تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مؤتمن بركات



تصحيح
15-03-2007, 01:15 AM
مؤتمن بركات



الفصل الاول

المائدة المستديرة وسط الغرفة تكاد تجثو علي قوائمها .. الكتب المتراصة علي ظهرها أكثر ‏من طاقة تحملها.

نظر مؤتمن بركات بعين نصف مفتوحةالي المائدة المستديرة ثم اشاح عنها بوجهه الي ‏الحائط المقابل لسريره الذي ينام عليه .. عاد بوجهه ينظر الي كم الكتب و فرك عينيه

فكر مؤتمن قليلا ..

نعم عليه ان ينتهي من مراجعة كل تلك الكتب الليلة .. قرأها من قبل لكن عليه المراجعة .

انخفضت أصوات الصبية القادمة من الزقاق المجاور لبيته .. ما زالت أم ميسور بائعة الفجل ‏تنادي علي بضاعتها .

لم يكن بيت مؤتمن مثل باقي البيوت .. كان بيتا مترامي الاطراف .. متعدد الغرف و تخبرنا ‏الزخارف الموشاة بالذهب علي الجدران و الاسقف المتهالكة أن مؤتمن سليل أثرياء ..

لا يوجد بالبيت كله من الانس سواه و من الاثاث الا السرير و المائدة المستديرة في غرفة ‏واحدة .. أما باقي الغرف فلا يوجد بها الا أرفف مثقلة بكتب من ألوان و أحجام متنوعة.

تمرغ في سريره ينزع عنه الكسل .. فرك عينيه مرة أخري .. ثم هب واقفا .. تناول الثقاب من ‏علي المائدة .. ثم تناول قنينة الزيت و سكب بعضا منه في المصباح ثم اشعل المصباح يوم ‏اخر مثل باقي أيام مؤتمن .. ينام نهارا ليقرأ ليلا ..

ينام نهارا و يقرأ ليلا ..كانت تلك حياته التي اعتادها عندما لم يجد حلا اخر للضجيج المنبعث ‏عليه من الازقة المجاورة لبيته بعدما باع حدائق البيت الذي كان قصرا الي الوافدين الجدد ‏علي المدينة .

أمسك بقطعة قطنية بالية ليمسح الغبار عن الكتاب الاول ..

تمني لو استطاع ان يستدعي الجنية التي يشيع جيرانه أنه متزوج بها لترتيب بيته و تمسح ‏الغبار اللزج عن كتبه.

تناثرات حبات من العرق علي جبهته اثر المجهود الذي بذله لفك الالتصاق بين صفحات ‏الكتاب الاولي و بدأ يقرا في نهم ..

الحضارة و التحضر و المدنية كلمات تتكرر كثيرا علي صفحات الكتاب .. الكتاب يتكلم عن ‏فلسفة و تاريخ الحضارة ..

رغم أن عقله يختزن من المعرفة أكثر مما في الكتاب الا أنه ‏استمر يقرأ بتركيز شديد فهو مكلف بذلك تنفيذا لوصية الميراث التي وضعت البيت و ‏المواظبة علي قراء ما به من كتب في سلة واحدة .

سمع صوت أنين أم ميسور يأتي اليه من النافذة ..

لا يدري ما نوع مرضها ..

لا يتناسب ‏نشاطها النهاري مع أنينها الليلي ..

ألتف برأسه الي النافذة ثم عاد ليغمسها في الكتاب .. ‏

شعر بوخزة في عنقه .. لم يهتم كثيرا و عاد الي القراءة .

صباح اليوم التالي استيقظ علي غير العادة نهارا ..

ليس بسبب أصوات الضجيج العالي خارج غرفته لكن بسبب الم في رقبته ..

مد يده يتحسس موقع الألم فوجد رقبته ملتهبة ..

انتفض و هب مسرعا الي الحمام المجاور لغرفته ..

صدم أنفه رأئحة كريهة ..

لم يهتم و قصد المراة يستكشف موقع الألم في رقبته .. لم يجد شيئا غير عادي ..

ربما لسعته حشرة ليلا ..

عاد مرة أخري ينظر بعمق في المراة الي موضع الألم ..

رأي بقعة صغيرة علي جلد رقبته طافحة بالاحمرار ..

استطاع ان ينتصر في معارك كثيرة علي حشرات زاحفة و طائرة و ها هي تعاود غزوها ‏لصومعته ..

الليلة سوف يقرأ كتب مقاومة الحشرات ..

حك موضع الاحمرار ثم عاد الي غرفته.


---------------------------------------------------------------



الفصل الثاني

تمدد مؤتمن بركات علي سريرة يستدعي النوم .. لكن هيهات ..

كان لأم ميسور النصيب الأكبر في فشل محاولاته جلب النوم .. نعم .. كان صوتها الحهوري ‏الاجش العامل الحاسم في طرد النعاس من عيني مؤتمن .. قرر أن أن يقوم من مرقده .

خطا نحو المائدة يلملم كتبه .. مع كل خظوة و مع كل حركة كان وخز ألم رقبته يجعله ‏يشرئب كما لو كان يتفاداه .

جلس علي الكرسي يفكر في العلاج المناسب لحالته ..

هم بالقيام الي مستودع كتب طب الرقاب ..

لكن الألم أجلسه مرة أخري علي الكرسي ..

بسبب الوخز المنتظم و فشله في تشخيص الاصابة الحادثة برقبته و اكتشافه ضبابية ‏ذاكرته المسئولة عن أصابات الحشرات .. شعر بالخو ف فأسرع متحاملا الي المراة بالحمام

صدمته الرائحة الكريهة .. لم يهتم ..

قصد المرآة ..

نظر اليها بتركيز شديد ..

ازاح الشعيرات ‏النافرة من لحيته الكثة .. لم يلحظ من قبل أن الشيب طال معظم لحيته .


تحسس مكان الألم و نظر الي المراة يستطلع حجمه و نوعه ..

أدار رأسه قليلا و هو ينظر ‏الي المرآة عله يحصل علي رؤية أفضل لكن الالم الشديد جعله يتراجع .

حصل مؤتمن بركات من اللمحة السريعة أثناء محاولته لف رقبته علي أكتشاف زاده حيرة ..

‏لم ير من قبل اصابة مثل اصابة رقبته .. لا في أصابات شاهدها علي الطبيعة .. و لا في ‏جميع الكتب التي طالعها ..

بدلا من تورمها و انتفاخ الجلد الي الخارج كانت اصابة رقبته غائرة الي الداخل كما لو كانت ‏طعنة مسمار صغير بؤرتها سواد و محيطها أحمر .

عاد الرجل الي فراشه محاولا النوم ..

الضجيج و صوت أم ميسور تنادي علي سلعتها الوحيدة هزم جميع محاولاته ..

تلك العجوز حمقاء لا تدري أن حشرجة صوتها الاجش و هي تعلن عن بضاعتها بندائها اليائس ‏كفيل بطرد الراغب بالشراء .

قام مؤتمن غاضبا قاصدا الشرفة ..

تعثر في بعض الثياب الملقاة علي الارض علق احداها بقدمه .. انه سرواله الذي لم يلبسه ‏منذ زمن..انحني ليلتقته .. تذكر صديقه بن حكيم ..

ذاع صيت بن حكيم بالمدينة في الاونة الاخيرة بعدما بدل صنعته من اصلاح الاحذية الي ‏التطبيب ..

سمع مؤتمن الرجال المجتمعين تحت الشرفة .. يتحدثون أن والي المدينة اختار بن حكيم ‏ليكون وزيره الناصح يعمل بن حكيم عند الوالي ..

يسامره وقت فراغه .. عمله الرائج ‏كنطاسي المدينة يحتاج كثيرا من وقته.

وضع مؤتمن رجليه في السروال ثم جذبه لاعلي ..

انفجر الألم في رقبته لكن من الجهة ‏المقابلة للاصابة السابقة ..

استكمل شد السروال الي الخاصرة ثم بدل خطواته نحو الحمام ‏‏..

زكمت أنفه رائحة الحمام ..

نظر الي المرآة .. اصبح عنده اصابة جديدة .. في كل جانب من ‏رقبته اصابة ..

اسرع الي غرفته غير عابئ بألم رقبته ..

فتش في كل الغرفة لم يجد أي حشرة ..

رفع ‏فراشه .. نفضه بعنف ..

نظر الي الارض لم يجد أي حشرة ..

ربما كانت حشرة سوداء بلون ‏سواد الارض .. لكن لا حشرة.

احتار .. في كل كتب الطب لم يذكر فيها شئ عن مرضه ..

تذكر أن جميع الحكماء ذكروا في الكتب المخزونة عنده أن المرض أي مرض له اسباب ..

‏علاج الامراض يبدأ من معرفة الاسباب ..

الاسباب تتنوع اما من داخل جسم الانسان أو من ‏خارج جسمه مثلا بسبب حشرة أو ثعبان

مؤتمن متأكد أن حالته ليست بسبب عضة أفعي ‏أو ثعبان ..

مرة اخري تذكر مؤتمن صديقه بن حكيم ..

لماذا لا يقصده ..يطلب منه نصيحة أو حتي دواء ...

‏لا لن ينسي بن حكيم مؤتمن و فضله عليه عندما اعاره كتاب المبتدئ في الطب

بها ‏استطاع بن حكيم ترك النعال واصلاحها ليمتهن الطب..

سيذهب اليه ليسأله التشخيص و ‏الاسباب ثم التداوي و العلاج .

من علي المشجب سحب مؤتمن بركات عمامته ..

وضعها فوق رأسه ....

غادر بيته الفسيح ‏الي مشفي ابن حكيم .

‏ ----------------------------------------------------

الفصل الثالث

ساد الهرج و المرج الزقاق بمجرد أن فتح مؤتمن بركات باب بيته ..

الصبية و الاطفال يهرولون ‏في لا اتجاه ..

انتشر الفزع بين الجمع ..

