عـــرعـــر ... ملحمة نصف قرن مـــــــــن الحضـــارة

[wiliam]

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اخواني انا شاب من مدينه عرعر
عمري 18 سنه وبحايتي ما سمعت هالمعلومات هذي كلها عن مدينتي اللي انا عايش فيها
فأعجبني الموضوع بصراحه وحبيت اني افيد فيه غيري فمثل هالمعلومات حرام تروح كذا
وماحد يقراها عمواماً الموضوع منقول من مجلة اليمامه العدد 1852 - 16/04/2005
وهذا الرابط الأصلي
http://www.yamamahmag.com/1852/12.html
بداية الموضوع :


"عـــرعـــر
ملحمة نصف قرن مـــــــــن الحضـــارة
أثار ذاكرتي عن مدينة عرعر وكيف بدأت خبر ورد في معظم الصحف يقول: "تم إغلاق مساهمة مخطط "عرعر هيلز" الذي طرحته شركة عقارية بمدينة عرعر بعد أن غطى المستثمرون والمساهمون الأسهم المطروحة للاكتتاب بالمخطط وسيتم توزيع شهادات الأسهم بعد شهر من الإغلاق". تقع مدينة عرعر عند ملتقى وادي بدنة ووادي عرعر وهي آخر حدود نجد والمملكة والجزيرة العربية من الجهة الشمالية الشرقية وجميع أوديتها تصب في العراق وأقرب المدن إليها الجوف جنوب غرب وكربلاء في العراق شرقاً.
عند بدء إنشاء خط الأنابيب (عام 1948م) لم يكن هناك أي تجمع سكاني أو حضري أو زراعي في عرعر ولم يكن هناك أيضاً أي أثر لشجر أو ماء ولم يكن هناك بيت واحد سواءً من الطين أو الحجر. وكانت تعتبر منطقة رعي ومنطقة مرور للقوافل المتجهة من دومة الجندل (الجوف) إلى الكوفة والنجف وبغداد قديماً.


المهندس عبدالله اباالخيل


وذكر الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري، عافاه الله، في كتابة الجوف وادي النفاخ "........وقد عثر على فؤوس حجرية في وادي عرعر ترجع إلى العصر الأشولي الذي يمتد منذ خمسمائة ألف سنة إلى ما قبل ستين ألف سنة تقريباً....... وأنه قد لوحظ بعض المؤشرات التي تدل على الاستيطان البشري في وادي عرعر خلال العصر الحجري المتأخر..... وأن الدكتور محمود الغول كشف في عام 1387هـ (1967م) عن معالم قديمة على بعد 20كيلومتراً من مدينة عرعر (بدنة)".
وقال المؤرخون إن الآشوريين والغساسنة قد مروا على هذه المنطقة حينما اتجهوا إلى دومة الجندل وأن قبائلها كانت قبل الإسلام نصرانية.
وكان هناك عدد من الحفر يقال إنها فوهات آبار محفورة قديماً في الصخر تمتلئ بالمياه عند جريان وادي عرعر ويتم تمويهها ويستخدمها من يعرفها من البادية. وقد روى أحدهم أنه شاهد إحداها في طرف الوادي شرق مدينة عرعر إلا أنها دفنت فيما بعد بفعل عوامل التعرية والإنسان.
وقال الشعراء قديماً في عرعر:
قال المسيب بن علس:
هو القيل يمشي آخذاً بطن عرعـر
بتجافه كأنـه فـى سروال
وقال أمروء القيس:
سمالك شوق بعدما كان أقصرا
وحلت سليمى بطن قور فعرعرا
وقال مقاس بن بكر العائذي:
تمنيت بكرا بالعراق مقيمـة
وأنى لنا بكـر بأكناف عرعـر
وكانت أبقار الوحشي الإفريقية والغزلان والوعول والمها والنعام والفهود تشاهد في أحيان كثيرة في المنطقة الشمالية في القرن الماضي إلى أن تم فتح قناة السويس فانقطعت هجرة الحيوانات من إفريقيا لشمال الجزيرة العربية. وكذلك تعتبر من أهم المناطق التي تشتهر بالطيور والصقور حيث تعتبر الخط الأول لعبور الطيور والصقور المهاجرة بأنواعها والآتية من البلدان الباردة ويتم صيد العديد منها. وعندما شيّد الطريق الموازي لخط الأنابيب وبظهور الأسلحة النارية والسيارات ازدهرت للأسف هواية الصيد العشوائي حتى انقرضت معظم الحيوانات البرية أو كادت حتى أن النشامي من الصيادين كانت تصطاد ببنادقها السريعة الغزلان والأرانب البرية التي تستريح بظل خط الأنابيب مع ما فيه من خطر على الأنبوب.
ويعتقد أن الخيول العربية عاشت في هذه المنطقة قبل أكثر من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد حيث كانت أرضاً خضراء.


