إسلامية
24-03-2007, 07:03 AM
للمرة الأولى في تاريخ العرب.. أجريت مناظرة تلفزيونية بين المرشحين اللذين يخوضان جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية الموريتانية المقررة غدا، وهما سيدي ولد الشيخ عبد الله، وأحمد ولد داداه.
وتابع الموريتانيون المناظرة وسط أجواء ترقب وحماسة غير مسبوقة، وتوقفت الحركة في غالبية مدن وقرى موريتانيا طوال ساعتين جرت فيهما المناظرة التي اعتبرت تاريخية، وشملت محاور تتعلق بتعزيز الوحدة الوطنية والحكم الرشيد وإقامة دولة القانون وتحسين ظروف الموريتانيين المعيشية واستغلال الثروات والعلاقات الخارجية.
ووصل ولد الشيخ عبد الله إلى مباني التلفزيون في نواكشوط قبل وصول أحمد ولد داداه بنصف ساعة، وكان الاثنان محاطين بطاقميها الإعلامي ومسؤولي حملتيهما، واستقبلهما بالطريقة نفسها رئيس السلطة العليا للإعلام ومديرو المؤسسات الإعلامية، وتم اصطحاب كل منهما إلى غرفة خاصة في انتظار الترتيبات الفنية، إلا أن سيدي ولد الشيخ عبد الله اقتحم مجلس ولد داداه، وتعانقا وتبادلا عبارات المجاملة، قبل أن يدخل كل منهما إلى غرفة التجميل من أجل “البودرة” للحماية من كشافات الضوء، وقد تمتع المرشحان في المناظرة بروح رياضية عالية، فقد حيا وأشاد كل منهما بالآخر في البداية والنهاية، ووصفه ب”الزميل والصديق”.
وخلفت المناظرة مزيدا من الانقسام في الرأي العام الموريتاني بشأن تقييمها، وأثبتت بصفة عامة شبه تطابق لبرنامج المرشحين وتقاربا كبيرا في الطرح وتصورات الحلول. وشهدت صدامات خفيفة وصفت بأنها لم تفسد للود قضية، ففي حديثه عن ضياع التعليم في موريتانيا، أشار أحمد ولد داداه إلى فضيحة تعرف عند الرأي العام بـ”بيع البكالوريا”، وقال إن المسؤول عنها يوجد حاليا في حملة المرشح ولد الشيخ عبدالله، في إشارة إلى وجود رجال فساد سابقين في حملة منافسه الذي رد بالقول إنه يفخر بأنه مدعوم من الأغلبية الرئاسية السابقة وأطراف في المعارضة السابقة كان ولد داداه يفخر بها.
وعن محاربة الفقر، قال ولد الشيخ عبد الله إن الذي يعيش تحت خط الفقر هو من يقل دخله عن 260 أوقية يوميا، وانتهز ولد داداه الفرصة للقول إن هذا المبلغ لا يشتري ربع كيلو لحم، فكيف بنفقة أسرة. واتهم ولد الشيخ عبدالله ضمنيا منافسه بالجهوية، عندما ذكر أنه تفوق في عشر ولايات، ما عدا ولاية الترارزة (مسقط رأس ولد داداه) ونواكشوط وانواذيبو.
ورأت شخصيات نخبوية أن ولد الشيخ عبد الله وفق في “الحديث العام”، فيما وفق منافسه في “التفاصيل” وبدا أقرب إلى مشكلات البيت الموريتاني، ولم يجد الصحافيون في المناظرة ما كانوا يتوقعونه، بعد حظر التطرق إلى الملفات الحساسة، مثل قضايا التعذيب والعلاقات مع “إسرائيل” والمؤسسة العسكرية.
وأسقطت المناظرة رهانات أنصار الطرفين، فقد حافظ أحمد ولد داداه على أعصاب هادئة، وتحدث سيدي ولد الشيخ عبد الله بثقة كبيرة. وبدأ ولد داداه المناظرة بتحية الشعب الموريتاني، واعتبر اللقاء مع منافسه فرصة للموريتانيين للحسم في بلوغ هدف التغيير الذي طالما تاقوا له، على حد تعبيره. وقال إن الوحدة الوطنية هي الركن الذي لا يمكن تحقيق التقدم والرخاء من دونه، وإن آليات المصالحة بين الموريتانيين موجودة، ويعززها الدين والآليات التقليدية، وان حل المشكلة العرقية في موريتانيا يجب أن يتم على أساس العدل والإنصاف من دون ثأر وفي ظل مساواة الجميع في دولة القانون، وأبدى تأييده لتدريس لغات الأقلية الإفريقية.