قالت امرأة لجارتها : زوج الجنية خرج من داره .. ماذا يبغي ؟

هل تتبعه الجنية أم يمشي وحده ؟

الافضل أن أدخل بيتي و أغلق كل الابواب .

جذبت احدي الفتيات رفيقتها قائله اذا وقعت عين زوج الجنية في أعيننا لن نتزوج ..

هيا نهرب ‏‏..

هيا و الا سيعزف عنا كل شباب الحي ..

ذلك بالتأكيد هو عمل الجن ..

نهر رجل زوجته و هو يخفيها خلفه ..

توجه بحديثه الي مؤتمن قائلا كيف حال بن الشيخ ‏بركات ..

امنحنا بعضا من علمك..

لا تبخل ..

ننتظر خروجك منذ سنين ......

نظر اليهم مؤتمن و همم ببعض الكلمات ..

تحسس موضع اصاباته و واصل سيره

قبل أن يصل مؤتمن مشفي بن حكيم كانت عدد اصابات الرقبة قد زاد الي عدد لا يحصيه ‏بدقة .. كانت الاصابات علي عنقه متجاورة مثل الحلقة ..

وصل مؤتمن بركات بعد عناء مشفي بن حكيم المجاور قصر الوالي ..

بناء فخم و حدائق غناء ‏و رجال أشداء مفتولو العضلات يلبس كل منهم خوذة و بيدهم عصي سوداء ...

عرف مؤتمن ‏أنهم حراس مستشفي بن حكيم ..

سأل نفسه و هو يتقدم ناحية الباب مما يخاف بن حكيم ..

هل يخشي المرضي ....

أشار كبير الحراس لمؤتمن بعصاه و قال توقف .. أين تظن نفسك ذاهبا ؟

رد مؤتمن أريد مقابلة صديقي مجبور الاسكافي

دفعه كبير الحراس في صدره و هو يقول لا يوجد هنا شخص بأسم مجبور الاسكافي هيا ‏أذهب أو تدفع ذهبا حتي تدخل ..

أسقط في يد مؤتمن فهو لا يملك ذهبا و لا فضة يملك فقط معرفة و علما و هي بضاعة غير ‏رائجة مع مثل هؤلاء

تراجع خطوات و أخرج من جيب سرواله الفضفاض هاتفه المتحرك و ضغط عدة أرقام .. رد ‏عليه بعد ثوان صوت من الطرف الاخر ..

‏- مجبور كيف حالك

‏- الان اسمي بن حكيم .... لا يعرف الا قلة أن اسمي السابق كان الاسكافي مجبور .. من ‏أنت ؟

‏- أنا مؤتمن بركات .. صديقك القديم .. ألا تتذكرني ؟ .. أحتاج اليك .. أنسيت يوم أعرتك كتاب ‏الطب ؟

‏- صديقي مؤتمن .. أنا ايضا أحتاج اليك ..لكن اياك أن تذكر كلمة اسكافي .. أنا الان بن حكيم ‏نديم الوالي....
‏... الوالي كلفني بمهمة عظمي أحتاج اليك ... هيا اذهب من فورك و ادخل من باب كبار ‏الزوار

أغلق مجبور أو بن حكيم الهاتف و من ثم تحرك مؤتمن صوب الباب

جذب كبير الحراس مؤتمن و وضعه فوق محفة ... رفعها رجال ...ساروا به متجاوزين الحدائق ‏نحو المبني .

عدد من الحسنوات أسرعن للترحيب بمؤتمن ..

أحداهن تمسك دفا و الباقيات يرقصن في ‏دلال ..

اندهش مؤتمن فالمشفي كله ليس سوي تلك القاعة و جميع المرضي عميان و ‏بدقة أكثر بشر مخلوعة عيونهم من محاجرها..

الاسرة مصفوفة في القاعة بغير نظام ..

عدد كبير من الفتيات يكسوهن القليل من الثياب ‏يرقصن فرادي أو جماعات .. يرقصن دون موسيقي .. فقط يرقصن علي صوت هتاف من لا يراهن من العميان أو مرضي المشفي ‏العميان

لم يترك بن حكيم مؤتمن في حيرته كثيرا و بادره بالقول ...

الرقص علاج كل الامراض .... ‏

نفقأ عين المريض أولا ثم ندع رقص الفتيات ينسيه وجع البدن ..

صحيح لن يشفي تماما لكن ‏نجعله سعيدا ..

اذا لم يفلح معه علاج الفتيات نصب في جوفه خمرا فينسي الالم و ‏بالتالي يغدوا سعيدا ....

‏- اخبرتني انك تحتاج علاج .. هل أنت مريض ؟

‏- نعم .. و مرضي غريب لم أجد له وصفا في كتب الطب ..

‏- اذا هيا بنا الي ركن الفحص

‏- أكتب يا هذا ...

المدعو مؤتمن بركات يشكو من ألم بالرقبة ..

الرقبة عند الحلقة الأولي ‏تتمدد ..تتمدد .. تتمدد .. تزداد نحافة .. تطول في كل دقيقة بوصة أو أكثر ..

‏- ماذا؟

‏- لا تقلق لست مريضا .... لن نفقأ عينك .. أنت الحالة المثلي ... تجربة بدأناها منذ سنين و ‏ها هي تثمر .. لا تقلق لست مريضا ... رأسك ينفصل عن جسدك .. سيصير جسدك حرا من ‏قيد العقل .... ستتصرف أعضاء الجسد بحرية دون رجوع لاوامر رأسك .. لا تقلق ..

ستشعر بالمتعة القصوي لكل جزء من جسدك .. جسدك سيصبح حرا من قيد العقل ..

أتركك الان مع الخمر و بعض الفتيات .. تلك التجربة المدهشة سوف نعممها في كل الارض ‏‏.. الوالي يطلب ذلك. .. و علينا الطاعة ..

‏- و ماذا عن رأسي ؟

‏- لم تعد لرأسك قيمة تذكر ..حرية جسدك لا تحتاج لرأسك و ما فيها ... لن تعرف تعرف ‏أعضاءك الا الحرية ......

‏- و ماذا عن رأسي؟

‏- رأسك ربما نقطعها و نحفظها في محلول للذكري و تاريخ ما قبل الحرية

قبل أن يفقد المخ اتصاله بيد مؤتمن بركات .. أمسك رأسه بكلتا يديه ..يضغطها ناحية جسده ‏‏..

عاد الاتصال مع بعض أعضاء الجسد .. غض طرفه عن جسد الفتيات .. تقيأ بعض الخمر .. عاد ‏الألم لرقبته بعد غياب ..

تجمع حوله كثير من الحراس ..يشدون رأسه .. يسحبون يده بعيدا عن رأسه .. استمر مؤتمن ‏يضغط رأسه بقوة ناحية جسده .. خلعت احدي الفتيات ثيابها و هي ترقص ..

فشل كل الحراس في رفع أيدي مؤتمن عن رأسه ..

زعق كبيرهم .. هاتو السيف سنقطع رأسه ..

فاقت قوته قوتهم مجتمعين.. حدث نفسه و يده تضغط رأسه بقوة ناحية جسده .. سأعود ‏الي بيتي و أغلق بابي ..

سأعود الي كتبي .. لا .. لن أفقد رأسي .....

-------------------------------------



الفصل الرابع‏


ساعد مؤتمن غياب أو غفلة الحراس في تسلله..حقا كانت الكوة صغيرة للغاية لكنه نفذ منها ‏و أصبح خارج المشقي ..

تلفت حوله فلم يري إلا الظلام الدامس .. يسمع أصوات عالية لطبول و مزامير لكنه لا يري ‏شيئا ..

تحسس طريقه و هو يزحف ..
صدمت يديه أحجارا مدببة ..
أطرافه تتمرد ترفض مساعدته ترفض طاعة أوامر عقله ..

توقف عن الزحف ..
رفع يديه إلي رأسه يضغطها إلي جسده ..

عاد الاتصال مع بعضا من أطرافه ..

عاود الزحف .. جسده ينزف ..شقت الأحجار المدببة أجزاءا من جسده ..

لم يتوقف و كذلك لم يتوقف نزيف الدم ..
رفع رأسه قليلا و نظر أمامه .. أبصر عن بعد نورا أو نارا ..

عدل من وضعية جسده ليزحف ناحية الضوء ..

اقترب كثير مما استأنس من ضوء ..

استمر في زحفه .. لفحت وجهه حرارة النور أو النار .. استمر يقترب ..

انتصب علي أقدامه سار عدة خطوات ..

الرؤية تختلط عليه .. أليس هذا قصر الوالي ؟ ..

إذا كان هذا هو قصر الوالي فلماذا تعلو من داخله أصوات حوار في هذا الوقت من الليل ..

اشتعل فضولا ..

رغم المخاطرة اقترب من نافذة القصر ..

خاف أن يمسكه حراس قصر الوالي ..

صرخ أحد طيور الليل و هو يفر ..

أحدث طير الليل ضوضاء أثناء اصتدامه بزجاج شرفة القصر العليا

خرج حراس القصر في الأبراج الشرقية و الغربية .. نظروا من أعلي الي أسفل ...

سكن مؤتمن تماما تحت أحدي شجيرات الموز ..

ارتفع صوت الوالي .. و أصوات أخري ..

ميز منها مؤتمن صوت أم ميسور .. ثم تلي صوتها صوت مجبور الاسكافي ..

مجبور معروف عنه أنه نديم الوالي ..


لكن هل تبيع أم ميسور الفجل في قصر الوالي ..


الوالي غاضب .. ينهر كل من يتكلم ..

صمت المجتمعين برهة أعقبها فترة الصمت صوت الوالي يتكلم:
‏- أريد أن أعرف أين الخطأ .. بعد أن أتاكم لماذا لم يتم استكمال فصل رأسه.. جسده لا يمثل ‏خطرا ..

