الماضي.
-هل يمكنك أن تخبرينيبالتحديد؟
وهنا سمع رنين نقود في يد بوارو ,فسال لعاب المرأة واختفى عبوسها ثمقالت:أوأكد لك ياسيدي أنني أريد مساعدتك . ربما كان ذالك في شهر أغسطس . أعتقد أنهقبل هذا التاريخ ,نعم في شهر يوليو ,فقد رحلت مسرعة في الأسبوع الأول من يوليو,رحلتإلى إيطاليا على ما أظن.
-إذن هي إيطالية؟
-نعم ياسيدي
-وكانت في وقت ماوصيفة لراقصة روسية؟
-هذا صحيح.إنها مدام ساموشينكا , وكانت ترقص في ملهىتيسبيان , وقد غزت قلوب رواد الملهى.
فقال بوارو:هل تعرفين لماذا تركتها الأنسةفاليتا ؟
فترددت المرأة قليلاًثم قالت:لا أعرف ,لعلها قد طردت ربما حدث بينهاوبين سيدتها شيء لم تفصح فاليتا عنه.
ولاكنها كانت شديدة الغضب ولعلها لم تدعالأمور تمضي بسلام, فهي بطبيعتها الإيطالية الحادة وعينيها السوداون لا تحجمإذاغضبت من أن تطعن خصمها بسكين, ولهذا لم أكن أعارضها عندما تثور
-هل تجزمينبأنك لا تعرفين عنوانها الحالي ؟
ورنت النقود في يده ثانية,فتشجعت وردت:أشعربرغبة في مساعدتك ,ولاكنها رحلت على جناح السرعة .وهناك قال بوارا في نفسه:نعمهناك
الفصل الثالث:
كان امبروز فاندل منهمكاً في عمل التصميمات اللازمة لحفلةالرقص المقبلة عندما التفت إلى بوارو وقال له :ساندرفيلد؟
جورج ساندرفيلد,ذلكالثري المعروف .إنه رجل سيء السمعة وله علاقة مع الراقصة كاترينا ساموشينكا .هلرأيتها؟إنها فاتنة جداً
-هل توجد علاقة بين هذه الراقصة وساندرفيلد؟
-نعم فقداعتاد أن تقضي معه عطلة الأسبوع في قصره القائم على ضفة النهر حيث يقيم حفلاتضخمة
-هل يمكنك أن تعرفني بالأنسة ساموشينكا؟
-أنا أسف ,فقد رحلت إلى باريسفجأة إذأشيع عنهاأنعا جاسوسة روسية,ولكنني لم أصدق ذلك لأنها تبغضالشيوعيين
وتدعي أنها من اروس البيض وابنة أحد أمرائهم
الفصل الرابع

