صلاة استسقاء في .... الراشد

[النايم]

الصورة الأولى ...
الزمان : يوم الخميس 14 / 9 / 1422 - الساعة السادسة والثلث صباحا ..

المكان : مصلى العيد .. في مدينة الخبر

الوصف : مجموعة من الرجال لا تتجاوز 300 رجل يشكلون ثلاثة صفوف للصلاة .. وفي مكان بعيد نهاية المصلى نسوة لا يتجاوز عددهن عدد أصابع اليدين .. ينتظرون خروج الإمام ليصلي بهم صلاة الاستسقاء وقد تأخر نزول المطر وأجدبت الأرض .. واحتاج الناس للغيث ..

خرج الإمام .. وصلى بالناس ركعتي الاستسقاء .. صعد المنبر .. أثنى على الله بما هو أهله .. تعرض لأسباب تأخر الغيث .. الذنوب والمعاصي وانتشار الفساد كانت أهم عناصر الخطبة .. أدركته العبرة وهو يحكي واقع الأمة .. وحجم الفساد المنتشر على كل الأصعدة .. أكثر من الاستغفار .. ألح في الدعاء على الله .. ولكن !! ولكن !! لم يستجب الله لنا لحكمة يعلمها هو سبحانه !!!

---------------------

الصورة الثانية ..

الزمان : يوم الخميس 14 / 9 / 1422 هـ .. الساعة الثانية عشرة من منتصف اللليل ..

المكان : الطريق المحاذي لمجمع الراشد التجاري بمدينة الخبر

الوصف : آلاف السيارات التي تملأ المواقف .. والشوارع المحيطة بالمجمع .. مئات الرجال والنساء والأطفال يسيرون هنا وهناك .. الآلاف يتسوقون أو يقومون بأعمال أخرى لا تخفى داخل أسوار المجمع .. أصوات الموسيقى والغناء الصاخب ترتفع من مسجلات السيارات الفارهة .. أنواع التحرشات والألفاظ البذيئة تلقى على مسامع النساء من قبل الشباب ( سمعت ورأيت بنفسي وما لم أر فالله أعلم به ) ... معارض متنقلة للأزياء .. عباءات مخصرة ومشققة وشفافة !! تصف كل مفاتن جسد المرأة .. مشيات متكسرة تفيض أنوثة ورقة .. نظرات فاتنة تغري السفهاء .. بل والعقلاء .. فتيات مع السائق .. وقد أحاطت بهم سيارات الشباب من كل جانب !! ويبدو أن الفتيات يشعرن بنشوة الإعجاب .. أطفال قد لبسوا ملابس غربية صارخة التغريب .. أكاد أقول .. اختلاط صريح بين الجنسين بكل ما تحمل الكلمة من معنى .. وأتمنى أن لا يجادلني في هذه النقطة بالذات مجادل .. لأنني أكاد ابلغ حد الغثيان من هذه العقول المريضة المجادلة .. !! المعذرة .. أعود لإكمال الوصف .. خلوات محرمة .. نظرات مريبة .. أرقام هاتفية .. زنا العين واللسان واليد .. إغرء وتبذل .. جرأة ووقاحة .. غناء وطرب .. كل هذا .. كل هذا في ليلة من ليالي رمضاااان !!!!
يالله كم ظلمو لياليك أيها الشهر الفضيل .. يالله كم نعرض أنفسنا لسخط الجبار جل جلاله .. يالله كم نرد بمجتماعتنا في مهاوي الردى .. ومواطن التهلكة .. ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها .. فحق عليها القول فدمرناها تدميرا )
غفرانك ربنا ما أحلمك .. اللهم لا تؤاخذنا بما يفعل السفهاء منا .. اللهم لا تؤاخذنا بما يفعل السفهاء منا .. اللهم لا تؤخذنا بما يفعل السفهاء منا ..

إن هي إلا نفثة مصدور .. وحرقة ملتاع .. وما في النفس أعظم .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم !!



--------------------------

منقول