المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البداية لزمن الفتن؟؟



حال اْمتي
12-04-2007, 09:49 PM
البداية لزمن فتن النهاية









مقدمة الكتاب :


بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام على إمام الهدى و سيد المرسلين سيدنا محمد و على آل بيته و أصحابه الطيبين و بعد :

أخوتي في الله كان الألم يعتصر قلبي و أنا أتابع بعض المقالات و الموضوعات المطروحة في منتديات الحوار ,

و التي مدار الحديث فيها عن الأحاديث و النصوص التي تتكلم عن الفتن ، و قد تأثر الكثير منهم بتجار الدجل ممن

لا هم لهم سوى إشاعة الإثارة من خلال أحاديث موضوعة، تم وضعها في عصرنا الحاضر و عزوها لمخطوطات

مجهولة المصدر , هذه المقالات كانت بمضمونها خروج عن النصوص الصحيحة التي تضبط المفهوم الحقيقي للفتنة

من حيث الزمان و المكان، فكانوا تارةٍ يؤولون النصوص و يحملوها ما لا تحتمل بحيث تأتي موافقة لهوىً في

صدورهم، و تارة تجدهم يجتهدون في تأويل نص ضعيف أو أثر غير مرفوع فيجعلون منه المحور الرئيسي

للبحث و الذي لا يمكن الخروج عنه ،متمادين في ذلك حتى لو كانت هذه الآثار تتعارض و بشكل صريح مع

نصوص صحيحة و ثابتة، لذلك فقد وجدت لزاماً عليّ , الخوض في مضمار الفتن جاعلاً زادي بعد الاتكال على الله

صحيح السنة و حسنها , و لا أتطرق لضعيف السنة إلا من قبيل تدعيم البحث و تمتينه راجيا من الله القبول و السداد

و الله من وراء القصد




أبو سفيان \ الثلاثاء, 06 أيار, 2003

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ















مدخـــــــــــــــــل:



بسم الله الرحمن الرحيم
( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ) (الرعد:11)
(وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)(محمد: من الآية38)


إن الناظر و المتمعن في الواقع الذي تعيشه أمة الإسلام اليوم ليحار من سوء ما آلت إليه الأمة، فهي تعيش واقعا

مؤلماً , و ذلا تتأبى النساء عن قبوله ،كل هذا الذل و الهوان يتجرعه أبناء الأمة بصمت و سكون و كأنهم لا

يحبذون تغييره ،

فهل فقدت هذه الأمة مقومات التغيير و التجديد ؟,

أم أن شيء قد طرأ على معتقداتها فجعلها مهيأة لقبول هذا الواقع و الركون إليه ؟

نحن نعلم أن عزة هذه الأمة مرهون بمعادلة ربانية طرفها الثاني هو الإسلام، فبقدر تمسك أبناء الأمة بالإسلام

يكون العز و الرفعة0 و بقدر بعدهم عنه يكون الذل و الهوان , إذاً بقدر تذللنا لله تكون رفعتنا على أعدائه، و

بقدربعدنا عنه يكون ذلنا لهم و رفعتهم علينا

هذا القانون الرباني الذي ربط عزة هذه الأمة بالإسلام و الجهاد منه بشكل خاص, و جعل ذلها في الركون إلى

الدنيا و زينتها هو الذي جعل أعداء المسلمين يلهثون خلف أي سبيل يؤدي إلى فصل المسلمين عن دينهم ,, فلا

نبالغ لو قلنا أنهم أصبحوا أعلم من الكثير من المسلمين بمواطن الضعف و القوة في هذه الأمة ،لذلك و في الزمن

الذي هم عاجزون فيه عن أستأصال الإسلام ممثلا بالمسلمين كانوا يسعون و بشكل فعّال من أجل تغريب

المسلمين عن دينهم0

كيف ذلك ؟؟؟؟

الإنسان المسلم و العربي خصوصا يتميزون بصفات تفقدها بقية الأمم،

هذه الصفات منها ما هو موروث و منها ما هو مكتسب من أسمى الأديان السماوية ألا و هو الإسلام , فالمسلم

يمكن تطهيره و تنقيته بلحظات لو قدر الله له ذلك , توبة صادقة و موقف تذلل يقفه العبيد بين يدي خالقه كافية

لبعث جذوة الإرهاب في نفسه فيسهل بيعها عند أول صيحة حيا على الجهاد00

( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ
حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:111)


فالجهاد هو الأداة العملية التي تحقق عزة الأمة ، و العزة هي التي تعزز في نفس المسلم الإباء ، فعزة المسلم

جزء من عزة الأمة، و ذل الأمة يعني ذل المسلمين0


صحيح الترغيب والترهيب : المجلد الثالث - 2893 ( صحيح موقوف )
(وعن طارق، قال: خرج عمر رضي الله عنه إلى الشام ومعنا أبو عبيدة ،فأتوا على مخاضة وعمر على ناقة له، فنزل وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه وأخذ بزمام ناقته فخاض ،فقال أبو عبيدة :يا أمير المؤمنين أنت تفعل هذا , ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك، فقال: أوه ولو يقل ذا غيرك أبا عبيدة لجعلته نكالا لأمة محمد ، إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام ، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله)
رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما

إنه الإسلام خاتم الشرائع على الأرض , كرم الله به هذه الأمة , حين أخرجها به من عبادة الأوثان إلى عبادة

الرحمن، و قال لهم سبحانه:

( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (56)
مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ) (الذريات:57)

أراد الله منّا هجر الدنيا و العمل للآخرة، فهجرنا الآخرة و صارت الدنيا أكبر همنا و وقع علينا قول رسولنا

محمد صلى الله عليه و سلم كما جاء في الحديث الصحيح

سلسة الأحاديث الصحيحة : المجلد الأول - الصحيحة
(إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم )

لقد فعلنا ما هو أكبر من هذا كله , لقد تبعنا أذناب النصارى و اليهود و قلدناهم في كل ما يغضب الله مصداقا

لحديث رسول الله

السنة : المجلد الأول - 74 ) صحيح (
( حدثنا محمد بن عوف، حدثنا أبن أبي مريم، حدثنا أبو غسان ،حدثني زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
""لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لسلكتموه ، قالوا: يا رسول الله من !؟ اليهود والنصارى!؟ قال فمن إذاً ! "")

اليهود أعداء الله و رسله لديهم الخبرة الكافية و الطويلة في إفساد الأديان و المعتقدات ،

والنصارى حمقى ليس لديهم دهاء اليهود و خبثهم، لذلك لم يستطع النصارى طول القرون الماضية أن يزعزعوا

أركان الدولة الإسلامية خلال القرون الماضية بالرغم من القدرة العسكرية المتمثلة في أوربا بأكملها، فقد خاضوا

حروبا طويلة مع المسلمين و بالرغم من اختيارهم لظروف صعبة كانت تمر بها دولة الإسلام إلا أنهم ارتدوا على

أعقابهم خاسئين في النهاية0

بينما أستطاع اليهود و في أوج قوة الدولة الإسلامية اختراق طائفة من المسلمين فزرعوا بذرة تحمل ذات السموم

التي زرعوها في جسد الديانة النصرانية، فخرج من رحم هذه البذرة مولود شاذ أشبه ما يكون بشقيقه النصراني

و أبوه اليهودي00 إنهم (الرافضة و الفرق الباطنية) التي مارست منذ مولدها دور الفيروس القاتل

في جسد هذه الأمة 0

نعم أخوتي فيروس محجم القدرة ،لكنه ما إن يتحسس أي ضعف في جسد الأمة حتى تراه قد استأسد ,

فراح ينهش في جسدها ككلب أجرب 0

إذا كانت المعوقات أمام اليهود هي القدرة العسكرية ،و هذه القدرة لن تتوفر لديهم إلا عن طريق صنيعتهم (

النصرانية )، فكان لزاما عليهم أن يصلحوا خطأ قديم أوقعوا أنفسهم به أثناء محاولتهم المستميتة للقضاء على ما

جاء به نبي الله عيسى عليه السلام،

إنها الثغرة التي ذاقوا وبال عملهم لها طوال القرون الماضية، إنها مسألة صلب الرب ,

فالنصارى يتهمون اليهود بأنهم قد صلبوا ربهم، و هذه المسألة ليست من السهل تجاوزها عبر

بروتوكولات و إتفاقيات0

كان لا بد لليهود من أستأصال هذه العقبة ليضمنوا ولاء و طاعة النصارى لهم دون أن يحدث انقلاب في اللحظات

الحاسمة و التاريخية00

اليهود يمتلكون المال و الدهاء و الخبث و الدياثة ،والعالم على مشارف تغيرات صناعية هائلة في ظل زوال سيطرة

الكنيسة على الدولة و بروز الأفكار الديمقراطية و التحررية و التي كانت من عملهم أيضا، وتظهر البروتستنتية

كمذهب بديل متحرر في ظاهره لأنه يخلص المسيحي من سيطرة القس و الكنيسة، لكنه في الجانب المظلم يربط

النصارى باليهود من خلال تلازم كتابي العهد الجديد و القديم0

تبدأ هذه الطائفة بالانتشار في ظروف مناسبة، و يبذل اليهود المال و النساء، و يسيطروا على القادة و المسئولين،

و خلال أقل من قرنين كان الشيطان اليهودي يمتطي الحمار الصليبي ليقوده في مشروع إنشاء دولة إسرائيل

الكبرى ،و التي تعتبر الشرط الأساسي لنزول الرب النصراني ،و لأول مرة منذ قيام دولة الإسلام يتحد اليهود و

النصارى ضد المسلمين 00

مصداقا لقوله تعالى:


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة:51)
(فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) (المائدة:52)

و بدأ مسلسل تولي اليهود و النصارى بعد أن تولى بعضهم بعضا، و تسابق أشباه الرجال من هذه الأمة للوقوع

في الفخ الذي أنذرنا منه ربنا منذ أكثر من أربعة عشر قرن0

لم يتكلل عمل اليهود بهذا النصر فقط، بل زادوا على ذلك رفعةً و علواً ،

حتى أصبحت أمم الأرض قاطبة تتربص بالإسلام الدوائر، لقد جندوا أمم الأرض بعد أن خدروا المسلمين و العرب

خصوصا خلال قرن تقريبا00

قتلوا خلالها مواضع العزة في نفس المسلم و قيدوهم في سجون كبيرة،

لا يستطيع المسلم أن يهب لنجدة أخيه المسلم الذي يقتل و يشرد على بعد أمتار منه،

مسألة حيكت في غاية الدهاء و المكر، لم يعد للمسلم مكانا يهاجر إليه، لقد ضاقت الأرض على المسلمين بما

رحبت ،

كلاب الليل باتت تطرق الباب نهارا جهارا ،لم يعد هناك أي شيء يمنعها من ذلك , أعراض المسلمين تنتهك و يا

ليتنا نستفيق من سباتنا00

نعم لا سبيل لنا إلا الاستيقاظ من سباتنا لنرجع إلى خالقنا و كافلنا ،إلى من تعهد لنا بالنصر إن نحن نصرنا دينه

فهل سنستفيق قبل أن نصحوا على واقع أشد قسوة00عندما لن ينفع النادم ندمه، عندما لن يتبقى من جند الله

على الأرض إلا طائفة قليلة، أي و الله لأن لم نستفق ليستبدلننا الله بمن هم خيرا منّا0

(هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) (محمد:38)

أخوتي الأفاضل 00تقدم القول بأن اليهود اليوم و أمم الأرض قد تجمهروا ضد أمة الإسلام ليضربونا من قوسٍ

واحد ، فهل حدث مثل هذا الأمر من قبل ؟؟؟

لا،لم يحدث هذا الأمر من قبل، لكن هل حذرنا رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم من هذا المصير و هو الناصح لنا ؟؟
نعم ، أيها الأخوة حذرنا حبيبنا محمد جزاه الله عن أمته خير الجزاء

من هذا الحدث المرير، بل زاد في ذلك أن وصف الداء و الدواء فهل من متعظ 0

سلسة الأحاديث الصحيحة : المجلد الثاني- 958 ( الصحيحة )
(يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها . فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ؛ ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن . فقال قائل: يا رسول الله ! وما الوهن ؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت . )
***

لقد صارت أمم الأرض تشجع بعضها البعض للنهش من القصعة الذليلة المتمثلة بنا نحن المسلمين ،فهل سمعتم

بقصعة قد منعت الأيدي من تناول الطعام منها ؟؟

إن هذا المثل يضرب لمن تجلل بالخزي و المهانة و الذل من أعلى رأسه حتى أخمص قدمه

،و نحن أمة الإسلام اليوم أذل من شاة بين يدي ذئب لئيم 0

فما هو الدواء ؟و ما هو العلاج قبل أن يستفحل المرض و يصبح الحل الوحيد هو بتر العضو المريض ؟؟؟

الحل هيّن 00لكن هل من مستجيب ؟؟

إنا علاجنا في العودة إلى خالقنا، إلى الله ناصرنا و مولانا ، ونبذ الدنيا و أتباع من سبقنا ،أولئك الذين ما

ترجلوا عن صهوات خيولهم حتى مرغوا أنف أكبر إمبراطوريتين في التراب ،لن تنفعنا التحالفات، و من ينظر أخاه

اليوم يُفترس و لا يمد له يد العون ، ستلوكه غدا أضراس اللئام، و لن ينفعه أنحنائه على أحذيتهم في شيء ،

لن يقبلوا لو حمل لهم آبار النفط إلى بيوتهم، فهم لا يريدون الإسلام و لا يريدون أي شخص تسمى بهذا الاسم حتى

لو كان الاسم من غير معنى0

( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (البقرة:120)

فهل بعد قول الله قول ، القوم لن يقبلوا بنا ما دمنا على الهدى و هم على الكفر حسدا من عند أنفسهم ، فإما

عداوة لن تزول ، أو يتبع بعضنا ملة بعض0

(وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة:109)

النصر بيد الله يعطيه لمن يشاء و يؤيد به من يشاء ، و نصر هذه الأمة رهنه الله بتوبتها و لزومها لطاعته ،و لن تنال

الأمة العز و الكرامة حتى تعود إلى الله00

(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (لأنفال:53)

إذاً 00الأمر محسوم ،فلا تغيير في الأمة مالم تراجع دينها، و الأمة اليوم بين مبضع الجراح و العلاج بالحمية و

الدواء00

الحمية هي أن يترك المريض ما يهيج المرض ريثما يقضي الدواء على العلة ،

فلا بد أن نحمي أنفسنا عن الدنيا، و أن نأخذ بترياق العودة إلى الله ريثما تشفى نفوسنا و تستعيد عافيتها ،

ماذا و إلا فالمبضع سيستأصل كل فاسد من هذه الأمة و لن يبقى منها إلا الطائفة المنصورة 00فاسعوا أيها

المسلمين على أن لا يكون هذا في زماننا و لنسارع إلى الله قبل أن يعمنا بعذاب لا قبل لنا به، قبل أن يضع

السيف في هذه الأمة و لا يرفعه عنها إلى يوم القيامة 0


******

بدأت الأمة الإسلامية في نهاية الربع الأول من القرن الميلادي الماضي عصرا لم تعرفه من قبل، فيه سقطت معظم

إن لم نقل كل الأقطار الإسلامية في قبضة الاستعمار الصليبي المظهر اليهودي المخبر ،في سابقة لم تعرفها أمة

الإسلام من قبل، مضيفا بذلك سابقة ثالثة لم تعرفها أمة الإسلام طوال حياتها 0

بضع سنوات من هذا الاحتلال نظمت خلالها جيوش الصليب أمور البلاد، ثم خرجت منها قريرة العين مطمئنة النفس

بعد أن أوكلت أمر البلاد إلى ولاة مخلصين أشد الإخلاص لهم ،و بهذه الحيلة أجهضوا الجهاد الذي ما كان له أن

يستمر ضد حكام من بني جلدتنا 0

سنن ابن ماجة: 36-كِتَاب الْفِتَنِ (بَاب الْكَفِّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه) (صحيح) 3979
(حدثنا علي بن محمد، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ،حدثني بسر بن عبيد الله، حدثني أبو إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يكون دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله صفهم لنا ،قال :هم قوم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا ،قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك، قال: فالزم جماعة المسلمين وإمامهم، فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت كذلك . ")


لاحظوا أيها الأخوة كيف يصف رسولنا محمد واقعنا اليوم ،إنه يصف عصراً تمزق الفرقة أوصاله ،هم دعاة

و ليس داعية ،هم أحزاب و فرق، كلا منها يدعو المسلم لأن يكون من أهل النار0

ما الحل يا رسول الله ؟؟؟

"إلزم جماعة المسلمين و إمامهم "

لكن الرسول عليه الصلاة و السلام مدرك بأنه لن يكون هناك جماعة و لا إمام فما العمل ؟؟؟؟؟؟؟

"اعتزلوا كل هذه الفرق حتى يأتيكم الموت"

و لو أكلتم التراب

هذا طبعا موجه لكل من لم يستطع أن يكون من أهل الثغور ،

الآن دعونا نبحث في سنة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم عن أسم هذه الفترة التي نحياها اليوم 0

نذهب مباشرةً إلى النص النبوي الذي يذكر لنا فيه رسولنا عليه الصلاة و السلام أنظمة الحكم التي ستتعقب على

هذه الأمة ,

مشكاة المصابيح :المجلد الثالث-باب التوكل والصبر-الفصل الأول
(حسن) (8) 5378
( عن النعمان بن بشير ، عن حذيفة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله تعالى ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله تعالى ، ثم تكون ملكا عاضا فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله تعالى ، ثم تكون ملكا جبرية ، فيكون ما شاء الله أن يكون ، ثم يرفعها الله تعالى ، ثم تكون خلافة على منهاج نبوة "" ثم سكت ، قال حبيب: فلما قام عمر بن عبد العزيز كتبت إليه بهذا الحديث أذكره إياه وقلت: أرجو أن تكون أمير المؤمنين بعد الملك العاض والجبرية ، فسر به وأعجبه ، يعني عمر بن عبد العزيز . رواه أحمد والبيهقي في "" دلائل النبوة "

كما تلاحظون أيها الأخوة فقد مضى من هذه الأمة بعد النبوة نظاما حكم، هما الخلافة التي على منهاج النبوة، و

قد صح عن حبيبنا محمد أن زمنه ثلاثون سنة، و مضي أيضا الملك العاض ( ملكا فيه خيرا و شر ) ، و ها نحن

اليوم نعيش الملك الجبري الذي لا خير فيه ،و الذي باطن الأرض فيه خيرا من ظاهرها، إلا لمن كانت الدنيا أكبر

همه و مبلغ علمه ،و إنها سنوات أخرها وبال و فتنة ، ثم سيكون بعد هذا الحكم الجبري الخلافة التي على منهاج

النبوة 0

لكن هل سكوت رسول الله صلى الله عليه و سلم يعني أن آخر أنظمة الحكم التي ستلي على هذه الأمة هي نظام

الخلافة القادم بعد الحكم الجبري هذا ،

بالطبع لا، بل أن سكوت رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم يعني و يؤكد أن هناك شيء آخر، فهل كان عمر بن

عبد العزيز و حبيب بن سالم يعتقدان أن نزول عيسى عليه السلام بات قاب قوسين أو أدنى00 لا أعتقد ذلك

هم أفقه منا و أعلم ، ويدركون أن هذا النص لا يذكر كل مراحل الحكم في الأمة


مستدرك الحاكم : الحديث [ 8459 ]
( أخبرني الحسن بن حكيم المروزي، ثنا أحمد بن إبراهيم الشذوري، ثنا سعيد بن هبيرة ،ثنا إسماعيل بن عياش، ثنا عبد العزيز بن عبد الله بن حمزة بن صهيب، قال :سمعت سالم بن عبد الله بن عمر يحدث عن أبيه ،أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه كان يقول: إن الله بدأ هذا الأمر حين بدأ بنبوة ورحمة، ثم يعود إلى خلافة ،ثم يعود إلى سلطان ورحمة، ثم يعود ملكا ورحمة، ثم يعود جبرية تكادمون تكادم الحمير، أيها الناس عليكم بالغزو والجهاد ما كان حلوا خضرا قبل أن يكون مرا عسرا ، ويكون تماما قبل أن يكون رماما ، أو يكون حطاما ، فإذا أشاطت المغازي وأكلت الغنائم واستحل الحرام فعليكم بالرباط فإنه خير جهادكم)

النص السابق أضاف مرحلة جديدة هي مرحلة ( سلطان و رحمة )

لكن هذه المرحلة هي جزء من الملك العاض و هي مزيد من التفصيل للحديث السابق

إذاً00 هل دخلنا حقا في هذا الزمان إلى مرحلة الحكم الجبري ؟؟؟

نعم ، أيها الأخوة نسأل الله السلامة نحن نعيش هذا الحكم منذ أكثر من ثلثي قرن ،كان آخر أنظمة الملك العاض

هي الخلافة العثمانية ،و التي سقطت بسقوطها راية الجهاد و تحول المسلمين إلى أقفاص الطيور الداجنة 0

أنظروا في النص السابق ،يذكر لنا رسولنا صلى الله عليه و سلم أنظمة الحكم ،ثم بعد أن يذكر النظام الجبري

يحرض الناس على الجهاد قبل أن يأتي زمانا يصبح الجهاد مرا عسرا

ما معنى مرا عسرا ؟؟؟

فهل سيكون للموت طعما غير ذلك الطعم الذي تذوقه أسلافنا، أم أن المقصود بذلك ما قبل الجهاد ؟؟

نعم أيها الأخوة المرارة يتذوقها المجاهد من اللحظة التي يفكر فيها بالجهاد حتى اللحظة التي تنطلق فيها روحه

إلى جنة عرضها السماوات و الأرض

لماذا المرارة حتى هذه اللحظة ؟؟؟

لماذا لا تكون حتى بلوغه أرض الرباط و نجاته من خدام الصليب و أذيالهم ،لو قارنا بين كفار قريش و حكام

المسلمين اليوم ، (و أنا لا أطلق حكما تكفيريا) لرجحت كفة كفار قريش , لماذا ؟؟؟

لأنهم يمتلكون شرفا و نخوة لا يمتلكها حكام المسلمين مع الأسف الشديد ، لقد هاجر الكثير من المسلمين إلى

المدينة و تركوا خلفهم الأهل و الذراري ،

فهل خشوا أن يهتك كفار قريش أعرض نساءهم أو أن يقتلوا أولادهم ؟ أو أن يسلموهم لكسرى أو لقيصر؟

لا، هذا لم يكن بالحسبان ؟ لكنه وارد في هذا الزمان أن يأخذ الصغير بجريرة الكبير، و أن يعتقل ذوي المجاهد

و أهل بيته ،و كل ذنبه أنه قد خرج على أسيادهم اليهود ، فأي مرارة بعد هذه المرارة ؟!

هل نستطيع الآن صياغة تعريف لنظام الحكم الجبري من خلال ما مر معنا سابقا ؟؟؟

نعم نستطيع :

فنظام الحكم الجبري : هو نظام ستبتلى به الأمة بسبب عبادتها للدنيا و تركها للجهاد ،

وستكون ميزته أن لا يكون هناك جماعة و لا إمام للمسلمين ،و إن يكون المسلمين خلال هذا الزمان فرق و

أحزاب على رأس كل فرقة داعية من دعاة جهنم

[/size] [/color]

حال اْمتي
12-04-2007, 10:03 PM
الباب الأول :



الفصل الأول : واقع الأمة بين الحكم الجبري و الخلافة


الآن نترك تفاصيل الانتقال من نظام الحكم الجبري إلى نظام الحكم على منهاج النبوة ( الخلافة الراشدة )

و نتساءل الآن هل هذه الأمة المريضة مستعدة لهذا التحول ؟؟؟

بمعنى أدق هل يستحق كل من يطلق عليه مسمى مسلم أن يهنئ بحكم على منهاج النبوة ؟؟؟

هل يستحق هذا الجيل الذي سلبت الأفلام الغربية عزته و كرامته و تركته شكلا من غير روح ؟؟

أقول هل يستحق هذا الجيل الذي تكالب على الدنيا حتى أخلد رأسه إلى الأرض يبحث عن جحر ضب دخله يهودي

أو نصراني حتى يتبعه فيه؟؟

هل يستحق كل هؤلاء هذه النعمة التي هي نظام حكم على منهاج النبوة ؟؟

هل تبدلت السنن الربانية ، أم هي أحلام كأحلام اليهود الذين ما زالوا يعتقدون بأنهم أحباب الله و شعبه الذي لا

يستطيع يهجره ؟؟

يجب أن نستفيق من غفلتنا قبل أن يستبدلنا الله بطائفة قليلة لكنها تستحق هذه النعمة ،

نعم أيها الأفاضل الكرام : اعتبروا من دروس التاريخ و أعلموا أن لله سنن لا تتبدل و لا تتغير ، و إن أمره نافذ و

إن الخلافة قادمة لا محالة ، فإما أن نكون أهلا لها، و إما أن تهلكنا الفتن حتى لا يبقى من المسلمين إلا من هو

أهلا لها، و ما ذلك على الله بعزيز فلا يغرنا حلم الله علينا فإن عذابه بين الكاف و النون 00

حين توفى الله رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم ،تحول الحكم إلى خلافة على منهاج النبوة ،بقي الأمر ثلاثون

سنة كما جاء في الصحيح، ثم تحول إلى نظام آخر ،

ما الذي جعل رسولنا محمد يقيد عمر الخلافة التي على منهاج النبوة بهذه المدة ؟؟؟ و هل تعني الخلافة التي

على منهاج النبوة أن يكون الحاكم عادلا فحسب ؟؟؟

أم أن الأمر معادلة لها جانبان :

جانبها الأول هي أمة الإسلام، و الجانب الثاني هو الحاكم ؟؟

الصحيح و طبقا لما للتاريخ الإسلامي فوجود الحاكم العادل لا يعني قيام الخلافة التي منهاج النبوة ، فها هو

عمر بن عبد العزيز قد بلغ من العدل حتى أعتبره الكثير بأنه خامس الخلفاء الراشدين و هو ليس كذلك ، لماذا ؟

لأنه خليفة عمل على منهاج النبوة في زمن لم تكن النفوس من الصفاء بمكان حتى تتقبل هذا الحكم و تستحقه ،

لذلك لم يمهلوه بالحكم الكثير من الزمن 00

إذاً 00الانتقال من نظام الخلافة الذي على منهاج النبوة إلى نظام الحكم العاض سببه تغير النفوس ،سببه مرض

بدأ يتسرب في جسد الأمة حرم الأمة من نعماء الخلافة الراشدة

، و لن تعود لها النعمة حتى تعود النفوس إلى ما كانت عليه في عهد الرسول عليه الصلاة و السلام و في عهد

خلفائه الراشدين، فلقد كانت الخلافة الراشدة نعمة مّنها الله على عباده الصالحين ( الصحابة) و بقيت فيهم ما

شاء الله ،حتى توسعت الأمة و دخل مع هذا التوسع شيء من الهوى و حب الدنيا، فرفع الله الخلافة

التي على منهاج النبوة و أبدلهم بالملك العاض 0

دعونا نتابع هذا الجزء من حديث نبوي صحيح

صحيح أبن حبان: 5963
( 000000هذا حذيفة بن اليمان فدنوت منه ثم فسمعته يقول :كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، وعرفت آن الخير لم يسبقني ،فقلت :يا رسول الله هل بعد هذا الخير من شر؟ فقال: يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فيه ،يقولها لي ثلاث مرات، قال: قلت :يا رسول الله هل بعد هذا الخير من شر ؟قال : فتنة وشر ، قال : قلت : يا رسول الله هل بعد هذا الشر خير؟ قال: هدنة على دخن ، قال : قلت : يا رسول الله هدنة على دخن ما هي؟ قال: لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه ، قال : قلت : يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر؟ قال: يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فهي ثلاث مرات ، قلت :يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر؟ قال :فتنة عمياء صماء عليها دعاة على أبواب النار، فان مت يا حذيفة وأنت عاض على جذر خشبة يابسة خير لك من آن تتبع أحدا منهم )


لاحظوا أيها الأخوة00 أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد قرن بين الكدر الذي يخالط الملك و بين صفاء القلوب

، فبمقدار الصفاء الذي في القلوب يكون الصفاء في الحكم ،

فلو عادت القلوب إلى صفائها بعد مقتل عثمان رضي الله عنه ، لعاد الحكم راشدي ،و لكن الفتن التي حدثت قد

أحدثت في القلوب حدثا , حال بين القلوب و الصفاء ،و بالتالي كان حائل دون عودة الخلافة الراشدة 0

إذاً 00وصلنا إلى ما يشبه اللغز ، تعيش الأمة اليوم واقعا يستحق الرثاء ،و هي قاب قوسين أو أدنى من خلافة

على منهاج النبوة، الأرض أمتلئت بالفساد و قد أخذت منه الأمة الكثير , الكثير

و الخلافة قادمة لا محالة فهذا وعد من الله و رسوله، فما هي آلية التغيير التي سيتم الانتقال وفقها؟

إذاً00 كيف سيتم تهيئة هذه الأمة لتصبح في حالة من الصفاء الروحي و الإيمان العظيم الذي تستحق معه خلافة

على منهاج النبوة ؟؟؟

طالما أن الإصلاح الذاتي للمجتمع المسلم مستحيلا0

فما حدث في تاريخ البشر و لا الشرائع السماوية التي سبقت الإسلام أن عادت أقوام إلى الصفاء الذي كانت عليه

في عهد نبيها، فكيف ستعود أمة الإسلام إلى ذلك و قد وعُدت بذلك على لسان رسولها محمد صلى الله عليه و سلم 0
وعدنا رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم بخلافة على منهاج النبوة، فكأنه يقول لنا : أن من سيشهد هذه

الخلافة من المسلمين سيكون بنقاء من شهد الخلافة التي على منهاج النبوة في صدر الإسلام 0

فكيف تنقلب الأمة التي تمرغت اليوم في وحل النفاق و قتلت الدنيا فيها روح الجهاد و السمو؟

كيف لها أن تصلح نفسها لتكون مؤهلة في النهاية لهذه الخلافة ؟

حربنا مع عدونا قائمة و دائمة ما قال قائل منا , لا إله إلا الله , محمد رسول الله،

و هم نجحوا في حربهم ضد هذه الأمة ،و أحكموا عليها الحصار كما تحدثت سابقا، حيث نحّوا القسم الأعظم من

شباب هذه الأمة و ربطوهم بشهوات الدنيا و أفسدوهم حتى بزوا شبابهم بالميوعة و التخنث ،إلا من رحم ربي 0

فكيف ستنتقل هذه الأمة إلى الخلافة الراشدة في خضم هذه الأعباء الثقيلة و في جو من السيطرة المطلقة لعدونا

؟؟؟
و في مرحلة تشير كل العلامات التي بين أيدينا إلى أننا قد أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من خلافة على منهاج

النبوة !!؟

الأمر الذي سيحدث و الله أعلم ، و كما هو مبين في الأحاديث الصحيحة، هو تصفية هذه الأمة من المنافقين و الذين

في قلوبهم مرض حتى يشح الكثير، و لا يبقى في هذه الأمة من الناس إلا من هو مؤهل ليكون مسلم في عصر

خلافة راشدة ،و هذا بالطبع لا ينطبق على غالبية هذه الأمة , فقد تبدأ التصفية في جيلنا و الخلافة في الجيل الذي

يلينا من الأطفال الذين لم تتدنس قلوبهم بعد بحب الدنيا 0

صحيح أن في هذه الأمة رجال صدقوا مع الله ، و لكن لو أحصيتهم لوجدتهم مئات قليلة هم أهل الثغور , و

صحيح أن من القاعدين عن الجهاد من في قلوبهم خير و لكن هل يكفي هذا الخير ليقيم خلافة على منهاج

النبوة ,, إن الأمة اليوم و منذ الأمس تتعرض لبرنامج سلخ و تغريب هدفهم من خلاله السيطرة على الأمة , فلقد

برمجوا شباب الأمة بحيث تموت الرجولة في قلب أحدهم ليحل محلها الخوف و الوهن , فلا جهاد إلا بالتوازن

الإستراتيجي و هيهات لأمة تعيش عالة على صناعة الأمم أن تدرك هذا التوازن المزعوم ,,,

لقد بتنا في وضع أشبه بمسألة الفلسفية المشهورة ،،، من هو قبل البيضة أم الدجاجة ؟

أيام و أحداث مريرة مرت بها الأمة , قتل و تدمير و هتك أعراض و حرب على الله و لكن لا حياة لمن تنادي، لقد

وصف لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه الفترة وصفا دقيقا واضحا بهذا الحديث:


سلسة الأحاديث الصحيحة : المجلد الثاني
(يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها . فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ؛ ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن . فقال قائل: يا رسول الله ! وما الوهن ؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت )

ما أروع هذا الوصف و ما أدقه يا أبى القاسم , مليار و أكثر من المسلمين مهدوري الكرامة، مسلوبي العزة،

أصابهم الخدر في رجولتهم و دب فيهم الذل و الوهن ،و الله ما لهذه الآمة إلا اللجوء إلى الله من قبل أن يأتي يوما

لا راد لغضبه 0

نعم إن الله يغار على عباده ،يغار على أعراضهم التي تنتهك و هم صامتون , يريدون أن يجمعوا بين نعيم الدنيا و

نعيم الآخرة وهذا لايكون 0



*******

حال اْمتي
12-04-2007, 10:07 PM
الفصل الثاني : الانتقال من الحكم الجبري إلى الخلافة الراشدة

أيها الأخوة الأفاضل :

إن مجرد التفكير بواقع المسلمين اليوم يبعث في النفس الخوف و الفزع ،أمة منهكة نخرتها المفسدات ،

و أفسدتها الشهوات ،و فوق هذا و ذاك فهي عالة على الأمم في علومها0

ليس العيب في أن تجهل أمة ما علما من العلوم ، أو أن تعتمد في شيء من أمور حياتها على أمة من الأمم،

لكن المصيبة في أن يكون هذا القصور حاصل في أمر هو الفيصل في حسم أي معركة دنيوية يخوضها طرفي

النزاع لأجل الدنيا 0

فلو تفكر أحدنا في أمر المسلمين لوجد أن هناك شيء ما قد أعده الله لهذه الأمة في هذا الآونة

، فلا هي اتكلت على الله حق الاتكال و كفى به ناصرا و مؤيد ، و لا هي بزت أو حتى ضارعت بقية الأمم

في علوم الدنيا التي تمكنها من العيش في منأى عن الظلم و الحيف0

فالأمة اليوم مجردة من كل أسباب الدفاع عن النفس 00

هي كما وصفها رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم ، كقصعة طعام لا ترد يد آكل !!