كان السير جورج ساندر فيلد قصير القامة غليظ العنق ,وقد قابلبوارو بشيء من الفتور
وسأله:ماذا يمكنني أن أفعل لك؟
نحن لم نلتق قبلالأن.
فأجابه بوراو:نعم نحن لم نلتق قبل الفعلاً
-إذن فماذاتريد؟
-المسألة بسيطة ,أريدالحصول على معلومات تاففهة جداً
ضحك السيرساندرفيلد على الرغم منه ورد:أتريد أن أفضي إليك بمعلومات تفيدك في شؤونكالمالية؟
ليست المسألة خاصة بالشؤون المالية ولكنها متعلقة بإمرأة
-امرأة
-أظنك كنت صديقاً للأنسة كاترينا ساموشينكا؟
ضحك السير ساندرفيلدوقال:نعم فتاة ساحرة ولكنها رحلت من لندن مع الأسف
لماذا رحلت؟
لا أدريويؤسفني إني لا أستطيع مساعدتك لا نقطاع الأسباب بيني وبينها
فقال بوارو :ولاكنأمر الأنسة ساموشينكا لا يعنيني
-من تريد إذن؟
-وصيفتها لعلك تذكرها
لاحعليه الضيق والحرج وأجاب:كيف أذكر ذلك ؟أنا أفهم أنها دائماً تحتفظ بإحدى الوصيفاتوكانت عندها وصيفة لا تعرف الصدق أبداً
فقال بوارو :يلوح لي أنك تعرف عنهاالكثير
-كلا وإنما هي ذكريا باهتة فأنا لا أتذكر اسمها
ربما كان ماري أو أياسم أخر ولهذا أجدني لا أستطيع مساعدتك في الوصول إليها.
قال بوارو بهدوء: لقدحصلت على اسم الوصيفة من ملهى تيسبيان وهو ماري هيلين غير أنني أتحدث عن وصيفة مدامساموشينكا السابقة وهي نيتا فاليتا.
حملق السير ساندرفيلد وقال:لا أذكرها مطلقاًولكن ماري هي الوصيفة التي أذكرها دكناء اللون عمشاء العينين.
فقال بوارو :الفتاة التي أعنيها كانت في قصرك المسمى جرسلون في يونيو الماضي.
-حسناً كل ماأستطيع أن أذكره لك هو أنني لا أتذكر هذه الوصيفة ولا تصدق أنها كانت تصحب معهاوصيفة لعلك مخطىء ياعزيزي
فهز بوارو رأسة لأنيظن أنه لم يكن مخطئاً
الفصل الخامس
ألقت ماري هيلين على بوارو نظرةهادئة ثم كر بصرها إليه بلمحة سريعة فقالت :أذكر تماماً أنني أشتغلت عند مدامساموشينكا
في الأسبوع الأخير من شهر يونيو لأن وصيفتها السابقة قد رحلت فجأة
-ألم تسمعي عن سبب رحيلها الفجائي؟
كل ما أعرفه أنها رحلت فجأه ربما كان ذلكبسبب المرض أو أي سبب أخر لا أعلمه لأن السيدة لم تذكر عنها شيئاً
-هل كنتتستريحين لخدمة مدام ساموشينكا؟
هزت الفتاة كتفيها وأجابت :لقد كانت غريبةالأطوار تبكي وتضحك في أن ثم تبتهج وتبتئس في أن أخر لا يمكن معرفة طباعها إنهاكمعظم الراقصات هكذا خلقن
سألها بوارو:وما رأيك في السير جورجسانرفيلد؟
فغامت في عينيها سحابة حزن وأسى وقالت:لعلك تريد أن تعرف شيئاًعنه؟يمكنني أن أخبرك عنه أموراً غريبة
فقاطعها بوارو قائلاً:ليسضرورياً
فنظرت إليه فاغرة الفم يتطاير من عينيها شررالغضب الممزوجباليأس
الفصل السادس
إنني أقول عنك دائماً أنك لا تجهل شيئاً أليكس بافلوفيتش.
قال بوارو هذه العبارة للكونت بافلوفيتش صاحب مطعم ساموفار بباريس يتملقهويسترضيه لأن البحث عن ضالته المنشودة كان يتطلب منه سفراً طويلاً
وجهوداً شاقاًمضنياً , ولاكن بابلو فيتش يمكن أن يوفر عليه ذلك لأنه يزعم أنه لا تفوته شاردة ولاواردة في دنيا الفنانات والراقصات
فهز الرجل رأسه وقال:نعم ياصديقي ,أنا أعرف كلشيء حقيقة .أنت تسألني أين ذهبت الحسناء ساموشينكا الراقصة الفاتنة التي تأسر قلوبالرجال ؟لقد تفوقت على قريناتها في العالم كله ثم اختفت فجأة وسوف ينساهاالناس.
فسأله بوارو :أين هي الأن؟
-في سويسرا .لقد ذهبت إلى هناك للاستشفاءمن داء ذات الرئة الذي أضعف جسمها وأذوى عودها حتى أصبحت كالأموات.
