S A T A N
03-04-2007, 11:37 PM
جون لاسيتر يجدد روح الأفلام المتحركة الشهيرة .. ويعيد أمجاد ميكي ماوس
http://www.iranao.com/newsimages/Disney.jpg
لم تكن المرة الأولى التي بقي فيها جون لاسيتر، مدير «توي ستوري» و«كارز»، حتى النهاية في تصوير فيلم الرسوم المتحركة الذي لم يكن جاهزا تماما. ولكن عندما رأى التحرير المبكر لفيلم Meet the Robinsons لشركة ديزني الشهر الماضي، شاهده بعين جديدة. فلم يكن مجرد مدير ومؤسس لستوديوهات «بيكسار» للرسوم المتحركة. في هذه المرة كان الرئيس والمسؤول الابداعي الرئيسي عن افلام الرسوم المتحركة في شركة والت ديزني التي كانت قد وافقت على شراء «بيكسار» قبل شهرين.
وبينما كان يجلس في مسرح مظلم في الطابق الأول من ستوديوهات ديزني لفت اهتمامه شيء ما بشأن الشرير. فكل افلام «بيكسار» المتحركة لديها شخصية الشرير. وبالمقارنة فإن الشرير في Robinsons ، وهي قصة يتيم يصنع جهازا للسفر عبر الزمن (تايم ماشين) من أجل ان يجد أمه، ليس مصدر تهديد ولا شخصية مخيفة.
http://frames.free.fr/Images/lasseter4.jpg
جون لاسيتر برفقة ميزاكي
وبعد التصوير التقى لاسيتر، وزملاؤه من «بيكسار» وديزني، المدير ستيفن اندرسون وأبلغوه بذلك، ودام اللقاء ست ساعات.
وبعد 10 أشهر عاد لاسيتر ثانية الى قاعة التصوير وهو يشاهد نسخة اندرسون الجديدة من Meet the Robinsons التي ستطرح في الأسواق يوم 30 من مارس (اذار) الحالي. وقد جرى تحرير ما يقرب من 60 في المائة من الفيلم الأصلي، واضيفت اشياء جديدة. وفي احد المشاهد المؤثرة تجري ملاحقة اليتيم لويس من جانب ديناصور مفرط الحجم. وفي وقت لاحق عندما سئل عن نهاية الفيلم انقلبت ابتسامة لاسيتر وتظاهر بالبكاء. وقال ان «الجمهور سيبكي. فسيؤثر الفيلم عليهم حقا».
http://www.mda.dds.nl/nieuws/meetrobinsons-poster.jpg
Meet the Robinsons
ولاستير، 50 عاما، الغريب عن هوليوود، والذي حقق مشروعه المستقل شعبية لأفلام الرسوم المتحركة، قد يبدو شخصا غريبا بالنسبة لستوديو أقيم على رسوم متحركة تقليدية وأسطورة سنو وايت وسندريلا. ولكن منذ شراء «بيكسار» أعلن عن لاستير كوالت ديزني حديث، كحكم ثقافي يستطيع أن يجدد روح الأفلام المتحركة الشهيرة لديزني.
ومنذ أيام «ميكي ماوس» عام 1928 حيث انتج الفيلم الكلاسيكي Steamboat Willie كان انتاج الأفلام المتحركة مجال ديزني الذي لا منازع فيه. ولكن بعد طائفة من الاحباطات خلال العقد الخير وأشهرها في Treasure Planet كان الاستوديو يسعى بإلحاح الى التغيير. فقد تخلى عن تقليده في الرسم اليدوي لصالح استخدام الكومبيوتر. وفي هذه العملية خسروا الكثير من علامتهم الثقافية المميزة.
وباعتباره أول مخرج افلام يدير عمليات أفلام الرسوم المتحركة في ديزني منذ وفاة والت ديزني عام 1966، قال انه يريد أن يعيد العصر الذهبي للستوديو.
http://www.facade.com/celebrity/photo/Walt_Disney.jpg
والت ديزني
ومنذ تلك الأيام تغير كل شيء تقريبا، ولم تعد افلام «ميكي ماوس» بنفس التأثير السابق على اجيال جديدة تشاهد افلام العنف في الفيديو، وتجد امامها 500 من القنوات الفضائية وتنغمر في الانترنت.
ويقول زملاء قدامى إن القوة التي ستوجه التغيرات المقبلة، في مكاتب الاستوديو والأفلام واللعب وما الى ذلك، ترتبط بالحساسية الفريدة للاسيتر، وهو يستمد إلهامه من الحياة الواقعية.
ونادرا ما يجلس لاسيتر بهدوء. فيداه تتحركان وتلوحان في الهواء امامه وهو مفعم بالأفكار، وفي بعض الأحيان بتيار الوعي الفني المتدفق الذي يمكن ان يمتد من شكل شجرة رآها في ذلك الصباح الى القوانين التي تتحكم بالكراسي المتحركة التي يستخدمها المعاقون الأميركيون.