عبور الطائرات


وتعتبر أيضاً من أهم المناطق لعبور الطائرات العملاقة من أوروبا إلى الشرق الأقصى حيث يقع بها فنار ألكتروني لإرشاد الطائرات العابرة وكان بها مطار اسمه مطار بدنة (المطار القديم) وكانت طائرات الداكوتا تقوم برحلات أسبوعية إلى جدة وعمّان وبيروت.
وهي كثيرة العجاج وقال الشاعر عبدالعزيز النجيدي:
عجاج عرعر يضرب مزامير
كأنه وشيش الداب تسمع وشيشه
حنا بعرعر راميتنا المقاديـر
نصبر على عجه ندور المعيشه
وجّوها معتدل معظم أيام السنة وقيظها حاراً وبردها قارس شتاءً تصل درجات الحرارة إلى سبعة تحت الصفر مع موجات صقيع من سهول سيبيريا يتساقط معها أحياناً الثلج والبرد ويزول في خلال ساعات قليلة وتهطل الأمطار سنوياً بموسمها وتحجب السحب الشمس عدة أيام مما يضفي أجواءً جميلة ومنظراً خلاباً. وفي الربيع تنبت فجأة بالصحراء بوديانها وتلالها ومنخفضاتها وبراريها الزهور الجميلة بألوانها المختلفة الأحمر الزاهي والأزرق البهيج والبنفسجي الجميل والأبيض الناصع والأصفر الفاقع وسبحان الله على ما خلق من جمال.
تنشأ المدن قديماً لأسباب عديدة على نهر أو ميناء أو على بحر أو أن تكون على طريق القوافل التجارية أو أن تربتها زراعية أو أن تكون لها مكانة دينية أو كونها موقعاً حصيناً أو لأسباب أخرى إلا أنه يجب أن يتوافر فيها مصدر الحياة الرئيسي وهو المياه المستديمة. أما مدينة عرعر فقد تم اختيار موقعها وإنشائها لسبب مختلف تماماً.