تكلمت أم ميسور :

أراقبه منذ سنين جعلته لا يقرأ الا ليلا .. أخبرتكم .. يقرأ في الليل الواحد عدة كتب .. لا يكل و ‏لا يتعب .. لا يأكل ... لا يشرب .. لا يعاشر امرأة .. لكنه يقرأ ثم يقرأ ... سيدي أديت واجبي ‏‏.. و سأطيع كل ما تأمر به

تكلم بن حكيم أو مجبور الاسكافي :

سيدي الخاقان... لا تغضب .. قبل نهاية ظلمة هذا الليل ستوضع رأسه في المحلول ..

سأطلق مزيدا من الفتيات خارج أسوار المشقي
و ستصبح كل بنات مدينتنا فتيات يرقصن كاسيات أو عاريات ...
لدينا عقار ننثره في الهواء فيجعل جسد الأنثى يتلوى و يعمي الأبصار ...

سيدي ..
سيصبح شرب الخمر منتشرا في كل الطرقات ..

أما مؤتمن فسنحبسه داخل صومعته أو نقطع رأسه الأمر سيان

انسحب مؤتمن من تحت نافذة الوالي قاصدا بيته قبل أن يفتضح أمرة فطائر الليل عاد مرة ‏أخري يصرخ.


------------------------



الفصل الخامس

لم تك رحلة العودة بأقل صعوبة من رحلة الذهاب ..

ساعده في الوصول إلي المدينة أنه يسير بقوة الانحدار ..

رافقه الألم ذاهبا و أشتد عليه عائدا ..

أثناء العودة في الدرب المعوج .. بين شعاب الجبل بذل مجهود ليستعيد ذاكرته ..

هجر عقله الترتيب..

اختلطت كتب التاريخ مع كل علوم الدنيا و الدين داخل رأسه ..

فقد الإحساس الزمني .. الرؤيا تشتبه عليه ..

في الظلمة و قبل بزوغ الفجر شاهد بعينيه تنفيذ وعود المؤتمرين ببيت الوالي ..

شاهد امرأة تجاوزت السبعين من العمر ترقص رقصة هز الردفين ..

أمسك حجرا .. رجم امرأة مع رجل في وضع شائن ..

لا لن تكفي أحجار الجبل لرجم الفاحشة المنتشرة في كل مكان ..

لاحظ رجالا و نساء لم يصب رقابهم المرض .. رأسهم في مكانه الصحيح ..

انفصلت رأسه عن جسده برهة ..

أسرع بيديه ليعيدها إلي جسده ..

شاهد حراس الوالي ..

بسرعة فتح الباب ..

دخل البيت .. نزل القبو .. أخرج قاذفة الصواريخ .. عاد الي غرفته .. نصب سلاحه عند ‏الشرفة استعداد لتدمير بائعة الفجل .

انتظر بجوار الشرفة ..

سمع جدالا بين الصبية .. أحدهم يتكلم عن فتوى أطلاق اللحية .. أشتعل جدال الصبية حول ‏فتاوى عدة ...

جنود الوالي في كل مكان حول البيت ..

بائعة الفجل ما زالت مختفية

نفر أخر يتحدث عن سينما الغد و جمود اللغة العربية رد عليه طويل القامة حقا هي عبقرية ‏لهجة قومي العامية ..

عدد من صبيان الحي يتحدث عن مزايا الهجرة إلي وطن النور و الحرية ..

شرح أحد الصبية بسلاسة مزايا الهجرة من أرض الأجداد

قال : أما الجنسية فهي تمنحك حصانة لا يمسسها رجال الأمن القومي ..

أحيانا تفتح لك أبوابا مغلقة .. و أحيانا يختاروك وزيرا في بلدك فأنت مزدوج الجنسية ..

تحسس مؤتمن رأسه تأكد باللمس أنها مازالت فوق جسده

بكم قميصه مسح جسم قاذفة الصواريخ ..

قرأ المكتوب بلغة عبرية ..

تلك القطعة .. لا تعمل إلا بإذن خاص من نديم الوالي أو بائعة الفجل الغجرية ..‏

تصحيح
23-03-2007, 05:34 PM
تم الحذف بمعرفتي للتكرار

تصحيح
23-03-2007, 05:38 PM
الرجل الذي سقط علي ظهره

كان الجو قائظا مطيرا و السماء صافية ملبدة بالغيوم و علي الطرف الآخر من النهر ‏طفلة تلهو مع بطتين و قرد واحد ‏
السرعة التي كانت تمرق بها السيارات جعلت بطل قصتنا أكثر حذرا.
عينا من عينيه ‏لا تستطيع أن تترك مشهد تلك الطفلة الشقراء علي الطرف الآخر من النهر .. و ‏العين الأخرى ترقب الطريق في حذر شديد ‏.
لم ينتبه بطل القصة إلي انه وصل أخر الرصيف الموازي للنهر
نظر أمامه مباشرة,
‏لمح مؤخرة لأنثى تتراقص ..أطال النظر إليها ..
سريعا.. تذكر .. كان ‏يقف هنا ما بيني و بين تلك المؤخرة عامود معدني يعلق عليه مصباح الكيروسين ‏‏..
ابتعدت المؤخرة عن ناظريه..
الدولة لا تبخل علي مواطنيها بالضوء ليلا .. تجند موظفين لإنارة مصباح ‏الكيروسين ..
أين ذهب العامود المعدني الكبير ..
ربما سرقه بعض الأوغاد .. أو ‏الموظفين.. ربما لحقته الخصخصة
نظر مرة أخري أمامه , كادت تدهسه احدي السيارات ..
تراجع إلي ‏الخلف , علقت رجله بمسمار كبير بارز من مكان العمود المسروق ..
اختل توازنه , طوح بيديه في جميع الاتجاهات , صدم بيده اليمني فرع شجرة ,
اهتزت الشجرة ‏بشدة ,
نظر إلي أعلى
لطم فرع الشجرة صدغه أثناء عودته ..
انفتح فمه رغما عنه ..
‏تذكر انه في حالة سقوط .
عربة يجرها حمارين تتجه نحوه بسرعة مذهلة .
شاهد ‏بوضوح مؤخرة الأنثى تهتز في دلال , أطال النظر إليها
صوت مكبر الصوت من المسجد المجاور ‏للنهر يرتفع بآذان الظهر , ‏
تحرك لسان الرجل داخل فمه المفتوح بالدعاء .
يا رب لا تجعلي اسقط حتى لا ‏يلتوي كاحلي.
يا رب لا تجعلني اسقط حتى لا تنكسر ساقي .
زوجتي لا يعولها ‏غيري ..
تبعثرت حبات التمر من الكيس الذي كان في يده اليسري .
استمر في ‏الدعاء
يا رب لا تجعل سقوطي مؤلما و أجعله بلا إصابات من أجل ذلك الجنين القابع ‏في أحشاء زوجتي.
رجل طيب الصفات مثلي لا يعلم ابن من هو ذلك الساكن أحشاء ‏زوجته يدعوك أن تنجيه من أجل إعالتهما, فتقبل يا رب الدعاء.
ما زال فمه ‏مفتوحا ..
زاد توازنه اختلالا ..
الحمارين و العربة يتجهان نحوه بسرعة..
الشجرة ‏التي ضربتها يده تهتز بعنف ..
وقع علي ظهره ..
سقطت من الشجرة تفاحة ..
دخلت التفاحة ‏فمه المفتوح ..
مرقت الكارو بجواره ..
تحسس قدمه ..
لا تؤلمه قدمه و لا ساقه ..
انتفض ‏واقفا ضاحكا يمضغ التفاحة ..‏
صرخ لقد نجوت
شق قميصه ..
أخرج تمثال بوذا ..
وضعه ناحية الشمس ..
سجد أمام التمثال يصلي شاكرا ربه ‏علي نجاته

رابعة العدوية
23-03-2007, 10:21 PM
مرحبا سيدي

مصافحة متأخرة لما كتبت وواعتذر لها !

استمتعت قليلا بقصة مؤتمن بركات < عل الرغم من أن فكرة الرأس والجسد هذه قد مرت معي في مكان ما ولكن طبعا في معالجة وقالب أخر مختلف تماما عن هذا

وشيء أخر بالنسبة لقصة


الرجل الذي سقط علي ظهره

وكما أعتقد فهي قصة اخرى وبالتالي يجب أن تضعها في موضوع أخر

تحيتي الخالصة لك

shs1188
24-03-2007, 11:46 PM
الأخ /الأخت : تصحيح
المعرف جعلني في حرج كبير فلا أدري إلى أي الجنسين تنتمي

فعذراً

لكن قصة (( مؤتمن بركات )) جعلتني أثق تماماً أن الكاتب يحمل فكراً إبداعياً فإلى الأمام

إن محاولة بعض الولاة أو الطغاة فصل (( الرأس عن الجسد )) أمر في غاية القبح !؟

ولكن أقبح من ذلك أن يحاول الشخص نفسه فصل رأسه عن باقي جسده !؟

لقد أفادتني هذه القصة كثيراً

تصحيح
27-03-2007, 11:24 AM
مرحبا سيدي

مصافحة متأخرة لما كتبت وواعتذر لها !

استمتعت قليلا بقصة مؤتمن بركات < عل الرغم من أن فكرة الرأس والجسد هذه قد مرت معي في مكان ما ولكن طبعا في معالجة وقالب أخر مختلف تماما عن هذا

وشيء أخر بالنسبة لقصة

وكما أعتقد فهي قصة اخرى وبالتالي يجب أن تضعها في موضوع أخر

تحيتي الخالصة لك


في البداية أود أن تتقبلوا شكري و امتناني علي مروركم الكريم


بالنسبة لقصة الرجل الذي سقط علي ظهره .. و نصيحتكم بفصلها عن قصة مؤتمن بركات في موضوع مستقل :


من خبرتي بالكتابة علي النت بالمنتديات وجدت أن الحكايات المنقولة تطغي علي كافة الاعمال و بالتالي يضيع المجهود المبذول في العمل وسط طوفان الحكايات المنقولة


وجدت أن وضع أعمالي في موضوع واحد له أكثر من فائدة منها ..

