عصام طنطاوي
01-03-2007, 03:35 AM
عندما رددتها أكثر من مرة .. أعجبني إيقاعها ، كذب .. كذب ، وشعرت أنها كلمة مهمة وخطيرة فالإنسان الكاذب هو إنسان كاذب ! و لا مجال لتفسيرها بأكثر من هذا .. وهي ليست الرياء مع أنها تمت لها بصلة قربى ..
لماذا يكذب الناس ؟
يكذب الطفل لأنه يخاف من أهله أو لأنه ارتكب إثماً فظيعاً فيقول لهم بأن الدينار الذي اختفى أخذه الشيطان و ليس هو.. مثلاً ..
ويكذب الموظف على مديره لأنه تأخر عن الدوام لأن الباص الذي يقله من الزرقاء بنشر على الطريق وأن الدولاب الاحتياط كان مبنشراً أيضاً !! وليس لأنه الليلة الماضية كان متكدراً بعد خناقة حامية مع أم العيال كسّرَ أثنائها عدداً من آنية المطبخ و مرطبان المكدوس لأسباب لها علاقة بالفلوس التي لم يستطع تأمينها لتبديل " الرسيفر الأنالوغ " بآخر " ديجتال " !
و أن الأمر قد سوّي قليلاً في الفجر بعد تدخل الأقارب والجيران و هذه أمور عائلية يصعب شرحها لحضرة المدير العام .
( هذه نكتة أحبها : اثنان من المدراء ذهبا إلى البحر .. مدير عام و مدير غرق )
و يكذب الرجل على زوجته عندما ترى أثر عضة على صدره فيقول لها بتأفف : .. إنه صديقي فلان .. دمه ثقيل و يمزح معي بهذه الطريقة ! أي يعضه ، فتقف المرأة واجمة .. لأن هذا التفسير مشين و أسوأ بكثير من أن تعضه إمرأة !
ويكذب الجبان الذي هرب من المعركة على رفاقه في جلسةٍ مخمورة .. كيف أنه كان بطلاً في المواجهة وكيف قاوم بعد ذلك قسوة التحقيق .. و أن كل ما في الأمر أن إمكانياته البسيطة لم تسعفه لتحقيق لمثل هذه البطولة .. طبعاً سنتجاوز - هنا – أنه تبول رعباً في بنطاله ثم وشى بكل رفاقه !
ويكذب عليك الأصدقاء الذين عرفتهم في سابق عهدك الميمون بالحديث عن أهمية الصداقة التي تعادل أهمية اللبن في المنسف .. ثم ترى أنهم إنفضوا عنك بعد أول أو ثاني طيحة !
ويكذب بعض كتاب أعمدة المدائح على الحكام و الشعوب .. و مثلهم بعض الشعراء بالقصائد الملوثة بالإستجداء ..
و يكذبون علينا بإعادة إنتاج التاريخ على نحو مغاير في مسلسلات تلفزيونية طويلة مملة ، ملآى بأقمشة ملونة و ممثلون متشنجون يجحظون بالكاميرا طوال الوقت .. تراث مجيد لانعرف عنه الكثير ، و لكنه يريحنا على هذا النحو و يسهم في تفخيم الأنا الجمعيّة لأمة مهزومة لا تجد ذاتها إلا في الكتب الصفراء ومثل هذه المسلسلات ..
وتكذب علينا أمريكا - أقوى دولة كاذبة في العالم – و الأنظمة و " سوزي " و "عبد الفتاح " حتى " محسن " بدأت أشك أنه يكذب .. يا للهول .. حتى أنت يا محسن ؟!
إذن لا بد من إعادة الإعتبار للكذب والتعامل معه بنوع من الواقعية إن لم نقل التفهم العميق ..هكذا يتحدث بعض الساسة .. الكل يكذب .. لحظة .. إذا إحتج أحدهم بالقول ( أنا لا أسمح لك بإتهامي شخصياً بالكذب ) فسأقول له : ( عفواً.. أنت بالذات مستثنى .. لم أكن أقصدك تحديداً ..) الكذب ضرورة نفسية اجتماعية ثقافية سياسية .. من منا لم يكذب في حياته ؟
إجمع عشرة إجابات صادقة وشارك بالسحب الكبير .. الموعد : الأول من نيسان القادم .