خط الأنابيب


تم تصميم خط الأنابيب عبر البلاد العربية (تابلاين) خلال الحرب العالمية الثانية وكان مخططاً له أن تكون المحطة النهائية على البحر الأبيض المتوسط هي ميناء حيفا فلسطين إلا أن قيام دولة إسرائيل عام 1948م عطل تنفيذ المشروع وعندئذ أمر الملك عبدالعزيز، رحمه الله، إما الغاء الخط كاملاً أو إيجاد مسار بديل وتم تحويل مساره إلى ميناء صيدا لبنان عبر الأردن وسوريا.
بدأ إنشاء خط الأنابيب في يناير 1948م وطوله تقريباً 1600كلم وتم توريد , 350000طن من الأنابيب وعمل به 16000عامل واستخدمت أكثر من 3000قطعة من الآليات ومعدات البناء. واكتمل بناؤه عندما تم لحام آخر أنبوبين أحدهما قادماً من الشرق والآخر من الغرب في سبتمبر 1950م وبتكلفة قدرها مائة وخمسون (150) مليون دولار وبعد شهرين بدأ الضخ من أبقيق وتم تحميـل النفط الخام من ميناء صيدا لبنان. وكان في حينـه سعر برميل البترول ببورصة نيويورك 3دولارات. والآن أقترب من 50دولاراً أو كاد.
كانت طاقة الخط عند بداية العمل فيه, 320000برميل يومياً أي مايعادل 70% من انتاج المملكة من النفط آنذاك إلا أنه تم رفع طاقته في الستينيات ليصل, 550000برميل يومياً (أنتاج المملكة الآن 11مليون برميل يومياً) وثم توقف الضخ نهائياً في أواخر السبعينيات لأسباب اقتصادية وسياسية.
تم اختيار موقع محطة بدنة (نسبة لوقوعها على وادي بدنة) من قبل شركة التابلاين الأمريكية لسبب هندسي هيدروليكى بحت، حيث إنها منطقة منخفضة في مسار خط الأنبوب ويتوجب وضع محطة لضخ النفط إلى طريف وبناء على ذلك تم اختيار موقع مدينة عرعر مجاورة لمحطة بدنة على بعد 4كيلومترات منها لتصبح المركز الإداري. وقد تم تسمية المنطقة الجديدة محافظة خط الأنابيب وتم تعيين الأمير محمد بن أحمد السديري، رحمه الله، أميراً عليها في عام 1949م وتـم فيما بعد تغيير اسمها إلى منطقة الحدود الشمالية وتم تعيين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود أميراً عليها في عام 1376هـ (1956م). وتم تخطيطها على الطريقة الأمريكية شارع عريض في وسط المدينة وشوارع فرعية متعامدة عليه وشيدت بيوتها من الطين وتم تشييد سدّ ترابي بارتفاع 4أمتار بين وادي عرعر والمدينة الجديدة لحمايتها من فيضان وادي عرعر وبدنة.
وبدأ يفد إليها الناس لتوافر الأعمال والتجارة والوظائف وجذبت الناس من كل صوب من داخل المملكة والبلدان العربية المجاورة فجاء إليها أهل نجد وخاصة حائل والقصيم والوجه والعراقيون من النجف والفلسطينيون والسوريون واليمنيون وكذلك استوطنت فيها البادية الموجودة في المنطقة ويذكر أن أغلبهم رعاة وحرفيون وقفاة أثر وبعضهم كانوا بياطرة وكانوا يركبون الحمير ويسكنون في بيوت شعر وخيام بسيطة ويعيشون على الرعي والصيد وهم مسالمين وخفيفي الظل ويتميزون بذكاء فطري حاد وكانت أجسامهم متناسقة وطوال القامة وبشرتهم فاتحة اللون ونساؤهم سافرات الوجه شأنهم شأن بادية الشمال في ذلك الوقت. وكنت ترى خليطاً غريباً من الناس فتعرفهم من سحناتهم ولهجاتهم وملابسهم.
وعادت إليها عائلات كثيرة من العقيلات التي كانت في فلسطين والأردن وسوريا والعراق وزاولوا أنشطتهم التجارية المختلفة والتحق أبناؤهم في شركة التابلاين والجيش والشرطة والوظائف الحكومية المدنية الأخرى.