الحفاظ عليها العمل واحدة ...

يتعرف القارئ علي اسلوب الكاتب من خلال قراءة أكثر من عمل له و بالتالي من خلال اتفاقه أو أختلافه مع افكار الكاتب و أسلوبه يتحفز علي المداخلة و نقد العمل من باب الاتفاق مع الفكرة أو الاختلاف معها

علي النت نبحث عن ذواقة للأدب .. يسعدني اختلافهم و اتفاقهم مع النص لذا اتمني أن تكون قوانين و أعراف منتداكم الكريم تسمح بنشر المجموعة كاملة في صفحة واحدة


شكرا رابعة العدوية


أخوكم


محمد مصطفي السيد

تصحيح
27-03-2007, 11:42 AM
الأخ /الأخت : تصحيح
المعرف جعلني في حرج كبير فلا أدري إلى أي الجنسين تنتمي

فعذراً

لكن قصة (( مؤتمن بركات )) جعلتني أثق تماماً أن الكاتب يحمل فكراً إبداعياً فإلى الأمام

إن محاولة بعض الولاة أو الطغاة فصل (( الرأس عن الجسد )) أمر في غاية القبح !؟

ولكن أقبح من ذلك أن يحاول الشخص نفسه فصل رأسه عن باقي جسده !؟

لقد أفادتني هذه القصة كثيراً


الأخ /الأخت : shs1188


وقعت ايضا في الحرج


لكن أن يكون انضمامكم للمنتدي 17-08-2003 و لكم 22 مداخلة حظي أحد أعمالي باحداها مداخلتكم فهو شرف لي


مروركم الكريم .. علي نصي و اعجابكم به يعد وسام و تقدير فوق العادة


شكــــــــــــــــــــــرا shs1188

تصحيح
27-03-2007, 11:50 AM
الكلب الذياشتريناه

ما زلت إلي اليوم و بعد مرور كل تلك السنين أسأل نفسي لماذا فشل مشروع الكلب

أحداث قصتنا دارت تقريبا في نهايات عام 1981

كان أخي الأكبر ( رحمه الله ) يملك ذهنا منظما و موهبة فذة في ابتكارالأفكار المدهشة ..

تجلت تلك الموهبة في سن مبكرة للغاية عندما صاحت بعض الدجاجات في منتصف الليل علي سطح البناء الذي كنا نقطن فيه

أسرعنا جميعا بالصعود إلي سطح البيت

اكتشفنا جوالا به بطة واحدة و أرنب واحد بجوار سورالسطح الملاصق لجيراننا....

الأرنب و البطة هي جزء من الحيوانات الداجنةالمقيمة في عشة فخمة بنيت خصيصا لاحتواء ذلك القطيع الصغير لتدعيم الأمن الغذائي لأسرتنا.

كان الاستنتاج المنطقي لذلك الحدث هو محاولة أحد اللصوص السطو علي بعض من ممتلكات أسرتنا من رصيدها الغذائي, مستغلا سكون الليل و طبيعة البط والأرانب الصامتة لكن صياح الدجاج فضح محاولة ذلك اللص فقرر الهرب تاركا الغنيمة .

بعدما هدأت المناقشات حول ذلك اللص التافه ..

أقترح أخي الأكبر(رحمه الله ) إحضار كلب لحراسة سطح البيت ..

كان الاقتراح بمثابة قنبلة فجرت خلافا للرأي لم أشهد مثله من قبل في تلك السن المبكرة ..

بنات الأسرة لم يحرك الاقتراح العبقري لديهن أي مشاعر و لم يهتموا علي الإطلاق بتأييد أو رفضالاقتراح..

نحن الذكور من أبناء الأسرة لم يسبق أن اتفقنا علي شيء مثلما اجمعنا بحماس علي تأييد اقتراح أخي الأكبر ( رحمه الله ) ...

كان كل منا لديه أسبابه المختلفة التي تدعوه للتحمس لاقتناء كلب.

الرفض القاطع شكلا و مضمونا كان من طرف والدتنا ( متعها الله بالصحة و العافية ) و عندها أسباب لا يمكن دفعها أو دحضها .. فنجاسة الكلب ستفسد طهارة البيت ..

حصلنا علي التصريح بإحضارالكلب بعد مداولات استمرت عدة أيام أو ربما أكثر من أسبوع بشروط صارمة أبسطها أن جلب و رعاية الكلب بالكامل مسئوليتنا نحن الذكور فقط و عند الإخلال بأي شرط من تلك الاتفاقية سيتم طرد الكلب.

عندما فقدنا الأمل في جلب كلب مجاني من أحدالأصدقاء قررنا في أحد اجتماعاتنا بالإجماع شراء كلب , و حيث أن أسعار الكلاب كانت باهظة بالنسبة لقدرتنا الشرائية فقد قررنا ادخار مصروفنا اليومي لمدة تغطي مصاريف الشراء ..

أحضرنا لمشروع الادخار صندوقا صغيرا لنضع فيه كل صباح كل المصروف, و في نهاية الأسبوع نحصيه فنكتشف أنه يلزمنا أسبوعا أخر أو أكثر لنستطيع شراء كلبا بوليسيا من النوع الممتاز.

طالت مدة الحرمان التطوعي من التمتع بالمصروف اليومي و بدأنا نحن الصغار في التململ عندما نتذكر طعم الحلوى.

بذكاء و فطنة و بهدف استمرار وحدة الصف, اقترح أخي الأكبر ( رحمه الله) شراء الكلب و ليس من الضروري أن يكون بوليسي مدرب ... حيث نستطيع القيام بتدريبه بأنفسنا.

لم تمنحنا ثروتنا المحدودة أي فرصة للاختيار كما لم يمنحنا احتمال فشل مشروعنا الذي ضحينا من أجله بالكثير من المتع أي فرصة للتراجع.

عدنا إلي البيت مع كلب نحيف غير مقنع انه يصلح للحراسة, لكنه كلب .

يوم وصول الكلب أنهيت طعام الغذاء بسرعة و أسرعت إلي سطح البيت , حيث أخفيت في جيب منامتي كل نصيبي من اللحم لإطعام الكلب و فعل أخوتي مثلما فعلت .

أصبح التسابق إلي سطح البيت و التنافس لتقديم كل نصيبنا من اللحم للكلب منظرا متكررا يوميا و لم يحدث أبدا أن رفض الكلب أي لحوم نقدمها له.


هو يزداد سمنة و نحن نزداد نحافة.

كانت مشكلة بحق يوم يكون طعام الأسرة سمكا.
كانت المشكلة تكمن في انه علينا التطوع بمصروفنا مرة أخري لشراء عظام من الجزار و طهيها لإطعام الكلب.

بعد مدة ليست بالطويلة أصبح الكلب سمينا و نباحه عالي مزعج كما أصبحت أنيابه مخيفة و اكتشفنا أنه كلب خسيس الأصل, فهو ليس مثل الكلاب الأخرى, يهز ذيله لصاحبه.

كان يكشر عن أنيابه و يزمجر عندمانتأخر في تقديم كل نصيبنا من اللحم له , ثم أن نهمه ليس له حدود لا شيء يشبعه.

حدث تطور عدواني في سلوكه حيث حدد لنا مناطق محدودة من سطح البيت الفسيح لنستخدمها في اللعب فقد تهجم علي أخواني مرات عديدة حتى أصبحنا لا نجسر علي تجاوز الحدود التي رسمها لنا.

فتر حماسنا و كنت السباق في التمرد علي النظام الاقتصادي الذي اتفقنا عليه و امتنعت و أتبعني أخوتي من التبرع بمصرفنا اليومي لإطعام الكلب .

بعد أقل من أسبوع

اكتشفنا اختفاء البط و الأرانب و الدجاج , و بقي الكلب وحده , ..علي السطح ينبح

shs1188
27-03-2007, 01:17 PM
الأخ الفاضل / محمد مصطفي السيد

فيه مثل عندنا يقول (( الجمل لا يرى عنقه )) وإن أردتها بلهجتنا فهي (( البعير ما يشوف ارقبته))

أشوف معرفات الناس ولا أشوف معرفي !!

أسعدني ما تفضلت به .

أما بالنسبة لقصة الكلب فأضحك الله سنك

وأقترح عليكم إحضار طبيباً بيطرياً ببندقيته المخدرة

وإن كلفكم ذلك مصروف إسبوع أو أكثر فهذا الكلب لا يهز ذيله

إلى الأمام ونحن في الإنتظار...

أخوك/shs1188

تصحيح
27-03-2007, 06:37 PM
الاخ الفاضل shs1188

شكرا علي ما تفضلتم به ..

أحداث قصتنا دارت في نهاية عام 1981 ..

أكل الكلب لحمنا

سرق غذائنا

اكتشفنا بعد فوات الاوان أنه كلب خسيس لا و لن يصلحه اي طب ..