ووسط كل هذه الانشغالات سئل عن الكيفية التي يعتزم بها استعادة الهيمنة الثقافية لأفلام ديزني المتحركة، فأجاب «لا أعرف ما الذي اقول. أنا لا أفكر بهذه الطريقة. أنا اثق بغرائزي. وأنا نتاج ما خلقته هذه الشركة. وأفعل ما افعل بسبب والت ديزني. لم أنس ابدا كيف ان افلامها وفرت لي المتعة والتسلية»، ولكنه يمتلك خطة بالطبع.
فلدى لاسيتر وادوين كاتمول، أحد مؤسسي «بيكسار» وعين رئيسا لقسم الأفلام المتحركة المشتركة لشركتي ديزني و«بيكسار» والذي يشرف على العمليات، تصاميم لمكاتب جديدة في غلينديل القريبة. ولكن التحول الثقافي الذي يعدان له يبدو اكثر شبها بما في شركة «بيكسار». فهما يشجعان صانعي أفلام الرسوم المتحركة على التجريب بصورة اكبر في حرفتهم. كما يأملان من ناحية أخرى اعادة تقديم افلام مرسومة باليد. وببساطة فإن الاثنين لا يريدان رؤية ضياع الشكل الفني.
ومنذ ان توليا مهمتهما أعد لاسيتر وكاتمول برنامجا لتجديد الأفلام القصيرة المرسومة باليد. وقال لاستير ان «الغرض كله هو جعل هؤلاء الفنانين مستعدين للأفلام الاعتيادية الطويلة».
وفي اليوم التالي لفوزه بجائزة «غولدن غلوب» على فيلم Cars اجتمع لاسيتر و13 من المديرين التنفيذيين لأفلام الرسوم المتحركة في قاعة بالطابق الثاني من الستوديو في بوربانك للاستماع الى الادارة الفنية لفيلم جديد يصور شخصية غوفي التي ابدعتها ديزني. وكانت على الجدار تسع ألواح بصور غوفي، وقد رسم من جانب فناني ديزني بين عامي 1942 و1948. وقال لاستير وهو ينظر الى احدى الصور «ما أحبه بشأن غوفي هو البشرة التي على خديه. يمكنك ان تتلمسها. وهذا ما يتعين عليكم التوثق من امتلاكه. هل للطلاب صيغ مختلفة للتعبير؟».
وقال لاسيتر «أنا شخص نزيه بطبيعتي. أرتدي عواطفي على قفازاتي. وليست لدي ابواب خلفية وكواليس. ومن طبيعة هوليوود أن يكون هناك أناس يمتلكون السلطة وآخرون يخبرونهم ما الذي يريدون منهم ان يسمعوا. نحن نختار ان نكون نزيهين ومنفتحين».
وارتباطا بذلك أقام لاسيتر جسورا من الثقة في ديزني، مثل مرآة من الثقة بالعقل التي كانت من سمات «بيكسار» حيث المخرجون ومحررو القصص ينتقدون عيوب الفيلم اكثر مما يفعل أي مشاهد.
وقد ولد لاسيتر في هوليوود عام 1957 ونشأ في ويتير القريبة. كانت أمه معلمة للفن وأبوه مديرا للأدوات الاحتياطية في شركة بيع سيارات. وبعد تخرجه من معهد كاليفورنيا للفنون عام 1979، عمل مصمما في ديزني لمدة خمس سنوات قبل ان يلتحق بشركة «بيكسار» عام 1986. وفي اوائل عام 2000 كانت متنزهات الأفكار (ثيم بارك) في ديزني بحاجة الى تنشيط. وعندما التحق لاسيتر بشركة ديزني جعله روبرت ايغر، المدير التنفيذي، يعمل مستشارا ابداعيا لمتنزهات الأفكار، جزئيا من اجل الاشراف على نوعية انتاجات ديزني. ومن بين ما اهتم به أكثر من غيره، وسط نشاطه اليومي في الشركة، هو عندما ابلغ بأن شخصا غريبا قد كلف للعمل في تصميم ورسم بعض الشخصيات على الشاشة بما في ذلك شخصية وودي. وسأل «هل نحن نتخذ القرار السليم في ان نجعل الشخصيات ترسم من جانب شركة اخرى ؟ لا اشعر بالارتياح من هؤلاء الأشخاص الذين يرسمون الشخصيات».
فكان الجواب أن «عملنا الأساسي هو ما يجري الاستناد اليه». ولكنه ظل صارما في موقفه وطلب من المعنيين التحدث الى الشركة الأخرى. وقال «أريد حقا التحكم بالنوعية. لا أريد ان يقلل الغرباء من قيمة الشخصيات».