كما انتقل إليها العديد من أبناء مدن وبادية الشمال وخاصة حائل والجوف والقريات والذين خدموا ضباطاً وجنوداً في الجيش العربي الأردني والذي كان يسمى جيش أبو حنيك (أطلقت البادية هذا الاسم على السير جلوب باشا الانجليزي قائد الجيش الأردني بعد إصابته في فكه في معركة بالعراق) والتحق معظمهم بالحرس الوطني.
وبدأت هجرة أهل البادية القريبة حيث تم حفر آبار المياه وتم وضع مكان مخصص لسقيا الناس والجمال ويسمى "القرو" عند مدخل المدينة. وعرعر هي المدينة الوحيدة في المملكة التي تم بناء مدرستها ومستشفاها وسكن العزاب وكبار الموظفين والدوائر الحكومية مثل المالية والجوازات والمحكمة والشرطة والسجن قبل أن يهاجر إليها الناس.
وكان تأثير شركة التابلاين وموظفيها السعوديين والأجانب على عرعر تأثيراً كبيراً. وقد بدأ العمل معها كبار المقاولين السعوديين أمثال سليمان العليان والقحطاني والخضري والسيف وغيرهم. إلا أن التاثير الإيجابي كان على سلوكيات العمال حيث إن السعوديين ومعظمهم من أبناء البادية كانوا هم اليد العاملة غير الماهرة ولم يكن هناك سعودي واحد في الإدارة المتوسطة والعليا سواء الإدارية أو الفنية وقد عمل الكل وبكل جد في المستشفى والصيانة وحفر الآبار ومحطات الضخ وقسم النقل وغسل الملابس والمطابخ والحراسة والنظافة وحتى (الكادي بوي) جامع كرات الغولف ولم يتأفف أو يتذمر أو يتأخر عن العمل أحد وفي خلال 15سنة وبسبب مقدرتهم ورغبتهم وتدريبهم الجيد على رأس العمل أصبحت معظم المناصب العليا يشغلها هؤلاء أبناء البادية العصاميين ومثال على ذلك لافي نايف (وهو من حايل) الذي بدأ عاملاً لتنظيف ماكينات الضخ ليصبح فيما بعد رئيس محطة الضخ وكان يتحدث اللغة الإنجليزية بلهجة أمريكية وبلكنة تكساس (مع أنه لم يزر أمريكا بتاتاً ولم يتخرج من مدرسة) ممزوجة بلهجة أهل حايل الجميلة.
وبدأ تكوين مجتمع جديد ويصف العلماء المجتمع حسب نشاط أفراده فهناك المجتمع الزراعي والمجتمع الصناعي والمجتمع الحضري والمجتمع البدوي وغير ذلك إلا أن مجتمعاً مثل مجتمع عرعر لم يكون موجوداً أصلاً كيف يوصف، مجتمع الاغتراب والأمل والاسترزاق إن جاز التعبير والكل كان غريباً وهاجر إليها طلباً للرزق تاركين أوطانهم وقراهم وأهلهم وأحباءهم.. والله لم يجمع الأرزاق في بلد واحد وإذا اغتنى الإنسان في الغربة أصبحت وطناً له. ولايخلو مجلس من مجالسهم من الحنين للأوطان والتغني بذكرى الأهل والإخوان والمنازل والديار التي سيعودون إليها يوماً ما ولكن ذلك اليوم لم يأت وأصبحت عرعر وطنهم وبقوا.
وكان هناك جزائري واحد فقط في مدينة عرعر اسمه أبو عاشور، رحمه الله، ولم يعرف من أين ولماذا جاء. وبدأ عمله معقباً لجوازات سائقي الشاحنات. وكانت وسيلة تنقله بين مركز الجوازات والمدينة فرساً وبعد أن ألغيت مراكز الجوازات على الطرق أسس مطعماً وتوفي ولم يرثه أحــــد وآلت أمواله لبيت المال.
كان لدى الملك عبدالله الأول ملك الأردن مرافقاً خاصاً رئيس ديوان العشائر اسمه مناور وهو من أهالي الجوف وعندما قتل الملك عبدالله في القدس وتولى الحكم الملك طلال وكان السير جلوب باشا (أبوحنيك) قائداً للجيش الأردني ولخلاف بينهم هرب مناور ولجأ لدى الأمير عبدالله ولى عهد الأسرة المالكة الهاشمية بالعراق ومكث هناك إلى أن قامت ثورة 1958م وخوفاً على حياته لجأ إلى عرعر وبقي فيها، وكان أنيق الملبس قليل الكلام ويحسن رواية قصص الأمراء والملوك والسلاطين وكان لاعباً للشطرنج من الطراز الأول.