فماذا تنتظر هذه القصعة المليئة بأطايب الطعام إذا وضعت بين جياعا لئام ؟؟!!

الوضع كما ترون من سيئ إلى أسوء ، و ليس هناك بوارق أمل لنجاة هذه الأمة من عذاب قد يطالها 0

البعض ينظر إلى ما ينجزه المجاهدين على أنه بشرى خير لهذه الأمة ،

لكنه مع الأسف الشديد يقرأ الأحداث من زاوية ميتة 0

ماذا أقصد ؟؟؟؟

أيها الأخوة الأمة اليوم في وضع لا يحتمل القيل و القال ، الوضع مسألة حياة أمة أطبقت عليها

أنياب ذئب عالمي مخالبه من حديد ، و المجاهدون في العراق و في أفغانستان و غيرها يعتذرون لله

عن أنفسهم فقط 00 فالجهاد فرض عين و ليس كفاية

فما هو مصير ملايين المسلمين الذي ينظرون إلى الواقع و كأن مسلسل تلفزيوني

يبث بعض المشاهد المرعبة أو الخادشة للحياء ، بل تجد الكثير منهم يحلمون بالديمقراطية الأمريكية

حتى لو انتهكت الأعراض و مات الملايين فلا مشكلة ، المهم أن يسيروا في الأرض و حبلهم على الغارب 0

أيها الأخوة الأفاضل : كل الدلائل تشير على أن أيام مقبلة سوداء كالليل

لن تنتهي قبل أن تأتي على السواد الأعظم ممن يندرجوا تحت مسمى المسلمين ،

عدونا لئيم يتربص بنا منذ أربعة عشر قرن ، و ها هي الفرصة المناسبة ليدوسنا كما يدوس البقر البيدر0

أيها الأفاضل : لن يهنأ عدونا قبل أن يلحق بقية الأقطار الإسلامية ما لحق العراق ،

قد يهز البعض رأسه مستنكرا هذا الأمر : فأقول له ألم تكن تستنكر أن تدخل أمريكا العراق ؟؟

كل الأقطار الإسلامية معدة للسقوط بنفس الآلية التي سقط بها العراق ، فلا تستعجلوا الأمور و لا تمتعضوا

فالمسألة مسألة وقت لا أكثر 0

إن أمة هجرت ربها و أسلمت أمرها للشيطان لا بد أن يصيبها ما أصاب الأمم التي سبقتها من نكبات و سخط ،

لكن لا يعني هذا بالطبع أن الفناء الذي سيصيب الأمة سببه اليهود و النصارى حتى و لو ملكوا الأرض،

فإن الله لم يجعل لهم سلطانا في فناء المسلمين 0

و تعالوا معي نطوف في رحاب هذا النص النبوي الشريف ،و الذي سيكون هو لسان حال ما سيصيب الأمة قريبا

و الله أعلم0

سنن أبي داود أول كتاب الفتن والملاحم 4252 ( صحيح )
(( حدثنا سليمان بن حرب ،ومحمد بن عيسى ،قالا: ثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء ، عن ثوبان قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" إن الله تعالى زوى ، لي الأرض "" أو قال: "" إن ربي زوى لي الأرض ، فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها ، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض ، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة ،ولا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ، وإن ربي قال لي: يا محمد ، إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ، ولا أهلكهم بسنة بعامة ، ولا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ، ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها ، أو قال بأقطارها ، حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ، وحتى يكون بعضهم يسبي بعضا ، وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين ، وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة ، ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان ، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق "" قال ابن عيسى: "" ظاهرين لايضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله تعالى ))

النص النبوي السابق يقرر مجموعة من الأحداث لا بد من وقوعها على الأمة 0

لقد بلغ ملك أمة محمد مشارق الأرض و مغاربها ، و ملكوا الكنزين الأحمر و الأبيض ، و نأتي للمهم الآن

و مسألة استباحة البيضة ،


لسان العرب ج: 7 ص: 127
""و بَـيْضَة القوم: وسَطُهم. و بَـيْضَة القوم: ساحتهم؛ وقال لَقِـيطٌ الإِيادِي: يا قَوْمِ، بَـيْضَتَكُمْ لا تُفْضَحُنَّ بها، إِنِّـي أَخاف علـيها الأَزْلَـم الـجَذَعا يقول: احفظوا عُقْر داركم. والأَزْلَـم الـجَذَع: الدهر لأَنه لا يهرم أَبداً. ويقال منه: بِـيضَ الـحيُّ أُصِيبَتْ بَـيْضَتُهم وأُخِذ كلُّ شيءٍ لهم، و بِضْناهم و ابْتَضْناهم: فعلنا بهم ذلك. و بَـيْضَةُ الدار: وسطها ومعظمها. و بَـيْضَةُ الإِسلام: جماعتهم: و بَـيْضَةُ القوم: أَصلهم. و البَـيْضةُ: أَصل القوم ومُـجْمعُهم. يقال: أَتاهم العدو فـي بَـيْضَتِهمْ. وقوله فـي الـحديث: ولا تُسَلِّطْ علـيهم عَدُوّاً من غيرهم فـيستبـيح بَـيْضَتَهم؛ يريد جماعتهم وأَصلهم أَي مُـجْتمعهم وموضع سُلْطانهم ومُسْتَقَرَّ دعوتهم، أَراد عدوّاً يستأْصلهم ويُهْلِكهم جميعهم ""



البيضة معدن الإسلام ،و أصله و هي لن تستباح حتى لو اجتمعت كل أقطار الكفر، و هذا الاجتماع واقع اليوم

و يبقى التنفيذ ، لكن النتائج التي سيعجز عن تنفيذها العدو الكافر سيفعلها الأخ المسلم، سيغزو المسلمين

بعضهم بعض ، و سيسبي بعضهم البعض، و سيهلك المسلمين بعضهم بعض، حتى يصلوا إلى درجة استباحة

البيضة و يا لها من كارثة00!!

هذه معاجم اللغة بين أيديكم و هذا كلام المصطفى نقله عن ربه سبحانه 0

فكم سيبقى من أمة محمد صلى الله عليه و سلم بعد أن يستبيحوا هم أنفسهم بيضة بعض ؟؟

و ما الذي جعل الأمة تصل إلى هذا الحد من الانحطاط؟؟

أنها ثلاث عوامل :

الأول : استحقاق المسلمين لما يحدث و قد تكلمت عن هذا

الثاني: و الذي تحدثت عنه قبل قليل و هو عدوكم الذي يجمع لكم من بين أقطارها

و الثالث : هم دعاة و أئمة الضلالة

البند الأول ، و الثالث :

مما لا شك فيه أن قادة الأمة اليوم قد وصل بهم العجز الروحي لدرجة لا يستطيعون معها أخذ زمام المبادرة

للنهوض بأمة مهزومة و مكلومة، و إيصالها إلى الشرف الذي ارتضاه الله لها، بل هم الرعيل الأول من دعاة

الضلالة الذي سيكون بأيديهم هلاك هذه الأمة 0

إنهم يتاجرون بأرواح المسلمين لدرجة أنهم قد سلموا أقطارا إسلامية بأهلها لأعداء الله من اليهود و النصارى

فماذا يرتجى من هؤلاء بعد ؟؟!!

هذا هو الرعيل الأول ، و هو إلى زوال00 لكن انتظروا الدعاة الجدد في ظروف من الفوضى التي لا ضابط لها،

هؤلاء سيخرجون على الناس في سنوات خداعة ، سنوات فوضى و فقر و جوع , سنوات فتن و هرج

اللهم أجرنا و أرحمنا 0

نعود الآن لواقع الأمة في هذه اللحظة، لنتحدث عن بعض الموجبات التي قد تعجل في هلاكها0

أيها الأخ الفاضل :إنك لتنظر من حولك فلا تجد بارقة أمل تبشر بتغيير قريب كل شيء يسير نحو الأسوأ،

فالظلم يزداد يوما بعد يوم، و المفاهيم الفاسدة تترسخ في وجدان الجيل الشاب المسلم،

كل شيء من حولك أصابه الفساد، أو هو أداة لتحقيق الفساد ، حتى العاملين في القطاع الديني ممن أصبحوا

ألعوبة بيد الطواغيت هم سبب من أسباب الفساد ، فالتدليس و التحريف و التأويل و التحايل على كتاب الله

و سنة رسوله كان سببا من أسباب استمرار الفساد و تجميله ، إننا أمة أمرت بالصبر و عدم اليأس و القنوط

و إذا كنا نستعرض واقعنا المؤلم فلا يعني هذا بحال من الأحوال أننا قد يأسنا من روح الله ،

حاشى و كلا بل التغيير قادم و لكنه مؤلم ، فبقدر انتشار الفساد في جسد الأمة تكون الصعوبة بالقضاء عليه 0

أمة الإسلام اليوم كجسد أنهكه سرطان خبيث استشرى في أطرافها و كاد أن يصل إلى القلب، في وقت لم يعد

يجدي معها العلاج بالكلمة الطيبة ، لأن القلوب قد صدئت و تلبسها الران و العياذ بالله 0

فما هو الحل البديل إذاً ؟؟

عندما يعجز الأطباء عن علاج داء كالسرطان أنتشر في أحد أطراف مريض ما ، فهم يلجئون في النهاية إلى بتر

هذا العضو الفاسد مخافة أن ينتقل المرض منه إلى باقي الأطراف السليمة 0

إذاً 00 أمتنا اليوم هي أحوج ما تكون لمثل هذا البتر ، الذي يخلصها من كل ما هو فاسد فيها0


المستدرك على الصحيحين ج: 4 ص: 561[ 8575 ]
((أخبرني محمد بن المؤمل بن الحسن ثنا الفضل بن محمد الشعراني ثنا نعيم بن حماد ثنا بقية بن الوليد عن يزيد بن عبد الله الجهمي عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال دخلت على عائشة رضى الله تعالى عنها ورجل معها فقال الرجل يا أم المؤمنين حدثينا حديثا عن الزلزلة فأعرضت عنه بوجهها قال أنس فقلت لها حدثينا يا أم المؤمنين عن الزلزلة فقالت يا أنس إن حدثتك عنها عشت حزينا وبعثت حين تبعث وذلك الحزن في قلبك فقلت يا أماه حدثينا فقالت إن المرأة إذا خلعت ثيابها في غير بيت زوجها هتكت ما بينها وبين الله عز وجل من حجاب وإن تطيبت لغير زوجها كان عليها نارا وشنارا فإذا استحلوا الزنا وشربوا الخمور بعد هذا وضربوا المعازف غار الله في سمائه فقال للأرض تزلزلي بهم فإن تابوا ونزعوا وإلا هدمها عليهم فقال أنس عقوبة لهم قالت رحمة وبركة وموعظة للمؤمنين ونكالا وسخطة وعذابا للكافرين قال أنس فما سمعت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا أنا أشد به فرحا مني بهذا الحديث بل أعيش فرحا وأبعث حين أبعث وذلك الفرح في قلبي أو قال في نفسي )) هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

***

و هذا عذاب جديد يضاف إلى ما سبق ذكره، زلازل و خسف و مسخ سنأتي على تفصيلها لاحقا إن شاء الله،

لكن هل حدث ما ذكرته السيدة أم المؤمنين في الحديث السابق، فهل تطيب المرأة اليوم لغير زوجها ؟،

و هل خلعت ثوبها خارج بيتها ؟

الصحيح أن المرأة قد تطيبت لغير زوجها ، أما مسألة خلع اللباس فلا ، لأنها قد خلعتها في بيت زوجها

و خرجت من غيرها مائلة مميلة ملعونة ، جالبة لسخط الله أمام أعين المسلمين الذين لم يعد هناك شيء يحرك

غيرتهم، بعد أن قضت أجهزة الأعلام الموجهة على الغيرة فيها0

أما الغياره منهم فلا سبيل لهم لإنكار المنكر، فمنكر الباطل اليوم شاذ يستحق العزل عن المجتمع 0


جاء في كتاب الزهد لابن المبارك ج: 1 ص: 484
(( أخبرنا أبو عمر بن حيوية حدثنا يحيى حدثنا الحسين أخبرنا ابن المبارك أخبرنا سفيان بن عيينة عن موسى بن أبي عيسى المديني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف بكم إذا فسق فتيانكم وطغى نساءكم قالوا يا رسول الله وان ذلك لكائن قال نعم وأشد منه كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر قالوا يا رسول الله وان ذلك لكائن قال نعم وأشد منه كيف بكم إذ رأيتم المنكر معروفا والمعروف منكرا )) أخرجه أبو يعلى والطبري
***

و الآن لا بد أن يطرح السؤال التالي ، ماذا بعد هذا الفناء الذي تنتظره الأمة ؟؟

إن الحديث النبوي الذي يتحدث عن قيام خلافة على منهاج النبوة بعد فترة الحكم الجبري، التي أعتقد أننا قد

بدأنا نعيش اللحظات الأولى لسنواتها الأخيرة، يؤكد قيام الخلافة التي على منهاج النبوة مباشرة بعد عصر

الجور هذا 00 فيما يشبه التغيير الثوري 00

أي أن العودة للخلافة التي هي على منهاج النبوة لن يتم عن طريق إصلاح تدريجي في الأمة، تكون نتيجته

صحوة إسلامية تخلق في النهاية مناخ إسلامي ملائم لقيام خلافة على منهاج النبوة0

و السؤال المطروح ،، لماذا لا تكون عودة الخلافة ناتجة عن إصلاح تدريجي ؟؟

للإجابة عن هذا التساؤل دققوا معي في ثنايا النص النبوي التالي:


سلسة الأحاديث الصحيحة المجلد الرابع 1529 ( الصحيحة )((
لتملأن الأرض جورا وظلما ، فإذا ملئت جورا وظلما ، بعث الله رجلا مني ، اسمه اسمي ، فيملؤها قسطا وعدلا ، كما ملئت جورا وظلما .))

إذن , النص النبوي يشير إلى أن الأرض ستملأ ظلما و جور و عندما يكون الظلم في أوجه يرسل الله رجلا يملؤها

قسطا و عدلا، إذاً العدل و القسط يجريه الله و يحدثه على يد رجل من آل بيت محمد ، حالما تمتلئ الأرض

بالجور و الظلم ، فإذا علمنا أن هذا الرجل سيحكم في الأمة سبع سنوات فقط ، تزيد أو تنقص القليل ،

و إذا علمنا أن مجيئه كما في النص السابق و غيره من النصوص سيكون في أوج الظلم و القهر،

فكيف يستطيع هذا الرجل تجاوز كل حلقات الظلم و القهر المطبقة على المؤمنين ؟

و من هم هؤلاء الذين سيُرفع عنهم الجور و الظلم ؟؟؟؟؟؟؟

أهم عامة المسلمين الذين نراهم اليوم يرتعون خلف الدنيا كالبهائم ؟؟ أم أن هناك فئة ستنال وحدها النعمة

التي سيجريها الله على يديه ؟؟

*****

لو حاولنا تعداد مظاهر الظلم التي يتعرض لها المسلمين اليوم ، تاركين وراءنا ما قد يستجد من عظائم الأمور،

و التي سيكون فيها الظلم أضعاف ما نعيشه اليوم ، لوجدنا أن رفع هذا الظلم يقتضي أصلاح أو تجاوز بضع

أمور كما ذكرت سابقا ، هذه الأمور و التي حصرناها في ثلاث شعب أو بنود 00و التي هي :

--ظلم المسلمين لأنفسهم بعبادتهم للدنيا ، و رضاهم بالنتائج المترتبة على ذلك مهما كانت النتيجة 0
--ظلم المتسلطين دعاة الضلالة 0
--ثم ظلم اليهود و النصارى ممن نهشوا الأرض و العرض و قد يكون هناك المزيد

فهل سيخرج المهدي فجأة لإصلاح كل هذا العيب ؟؟

و هل رفع الظلم عن الناس اليوم هو عين ما قصده النص النبوي ؟؟؟

بمعنى هل نحن من سُيرفع عنا الظلم ؟؟

إذا كان السواد الأعظم من المسلمين راضين بالواقع فرحين بالدنيا، غير عابئين بالله ،

فهل هؤلاء مظلومون أم ظالمون ؟؟

لو خرج رجل و ليكن المهدي ، و بالطبع لن يكون المهدي رجلا خارقا للعادة ، أقول لو خرج هذا الرجل بين

ظهراني الناس ينادي بالإصلاح فمن سيقتله برأيكم ؟؟؟

بالطبع هم ذات الفئة التي يعتقد الكثير أن المهدي سيخرج لرفع الظلم عنها ، و سأقرب لكم الأمر بمثال :

الناس اليوم شرائح عدة ، و أقصد المسلمين طبعا ، الفئة الساحقة لا تعبأ بخروج المهدي و لا تدري من هو،

و لو حدث و خرج هذا الرجل لرجموه بالحجارة00 لماذا ؟؟؟

لأنه سيعكر عليهم دنياهم ،

الفئة الثانية : و هي ليست بالقليلة هي فئة غير ناضجة تتأرجح من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال،

تنظر إلى الدنيا بعين و نصف، و تنظر إلى خروج هذا الرجل بنصف عين، هذه الفئة ليست فاعلة و غير متزنة

، ويخشى أن يفعلوا مع المهدي كما فعل أهل العراق مع الحسين رضي الله عنه 0

الفئة الثالثة : و هي أقل من القليل ، نسبةً إلى تعداد المسلمين اليوم 0
و هي قسمان: لقسم الأول ، هم الأقل و هم المجاهدين و أهل الثغور ، القسم الثاني : هم الأغلبية و هم سجناء

الفئة الأولى و الثانية ، هم الذين ينطق عليهم قول الله سبحانه :


(( ا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ) (التوبة:92)


***
بفارق بسيط أن عذر هؤلاء هو السجن و الظلم، وليس بُعد الثغور و قلة الوسيلة ،

هذا الفئة هي التي ينطبق عليها النص النبوي الشريف،و هي التي سيخرج أهل الثغور برفقة المهدي لرفع الظلم

عنها 00لكن متى ؟؟؟

ليس اليوم و ليس غدا !!!!!!

بعد سنوات من التمحيص و الفتنة00 والله أعلم 0

السنوات القادمة و الله أعلم ستكون الفتنة عالمية ،أي أن المحرك لها و اللاعب الأساس فيها هم اليهود و

النصارى ،ثم تتحول الفتنة تدريجيا إلى دعاة الضلالة ،حيث سيفر من يستطيع الفرار من اليهود و النصارى إن

استطاعوا من أرض أصبحت بركانا من النار ، و لست الآن بصدد الحديث عن هذا الأمر لأن لها إن شاء الله فصلا

خاصا نتحدث به عن الفتنة العالمية 0

لكن أردت أن أبين أنه و قبيل خروج المهدي و أنصاره لبناء دولة الخلافة ، ستكون أرض العرب شبه خالية من

أي قوى أجنبية ، فالعالم من الجهة الأخرى أيضا سيكون قد تعرض لنكبات و محن ،

ستجعله كالريشة في مهب الريح 00


المستدرك على الصحيحين :8438
((أخبرني الحسين بن علي بن محمد بن يحيى التميمي ، أنبأ أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن حيدر الحميري بالكوفة ، ثنا القاسم بن خليفة، ثنا أبو يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني، ثنا عمر بن عبيد الله العدوي ، عن معاوية بن قرة ، عن أبي الصديق الناجي ، عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال،قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم ، لم يسمع بلاء أشد منه حتى تضيق عنهم الأرض الرحبة ، وحتى يملأ الأرض جورا وظلما ، لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم فيبعث الله عز وجل رجلا من عترتي ، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض لا تدخر الأرض من بذرها شيئا إلا أخرجته ولا السماء من قطرها شيئا إلا صبه الله عليهم مدرارا ، يعيش فيها سبع سنين أو ثمان أو تسع ، تتمنى الأحياء الأموات مما صنع الله عز وجل بأهل الأرض من خيره ))ا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

***

كلمة أخيرة على هامش النص النبوي السابق ، و النص الذي سبقه :

و هي موجهه لأصحاب العقول المخدرة ، ممن ينتظرون أن يؤسس لهم علماء الصحوة ذلك المجتمع النبوي

بالدعوة من خلال أشرطة الكاسيت !!

لكل هؤلاء أقول استفيقوا 00 فعند أول نكبة تغير المنهاج و أصبح الجهاد إرهابا و لا نعلم لو ساءت الأمور

ما الذي سيصدر من فتاوى ، و أعلموا أنه و بكلا النصين السابقين دلالة قطعية على أن المهدي هو الذي يكسر

حلقة الظلم و يقطع زمن الجبابرة ، دون المرور بمرحلة أخرى ( تملأ الأرض جورا فيأتي المهدي ليملئها عدلا )

و لو أن الخلافة كانت نتيجة تدرج الأمة في الإصلاح ، لكانت أنظمة الحكم ستعاني ذات التدرج و الانتقال0

فكلما حسن المجتمع و أزداد قربا من الله ،أبدله الله بحكام هم خيرا ممن سبقهم ، يسوسون الأمة كسياسة

الأب لأسرته حتى يصل التغير قمته ، و يصبح المجتمع أهلا ليحكمه نظام خلافة ربانية ،

و هذا يحتاج لسنوات كثيرة , هذا لو سار التغير بسرعة و وتيرة منتظمة0

جاء في مسند الشهابي ( فكما تكونوا يولى عليكم ) ( أعمالكم عمالكم )

و نحن رأينا كيف غير الله حال الحكم على المؤمنين في صدر الإسلام لما دخلت عليهم الفتن ، و لكن هل من

السهل وصول الأمة إلى الحال التي تستحق معها حكما على منهاج النبوة ؟؟

إن هذا الأمر هو المستحيل بعينه , لأن الأمة و منذ أربعة عشر قرنا منذ أن فقدت هذه النعمة

لم تستطع استعادتها ، أي أنها لم تستطع الوصول إلى الحالة الإيمانية التي تستحق معها نظام حكم

على منهاج النبوة 0

لقد شذ عمر بن عبد العزيز رحمه الله حين حاول تحويل الخلافة للشكل النبوي ، فقتل مسموما 0

نعم قتل مسموما و من آهل بيته ،لأنه خليفة راشدي في زمن غير راشدي

أيها الأخوة 00 من السهل أن يحلم الإنسان منا بتغير الحال نحو الأفضل و لكن لو أمعن التفكير

و نظر حوله لوجد أن التغيير مستحيل ،كيف يحلم المرء منا بخلافة على منهاج النبوة و نحن بعيدين عن الله 0

هل مجرد الظلم يجعلنا نستحق مثل هذا العطاء ؟


(( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور:55)


******

حال اْمتي
12-04-2007, 10:10 PM
الفصل الثالث : الأحداث الكائنة قبل المهدي



سأتحدث في هذا الفصل إن شاء الله و بشكل مسهب عن أهم الأحداث الكائنة و الله أعلم قبل خروج المهدي , و

كما تعلمون فقد ذكرت فيما مضي، أن رسولنا محمد قد وصف حال هذا الزمن بنص صريح ، وصف فيه

المسلمين بالكثرة التي لا نفع فيها ، و شبههم بغثاء السيل، و في مكان أخر تحدثت أيضا00

عن وعد الله لرسوله ، بأن لا يمكن الكفار من استباحة بيضة الإسلام، و قلنا وقتها أن البيضة

هي محل أو عقر دار المسلمين و جماعتهم ، و قد كانت المدينة في صدر الدعوة هي عقر دار المسلمين

في بداية الدعوة ، ثم أصبحت دمشق و الشام، ثم بغداد و العراق 0

و اليوم لا عقر للمسلمين و لا دار لهم ، فكل الأرض مستباحة، و لا يأمن المسلم على نفسه،

و لا على أهله في بقعة من بقاع الأرض ، لكن هذه الحالة استثنائية ، و هي من خصائص

مرحلة الجور و الحكم الجبري ، و ستكون أول العلامات الدالة على أفول هذه المرحلة هو

تبلور كيان عقر دار المسلمين ، حتى و لو بالشكل البدائي للدولة0

فأول و أهم سمات دار الإسلام، هو الأمان و الإيمان ، فحيث لا يأمن المسلم على دينه و أهله

فهو خارج عقر دار الإسلام ، إن لم يكن خارج دار الإسلام 0


صحيح ابن حبان ج: 15 ص: 180
((أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف بدمشق قال حدثنا محمد بن عوف قال حدثنا أبو المغيرة قال حدثني أرطاة بن المنذر قال حدثني ضمرة بن حبيب قال سمعت سلمة بن نفيل السكوني قال ثم كنا جلوسا ثم النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوحى إليه فقال ولستم لابثين بعدي إلا قليلا وستأتوني أفنادا يفني بعضكم بضعا وبين يدي الساعة موتان شديد وبعده سنوات الزلازل))


النص النبوي السابق يتحدث عن بداية فترة الاستئصال و الفناء ، و الذي سيأتي سابقا لفترة زمنية طويلة

سماها رسولنا محمد ( بسنوات الزلازل )0

إذاً00 المسلمون سيلحقون الرسول جماعات جماعات ، يقتل بعضهم بعضا و يسبي بعضهم بعضا ،

و هذه هي الفتنة العظمى ،، أن يكون عدوك كافرا فهذا هين إن وجد الإيمان و العزيمة ،

لكن أن يكون العدو مسلما ، فهذه و الله أكبر المصائب و أشدها ألما ، بل هي عين الفتنة

التي حذرنا منها رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم :


سنن النسائي: كتاب الخيل -باب الخيل 3561 ( صحيح )
(( أخبرنا أحمد بن عبد الواحد، قال: حدثنا مروان وهو بن محمد، قال: حدثنا خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المري، قال: حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، عن جبير بن نفير ،عن سلمة بن نفيل سنان قال: كنت جالسا ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رجل: يا رسول الله ،أذال الناس الخيل ووضعوا السلاح وقالوا لا جهاد قد وضعت الحرب أوزارها؟ فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه، وقال: كذبوا الآن الآن جاء القتال، ولا يزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق، ويزيغ الله لهم قلوب أقوام ويرزقهم منهم حتى تقوم الساعة، وحتى يأتي وعد الله والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ، وهو يوحي إلي أني ملبث وأنتم تتبعوني أفنادا يضرب بعضكم رقاب بعض ، وعقر دار المؤمنين الشام .))