ما زال الكلب الي اليوم ينبح

شكرا shs1188

رابعة العدوية
28-03-2007, 11:26 AM
مرحبا سيدي
وعذرا لتأخري بالرد
لن اطالبك بأن تفصل قصصك عن بعضها وساترك لك حرية الأختيار وحرية النشر

لي عودة سريعة لقراءة أخر ما اضفت

تحيتي

تصحيح
28-03-2007, 09:39 PM
الاخت الفاضلة رابعة العدوية

شكرا

تصحيح
28-03-2007, 09:51 PM
التاريخ يكتبه هذيان
كان يا ما كان في حاضر و مستقبل الزمـــان
كــان بالغابةالعظيمة أسد هصور مهاب ترتعد لصوته فرائص الكبير و الصغير من حيواناتالحديقة
كان يمشــي في الغابة مزهوا بقوته
يأكـــل مــن حشـائشالأرض المزهرة ... دون أدني اهتمام بما حوله من أحداث داخلية أوخارجية
بينما الأسد يمشي مختالا .. وقف عنــد سوبر ماركت ..
خلفكومبيوتر البائع ... الفيل أبو زلومة .. واقفا في ثبات و شموخ
باشمئزاز نظرإليه الأسد من خلف زجاج سيارته وقــال له:
أعطني ميراندا يا هذا
قال الفيل : أتريد ميراندا شمام .. أم ميراند عصير قصب .....
تبسم الأسد وقال : لقد أضحكتي يا هذا
ألا تعلم أن الميرندامانجو و هي شراب الملوك والعظماء
ثم ألا تعلم أن عبقرية غابتنا العظيمةهي صناعة المانجو من البرسيم..
هيا أعطني ميراندا جوافة ثكلتك أم جدتك
ضحك الفيل ضحكة ارتجت لها حصون حاميات الغابة الغربية , ثم ذهب مسرعالإحضـــار السفن آب,
اخــذ الأســد البيبسي وغــادر المكــان علــىعجـــل ..
كان مهموما يبحــث عــن فريسة جميلة الوجـــه.
ممشــوقة القـــوام.
لهــا عينــا مها بري ..
و أنف أشم ..
و جسد فينوس .
تجيد استعمال الآلة الكاتبة و تحسن الرقص
وقعت عيناالأسد علي أرنب صغيـــر ينتشي و هو يلعب بين حشائش الغابة.
يمرح في سروربين الجداول و الحقول.
تقدم إليه الأسد بثقة .. كــأنه سفينة تختـــــالفي رمـــال الصحـــراء الحارقة
تقدم الأسد و قــال للأرنب .. ما رأيك أنأشاركك اللعب يا صغيــري !!!.؟؟
رد الأرنب بدهــاء يدل على ذكاء مشتعل,
تريد أن تلعب معي ….. لي الشرف العظيم.
قال الأسد والشرر يتطاير من عينيه.
ما رأيك يا صغيري أن نلعب عروســه و عريــس,
آخــذ أنا دور العسكــري وأنت تأخذ دور اللص الأثيم.
طلب الأسد من الأرنب الصغير أن يقيد يداه,
ويعصب عينيه ,
و يسد أذنيه ,
و يضع لفافة تبغ في أنفه .
ثم يختبئ في المكــانالذي يختاره له الأسد , ليبحث عنــــه.
الأسد الغدار ينوي اصطياد الأرنب.
أثناء المطاردة, تخفــى الأرنب وراء إحدى السيــارات .
بحركة سريعةمباغتة رفع الأسد نظاراته الشمسية عن عينيه.
انه يتجسس حتى يري أين يختفيذلك الأرنب اللعين.
بدأت اللعبة .
تحرك الأسد... كأنه يبحث عنالأرنب المكار
استدار الأسد ملتفا من خلــف الأرنب لكي يلتهمه بغتة ..
قفــز الأرنب قفزه عظيمة مدوية ارتفعت لها أمواج البحر و سكنت من هولهانسمات الرياح, و سكتت أوراق الأشجار عن الحفيف
انقض الأرنب علي الأسدفي هجـــوم مضــاد بزاوية منحرفة قليلا عن الدرجات الخمس و الأربعين,
بداية الهجومكان أن لطم الأرنب الأسد على وجنته برقة.
هرب الأسد مهرولا , الأرنب يسعيوراءه , الأسد يهرول.
حبست الحيوانات أنفاسها خوفا علي الأسد,
ما زال الأرنبيسعي وراءه , يعزف مقطوعته المفضلة .. البحث عن زرقاء اليمامة ...
وثبالأرنب على الأسد من الأمام ,
طرحه أرضا ,
التهم الأرنب الأسد .
في قضمة واحدة .. خلــص الغابة من شروره ..
وعاشت الحيوانات .. في فرح وسرور .. يلتهمبعضهم بعضا
-----------------------------------
دراسة نقدية للقصة
http://evda3.com/vb/showthread.php?t=9649 (http://evda3.com/vb/showthread.php?t=9649)


http://www.dm4lbm.com/forum/showthread.php?t=67080

تصحيح
30-03-2007, 07:01 AM
أحمر شفاه


وضع رأسه بين كفيها ..


غمس رأسه أكثر في لحم كفها البض ..


أدار رأسه نصف دورة .. قبل باطن الكف ..


شعر بلذة فقلب كفها و قبل ظهر الكف الأكثر دفئا ..


صعد بشفتيه إلي زراعها ..لحم الذراع شهي ..


قبله بنهم ثم قبله مرة أخري ..


رفعت هي يدها الحرة و مسحت علي رأسه ببطء ..


أعادت الكرة مرة أخري ..


رفع رأسه و نظر إليها .. تلاقت الأعين ..


خفض من بصره ثم صعد برأسه إلي صدرها ..


مرغ رأسه في صدرها ..


سري دفء صدرها الفياض داخل عمق كيانه..


مرغها مرات ذات اليسار ومرات ذات اليمين ..


تناولت من علي الطاولة الموجودة بجوار الكرسي الجالسة عليه .. قلم ذهبي اللون ..


أدارت قاعدته نصف دورة ثم رفعته إلي شفتيها


مررت القلم علي الجزء العلوي من شفتيها ثم مررته علي الجزء السفلي ..


مازالت رأسه يتمرغ في صدرها الدافئ ..


أطبقت شفتيها ثم فتحتهما مرة أخري


أمسكت رأسه بكلتا يديها ..


رفعت رأسه قليلا و انحنت هي قليلا و قبلته بعنف في شفتيه ..


أنتفض فزعا ..


قفر من علي ركبتيها ..


تعثر قليلا .. ثم انتصب واقفا علي أرضية الغرفة ..


تراجع خطوة إلي الخلف ..


صدم رأسه الصغير الطاولة الموجودة أمامها ..


علي الطاولة كؤوس فارغة ..


اهتزت الكؤوس و صدمتب عضها بعض ...


مع صوت صليل الزجاج المتصادم و الضحكات الأنثوية العالية للنسوة المجتمعين بالغرفة ..


صرخ ..


أمي .. أمي


أنا لا أحب اللون الأحمر

تصحيح
31-03-2007, 03:31 PM
العشق عند ناصية من التاريخ


في عصرنا الحالي المتفرع من شارع التاريخ و عند ناصية من نواصي الزمان العديدة وقفت الأرقام في طابور الاختيار..
...............أفصح قليلا حتى نفهم.
............. في أي شيء سيكون الاختيار
.....................إذا لم تصبروا و إذا ما قاطعتموني سأطوي ربابتي و ارحل.
الاختيار يا سادة يا كرام كان من بين الألوان.

اليوم تنتهي مهلة توزيع الألوان علي الأرقام

.

لم يبقي منالألوان سوي اللون الأحمر


.

في الطابور يقف الرقمين السادس و السابع دون رفيق


.

مخالفة لقانون طابور الأرقام و طمعا في الاستحواذ علي اللون الأحمر, دفع الرقم السابع الرقم السادس و وقف أمامه


.

ثار الرقم السادس


.

نعق بصوت غراب أسود


.

حقي أبد لن أتنازل عنه


.

لا يصلح مع هذا الغاصب إلا القوة


.

سأقف مكاني أمام الرقم السابع


.

جذبه منشعره المسترسل فوق قفاه

اختل توازن الرقم السابع.

لم يترك الرقمالسادس شعر الأخر و وقف أمامه


.

في نفس اللحظة سكب الجالس في شرفة توزيع الألوان اللون الأحمر


.

و أيضا في نفس اللحظة , أمسك الرقم السابع الرقم السادس من أنفه حتى لا يسقط


.

احتضنا الرقمان


.

تلاصقا


.

الرؤية غامت أيهما يقف أمام الآخر.

اللون الأحمر يغمر ثنايا الرقمين , ما زال اللون الأحمر يسقط منسكبا , لزجا , يغمر جسد الرقمين

في تلاصق حميم سقط الرقمان.

تدحرج أحدهما فوق الآخر فوق ترابالأرض.

أختلط اللون الأحمر بلون غبار الطين


.

الرقم السادس يلتف بقوة فوق جسد الرقم السابع و الرقم السابع يفعل مثله


.

أشبه بزواج الأفعى كان الرقمين.

أمام شهود و من بين الأرجل في حجم البطيخة سقطت بيضة.


هل هي بيضة؟


لا أنها صفر أبيض.


بصوت عالي هلل صاحب الرأس الأشيب , صرخ الجمع.


الابن الشرعي للرقم السادس و الرقم السابع .. صفرأبيض.




ملحوظة‎: ‎


موضوع تعديل المادة 76 من الدستور المصري بطعم هزيمة 67 يحمل رقم القيد الصادر و‏‎ ‎الوارد‎


‎67 ‎‏ تاريخ / 0 / 1967 , تعديل دستور 76 / 0 / 2005‎


ملحوظة :


تعديل 34 مادة من الدستور المصري ملحق نتيجته صفر أبيض و يحمل رقم القيد


قهر أحلام شعب / 0 / 2007

تصحيح
02-04-2007, 06:03 PM
[ الارهابي ]


[ مين فينا الارهابي ] بقلم Seafood

كانت الشمس على وشك المغيب , وكان لون الشفق يلوح في الأفق خلف الجبال .. وهناك .. في سفح أحد الجبال في " تورا بورا " .. كان يقبع مقهى حديث .. وقد جلس في داخله مجموعة من الشباب والشابات الأفغان .. أمام شاشات الكومبيوتر .. وكان هذا هو المقهى الوحيد الذي يمكن الدخول منه إلى الإنترنت في كل الوادي .. وقد أطلق صاحبه عليه إسم " تورا.كوم- بورا.نت"

وقد تم إفتتاح هذا المقهى بُعيد قدوم القوات الأمريكية الغازية , ولا يُعرف من الذي يملكه على التحديد , وحتى من كان يعمل به لم يكونوا من التورابوريين , صحيح كانت ملامحهم قريبة من ملامح سكان الوادي وينطقون الأفغانية بطلاقة , لكن شيئاً ما كان يُشعر من حولهم من مرتادي المقهى بأنهم من طينة أخرى غير الطينة التورابورية ...