معرض كبير


عندما بدأت مدينة عرعر بالتوسع أصبح من الصعب في شهر رمضان سماع المؤذن لإعلان موعد الإمساك والإفطار. وكانت العادة في معظم المدن استخدام المدفع وهي عادة تركية، إلا أن مدينة عرعر استخدمت ولأول مرة ماكان يسميه الناس "الصيتى الونان" وهو عبارة عن صفارة إنذار مميزة الصوت لإعلان موعد الإمساك والإفطار وفي المقابل كانت التكنولوجيا الوحيدة الموجودة هي شنطة الموريس أو ما يسمى البرقية وكانت من تخصص أهل الوجه ومنهم رمضان الشاذلي.
ويعتبر إبراهيم وعبدالعزيز الراشد الحميد وإخوانهم رجال المال والصرافة المعروفون من بريدة روّاد الكهرباء ففي عام 1955م قاموا مع مجموعة من التجار منهم إبراهيم الزمام وحمد الرشيد والبعيجاني وغيرهم بإنشاء شركة كهرباء عرعر وقد أستوردوا أعمدة الكهرباء المصنوعة من الخرسانة من السويد وتم نقلها بحراً إلى بيروت ومنها إلى عرعر بالشاحنات وفي عام 1957م تم إنارة بيوتها ومحالها وشوارعها بينما كانت معظم مدن المملكة لاتزال تستعمل المصابيح والقناديل والفوانيس.
لم يكن هناك أي نشاط ثقافي أو أدبي أو ترفيهي ماعدا الرقصات الفولكلورية الشعبية للوافدين في أيام الأعياد والتي كانوا يؤدونها في الشارع العام. إلا أنه بعد تكوين الشرطة التي كان معظم ضباطها وصف ضباطها من جدة ومكة والمدينة المنورة، قام بعضهم بتكوين فريق كرة قدم وتم تسميته فريق بدنة إلا أنهم اختلفوا في لون القمصان فأصر مشجعو فريق الوحدة على لون فريق الوحدة الأحمر ، وأصر مشجعو فريق الاتحاد على لون فريق الاتحاد الأصفر والأسود وبعد أخذ ورد اتفق على أن يكون لون القمصان أحمر والشورت أسود.
مع أن أهم خط أنبوب للنفط بالعالم آنذاك كان يمر في عرعر إلا أن الكاز (كيروسين) وهو الوقود الرئيسى ذلك الوقت كان يستورد من العراق من إنتاج شركة نفط العراق.
كان الدخان ممنوعاً استيراده في الخمسينيات والستينيات الميلادية وكان يتم تهريبه من العراق ومن الكويت. إلا أنه بسهولة يمكن ملاحظة الناس في الشارع وهم يدخنون والمحال وهي تبيعه.
وجلب الوافدون من مناطق المملكة وغيرها عاداتهم معهم حتى أن بعض دوائر الحكومة كانت تفوح برائحة الجراك (الشيشه) وكانوا يدخنونها بالمكاتب وبما أن المكاتب كانت مكيفة تكييفاً مركزياً وصحراوياً فتنتشر الرائحة في كل المكاتب.. وقد قامت الحكومة فيما بعد بمنع الجراك (الشيشه) في المكاتب الحكوميه.