******

لسان العرب ج: 4 ص: 596
((و عُقْرُ كلِّ شيء: أَصله. و عُقْرُ الدار: أَصلُها، وقـيل: وسطها، وهو مَـحلّة القوم. وفـي الـحديث: ما غُزِيَ قومٌ فـي عُقْرِ دارهم إِلا ذَلُّوا؛ عقْر الدار، بالفتـح والضم: أَصلُها؛ ومنه الـحديث: عُقْرُ دارِ الإِسلام الشامُ أَي أَصله وموضعه، كأَنه أَشار به إِلـى وقت الفِتَن أَي يكون الشأْم يومئذ آمِناً منها وأَهلُ الإِسلام به أَسْلَـمُ ))

***
ما الذي يمكننا استنتاجه مما سبق ؟؟

أولاً : الجهاد ماض إلى يوم القيامة رغم أنف من قال غير ذلك0

ثانيا : عقر دار المؤمنين و بيضتهم سيكون في الشام في الأيام القادمة،

و هذا يؤكده النص النبوي التالي :

فضائل الشام ودمشق: 3 ( صحيح )
(( عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي ، فنظرت فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام ، ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام ))


و بالتالي فدول الكفر التي اجتمعت اليوم، لن تكون قادرة على استباحة الشام حتى و لو دخلتها ،

و ستكون الشام أرض الرباط و الجهاد و ملتقى كل المؤمنين المتبعين لسنة المصطفى صلى الله عليه و سلم 0


سنن أبي داود: كتاب الجهاد- 2483 ( صحيح )
(( حدثنا حيوة بن شريح الحضرمي ، ثنا بقية ، قال: حدثني بحير ، عن خالد يعني ابن معدان عن ابن أبي قتيلة عن ابن حوالة قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودا مجندة ، جند بالشام وجند باليمن وجند بالعراق "" قال ابن حوالة: خر لي يارسول الله إن أدركت ذلك ، فقال: "" عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه ، يجتبى إليها خيرته من عباده ، فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم ، واسقوا من غدركم ( الغدر: بضم الغين وضم الدال جمع غدير ) ، فإن الله توكل لي بالشام وأهله "))

***

قد تعهد الله لرسولنا محمد صلى الله عليه و سلم، أن لا يمكن الكافرين من استباحة بيضة الإسلام و لو أجتمع

لذلك من على الأرض كلهم ، ثم نرى رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم يترجم لنا في النصوص السابقة

و يؤكد لنا أن الشام هي التي تكفل الله بحمايتها حيث بسطت ملائكة الله أجنحتها على الشام 0


سنن الترمذي 46- كِتَاب الْمَنَاقِبِ 67- بَاب فِي فَضْلِ الشَّامِ وَالْيَمَنِ
3954 ( صحيح )
((حدثنا محمد بن بشار، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، قال : سمعت يحيى بن أيوب، يحدث: عن يزيد بن أبي حبيب ،عن عبد الرحمن بن شماسة، عن زيد بن ثابت، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : طوبى للشام ، فقلنا لأي ذلك يا رسول الله؟ قال :لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها ))


***

نعود الآن إلى حديث النسائي السابق، لنستنتج منه بعض الفوائد الأخرى 0

أحدها 00الدور المناط بالخيل إلى يوم القيامة، و في هذا دلالة و تأكيد على أن وسائل الحرب

و النقل الحديثة آيلة إلى زوال0

الأمر الأخر : و الذي يؤكد فيه رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم على حتمية الصراع بين المسلمين حتى بلوغ

الفناء 0


آلية الصــــــراع في المنطقة


كما تعلمون اليوم أخوتي ، أن الصراع اليوم يتجه ظاهريا إلى إكمال مسلسل الاحتلال المباشر للأرض العربية

، و الدوافع الكامنة وراء هذا الحلم الصليبي و اليهودي كثيرة 0

أولها : العداء الديني لهذه الأمة التي جاءت لتنسخ الأحلام السماوية لليهود و النصارى

و ضمن هذا الإطار تأتي عملية إتمام الحلم اليهودي ، ببناء مملكة إسرائيل التوراتي على مجمل أرض العرب

، هذا الحلم الذي ما غاب يوما عن مخيلة اليهود ، استطاعوا أخيرا أن يجندوا لأجله مقدرات النصارى

الطامعين بقدوم إلههم إلى الأرض ، بُعيد قيام مملكة اليهود التوراتية ، و هم بهذا يستمتع بعضهم ببعض

ليحصدوا في النهاية الويل و الثبور 0

لكن هذه السمفونية المتناغمة في ظاهر الأمر، و المتمثلة بخضوع الأمم الكامل للشيطان الأمريكي القائم على

تنفيذ المشروع الصهيوني ، لن تبقى بحال من الأحوال على هذا التناغم ،

خصوصا إذا علمنا أن الإنجيليين و هم التيار النصراني الداعم لإسرائيل ، لا يمثل ربع نصارى العالم،

كذلك الأعراق و الديانات الأخرى و التي لن تستطيع الصمت أمام شعوبها لو حدث أمرا ما يؤثر على اتفاقية

اقتسام النفط ، خصوصا لو حدثت تغيرات سياسية أو جيولوجية أو مناخية أدت إلى توقف بعض منابع النفط عن

التدفق 0

المسألة أكبر مما نتصور ، و ما يحاك بالخفاء لا يعلمه إلا الله00 و اليهود يسعون إلى زعزعة

الاستقرار العالمي عن طريق إثارة حرب كونية ثالثة ، لعلمهم الأكيد برفض التوسع الصهيوني القادم ،

و المتمثل بالسيطرة على منابع النفط و الغاز في العالم العربي 0

ليس لدينا الكثير أو بالأحرى لم تحدثنا السنة عن مقدار انتشار التجمع الصليبي في عالمنا المسلم بشكل واضح

و دقيق ، لكن لو أخذنا ببعض النصوص ،كحديث الفرعان ، و حديث الفرات ، نستطيع أن نستنتج بعض الملامح

الخاصة بهذه الفترة 0


جاء في مستدرك الحاكم [ 8415 ]
(( أخبرنا غيلان بن يزيد الدقاق بهمدان ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي إياس ثنا بن إياس ثنا بن أبي ذئب عن قارظ بن شيبة عن أبي غطفان قال سمعت عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما يقول تخرج معادن مختلفة معدن منها قريب من الحجاز يأتيه من شرار الناس يقال له فرعون فبينما هم يعملون فيه إذ حسر عن الذهب فأعجبهم معتمله إذ خسف به وبهم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه))


و قبل الاسترسال في شرح النص، لا بد من تقرير بعض الأمور التي ستعيننا على فهمه 0

أولاً : كلمة شرار الناس مضاف إليها كلمة فرعون ، تعني أن العامل على استخراج هذا المعدن ،عتل،

كافر، ذو بطش شديد ، متأله على الله ، و هذا نأخذه من اللقب ( فرعون )، و من الوصف النبوي له ( بشرار

الناس ) ، أريد أن أقول أن المقصود بهذا الوصف هي 00 أمريكا 00

لم يحدث في تاريخ الإسلام أن ظهر معدن تم استخراجه من قبل جهات كافرة 0

ثانيا : لم يحدث أن خسف بأمة من الناس منذ ظهور الإسلام

ثالثا : إن قدر الله و قامت الخلافة على أرض الإسلام ، فلن يكون بمقدور أي جهة

كافرة الوصول إلى الحجاز إن شاء الله 0

إذاً00 فهذه النبوءة تتحدث عن عصرنا تحديدا ، عصر المعادن ، و عصر الفرعون الأمريكي، و الذي ستكون

خاتمته الخسف إن شاء الله، و السؤال الآن عن طبيعة هذا المعدن 0

هل هذا المعدن هو النفط ؟؟؟

خصوصا إذا علمنا أن النفط مزيج من آلاف المركبات

هل هو معدن أخر سيظهر قريبا يدفع الشيطان الأمريكي لاقتحام الجزيرة العربية لأجله ؟؟؟

بغض النظر عن هذا و ذاك ، و إن كنت أرجح أن يكون المقصود بهذا المعدن هو النفط ، خصوصا أن هذا النفط

يستخدم في تحريك المعدن، حتى أطلق على جزء من مشتقاته بالزيت المعدني 0

لكن يبقى الأمر مفتوحا إذا تذكرنا النص النبوي الذي يتحدث عن القتال الذي سيدور بين أبناء خليفة

حول ما سماه رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم ( بكنزكم )0

هناك عامل آخر في هذه القضية ، و هو الانحسار المذكور في نهاية النص ، و الذي يدل دلالة

قطعية على أن الخسف بالفرعون بات بين عشية و ضحاها،

و دون شك أن هذا الذهب الذي سيحسر عنه هو ذهب الفرات ، لورود كلمة الحسر الواردة في معظم

أحاديث الفرات 0

الآن نأتي إلى قضية جوهرية ، و هي قضية إتيان الفرعون لهذا المعدن

و السؤال المطروح هو : هل أتى الفرعون إلى المعدن أم أنه لم يأتي بعد ؟

الصحيح أن النظرة الواقعية تقول أن استيراد أمريكا للنفط السعودي لا يعتبر هو الإتيان المقصود ، لأن هذا الأمر

تشاطره به كل الدول المستوردة للنفط السعودي ، و إذا أضفنا إلى هذا الأمر مسألة الصراع الذي سينشب بين

المتنفذين في المنطقة على الكنز ، فأن المرء يؤكد أن الإتيان يعني الاحتلال، و العمل المباشر على استخراج

المعدن ، خصوصا لو أضفنا إلى ما سبق مسألة الخسف التي ستقع على هذا المفرعون في هذه الآونة،

مستذكرين في هذا الوقت ، حادثة الفيل و أبرهة الأشرم 0

ومتذكرين أيضا للأثر الذي يتحدث عن حرق و هدم الحرم ، في زمن تنطبق صفاته على زماننا هذا ،

سنتحدث عنه إن شاء الله في وقت لاحق 0

هكذا تبدأ عجلة الصراع في العالم على النفوذ ، خصوصا لو عاجلت أمريكا العالم بوضع يدها على ثروات

الجزيرة العربية كما فعلت في العراق، حيث سيتحول اقتصاد العالم إلى تابع ذليل للشيطان الأمريكي اليهودي 0

إلى هنا أتوقف عند مسألة الصراع على العالم العربي ، و الذي سينتهي في فترة ليست بالطويلة ،

منهية معها الكيان الصهيوني في ظروف حرب و صراعات عالمية، سيكون نتيجتها الموت و الدمار 0

***

ننتقل الآن للناقش نتائج هذا الصراع على العالم الإسلامي العربي:

عودة الآن للحديث الذي أخرجه ابن حبان

صحيح ابن حبان - ج: 15 ص: 180
((أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف بدمشق قال حدثنا محمد بن عوف قال حدثنا أبو المغيرة قال حدثني أرطاة بن المنذر قال حدثني ضمرة بن حبيب قال سمعت سلمة بن نفيل السكوني قال ثم كنا جلوسا ثم النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوحى إليه فقال ولستم لابثين بعدي إلا قليلا وستأتوني أفنادا يفني بعضكم بضعا وبين يدي الساعة موتان شديد وبعده سنوات الزلازل))


سنقارن هذا النص بنص آخر أخرجه أبي داود


سنن أبي داود: كتاب الجهاد - 2535 ( صحيح )
((حدثنا أحمد بن صالح ، ثنا أسد بن موسى ، ثنا معاوية بن صالح ، قال: حدثني ضمرة أن ابن زغب الإيادي حدثه قال: نزل علي عبد الله بن حوالة الأزدي ، فقال لي: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنغنم على أقدامنا فرجعنا ، فلم نغنم شيئا ، وعرف الجهد في وجوهنا ، فقام فينا فقال: "" اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم ، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها ، ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم "" ثم وضع يده على رأسي أو قال: على هامتي ، ثم قال: "" يا ابن حوالة ، إذ رأيت الخلافة قد نزلت أرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلابل ( البلابل: الهموم والأحزان ) والأمور العظام ، والساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه من رأسك "" .))


أخوتي الأفاضل : قارنوا بين النصين السابقين و بالذات بين الكلمات التي تحتها خط ,ماذا تستنتجون !!!!

في الحديث الأول الذي أخرجه أبن حبان في صحيحه : قبل سنوات الزلازل هناك موتان عظيم يصيب الأمة (

ملاحظة : موتان تعني الموت شديد ) ثم يلي ذلك سنوات الزلازل0

في الحديث الثاني الذي أخرجه أبو داود : يشير إلى قيام الخلافة الإسلامية في بيت المقدس ( خلافة المهدي )

ثم يأتي بعدها سنوات الزلازل , إذن لو طابقنا بين الحديثين لاستنتجنا:

أن الموتان العظيم و الخلافة كائنان قبل سنوات الزلازل 0

[]الآن نحن أمام ثلاث أحداث لم يقع منها أي شيء [] :

الأول : الموتان العظيم

الثاني : قيام دولة الخلافة الراشدة

الثالث : سنوات قاسية من الفتنة و الزلازل

النصان يجمعان على أن الحدث الثالث هي سنوات الزلازل ، و إن هذا الحدث مسبوق بحدثين آخرين ،

هما الموتان العظيم ، و الخلافة ، ثم أنه و من خلال ما سبق رأينا أن المسلمين لا بد لهم من أن يتفانوا فيما بينهم

حتى يلحقوا برسول الله جماعات جماعات ، يسبق هذا كله محصلة الصراع القائم الآن ، بين المسلمين و النصارى

و اليهود0

قبل أن نعلق على هذه الأحداث وفق ترتيبها لا بد من الوقوف مليا أمام الحدث الثالث، و الذي يتحدث

عن جوهر الهدف الذي وضع لأجله هذا الكتاب ،و الذي هو ترتيب الأحداث و الفتن حتى نهاية عمر أمة الإسلام0

أقول و أرجو الانتباه في هذه النقطة :

أجمع النصين السابقين على أن الزلازل و المحن كائنة بعد قيام الخلافة في بيت المقدس، و الرسول

صلى الله عليه و سلم قد أضاف إلى الزلازل كلمة أخرى في النص الذي أخرجه أبو داود ، و هي كلمة" البلابل "

و التي تدل على " الفتنة "

فإذا علمنا أن الزلازل هي عقوبة ربانية تشير و تدل على انتشار الفساد كما رأينا في حديث الزلزلة، فهذا

يعني أن هناك مرحلة فساد عظيمة كائنة بعد الخلافة التي ستقوم في بيت المقدس 0

لكن يحلوا للبعض أن يقول من غير بينة و لا دليل أن الزلازل المذكورة في النصوص السابقة ما هي بالزلازل

المتعارف عليها بل المقصود بذلك الفتن ،لكن هذا لا يصح و لا يقوله عاقل، لأن النصوص الصحيحة تقول غير ذلك


جاء في صحيح البخاري :
((1036 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ r « لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ ، وَتَكْثُرَ الزَّلاَزِلُ ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ - وَهْوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ - حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ فَيَفِيضُ »))

***

فإذا قلنا أن الرسول قصد بالزلازل الفتن ، فلماذا يفرق في النص السابق بين الزلازل و القتل و الفتن ؟

الرسول صلى الله عليه فرق بين الفتن و الزلازل ، فقال : تكثر الزلازل ، و قال: تظهر الفتن 0

*****

أكتفي الآن تلميحا إلى أن بعد الخلافة القادمة سنوات من الزلازل ، و الفتن ، و نقص العلم ،

و الهرج الهرج ، و أترك التفاصيل إلى فصل خاص سأفرده لتأكيد هذا الأمر، و نعود الآن إلى مسألة الموتان

العظيم ، الكائن قبل الخلافة القادمة 0

***

تعلمون أن النصوص النبوية ليست نصوص تاريخية تصف الحدث من جميع جهاته ، بل هي نصوص إخبارية

غيبية، تذكر الأمور الهامة و المفاصل العظيمة للحدث ، و تترك التفاصيل للحدث ذاته ليتحدث عنها 0

و طالما أننا نتحدث عن موتان عظيم و فناء للمسلمين ، ينتج عن تصارعهم على الدنيا ، و كل هذا

في عصرنا ، و قد بدأت تتبلور أحداثه ، فيفترض إذاً أن نذكر النصوص التي تتحدث عن هذا الموتان العظيم

و الفتن التي ستؤججه 0

سبق و أن قلت: أن الخلافة مشروع رباني لا بد من تطبيقه على الأرض ،و لتطبيق هذا المشروع لا بد من إزالة

العقبات التي تحول دونه ، و قد بينت أن هناك عقبات داخلية و خارجية، تجتهد للحيلولة دون ذلك ،

أما العقبات الداخلية : فهي متمثلة بالخوالف من هذه الأمة و عصبة النفاق 0

و أما العقبات الخارجية : فهي متمثلة بالملل الفاسدة من اليهود و النصارى ، و من انضوى تحت

أجنحتهم بهدف القضاء على الإسلام 0


تعيش الأمة اليوم مرحلة استفزاز عنيف ، تعتبر بمثابة رحمة يرسلها الله لمن أراد بهم الخير ، و هي بمثابة

الطاعون لمن تشبهت لهم الفتن و أشربت قلوبهم بها0

هذا الواقع سيستمر ، حيث سيغذي أعدائنا النزاعات الداخلية في أقطار الإسلام ، بهدف بث الفرقة و إلهاء

المسلمين عما يراد بهم ، و ستقع الفتن في كل مكان منذرة بفناء المسلمين بأيدي بعضهم البعض ،و هلاك

الملل الأخرى بذات الشكل معلنة ، بذلك نهاية الصناعة التي ما سخرت إلى للقتل و الدمار ، و التي مع الأسف

الشديد استطاعت أن تنخر كالسوس في جسد أمتنا البائسة 0


من الطبيعي أن يتمسك الإنسان بصورة و شكل المجتمع الذي يعيش فيه، رافضاً و لو في قرارة نفسه

أي تغير سيحدث خلخلة لهذه الصورة التي ألفتها النفس ، و اعتادت عليها 0فالكثير من الشباب اليوم

يتوقون لأحداث فاعلة على أرض الواقع تحدث تغير في ميزان القوة ، و ترفع الذل عن المسلمين

لكنهم مع الأسف الشديد ، يتمسكون بمظاهر مهترئة لحضارة زائفة ، كانت هي السبب الرئيسي

في إذلال المسلمين و خذلانهم 0

لقد ربطت هذه الحضارة المسلمين بروابط سحقت عندهم الأنفة و العزة ، و ربطتهم بأذناب البقر،

لست بصدد توصيف حال المسلمين اليوم، فالكل يعرفها و يعايشها ، لكن ما أردت التلميح إليه

من خلال تلك المقدمة : هو أن طلاقا غير رجعي يجب أن يحدث بين الأمم و بين هذه الحضارة ، التي

لم تحمل في طياتها سوى القهر و الإذلال 0

نعم أيها الأخوة : لأمرٍ ما لم تستطع الأمة الإسلامية و لا حتى جزء منها ،أن يتقن صناعة

هذه الحضارة ( الصناعة )،

و من المثير للدهشة أن المسلمين اليوم ينتظرون انزياح الغمة بموت الملك فلان ، أو بظهور المهدي ، و كأننا

قديسين معذبين ننتظر آيات الله في تمكيننا0

إننا نتغافل أيها الأخوة عن واقع مرير نعيشه اليوم ، واقع سيء مملوء بالنفاق ، أنظروا حولكم

و لا تنظروا إلى أنفسكم فقد تكونوا من الأخيار، لكن مع الأسف الشديد الأمة بحاجة إلى التطهير و التصفية 0

لقد فسد النفوس , أفسدتها الدنيا ، و نحن اليوم نعيش في فسحة من الأمن , فما ظنكم لو حاصرتنا

أمم الأرض تريد استئصالنا و الله لترون العجب العجاب 0

أيها الأخوة في فسحة الحال التي نعيشها اليوم ، تلاحظون أي انحطاط وصل إليه علماء الأمة لا عامتها ،

لأجل الدرهم و المنصب ، باعوا آخرتهم فما قولكم لو صكتهم سياط الجلادين0

الصحيح إنني أتوجس أحيانا مما أكتب ،، لكن هو أمرا عظيم لا بد من التنويه إليه، إنها فتن قادمة

لن ينجو منها إلا من عرفها 0

أيها الأخوة : أقسم بالله لكم أن الله سيتجلى على الأرض بآيات عظيمة ، يظهر منها لكل كافر جاحد

أن الدين الذي ارتضاه هو الإسلام ، و سيذل رقاب الطغاة ، و يحطم عظام الجبابرة

لكن متى ذاك ؟

هنا المصيبة!!!!

هذا الأمر لن يكون إلا لصفوة عباده الذين اصطفاهم ليكونوا أهلا لخلافة على منهاج النبوة، أما بقية الأمة

فإنه قد أحاق بها فتن كأنها وجوه البقر ، يصبح فيها الرجل مؤمنا و يمسي كافرا ، تنكس القلوب

، و يصبح الحليم فيها حيرانا 0


السنن الواردة في الفتن- ج: 1 ص: 282
جزء من حديث طويل:
((000000قال حذيفة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول : يميز الله أولياءه
وأصفياءه حتى يطهر الأرض من المنافقين والقتالين وأبناء القتالين ، ويتبع
الرجل يومئذ خمسون امرأة ، هذه تقول يا عبدالله الله استرني ، يا عبدالله آوني))


***

يتبع000

حال اْمتي
12-04-2007, 10:14 PM
الجميع يتساءل متى تبدأ هذه الأحداث العظام ؟؟؟


مما لا شك فيه أن لكل شيء بداية و علامات تدل على اقتراب ظهوره ، و الكل يحس اليوم باقتراب حدوث

أمر عظيم على الأرض ، حتى أصحاب الملل الأخرى يحسون بهذا الشيء ، و يعدون العدة له

، و كلا سيلاقي مصيره الذي قدره الله له0


الفتن : إسناده حسن - رقم الحديث 676
(( 676 قال محمد بن مهاجر ، وحدثني بن ميمون ، عن صفوان بن عمرو ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: الفتنة الرابعة عمياء مظلمة تمور مور البحر ، لا يبقى بيت من العرب والعجم
إلا ملأته ذلا وخوفا 000))


إنها فتنة عامة تعم الأرض كلها ، و لا تستثني أحد على الأرض ، تملئ الأرض خوفا و ذلا تأتي ضرباتها

متلاحقة و عنيفة 0

((000تطيف بالشام ، وتغشى بالعراق، وتخبط بالجزيرة بيدها ورجلها ، تعرك الأمة فيها عرك الأديم000 ))

ضرباتها على أمة محمد صلى الله عليه و سلم ، تحوم حول الشام ، و تتلبس العراق و تحيط به،

و في الجزيرة يد الفتنة و رجلها ( القوات الأمريكية و الغربية ) 0

((000 ويشتد فيها البلاء حتى ينكر فيها المعروف ، ويعرف فيها المنكر ، لا يستطيع أحد يقول مه مه ، ولا

يرقعونها من ناحية إلا تفتقت من ناحية ، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ، ولا ينجو منها إلا من دعا

كدعاء الغرق في البحر000))

و الله أنها لطامة ، و أي طامة ! فتنة عامة تطال البشر جميعا ، و هذا لم يحصل حتى اليوم , لكنها

بدأت في أمة محمد صلى الله عليه و سلم

سينكر فيها المعروف : أي يصبح فاعل الخير منبوذا و ملاحقا ، كفاعل الشر في غير هذا الزمن

و يصبح الزنديق و المنافق من خير الناس ، و كأنه أبو بكر في الصحابة و العياذ بالله0

انقلاب في المفاهيم، و ردة غريبة0


جاء في الأثر :
" 0000 قال يلج البلاء بأهل الإسلام خصوصية دون الناس ، وأهل الأديان حولهم آمنون يرتعون حتى يتهود قوم ويتنصر آخرون""


و جاء في كتاب الفتن و الحديث ضعيف لكنه يصدقه الواقع00

الفتن لنعيم بن حماد ج: 1 ص: 45
((61 حدثنا بقية بن الوليد ،عن صفوان، عن شريح بن عبيد ،عن كعب ، قال : ليأتين على الناس زمان
يعير المؤمن بإيمانه، كما يعير اليوم الفاجر بفجوره ، حتى يقال للرجل إنك مؤمن فقيه، و لا ينجو من
هذا البلاء إلا من يقول : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين دعاء سيدنا يونس في بطن الحوت
ما دعا بها مسلم في شيء قط ، إلا استجاب له الله))


مدة هذه الفتنة :


إذا 00ستضرب الأمة فتنتان عامة ، و خاصة :

الأولى : و هي العامة ،و التي ستعم الأرض قاطبة بما فيها المسلمين، ستنتهي و الله أعلم خلال أثنا عشر

سنة بالنسبة للمسلمين، للتحول من الفتنة العامة إلى الخاصة ، بمعنى أن القوى المسيطرة اليوم في أرض

المسلمين ستفقد هذه السيطرة خلال هذه المدة ، أو تخسر سيطرتها بسبب الفوضى التي ستعم أرض

العرب خصوصا 0 بحيث يستحيل معها استمرار تواجدهم فيه ، يضاف إلى ذلك انشغال الملل الكافرة

بنفسها بفتنة تخصهم 00

إذاً00 الفتنة العامة ستنتهي قبيل انحسار ذهب الفرات، و قد مر معنا من قبل أن ظهور هذا الذهب

هو أذان بخسف أمريكا ، و هذا الحدث ليس من اليسير مروره هكذا ، فغياب قطب متسلط كأمريكا

فجأة عن الأرض ، سيخلق نزاع عالمي بين الملل الكافرة على مراكز النفوذ 0

يضاف إلى ذلك مقدار ما يمكن أن يقع بيد المسلمين من الأسلحة التي تحوزها قوات الكفر الأمريكي على أرض

الإسلام ، و التي سيسهل السيطرة عليها في حال سقوط أمريكا 00و الله أعلم


***

تدوم أثنى عشر عاما تنجلي حين تنجلي ، وقد أنحسر الفرات عن جبل من ذهب ، فيقتلون عليها

حتى تقتل من كل تسعة سبعة0

إذاً00أثني عشر سنة و ينتهي تسلط الأمم، لتبدأ الفتنة الخاصة و التي تنتهي بقيام الخلافة الراشدة

لكن السؤال هنا 00متى تبدأ السنوات الاثنا عشر؟؟

حقيقةً لا يعلم هذا الأمر إلا الله، لكن كل ما نعلمه أنها سنوات فتنة عظيمة لا يعلم قدرها إلا الله

تنتهي بخروج الذهب في مجرى الفرات0

لكن لو عدنا إلى السطر الأول من هذا الحديث لنحلله: " تطيف بالشام، وتغشى بالعراق، وتخبط

بالجزيرة بيدها ورجلها ، تعرك الأمة فيها عرك الأديم"

(تطيف بالشام ) في هذه العبارة فائدتين :-

الأولى : أن الفتنة تلوح أول ما تلوح من الشام

الثانية : أنها تطوف و لا تتغلغل ، بمعنى أنها لا تُحدث في الشام ما تحدث في بقية الأرض، و هذا مصداق

لحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم:

(( حدثنا حيوة بن شريح الحضرمي ، ثنا بقية ، قال: حدثني بحير ، عن خالد يعني ابن معدان عن ابن أبي قتيلة عن ابن حوالة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودا مجندة ، جند بالشام وجند باليمن وجند بالعراق "" قال ابن حوالة: خر لي يارسول الله إن أدركت ذلك ، فقال: "" عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه ، يجتبى إليها خيرته من عباده ، فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم ، واسقوا من غدركم ( الغدر: بضم الغين وضم الدال جمع غدير ) ، فإن الله توكل لي بالشام وأهله "


3 ( صحيح )
((عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي ، فنظرت فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام ، ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام))


أما بخصوص فتن الشام فقد ورد أثرين :

الفتن لنعيم بن حماد ج: 1 ص: 236
(( 665 وحدثنا بقية وأبو المغيرة ،عن صفوان بن عمرو ، عن يخلو السكسكي عن سليمان بن حاطب الحميري قال ليكونن بالشام فتنة يردد فيها كما يردد الماء في السقاء تكشف عنكم وأنتم نادمون عن جوع شديد فيكون ريح الخبز فيها أطيب من ريح المسك))


الفتن لنعيم بن حماد ج: 1 ص: 238
(( 675 حدثنا عثمان بن كثير عن محمد بن مهاجر قال حدثني أبو بشر عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي المضاء الكلاعي عن سليمان بن حاطب الحميري قال حدثني رجل منذ أربعين سنة سمع كعبا يقول إذا ثارت فتنة فلسطين فردد في الشام تردد الماء في القربة ثم تنجلي حين تنجلي وأنتم قليل نادمون))



فالفتنة طافت بالشام منذ زمن ألا و هي فتنة اليهود في فلسطين ، ثم غشت العراق ، و ستضرب فيما بعد الجزيرة

إذا00 الحساب بخصوص السنوات السابق يكون من أحد توقيتين ، لإ ستحالة التوقيت الثالث 0

الأول : أن تكون بداية السنوات من بداية غزو العراق ، أي أنها تنتهي و الله أعلم عام 2015 ميلادي

و الثاني : أن تكون بداية السنوات من بداية الفتنة في الجزيرة العربية ، و أنا و الله أعلم00 أرجح الأول


صحيح مسلم - ج: 4 ص: 2231
(( 157 حدثنا عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان بن صالح ، ومحمد بن يزيد الرفاعي ، واللفظ لابن أبان
، قالا: حدثنا بن فضيل ، عن أبي إسماعيل ، عن أبي حازم، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ثم والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر ، فيتمرغ عليه ويقول
: يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر ، وليس به الديّن إلا البلاء ))

***

هذا البلاء سيصيب المؤمن في دينه ، و قد نوه لذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال: ليس به الديّن 0

أي أنه يخشى على دينه ، فيتمنى أكبر مصائب الدنيا ( الموت ) ليسلم له دينه ، و هذا لا يكون إلا في

زمن فتنة لا نظير لها ، و لم تكن في أمة محمد صلى الله عليه و سلم حتى اليوم 0

فهذه العلامة خاصة بعصرنا و زمننا، زمن الحضارة و التكنلوجيا ، حيث المسلم محاصر لا يستطيع الفرار

بدينه00 أين يذهب ؟ و إلى أين يفر ؟ أرض الله الواسعة ضاقت عليه!