وكان تواجد هذا المقهى في هذا المكان بالذات غريباً , صحيح أنه جذاب من الخارج وخاصة صور الفتيات الحسناوت المعلقة على جدرانه .. ولكن هذه الفخامة لم تكن لتنسجم مع ما يحيط بها من جبال ووديان وكهوف وبيوت من طين ..

وهذا التناقض الملحوظ هو ما جعل كل أفغاني يمر بجانب المقهى فيتعجب له , فهو ليس من الطراز الذي إعتاد عليه , ويظل يحوم حوله مرة ومرات قبل أن يفكر في الدخول إليه . وبعضهم , وخاصة المتقدمين في السن منهم , كان يقف بالساعات أمامه يحملق من خلال زجاج المقهى ليعرف ما الذي يدور بداخله .. وكأنه صندوق الدنيا ... أو طبق طائر قد هبط عليهم من كوكب آخر ...

وأكثر شيئ كان يحيرهم فيه أنهم كانوا لا يعرفون ما هذه الصناديق البيضاء التي يجلس الشباب أمامها بالساعات وهم يلعبون بأصابعهم على لوح آخر أبيض , وبعض هؤلاء الشباب كان يجلس مشدوداً طوال الوقت تتنقل عينيه بين اللوح والصندوق في حركات متتابعة , وبدو وكأنهم يتحدثون إلى الصندوق , بينما نظراتهم تتراوح بين الشك والريبة , والإبتسامة والضحكة , والحنق الذي كان يدفع بعضهم إلى أنه يكاد أن يكسر اللوح الذي أمامه وهو يضغط عليه باصابعه ..

كان الشباب والشابات قد دخلوا جميعاً كالعادة على الموقع المفضل لديهم , وهو موقع لأحد ساحات الحوار الأفغانية على الإنترنت .. كان الموقع يدعى " شؤون قندهارية " , وكان الوقت في أعقاب تفجيرات مارس , أو ما بات يعرف في جندهار بــ "غزوة مدريد" .. وقد كان هذا الوقت مفعماً بالمناقشات الحادة حول عمليات التفجير هذه , ومن الذي وراءها , وأين ومتى ستكون الغزوة القادمة .. وأنشغل الشباب المتحمس بالتحليلات , وإبداء الآراء وخاصة على هذا الموقع الحواري الجندهاري الذائع الصيت في الوسط الأفغاني , فقد كان يرتاده كثير من المثقفين التنويريين الأفغان ...

وفي هذه الأثناء كان هناك على الجانب الآخر من الكرة الأرضية , فتيً شاب من أبناء مدريد كان قد درس اللغة الأفغانية وهو في الجامعة في مدريد , وهو أمر غريب بحق أن يهتم شاب مدريدي باللغة الأفغانية فيعكف على دراستها ...

لكن هذا الفتى كان قد بدأ نظره يتحول إلى هذا الجزء من الكرة الأرضية عندما كان طالباً في الإبتدائية في مدرسة "سانتا ماريا دو كامينيو" بأحدى ضواحي "سانتياجو دي كومبوستيللا" على شاطئ الأطلنطي , وكان له في ذلك الوقت صديق , وكان هذا الصديق من أبوين أفغانيين . وكان أبوصديقه قد هاجر هو وأسرته في أعقاب غزو السوفيت لأفغانستان , وظل يتنقل بين العواصم الأوروبية بحثاً عن عمل إلى أن أستقر به المقام في أسبانيا . وقد كانت تربطه بعائلة هذا الصديق علاقة حميمة .. فكان كثيراً ما يذهب إليه في بيته , ويلعب معه هو وأخوته الأفغان .. ثم يتناول معهم الأطعمة وخاصة الأرز الأفغاني الشهير ,

كان هذا الفتى المدريدي النشأة يدعي "فيرديناندو جارسيا مارتينيذ" , وهو شاب في العشرينيات من عمره .. ومتفتح الزهن متقده , ويبدو أنه كان له أصولاً عربية قد ورثها من أحد أبويه , وتبدو واضحة جلية في ملامح وجهه المائل إلى السمرة , وعيناه الواسعتين اللتين تتقدا حماساً .. على غير هيئة سكان هذا الجزء الشمالي الغربي من أسبانيا ..

وقد كان لهذا الأصل وهذه النشأة أثراً في تكوين شخصية "فيرديناندو", فقد نشأ مختلفاً عن أقرانه , وكان ودوداً محباً للغير عطوفاً على كل من حوله , يساعد كل من يراه في حاجة إلى المساعدة حتى دون أن يسأله أحد , وعندما كبر كان متعاطفاً مع دول العالم الثالث الفقيرة , وأحس بالظلم الواقع عليها , وقد دفعه هذا للإنضمام إلى جمعيات حقوق الإنسان في أسبانيا .. وجمعيات مناهضة العولمة ..

وكان لفيرديناندو نظرة خاصة في الأحداث التي تدور حوله , لم يكن ليدع للإعلام حوله أن يؤثر على رؤيته للأمور , وكان شغوفاً بالبحث والتحري حتى يصل إلى الحقيقة من مصادرها , وهذا قد جعل منه مفكراً من الطراز الأول , فلأول وهلة من الحديث معه , توقن بأن هذا الإنسان يفكر قبل أن يتحدث , ولا يدع لسانه يسبق عقله ...

وكانت له أيضاً نظرة غير تقليدية في "أثنار" , إذ كان يرى أنه أسوأ من فرانكو الدكتاتور في زمانه , وكان مقتنعاً أن أسبانيا قد خسرت كثيراً في عهد أثنار , وخاصة بسبب التبعية الغير مبررة لأمريكا , والتي دفعت بأثنار إلى أن يلقي بجنوده الأسبان في حربين لا طائل من ورائها , يُقتل فيها أبرياء , وكان كلما تذكر أن هناك جنوداً أسبان يشاركون في قتل الأفغان , أصابته غصة في حلقه , لأنه كان يتذكر على الفور الأرز الأفغاني الذي كان يتناوله مع صديقه الأفغاني " مسعود " .. أو كما كان يناديه هو " مسؤد "

ورغم عدم توافقه مع الحزب الإشتراكي إلا أنه كان على إستعداد للتصويت له في الإنتخابات , حتى ينزاح "أثنار" وحزبه من الساحة , بل أنه كان على إستعداد ليصوت في صالح "فرانكو" لو عاد إلى الحياة من جديد , فعلى الأقل كان لأسبانيا في عهده وضع في العالم , و لم تكن مجرد ذيل لأمريكا , لا بل هي لم تصل بعد إلى مقام الذيل , لأن الذيل أخذته إنجلترا عن إستحقاق ورضيت به ...

على أي حال فقد كان "فيرديناندو" شغوفاً بمعرفة أخبار أفغانستان وخاصة في هذه الفترة .. فكان يحلو له أن يتصفح المواقع الأفغانية على قلتها .. وذات يوم وبالصدفة عثر على هذا الموقع الحواري , "شؤون جندهارية" , وكان باللغة البشتونية التي يتقنها .. فبرقت عيناه وكأنه قد عثر على كنز , وقرر فيرديناندو الدخول إليه والتسجيل فيه , وإختار أن يكون لقبه " فيرديناندو لابومبا " حتى يلفت الأنظار إليه كعضو جديد ...

أخذ فيرديناندو يتصفح الموقع , بعد أن سجل فيه , فأُعجب بالمواضيع المثارة فيه .. وإستقر رأيه على أن يشارك أول ما يشارك, في موضوع ساخن , بلغ عدد صفحاته العشرين , والمشاركين فيه بالعشرات , ومشاهدته تعدت البضع ألاف ..

فقال " فيرديناندو لابومبا " في نفسه .. لا بد أن أدخل في هذا الحوار .. خاصةً بعد أن قرأ عنوان الموضوع المثير .. فلم يكن يتصور أنه سيجد في قلب "جندهار" نفسها , من يفتح موضوعات بهذه الجرأة ,...

وكان عنوان الموضوع ...

" إستفتاء : أنقذوا مدريد من سفاحي تورا بور ... "

لأول وهلة إعتقد "فيرديناندو لابومبا" , أن لغته الأفغانية قد خانته , وأنه لم يعد يعرف الفاعل من المفعول به فيها , ولكنه تأكد من صحة النحو في الجملة , فقال في نفسه ربما أن كاتب المقال يقصد " أنقذو تورا بورا من سفاحي مدريد ".. وخانه التعبير فعكس الجملة ..

على أي حال , فقد قرر "فيرديناندو لابومبا" أن يدخل إلى الموضوع لقراءته أولاً قبل أن يشارك فيه , وقد يفسر له المحتوى إن كان هو من خانته اللغة , أم أن كاتب الموضوع هو من خانه التعبير ...
لكن بمجرد أن دخل إلى الموضوع ليقرأه , عرف أن العنوان ليس فيه خيانة , فقد رأى في أول القصيدة شيئ آخر ... شيئ غير الخيانة ..
كان كاتب المقال ويدعى ... "خان الأفغان خان" .. قد بدأ موضوعه قائلاً ..
ما ذنب الأبرياء في مدريد , ما ذنب هؤلاء النسوة والأطفال والشيوخ والأبرياء الذين كانوا متوجهين إلى أعمالهم , فتشردوا وتيتموا , ومات عائلهم ... الويل لكم أيها الأفغان , الويل لكم من عقاب رب السماء , الويل لكم كيف تؤيدون قتل الأبرياء , وتفتحوا المواضيع تلو المواضيع التي تمجد في القتلة والإرهابيين ...
كانت هذه هي الكلمات التي بدأ بها الموضوع .. والتي كانت كفيلة بأن تتوالى الردود على العضو .. " خان الأفغان خان " .. كالمطر في غابات الأمازون ....

shs1188
02-04-2007, 10:07 PM
أتابع كل جديدك بشغف

خاصة بعد قصة (( الكلب)) التي أسديتك فيها النصيحة ظناً مني أنه كلبٌ مسعور

ولم أتنبه لما ورأء القصة

فعلى الرغم من إختلاف توجهاتنا إلى حدٍ ما إلا أنني أجد نفسي مأسور حتى أنتهي من قصتك

والقصة الأخيرة خير شاهد

فبينما تتناما أصوات العدل في الخارج

لازلنا نسمع بعض الأصوات في الداخل تدافع عن الظلم

الله يعطيك العافية

جِهَاد و كَفَى
06-04-2007, 04:06 PM
جميل حقًا

مررت من هنا و سأعود بالتأكيد ..