وقال إن مسألة العبودية محسومة من الناحية الدستورية، منذ أول دستور لموريتانيا في 1961 والقانون الذي أصدره الرئيس الأسبق ولد هيداله في ،1981 وقال إن برنامجه الانتخابي يركز على محاربة بقايا ومخلفات هذه الظاهرة بتجريمها والقضاء على مخلفاتها، بمشاريع اقتصادية موجهة للشرائح التي تعامل بالعبودية.
وقال ولد داداه إن الفقر ظاهرة شاملة في موريتانيا، ولا يخص منطقة من دون أخرى، وفي حالة نجاحه رئيسا سيحارب هذه الظاهرة بتخفيض الضرائب والرسوم الجمركية وتوفير خدمات الصحة والمياه والتعليم للجميع في غضون عام. وأضاف منتقدا طرح منافسه في هذا المجال أنه لا داعي لوضع خريطة خاصة بالفقر لأنه منتشر في جميع أنحاء موريتانيا، ولا يمكن لمن يئن تحت وطأته أن ينتظر خمس سنوات. وانتقد أيضا بشدة وضعية التعليم، وقال إنها تتميز بظاهرتي “الرسوب والتسرب”، وتعهد بتطوير التعليم ووضع برامج التدريب والتأهيل ووضع المعلمين في ظروف ملائمة.
وأظهر ولد داداه أن الجانب الاقتصادي على برنامجه يتحاشى الاختلالات ويراعي متطلبات المجتمع، بإيجاد آلية لتنمية ثروات موريتانيا (المراعي والزراعة في الشرق والجنوب)، و(المصايد والمناجم في الشمال والساحل).
وتحدث عن أهمية المغرب العربي، والدور الذي يمكن أن تلعبه موريتانيا باعتبار أن الجميع لا ينظر إليها كدولة إقليمية منافسة لطرف فيه، وقال إنه سيعمل في حالة فوزه بالرئاسة على جعل موريتانيا منطقة تواصل واندماج بين الدول المغاربية ومنطقة غرب إفريقيا عبر تفعيل منظمة استثمار نهر السنغال والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
وفي مجال الوفاء بتعهداته بشأن احتلال المرأة الموريتانية 30% في المناصب، أكد أن ذلك لا جدال فيه، وأضاف أن حزبه وصل بهذه النسبة في الانتخابات الماضية إلى 25%، ويأمل في حالة الفوز رفعها إلى 30% كمرحلة أولى، مبينا أن طموحه هو وصول هذه النسبة إلى 50%.
أما سيدي ولد الشيخ عبد الله فافتتح مداخلته في المناظرة التلفزيونية بإبراز أنه قرر الترشح للرئاسة بناء على تحليل للأوضاع في بلاده، وإنه توصل إلى أن الشعب الموريتاني يتطلع إلى الوحدة والعدالة وإدارة قوية وتغيير عميق شامل ومسؤول. وأضاف أن الوحدة الوطنية تحظى بمكانة خاصة في برنامجه، وأن تاريخ موريتانيا أثبت أنه في وسع شعبها البناء. وأكد أن هناك مشكلات على صعيد قضية الرق، وفي حالة فوزه بالرئاسة ينوي حلها في فترة لا تتجاوز سنة واحدة بوضع تشريع يقضي على هذه الممارسة، وشدد على أن العدالة هي ضمان الوحدة، أيا كان من يهددها. وأعلن استعداده للتجاوب مع قضية لغات الأقلية الإفريقية.
وقال ولد الشيخ عبد الله إن مشروعه يطمح الى أن يكون جميع الموريتانيين مواطنين في ظل دولة القانون والمساواة، وأن أحسن وسيلة لبلوغ ذلك هي العدالة التي قال إنها تتصدر عمله، وتعهد ببذل جهود حقيقية للقضاء على مخلفات الرق وتجريم ممارسته بالنصوص واستئصال مخلفاته عبر برامج مكافحة الفقر، وعودة المبعدين الأفارقة بصورة كريمة.
وأفاد بأنه إذا نجح في الفوز بالرئاسة سيعيد النظر في أداء الإدارة على نحو يضمن الفصل بين السلطات وعدم تسييس المرافق العامة واحترام الدستور والأحزاب ونشر ثقافة الديمقراطية. وتعهد بإنشاء قطاع وزاري لإصلاح الإدارة ومراقبتها يكافح الرشوة، وفي مجال محاربة الفقر سيعمل على تحسين ظروف حياة الموريتانيين، وسيعمل من أجل تحقيق نمو اقتصادي قوي يكفل مكافحة الفقر وسيشجع الاستثمار الخاص المحلي والدولي، وسيضمن ترشيد ممتلكات الدولة ويقوم باستصلاح ترابي في كل ولاية تتشكل بموجبه أقطاب للتنمية تقضي على الفوارق.