اللهم فرج على المسلمين كربتهم يا قوي 0


المستدرك على الصحيحين - ج: 4 ص: 541
(( 8518 حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا الربيع بن سليمان ، ثنا عبد الله بن وهب ، حدثني أبو شريح عبد الرحمن بن شريح ، عن أبي الأسود ، عن أبي فروة مولى أبي جهل ،عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: ثم نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليخرجن منه أفواجا كما دخلوا فيه أفواجا "
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

***

الفتن لنعيم بن حماد - ج: 1 ص: 238 رقم 676
(( قال محمد بن مهاجر، وحدثني بن ميمون ،عن صفوان بن عمرو، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: الفتنة الرابعة عمياء مظلمة، تمور مور البحر، لا يبقى بيت من العرب والعجم إلا ملأته ذلا وخوفا ، تطيف بالشام، وتغشى بالعراق ، وتخبط بالجزيرة بيدها ورجلها ، تعرك الأمة فيها عرك الأديم ، ويشتد فيها البلاء حتى ينكر فيها المعروف ، ويعرف فيها المنكر ، لا يستطيع أحد يقول مه مه ، ولا يرقعونها من ناحية إلا تفتقت من ناحية ، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ، ولا ينجو منها إلا من دعا كدعاء الغرق في البحر، تدوم أثنى عشر عاما ، تنجلي حين تنجلي وقد أحسرت الفرات عن جبل من ذهب ، فيقتلون عليها حتى يقتل
من كل تسعة سبعة ))


****

و لو سارت الأمور وفق الترتيب الذي يذكره النص السابق ، فإن القادم سيكون في الجزيرة العربية

، فتنة عمياء فيها هلاك الملوك و هلاك أعداد لا يعلم تعدادها إلا الله، و هذا ما تؤكده النصوص الصحيحة التي

تتحدث عن خراب المدينة في هذه الفترة ، و التي سنتحدث عنها إن شاء الله في فصل قادم0

كما تلاحظون من النص السابق و النص التالي ، أن الفرات سيحسر بفعل فاعل 00و الله أعلم

( و قد أحسرت الفرات )

و سواء كان هذا الحسر من عمل البشر أو بسبب أمر طبيعي يُحدثه الله على الأرض ، فإن حسر الفرات

و تقاتل الناس عليه أمر لا بد منه، كما جاء في الأحاديث الصحيحة :


الفتن لنعيم بن حماد ج: 1 ص: 336 رقم 971 -إسناده قوي
(( حدثنا عبد الله بن مروان عن أرطاة عن تبيع عن كعب قال تكون ناحية الفرات في ناحية الشام أو بعدها بقليل مجتمع عظيم فيقتتلون على الأموال فيقتل من كل تسعة سبعة وذاك بعد الهدة والواهية في شهر رمضان وبعد افتراق ثلاث رايات يطلب كل واحد منهم الملك لنفسه فيهم رجل اسمه عبد الله))

***

النص السابق يبين لنا أمران :

الأول : كما أسلفت و هو تحديد مكان انحسار الفرات ، و قد يعضد هذا الشيء النص الضعيف التالي :

(الفتنة الرابعة بدئها من الرقة )

الثاني : هو موافقة النص السابق قوي الإسناد للنص الذي يرويه أبو هريرة ،و ذلك في تقسيم الفتنة

الرابعة إلى مرحلتين :

المرحلة الأولى : ما قبل كنز الفرات

المرحلة الثانية : ما بعد كنز الفرات

حيث بين الحديث السابق ، أن مجمع عظيم على المال سيكون ناحية الفرات ، أي بعد انحسار الفرات

ثم ينوه الحديث السابق إلى أن هذا المجمع سيكون بعد فتن تسبقه ، و أحداث جسام ، ما هي هذه الأحداث ؟؟

**إنها هدة و واهية في رمضان

**و افتراق ثلاث رايات كلا منها يطلب الملك لنفسه فيهم رجل اسمه عبد الله

و النص التالي( ضعيف ) لكنه يبين و يضيف لنا أشياء هامة:



الفتن لنعيم بن حماد- ج: 1 ص: 206 رقم 560 - ضعيف
(( حدثنا الوليد بن مسلم ، عن عبد الجبار بن رشد الأزدي، عن أبيه ، عن ربيعة القصير، عن تبيع ، عن كعب ،
قال: يكون بعد فتنة الشامية ، الشرقية هلاك الملوك ، وذل العرب ، حتى يخرج أهل المغرب ))


أن هذه الفتنة ستنتهي بهلاك الملوك ،و طالما أنه بدأ بالغربية ( الشامية ) فالشرقية هنا هي فتنة العراق و

الجزيرة ، و التي ستنتهي بهلاك ملكهم ، هذه الفتنة سيكون فيها العرب أذل من شاة

و لا ينتهي ذل العرب ، حتى يخرج أهل الصليب و اليهود ( أهل المغرب )


***

حاولت خلال المقطع السابق أن أضع بعض التفاصيل حول ماهية و زمن الفتنة التي نحن في بدايتها 0

استخدمت خلال ذلك بعض الآثار الضعيفة للإيضاح (فقط) دون الاعتماد عليه في التقرير 0



يتبع 000

حال اْمتي
12-04-2007, 10:17 PM
نستطيع أن نجمل الأحداث التي تسبق المهدي بما يلي:


أولاً : فوضى تعم العالم الإسلامي نتيجة سقوط الأنظمة الحاكمة و انتشار الفتنة 0

ثانياً : تعرض المسلمين لضربات جرثومية و كيماوية شديدة تأتي على أعداد هائلة منهم 0

ثالثاً : زوال الطاغوت الأكبر ( أمريكا )

رابعاً : زوال مدن و دول كثيرة في أوربا و أسيا 0

خامساً : بدأ الفتنة الخاصة بالمسلمين يقودها دعاة الفتنة و الضلالة و هي طبقة جديدة

من أمراء الدنيا 0

سادساً : بدأ ظهور معالم انكفاء الحضارة الصناعية ، بسبب ذهاب النفط و دمار المدن

و انتشار الجوع و توقف كل مرافق الحياة الحديثة 0

سابعا : تبلور قيادة إسلامية جديدة تمثل نواة الخلافة الإسلامية و التي ستأخذ على عاتقها مهمة

إخماد الفتن و تشكيل الخلافة الإسلامية في بيت المقدس 0


***


نتائج الفتن التي تسبق قيام الخلافة:

نقصان تعداد المسلمين :-

من أهم المظاهر التي ستفرزها الأحداث القائمة هو النقص المهول في تعداد أهل الأرض بعامة

و المسلمين و العرب بخاصة 0

طبعا لو تكلمنا بالأمر على شكل قراءة لا علاقة لها بالنسبة النبوية لوصلنا إلى نتيجة مشابهة لتك التي

رسمتها لنا السنة 0

تعلمون أن تعداد البشر بعيد منتصف القرن الماضي قد أزداد بشكل عظيم جدا ،و كانت هذه الزيادة

نتيجة للتقدم الطبي في مجال مكافحة الأمراض السارية و توقف الجواح التي كانت ما تحل في قطر

حتى تأتي على نسبة ليست بالقليلة من سكان هذا البلد أو ذاك ، ثم كان من نتائج هذه الزيادة

أن سعت الدول و المختبرات العالمية لوضع حلول تساعد على سد النقص الحاد في الغذاء ، و الذي قد ينشأ

عن هذه الزيادة الهائلة 0

فأنتجوا الأسمدة و الهرمونات المساعدة على النمو، ثم كانت التحسينات الجنية للنبات و الحيوان

و التي جلبت معها أمراض معقدة لا قبل للعلم بها 0

ثم نأتي على الأمراض التي نتجت عن التلوث الصناعي و الزراعي و غيرها من السموم التي تملأ المدن 0

ثم نضيف لكل هذا الأمراض و العيوب الجسدية ،الناتجة عن اختراع أدوات الرفاهية المنزلية

و التي حدت من النشاط اللازم لتوازن الجسد 0

كل هذه الأمور و التي هي جزء بسيط من تعقيدات الحضارة التي نعيشها اليوم ، جعلت من الإنسان

السوي بؤرة أمراض متحركة تحتاج إلى كومة من العقارات الطبية في كل عام 0

تصوروا معي أخوتي لو حدث و توقفت معامل الأدوية و صناعة الأغذية ، و أجزاء مهولة من الأرض

الزراعية لمدة عام واحد !!

ثم ضعوا فوق هذا و ذاك جوا كئيبا يسيطر على الأرض ، و قذائف و مواد قاتلة لا تعرف الرحمة !

كم من الملايين سيحصد الموت في بضع أشهر ؟

و كم ستتضاعف المصيبة بوجود هذه الكميات الهائلة من الجثث الملقاة في الشوارع ؟

و التي لن تجد من يتعامل معها !

و كم سيموت من الناس التي بنت المدن في مناطق لا ماء فيها لو توقف عنها الماء المسحوب من آلاف الأميال؟

***

دعونا الآن نناقش هذا الأمر من خلال السنة النبوية :[/U]


إن هذا الكم الهائل من أدوات التدمير و الفتن ، التي يمكنها أن تثور في أي لحظة في جو مشحون

بالحقد و الغل من قبل كل الأطراف المتصارعة ، لا بد له يحصد أعداد لا حصر لها من الناس 0

هذه الحروب و هذه الفتن لا بد أنها ستؤدي إلى نقص في تعدد المسلمين لدرجة مهولة ، لا أبالغ لو قلت أنه لن

يبقى إلا القليل , القليل منهم ، في عملية هي أشبه بالبتر الذي يقوم به الجراح الماهر لإنقاذ بقية الجسد 0

هذه التصفية ( الغربلة ) ستطال محبي الدنيا و محبي الآخرة ، و لكن لكلا منهم سبيل 0


نبدأ بإذن الله بإثبات هذا النقص الذي سيطرأ على المسلمين بعامة و العرب بخاصة :


أيها الأخوة يجب أن أنوه قبل استطرادي في هذا البحث إلى أن الذين يعتقدون أن ظهور المهدي

محمد بن عبد الله يعني قرب نزول عيسى عليه السلام ، هم على خطأ ، بل هم واهمون 0

فالمهدي الذي نسأل الله أن يكون ظهوره قريب ، هو مفتاح خلافة راشدة يقضي منها في الحكم سبع

سنوات أو تسع، ثم يلي من بعده خليفة آخر ،و قد يكون هناك ثالث ، و رابع 0

ثم يعود الفساد ليظهر من جديد حتى يصل إلى درجة يُقمع فيه الدين ، و تُطفئ السنن ، و يصبح القابض

على دينه كالقابض على جمرة من نار ، ثم يظهر الخليفة عائذ الحرم و الذي سيبايع له بين الركن و المقام

و الذي هو خليفة الملحمة أو الذي يسبق خليفة الملحمة 0ثم بعد ذلك يخرج الدجال ثم ينزل عيسى عليه السلام0


هذه هي مجموعة نقاط سنعرج عليها جميعا لكي نبرهنها إن شاء الله، لكني أحببت أن أذكرها هنا لكي

يستطيع قارئ هذا البحث المتابعة من غير لبس 0


بدايةً00سأطرح الأدلة العامة على هذا النقص و سأعرض التفاصيل الخاصة كلا في مكانه :

رسول الله صلى الله عليه و سلم حين وصف حالنا اليوم ، وصفنا بالكثرة0


سلسة الأحاديث الصحيحة : المجلد الثاني :
((يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها . فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ؛ ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن . فقال قائل: يا رسول الله ! وما الوهن ؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت . ))


هذه الكثرة هي حال أمة الإسلام اليوم ، عددهم كبير ، و عملهم قليل ، ثم تتغير الصورة في النصوص

النبوية حين يُسأل عن العرب عند خروج الدجال!


سنن الترمذي 46- كِتَاب الْمَنَاقِبِ 62- بَاب فِي فَضْلِ الْعَرَبِ 3930 ( صحيح )
((حدثنا محمد بن يحيى الأزدي ، حدثنا حجاج بن محمد ، عن ابن جريج ، أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول : حدثتني أم شريك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال :
ليفرن الناس من الدجال حتى يلحقوا بالجبال 0قالت أم شريك: يا رسول الله، فأين العرب يومئذ ؟ قال: هم قليل))


و في جزء من الحديث الطويل الذي يذكر فيه رسول الله خروج الدجال


الجامع الصغير : المجلد الثاني
((و إنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه و ظهر عليه إلا مكة و المدينة لا يأتيهما من نقب من أنقابهما إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتة حتى ينزل عند الضريب الأحمر عند منقطع السبخة فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فلا يبقى فيها منافق و لا منافقة إلا خرج إليه فتنفي الخبيث منها كما ينفي الكير خبث الحديد و يدعى ذلك اليوم يوم الخلاص قيل: فأين العرب يومئذ ؟ قال: هم يومئذ قليل ( وجلهم ببيت المقدس ) ; و إمامهم رجل صالح))


طبعا النصان السابقان يبينان بما لا يدع مجال للشك في أن العرب أقلة في آخر الزمان ، و لو رجعنا

لنصوص أخرى لوجدناها تؤكد هذه الحقيقة ، و تضيف حقيقة أخرى ، هي أن هذا النقص لا يقتصر

على العرب وحدهم ، بل يخص المسلمين و النصارى و غيرهم من الملل الأخرى0


مشكاة المصابيح : المجلد الثالث : كتاب الفتن- الفصل الأول
((عن ذي مخبر ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "" ستصالحون الروم صلحا آمنا ، فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم ، فتنصرون وتغنمون وتسلمون ، ثم ترجعون ، حتى تنزلوا بمرج ذي تلول ، فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب,فيقول: غلب الصليب,فيغضب رجل من المسلمين فيدقه ، فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة فيثور المسلمون إلى أسلحتهم ، فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة "" ))رواه أبو داود .


صحيح ابن حبان - ج: 15 ص: 101
((6708 أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي ، قال : حدثنا علي بن المديني ، قال: حدثنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، عن حسن بن عطية ، عن خالد بن معدان ، عن جبير بن نفير، عن ذي مخبر بن أخي النجاشي ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : ثم تصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزوا أنتم وهم عدوا من ورائهم ، فتنصرون وتغنمون وتنصرفون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول، فيقول قائل من الروم : غلب الصليب ، ويقول قائل من المسلمين : بل الله غلب ، فيثور المسلم إلى صليبهم وهو بعيد فيدقه ، وتثور الروم إلى كاسر صليبهم فيضربون عنقه ، ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون ، فيكرم الله تلك العصابة من المسلمين بالشهادة ، فتقول الروم لصاحب الروم : كفيناك العرب ، فيجتمعون للملحمة ، فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا))


لاحظ أخي في الحديث الثاني أمرين:

الأول : قول الروم لصاحبهم و( المقصود: ملكهم، و هذا ما سيؤول إليه نظام الحكم عند النصارى )

قولهم : كفيناك جد العرب، أي أننا قتلنا أكثر العرب0


المستدرك على الصحيحين- ج: 4 ص: 509
(( حدثنا محمد ثنا بحر بن نصر ثنا بن وهب ثنا معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن كعب قال : ثم لا تكون الملاحم إلا على يدي رجل من آل هرقل الرابع أو الخامس يقال له : طبارة))


(قولهم : كفيناك جد العرب )

و رسول الله صلى الله عليه و سلم يصف العرب المشاركين في تلك الحرب بالعصابة لقلة عددهم , و يجب أن تعلم

أخي أن العرب في المسلمين في أخر الزمان كالشعرة البيضاء في الثور الأسود0


[116618]
((أخبرناه أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عبد الله بن يوسف ثنا يحيى بن حمزة حدثني أبو علقمة يرد الحديث إلى جبير بن نفير قال قال عبد الله بن حوالة رضي الله تعالى عنه كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكونا إليه العري والفقر وقلة الشيء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبشروا فوالله لأنا بكثرة الشيء أخوفني عليكم من قلته والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى يفتح الله أرض فارس وأرض الروم وأرض حمير وحتى تكونوا أجنادا ثلاثة جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن وحتى يعطى الرجل المائة فيسخطها قال بن حوالة قلت يا رسول الله ومن يستطيع الشام وبه الروم ذوات القرون قال والله ليفتحها الله عليكم وليستخلفنكم فيها حتى يظل العصابة البيض منهم قمصهم الملحمة اقفاؤهم قياما على الرويجل الأسود منكم المحلوق ما أمرهم من شيء فعلوه
وإن بها رجالا لأنتم أحقر في أعينهم من القردان في أعجاز الإبل قال بن حوالة فقلت يا رسول الله اختر لي إن أدركني ذلك قال إني أختار لك الشام فإنه صفوة الله من بلاده وإليه تجتبى صفوته من عباده يا أهل اليمن عليكم بالشام فإن من صفوة الله من أرضه الشام ألا فمن أبى فليستبق في غدر اليمن فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله))
***

( حتى يظل العصابة البيض منهم ،منهم : أي من الروم ) تابع الضمائر في النص لتعلم ذلك0

أي أن طابع المسلمين أخر الزمان هو البياض ، و هم من أسلم من النصارى و غيرهم من الأمم ، كل مجموعة

منهم تقف بين يدي العربي الأسمر يتلقون منه علوم الدين00و يسند هذا القول:


سلسة الأحاديث الصحيحة - المجلد السادس 1 ( الصحيحة )
(( إذا وقعت الملاحم بعث الله بعثا من الموالي من دمشق ، هم أكرم العرب فرسا وأجوده سلاحا ، يؤيد الله بهم الدين )).


نعود الآن إلى المهم 00جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم:


صحيح مسلم ج: 4 ص: 2223
((حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن حجر كلاهما عن بن علية واللفظ لابن حجر حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن حميد بن هلال عن أبي قتادة العدوي عن يسير بن جابر قال ثم هاجت ريح حمراء بالكوفة فجاء رجل ليس له هجيري ( حديث ) إلا يا عبد الله بن مسعود جاءت الساعة قال فقعد وكان متكئا فقال إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشام فقال عدو يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام قلت الروم تعني قال نعم وتكون ثم ذاكم القتال ردة شديدة فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء غالب وتفنى الشرطة ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء
وهؤلاء كل غير غالب غالب وتفنى الشرطة ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يمسوا فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غيرغالب وتفنى الشرطة فإذا كان يوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام فيجعل الله الدبرة عليهم فيقتلون مقتلة إما قال لا يرى مثلها وإما قال لم ير مثلها حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتا فيتعاد بنو الأب كانوا مائة فلا يجدونه بقى منهم إلا الرجل الواحد فبأي غنيمة يفرح أو أي ميراث يقاسم فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك فجاءهم الصريخ إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون فيبعثون عشرة فوارس طليعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ أو من خير فوارس على ظهر الأرض))


هذا الحديث يصف لنا حال المسلمين عند ورود نبأ قدوم الروم بجيش تعداده

960 ألف مقاتل لاستئصال شأفة المسلمين0


ملاحظات على هامش النص السابق :[/U]

[U]أولا : في قول رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم

( فإذا كان يوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام )

هذا يعني أن معظم أهل الإسلام سيشارك في معركة اليوم الرابع ، و التي سيكون من نتائجها ما ذكره

النص النبوي نفسه :

(فيتعاد بنو الأب كانوا مائة فلا يجدونه بقى منهم إلا الرجل الواحد فبأي غنيمة يفرح أو أي ميراث يقاسم )

إذاً 00فقبيل خروج الدجال ، أهل الإسلام أقلة جدا، تعدادهم بالآلاف و ليس بالملايين 0

ثانيا : و هو موجه لمن ينكر زوال الحضارة !

رسول الله صلى الله عليه و سلم ، يقول : فيبعثون عشرة فوارس طليعة

و الطليعة أيها أخوة كما تعلمون هي فرقة تجسس و مراقبة ، و بالتالي فمن واجبها اتخاذ

أدق الاحتياطات الأمنية لكي لا ينكشف أمرها 0

لو كانت هذه الفرقة خارجة في زمن الحضارة ، لخرجت هذه الفرقة بسيارة واحدة أو بطائرة عامودية 0

فإذا أخذنا بقول من يقول : بأن الخيول هنا كناية عن المركبات الحديثة !

أقول : ما الداعي ليركب كل فارس سيارة عسكرية ثم يتوجهون على شكل طابور من عشر سيارات

لجس الخبر و هذا فيه خطورة كبيرة في كشفهم أو الإيقاع بهم ؟ !!

الأمر الأخر : من المعلوم عسكريا أن جميع الآليات العسكرية في كل دول العالم مموهة بلون موحد

فلا تجد في الجيش الواحد سيارة حمراء و أخرى صفراء و هكذا ، وهذا يعني أن النص النبوي على

ظاهره و الخيول هي الخيول 00 إنتهت الملاحظة 00

عودة للبحث [U]00و إلى حديث الردة التي ستقع للمسلمين جراء غزو الروم لهم :

أقول : عدد جيش الروم ليس بالمهول ، و تستطيع أي دولة عربية اليوم تجنيد جيش يزيد عنه عددا 0

من ناحية أخرى هذا العدد يحدث ردة لدى المسلمين و ذلك لقلتهم نسبيا بالنسبة للنصارى 0

و في الحديث الصحيح يخبرنا رسول الله ، أن المسلمين يرتد منهم ثلث ، يستشهد منهم ثلث ،

و يفتح الله على ثلث ، وهم من يفتح روما بإذن الله0

إذاً 00المسلمون ثلثهم يرتد و يبقى الثلثان

نحن نعلم أن تعداد المسلمين اليوم يفوق المليار و ربع المليار ، فلو فرضنا أن الملحمة هي المعركة القادمة بين

المسلمين و النصارى لكان من المفترض أن يبقى مع المهدي من المسلمين الثلثين ، و هم قرابة 750 مليون مسلم

يقتل نصفهم ، و يبقى نصفهم حوالي 375 مليون مسلم ، هم من سيفتح القسطنطينية 0

لكن هذا الكلام مناف للحقيقة ، حيث ثبت بالصحيح أن تعداد المسلمين الذين سيفتحون قسطنطينية

و هم الذين يبقون بعد الملحمة ، عددهم سبعون ألف لا غير0

و من ناحية أخرى ينقسم المسلمون أثناء المعركة إلى شرط ، حيث تستشهد الشرطة الأولى في اليوم الأول ,

كذلك في الثانية ، ثم الثالثة ، فكيف تُقتل الشرطة الواحدة و تعدادها يتجاوز 12 آلف مقاتل0

و رسولكم يقول :

ـ سلسة الأحاديث الصحيحة - المجلدالثاني:
(( خير الصحابة أربعة ، وخير السرايا أربعمائة ، وخير الجيوش أربعة آلاف ، ولا يغلب اثنا عشر ألفا من قلة .
إذا لا يغلب اثنا عشر من قلة فهذا يعني أن الشرطة الأولى لم تبلغ هذا المقدار فكيف تهزم شرطة من المسلمون الذين
لا نفاق فيهم و تعدادهم أكثر من اثنا عشر ألف))


فلو فرضنا كل شرطة من الشرط الثلاث الأولى عددها أحد عشر ألف ، لكان الشهداء في الشرط الثلاث

الأولى 33 ألف مسلم ، و لو قلنا أن بقية المسلمون الناجون هم تقريبا سبعون ألف من المجاهدين

قد يزيدون قليلا، يضاف إليهم أصحاب فتح الهند ، و هم عصابة من المسلمين يوجهها الخليفة لفتح

من بقي في أرض الهند ، و هم لا يشهدون الملحمة الكبرى و إنما يأتون الشام و قد نزل فيها نبي الله

عيسى عليه السلام 0

المؤكد لدينا بالدليل 00أن الجيش الذي سيفتح القسطنطيتية تعداده سبعون ألف ، و هو جل تعداد رجال

المسلمين في ذلك الوقت 0


صحيح الجامع الصغير-المجلد الأول :3638 ( صحيح )
((سمعتم بمدينة جانب منها في البر و جانب في البحر ؟ لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق ، فإذا جاءوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح و لم يرموا بسهم قالوا: لا إله إلا الله و الله أكبر فيسقط أحد جانبيها الذي في البحر ثم يقول الثانية: لا إله إلا الله و الله أكبر فيسقط جانبها الآخر ثم يقول الثالثة: لا إله إلا الله و الله أكبر فيفرج لهم فيدخلونها فيغنمون فبينما هم يقتسمون المغانم إذ جاءهم الصريخ فقال: إن الدجال قد خرج فيتركون كل شيء و يرجعون ))

***

ملاحظة على هامش الحديث السابق :

و تخص أيضا منكري زوال الحضارة !

تلاحظون أن الجيش يحاصر القسطنطينية فيجدوها محاطة بالأسوار ،و هذا الأمر لا وجود له اليوم

كما أن الأنظمة العسكرية الحديثة لا تعتمد الأسوار في دفاعاتها ،لكن الأعجب من كل هذا و ذاك هو تحول

القسطنطينية المسلمة إلى عاصمة للنصرانية مجددا 0

فهذا يعني أن الشهداء سبعون ألف و المرتدون سبعون ألف و الذين يفتحون القسطنطينية سبعون ألف ،فيكون

عدد المقاتلين المسلمين قبل الردة مائتان و عشر آلاف ، يضاف إلى هذا العدد الذراري و النساء 0


الفتن لنعيم بن حماد ج: 2 ص: 539
((1520 حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن بكر بن سوادة حدثني لقيط بن مالك أن المؤمنين يوم يخرج الدجال إثنا عشر ألف رجل وسبعة آلاف امرأة وسبع مائة أو ثمان مائة امرأة))


الفتن لنعيم بن حماد -ج: 2 ص: 540
((1523 حدثنا أبو المغيرة عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال ينجو من الدجال إثنا عشر ألف رجل وسبعةآلاف امرأة )) ( إسناده جيد )


طبعا و كما هو معلوم فالمحلمة الكبرى تسبق الدجال ، و قد ماز الله فيها المؤمنين عن المنافقين ،

فكان فسطاط المؤمنين الذين يخوضون الملحمة فسطاط إيمان لا نفاق فيه ، و بقيتهم هي التي تفتح قسطنطينية
( سبعون ألف)

ثم يفتحون روما ، ثم يخرج الدجال و يقاتلهم بمن تبعه من اليهود و الكفار و المشركين ، فيبقى منهم هذا العدد

القليل و الذي وردت قيمته في الأثر السابق0

لقد أدرك محدثي و علماء القرون الأول ، علماء خير القرون ، أن المسلمين أخر الزمان أقلة جدا ، و لم يجدوا

عناء في فهم النصوص التي وردت عن سيد الخلق ، بل لم يريد أن يجادلوا و يتفيهقوا كما يفعل البعض

اليوم ممن يحاول أقناع الناس بأننا على أبواب الملحمة بكل هذا الكم الهائل من البشر 0

***

عودة إلى النص 00لقد حشد النصارى في معركتهم النهائية مع المسلمين كل ما يملكون من عدد

بهدف استئصال شآفة المسلمين ، و هذا العدد كما رأينا لا يتجاوز المليون ، فهم أثنا عشر راية تحت

كل راية ثمانون ألف 0

و ما يدعم هذه الحقيقة ، أن من بقي من المسلمون على قلة عددهم ( سبعون ألف ) قد اجتاحوا مدينتي النصارى

روما و قسطنطينية دون أن يخرج أي جيش لملاقاتهم ، بل لاذ من بقي منهم في الحصون !

أما ما يعرف اليوم بأوربا و بلاد شرق أسيا و الهند و الصين ، فغالب الظن أنها تعرضت لتبدل بشري سابق لهذه

الأحداث ، إن لم يكن تبدل جغرافي ، متأثرة بالعوامل ذاتها التي أدت إلى ذلك النقص الشديد في تعداد المسلمين

و غيرهم من الأمم ، و يكفي أن نعلم أن فتح المسلمين للعالم سيكون مقصورا على مدينتي روما و قسطنطينية

و بعض بلاد الهند0

أما عن الواقع البشري لبقية الملل ، فلا أظنه أحسن حظا من واقع المسلمين، فالروم يوم الملحمة استنفروا كل

رجالهم لخوض الملحمة الكبرى، لأنهم أرادوها حرب وجود ، أو لا وجود ، خصوصا بعد غدرهم بتلك العصابة

التي كانت ترافقهم في حربهم ضد عدوهم 0

و قد رأينا حين أهلك الله هذه الفئة الباغية و التي لم يكن تعدادها يزيد عن المليون ،باتت مدنهم العظيمة لقمة

سائغة بيد 70 ألف من المجاهدين اجتاحوا عالمهم النصراني و فتحوا عاصمتي الكفر ( روما و قسطنطينية )

و لذلك تراهم قد تحصنوا في قلاعهم ، و خلف الأسوار ، و التي يهدمها المسلمين بالتهليل و التكبير 0

و لمن يظن أن الحضارة باقية حتى ذلك اليوم نسأله 00

أين دول النصرانية الكبرى عن المسلمين الذين لا يتجاوز تعدادهم السبعين ألف ؟؟؟

أين الصواريخ و الطائرات ، بل أين الجيوش أين فرنسا و ألمانيا و بريطانيا و غيرها من دول الكفر ؟؟؟

و لماذا يحشد النصارى جيش بهذا العدد للملحمة لو كان القتال بالصاروخ و المدفع و الطائرة ؟؟؟

خذوا مثلا 00العراق اليوم لم تحتج أمريكا لأكثر من ربع مليون عسكري للسيطرة على بلد يفوق تعداده

العشرين مليون يقع في قلب العالم الإسلامي !!

فكيف يجند النصارى مليون مقاتل لأجل 200 ألف مسلم لو لم يكن القتال بالسيف؟

أنقلكم الآن لصورة أخرى تحتاج لتفسير !!