المصدر : جريدة الشرق الاوسط
http://www.iranao.com/newsimages/Disney.jpg
لم تكن المرة الأولى التي بقي فيها جون لاسيتر، مدير «توي ستوري» و«كارز»، حتى النهاية في تصوير فيلم الرسوم المتحركة الذي لم يكن جاهزا تماما. ولكن عندما رأى التحرير المبكر لفيلم Meet the Robinsons لشركة ديزني الشهر الماضي، شاهده بعين جديدة. فلم يكن مجرد مدير ومؤسس لستوديوهات «بيكسار» للرسوم المتحركة. في هذه المرة كان الرئيس والمسؤول الابداعي الرئيسي عن افلام الرسوم المتحركة في شركة والت ديزني التي كانت قد وافقت على شراء «بيكسار» قبل شهرين.
وبينما كان يجلس في مسرح مظلم في الطابق الأول من ستوديوهات ديزني لفت اهتمامه شيء ما بشأن الشرير. فكل افلام «بيكسار» المتحركة لديها شخصية الشرير. وبالمقارنة فإن الشرير في Robinsons ، وهي قصة يتيم يصنع جهازا للسفر عبر الزمن (تايم ماشين) من أجل ان يجد أمه، ليس مصدر تهديد ولا شخصية مخيفة.
http://frames.free.fr/Images/lasseter4.jpg
جون لاسيتر برفقة ميزاكي
وبعد التصوير التقى لاسيتر، وزملاؤه من «بيكسار» وديزني، المدير ستيفن اندرسون وأبلغوه بذلك، ودام اللقاء ست ساعات.
وبعد 10 أشهر عاد لاسيتر ثانية الى قاعة التصوير وهو يشاهد نسخة اندرسون الجديدة من Meet the Robinsons التي ستطرح في الأسواق يوم 30 من مارس (اذار) الحالي. وقد جرى تحرير ما يقرب من 60 في المائة من الفيلم الأصلي، واضيفت اشياء جديدة. وفي احد المشاهد المؤثرة تجري ملاحقة اليتيم لويس من جانب ديناصور مفرط الحجم. وفي وقت لاحق عندما سئل عن نهاية الفيلم انقلبت ابتسامة لاسيتر وتظاهر بالبكاء. وقال ان «الجمهور سيبكي. فسيؤثر الفيلم عليهم حقا».
http://www.mda.dds.nl/nieuws/meetrobinsons-poster.jpg
Meet the Robinsons
ولاستير، 50 عاما، الغريب عن هوليوود، والذي حقق مشروعه المستقل شعبية لأفلام الرسوم المتحركة، قد يبدو شخصا غريبا بالنسبة لستوديو أقيم على رسوم متحركة تقليدية وأسطورة سنو وايت وسندريلا. ولكن منذ شراء «بيكسار» أعلن عن لاستير كوالت ديزني حديث، كحكم ثقافي يستطيع أن يجدد روح الأفلام المتحركة الشهيرة لديزني.
ومنذ أيام «ميكي ماوس» عام 1928 حيث انتج الفيلم الكلاسيكي Steamboat Willie كان انتاج الأفلام المتحركة مجال ديزني الذي لا منازع فيه. ولكن بعد طائفة من الاحباطات خلال العقد الخير وأشهرها في Treasure Planet كان الاستوديو يسعى بإلحاح الى التغيير. فقد تخلى عن تقليده في الرسم اليدوي لصالح استخدام الكومبيوتر. وفي هذه العملية خسروا الكثير من علامتهم الثقافية المميزة.
وباعتباره أول مخرج افلام يدير عمليات أفلام الرسوم المتحركة في ديزني منذ وفاة والت ديزني عام 1966، قال انه يريد أن يعيد العصر الذهبي للستوديو.
http://www.facade.com/celebrity/photo/Walt_Disney.jpg
والت ديزني
ومنذ تلك الأيام تغير كل شيء تقريبا، ولم تعد افلام «ميكي ماوس» بنفس التأثير السابق على اجيال جديدة تشاهد افلام العنف في الفيديو، وتجد امامها 500 من القنوات الفضائية وتنغمر في الانترنت.
ويقول زملاء قدامى إن القوة التي ستوجه التغيرات المقبلة، في مكاتب الاستوديو والأفلام واللعب وما الى ذلك، ترتبط بالحساسية الفريدة للاسيتر، وهو يستمد إلهامه من الحياة الواقعية.
ونادرا ما يجلس لاسيتر بهدوء. فيداه تتحركان وتلوحان في الهواء امامه وهو مفعم بالأفكار، وفي بعض الأحيان بتيار الوعي الفني المتدفق الذي يمكن ان يمتد من شكل شجرة رآها في ذلك الصباح الى القوانين التي تتحكم بالكراسي المتحركة التي يستخدمها المعاقون الأميركيون.