وقال سيدي ولد الشيخ عبدالله أن الفقر يبغ 26% في أغنى ولايات موريتانيا، بينما يبلغ 75% في الولايات الأكثر فقرا، وأنه في حالة فوزه بالرئاسة سيضع خريطة للفقر تشخص بؤره في كل ولاية وتقضي عليه عبر العناية بالصحة والتعليم والنشاطات المدرة للدخل وتوفير خدمات الماء والكهرباء والاتصال، وسيعمل على تحقيق التوازنات الكبرى في الاقتصاد الموريتاني، ورصد الموارد والمحافظة عليها مع منح عناية خاصة للتسيير والسهر على حسن أداء الإدارة والرفع من مردوديتها.
وتعهد في حالة الفوز بمنح الأولوية للزراعة وتنمية المواشي وتطويرهما، وقال إن العلاقات مع المؤسسات المالية الدولية يجب أن تقوم على احترام خيارات موريتانيا ضمن شراكة قوامها التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وفي ما يتعلق بالعلاقات الخارجية، قال إن “المغرب العربي عزيز علينا تاريخيا وثقافيا واقتصاديا، ويهمنا كل ما ينشطه على أسس الأخوة وحل المشكلات بين أعضائه، ولن ندخر في سبيل ذلك جهودنا الجادة”.
وأبان سيدي ولد الشيخ عبد الله أنه التزم بنسبة 20% للمرأة الموريتانية في المناصب، غير أنه يطمح في حالة الفوز بالرئاسة إلى بلوغ نسبة 33% التي هي هدف الألفية. وقال إن ما يعرف بالأغلبية والمعارضة ليس في مقدور أي منهما تحقيق التغيير الذي ينشده الموريتانيون، وان إجماع أكبر نسبة من الناخبين حول برنامجه في الجولة الأولى من الفئتين وتأييده من أكثرية غرفتي البرلمان دليل على تبني الموريتانيين مشروعه.
http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_content.cfm?id=66450 (http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_content.cfm?id=66450)
وتابع الموريتانيون المناظرة وسط أجواء ترقب وحماسة غير مسبوقة، وتوقفت الحركة في غالبية مدن وقرى موريتانيا طوال ساعتين جرت فيهما المناظرة التي اعتبرت تاريخية، وشملت محاور تتعلق بتعزيز الوحدة الوطنية والحكم الرشيد وإقامة دولة القانون وتحسين ظروف الموريتانيين المعيشية واستغلال الثروات والعلاقات الخارجية.
ووصل ولد الشيخ عبد الله إلى مباني التلفزيون في نواكشوط قبل وصول أحمد ولد داداه بنصف ساعة، وكان الاثنان محاطين بطاقميها الإعلامي ومسؤولي حملتيهما، واستقبلهما بالطريقة نفسها رئيس السلطة العليا للإعلام ومديرو المؤسسات الإعلامية، وتم اصطحاب كل منهما إلى غرفة خاصة في انتظار الترتيبات الفنية، إلا أن سيدي ولد الشيخ عبد الله اقتحم مجلس ولد داداه، وتعانقا وتبادلا عبارات المجاملة، قبل أن يدخل كل منهما إلى غرفة التجميل من أجل “البودرة” للحماية من كشافات الضوء، وقد تمتع المرشحان في المناظرة بروح رياضية عالية، فقد حيا وأشاد كل منهما بالآخر في البداية والنهاية، ووصفه ب”الزميل والصديق”.
وخلفت المناظرة مزيدا من الانقسام في الرأي العام الموريتاني بشأن تقييمها، وأثبتت بصفة عامة شبه تطابق لبرنامج المرشحين وتقاربا كبيرا في الطرح وتصورات الحلول. وشهدت صدامات خفيفة وصفت بأنها لم تفسد للود قضية، ففي حديثه عن ضياع التعليم في موريتانيا، أشار أحمد ولد داداه إلى فضيحة تعرف عند الرأي العام بـ”بيع البكالوريا”، وقال إن المسؤول عنها يوجد حاليا في حملة المرشح ولد الشيخ عبدالله، في إشارة إلى وجود رجال فساد سابقين في حملة منافسه الذي رد بالقول إنه يفخر بأنه مدعوم من الأغلبية الرئاسية السابقة وأطراف في المعارضة السابقة كان ولد داداه يفخر بها.