من المعلوم بالصحيح أن المسلمين قد دخلوا مع النصارى في هدنة و صلح آمن، و نحن نعلم أن هؤلاء القوم

لا يهادنون إلا عن ضعف ،و حين جاء الجيش الذي غدر بالمسلمين ، قالوا لملكهم : كفيناك العرب 0

و هذا يعني أنهم أحدثوا أمراً يجعلهم في وضع يمكنهم من استئناف القتال ضد المسلمين 0

فالعبرة بالعنصر البشري لا بالسلاح و غيرها من عوامل النصر المختلفة ، لو كان المسلمين يمتلكون

الأسلحةالحديثة لدكوا حصون النصارى بها دون أن يكون هناك حاجة ليخرق الله لهم نواميس الكون

فيسقطونها بالتكبير و التهليل ، مما يدل على أنها قد كانت عصية عليهم قبل ذلك0

أضف إلى ذلك ما قد يتبادر إلى الذهن من أسئلة عصية على الفهم ، منها التساؤل عن ترسانة العالم الغربي

النووية و التقليدية و دورها في هذه الحرب ، فما نراه في هذه الملحمة صورة للمعركة القديمة ((جيش يغزوا

بلد ما ثم يندحر ، فيتبعه الجيش المنتصر حتى يحاصر سكانه خلف الأسوار ، و من ثم و بعد انهيار الأسوار

يتم الفتح ))

ثم أن الأحاديث تؤكد لنا أن القدس و فلسطين بيد المسلمين قبل الملحمة و قبل الهدنة التي بينهم و بين الروم

و بالتالي فمن المفترض أن يكون المسلمين قد قتلوا اليهود فيها قتلا شنيعا0

و طالما أن هناك شيء قد أثر على تعدد البشر على الأرض حيث جعل المليار , 200 ألف فالمفروض

أن يتأثر اليهود بذات العوامل ، إضافة إلى تذبيح المسلمين لهم بعد الفتح ، فمن أين خرج الدجال

بسبعين ألف مقاتل يهودي بعد الملحمة مباشرة ؟؟

و هذا العدد كبير و مهول !! طالما أنه مساوي تقريبا لعدد المسلمين في ذلك الزمن ، مما يدفعنا نفترض

أن هؤلاء القوم قد أعتزل من نجى منهم زمنا ليس بالقصير حتى استعادوا هذه النسبة العددية ، على العكس

من المسلمين ، الذين ضلوا يخوضون الحروب ضد الروم والترك، ناهيك عن الفتن الداخلية مما جعل تعدادهم

البشري يصل إلى هذا المستوى 0

إذاً 00 لا بد من التسليم بحدوث حرب غير تقليدية على الأرض أعادت الناس إلى العصر الحجري ، و هذا تجده

جلي و واضح حتى في التكوين الهندسي الجديد للمدن كروما و قسطنطينية و دمشق و غيرها من المدن ،

حيث باتت تعتمد على الأسوار في تحصيناتها العسكرية0


سنن ابن ماجه ج: 2 ص: 1361
((فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه فتنفي الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد ويدعي ذلك اليوم يوم الخلاص فقالت أم شريك بنت أبي العكر يا رسول الله فأين العرب يومئذ قال هم يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس وإمامهم رجل صالح فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى بن مريم الصبح فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقري ليتقدم عيسى يصلي بالناس فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له تقدم فصل فإنها لك أقيمت فيصلي بهم إمامهم فإذا انصرف قال عيسى عليه السلام افتحوا الباب فيفتح ووراءه الدجال معه سبعون ألف زفر كلهم ذو سيف محلى وساج))


أي أن الدجال و أتباعه يرابطون خلف أسوار القدس ، و كذلك يتحصن الناس من يأجوج و مأجوج بالمدن

المحصنة 0

سنن ابن ماجه ج: 2 ص: 1364
((غدا إن شاء الله تعالى واستثنوا فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه فيحفرونه ويخرجون على الناس فينشفون الماء ويتحصن الناس منهم في حصونهم فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع عليها الدم الذي أحفظ فيقولون قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء فيبعث الله نغفا في أقفائهم فيقتلهم))

و السؤال الذي يطرح نفسه هنا أين ذهبت هذه المليارات من البشر ؟؟

تكلمت عن بداية زوال هذا العدد الهائل من البشر سابقا و سنتابع

بقية الأدلة كلا في حينه إن شاء الله



***

حال اْمتي
12-04-2007, 10:37 PM
و قبل الخروج من هذا الفصل :

لا بد من التعريج على ما جاء في الحديث السابق حول قول رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من بني إسحاق )

أي لماذا أطلق على جيش المسلمين هذه الصفة، خصوصا و أن بني إسرائيل وأخوه بني العيص ، هم بني

إسحاق ( و بني العيص: هم ما يعرفون بالروم00 و الله أعلم )

لقد رأينا سابقا أن العرب أقلة جد آخر الزمان يغلب عليهم طابع البياض ممن أسلم من الروم أو اليهود

لذلك فالأرجح أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أطلق صفة الكثرة على الكل 00و الله أعلم

فقد رأينا في الحديث النبوي الطويل و في الجزء الأخير منه :


((000فإذا كان يوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام فيجعل الله الدبرة عليهم فيقتلون مقتلة إما قال لا يرى مثلها وإما قال لم ير مثلها حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتا فيتعاد بنو الأب كانوا مائة فلا يجدونه بقى منهم إلا الرجل الواحد فبأي غنيمة يفرح أو أي ميراث يقاسم فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك فجاءهم الصريخ إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون فيبعثون عشرة فوارس طليعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ أو من خير فوارس على ظهر الأرض))

***

من النص السابق نجد أن أولئك الذين خاضوا الملحمة هم ذاتهم من حاصر قسطنطينية ، و هم ذاتهم الذين

تعاد بني الألف منهم فلم يبقى إلا واحد ، و هم العرب و من أسلم معهم من الروم 0

إذا00 ففتح القسطنطينية لن يكون بجيش خاص من الروم المسلمين ، بل هو الجيش الذي خاض الملحمة

لكن أكثره سيكون من الروم المسلمين، و هذا يحتم علينا أن نعتقد بأن هذا العدد من الروم قد أسلم

قبل الملحمة بزمن 0

لماذا ؟ لأن لديهم قدم صدق في الإسلام حتى يفتح الله لهم مدينة القسطنطينية بالتكبير و التهليل!!

فهل يعقل أن يؤسر هؤلاء الروم في الملحمة ثم يدخل الإيمان في قلوبهم بهذا الشكل الذي يدل على أنهم من

المسلمين الربانيين ؟؟

الأمر يحتاج إلى وقفة و تفكير 00

فدعونا نستعرض هذا النص النبوي :


صحيح الجامع الصغير: المجلد الثاني: 7433 ( صحيح )
((لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا و بين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون: لا و الله لا نخلي بينكم و بين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا و يقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند الله و يفتتح الثلث لا يفتنون أبدا ; فيفتتحون القسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون و ذلك باطل فإذا جاءوا الشام خرج فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم فأمهم فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لا نذاب حتى يهلك و لكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته))


إذا00 و من خلال النص السابق ، و الذي يرسم لنا صورة أخرى لموقف من مواقف الملحمة ، و الذي يظهر

أنه قبل وقوع القتال بين المسلمين و النصارى0

النص يبين أن هناك أسرى روم بين المسلمين قد أسلموا ، والروم في حنق شديد على هؤلاء المسلمين الروم

إذاً00 فالروم أسرى حديثي عهد في الإسلام قد يكونوا لعشرين عام أو أكثر ، أو أقل 00الله أعلم

ما أريد قوله أن المقصود في الحديث الذي مضى قبل هذا ، هم العرب

(فيتعاد بنو الأب كانوا مائة فلا يجدونه بقى منهم إلا الرجل )

و هذا يعطيك مقدار من بقي من العرب بعد هذه المعركة ، فلو دخل المعركة ( الملحمة ) نصف مليون عربي

و أنا أستبعد هذا الرقم لأسباب سأذكرها بعد قليل ، كم يبقى من العرب بعد الملحمة ؟؟وفقا للحديث ؟

يبقى فقط عشرة آلاف مقاتل عربي 0

لماذا استبعد أن العرب قد دخلوا الحرب بهذا العدد ؟

تعلمون أن جيش الروم المقاتل قد جاء إلى أرض المسلمين بقرابة 900 ألف مقاتل

فهل يعقل لو كان تعداد المسلمين يفوق نصف مليون أن يرتد الثلث منهم خوفا و نفاقا ؟

و هل يعقل أن يقتل الروم ثلث المسلمين و هم فريق إيمان لا نفاق فيه ؟

لا يا أخوتي 00العرب دخلوا المعركة بأعداد أقل من ذلك بكثير ، و من بقي منهم أقل من عشرة آلاف بكثير0

على كل حال ،، يكفينا الحديث الصحيح الذي يُسأل فيه رسول الله عن العرب عند خروج الدجال فيقول :

""هم قليل ، و جلهم في بيت المقدس ""


(( وعن أم شريك ، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" ليفرن الناس من الدجال حتى يلحقوا بالجبال "" قالت أم شريك: قلت: يا رسول الله فأين العرب يومئذ ؟ قال: هم قليل )). رواه مسلم


صحيح الجامع الصغير :
((قيل: فأين العرب يومئذ ؟ قال: هم يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس و إمامهم رجل صالح))


الآن تأكدنا أن الروم الذين خاضوا الملحمة إلى جانب المسلمين العرب قد أسلموا قبل الهدنة التي وقعت بين

المسلمين و بين الروم 0

لماذا قبل الهدنة ؟؟؟

لأنه بعد الهدنة لم يحدث قتال بين المسلمين و الروم سوى تلك الغدرة التي غدرها الروم

بالمسلمين و لم يخرج من المسلمين في تلك الحادثة أحد 0


إذاً00 كانت هناك حرب خاضها المسلمين ضد الروم أجبرت الروم على دخول الصلح مع المسلمين

لضعف فيهم ، و في هذه الحرب تم أسر من أسر منهم0

إذاً 00أبقي أخي في ذهنك ما استنتجتاه لأننا سنحتاجه فيما بعد 00

*****

لكن قبل أن أختم هذا الفصل 00

أود إضافة رد على سؤال كنت قد أجبت عنه، يتعلق بمسألة نقص تعداد العرب بالرغم

أن معظم ما ورد في هذا الرد قد تحدثت عنه قبل قليل، لكن هناك بعض النقاط تم التطرق إليها في هذا الرد

أحببت أن أضيفها من خلال الرد نفسه ، لأن مسألة نقص المسلمين آخر الزمان مسألة حساسة عند البعض !


سؤال : ما الدليل على أن المسلمين بعامة و العرب بخاصة أقلة أخر الزمان ؟؟؟؟
الجواب : ""لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله ، قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك . ""


من هذا الحديث ننطلق متكلين على الله 00

كثر اللغط حول مسألة هلاك العرب و ما سيحصل لهم من نقص في العدد آخر الزمان ، و بالرغم أن المسألة

لا تحتاج إلى كثير عناء لإثباتها و استخراجها من النصوص النبوية الصحيحة ، و التي مع الأسف الشديد

يماري فيها البعض ، حتى أصبحت باب لشتمي و تسفيه آرائي !!

على كل حال 00 الله هو العالم بما تخفي الصدور ، و لن أقبل أن أكون شيطان يزين للمسلمين الواقع

و يوشي لهم الأيام القادمة بأجمل العبارات ، أكون كاذب و خائن لو فعلت ذلك0


أيها الأخوة الأفاضل 00

مسكينة هي الأمة التي تناوشتها سهام أعدائها ، و سرت في أوصالها سمومهم التي لا ترياق لها

إلا العودة الحقيقية لمنهج الله ، ثم يظن أهلها كما ظن اليهود من قبل بأنهم شعب الله المختار 0

و الذي لن يتخلى عنهم الله رغم كفرهم و تجديفهم عليه و حربهم التي لا هوادة فيها على كل مؤمن موحد 0

كل هذا على مسمع و مرأى أمة الإسلام التي راحت تغط في سبات عميق، تلهث وراء متاع الدنيا صابرة

على كل ذل ، ليس حبا في الله بل حبا في الدنيا و تشبثا فيها 0

يقول رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم :

(000 إذا تبايعتم بالعينة و أخذتم أذناب البقر و رضيتم بالزرع و تركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم))
***

فأين نحن في ذلك من قول الله سبحانه:


(( إلاّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (التوبة:39)

نبدأ بالحديث النبوي الذي يتكلم عن بداية الأحداث و الذي يمثل واقعنا الحاضر


(( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها . فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ؛ ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن . فقال قائل: يا رسول الله ! وما الوهن ؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت))


يصف النص النبوي أمة محمد صلى الله عليه و سلم في فترة زمنية تتداعى عليها الأمم ، كما تتداعى الأكلة

على قصعتها !! يسأل الصحابة رضون الله عليهم عن سبب هذا الوهن الذي أصاب الأمة !!

و هل هو من قلة أهل الإسلام ؟

فيكون جواب المصطفى صلى الله عليه و سلم واضحا وضوح النهار ، فالمسلمين لا يعانوا من القلة بل هم

على العكس كثر ، لكن مصيبتهم أتت من حبهم للدنيا و تركهم للجهاد في سبيل الله 0


ثم نأتي إلى نص نبوي آخر :


سنن الترمذي 46- كِتَاب الْمَنَاقِبِ 62- بَاب فِي فَضْلِ الْعَرَبِ
(( حدثنا محمد بن يحيى الأزدي حدثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول حدثتني أم شريك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليفرن الناس من الدجال حتى يلحقوا بالجبال قالت أم شريك يا رسول الله فأين العرب يومئذ قال هم قليل))
***


تلاحظون أيها الأخوة أن النص النبوي الثاني يتكلم عن فترة زمنية متقدمة عن الفترة التي تكلم عنها النص

الذي سبقه ،، إنه يتحدث عن الزمن الذي سيظهر فيه الدجال 0

تسأل فيه أم شريك رضي الله عنها عن العرب في هذه الأحداث الخطيرة !!

فيجيبها رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم جوابا صريحا دقيقا لا يقبل التأويل : ( أنهم قليل )

البعض يقبل بأن القليل هو عكس الكثير ، و إن المقارنة التي أجراها رسول الله صلى الله عليه

و سلم بين عدد المسلمين في عصرنا و عصر الدجال تكفي لتبين لنا مقدار الانخفاض الذي طرأ على تعدادهم0

لكن البعض قد يماري في هذا الأمر فيقول : هو انخفاض طفيف لا يصل و الحالة التي تتكلم عنها 0


و في جزء من الحديث الطويل الذي يذكر فيه رسول الله خروج الدجال


الجامع الصغير : المجلد الثاني:
((000 و إنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه و ظهر عليه إلا مكة و المدينة لا يأتيهما من نقب من
أنقابهما إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتة حتى ينزل عند الضريب الأحمر عند منقطع السبخة
فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فلا يبقى فيها منافق و لا منافقة إلا خرج إليه فتنفي
الخبيث منها كما ينفي الكير خبث الحديد و يدعى ذلك اليوم يوم الخلاص قيل: فأين العرب يومئذ ؟
قال: هم يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس و إمامهم رجل صالح ))


النص السابق يتكلم عن ذات الفترة لكن هذه المرة يحدد لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا النقص

بشكل أدق ، فيقول : العرب قليل و جلهم في بيت المقدس ، أي أن بيت المقدس ستستوعب جل العرب ،

أي أكثرهم ، فكم تستوعب مدينة كبيت المقدس من العرب و المسلمين من غير العرب ؟

أما بقية المسلمين و العرب فهم في المدينة المنورة ، و البعض يفر في الجبال 0

طبعا النصوص الصحيحة تثبت أن الطراز المعماري لمدينة القدس هو طراز قديم ، تتميز بسور يحيط بها 0

و في بقية الحديث الصحيح السابق جاء هذا المقطع :

((000 فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدم عيسى فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له: تقدم فصل فإنها لك أقيمت فيصل بهم إمامهم فإذا انصرف قال عيسى: افتحوا الباب فيفتحون و وراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى و ساج فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء ))



ما هي الأبواب التي سيفتحوها و التي يحيط بها الدجال ؟

إنها أبواب أسوار بيت المقدس ، وعلى كلا هذا الأمر ليس مبحثنا الآن

ثم نأتي لأمر أكثر وضوحا في هذا الشأن :

بعد نزول نبي الله عيسى و قتله للدجال و لمن يتبعه ، تجتمع أمة الإسلام حول نبي الله عيسى عليه السلام

حيث اقتربت نهاية أمة الإسلام و لم يعد يفصلها عن ذلك إلا القليل ، فيخرج يأجوج و مأجوج فيطوفون

الأرض يأكلون نباتها و يشربون مائها ، و لا يسلم منهم إنسان أو بهيمة 0


سلسة الأحاديث الصحيحة- المجلد السابع
( 3078 ) ( الصحيحة )
(( يوشك أن تطلبوا في قراكم هذه طستا من ماء فلا تجدونه ، ينزوي كل ماء إلى عنصره ، فيكون في الشام بقية المؤمنين والماء))


فماذا يأمر الله عبده عيسى عليه السلام ؟؟

في جزء من حديث صحيح أخرجه بن ماجة :
((000 ثم يأتي نبي الله عيسى قوما قد عصمهم الله فيمسح وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة فبينما هم كذلك إذ أوحى الله إليه يا عيسى إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم وأحرز عبادي إلى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم كما قال الله من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة الطبرية فيشربون ما فيها ثم يمر آخرهم فيقولون لقد كان في هذا ماء مرة ويحضر نبي الله وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة))


و السؤال هنا ، كم يستوعب جبل الطور من المسلمين حتى يحرزهم عليه نبي الله عيسى عليه السلام ؟؟؟؟


ثم دعونا نعود قليلا لنص سبق أن مر معنا
( 3078 ) ( الصحيحة )
((يوشك أن تطلبوا في قراكم هذه طستا من ماء فلا تجدونه ، ينزوي كل ماء إلى عنصره ، فيكون في الشام
بقية المؤمنين والماء))

ضعوا أخوتي النص السابق في أذهانكم و تفكروا 00

هل يتوافق هذا النص الصحيح الصريح مع هذا النص الصريح الصحيح ؟؟


صحيح الجامع الصغير- المجلد الثاني 7429 ( صحيح )
((لا تقوم الساعة حتى يكثر المال و يفيض حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها منه و حتى تعود أرض العرب مروجا و أنهارا )) رواه مسلم


أين هي المروج و الأنهار ؟؟ طالما أن البعض يعتقد أننا قد بتنا قاب قوسين أو أدنا من نزول نبي

الله عيسى عليه و سلم !!

و رأينا في النصوص السابقة مقدار الشقاء الذي سيصيب المؤمنين في تلك الآونة!!

فمتى ستحول أرض العرب إلى مروج و أنهار ؟؟

متى تصبح صحراء جزيرة العرب و مصر و العراق أنهارا و أشجارا ؟؟

ما هي الظروف التي أدت إلى ذلك ؟ و كم يحتاج الأمر من الزمن حتى يتم ؟

و لمن يسأل عن ترتيب هذه الأحداث فعليه أن يطالع هذا النص النبوي التالي :


مسند أحمد - 9026 إسناده صحيح
(( حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يعقوب عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لا تقوم الساعة حتى يكثر المال و يفيض ،
حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها منه ، و حتى تعود أرض العرب مروجا
و أنهارا ، و حتى يكثر الهرج قيل و ما الهرج يا رسول الله ؟ قال : القتل القتل ))



إذا 00هناك استفاضة في المال و غنى ، و هي بداية الخلافة القادمة إن شاء الله 0 و التي تترافق و تغيرات

مناخية تحول أرض العرب إلى مروج و أنهار ، ثم تبدأ الفتن في العودة0

ليكثر الهرج ، و ذلك قبيل خروج المهدي عائذ الحرم 0

و الحديث التالي يؤكد ذلك :


سنن ابن ماجة 36- كِتَاب الْفِتَنِ بَاب الْكَفِّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
4047 ( صحيح )
((حدثنا أبو مروان العثماني حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يفيض المال وتظهر الفتن ويكثر الهرج قالوا وما الهرج يا رسول الله قال القتل القتل القتل ثلاثا . ))


ـ سلسة الأحاديث الصحيحة -المجلد الرابع
1682 ( الصحيحة )
(( إن بين يدي الساعة الهرج ، قالوا: وما الهرج ؟ قال: القتل ، إنه ليس بقتلكم المشركين ، ولكن قتل بعضكم بعضا ، ( حتى يقتل الرجل جاره ، ويقتل أخاه ، ويقتل عمه ، ويقتل ابن عمه قالوا: ومعنا عقولنا يومئذ ؟ قال: إنه لتنزع عقول أهل ذلك الزمان ، ويخلف له هباء من الناس ، يحسب أكثرهم أنهم على شيء ، وليسوا على شيء )) .


مسند أحمد - ج: 2 ص: 370
(( 8819 حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا محمد قال حدثنا إسماعيل يعني بن زكريا عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا وحتى يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال الطريق وحتى يكثر الهرج قالوا وما الهرج يا رسول الله قال القتل))


***

سنتحدث الآن عن قضية مهمة و هي قضية هلاك الرجال و كثرة النساء آخر الزمان :


صحيح البخاري- ج: 2 ص: 513
(( 1348 حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب ثم لا يجد أحدا يأخذها منه ويرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال وكثرة النساء))


سنن الترمذي 30- كِتَاب الْفِتَنِ 31- بَاب مَا جَاءَ فِي أَشْرَاطِ السَّاعَةِ
2205 ( صحيح )
(( حدثنا محمود بن غيلان حدثنا النضر بن شميل حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك أنه قال أحدثكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحدثكم أحد بعدي أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل ويفشو الزنا وتشرب الخمر ويكثر النساء ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد قال أبو عيسى وفي الباب عن أبي موسى وأبي هريرة )) وهذا حديث حسن صحيح .


شرح النووي على صحيح مسلم - ج: 7 ص: 96
""قوله صلى الله عليه وسلم ويرى الرجل الواحد تتبعه أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال وكثرة النساء معنى يلذن به أي ينتمين اليه ليقوم بحوائجهن ويذب عنهن كقبيلة بقى من رجالها واحد فقط وبقيت نساؤها فيلذن بذلك الرجل ليذب عنهن ويقوم بحوائجهن ولا يطمع فيهن أحد بسببه وأما سبب قلة الرجال وكثرة النساء فهو الحروب والقتال الذي يقع في آخر الزمان وتراكم الملاحم كما قال صلى الله عليه وسلم ويكثر الهرج أي القتل""


فتح الباري - ج: 9 ص: 330
""قوله باب يقل الرجال وكثر النساء أي في آخر الزمان قوله وقال أبو موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم وترى الرجل الواحد يتبعه أربعون نسوة في رواية الكشميهني امرأة والأول على حذف الموصوف وقوله يلذن به قبل لكونهن نساءه وسراريه أو لكونهن قراباته أو من الجميع وروى على بن معبد في كتاب الطاعة والمعصية من حديث حذيفة قال إذا عمت الفتنة ميز الله أولياءه حتى يتبع الرجل خمسون امرأة تقول يا عبد الله استرني يا عبد الله آوني""

***

إذا 00و بكل بساطة سيعاني المجتمع آخر الزمان فرق شاسع بين تعداد النساء و الرجال ، و إن كانت الحرب

الحديثة لا تعطي مثل هذه النسبة خصوصا أنها حرب لا إنسانية لا تميز بين المرأة و الرجل أو بين الطفل

و الشيخ بل أن غالب الهجمات الجوية الانتقامية تستهدف مثل هذه الشريحة 0

أما في حال استخدام أسلحة التدمير الشامل فالكل في هذه المعركة سواء !

إذا00ً من أين أتى هذا الفارق بين الرجال و النساء ؟؟؟


فلو فرضنا أن تعداد النساء في مجتمع ما قريب من تعداد الرجال ، و حدث أن انتهت حرب ما

بفارق 40% أو 50% فهذا يعني حدوث ملحمة عظيمة أدت إلى هذه النتيجة 0

ذكرت لنا السنة النبوية ملاحم عدة منها :

ملحمة الفرات : و هي ملحمة ضلالة يقتل فيها من كل 99% من المجتمعين على هذه الحرب

ذكرت لنا السنة النبوية أن الملحمة الكبرى : أيضا ستكون النسبة فيها 99%

هذا ناهيك عن الهرج و المعارك التي يمكن لها أن تقع بين المسلمين و بقية الملل 0

و الهرج : هو تقتيل بين المسلمين أنفسهم لسفاهة تصيب أهل ذلك الزمان


مجمع الزوائد ج: 7 ص: 331
(( وعن أنس أن رسول ا لله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله وحتى يمطر الناس مطرا ولا تنبت الأرض وحتى يكون للخمسين امرأة القيم الواحد وحتى تمر المرأة بالنعل فتقول لقد كان لها مرة رجل قلت في الصحيح بعضه رواه البزار ورجاله رجال الصحيح))


مجمع الزوائد ج: 7 ص: 331
((عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترسها في الطريق فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريتها وراء هذا الحائط ))رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح


النصان السابقان يبينان السفاهة التي سيصل إليها المجتمع المسلم في فترة من الفترات ، و من يحتج بأن

هذا الأمر كائن بعد فناء الأمة و بقاء شرار الخلق على الأرض ، فإن النص السابق يرد عليه 0

الأمة الإسلامية ستمر و الله أعلم بفترات زمنية يموت الإيمان في نفس الكثير، حتى يصل الأمر ببعض

القبائل أن تعبد الأوثان التي عبدها آبائهم في الجاهلية !!



سنن أبي داود - أول كتاب الفتن والملاحم
4252 ( صحيح )
(( حدثنا سليمان بن حرب ومحمد بن عيسى قالا: ثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء ، عن ثوبان قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى زوى ، لي الأرض أو قال: إن ربي زوى لي الأرض ، فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها ، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض ، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة ولا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ، وإن ربي قال لي: يا محمد ، إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ، ولا أهلكهم بسنة بعامة ، ولا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ، ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها ، أو قال بأقطارها ، حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ، وحتى يكون بعضهم يسبي بعضا ، وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين ، وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة ، ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان ، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله تعالى ))
***

هذا و الله أعلم


يتبع000

***

حال اْمتي
12-04-2007, 10:38 PM
الباب الثاني : المهدي




الفصل الأول : الأدلة التي تشير إلى اقتراب زمن المهدي


أولاً : مجدد الدين


استكمالا لما مر معنا سابقا من أدلة تؤكد أننا نعيش على مشارف مرحلة استثنائية بكل المقاييس 0

هذه المرحلة الزمنية القاسية و التي سماها نبينا محمد صلى الله عليه و سلم ، بمرحلة الحكم الجبري

و التي أخبرنا بأن الظلم سيكون فيها عاما و ليس خاصا ، يملأ الأرض شرقا و غربا حتى لا يجد

المؤمن ملجأ من الأرض يلوذ فيه من هذا الظلم 0


الجامع لمعمر بن راشد - ج: 11 ص: 371

((أخبرنا عبد الرزاق قال :أخبرنا معمر عن أبي هارون عن معاوية بن قرة ، عن أبي الصديق الناجي،
عن أبي سعيد الخدري قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلاء يصيب هذه الأمة حتى لا يجد الرجل
ملجأ إليه من الظلم، فيبعث الله رجلا من عثرتي من أهل بيتي ، فيملا به الأرض قسطا كما ملئت ظلما
وجورا ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض لا تدع السماء من قطرها شيئا إلا صبته مدرارا
ولا تدع الأرض من مائها شيئا إلا أخرجته حتى تتمنى الأحياء الأموات يعيش في ذلك سبع سنين
أو ثمان أو تسع سنين))



لا أريد أن أكون مُخذلا بل أحب أن تكون كتاباتي تذكير بما حذرنا منه رسولنا محمد صلى الله عليه

و سلم ، و من تكلم بهدي محمد صلى الله عليه و سلم ، فما زاغ و لا ضل 0

أيها الأخوة: إننا اليوم بالرغم مما نشهده من ظلم و قسوة لم ندخل بعد ضمن سياق النص السابق

و هذا الكلام أرجو أن يحمل محمل الجد و أن لا ينظر إليه نظرة الاستخفاف،ألا هل بلغت ،اللهم فأشهد 0

أيها الأخوة : تعيش أمة الإسلام اليوم خديعة كبيرة و ستصحو على فاجعة أكبر ، فتيقظوا و سدوا

أبوا ب الفتن التي دخلت البيوت رغم أنف رب الأسرة ، و لا تصدقوا كل ما يقال ،و لا تمنوا النفوس ،

فإن النفوس إلى منيتها هلكت 0

أعدوا لما هو قادم صبرا و حِلما ، لا تضطرب معه النفوس إذا أفلت الأحلام، و صار الواقع ظلما محضا

و تذكروا ما أقول و أفوض أمري إلى الله 0

***

مشكاة المصابيح :

عن عمر بن الخطاب ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" إنه تصيب أمتي في آخر الزمان من سلطانهم شدائد ، لا ينجو منه إلا رجل عرف دين الله ، فجاهد عليه بلسانه ويده وقلبه ، فذلك الذي سبقت له السوابق؛ ورجل عرف دين الله ، فصدق به ، ورجل عرف دين الله فسكت عليه ، فإن رأى من يعمل الخير أحبه عليه ، وإن رأى من يعمل بباطل أبغضه عليه ، فذلك ينجو على إبطانه كله "" .



نص خطير فهل من متعظ !!؟

تصوروا الناس ثلاث أصناف في الزمن ، و أقصد زمن الحكم الجبري ، صنفها رسولنا محمد صلى الله

عليه و سلم كتصنيف الناس بخصوص الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر 0

لكن أين الخطورة في هذا النص ؟

الخطورة في التصنيف السابق تختلف عن الخطورة في تصنيف حديث الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

أن التصنيف السابق يقسم الناس من حيث معرفتهم لدين الله إلى ثلاث أصناف :

الصنف الأول : و هو النادر و هم الصنف الذي عرف دين الله حقا فدافع عنه بأدوات الدفاع الثلاث

القلب و اليد و اللسان 0و هذا الصنف هو الذي يجاهد الظلم فليس للظلم عليه من سلطان

الصنف الثاني : لم يصفه لنا رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم ،و على أحسن الأحوال فهذا الصنف سيكون

تصديقه باللسان و القلب ، و سيكون محل إقامة هذا الصنف في مجتمع الظلم ، و مثله كمثل مؤمن قوم فرعون

و الصنف الثالث : سيكون كاتما لإيمانه ، و هذا الصنف إقامته أيضا في المجتمع الظالم ، لكن ليس

بيده حيلة لتغيير أي شيء

لاحظوا أيها الأخوة الصنف الوحيد القادر على ممارسة دينه بالشكل الكامل، هو الصنف البعيد عن مركز

الظلم بل هو الصنف الذي يجاهد الظلم ، أما بقية المؤمنين فهم بين قائل و كاتم 0

فهل وصلنا إلى هذه المرحلة ؟؟



المستدرك على الصحيحين ج: 4 ص: 512

38(( أخبرني الحسين بن علي بن محمد بن يحيى التميمي أنبأ أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن حيدر
الحميري بالكوفة ثنا القاسم بن خليفة ثنا أبو يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني ثنا عمر بن
عبيد الله العدوي عن معاوية بن قرة عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
قال نبي الله صلى الله عليه وسلم ثم ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع
بلاء أشد منه حتى تضيق عنهم الأرض الرحبة وحتى يملأ الأرض جورا وظلما لا يجد المؤمن ملجأ
يلتجئ إليه من الظلم فيبعث الله عز وجل رجلا من عترتي فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما
وجورا يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض لا تدخر الأرض من بذرها شيئا إلا أخرجته
ولا السماء من قطرها شيئا إلا صبه الله عليهم مدرارا يعيش فيها سبع سنين أو ثمان أو تسع،
تتمنى الأحياء الأموات مما صنع الله عز وجل بأهل الأرض من خيره))

هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه }



الحديث السابق يحدثنا عن ظلم سيحيق بالناس حتى يحل بهم بلاء لم يسمع بما هو أشد منه قط 0

هل تعقدون بأن رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم ،قد قال هذا النص على سبيل الدعابة و التندر ؟؟؟

أنه يقول لكم : أن البلاء الذي سيحيق بهذه الأمة بلاء لم يُسمع بمثله قط !!

انتبهوا ،، و أرجعوا إلى ما عانته هذه الأمة و الأمم التي من قبلها من ظلم فيما مضى

و انتظروا ما هو أشد بلاء منه ، في ما هو قادم !!