تصحيح
14-04-2007, 10:38 PM
الاخوة و الاخوات

shs1188

جِهَاد و كَفَى

شكرا علي مروركم الكريم

تصحيح
14-04-2007, 10:43 PM
الارهابي

الفصل الثاني
بقلم تصحيح



قانون اللعبة
خرج "فيردينا ندو جارسيا مارتينيذ" من مقهى النت علي أرجل متثاقلة بعد أن دارت رأسه ربما بسبب ما قرأه علي شاشة الكومبيوتر وربما من تأثير دخان السجائر المختلط بدخان بعض أنواع المخدرات و التي لم يستطع أن يحدد كنهها.
وقف قليلا خارج باب المقهى يهز رأسه بقوة فاتحا صدره ليشم بعض هواء العصر النظيف ..
راودته نفسه أن يعود و يكتب ردا في موضوع.....
و لكن ماذا و كيف يكتب...
مع التفاتة سريعة لمح بعض الفتيات الأفغانيات يتمايلن ضاحكات في دلال وهن يسرعن الخطي...
اتسعت حدقتا عيناه و شخص بصره عليهن و هن مارات أمامه فالشعر مصفف بعناية و علي الوجوه كثير من المساحيق أما الزى فهو خليط ما بين أفغاني ترتديه بعضهن و الذي يتكون من فستان واسع من فوق سروال فضفاض و أخريات يرتدين تي شيرت قصير يظهر منطقة وسط البطن عليه شعار أحب أمريكا أو غيره من الشعارات مع بنطلون جينز شديد الضيق يظهر كل تفاصيل الجزء الأسفل من جسم الفتاة.
و بدون إدراك منه وجد نفسه يسير خلفهن علي مبعدة خطوات قليلة غير مصدق عيناه...
لم يدري كم خطوة سار و كم من الوقت مر فقد وجد نفسه فجأة داخلا ساحة كبيرة ذابت فيها الفتيات وسط حشد كبير من شباب تورا بورا و هم يشكلون حلقة كبيرة....
تقدم قليلا ليستطلع أمرا التجمع لكن الزحام شديد...
طلب من الشاب الواقف أمامه بلغة البشتو و في لهجة مهذبة أن يسمح له بالمرور, نظر إليه الأخير شذرا كما لو كان يطلب الاقتتال فاثر فيرديناندو الانسحاب
أثناء خروجه من الساحة لمح ثغرة بين الحشود فتوجه من فوره إليها و نفذ منها إلي بدايات الحلقة الداخلية.. و التي يقوم علي حراسة حدودها عدد كبير من الرجال الأشداء المدججين بأنواع مختلفة من الأسلحة النارية.
كانت الأرض ترابية مستوية جيدا و مرسوم عليها مستطيل و في المنتصف تقريبا دائرة و يخرج من مركزها خط ذو لون أبيض بعرض المستطيل و خارج المستطيل بعدة أمتار مرسوم علي الأرض مباشرة مربعات تكفي جالس القرفصاء و في الطرف الأيسر و الأيمن انتصبت قوائم مرمي لكرة القدم من مواسير ألمنيوم جديدة تماما و معلق عليها شبكة خضراء زاهية الألوان..
إذا هنا ستقام مباراة لكرة القدم.. حدثته نفسه بأن المتعة قادمة فهو أسباني أصيل و من عشاق مشاهدة مباريات كرة القدم حتى لو كانت في أفغانستان..
لم يمنعه من التقدم إلي المربعات المرسومة علي الأرض سوي فوهة مدفع أو بندقية آلية يحملها أحد الحراس صائحا في وجهه تلك هي المقصورة يجلس فيها علية القوم مع الحاكم العسكري الأمريكي من تظن نفسك حتى تجلس معهم..
بذكاء رد عليه لكنني سأدفع المطلوب فأنا أسباني.. رد عليه الحارس أعطني دولارات أمريكية أسمح لك بالتقدم..
أخرج من جيبه عدة أوراق نقدية أختار منها الحارس ورقة من ذات الخمسة دولارات و أفسح له الطريق ليجلس القرفصاء في أحد المربعات يتبعه صوت الحارس قائلا اختار ما تشاء من مقاعد.
لم يمر وقت طويل حتى شغلت كل مربعات المقصورة برجال و قليل من النساء جالسين القرفصاء تبدو عليهم مظاهر الثراء الحديث و في منتصف الصف الأول يجلس أمريكي بزي عسكري علي كرسي ضخم أحضره منذ قليل عدد من الأفغان.
بدأت المباراة بنزول الفريقين و الحكام وعلي غير ما اعتاد فيردينا ندو أن يشاهده كان الفريقان و الحكام يلبسون نفس الزى ( الزى الأفغاني جلباب قصير بعض الشيء و من تحته بنطلون فضفاض )
مال فيردينا ندو علي جاره سائلا بين من ستقوم المباراة فرد عليه بلهجة عليها مسحة من العنف: بين فريق مدينتا الفاضلة و فريق مدينة خوست الخائنة..

كانت لهجة الرجل الجافة و الإجابة كفيلة بأن تخرس فيردينا ندو حتى أخر المباراة لكنه تجرأ و سأل جاره مرة أخري من هم فريق خوست فأشار بيده دون أن ينطق إلي بعض اللاعبين.

لاحظ فيردينا ندو أن العسكري الأمريكي يتكلم بلهجة آمرة إلي الجالس القرفصاء بالقرب منه و الذي انتفض بدوره واقفا مخاطبا حكم المباراة احضر هنا..

أسرع حكم المباراة مهرولا حتى اقترب من الرجل المعمم وسمع منه حديثا قصيرا لم يستطع فيردينا ندو أن يفهم فحواه بالرغم من الصوت العالي بين الرجلين.

عاد الحكم و بعد نقاش قليل بينه و بين اللاعبين خلع لاعبي فريق خوست الجلباب ليبقى كل منهم عاري الصدر يتدلى من سرواله الحبل الصوفي الطويل المستعمل جزء منه في ربط السروال إلي الخاصرة.
سمع فيردينا ندو صوت خشن يقول هذا حرام فعورة الرجل من الصرة و حتى الركبة.. هذا غير شرعي.. و علي الفور رد عليه أكثر من صوت اسكت و دعنا نستمتع بالمباراة .
بدأت المباراة بصوت مزمار كبير يحمله الحكم..
في نفس الوقت جري حاملي الراية كل منهم إلي مكانه يحمل في يده اليمني علم صغير للولايات المتحدة الأمريكية.
التقط أحد لاعبي خوست الكرة علي قدمه اليسري بمهارة شديدة ثم تقدم بها مراوغا عدد كبير من لاعبي تورا حتى قارب الوصول إلي المرمي و لم يعد أمامه إلا لاعب واحد .. الذي أخرج من جيب سرواله سكين ملوحا به في وجه لاعب خوست
أطلق الحكم مزماره و توقف اللعب فأشار الحكم بأن الخطأ علي فريق خوست حيث كان ينوي لاعب خوست المرور بالكرة من اللاعب الأخير بعد أن يلكمه بقوة قبل أن يطعنه الأخر.. وعلي ذلك فالفاول علي خوست...
اعترض لاعبي خوست قليلا ثم عاد اللاعبون إلي أماكنهم و تعود المباراة و الكرة في حوزة فريق تورا.

امسك لاعب فريق تورا القصير الكرة بيده و جرى بها و هي بين يديه و الحكم يجرى خلفه إلي أن وصل أمام مرمي خوست ثم وضع الكرة علي الأرض بعد نقطة الجزاء قليلا و ركلها بقوة ناحية المرمي الخالي حيث تم قتل حارس المرمي منذ قليل... إلا أن الكرة مرت بجوار القائم خارج المرمي فأطلق الحكم مزماره و أشار ناحية منتصف الملعب معلنا إحراز أول أهداف المباراة.. اعترض اللاعبون و دخل الملعب رئيس نادي خوست و المدربين فشرح لهم الحكم وجهة نظره... كان المرمي خالي و المسافة قليلة جدا و نية لاعب بورا هي إحراز هدف... و ليس من العدل أن نحرم فريق تورا من هدف محقق...
ساد الهرج الساحة ثم بدأ الاشتباك بين المشجعين... و حتى لا يخرج امن تورا بورا عن السيطرة أمسك الحاكم العسكري الأمريكي بمكبر الصوت قائلا في صوت جهوري علي الجميع و خاصة فريق و مشجعي فريق خوست ضبط النفس و إلا........
بعدها ساد الملعب صمت عميق و عاد اللاعبون إلي المباراة من جديد ....
فورا خرج "فيردينا ندو جارسيا مارتينيذ" متوجها إلي مقهى النت ليكتب ردا في موضوع العضو.. " خان الأفغان خان " ..