وعن محاربة الفقر، قال ولد الشيخ عبد الله إن الذي يعيش تحت خط الفقر هو من يقل دخله عن 260 أوقية يوميا، وانتهز ولد داداه الفرصة للقول إن هذا المبلغ لا يشتري ربع كيلو لحم، فكيف بنفقة أسرة. واتهم ولد الشيخ عبدالله ضمنيا منافسه بالجهوية، عندما ذكر أنه تفوق في عشر ولايات، ما عدا ولاية الترارزة (مسقط رأس ولد داداه) ونواكشوط وانواذيبو.
ورأت شخصيات نخبوية أن ولد الشيخ عبد الله وفق في “الحديث العام”، فيما وفق منافسه في “التفاصيل” وبدا أقرب إلى مشكلات البيت الموريتاني، ولم يجد الصحافيون في المناظرة ما كانوا يتوقعونه، بعد حظر التطرق إلى الملفات الحساسة، مثل قضايا التعذيب والعلاقات مع “إسرائيل” والمؤسسة العسكرية.
وأسقطت المناظرة رهانات أنصار الطرفين، فقد حافظ أحمد ولد داداه على أعصاب هادئة، وتحدث سيدي ولد الشيخ عبد الله بثقة كبيرة. وبدأ ولد داداه المناظرة بتحية الشعب الموريتاني، واعتبر اللقاء مع منافسه فرصة للموريتانيين للحسم في بلوغ هدف التغيير الذي طالما تاقوا له، على حد تعبيره. وقال إن الوحدة الوطنية هي الركن الذي لا يمكن تحقيق التقدم والرخاء من دونه، وإن آليات المصالحة بين الموريتانيين موجودة، ويعززها الدين والآليات التقليدية، وان حل المشكلة العرقية في موريتانيا يجب أن يتم على أساس العدل والإنصاف من دون ثأر وفي ظل مساواة الجميع في دولة القانون، وأبدى تأييده لتدريس لغات الأقلية الإفريقية.
وقال إن مسألة العبودية محسومة من الناحية الدستورية، منذ أول دستور لموريتانيا في 1961 والقانون الذي أصدره الرئيس الأسبق ولد هيداله في ،1981 وقال إن برنامجه الانتخابي يركز على محاربة بقايا ومخلفات هذه الظاهرة بتجريمها والقضاء على مخلفاتها، بمشاريع اقتصادية موجهة للشرائح التي تعامل بالعبودية.
وقال ولد داداه إن الفقر ظاهرة شاملة في موريتانيا، ولا يخص منطقة من دون أخرى، وفي حالة نجاحه رئيسا سيحارب هذه الظاهرة بتخفيض الضرائب والرسوم الجمركية وتوفير خدمات الصحة والمياه والتعليم للجميع في غضون عام. وأضاف منتقدا طرح منافسه في هذا المجال أنه لا داعي لوضع خريطة خاصة بالفقر لأنه منتشر في جميع أنحاء موريتانيا، ولا يمكن لمن يئن تحت وطأته أن ينتظر خمس سنوات. وانتقد أيضا بشدة وضعية التعليم، وقال إنها تتميز بظاهرتي “الرسوب والتسرب”، وتعهد بتطوير التعليم ووضع برامج التدريب والتأهيل ووضع المعلمين في ظروف ملائمة.
وأظهر ولد داداه أن الجانب الاقتصادي على برنامجه يتحاشى الاختلالات ويراعي متطلبات المجتمع، بإيجاد آلية لتنمية ثروات موريتانيا (المراعي والزراعة في الشرق والجنوب)، و(المصايد والمناجم في الشمال والساحل).
وتحدث عن أهمية المغرب العربي، والدور الذي يمكن أن تلعبه موريتانيا باعتبار أن الجميع لا ينظر إليها كدولة إقليمية منافسة لطرف فيه، وقال إنه سيعمل في حالة فوزه بالرئاسة على جعل موريتانيا منطقة تواصل واندماج بين الدول المغاربية ومنطقة غرب إفريقيا عبر تفعيل منظمة استثمار نهر السنغال والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
وفي مجال الوفاء بتعهداته بشأن احتلال المرأة الموريتانية 30% في المناصب، أكد أن ذلك لا جدال فيه، وأضاف أن حزبه وصل بهذه النسبة في الانتخابات الماضية إلى 25%، ويأمل في حالة الفوز رفعها إلى 30% كمرحلة أولى، مبينا أن طموحه هو وصول هذه النسبة إلى 50%.