لماذا يكذب الناس ؟
يكذب الطفل لأنه يخاف من أهله أو لأنه ارتكب إثماً فظيعاً فيقول لهم بأن الدينار الذي اختفى أخذه الشيطان و ليس هو.. مثلاً ..
ويكذب الموظف على مديره لأنه تأخر عن الدوام لأن الباص الذي يقله من الزرقاء بنشر على الطريق وأن الدولاب الاحتياط كان مبنشراً أيضاً !! وليس لأنه الليلة الماضية كان متكدراً بعد خناقة حامية مع أم العيال كسّرَ أثنائها عدداً من آنية المطبخ و مرطبان المكدوس لأسباب لها علاقة بالفلوس التي لم يستطع تأمينها لتبديل " الرسيفر الأنالوغ " بآخر " ديجتال " !
و أن الأمر قد سوّي قليلاً في الفجر بعد تدخل الأقارب والجيران و هذه أمور عائلية يصعب شرحها لحضرة المدير العام .
( هذه نكتة أحبها : اثنان من المدراء ذهبا إلى البحر .. مدير عام و مدير غرق )
و يكذب الرجل على زوجته عندما ترى أثر عضة على صدره فيقول لها بتأفف : .. إنه صديقي فلان .. دمه ثقيل و يمزح معي بهذه الطريقة ! أي يعضه ، فتقف المرأة واجمة .. لأن هذا التفسير مشين و أسوأ بكثير من أن تعضه إمرأة !
ويكذب الجبان الذي هرب من المعركة على رفاقه في جلسةٍ مخمورة .. كيف أنه كان بطلاً في المواجهة وكيف قاوم بعد ذلك قسوة التحقيق .. و أن كل ما في الأمر أن إمكانياته البسيطة لم تسعفه لتحقيق لمثل هذه البطولة .. طبعاً سنتجاوز - هنا – أنه تبول رعباً في بنطاله ثم وشى بكل رفاقه !
ويكذب عليك الأصدقاء الذين عرفتهم في سابق عهدك الميمون بالحديث عن أهمية الصداقة التي تعادل أهمية اللبن في المنسف .. ثم ترى أنهم إنفضوا عنك بعد أول أو ثاني طيحة !
ويكذب بعض كتاب أعمدة المدائح على الحكام و الشعوب .. و مثلهم بعض الشعراء بالقصائد الملوثة بالإستجداء ..
و يكذبون علينا بإعادة إنتاج التاريخ على نحو مغاير في مسلسلات تلفزيونية طويلة مملة ، ملآى بأقمشة ملونة و ممثلون متشنجون يجحظون بالكاميرا طوال الوقت .. تراث مجيد لانعرف عنه الكثير ، و لكنه يريحنا على هذا النحو و يسهم في تفخيم الأنا الجمعيّة لأمة مهزومة لا تجد ذاتها إلا في الكتب الصفراء ومثل هذه المسلسلات ..
وتكذب علينا أمريكا - أقوى دولة كاذبة في العالم – و الأنظمة و " سوزي " و "عبد الفتاح " حتى " محسن " بدأت أشك أنه يكذب .. يا للهول .. حتى أنت يا محسن ؟!
إذن لا بد من إعادة الإعتبار للكذب والتعامل معه بنوع من الواقعية إن لم نقل التفهم العميق ..هكذا يتحدث بعض الساسة .. الكل يكذب .. لحظة .. إذا إحتج أحدهم بالقول ( أنا لا أسمح لك بإتهامي شخصياً بالكذب ) فسأقول له : ( عفواً.. أنت بالذات مستثنى .. لم أكن أقصدك تحديداً ..) الكذب ضرورة نفسية اجتماعية ثقافية سياسية .. من منا لم يكذب في حياته ؟
إجمع عشرة إجابات صادقة وشارك بالسحب الكبير .. الموعد : الأول من نيسان القادم .