تصحيح
16-04-2007, 01:12 PM
الفصل الثالث
التحقيق
فتح فرديناندو عيناه ثم رفع هامته قليلا لتتساقط قطرات من ماء بارد من أعلى رأسه و جبهته مسببة للألم الحادث في عينيه
حاول رفع احدي يديه ليفرك عينه فأكتشف أنهما مكبلتان بأصفاد حديدية خلف ظهره مارة من خلال قوائم بمنتصف ظهر الكرسي الحديدي الجالس عليه و مشدودة إلي أصفاد أخري تكبل قدميه المنثنية تحت الكرسي
أغمض عيناه ثم فتحهم علي رؤية ضبابية لما حوله ..
على الأرض أكثر من دلو ممتلئ بالمياه و يعوم علي سطح الماء بعض قطع الثلج
ينتصب بجوار كل دلو منها حارس ضخم الجثة مفتول العضلات و يحمل كل منهم عصا غليظة سوداء اللون متصلة بسلك كهربائي نهايته داخل الحائط ..
في المواجهة و علي مكتب خشبي ضخم مدهون بمادة لامعة تزيده فخامة تجلس علي مقعد وثير في زى عسكري شقراء جميلة لها وجه طفلة ملائكي و جسد مراهقة يتفجر بالأنوثة و أمامها علي حافة الطاولة كومة كبيرة من الدولارات و بعض مكعبات معدن أصفر براق لامع ... و في الناحية الأخرى من سطح المكتب تقبع نفس العصا الكهربائية و مسدس ضخم في متناول يديها.
انتفض جسده كاملا و سرت رعشة في كل أوصاله مع انسكاب الماء المثلج علي رأسه من دلو يحمله الشخص الواقف خلفه
قطع الصمت صوت حنون شديد العذوبة و الدلال أشبه بأغنية حب رومانسي للمرآة و هي تقول :
هيا يا عبد الله ..... أعترف
بعد هنيهة
عادت المرأة مرة أخرى لتشدو بصوت رخيم : هيا يا عبد الله لنبدأ التحقيق و أرجو أن تتعاون معنا فتكسب الكثير .
سأل نفسه من هو عبد الله .. و ماذا يحدث .. و ما الذي أتي به هنا ..
من أعماق بعيدة تذكر ...
بعدما ترك مباراة كرة القدم حين انزلقت قدمه في بركة صغيرة لزجة فوقع علي جانبه الأيسر ...
عندما حاول النهوض أمسكت يده بقايا زراع طفله ينزف... عند المعصم بعض الأساور البلاستيكية الملونة ...
فزع و استند بيده اليمني علي الأرض لينهض فأمسكت يده بقايا مخ يتدلى من رأس منفجرة ...
من شدة الفزع نهض واقفا بدون الاستناد علي الأرض و أطلق لساقيه الريح مسرعا في لا اتجاه ...
عندما بلغ نهاية الزقاق صدمته فوهة مدفع دبابة فاستدار مسرعا ليعود فأوقفته دبابة أخري لها نفس المدفع
كاد أن يجثو من شدة الهلع عندما سمع انفجار قنبلة دبابة تطيح بعدد من منازل الزقاق و مع رائحة البارود و الأتربة المتصاعدة علا الأنين و الصراخ و النحيب ...
أختار فرديناندو أن يغيب عن الوعي استيقظ مرة أخري علي صوت الشقراء يردد ..... هيا تعاون يا عبد الله
التفت ذات اليمين و ذات اليسار فلم يجد غيره و الحراس بالغرفة و في ركن مظلم يجلس شبه إنسان مكبل مثلما هو مكبل ينزف من مكان علي وجهه كان يسمي أذن قبل أن تقطع

تحركت شفتا الرجل لينطق فأشارت الشقراء الجميلة لأحد الرجال فأسرع و وضع شريط لاصق علي فم المكبل إلي الكرسي البارد في الركن المظلم.

أستمر التحقيق عدة ساعات...
الشقراء الجميلة تسأل عبد الله المكبل جسده بالأصفاد و المكمم فمه بشريط لاصق
و مسجل التحقيق يكتب الأجوبة بأقلام ملونة أحيانا أو علي جهاز كومبيوتر حديث أحيانا أخري
حصل جهاز التحقيق علي اعترافات تفصيلية من عبد الله الإرهابي و حتى تكتمل المستندات و الأدلة قامت الشقراء و سارت متبخترة حتى مكان عبد الله حاملة معها أوراق التحقيق ليبصم عليها عبد الله بشفتيه المغلقة بشريط لاصق.

تصحيح
17-04-2007, 06:48 AM
الفصل الرابع المحاكمة
الجلسة الأولي و ربما الأخيرة

حاول فردينا ندو أن يغمض عينيه لينال قسطا من الراحة و نجح قليلا إلا أن ما أن تداهمه الصور المرعبة فيفتحوهما بسرعة علي منظور العمال الذين لم تكل لهم همة في الظلمة طوال الليل في عمل دءوب لدفع جدران الغرفة في الاتجاهات الأربع ....

يكتشف فردينا ندو بعد انتهاء العمل اتساع غرفة التحقيق لتصبح قاعة فسيحة .

هو و المتهم الإرهابي ثابتين مع قيودهم علي نفس الكراسي الحديدية في نفس المكان ....

و يزيد عنه عبد الله أن فمه مكمم بشريط لاصق كما الأمس ..

كما كان يبدو أنه مغيب في حالة من اللاوعي
فوق رأسه مباشرة وضع العمال منصة يجلس عليها أربعة شخوص يلبس كل منهم زى مكتوب عليه (هيئة الدفاع الموقرة ).

في الجانب الأيسر مصفوف مدرجات خشبية بدائية الصنع ..
مثبت فوقها أعلى الحائط لوحة و بها سهم يشير إلي المدرجات مكتوب عليها ( هنا يجلس المحلفين ).

في المواجهة كانت تجلس الحسناء ضاحكة في نفس المكان مع زيادة طفيفة في المنظر العام هو وجود لوحة فوق رأسها مكتوب عليها ( القاضي ).

قامت الشقراء الجميلة من مجلسها الوثير و تقدمت خطوات بعيدا عن منصة القاضي ....
خلعت ملابسها العسكرية في عرض مثير قطعة وراء قطعة ..
حملق فردينا ندو مشدوها من شدة جمال الجسد العاري للحسناء أمامه لكن متعته لم تستمر طويلا فسرعان ما سترت الشقراء جسدها بغلالة سوداء ثم وضعت علي رأسها شعر أبيض مستعار ثم دارت نصف دورة و وضعت علي عينها عصابة القرصان السوداء
عندما أكملت النصف دورة التالية كشفت عن رأس لوجه شديد البشاعة .. ثم جلست علي مقعد القاضي.

انتفض جسد فردينا ندو و سرت قشعريرة و رعشة في كل بدنه ...
فقد سكب الحارس الواقف خلفه ... فوق رأسه دلو مياه مثلجة مرة أخري ...
في نفس اللحظة شاهد السيدة القاضي تمسك بمطرقة ضخمة تدق بها علي السندان الموجود أمامها ..

أصمت أذناه صوت المزامير و الطبول التي تعزفها الفرق الموسيقية المنتشرة في كل أرجاء القاعة بعد دق السيدة القاضي بالمطرقة علي السندان.

بعد فترة سكون و صمت عميق خرج من فم السيدة القاضي صوت عذب ملائكي يفيض حنان ترجمه فردينا ندو ليفهم أن معناه ( بدأت الجلسة ).

في تطور غريب تحول صوت المرأة إلي ما يشبه الفحيح و هي تقول :

أمام الادعاء و الدفاع و المحلفين ....أوراق يجب الالتزام حرفيا بكل كلمة فيها مكتوبة أو غير مكتوبة ..
لن أكمل
أنتم تعرفون أن الجزاء الوحيد عندي للمخالف هو الطرد من القاعة..
أيضا أنتم جميعا تعرفون كيف يتم ذلك .. و كانت حينها تجذب عصابة القرصان و هي تنظر إلي فريق الحراس و هراواتهم المنتشرين بالقاعة.
سيدتي المبجلة القا.......
كلمات ما كاد ينطق بها عضو هيئة الدفاع و هو يهم بالوقوف احتراما للمرأة القاضي حتى اهتزت المنصة المثبتة فوق راس عبد الله الإرهابي ذات اليمين و ذات الشمال .....

علي الفور أمسك باقي أعضاء هيئة الدفاع بتلابيبه و جذبوه إلي الأسفل قائلين له في صوت واحد احترس كادت الكراسي تسقط من تحتنا .

نظر فردينا ندو بإعجاب للمتهم النازف من كل نواحي جسده ... المكبل بالأصفاد إلي المقعد الحديدي .......
كم تبلغ قوة هذا الرجل ...
رغم شيب شعره و هزال بدنه يحمل فوق رأسه الكثير ...
نظر إلي هيئة الدفاع عن عبد الله الإرهابي و تساءل .....
كم يبلغ وزن كرش المحامي الواحد غير جسده ...
لا بل كم يبلغ وزن انف أي واحد منهم و لكل منهم أنف طويل ضخم يستطيع أن يدسه في أي شيء ..
بحكم أن مهنة المحامي هي الكلام فكم يبلغ وزن الشفاة التي تورمت , من كثرة الخطابة و كذب بالكلام .
تكلمت الحسناء سابقا و الشمطاء حقيقتها حاليا فقالت:
نشكر هيئة الدفاع الموقرة علي المرافعة التاريخية .. و المحلفون علي قرارهم الحكيم ..
نعلن لكم أن الحكم سيتم تنفيذه علي مراحل علي أن ينتهي الآن إن استطعنا ........... ..
خاتمة
عندما أمسك القلم لكتابة الجزء الخامس ( تنفيذ الحكم ) تحضرني صورة الجندي المغولي الذي اقتحم أحد قصور بغداد بحثا عن خبيئة من الذهب و المجوهرات فوجد أربعة و خمسين رجلا مع كامل سلاحهم مختبئين داخل أحدي عرف القصر
فسألهم و هو يرتعد خوفا .. ماذا تفعلون هنا ....
فردوا عليه في صوت واحد ... نحن تتواري عن أنظار جند المغول حتي لا يقتلوننا..
فأجابهم من خلال شفاة ترتعش ..
أنا جندي مغولي .. و عليكم الانتظار هنا ختي الغد فسأعود و أقتلكم .
و في اليوم التالي عاد المغولي وحده و قتل الرجال المختبئين المدججين بالسلاح ..
......
......
.....
ما أشبه اليوم بالبارحة ...... لن أكتب كيفية تنفيذ الحكم ...