أما سيدي ولد الشيخ عبد الله فافتتح مداخلته في المناظرة التلفزيونية بإبراز أنه قرر الترشح للرئاسة بناء على تحليل للأوضاع في بلاده، وإنه توصل إلى أن الشعب الموريتاني يتطلع إلى الوحدة والعدالة وإدارة قوية وتغيير عميق شامل ومسؤول. وأضاف أن الوحدة الوطنية تحظى بمكانة خاصة في برنامجه، وأن تاريخ موريتانيا أثبت أنه في وسع شعبها البناء. وأكد أن هناك مشكلات على صعيد قضية الرق، وفي حالة فوزه بالرئاسة ينوي حلها في فترة لا تتجاوز سنة واحدة بوضع تشريع يقضي على هذه الممارسة، وشدد على أن العدالة هي ضمان الوحدة، أيا كان من يهددها. وأعلن استعداده للتجاوب مع قضية لغات الأقلية الإفريقية.
وقال ولد الشيخ عبد الله إن مشروعه يطمح الى أن يكون جميع الموريتانيين مواطنين في ظل دولة القانون والمساواة، وأن أحسن وسيلة لبلوغ ذلك هي العدالة التي قال إنها تتصدر عمله، وتعهد ببذل جهود حقيقية للقضاء على مخلفات الرق وتجريم ممارسته بالنصوص واستئصال مخلفاته عبر برامج مكافحة الفقر، وعودة المبعدين الأفارقة بصورة كريمة.
وأفاد بأنه إذا نجح في الفوز بالرئاسة سيعيد النظر في أداء الإدارة على نحو يضمن الفصل بين السلطات وعدم تسييس المرافق العامة واحترام الدستور والأحزاب ونشر ثقافة الديمقراطية. وتعهد بإنشاء قطاع وزاري لإصلاح الإدارة ومراقبتها يكافح الرشوة، وفي مجال محاربة الفقر سيعمل على تحسين ظروف حياة الموريتانيين، وسيعمل من أجل تحقيق نمو اقتصادي قوي يكفل مكافحة الفقر وسيشجع الاستثمار الخاص المحلي والدولي، وسيضمن ترشيد ممتلكات الدولة ويقوم باستصلاح ترابي في كل ولاية تتشكل بموجبه أقطاب للتنمية تقضي على الفوارق.
وقال سيدي ولد الشيخ عبدالله أن الفقر يبغ 26% في أغنى ولايات موريتانيا، بينما يبلغ 75% في الولايات الأكثر فقرا، وأنه في حالة فوزه بالرئاسة سيضع خريطة للفقر تشخص بؤره في كل ولاية وتقضي عليه عبر العناية بالصحة والتعليم والنشاطات المدرة للدخل وتوفير خدمات الماء والكهرباء والاتصال، وسيعمل على تحقيق التوازنات الكبرى في الاقتصاد الموريتاني، ورصد الموارد والمحافظة عليها مع منح عناية خاصة للتسيير والسهر على حسن أداء الإدارة والرفع من مردوديتها.
وتعهد في حالة الفوز بمنح الأولوية للزراعة وتنمية المواشي وتطويرهما، وقال إن العلاقات مع المؤسسات المالية الدولية يجب أن تقوم على احترام خيارات موريتانيا ضمن شراكة قوامها التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وفي ما يتعلق بالعلاقات الخارجية، قال إن “المغرب العربي عزيز علينا تاريخيا وثقافيا واقتصاديا، ويهمنا كل ما ينشطه على أسس الأخوة وحل المشكلات بين أعضائه، ولن ندخر في سبيل ذلك جهودنا الجادة”.
وأبان سيدي ولد الشيخ عبد الله أنه التزم بنسبة 20% للمرأة الموريتانية في المناصب، غير أنه يطمح في حالة الفوز بالرئاسة إلى بلوغ نسبة 33% التي هي هدف الألفية. وقال إن ما يعرف بالأغلبية والمعارضة ليس في مقدور أي منهما تحقيق التغيير الذي ينشده الموريتانيون، وان إجماع أكبر نسبة من الناخبين حول برنامجه في الجولة الأولى من الفئتين وتأييده من أكثرية غرفتي البرلمان دليل على تبني الموريتانيين مشروعه.
http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_content.cfm?id=66450 (http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_content.cfm?id=66450)