التعليم


كانت مدينة عرعر من أوائل مدن الشمال التي أفتتح بها مدرسة ابتدائية وكان مديرها هو محمد أحمد حسن واسمه الحركي أبوبكر، رحمه الله، وهو فلسطيني هرب من فلسطين إبان ثورة 1936م شأنه شأن العديد من العرب الذين لجأوا للملك عبد العزيز، رحمه الله، هرباً من المستعمر البريطاني والفرنسي. واستقر أبوبكر في المدينة المنورة وبعدئذ صدر أمر تعيينه مديراً لمدرسة عرعر إلى أن تقاعد فعاد للمرة الأولى منذ هروبه إلى فلسطين قبل حرب 1967م بقليل ليتوفى فيها. وكان مربياً ورجلاً فاضلاً مخلصاً لرسالته لتعليم أبناء مدينة عرعر والمملكة العربية السعودية وكانت زوجته الثانية قابلة قانونية قامت بدون مقابل مادي بتوليد أمهات أبناء وبنات عرعر اللاتي لم يرغبن بالتوليد بالمستشفى.
وعند تولي الملك سعود، رحمه الله، الحكم قام بزيارة لعدد من مدن وقرى المملكة وكانت عرعر إحداها. فأقيم له حفل كبير إلا أنه كان بسيطاً وحميماً يعكس حال مجتمعها وإمكاناته المادية المحدودة وبناء على طلب الأهالي وافق الملك سعود فوراً على افتتاح مدرسة متوسطة وثانوية فأصبحت في مدينة عرعر أول مدرسة ثانوية في شمال المملكة. وكانت أول دفعة ثالث ثانوي توجيهي خمسة طلاب فقط. هم رفعت الشاذلي (دكتوراة في التربية) وبكر حسن (دكتوراة رياضيات) وإبراهيم الصقعبى (ماجستير هيدرولوجيا) ومحمد الصقعبى (بكالوريوس فنون) وعلى الرميح، رحمه الله. وأكمل العديد ممن تخرجوا منها تعليمهم الجامعى وأبتعثوا لأمريكا وأوروبا لتميزهم وأصبحوا أطباء وإداريين ومهندسين وجيولوجيين وأساتذة جامعات وعسكريين وبرعوا في تخصصاتهم وأصبحوا قياديين ووصلوا إلى أعلى المراتب المدنية والعسكرية ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الدكتور محمد المجلاد والدكتور إبراهيم الملحم الأساتذة في جامعة الملك سعود وعبدالله الرشيد مستشار سمو وزير الدفاع وعلى الصقير وكيل وزارة المالية المساعد ورئيس بنك التسليف واللواء أحمد الربيعان الناطق باسم وزارة الدفاع أثناء حرب تحرير الكويت وحالياً الملحق العسكرى بأمريكا والفريق عبدالرحمن الربيعان مستشار سمو وزير الداخلية وحسن عبدالله السبعانى أخصائى تخدير وأحد أعضاء الفريق الطبى الذي قام باجراء العملية الناجحة لفصل التوأمتين السياميتين البولنديتين (أولغا وداريا) في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني وغيرهم.
عند افتتاح المدرسة المتوسطة بدأ النشاط المسرحي المدرسي وكان الفنان المعروف محمد الطويان رائد الدراما والكوميديا وكانت له شعبية كبيرة في المدرسة وفي مدينة عرعر وبعد ذلك في المملكة والخليج.
عرعر لم تكن سباقة في تعليم الذكور فقط، بل إن سيدة فاضلة اسمها هناء المغربي قامت في عام 1957م بإنشاء مدرسة خاصة للبنات في بيت من الطين وجعلت فصلاً في كل غرفة وبعد طلب من أهالي المدينة تم افتتاح مدرسة عرعر للبنات الرسمية في عام 1381/1380هـ (1960م). وتم نقل جميع طالبات مدرسة السيدة هناء المغربي لتصبح أول مدرسة للبنات في عرعر وأصبحت هي أول مديرة مدرسة بنات رسمية. بينما كانت مدن أخرى بالمملكة ترسل وفوداً للرياض تطلب عدم فتح مدارس للبنات ولعدم فتح المجال لتعليم البنات. ومما لاشك فيه أن هناك طالبات تخرجن من مدرسة عرعر وحصلن على التعليم الجامعي، وبرعن في مجالاتهن إلا أنه وللأسف لا تحظى المرأة بما حظيت ويحظى به الذكور من إعلام.
ويذكر المؤرخون أنه في عام 1908م وبعد فتح قناة السويس كانت هناك فكرة لمد خط سكة حديد من رأس الشيخ حميد عند مدخل خليج العقبة ماراً بدومة الجندل الجوف وعرعر إلى الفرات ومن ثم إلى البصرة (وهذا الخط هو نفس فكرة خط سكة الحديد الجسر البري المزمع إقامته الآن بين جدة والرياض والدمام والجبيل ونفس فكرة خط أنابيب التابلاين لنقل البضائع من البحر المتوسط إلى الخليج العربي والعكس بأسرع وقت وأقل تكلفة ممكنة). وبعد اكتشاف الفوسفات في حزم الجلاميد قرب مدينة عرعر والذي يعتقد أن مخزونه كاف لمدة ثلاثمائة سنة سيتم إنشاء سكة حديد من حزم الجلاميد إلى الجوف - حائل - القصيم - الرياض لنقل مادة الفوسفات للجبيل مما سيوفر فرص عمل هائلة ومستديمة لمواطني مدينة عرعر التي تبعد 90كم عن حزم الجلاميد.
ذهب النفط عنها وبقيت عرعر واتسعت بفضل الله ووصل عدد سكانها إلى مائة ألف , 100000نسمة في خلال خمسين سنة تقريباً وأصبحت بها جميع مقومات المدينة الحديثة العصرية من مدارس وكليات ومستشفيات ومراكز إدارية ومطار دولي وطريقان دوليان سريعان شرق غرب وشمال جنوب وشبكة اتصالات وشبكة كهرباء ومرافق عامة كالمياه والصرف الصحى. وأصبح مجتمعها مجتمعاً مختلفاً عما بدأت به حيث إنه الآن مجتمع شاب لديه كل مقومات النجاح.ش "
انتهى


في النهايه اتمنى انه عجبكم الموضوع اخواني الزوار
واتمنى انه صار عندكم معلومه تستفيدون منها مستقبلاً
اخواني انا كل هدفي اني اقدم خدمه للمكان اللي تربيت فيه
قبل ما اطلع واتغرب عنه واتمنى ايضاًانه ما يكون احد اساء فهمي
في نقطه واعتقد هذا كل اللي اقدر اقوله .....



اخوكم William