تنحنح بوارووسأله:ألم تعرف وصيفتها المدعوة نيتا فاليتها؟
فاليتا؟نعم ,أذكر أنني رئيتها ذاتمرة حينما كنت أودع ساموشينكا عند سفرها إلى لندن إنها إيطالية من بلدة بيزا أليسكذلك؟
فتمتم بوارو لنفسه:إذن يجب أن أرحل إلى بيزا
الفصل السابع
وقف بوارو في مقبرة كاميو سانتو ساكناً خاشعاً ففي أحد قبورها ترقدضالته المنشودة .تلك الفتاة المرحة التي خلبت لب ذلك الشاب الإنجليزيالساذج
هكذا ختمت قصتها الدامية, وستبقى صورتها حيه في خيال ذلك الشاب المسكين
الذي لم ينعم بقربها سوى لحضة يسيرة في إحدى أمسيات شهر يونيو الماضي
وهزبوارو رأسه في أسف عميق, وتوجه بالحديث إلى عائلتها الحزينة,فتحدث مع والديهاالريفيين اللذين هدهما الحزن
وشقيقتها التي أحالها الوجد والأسى هيكلاً أدمياً .قالت أمها الثكلى :لقد خطفها الموت ياسيدي كانت بيانكا تشكو من الزائدة الدودية , وقد رأها الطبيب أخيراً فصمم على نقلها إلى المستشفى فوراً لإجراء جراحة سريعةلإزالة الزائدة الدودية
وكأنما كان شبح الموت يتربص لها هناك ,ففاضت روحها أثناءالعملية وهي في غيبوبة من تأثير البنج
وتمتم بوارو لنفسة:كانت نيتا دائماً ماهرةذكية ومن المحزن أن تموت في هذه السن المبكرة وستكون الرسالة التي سأحملها إلىحبيبها المسكين((إنها لم تعد لك فقد ماتت))
الفصل الثامن
أرخى الظلام سدولهولم تعدلزهور الربيع نضرتها وبهجتها ولكن الربيع(وهو موسم الحياة وعيد الشباب)له فيالنفوس دفعة وفي الأبدان حركة فهل يقنع بوارو بهذه النتيجة ؟لا يزال الشك يداعبخياله فتنهد طويلاً واستقر رأيه -في النهاية -على السفر إلى جبال الألب السويسريةليحسم هذه الشكوك.
هو الأن عند نهاية الدنيا حيث يغطي ركام الجليد كل شييء وهذهالأكواخ المبعثرة هنا وهناك وتحوي هياكل أدمية تصارع الموت .
وصل أخيراً إلى كوخكاترينا ساموشينكا ,فرأها ممددة في فراشها غائرة العينين والخدين وقد أخرجت من تحتغطائها ذراعين هزيلين لقد أثار هذا المنظر شجونه لقد نسي أسمها ولكنه لم ينسرقصاتها الفتية الرائعة
تذكر ميشيل نهوفجين في رقصة الصياد يداور طريدته حيناًويطاردها أحياناً في تلك الغابة السحرية التي أخرجتها عبقرية أمبروز فاندلللمشاهدين كغابة حقيقية على خشبة المسرح
وتذكر الطريدة ..ذلك الغزال بقرنيهالذهبيتين وقدميه البرونزيتين يهرب من قناصه في خفة ورشاقة .تذكر ذلك الغزال حينصرعه القناص فسالت دماؤه ,وتذكر ميشيل نوفجين وهو يقف نادماً أمام غزاله الجريحفيأخذه من بين يديه كالواله المشدوه...
ونظرت ساموشينكا وهي في فراشها إلى بواروثم قالت:
لم أرك قبل الأن ماذا تريد مني؟
فانحنى بوارو قليلاً وقال:أشكر لكياسيدتي أولاً فنك الرفيع الذي أتاح لي رؤيتك في إحدى الليالي
فابتسمت ابتسامةضعيفة, وقال بوارو :جئت هنا لأبحث عن نيتا وصيفتك القديمة
فاتسعت حدقتا هاوسألته في دهشة :ماذا تعرف عن نيتا؟
-سأخبر يا سيدتي
وروى لها قصةالميكانيكي تيد من أولها إلى أخرها وهي تصغي إليه بانتباه,وحين انتهى قالت:إنهامأساة مأساة مؤثرة حقاً
فهز بوارو رأسه وقال :نعم إنها مأساة . ماذا تعلمين عنهذه الفتاة ياسيدتي؟
قالت ساموشينكا وفي نبراتها حزن ظاهر:كانت عندي وصيفة تدعىجانيتا ,مرحة الطبع طيبة القلب ,فحدث لها ما يحدث لأمثالها الغريرات فاغتالها الموتوهي صغيرة.
فأثارت هذه العبارة فضوله وسألها :هل ماتت؟
-نعم ماتت