و الأمة اليوم تعيش بداية نهاية عصر الجور ، و الظلم في ازدياد حتى تضيق الأرض الرحبة على المؤمن

بما رحبت و حتى لا يجد ملجأ يلتجأ إليه من دون الله 0


إصلاح المساجد ( صحيح )

((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يبعث الله على رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها }

***

فما هو تجديد الدين و كيف يعتبر العالم مجدد ؟؟؟

للعلماء آراء مختلفة حول هذا الشأن و حتى في تسمية مجددي الأمة هم مختلفون كلا حسب رؤيته

لمعنى التجديد ، و التجديد كما تعلمون هو أستبدل الشيء البالي بأخر جديد ( و الجديد: نقيض الخلق أو

البالي ) و طالما أن الشريعة المحمدية قد نزلت على رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم ، غراء ناصعة

ليلها كنهارها ، محفوظة بإذن الله من أن تزول أو تبلى فهي محفوظة في كتاب الله ، و سنة رسوله

صلى الله عليه و سلم0

لكن الناس هم من تتبدل نفوسهم و تبلى ، و تتغير نظرتهم للشريعة نتيجة الأهواء التي تعتمل في نفوس

الناس ، حتى يتركون أمور مسنونة و يتبعون البدع التي تؤدي بهم إلى الهلاك و الضلالة، و مع مرور الأيام

تترسخ العادات الجديدة و تصبح هي السنة في و تصبح السنة هي البدعة و يمضي هذا الأمر ،

حتى يقيض الله عالما يجدد للناس ما بلي من دينهم ، أي أنه يدعوهم لأتباع السنة و ترك الهوى ،

و يجاهد في هذا الأمر حتى يظهره الله ، فكل عالم كان سببا في أحياء سنة أو إماتة بدعه ،

فهو مجدد بإذن الله 0

و ما يهمنا في الأمر أن الله قد تعهد للمسلمين أن لا يمر قرن من الزمن على أمر مات من أمور دينهم

حتى يقيض له من يبعثه جديدا كما نزل على محمد صلى الله عليه و سلم0

و لا أعتقد و الله أعلم، أن معنى الحديث هو ظهور المجدد الأول في المائة الأولى للهجرة ، و الثاني على

رأس المائة الثانية ، و هكذا حتى يكون اليوم لدينا أربعة عشر مجدد ، بل أظن و الله أعلم أن هذه الأمة

قد أخرجت من المجددين ما لا يعلمهم إلا الله ، و قد يتزامن في وقت واحد ظهور أكثر من مجدد 0

و الأمة اليوم قد تعطل فيها معظم أمور دينها في سابقة لم تشهدها الأمة من قبل ، فكل ما هو إسلام

حرام و صاحبه متهم بالإرهاب ، و مصيره التقتيل أو التشريد أو الملاحقة من خفافيش الليل 0

فمنذ سقوط الخلافة العثمانية و وقوع المسلمين تحت نير الاحتلال الغربي ، ثم تحت حكم أزلامهم

فقد فقدت الأمة و بشكل تدريجي لمعظم مظاهر الإسلام، فمن تعطيل للجهاد إلى تعطيل الحكم

بكتاب الله، و ما يترتب على ترك هاتين الفريضتين من تقويض لكل مظاهر الإسلام 0

فقد بات التجديد هنا يحتاج إلى عالم يمتلك سلطات عسكرية غير عادية تمكنه من إصلاح الخطأ،

و تجديد الدين ، لذلك فيجب أن يكون صاحب التجديد على قدر هذه الأمور الجسام

و لا أحق من المهدي في ذلك 0



ثانيا : اكتشاف النفط و استخراجه

من قبل النصارى يلي ذلك انحشارهم لأجله و هذا قد تكلمنا فيه في فصل سابق



ثالثاًً : انحسار الفرات عن جبل من ذهب

أيضا هذا البند سبق و تم الحديث عنه في الفصل الذي تكلمت فيه عن ترتيب الأحداث التي ستسبق المهدي

و أكتفي بإيراد هذين النصين :


صحيح الجامع الصغير -المجلد الثاني 8179

((يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب فإذا سمع به الناس ساروا إليه ،
فيقول من عنده:
و الله لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن به كله فيقتتلون عليه حتى يقتل من كل مائة تسعة و تسعون ))


صحيح ابن حبان -ج: 15 ص: 85

(( 6691 أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا علي بن الجعد قال حدثنا زهير بن معاوية
عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سيأتي عليكم
زمان يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل عليه الناس فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، قال :
يا بني إن أدركته فلا تكونن ممن يقاتل عليه))

***

حال اْمتي
12-04-2007, 10:59 PM
رابعاً : قيام دولة إسرائيل و علوها



((وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ
عُلُوّاً كَبِيراً {4} فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ
وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً {5} ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً {6}
إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ
الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً {7}‏ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا
وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً {8} )) الإسراء


***


((هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا
أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ
بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ)) (الحشر:2)

***

إن الحديث عن بني إسرائيل يعتبر غاية في الصعوبة فهم أمة تميزت بقدرتها على قلب الحقائق أو تدوينها

بالشكل المقلوب و قد ساعد على هذا الأمر تأخر التدوين و بقاءه حكرا على طائفة منهم و هم رجال الدين


و الآن دعونا نتحدث قليلا عن تاريخ بني إسرائيل كما جاء في مروياتهم :

هذه المرويات التي كانت أحد نوافذ العالم على حضارات و أحداث الأمم التي عاشت أو عاصرت مسيرة

بني إسرائيل في المنطقة و التي أقتبس منها علماءنا في كتب التفسير و خصوصا فيما يتعلق

بالمواضيع الخاصة ببني إسرائيل 0

طبعا ظهور المكتشفات الأثرية قد يلقي الضوء على جزء مهم لما حدث في الماضي لكنه مع الأسف

قد لا يقدم لنا الصورة الحقيقية للأحداث التي مرت بها المنطقة عندما خرج سيدنا موسى ببني إسرائيل

من مصر أختار الله سبحانه و تعالى فلسطين أرضا لهم ليسكنوها :

بسم الله الرحمن الرحيم

(( وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ
خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة:58)

((قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (لأعراف:128)

((وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)) (الانبياء:105)

أرض فلسطين ارض مقدسة يُورثها الله من يشاء من عباده أورثها لبني إسرائيل ثم سلبها منهم بعد

أن بدلو دين الله و أعطاها للبابليين ، و هنا لي وقفة خاصة مع هذا الحدث 0

***

من المعلوم أن بني إسرائيل قد جعلوا من حادثة دخول البابليين كارثة الكوارث ، و التي تمحورت حولها

معظم كتابات أنبيائهم المعاصرين لهذه الحداثة أو الذين سبقوها و أنذروا بوقوعها ،و إن القارئ لهذه

الكتابات ليكاد أن يقع في حيرة من غموض هذه النصوص ، و التي تحوم به و تتأرجح بين الواقع الذي

يتكلم عن هذه الحادثة ، و بين المستقبل الذي يتدفق من ثنايا حروف هذه النبوءات 0

أنا متأكد أخي الفاضل أنك لم تستوعب الفكرة بعد لكن دعني أوضح لك أكثر :

هناك أكثر من خمس كتب رئيسية تتكلم عن هذه الفترة ، أشهرها على الإطلاق سفر إشعيا ، و كتاب

دانيال ، و كتاب حزقيال، و كتاب أرميا ، وكتاب زكريا ، و هو نبي غير النبي الذي ذكره كتاب الله

و الذي كان أبنه يحيى عليه السلام آخر أنبياء بني إسرائيل و الذي لا وجود لكتاب له و هذا ليس بغريب عن

بني إسرائيل 0

و لا أبالغ لو قلت لكم أن أكثر من ثلثي كتب بني إسرائيل تخوض هذا الخوض ، و تخلط هذا الخلط

العجيب بين الحاضر ( حاضر بني إسرائيل في ذلك الوقت ) و بين المستقبل الذي نعيشه نحن اليوم واقعاً0


ما يهمنا الآن هو الحديث عن هذه الفترة و التي سبقت عيسى عليه السلام بقرابة ستمائة عام تقريبا 0

قلت سابقا بأن قارئ نصوص هذه الكتب لا يكاد أن يميز التاريخ الذي تتحدث عنه النصوص ، فتارة تجد

النصوص تخبره عن الأيام الأخيرة ، ثم فجأة ينقلب الأمر ليجد أن النصوص قد لويت أعناقها قسرا لتتلاءم

مع كارثة بيت المقدس ، و عهد الله بإعادة أصحابه ( طبعا اليهود ) إليه 0

و إن المتمرس في قراءة نصوصهم ليدهش من مقدار التزييف المفضوح في هذه الكتب 0

قد يتساءل البعض عن علاقة هذه المقدمة بحديثنا عن سورة الإسراء !؟

فأقول أيها الأخوة التاريخ الذي قدمه لنا اليهود هو تاريخ مزيف ،و من يقرأ كتب التفسير لدينا يجد

أن تفسير الآيات السابقة من سورة الإسراء قد أعتمد على روايات إسرائيلية تتحدث عن السبي اليهودي0

و باختصار لما ورد في معظم التفاسير ، فإن ما ورد في كتب التفسير حول تفسير الآيات 4 , 5 , 6 , 7 ,8

من سورة الإسراء هو باختصار: أمر مضى و انتهى ، و هذا الأمر تجده إجماع لدى المفسرين الأوائل

كابن كثير و الطبري و القرطبي و غيرهم ، لكنهم اختلفوا في المرويات التي تدل على هاتين الإفسادتين

حتى أنك لتقرأ العجب العجاب فيما روي حول المقصود بهذه الآيات ، و المجال أضيق من أن أذكر

ما قاله المفسرين حول هذه الآيات 00


و الآن عودة لقضية السبي البابلي أنقلها لكم كما قرأتها في كتبهم:

و إذا كان المجال هنا أضيق من أن أجعل هذا الأمر مبحث مسند بالدليل من كتب القوم , لكن لا بأس

من إعطاء صورة لتلك الحادثة التاريخية و المتمثلة بدخول نبوخذ ناصر إلى بيت المقدس 0

***

تذكر كتب بني إسرائيل أن بعد وفاة نبي الله سليمان ، قد انشقت مملكته العظيمة إلى مملكتين أحداها

الشمالية و التي اتخذت السامرة عاصمة لها ،و قيل إن انشقاقها كان مباشرة بعد وفات سليمان عليه السلام

و بقية مملكة الجنوب بقيادة أبن سليمان رحبعام و كانت عاصمتها القدس ، و ما قيل حولا مملكة الشمال

أنها قد تحولت مباشرة إلى الوثنية لأن الذي قام بالانشقاق رجل يهودي كان منفي في مصر ، ثم ما لبث

أن غزاها سنحاريب الآشوري و أفناها 0

أما مملكة الشمال فقد لبثت بعدها مدة أطول ،حيث تدرجت بالفجور و الكفر حتى عبدت الأصنام، و بنيت

لها البيوت و الهياكل ، و مما لا شك فيه أن هناك فترة تاريخية قد تم التعتيم عليها بشكل متعمد و هي

فترة ما بعد سليمان فكما نعلم أن ملك سليمان كما وصفه الله بأنه ملك عظيم، لكن كتب القوم لا تتحدث

بعد سليمان إلا عن الإقليم الطبيعي الذي حكم فيه اليهود قبل سليمان، إي أجزاء من فلسطين ، و يعجب

المرء أين أخفى ذكر الأقاليم التي فتحها نبي الله سليمان


***

عودة 000

تصف كتب بني إسرائيل و بشكل مستفيض مقدار غضب الله عليهم لعبادتهم الأصنام و ممارستهم لطقوس

الكفر و التي أخذوها من الأمم المحيطة ، و نعلم أيضا و هذا موثق في كتاب أرميا و غيره من كتب القوم

أن نبوخذ ناصر قد دخل بيت المقدس مرتين ،الأولى هدم خلالها بيت المقدس كما يقولون ،

و الثانية كانت بعد بضع سنوات ، نتيجة لتصرف اليهود المخالف للاتفاق الذي أبرمه معهم نبوخذ ناصر ،

و قد جاء في كتبهم أن جملة المسبيين كانوا أربعة آلاف و ست مائة شخص ،فقولوا لي هل يعتبر هذا

الرقم بالنسبة لتعدد بني إسرائيل المساوي حسب مصادرهم أيضا مئات الألوف ،

هل هذا السبي يستحق كل هذه الدعاية التي تحدثت عنها كتب القوم ؟؟

هذا إذا علمنا أن جل المسبيين كانوا من العائلة الحاكمة و من حاشيته ،و إن القصور التي تم إحراقها

أيضا تعود إلى هذه الفئة من الناس ،

يضاف إلى كل هذا أن أرميا كان يدعو الشعب اليهودي للقبول و الخضوع لحكم نبوخذ ناصر و كان يتهم

كل من يدعو إلى غير ذلك بالنبي الكذاب ،

فلماذا يدعو نبي شعبه للقبول بحكم طاغية كافر ، و يدعوهم ليعيشوا بين البابليين و يتزوجوا و ينجبوا

و يبنوا و يشتروا البيوت و يزرعوا الزروع ، أليس هذا غريبا!!؟

***

أرميا 29
ـــــــــــــــــــــــــ
4هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ لِكُلِّ الْمَسْبِيِّينَ الَّذِينَ أَجْلَيْتُهُمْ
مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى بَابِلَ. 5ابْنُوا بُيُوتاً وَأَقِيمُوا فِيهَا. اغْرِسُوا بَسَاتِينَ وَكُلُوا مِنْ نِتَاجِهَا. 6تَزَوَّجُوا
وَأَنْجِبُوا بَنِينَ وَبَنَاتٍ، وَاتَّخِذُوا نِسَاءً لأَبْنَائِكُمْ وَزَوِّجُوا بَنَاتِكُمْ، وَلْيَلِدْنَ أَبْنَاءَ وَبَنَاتٍ. وَتَكَاثَرُوا هُنَاكَ،
وَلاَ تَتَنَاقَصُوا، 7وَالْتَمِسُوا سَلاَمَ الْمَدِينَةِ الَّتِي سَبَيْتُكُمْ إِلَيْهَا، وَصَلُّوا مِنْ أَجْلِهَا إِلَى الرَّبِّ لأَنَّ سَلاَمَكُمْ يَتَوَقَّفُ
عَلَى سَلاَمِهَا. 8لأَنَّ هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: لاَ يَخْدَعَنَّكُمْ أَنْبِيَاؤُكُمُ الْكَذَبَةُ الْمُقِيمُونَ فِي
وَسَطِكُمْ، وَالْعَرَّافُونَ. لاَ تَسْتَمِعُوا إِلَى أَحْلاَمِهِمِ الَّتِي تُوْهِمُكُمْ بِالأَمَلِ، 9لأَنَّهُمْ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ بِاسْمِي كَذِباً،
وَأَنَا لَمْ أَبْعَثْهُمْ»، يَقُولُ الرَّبُّ.


***

الأمر حقيقةً يحتاج إلى وقفة و تمعن ، نبي يطلب من أمته التي يفترض أنها قد سُبيت من قبل أمة وثنية،

يطلب منهم أن يعيشوا فيها و كأنهم ليس أقنان ، بل مهاجرين و هذا ينفي صفة العبودية التي دندن

حولها اليهود في بابل ، لكن الأغرب من كل هذا أن يطلب النبي من شعبه أن يصلي لأجل سلام مدينة

بابل ، أمر غريب حقا ما القضية إذاُ ؟؟

هل النبي متآمر ضد شعبه ؟؟؟ حاشى و كلا

إذا هناك تبديل ما في هذه القصة و القضية مخالفة لكل ما قد قيل ، و لو قرأت أخي الفاضل سفر أرميا

لأدهشتك النبوءات التي يتنبأ بها هذا النبي على بابل ، و تتعجب أكثر من الصفات الشنيعة التي يصفها

بها ، و كيف تتحول قضية هؤلاء المسبيين إلى قضية غاية بالأهمية ، تهم الرب قبل كل شيء ،

بل أن دمار بابل يتحول إلى مسألة انتقام لهؤلاء المسبيين ، و هذا مخالف للواقع الذي عاشه اليهود

في بابل وفقا لمصادر اليهود أنفسهم ،

و الوقع كما بينا سابقا و نزيد عليه ما يلي :-


لماذا يُخرج ملك بابل، ملك اليهود المسجون عنده ليجعل منه نديمه بعد فترة ليست بالطويلة لسجنه ؟

و كيف يصل رجل كدانيال إلى منصب رئيس وزراء ، في مملكة وثنية كبابل؟!!

و في سفر دانيال نجد أن نبوخذ ناصر هذا كان مؤمن بالله و موحد، بالرغم من أن السفر يوحي بأن

هذا الإيمان قد جاء نتيجة للعجائب التي يقدمها دانيال ، لكن هذا الكلام يدحضه ما حدث في أخر لقاء

بين أرميا و قائد جيش البابليين الذي أقتحم بيت المقدس و ساق أرميا مع المسبيين 0!!


***
""40هَذِهِ هِيَ النُّبُوءَةُ الَّتِي أَوْحَى بِهَا الرَّبُّ إِلَى إِرْمِيَا بَعْدَ أَنْ أَطْلَقَهُ
نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ الشُّرْطَةِ مِنَ الرَّامَةِ حِينَ قَادَهُ مُقَيَّداً بِالأَغْلاَلِ مَعَ بَقِيَّةِ أَسْرَى أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا الْمَنْفِيِّينَ
إِلَى بَابِلَ، 2إِذِ انْتَحَى رَئِيسُ الشُّرْطَةِ بِإِرْمِيَا جَانِباً وَقَالَ لَهُ: «إِنَّ الرَّبَّ إِلَهَكَ قَدْ قَضَى بِهَذِهِ الْبَلِيَّةِ عَلَى
هَذَا الْمَوْضِعِ. 3فَقَدْ تَمَّمَ الرَّبُّ هَذَا الْقَضَاءَ، وَوَفَى بِمَا أَنْذَرَ بِهِ. لأَنَّكُمْ أَخْطَأْتُمْ فِي حَقِّ الرَّبِّ وَلَمْ تُطِيعُوا
صَوْتَهُ، حَلَّ بِكُمْ هَذَا الأَمْرُ. 4وَالآنَ هَا أَنَا أُطْلِقُكَ الْيَوْمَ مِنَ الْقُيُودِ الَّتِي تَغُلُّ يَدَيْكَ، فَإِنْ طَابَ لَكَ أَنْ تَأْتِيَ
مَعِي إِلَى بَابِلَ فَتَعَالَ، وَأَنَا أَعْتَنِي بِكَ أَشَدَّ عِنَايَةٍ. وَإِنْ سَاءَ فِي عَيْنَيْكَ أَنْ تَأْتِيَ مَعِي إِلَى بَابِلَ فَابْقَ.
هَا كُلُّ الْبِلاَدِ مُشَرَّعَةٌ أَمَامَكَ، فَاذْهَبْ حَيْثُ يَحْلُو لَكَ. 5وَإِنْ عَزَمْتَ عَلَى الْبَقَاءِ فَارْجِعْ إِلَى جَدَلِيَا بْنِ أَخِيقَامَ
الَّذِي نَصَبَهُ مَلِكُ بَابِلَ وَالِياً عَلَى مُدُنِ يَهُوذَا وَأَقِمْ عِنْدَهُ فِي وَسَطِ الشَّعْبِ، وَاذْهَبْ حَيْثُ يَحْلُو لَكَ».
وَأَعْطَاهُ رَئِيسُ الشُّرْطَةِ مَؤُونَةً وَهَدِيَّةً وَأَطْلَقَهُ. 6فَذَهَبَ إِرْمِيَا إِلَى جَدَلِيَا بْنِ أَخِيقَامَ وَأَقَامَ عِنْدَهُ فِي
وَسَطِ الشَّعْبِ الْبَاقِي فِي الأَرْضِ.


طبعا أقف معكم في قول نبوزرادان لأرميا ، بأن الرب هو الذي قضى هذه البلية على هذا الموضع 0

هذا يعيدنا إلى الآية الكريمة رقم أربعة من سورة الإسراء :

((وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً {4}
إذا مسألة قضاء أو حكم الله على اليهود في بيت المقدس كان أمر مشهور ، و طالما أن هذا القائد يعلم

به و يتحدث إلى أرميا بهذا الأمر و كأنه يقول له: أن ما فعلناه خارج عن أمرنا، بل هو أمر من الله

أمرنا بتنفيذه ، ألا يعني لنا هذا الأمر شيء !!؟

ألم يخبرنا كتابنا العزيز بإيمان أهل نينوى ، لماذا نصدق اليهود بأن نبوخذ ناصر ملك وثني ؟

و لماذا لا يكون على شريعة ما ، و قد تكون اليهودية ذاتها ، فنحن نعلم أنه قد سبق هذه الأحداث

حكم نبي الله سليمان ، و الذي ما علم بدولة كافرة إلا غزاها ، و لنا في قصة ملكة سبأ العبرة ،

فكيف يترك جيرانه أهل العراق على الوثنية، و يسعى من أجل أزلة الوثنية في سبأ؟

يبقى هذا الأمر افتراض قابل للخطأ ، و الله هو العالم بالصحيح 0

و الحقيقة أن التاريخ يستحق أن تعاد صياغته فقد دست فيه أقلام اليهود و بدلت

***

و الآن عودة للآيات من سورة الإسراء لنتحدث حولها ،

إذاً 00 لو صح ما قدمناه سابقا ، فهذا يجعلنا نضع جملة من الشروط :

أولا : أن قضاء الله واقع و متعلق في اليهود و هم في بيت المقدس

ثنايا : أن القضاء له علاقة بالكفر و تعطيل العبادة في بيت المقدس

ثالثا : أن اليهود سيعبدون الأوثان في بيت المقدس و هذا يستحق تدمير محل عبادتهم

رابعا : أن القائمين على إزالة اليهود هم من المؤمنين و هم مأمورين بذلك امتثالا لأمر الله


***

طبعا قبل أن أختم هذا الأمر في تفسير الآيات السابقة من سورة الإسراء وفق وجهة النظر السابقة ،

أحب أن أنوه إلى أن المسألة التي تحدثنا عنها سابقا ، لها تبعات كثيرة ليس هذا البحث محل دراستها0

***

ننتقل الآن لوجهة نظر أخرى :

أيها الأخوة الأفاضل

حين يتمعن المرء في كلمات الآية الرابعة من سورة الإسراء ، يجد فيها إنذارا خطير يوجهه الله لنا ،

ما السبب الذي جعل المفسرين الأوائل لا يعبئون بهذا الخطر الذي يتهدد الأمة ؟؟

لقد فهم علمائنا الأوائل أن إفساد اليهود و علوهم هذا سيكون قطعا في أرض فلسطين ، و في المسجد

الأقصى تحديدا ، لذلك ما خطر ببال أحدهم أن يصل الإسلام إلى هذا الضعف ، و أن يتمكن اليهود من

السيطرة على العالم ،

كان المسلمين ينظرون إلى اليهود و كأن شوكتهم قد قطعت حتى مجيء الدجال ، لماذا ؟؟؟

لأن العالم في عصرهم كان محكوم من قبل المسلمين و النصارى ، و كلاهم ينظر إلى اليهود كسوسة

خطيرة يجب الحذر منها ، لم يتوقع المسلمين أن يلتف اليهود على النصارى ليقودوا من خلالهم أشرس

حرب ضد الإسلام ، و هكذا عاد اليهود إلى الأرض التي توعدهم الله بأن يفسدوا فيها مرتين 0

فما هو هذا الإفساد ؟؟؟

و هل كان إفساد اليهود مقتصر على هاتين المرتين فقط ؟؟؟

الصحيح أن حياة اليهود سلسلة لا تنقطع من الفساد و الإفساد، لكن هناك سر في الآية (4) و ما يليها

يحصر لنا مسألة الإفساد هذه في حادثتين ، و يستثني غيرهما مهما بلغا من التأثير و العِظم0

بسم الله الرحمن الرحيم
((وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً {4} فَإِذَا جَاء
وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً {5}
ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً {6} إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ
لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ
مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً {7}‏ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ
حَصِيراً {8} )) الإسراء


****

القضية الأولى في الآيات السابقة ، هي قضية الأرض، و الأرض هنا هي أرض فلسطين تحديدا ، فعلو بني

إسرائيل لا بد أن يكون في كلا المرتين في فلسطين، و بيت المقدس تحديدا0

القضية الثانية : هي قضية المسجد الأقصى ، إن العلة في كلا الإفسادين هو المسجد ، فالمقصود في

الإفسادين هو أمرا ما ، يحدثه اليهود في المسجد الأقصى ، تذكر المصادر اليهودية أن بخت نصر

أو نبوخذ ناصر قام و جيشه بحرق المسجد الأقصى ، لكن رأينا أيضا و في كتبهم أن هذا الأمر

قضاء من الله على هذه الأرض ، و هذا يعني هذا القضاء قد وضعه الله في مسامع هؤلاء اليهود

على ألسنة أنبيائهم ، و مازالت موجودة في كتبهم حتى اليوم ، كما بين لنا كتابنا الكريم 0

لكن ما هو الإفساد الذي أحدثه اليهود في المسجد الأقصى، و الذي تحدثنا عنه الآيات السابقة

من سورة الإسراء ، سنجد هذا الإفساد مذكورا في كتبهم ما زال ظاهرا و بينا يشهد على جحود

اليهود لنبوة حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم 0


***

رؤيا في الهيكل
حزقيال -الأصحاح الثامن

""وَفِي الْيَوْمِ الْخَامِسِ مِنْ الشَّهْرِ السَّادِسِ الْعِبْرِيِّ (أَيْ آبَ * أُغُسْطُسَ) مِنَ السَّنَةِ السَّادِسَةِ، بَيْنَمَا كُنْتُ
جَالِساً فِي بَيْتِي، وَشُيُوخُ يَهُوذَا مَاثِلُونَ أَمَامِي، حَلَّتْ عَلَيَّ قُوَّةُ السَّيِّدِ الرَّبِّ هُنَاكَ،
2فَنَظَرْتُ وَإِذَا بِشِبْهِ إِنْسَانٍ وَكَأَنَّهُ مِنْ نَارٍ، وَبَدَا وَكَأَنَّ نَاراً تَتَأَجَّجُ مِنْ حَقْوَيْهِ إِلَى أَسْفَلُ. أَمَّا مِنْ حَقْوَيْهِ
فَمَا فَوْقُ فَبَدَا لَمَعَانٌ كَلَمَعَانِ النُّحَاسِ الْمُتَأَلِّقِ.
3ثُمَّ مَدَّ شِبْهَ يَدٍ وَقَبَضَ عَلَيَّ بِنَاصِيَةِ رَأْسِي، وَحَلَّقَ بِي رُوحٌ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ وَأَحْضَرَنِي فِي رُؤَى
اللهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، إِلَى مَدْخَلِ الْبَوَّابَةِ الشِّمَالِيَّةِ لِلسَّاحَةِ الدَّاخِلِيَّةِ، حَيْثُ يَنْتَصِبُ التِّمْثَالُ الْمُثِيرُ لِلْغَيْرَةِ.
4فَإِذَا بِمَجْدِ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ حَالٌّ هُنَاكَ كَمَا كَانَ حَالاًّ فِي الرُّؤْيَا الَّتِي شَاهَدْتُهَا فِي السَّهْلِ.
5ثُمَّ خَاطَبَنِي: «يَاابْنَ آدَمَ، الْتَفِتِ الآنَ نَحْوَ الشِّمَالِ». فَالْتَفَتُّ وَإِذَا بِي أَرَى مِنَ شِمَالِيِّ بَابِ الْمَذْبَحِ تِمْثَالَ
الْغَيْرَةِ هَذَا مُنْتَصِباً فِي الْمَدْخَلِ.
6وَقَالَ لِي: «يَاابْنَ آدَمَ، هَلْ شَاهَدْتَ مَا يَرْتَكِبُونَ: هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ الْفَظِيعَةَ الَّتِي يَقْتَرِفُهَا شَعْبُ إِسْرَائِيلَ لِيُبْعِدُونِي عَنْ مَقْدِسِي؟ وَلَكِنِ انْتَظِرْ، فَلاَ تَلْبَثُ أَنْ تَشْهَدَ أَرْجَاساً أَفْظَعَ».
7ثُمَّ أَحْضَرَنِي إِلَى مَدْخَلِ السَّاحَةِ، فَنَظَرْتُ وَإِذَا بِثُقْبٍ فِي الْجِدَارِ،
8فَقَالَ لِي: «يَاابْنَ آدَمَ، انْقُبْ فِي الْجِدَارِ». فَنَقَبْتُ الْجِدَارَ وَإِذَا بَابٌ.
9فَقَالَ لِي: «ادْخُلْ وَاشْهَدِ الأَرْجَاسَ الْمَقِيتَةَ الَّتِي يَرْتَكِبُونَهَا هُنَا».
10فَدَخَلْتُ وَنَظَرْتُ، فَإِذَا كُلُّ تَصَاوِيرِ أَشْكَالِ الْحَيَوَانَاتِ وَالْبَهَائِمِ النَّجِسَةِ، وَجَمِيعُ أَصْنَامِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ
مَرْسُومَةٌ عَلَى كُلِّ جَوَانِبِ الْجُدْرَانِ،
11وَقَدْ مَثَلَ أَمَامَهَا سَبْعُونَ رَجُلاً مِنْ شُيُوخِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ، وَانْتَصَبَ فِي وَسَطِهِمْ يَازَنْيَا بْنُ شَافَانَ،
وَفِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِجْمَرَتُهُ تَتَصَاعَدُ مِنْهَا غَمَامَةٌ عَطِرَةٌ مِنَ الْبَخُورِ.