ووسط كل هذه الانشغالات سئل عن الكيفية التي يعتزم بها استعادة الهيمنة الثقافية لأفلام ديزني المتحركة، فأجاب «لا أعرف ما الذي اقول. أنا لا أفكر بهذه الطريقة. أنا اثق بغرائزي. وأنا نتاج ما خلقته هذه الشركة. وأفعل ما افعل بسبب والت ديزني. لم أنس ابدا كيف ان افلامها وفرت لي المتعة والتسلية»، ولكنه يمتلك خطة بالطبع.
فلدى لاسيتر وادوين كاتمول، أحد مؤسسي «بيكسار» وعين رئيسا لقسم الأفلام المتحركة المشتركة لشركتي ديزني و«بيكسار» والذي يشرف على العمليات، تصاميم لمكاتب جديدة في غلينديل القريبة. ولكن التحول الثقافي الذي يعدان له يبدو اكثر شبها بما في شركة «بيكسار». فهما يشجعان صانعي أفلام الرسوم المتحركة على التجريب بصورة اكبر في حرفتهم. كما يأملان من ناحية أخرى اعادة تقديم افلام مرسومة باليد. وببساطة فإن الاثنين لا يريدان رؤية ضياع الشكل الفني.
ومنذ ان توليا مهمتهما أعد لاسيتر وكاتمول برنامجا لتجديد الأفلام القصيرة المرسومة باليد. وقال لاستير ان «الغرض كله هو جعل هؤلاء الفنانين مستعدين للأفلام الاعتيادية الطويلة».
وفي اليوم التالي لفوزه بجائزة «غولدن غلوب» على فيلم Cars اجتمع لاسيتر و13 من المديرين التنفيذيين لأفلام الرسوم المتحركة في قاعة بالطابق الثاني من الستوديو في بوربانك للاستماع الى الادارة الفنية لفيلم جديد يصور شخصية غوفي التي ابدعتها ديزني. وكانت على الجدار تسع ألواح بصور غوفي، وقد رسم من جانب فناني ديزني بين عامي 1942 و1948. وقال لاستير وهو ينظر الى احدى الصور «ما أحبه بشأن غوفي هو البشرة التي على خديه. يمكنك ان تتلمسها. وهذا ما يتعين عليكم التوثق من امتلاكه. هل للطلاب صيغ مختلفة للتعبير؟».
وقال لاسيتر «أنا شخص نزيه بطبيعتي. أرتدي عواطفي على قفازاتي. وليست لدي ابواب خلفية وكواليس. ومن طبيعة هوليوود أن يكون هناك أناس يمتلكون السلطة وآخرون يخبرونهم ما الذي يريدون منهم ان يسمعوا. نحن نختار ان نكون نزيهين ومنفتحين».
وارتباطا بذلك أقام لاسيتر جسورا من الثقة في ديزني، مثل مرآة من الثقة بالعقل التي كانت من سمات «بيكسار» حيث المخرجون ومحررو القصص ينتقدون عيوب الفيلم اكثر مما يفعل أي مشاهد.
وقد ولد لاسيتر في هوليوود عام 1957 ونشأ في ويتير القريبة. كانت أمه معلمة للفن وأبوه مديرا للأدوات الاحتياطية في شركة بيع سيارات. وبعد تخرجه من معهد كاليفورنيا للفنون عام 1979، عمل مصمما في ديزني لمدة خمس سنوات قبل ان يلتحق بشركة «بيكسار» عام 1986. وفي اوائل عام 2000 كانت متنزهات الأفكار (ثيم بارك) في ديزني بحاجة الى تنشيط. وعندما التحق لاسيتر بشركة ديزني جعله روبرت ايغر، المدير التنفيذي، يعمل مستشارا ابداعيا لمتنزهات الأفكار، جزئيا من اجل الاشراف على نوعية انتاجات ديزني. ومن بين ما اهتم به أكثر من غيره، وسط نشاطه اليومي في الشركة، هو عندما ابلغ بأن شخصا غريبا قد كلف للعمل في تصميم ورسم بعض الشخصيات على الشاشة بما في ذلك شخصية وودي. وسأل «هل نحن نتخذ القرار السليم في ان نجعل الشخصيات ترسم من جانب شركة اخرى ؟ لا اشعر بالارتياح من هؤلاء الأشخاص الذين يرسمون الشخصيات».
فكان الجواب أن «عملنا الأساسي هو ما يجري الاستناد اليه». ولكنه ظل صارما في موقفه وطلب من المعنيين التحدث الى الشركة الأخرى. وقال «أريد حقا التحكم بالنوعية. لا أريد ان يقلل الغرباء من قيمة الشخصيات».
المصدر : جريدة الشرق الاوسط