وبعدلجظة سألها ثانية :ولكن هناك شيئاً واحداً غاب علي فهمه, وهو أنني حينما سألت السيرجورج ساندرفليد عن فتاتك بدا عليه الاضطراب لماذا؟
فظهرت على وجه الراقصة علاماتالامتعاض وقالت:ربما يكون قد اعتقد أنك تعني ماري التي خلفت جانيتا ,وقد حاولت تلكالفتاة ابتزازه لأمور لاحظتها عليه,فقد كان من عادتها التجسس على أخبار الناسوقراءة رسائلهم
وبعد أن صمت بوارو لحظة سألها :إذن فقد كانت فاليتا تحمل اسماًأخر وهو جانيتا؟ وهي أيضاً قد ماتت في بيزا على إثر عملية استئصال الزائدةالدودية
فقالت الراقصة بعد شيء من التردد :نعم هذه الحقيقة
فقال بوارو:ولاكنأهلها يذكرونها باسم بيانكا
فهزت ساموشينكا كتفيها وأجابت :بيانكا جانيتا ...هذه مسألة لا تهمني ولكني أظن أنها أستظرفت الاسم فأطلقته على نفسها
-أنتتظنين ذلك ولكنني أظن أن في المسألة سرأ؟
ماهو؟
انحنى بوارو وقال : الفتاةالتي وصفها لي تيد كانت ذات شعر كالأجنحة الذهبية
ثم دنا من ساموشينكا ولمسشعرها بيديه وتابع كلامه:
أجنحة ذهبية أوقرون من ذهب ... أجنحة كتلك التي كنتتبدين فيها ملاكاً أو شيطاناً , والقرون كتلك القرون الذهبية
كقرون ذلك الغزالالجريح
سألت كاترينا بصوت يائس حزين:الغزال الجريح؟
فرد بوارو :لا يزال وصفتيد ليمسون يلقي في روعي حيرة بالغة هذه الحيرة مصدرها أنت...أنت حينما كنت ترقصينبقدميك البرونزيتين في الغابة هل أخبرك بما يساورني يا أنستي؟
أظنك أمضيتأسبوعاً من غير أن تكون في خدمتك وصيفتك وفي خلال هذا الأسبوع سافرت إلى جرسلون لأنبيانكا فاليتا كانت قد تركتك وعادت إلى إيطاليا حيث ماتت في مقتبل العمر
إثرعملية جراحية . وكنت لم تحصلي على وصيفة جديدة وقد شعرت في ذلك اليوم بأعراض المرضفلم ترافقي الضيوف إلى شاطيء النهر بل بقيت وحيدة في المنزل وسمعت الجرس يرن وذهبتلتنظري من القادم .هل أخبرك من كان ذلك القادم؟
كان شاباً في برائة الأطفالوجمال أبطال الأساطير ,فانتحلت أمامه لا أسم فاليتا ...بل أسم نيتا فاليتا ثم عشتوإياه بضع ساعات في الفردوس...
وهنا ساد بينهما سكون عميق , أجابت بعده كاترينابصوت أجش:لعلك على حق , ومصداقاً لقصدك فإن نيتا ستموت أيضاً في مقتبلالعمر.
فقال بوارو وهو يضرب المنضدة بيده:كلا لن تموتي يجب أن تكافحي من أجلالحياة الجميلة
فهزت رأسها في يأس وحزن ثم أجابت :ولاكن أي حياةتنتظرني؟
-ليست حياة المسرح ولكنها حياة أخرى.تعالي معي يا أنستي , وأرجو أنتصدقيني القول :هل كان أبوك أميراً أو دوقاً أو جنرالاً عظيماً؟
فضحكت وأجابت :بل كان سائق شاحنة في لينغراد
-حسناً ولماذا لا تكونين زوجة لذلك الميكانيكيالقروي وتنجبين منه أطفالاً حساناً؟
فامسكت كاترينا أنفاسها ثم أجابت :إنهالفكرة خيالية
فقال بوارو :وأنا أظن أنها ستتحقق




النهاية
آسفة على الأخطاء في الكلمات لأنني لم أستطع أن أصححها
أرجو الردود




:D Lara77 :D

Lara77
24-02-2007, 07:14 PM
أنا زعلت خلاص !!
على الأقلية عطوا رأيكم
رد بلللييييييييييييز

Lara77

shiney star
07-08-2007, 10:00 PM
قصة حزينة خالص انا كنت حعيط:boggled:

رابعة العدوية
08-08-2007, 11:35 PM
:أفكر:عذرا جدا ..
انا اسفة , اليومين هدول جدا مضغوط تواجدي هنا , عموما انا قراتها لكن انتي متأكدة انها لدويل مش اجاثا كريستي , لان بوارو اسم بطلها ؟؟!!
:Dبعدين اطلب اذنك لنقلها الى قسم المنقولة وادراجها بموضوع القصص العالمية موافقة ؟
دمتِ