12فَقَالَ لِي: «أَرَأَيْتَ يَاابْنَ آدَمَ مَا يَقْتَرِفُهُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ شُيُوخِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ فِي مِحْرَابِ تَمَاثِيلِهِ الْمَنْحُوتَةِ قَائِلِينَ: الرَّبُّ لاَ يَرَانَا! الرَّبُّ قَدْ هَجَرَ الأَرْضَ.
13وَلَكِنِ انْتَظِرْ فَلاَ تَلْبَثُ أَنْ تَشْهَدَ أَرْجَاساً أَفْظَعَ يَرْتَكِبُونَهَا».
14ثُمَّ أَحْضَرَنِي إِلَى الْمَدْخَلِ الشِّمَالِيِّ لِبَوَّابَةِ هَيْكَلِ الرَّبِّ، فَإِذَا هُنَاكَ نِسَاءٌ يَنْدُبْنَ تَمُّوزَ (إِلَهِ الْخِصْبِ).
15فَقَالَ لِي: «أَشَهِدْتَ يَاابْنَ آدَمَ؟ انْتَظِرْ فَلاَ تَلْبَثُ أَنْ تَشْهَدَ أَرْجَاساً أَفْظَعَ مِنْ هَذِهِ».
16ثُمَّ أَحْضَرَنِي إِلَى الْفِنَاءِ الدَّاخِلِيِّ لِبَيْتِ الرَّبِّ، فَإِذَا عِنْدَ مَدْخَلِ هَيْكَلِ الرَّبِّ بَيْنَ الرُّوَاقِ وَالْمَذْبَحِ نَحْوُ خَمْسَةٍ
وَعِشْرِينَ رَجُلاً أَدَارُوا ظُهُورَهُمْ لِهَيْكَلِ الرَّبِّ، وَاتَّجَهُوا بِوُجُوهِهِمْ نَحْوَ الشَّرْقِ سَاجِدِينَ لِلشَّمْسِ.
17فَقَالَ لِي: «أَشَهِدْتَ يَاابْنَ آدَمَ؟ أَقَلِيلٌ مَا ارْتَكَبَهُ شَعْبُ يَهُوذَا مِنْ رَجَاسَاتٍ هُنَا؟ فَقَدْ عَاثُوا فِي الأَرْضِ
فَسَاداً، وَثَابَرُوا عَلَى إِغَاظَتِي، وَقَرَّبُوا كُلَّ مَا هُوَ مُنْتِنٌ فِي هَيْكَلِي
18لِذَلِكَ أُعَاقِبُهُمْ بِالْغَضَبِ، وَلاَ تَتَرََّأفُ عَيْنِي عَلَيْهِمْ، وَلاَ أَعْفُو، وَإِنِ اسْتَغَاثُوا بِصَوْتٍ عَالٍ لاَ أَسْتَجِيبُ لَهُمْ».


****

إذاً00 هذا هو الفساد الأول الذي عاثه اليهود في بيت المقدس ،لقد حولوا المسجد إلى هيكل لعبادة الأصنام

و كل هذا بشهادة أنبيائهم ، و لهذا السبب أمر الله بخت نصر بغزوهم ، و إحراق هذا الهيكل الوثني 0

في سفر أرميا تأكيد على قوله تعالى :

(( فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً
مَّفْعُولاً)) {5}


سفر أرميا - أصحاح 25

3«عَلَى مَدَى ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، أَيْ مُنْدُ السَّنَةِ الثَّالِثَةَ عَشَرَةَ مِنْ حُكْمِ يُوشِيَّا بْنِ آمُونَ مَلِكِ يَهُوذَا، وَحَتَّى
هَذَا الْيَوْمِ، وَالرَّبُّ يُوْحِي إِلَيَّ بِكَلِمَتِهِ، فَخَاطَبْتُكُمْ بِهَا تَكْرَاراً مُنْذُ الْبَدْءِ وَلَكِنَّكُمْ لَمْ تَسْمَعُوا. 4وَمَعَ أَنَّ الرَّبَّ
قَدْ وَاظَبَ عَلَى إِرْسَالِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ إِلَيْكُمْ، فَإِنَّكُمْ لَمْ تُصْغُوا وَلَمْ تَسْتَمِعُوا لإِنْذَارَاتِهِ. 5وَقَدْ قَالُوا لَكُمْ:
تُوبُوا الآنَ. لِيَرْجِعْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَنْ طُرُقِهِ الشِّرِّيرَةِ وَمُمَارَسَاتِهِ الأَثِيمَةِ فَتُقِيمُوا فِي الأَرْضِ الَّتِي
وَهَبَهَا لَكُمُ الرَّبُّ عَلَى مَدَى الدُّهُورِ، 6وَلاَ تَضِلُّوا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لِتَعْبُدُوهَا وَتَسْجُدُوا لَهَا، وَلاَ تُثِيرُوا
غَيْظِي بِمَا تَصْنَعُهُ أَيْدِيكُمْ مِنْ أَوْثَانٍ. عِنْدَئِذٍ لاَ أُنْزِلُ بِكُمْ أَذًى. 7غَيْرَ أَنَّكُمْ لَمْ تَسْمَعُوا لِي، بَلْ أَثَرْتُمْ غَيْظِي
بِمَا جَنَتْهُ أَيْدِيكُمْ، فَاسْتَجْلَبْتُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمُ الشَّرَّ».
8لِذَلِكَ هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ: «لأَنَّكُمْ عَصَيْتُمْ كَلاَمِي، 9فَهَا أَنَا أُجَنِّدُ جَمِيعَ قَبَائِلِ الشِّمَالِ بِقِيَادَةِ
نَبُوخَذْنَاصَّرَ عَبْدِي، وَآتِي بِهَا إِلَى هَذِهِ الأَرْضِ فَيَجْتَاحُونَهَا وَيُهْلِكُونَ جَمِيعَ سُكَّانِهَا مَعَ سَائِرِ الأُمَمِ
الْمُحِيطَةِ بِهَا، وَأَجْعَلُهُمْ مَثَارَ دَهْشَةٍ وَصَفِيرٍ، وَخَرَائِبَ أَبَدِيَّةً.


***

طبعا نحن نأخذ نصوصهم ما يوافق كتبنا و نستبعد ما سواه ، فمثلا السطر الأخير :

""فَيَجْتَاحُونَهَا وَيُهْلِكُونَ جَمِيعَ سُكَّانِهَا مَعَ سَائِرِ الأُمَمِ الْمُحِيطَةِ بِهَا، وَأَجْعَلُهُمْ مَثَارَ دَهْشَةٍ وَصَفِيرٍ،
وَخَرَائِبَ أَبَدِيَّةً""


هذه مبلغة غير صحيحة ، يشهد على ذلك الكلام الذي نقلناه من ذات الكتاب ، و الذي يؤكد أن نبوخذ ناصر

كان رحيما مع القسم الأعظم من اليهود، بل أنه نصب عليهم ملك منهم و تركهم في أرضهم يزرعونها،

و يفعلون ما يشاءون فيها، كذلك رأينا دعوة أرميا الشعب اليهودي المسبي ، ليصلي لسلام مدينة بابل 0

هذا التناقضات سببها أولئك الذين يحرفون الكلم عن مواضعه لغرض دنيوي قاتلهم الله 0

***

إذاً00 تأكد لدينا بما لا يدعو للشك، أن قضاء الله أو إخبار الله لليهود عما سيفعلونه من إفساد في بيت

المقدس سيكون مرتين ، الأولى انتهت و مضت ، و الثانية هي التي بين أيدينا اليوم، و التي تحدثت عنها

كتبهم أيضا و باستفاضة


إنه التدنيس الجديد لبيت المقدس ، و بناء هيكلهم الوثني من جديد مكانه ، و قد تحدث عن هذا دانيال

و أخبر أن مدة بقاء هذا الهيكل سيكون لثلاث سنوات و نصف ، بعدها ستطهر الأرض من اليهود و سيهدم

الهيكل و يبنى المسجد من جديد 0


طبعا هناك وجهات نظر أخرى كنت قد تكلمت عنها في النسخة القديمة لهذا الكتاب آثرت عدم إدراجها

و اعتمدت وجهة النظر السابقة، راجيا من الله أن يكون وافقني بها الصواب

هذا و الله أعلم



***

حال اْمتي
12-04-2007, 11:02 PM
خامساً : ظهور الرايات السود في خرسان و سقوط الدول المحيطة بخرسان



ظهور الرايات السود في خرسان نسأل الله أن تكون رايات هدى ، و سيكون لنا عنها حديث في

الفصول القادمة إن شاء الله .

سقوط العراق :

و الذي سيكون مفتاح الهلاك لكل المتكالبين على الدنيا ، الحديث عن سقوط العراق و انتشار الفوضى

فيه هو تصديق لحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم:

سنن الترمذي - ج: 4 ص: 531 (حديث ضعيف)

(( 2269 حدثنا قتيبة ، حدثنا رشدين بن سعد، عن يونس، عن بن شهاب، عن الزهري ،عن قبيصة بن ذؤيب
، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثم تخرج من خراسان رايات سود
لا يردها شيء حتى تنصب بإيلياء))


فكيف تخرج هذه الرايات قبل سقوط النظام في العراق و إيران والدول المجاورة لفلسطين!!؟ و قبل حدوث

الفوضى فيهما !!بحيث تصبح عملية التنقل من خرسان إلى فلسطين متاحة لكل من يريد الجهاد ،

على كلا هذا الحديث يلتقي بالحديث الذي أخرجه أبن ماجة (بسند حسن )

((حدثنا محمد بن يحيى ، وأحمد بن يوسف ، قالا: حدثنا عبد الرزاق ، عن سفيان الثوري ، عن خالد الحذاء ،
عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم ، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم
قتلا لم يقتله قوم ، ثم ذكر شيئا لا أحفظه ، فقال : فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج ، فإنه خليفة
الله المهدي .))

ما الذي نستنتجه مما سبق ؟؟

خروج الرايات السود سيكون في زمن فتنة و فوضى ، بمعنى أصح، لا وجود لقوى عالمية في المنطقة،

أي أن خروجهم سيكون بعد المرحلة الأولى التي تحدثنا عنها في الفصول السابقة ، أي أنهم سيخرجون

بعد أثنا عشر سنة من بداية الفتنة ، و بعد الفتنة التي ستقع بين أبناء الخليفة ، هم سيخرجون في أعقاب

كل ذلك ، ليقضوا على ما بقي منها متابعين المسير حتى فلسطين، فيدفعون الخلافة لرجل من عترة

محمد صلى الله عليه و سلم


سنن ابن ماجة 36- كِتَاب الْفِتَنِ بَاب الْكَفِّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (إسناده حسن )

(( حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا معاوية بن هشام ، حدثنا علي بن صالح ، عن يزيد بن أبي زياد،
عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ أقبل
فتية من بني هاشم، فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم اغرورقت عيناه وتغير لونه، قال : فقلت :
ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه ، فقال : إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وإن أهل
بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا، حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود ، فيسألون
الخير فلا يعطونه ، فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا ، فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل
بيتي ، فيملؤها قسطا كما ملئوها جورا، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج . ))


أولاً: إذاً 00الخلافة و البيعة ستتم في فلسطين في أرض ثلج ، و المؤمنين مأمورين بالبيعة في فلسطين

لا في مكة، كحالة الخليفة الذي سيعوذ بالحرم.

ثانياً: لن يعرف الخليفة و لن يبايع قبل أن تقمع الفتنة بين المسلمين، ثم تسلم الخلافة لرجل من آل بيت

محمد صلى الله عليه و سلم ، و هذا يخالف النصوص التي تخص عائذ الحرم ، الذي سيهاجم

من قبل خليفة الشام

ثالثاً : أنصار هذا الخليفة سيكونون ذوي قوة و منعة ، و ستكون الشام و بيت المقدس بأيديهم قبل

إعلان الخلافة، بعكس خليفة الحرم سيبايع بين الركن و المقام مجبرا ،و على ضعف منه و من أصحابه،

ثم يجتمع له الأنصار من مصر و الشام و العراق.

أما خليفة بيت المقدس فأنصاره من خرسان ، و هو رجل مجاهد بينهم ، و حالما تقع الشام بأيديهم

سيجمعون على بيعته ، و هنا الناس ستزحف إلى بيت المقدس لبيعته في فلسطين في عام ثلج، لا إلى

الحرم كحال الخليفة عائذ الحرم .

يدعم ما ذهبنا إليه هذين النصين :

الفتن لنعيم بن حماد -ج: 1 ص: 362
( ضعيف -الشيخ راوي مجهول ، و الحديث غير مرفوع )

(( 1057 حدثنا الوليد بن مسلم، عن أبي عبدة المشجعي ،عن أبي ،عن شيخ حدثهم زمن ابن الزبير، أدرك الجاهلية علامة، قال: تنزل الخلافة بيت المقدس ، تكون بيعة هدى، يحل لمن بايعه بها نساؤهم ،يقول :
لا يأخذ عليهم بطلاق ولا عتق))


برغم ضعف الحديث السابق ، إلا أنه يطابق الواقع مما يشهد بصحته ،فأنتم تعلمون إنه لا يحق للخليفة

استرقاق نساء المسلمين ، فمن تكون هذه النساء اللاتي فرقهن على أتباعه دون طلاق ؟؟

بالطبع هن نساء اليهود.

و سأضع لكم هذا النص القوي الإسناد، و الذي يشهد بأن المهدي سيبايع له بعد انتهاء فتح الشام.


الفتن لنعيم بن حماد- ج: 1 ص: 361 (إسناده قوي )

1052(( حدثنا عبد القدوس ، عن أبي بكر، عن يزيد بن سليمان الرحبي ،عن دينار بن دينار، قال :
يظهر المهدي وقد تفرق الفيء، فيواسي بين الناس فيما وصل إليه، لا يؤثر فيه أحداً على أحد ،ويعمل
بالحق حتى يموت ، ثم تصير الدنيا بعده هرجاً))



النص السابق يؤكد حقيقتين :

الأولى : أن المهدي يظهر بعد الفتوحات و إخماد الفتنة

الثانية : أن الفترة التي تلي المهدي و ليس المقصود بعده تماما، ستكون فترة هرج ، كما سنبرهن

على ذلك في فصل قادم إن شاء الله، مما يدحض قول من يقول : بأن المهدي القادم هو الذي سيصلي

خلفه نبي الله عيسى عليه السلام 0



***


سادساً : الإلحاد في الحرم كعلامة دالة على اقتراب هلاك العرب


كان لجوء جهيمان بن سيف العتيبي و من معه إلى الحرم ، و مبايعتهم لمحمد بن عبد الله القحطاني خليفة ً

للمسلمين ، و ذلك بين الركن و المقام ، ظنا منهم بأنه المهدي ،و لم يكونوا يعلموا بأن عملهم هذا علامة

ذكرها رسول الله صلى الله عليه و سلم، تشير إلى اقتراب خروج المهدي الحقيقي و الذي سيسبق خروجه

هلاك العرب.


سلسة الأحاديث الصحيحة - المجلد السادس 12743 ( الصحيحة )
أخرجه ابن حبان في صحيحه- الجزء15 : الحديث 239

((يبايع لرجل بين الركن والمقام ، ولن يستحل البيت إلا أهله ، فإذا استحلوه
فلا تسأل عن هلكة العرب ، ثم تأتي الحبشة فيخربونه خرابا لا يعمر بعده أبدا ،
وهم الذين يستخرجون كنزه . ))


قد يظن البعض أن الهلكة سببها تخاذل المسلمين عن نصرة هذه العصبة التي التجأت للحرم،

نحن لن نناقش كون هذه العصبة على حق أو على باطل ، الله وحده يعلم خفايا النفوس و ما تحيك الصدور

و لكن الحديث يجعل من حادثة استحلال الحرم علة أو توقيت ، فقد يكون الهلاك الذي يصيب العرب

علته السماح للحكام بالإلحاد بالحرم ، و هذا وارد و الله أعلم

و قد تكون حادثة استحلال الحرم مجرد توقيت يدل على اقتراب زمن هلاك العرب، كما أنه لا بد من التذكير

هنا بأن حادثة جهيمان هذه قد لا تكون المقصودة بالنص النبوي السابق ، و قد تتكرر الحادثة مرة

أخرى ينتج عنها قمة الاستحلال للحرم ( أي هدمه حتى لا يبقى حجر على حجر كما ورد في الآثار)



قبل أن أنهي هذه الفقرة أود التذكير بأمر قد يغيب عن البعض ، و هي مسألة (
البعدية ) في النصوص

النبوية و التي تأتي أحيانا بصيغة ( ثم يكون أو ثم يأتي .... )

هذه العبارات لا تدل إطلاقا على أن زمن الحدث الأول قريب من زمن الحدث الثاني، فالنص السابق

لا يعني بحال من الأحوال أن الزمن الفاصل ما بين هدم الحرم الأول على أيد المسلمين و هدمه على

أيدي الحبش هو زمن قليل، لكن المقارنة أتت هنا لأن هذا الحدث لن يحصل مرة أخرى بيد المسلمين

إلا أنه سيهدم بيد الحبش بعد انتهاء عمر أمة محمد صلى الله عليه و سلم ، حيث لن يعمر بعدها

لعدم وجود المسلمين على الأرض



***

حال اْمتي
12-04-2007, 11:04 PM
الفصل الثاني : الصراع قبل قيام الخلافة


يعتبر هذا الفصل تفصيل لما تم تناوله في الفصل السابق حيث يتحدث بشيء من التفصيل للفتن و الأحداث

التي ستكون في نهاية عصر الجور و قبل بداية الخلافة الراشدة .



مقدمة :


تعيش أمة الإسلام اليوم صراعا غامضا تقوده قوى الظلام من اليهود و النصارى ، يستهدف و بالدرجة

الأولى إستئصال الإسلام ممثلاً بالمسلمين , الذين قال عنهم ربنا سبحانه :


بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الانبياء:105)


أيها الأخوة ، كلنا يعلم أن اليهود و النصارى على علم برسالة محمد صلى الله عليه و سلم ، بل إن الأمر

يتعدى ذلك ليصل إلى درجة معرفة تاريخ البعثة بتفاصيل دقيقة.

و لو استعرضنا الأحداث و النصوص التي تدل على ذلك لطال بنا الحديث ، لكن يكفي أن نعلم أن الله

سبحانه قد أخبرنا في كتابه الكريم , أن اليهود يعلمون أن محمد صلى الله عليه و سلم نبي آخر الزمان

و الذي بشرهم به أنبيائهم و حضوهم على إتباعه و نصرته .


بسم الله الرحمن الرحيم
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)
(البقرة:146)


هذا الكلام هو كلام الله ليس فيه حشواً أو مبالغة ، اليهود و النصارى يعرفون محمد صلى الله عليه و سلم

بالصفات كما يعرفون أبنائهم ، حتى أن أحد أحبارهم قد قال :

" إنا نعرف محمد صلى الله عليه و سلم أكثر من أبنائنا
لأننا متيقنين من نبوته أما أبنائنا فلسنا متيقنين بأنهم أصلابنا "


كيف لا و هرقل ملك الروم يقول

في الحديث الذي أخرجه البخاري 2941

جزء من الحديث :

(( 000، قَالَ وَهَذِهِ صِفَةُ النَّبِىِّ ، قَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ ، وَلَكِنْ لَمْ أَظُنَّ أَنَّهُ مِنْكُمْ ، وَإِنْ يَكُ مَا قُلْتَ حَقًّا ،
فَيُوشِكُ أَنْ يَمْلِكَ مَوْضِعَ قَدَمَىَّ هَاتَيْنِ ، وَلَوْ أَرْجُو أَنْ أَخْلُصَ إِلَيْهِ لَتَجَشَّمْت لُقِيَّهُ ، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ
قَدَمَيْهِ . قَالَ أَبُو سُفْيَانَ ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ r فَقُرِئَ فَإِذَا فِيهِ « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ
عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ ، سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ، أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّى أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلاَمِ
، أَسْلِمْ تَسْلَمْ ، وَأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَعَلَيْكَ إِثْمُ الأَرِيسِيِّينَ وَ ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا
إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لاَ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) . قَالَ أَبُو سُفْيَانَ فَلَمَّا أَنْ قَضَى مَقَالَتَهُ ، عَلَتْ أَصْوَاتُ الَّذِينَ
حَوْلَهُ مِنْ عُظَمَاءِ الرُّومِ ، وَكَثُرَ لَغَطُهُمْ ، فَلاَ أَدْرِى مَاذَا قَالُوا ، وَأُمِرَ بِنَا فَأُخْرِجْنَا ، فَلَمَّا أَنْ خَرَجْتُ مَعَ
أَصْحَابِى وَخَلَوْتُ بِهِمْ قُلْتُ لَهُمْ لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِى كَبْشَةَ ، هَذَا مَلِكُ بَنِى الأَصْفَرِ يَخَافُهُ ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ
وَاللَّهِ مَا زِلْتُ ذَلِيلاً مُسْتَيْقِناً بِأَنَّ أَمْرَهُ سَيَظْهَرُ ، حَتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ قَلْبِى الإِسْلاَمَ وَأَنَا كَارِهٌ))

***

إذاً.. القوم علموا نبوته وأستيقنتها نفوسهم لكن منعهم من إتباعه الكبر و الحسد ، و هذا حال قوم فرعون

حين جاءهم موسى عليه السلام بالبينات .


بسم الله الرحمن الرحيم
(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) (النمل:14)


لكن السؤال المهم الآن ,
أين ذهب هذا العلم ؟؟؟
هل زال و تلاشى ؟؟؟
أم أنه موجود ؟؟؟


الصحيح و استنادا إلى كتاب الله ثم ما دونته كتب التاريخ ، نعلم أن اليهود يعملون جاهدين لتبديل

ما كتبه الله عليهم من نبوءات ، كيف يكون ذلك ؟؟؟

و هل يعقل أن تصل النفوس إلى هذا المستوى من الانحطاط خصوصا عند قوم من أهل الكتاب ؟؟؟

نعم أيها أخوة :

لقد وصل الانحطاط الروحي عند اليهود إلى ما هو أكبر من ذلك ، لقد أنكروا نبوة عيسى عليه السلام

و قتلوا الكثير من أنبياء قبل عيسى عليه السلام ، و هم يعرفون حق المعرفة أنهم أنبياء مرسلين إليهم

من الله .

أنظر كيف يصفهم لنا الله سبحانه و يكشف كيدهم في هذه الآيات الكريمة:

بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ
لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (البقرة:76)


أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) (البقرة:77) ***


هل لاحظتم أن القوم يتعاملون مع الله كشخص غائب لا علم له بسرائر البشر ، و ليس لديه علم بالمستقبل

بل إنهم يتعاملون مع إله ساذج تعالى الله عما يصفون.

(سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً) (الاسراء:43)

إله عاجز ، يمكنهم التحايل عليه كما يتحايلون على الناس ، تصوروا هذه الدناءة !!

يتآمرون على الله و على عباده و كأن الله غير موجود ، أو غير مطلع على سرائرهم ، بل ليس على

السرائر و حسب ، فهم يتحدثون فيما بينهم عن ذلك.

فهم يتناهون فيما بينهم عن إخبار المؤمنين بما حباهم الله من علم و معرفة بنبوة محمد صلى الله عليه

و سلم ، لكي لا يحتج بها المؤمنين عليهم يوم القيامة أمام الله.

فيقولون أن اليهود كانت مستيقنة بنبوة محمد صلى الله عليه و سلم كما أخبرونا بذلك في الحياة الدنيا

لكنهم لم يؤمنوا .

تصوروا !!! يغيبون علم الله و كأنه غير موجود و لا حجة له على البشر إلا بما يتحدثون .

طبعا حديثهم فيما بينهم لا يهم ، لأنهم سينكرون ذلك و لن يستطيع الله أن يثبت عليهم الحجة إلا بشهادة

غيرهم من الناس !!!!!!!!!!

فماذا تنتظرون من هذه الأمة ؟؟؟

دون ريب اليهود لم يدخروا جهدا منذ أن ظهرت دعوة الإسلام ليفعلوا به كما فعلوا بالنصارى ، حيث

أظلوهم و أدخلوا عليهم الشرك بإلوهية عيسى عليه السلام .

و هم كرروا ذات الشيء مع المسلمين ، فأخرجوا من بينهم فرق باطنية أشركت بالله كما فعلت النصارى

بعيسى عليه السلام .

لكن من فضل الله أن لم تستطع هذه الفرق الظهور كما ظهرت الفرقة المشركة في النصرانية على بقية الفرق

فطمست بذلك الفرقة التي كانت على الحق حتى لم يبقى منهم أحد، و ذلك حين دخل قسطنطين الروماني

النصرانية فأيد أحد الفرق المشركة على بقية الفرق حتى أصبحت الديانة الرسمية للدولة

و هكذا تحقق لليهود نصرهم الأول ، لكن هذه الفرقة كانت تنظر إلى اليهود على أنهم قد صلبوا إلههم

لذلك كانوا يسبونهم في مجمعاتهم و في صلواتهم ، و قد حورب اليهود في بعض الدول النصرانية

و اعُتبروا نجس و هم كذلك ، حتى تمكنوا من شرخ النصرانية مرة أخرى ، ليخرجوا في هذه المرة

بمسخ هجين ، هو الذي عرف فيما بعد بالبروتستنتية ، حيث ينادي هذا المذهب الجديد بالتحرر

من سلطة الكنيسة الكاثوليكية ، و يبرئ اليهود من دم عيسى عليه السلام

و الأهم من كل ذلك أن هذا المذهب الجديد يدعوا إلى تلازم العهدين القديم و الجديد ( التوراة و الإنجيل )

و يعترف بسفر الرؤيا الذي ترفضه الكنيسة الكاثوليكية ، و هنا مربط الفرس .

هذا التحول يفرض على أتباعه عقائد جديدة، أقلها أن يتحول هؤلاء النصارى إلى أداة طيعة

في يد اليهود بل الأمر أكثر سوء من ذلك .

تصوروا أن مفتاح مجيء المسيح إلى الأرض أصبح بيد اليهود تماما ، فلا مجيء للمسيح عليه السلام

حتى تتحقق النبوءات الموجودة في العهد القديم و في سفر الرؤيا تحديدا !!!!!!

لقد أصبحت هذه الفرقة من النصارى و التي تعتبر مسيطرة في أكبر و أعظم دولة صناعية

على الأرض ( أمريكا ) ، أصبحت رهناً لأحلام اليهود.

فلن يعود المسيح الرب إلى الأرض ما لم تقوم دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات

و لن يعود هذا الرب ، حتى تقع على الأرض حربا تحرق الشرق و الغرب

و لن يعود المسيح ، حتى يبنى الهيكل مكان المسجد الأقصى

الكثير الكثير من النبوءات يجب أن تتحقق لكي ينزل المسيح ، و هم جاهدون لتحقيقها

لقد أوجد اليهود طائفة تسعى إلى تحقيق كل أحلامها ، و تستميت في سبيل ذلك ، حتى لو دخلت

لأجل ذلك في حرب مميتة تأتي على أغلب من على الأرض ، فهم مطمئنين البال ، لأنه سيعقب هذه

الحرب نزول المسيح إلى الأرض ليحيي جميع النصارى بعد أن يرفع بقية من يشهد هذه الحرب إلى

السماء ريثما تنتهي الحرب.

و يتفانى الكافرون من بني البشر ( طبعا المسلمين على رأس القائمة ) بعد أن تنتهي الحرب على

الأرض و تأتي على كل من فيها من غير النصارى ، ينزل عيسى بمن رفعهم إلى السماء ،

و يحيي من مات من النصارى منذ مجيئه الأول ، ليحيى بينهم على الأرض ألف عام.

هذه الفترة التي يسمونها الألفية السعيدة

أما اليهود فهم يعلمون أن كل هذه العقائد على الأقل بالشكل الذي يعتقده النصارى، ما هو إلا تخريص

من عمل أيديهم و ألسنتهم، لذلك فهم سينتظرون هؤلاء الحمقى حتى ينهوا ما أنيط بهم من عمل، ثم تكون

لهم الكلمة الفصل كما يحلمون ، حيث ستكون مملكة الدجال قد قامت على الأرض ليحكموا من خلالها

قطعان البشر الباقية على الأرض


***


ما الذي نستخلصه من كل ذلك ؟؟

1) اليهود يخططون و ينفذون مخططاتهم بهدوء و تأني عبر منظمات تمسك بزمام السياسة الدولية في

كل أقطار الأرض . و هم يمارسون مخططاتهم وفقا لنبوءات معروفة لديهم سلفا ، لذلك فهم في سباق

مع قضاء الله و مشيئته ، معتقدين قاتلهم الله أنهم قادرين على تبديله .

2) لم تكن هذه النتائج التي نراها اليوم وليدة اللحظة بل هي ثمرة قرون من المكر و التخطيط .

3) ليس بوسع النصارى البروتستنت و الإنجيلين التخلي عن دولة إسرائيل مهما فعلت فيهم ،

و حتى لو قتلت مقاتلهم فهم بالنسبة لليهود أذل من شاة لأنهم مفتاح عودة الإله إلى الأرض .

4) أستطاع اليهود أن يحكموا السيطرة على تلك الدول من خلال السيطرة على

من يرشح للحكم فيها ، فلا يصل إلى رأس الهرم أي شخص يمكن له التذمر أو التململ من سياسة اليهود

و الصهيونية .
5) العالم مهدد بحرب مدمرة يعتقد اليهود ضرورة تنفيذها من أجل خفض تعداد البشر

إلى الشكل الذي يمكنهم معه السيطرة عليهم .

6) سيفتعل اليهود أسباب و حوادث تعجل من تنفيذ الجزء الخاص بالفوضى العالمية ،

من خلال افتعال أحداث يتم لصقها بالمسلمين أو بأي أمة يفترض أن تخوض هذه الحرب .

7) اليهود أكثر حرصا على نقاء العالم العربي من حروب يمكن أن يتم فيها استخدام الأسلحة

الغير تقليدية ، لأن هذه الأرض هي المكان الذي يعدونه لقيام مملكتهم المنتظرة .


***

بعد تلك المقدمة ، و التي عرفنا من خلالها أن اليهود يقودون النصارى في حرب توراتية، يحاولون

من خلالها قلب الموازين على الأرض ، و التخلص قدر الإمكان من أكبر عدد ممكن من البشر ، و الذين

قد يقفوا حجر عثرة أمام أطماع اليهود الذين لا يملكون العدد الكافي للسيطرة على هذه الأعداد البشرية

الهائلة من غير اليهود، و طالما أن معالم مملكتهم قد ظهرت ،فهم دون ريب سيحثون الخطى للتسريع

بهذه الحروب , لذلك فعلى العالم بمختلف طوائفه و ملله أن ينتظر المصائب المتلاحقة ،و التي يمكن لها

أن تزجهم في أتون حرب كارثية .

فها هي أيام مقبلة ، سترون خلالها حربا بين الجار و جاره ، و بين الحليف و حليفه، و ستنهار أوربا

و ستشتتها أصابع اليهود المتغلغلة في كل مكان ، و لن تكون هذه الحرب كسابقتها و الله أعلم.


في ظل هذه التغيرات و الفتن و الحروب التي يمكن أن تثور هنا و هناك ، فما هو مصير المسلمين؟

و ما هي الأحداث التي يمكن أن تقع على هذه الأرض قبل قيام الخلافة في بيت المقدس ؟


أن يبعث الله رجل كالمهدي ليقود الأمة ، و يبدأ عصر خلافة على منهاج النبوة لهو أمر جد عظيم.

و الأمر العظيم دائما تسبقه أحداث عظام ، و إرهاصات تغيير كبيرة .


فما هي هذه الأمور العظام التي ستسبق المهدي ؟؟؟؟


عندما تكلمنا عن مكائد اليهود و تحضيرهم للنصارى ليكونوا سيفهم الذي يضربون به ، لم يكن تخطيطهم

هذا و مكرهم بعيدا عن المسلمين ، بل على العكس تماما فقد قدموا و رسموا لهذه المنطقة

و أهلها من المسلمين أحقر و أحط الخطط ، فمنذ أن اخترقوا الخلافة العثمانية في أواخر القرن

التاسع عشر ، ثم أجهزوا عليها في مطلع القرن الماضي ، لم يتركوا المنطقة هملا.

فذات الدولة التي منحتهم وعدا بفلسطين ثم جاءت بهم إليها ، كانت تضع يدها على نصف العالم

الإسلامي و لم تخرج منه حتى أطمئنت على تأمين مصالح اليهود ، و ذلك بسجن الشعوب العربية

في زنزانات كبيرة، و وظفت عليها حثالة من الناس لا تدين لله بشيء .

لقد تفرغت معظم دول العالم بعد الحرب العالمية الثانية من أجل تنمية اقتصادها ، و تحسين قوت

جيوشها ، باستثناء العالم الإسلامي عامة ، و العربي منه بخاصة ، حيث كان المسلمين في سباق

لتأمين لقمة العيش التي يتكرم بإلقائها لهم أولئك الذين وصفهم رسول الله صلى الله عليه و سلم

في النص التالي :


البخاري 3606 - المناقب باب 25

3606(( - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ حَدَّثَنِى ابْنُ جَابِرٍ قَالَ حَدَّثَنِى بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ
الْحَضْرَمِىُّ قَالَ حَدَّثَنِى أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِىُّ أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ
رَسُولَ اللَّهِ r عَنِ الْخَيْرِ ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِى . فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا
فِى جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ « نَعَمْ » . قُلْتُ وَهَلْ
بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ قَالَ « نَعَمْ ، وَفِيهِ دَخَنٌ » . قُلْتُ وَمَا دَخَنُهُ قَالَ « قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِى
تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ » . قُلْتُ فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ « نَعَمْ دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ ،
مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا » . قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا فَقَالَ « هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا ،
وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا » قُلْتُ فَمَا تَأْمُرُنِى إِنْ أَدْرَكَنِى ذَلِكَ قَالَ « تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ » .
قُلْتُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ قَالَ « فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا ، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ
حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ))



تلاحظون أخوتي أن النص يشير صراحة إلى عدم وجود إمام أو جماعة حال المسلمين اليوم ،

حيث لا يوجد إلا فرق ضلالة كلها تدعوا المسلمين ليكونوا من أصحاب السعير .

فماذا كانت نتائج قرن من الإعداد الصهيوني للمنطقة ، لن يعجزك التفكير في معرفة النتيجة

لو تمعنت النظر في النص النبوي التالي :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"" ثم يوشك ان تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الآكلة على قصعتها ، قال : قلنا
يا رسول الله ، أمن قلة بنا يومئذ؟ قال: أنتم يومئذ كثير، ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل، ينتزع
المهابة من قلوب عدوكم ، ويجعل في قلوبكم الوهن، قال، قلنا : وما الوهن ؟ قال: حب الحياة
وكراهية الموت""


لقد أثمرة عقود التغريب التي مُورست و بشراسة على هذه الأمة ، فأنتجت و للأسف أمة ليس فيها

من الإسلام إلا اسمه، و لولا فضل الله و تعهده ببقاء طائفة منصورة باقية إلى قيام الساعة ، لكانت

هذه المعركة الفكرية هي الفيصل في سحق هذه الأمة .

هذه الفئة الصادقة و المجاهدة هي معدن الخلافة و جوهره ، هذا الجوهر المغطى الآن بملايين كثيرة

من منافقي هذه الأمة ، لن ينتشر نوره قبل أن تزول أمواج النفاق التي تكدست فوقه كالران الذي يتلبس

بالقلب فيمنع وصول النور الإلهي إليه .

إنهم منعوا قطر السماء ، و أتوا على بركة الأرض ، حتى الوقت لم يعد كالماضي ، فاليوم لا يعادل

بضع ساعات من الأيام السابقة، تمر السنون و كأنها أشهر قليلة ، وقفوا حائلا دون تحكيم دين الله

و استبدلوا الشريعة الغراء بقوانين البشر .

أفسدوا الأرض بصروح الربا ، و مواخير الخنا، و قتلوا الغيرة و الأنفة في نفوس الرجال حتى باتت

المرأة تخرج من بيتها نصف عارية ، و لا تجد من ينكر عليها ذلك .

إذاً.. الأمة بحاجة اليوم إلى تطهير و علاج، فلا بد من إزالة العلة و لا بد من أستئصال المرض ،

دول الكفر التي أشرفت على تربية هذه الفئة، تعلم علم اليقين أن هذا الجزء من أمة الإسلام ممن تغلغل

النفاق في قلوبهم ، هو خط الدفاع الأول ضد أي تغيير نحو مجتمع إسلامي صحيح .

لذلك تجدهم متفقين فيما بينهم على أي إجراء لقمع عباد الله الموحدين ، كل هذه المعوقات الممثلة

بدول الكفر في الخارج و جحافل النفاق في الداخل ، لن يسمحوا ببعث فاروق جديد في الأمة

، و لا رشيد يقول لهم من عبد الله هارون الرشيد إلى كلاب الروم و حكامها، دون أن ينبسوا ببنت شفة .

لا يمكن لكل هذا الأمر أن يحدث قبل وقوع أحداث يعجز الفكر البشري عن تصورها

نحن و هم من حيث التسليح على النقيض تماما ، هم يتربعون على عرش الصناعة العسكرية الحديثة

و نحن نعيش على الفتات الذي يلقونه إلينا ، فإما أن تحدث طفرة تنقلنا إلى مستوى أعظم منهم تسلحا

و إما أن تحدث طفرة معاكسة تعيدهم إلى مستوى أقل منا تسليحا و بكثير .

بالنسبة للفرض الأول: فحتى لو حدث و ملكنا ناصية التسليح و من أوسع الأبواب ، فلن يجدي هذا نفعاً

طالما أنهم يمتلكون ما يمكن أن يدمرونا به

الأمر الأخر , إن الفارق بيننا و بينهم من حيث التسليح و السيطرة يجعل من المستحيل على أي دولة

إسلامية المضي في طريق التصنيع و التسليح ، فنحن مراقبون من الداخل و الخارج ، و بشكل لا يتصور

و ويل لمن يصنع مجرد قذيفة بندقية إلا إذا كان الهدف منها قتل إرهابي مسلم .

فألآتهم جاهزة و جيوش الصليب مستعدة , أما من يُعول على مساعدة الدولة الفلانية .....

فهو يعيش في وهم بعيدا و لا يدرك معنى ما جاء في الحديث النبوي السابق

( يوشك ان تداعى عليكم الأمم ) الأمم كلها دون استثناء .

أمة الكفر اليوم التقت فيما بينها على هدف موحد هو استئصال الإسلام و إلغائه من قاموس الأديان

فرصة لن تتكرر بالنسبة لهم ، سيطرة في كل الميادين و خذلان في الأمة يصل إلى درجة الموت ،

فأي شيء ينتظرون ؟

ربما الشيء الذي لا يدركه الكثير من الناس، هو أن أمم الكفر كلا حسب عقائده يخططون اليوم

لإفراغ هذه المنطقة من أهلها !

لكن اليهود و معهم يهود النصارى ( الإنجيليون ) يريدون إفراغ المنطقة لأهدافهم التي تكلمنا عنها سابقا

و هذا يعني أن الحرب الحقيقية لم تبدأ بعد ، و هم ينتظرون النتائج التي ستسفر عن معركة القتل بالغذاء

و الدواء ، و التي حمي وطيسها في عالمنا الإسلامي ، و بدعم مطلق من جراثيم العرب و المسلمين



***

حال اْمتي
12-04-2007, 11:06 PM
الأحـــــــــــــداث


سبق أن تحدثنا في فصل سابق عن أن الأحداث التي تسبق الخلافة ، تنتظم ضمن إطارين زمنيين :

الأول : يبدأ من بداية الفتنة و ينتهي بعد أثنا عشر عاما من بدايتها، و قلنا أن الفتنة هذه مجهولة

البداية قد يكون مبدأها أحداث سبتمبر أو غزو العراق ، و بهذا تكون نهاية الإطار الزمني الأول

واقع بين عامي 2012 و 2015 ميلادي .

هذا الإطار يشمل جميع الأعمال العسكرية لدول الكفر في المنطقة ، لتبدأ مرحلة جديدة من الفتن الخاصة

بالمسلمين و التي سيتفانى خلالها المسلمين ، حتى يصبح الأخيار هم الجزء الأعظم منها ، و بذلك

تكون الأمة مهيأة لإقامة نظام حكم رباني .

لكن ما هي أهم الأحداث التي ستسبق ظهور الذهب في مجرى الفرات ؟

أي الأحداث الكائنة خلال الفترة الأولى للفتنة ، لنبدأ من هذا الأثر قوي الإسناد و الذي يرويه

نعيم بن حماد .


الفتن لنعيم بن حماد ج:1 ص: 336 (إسناده قوي)

((حدثنا عبد الله بن مروان عن أرطاة عن تبيع عن كعب قال: تكون ناحية الفرات في ناحية الشام
أو بعدها بقليل مجتمع عظيم فيقتتلون على الأموال فيقتل من كل تسعة سبعة وذاك بعد الهدة والواهية
في شهر رمضان وبعد افتراق ثلاث رايات يطلب كل واحد منهم الملك لنفسه فيهم رجل اسمه عبد الله))


يشير النص السابق إلى بضعة أحداث ستقع قبل ظهور ذهب الفرات أي خلال السنوات القادمة .و الله أعلم

1) افتراق ثلاث رايات يطلب كل واحد منهم الملك لنفسه ، و كل شخص منهم هو أبن ملك، أي أن ا

لمختلفين هم إخوة أو أبناء عمومة، سبق أن تسلم آبائهم الملك .

هذه الفتنة يمكن إن تكون منطبقة بشكل أو بآخر على حكام الجزيرة العربية ، لكن ماذا بعد هذه

الفتنة و التي لا نعلم إن كانت ستحسم لشخص منهم أو لا ؟

سيقع بعد هذه الفتنة أو خلالها هدة قوية ، و هي كناية عن صوت شديد يحدث في رمضان ، و ينتج

عنه آثار لاحقة تحتاج إلى تدابير معينة للنجاة منها.


المستدرك على الصحيحين ج: 4 ص: 563

[ 8580 ] أخبرني أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن ثنا الفضل بن محمد الشعراني ثنا نعيم بن حماد
ثنا بن وهب عن مسلمة بن علي عن قتادة عن بن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم ،قال : تكون هدة في شهر رمضان توقظ النائم وتفزع اليقظان ثم تظهر عصابة في
شوال ثم معمعة في ذي الحجة ثم تنتهك المحارم في المحرم ثم يكون موت في صفر ثم تتنازع القبائل
في الربيع ثم العجب كل العجب بين جمادى ورجب ثم ناقة مقتبة خير من دسكرة تقل مائة ألف .قد احتج
الشيخان رضى الله تعالى عنهما برواة هذا الحديث عن آخرهم غير مسلمة بن علي الحسني وهو حديث
غريب المتن ومسلمة أيضا ممن لا تقوم الحجة به))


أحداث و فتن تكون النجاة منها الهجرة إلى حيث لا توجد هذه الفتن، و رسولنا محمد صلى الله عليه

و سلم يقول : "إذا وقعت الفتن فالإيمان في الشام " و يقول لأبن حوالة : "عليك بالشام "


مسند الشاشي - ج: 2 ص: 262

((837 حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال ثنا أحمد بن الحسن ثنا نعيم بن حماد ثنا أبو عمر عن ابن لهيعة
حدثني عبد الوهاب بن حسين عن محمد بن ثابت عن أبيه عن الحارث عن عبد الله عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال إذا كان صيحة في رمضان فإنها تكون معمعة في شوال وتميز القبائل في ذي القعدة
وتسفك الدماء في ذى الحجة والمحرم وما المحرم يقولها ثلاثا هيهات هيهات يقتل الناس فيها هرجا
هرجا قال قلنا وما الصيحة يا رسول الله قال هذه تكون في نصف من رمضان يوم جمعة ضحى
وذلك ذا وافق شهر رمضان ليلة الجمعة تكون هدة توقظ النائم وتخرج العوائق من خدورهن في ليلة
جمعة سنة كثيرة الزلازل والبرد فإذا وافق رمضان في تلك السنة ليلة جمعة فإذا صليتم الفجر يوم
جمعة في النصف من رمضان فادخلوا بيوتكم وسددوا كواكم ودثروا أنفسكم وسدوا آذانكم فإذا
أحسستم بالصيحة فخروا لله سجدا وقولوا سبحان القدوس سبحان القدوس ربنا القدوس فإنه من
فعل ذلك نجا ومن ترك هلك))



أيها الأخوة الأحاديث السابقة منها ما هو قوي الإسناد، و منها ما هو ضعيف الإسناد

لكن الذي جعلني أستشهد بها غرابة ما جاء فيها من إشارات توحي بتلقي المسلمين لضربة

عسكرية بسلاح غير تقليدي ، ينطوي على أسلوبين في الفتك :

الأول: هو الصدمة ، و هو ما أشارت إليه كلمة ( الهدة )

الثاني: آثار جانبية تسبب الهلاك ، و هي التي أُشير لها بالعبارة التالية:
( فادخلوا بيوتكم وسددوا كواكم ودثروا أنفسكم وسدوا آذانكم)

و الغريب في هذه العبارة هي تدثير النفس و سد الثقوب في البيت ، و رغم وجود هذه الإشارات

في تلك النصوص، لكني لم أكن لأخذ بها لو لم أجد ما يساندها في النصوص الصحيحة:


سنن ابن ماجة 36- كِتَاب الْفِتَنِ 4042 ( صحيح )

(( حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الله بن العلاء حدثني بسر بن عبيد الله
حدثني أبو إدريس الخولاني حدثني عوف بن مالك الأشجعي قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو في غزوة تبوك وهو في خباء من أدم فجلست بفناء الخباء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ا
دخل يا عوف فقلت بكلي يا رسول الله قال بكلك ثم قال يا عوف أحفظ خلالا ستا بين يدي الساعة
إحداهن موتي قال فوجمت عندها وجمة شديدة فقال قل إحدى ثم فتح بيت المقدس ثم داء يظهر فيكم
يستشهد الله به ذراريكم وأنفسكم ويزكي به أعمالكم ثم تكون الأموال فيكم حتى يعطى الرجل مائة
دينار فيظل ساخطا، وفتنة تكون بينكم لا يبقى بيت مسلم إلا دخلته ثم تكون بينكم وبين بني الأصفر
هدنة فيغدرون بكم فيسيرون إليكم في ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا .))


حديث عوف بن مالك السابق يتكلم عن أحداث تتناول حياة الأمة بدءاً بوفاة الرسول صلى الله عليه و سلم

و تنتهي بالملحمة الكبرى ، و التي تسبق نهاية عمر الأمة بسنوات قليلة.

الممعن النظر في تلك الأحداث التي ذكرها رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم ، يتعجب من دقة التوصيف

فيها ، فالأحداث الكائنة بين وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم و بين الملحمة الكبرى ، هي كثيرة جدا

و عظيمة ، لكن لماذا تخير حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم هذه الأحداث من بين هذا الكم الهائل من

الوقائع و الأحداث التي مرت بهذه الأمة حتى وقوع الملحمة؟

""أعدد ستة يا عوف""

ما هذه الستة يا رسول الله و لماذا خصصتها بهذا النص ؟؟

ما الذي يربط هذه الأحداث بعضها ببعض حتى تم وضعها ضمن نص واحد ؟؟


الحدث الأول

وفات المصطفى عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم ،أهم الأحداث بعد وفاته صلى الله عليه و سلم

الردة و حرب الردة، و التي استشهد خلالها كم عظيم من الصحابة رضوان الله عليهم، مما دفع أبو بكر

رضي الله عنه ليجمع القرآن.


الحدث الثاني

فتح بيت المقدس، و هذا الحدث عليه خلاف ، فهل المقصود بهذا الفتح ما حدث في صدر الدعوة؟

أم هو الفتح القادم، و الذي عينه الله سبحانه في كتابه العزيز في سورة الإسراء ؟


أخوتي الأفاضل ، إن فتح بيت المقدس اليوم أهم للمسلمين من فتحه في عهد الخليفة الفاروق ,

فالأمة في عصر الفاروق كانت في أوج قوتها و عزها ،و قامت بفتوحات عسكرية قبل فتح القدس

هي أهم من فتح بيت المقدس من نواح إستراتيجية مهمة ، و لم يكن فتح المقدس في ذلك الزمن

بالأمر الصعب على المسلمين بعكس ما يحدث اليوم , فاستعادته اليوم تنطوي على أخطار محيقة

في الأمة لا يمكن لأحد تجاهلها أو القفز فوقها .

و سأضرب هنا مثلا يشابه هذه القضية , و هي قضية فتح القسطنطينية

فقد فتحها السلطان العثماني محمد الفاتح رحمه الله ، و قد ظن الكثير بأن هذا الفتح هو الذي عناه

الرسول عليه الصلاة و السلام، ذلك أنهم لم يكونوا ليتصوروا ما بقي في حياة الأمة من أحداث.

لذلك ترى الكثير من العلماء الأجلاء الذين عاصروا القرون الأولى للإسلام قد أسقطوا الأحداث الجسام

التي تحدث عنها رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم ، أسقطوها على أحداث عاصرتهم ، حتى أن بعض

التابعين أعتقد أن المهدي هو عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه .

طبعا أنا لا أقول هذا الكلام من باب التنظير ، و لكن هناك متون أخرى لحديث عوف بن مالك

رضي الله عنه تثبت الذي ذهبت إليه .

و هذا ينقلنا الآن إلى الحدث الثالث في حديث عوف رضي الله عنه و هو :


الحدث الثالث

" ثم داء يظهر فيكم يستشهد الله به ذراريكم وأنفسكم ويزكي به أعمالكم"


المعجم الكبير- ج: 18 ص: 41

((1 حدثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم الدمشقي القرشي ثنا إبراهيم بن العلاء بن فرقد حدثني أبي
عبد الله بن العلاء عن مكحول عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن عوف بن مالك قال ثم أتت النبي
صلى الله عليه وسلم وهو في خباء له من آدم فسلمت عليه قلت أدخل قال أدخل فأدخلت رأسي
فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وضوءا مكينا فقلت يا رسول الله أدخل كلي قال كلك فلما
جلست قال لي أعدد ست خصال بين يدي الساعة موت نبيكم قال عوف فوجمت لذلك وجمة ما وجمت
مثلها قط قال قل إحدى قلت إحدى قال وفتح بيت المقدس وفتنة تكون فيها موتان العرب وهو داء
يأخذكم كعقاص الغنم ويفشو حتى يعطي الرجل مائة دينار فيظل ساخطا وهدنة تكون بينكم وبين بني
الأصفر فيغدرون فيأتونكم ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا))


المعجم الأوسط ج: 1 ص: 22

58(( حدثنا أحمد بن إبراهيم أبو عبد الملك القرشي الدمشقي قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن
العلاء بن زبر قال حدثنا أبى عبد الله بن العلاء عن مكحول عن جبير بن نفير عن عوف بن مالك
الأشجعي قال ثم أتيت النبي وهو في خباء له من آدم فسلمت عليه ثم قلت أدخل قال أدخل فأدخلت
رأسي فإذا رسول الله يتوضأ وضوءا مكينا فقلت يا رسول الله أدخل كلي قال كلك فلما دخلت قال
لي أعدد ست خصال بين يدي الساعة موت نبيكم قال عوف فوجمت لذلك وجمة ما وجمت مثلها قال
قل أحدى قلت إحدى قال وفتح بيت المقدس وفتنة تعم بيوتات العرب وداء يأخذكم كعقاص الغنم
ويفشو حتى يعطي الرجل مائة دينار فيظل ساخطا وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون
فيأتونكم في ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا))


فضائل بيت المقدس- ج: 1 ص: 70

((42 أخبرنا أبو طاهر المبارك بن أبي المعالي الحريمي بقراءتي عليه بالجانب الغربي قلت له
أخبركم هبة الله بن محمد قراءة عليه وأنت تسمع أنبا الحسن بن علي أنبا أحمد بن جعفر حدثنا
عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا وكيع عن النهاس بن قهم حدثني شداد أبو عمار عن معاذ بن جبل
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ست من أشراط الساعة موتي وفتح بيت المقدس وموت يأخذ
في الناس كقعاص الغنم وفتنة يدخل حربها بيت كل مسلم وأن يعطى الرجل ألف دينار فيتسخطها
وأن يغدر الروم فيسيرون في ثمانين بندا تحت كل بند اثنا عشر ألفا ))
كذا رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده باب في ذكر عمران بيت المقدس


***
ماذا نستنتج من النصوص السابقة؟

تذكر النصوص موتان يصيب الأمة شبهه رسول الله صلى الله عليه و سلم بعقاص الغنم ، و هو مرض

يصيب الغنم، فتكون في صحة و عافية و فجأة تموت دون أي عوارض سابقة، و هذه الأعراض لا تتوافق

و أعراض مرض الطاعون ، الذي له أعراض و دلالات تشير إليه و يحتاج إلى زمن حتى يجهز على المريض

و لكن بعض المفسرين نقل لنا أن هذه الآية قد حدثت في طاعون عمواس ، و هذا النقل لا سند له و لا متن

و إنما قيل، بمعنى لا دليل على صحة حدوث مثل هذه الآية في طاعون عمواس ،لأن وقوع مثل هذه الآية

في طاعون عمواس يعني أن تنقل إلينا بالتواتر ، لكثرة من شهدها من الصحابة رضوان الله عليهم .

الآمر الأخر : هو أن هذا الطاعون لم يفشوا كما يصور لنا الحديث السابق ، و لم يحدث فناء في الأمة

أدى إلى كثرة المال، لأن طاعون عمواس كان محصور النتائج و الآثار ،و خصوصا من الناحية المادية

و وفرة المال.

فالنص يوحي بأن هذا الموت سيكون سببا في كثرة المال، نتيجة لكثرة من سيموت بسبب هذا الطاعون

و هذا لم يحدث كما قلنا في طاعون عمواس ، لكونه محدود النتائج من ناحية ، و لأن ذراري المسلمين

لم تعاني منه ، فقد حدث هذا الطاعون عقب فتح دمشق مباشرة، فكانت نتائجه مقتصرة على الجيش

الفاتح فقط ، كما لا يفوتني التنويه إلى أن الفترة التي تلت هذا الطاعون، كانت سنوات جدب و مشقة

على الأمة خصوصا في مصر و اليمن ، و ما زادت الأموال و كثرت إلا في خلافة عثمان رضي الله عنه

، بقي أمر أحب إضافته حول حديث أخرجه الحاكم في مستدركه:


المستدرك على الصحيحين ج: 4 ص: 465

((حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي ثنا محمد بن إسماعيل السلمي ثنا أبو أيوب الدمشقي ثنا
الوليد بن مسلم ثنا عبد الله بن العلاء بن زبر الربعي قال سمعت بشر بن عبيد الله الحضرمي يحدث
أنه سمع أبا إدريس الخولاني يقول سمعت عوف بن مالك الأشجعي يقول ثم أتيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من آدم فقال لي يا عوف أعدد ستا بين يدي
الساعة موتي ثم فتح بيت المقدس ثم موتان كعقاص الغنم ثم إستفاضة حتى يعطي الرجل مائة
دينار فيظل ساخطا ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر
فيغدون فيأتونكم تحت ثمانين غاية اثنا عشر ألفا قال الوليد بن مسلم فذاكرنا هذا الحديث شيخا
من شيوخ أهل المدينة قوله ثم فتح بيت المقدس فقال الشيخ أخبرني سعيد المقبري عن أبي هريرة
رضي الله عنه أنه كان يحدث بهذه الستة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول بدل فتح بيت
المقدس عمران بيت المقدس))
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة

***

لاحظوا أيها الأخوة ما تحته خط ، و هو قول شيخ المدينة بدل فتح بيت المقدس )( عمران بيت المقدس )

هذا السياق يذكرنا بحديث لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، و هو يذكر فيه هذه الفترة الزمنية التي

نتحدث عنها الآن ، و هو يتكلم عن أحداث ستقع أخر الزمان و بشكل متقارب نوعا ما ، بحيث يكون

كل حدث قرينة لقرب وقوع الحدث الثاني .

و النص التالي يؤكد أن الخطاب النبوي يتكلم عن فتح آخر غير الفتح الأول :


التاريخ الكبير -ج: 8 ص: 436

(( 3615 بن زغب الأيادي قال عبد الله بن صالح حدثنا معاوية أن ضمرة بن حبيب حدثه عن بن زغب
الأيادي قال نزل بي عبد الله بن حوالة الأزدي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وكان فرض في
المائتين فأبى الا مائة قال فقلت له أحق ما بلغنا أنه فرض لك في المائتين فأبيت إلا مائة قال
والله ما منعه وهو نازل عليه أن يقول لا أم لك أو لا يكفي بن حوالة مائة ثم أنشأ يحدثنا عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثنا على أقدامنا على حول المدينة
لنغنم قال فقدمنا ولم نغنم شيئا فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بنا من الجهد قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم ولا تكلهم إلى الناس فيهونوا عليهم
أو يستأثروا عليهم ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها ولكن تفرد بأرزاقهم ثم قال لتفتحن لكم
الشام ثم لتقسمن كنوز فارس والروم وليكونن لأحدكم من المال كذا وكذا حتى أن أحدكم ليعطى
مائة دينار فيتسخطها ثم وضع يده على رأسي فقال يا بن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت
وضوء المقدسة فقد أتت الزلازل والبلابل والأمور العظام والساعة أقرب من يدي هذه من رأسك))


ما يهمنا الآن من النص و لنا عودة عليه إن شاء الله ، جزء من حديث عوف

(عمران بيت المقدس خراب يثرب ) و نحن نعلم أن هذا العمران سيكون حال

إخراج اليهود من فلسطين و قيام الخلافة فيها ، فيكون الفتح المذكور في حديث عوف هو فتح هذا

الزمان ، و ليس الذي في صدر الإسلام. و الله أعلم

كما يجب أن نلاحظ كيف قرن رسول الله صلى الله عليه و سلم بين فتح الشام ، و بين قيام الخلافة

في بيت المقدس .

الشام تم فتحها منذ زمن الفاروق، لكن الخلافة في بيت المقدس لم تحدث حتى الآن .

مركز الخلافة اليوم و الذي هو بيت المقدس بيد اليهود و النصارى ، و لا نعلم ما يستجد لاحقا

هل قصد رسول الله تذكيرنا أو تنبيهنا إلى فتح جديد في الشام ، خصوصا لو تذكرنا كثرة المال

الناتجة بعد هذا الفتح ، و قارناه مع سنوات البركة و الخير للمهدي صاحب السنوات السبع ، و الذي

وصف رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم عصره بقوله:" و يفيض المال، و تكثر الماشية، و تنعم الأمة

في عهده نعماء لم تنعمها قط ".

إذاً.. لو ربطنا بين هذا الموتان و بين حديث الهدة و ما يحمله من إشارات إلى وقوع ضربات غير تقليدية

في بعض الأقطار الإسلامية .

لكن أين يمكن أن تقع هذه الضربات ؟؟؟؟

و هل هناك أدلة أخرى تؤكد هذا الأمر ؟؟؟؟


الفتن 959 - (و هو ضعيف أخرجه أيضا أبو عمر الداني)

(( حدثنا يحيى بن اليمان عن كيسان الرواسي القصار وكان ثقة قال حدثني مولاي قال : سمعت عليا
رضى الله عنه يقول : لا يخرج المهدي حتى يقتل ثلث ، ويموت ثلث ، ويبقى ثلث))


رغم أن النص ضعيف ، لكنه يدعم و بشدة ما سبق و تحدثنا عنه، و هو يدعم ما سبق بطريقة لا يمكن

أن تكون قد وضعت بقصد ، لأن مدلول الحديث يشير إلى عصر الأسلحة غير التقليدية.

تعالوا الآن نتفكر في الأثر السابق :

النص يتكلم عن أحداث ستقع على الناس بعامة أو المسلمين بخاصة ، الناس ثلاث أثلاث

الثلث الأول : يقتل ، و هذا أمر قد يحدث في أي قتال كما هو الحال في زمن الملحمة ، حيث سيقتل

ثلث ، و يرتد ثلث ، و ينصر الله الثلث الثالث

الثلث الثاني : يسلم ، و يبقى على قيد الحياة

أما الثلث الثالث: فيموت !!!!!!!!!

ما معنى هذا : ؟؟؟؟؟

أن يقتل ثلث أمة ، أو ثلث أهل الأرض في زمن معين ، فهذا معقول. خصوصا في عصرنا هذا

فحرب طاحنة تستخدم فيها الأسلحة غير التقليدية يمكنها أن تسحق ثلث البشر و بكل يسر ، لكن

ما سبب أن يموت الثلث الأخير ؟ و ليس بسبب القتل !! و في ذات الزمن !!

و لماذا فصل علي رضي الله عنه الثلث المقتول عن الثلث الذي يموت ،أي لماذا ميز بين الموت و القتل ؟؟؟

و هل يعقل أن يموت ثلث الأمة دون سبب ؟؟؟

طبعا لا يمكن القبول بهذه النتيجة إلا بوجود آثار خلفتها هذه الحرب ستأتي على الثلث الثاني من الجيل

الذي سيشهدها، و هذا يرشح الآثار النووية و الكيماوية ، لتكون الطاعون الذي سيفتك في الناس

كعقاص الغنم .

طبعا يضاف إلى ذلك الجوع و الأمراض التي يمكن لحرب كهذه أن تتركها خلفها .

دليل آخر :
السنن الواردة بالفتن 333

((حدثنا سلمون بن داود قال حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي قال حدثنا محمد بن أحمد بن النضر قال
حدثنا الوليد بن شجاع قال حدثنا مصعب بن سلام عن بقية عن حبيب بن أبي ثابت عن الحواري بن زياد
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليفشون الفالج حتى يتمنوا مكانه الطاعون ))


مصنف عبد الرزاق ج: 3 ص: 597

((6780 عبد الرزاق عن الحسن بن عمارة عن أبي إسحاق الهمذاني عن الحواري بن زياد قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتراب الساعة إذا كثر الفالج وموت الفجاءة قال وأخبرني
حبيب عن الحواري ابن زياد عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليفشون الفالج
في الناس حتى يظن أنه طاعون))


الفالج : مرض يصيب بعض أطراف الجسم بالشلل ، و معنى أن يفشو هذا الداء فهناك أسباب لذلك

و ربما المقصود أعراض شبيهة بالفالج ، و التي يمكن أن تصيب المواليد ممن سيولد من أبوين قد شهدوا

آثار نووية ، فتأتي المواليد معاقة بهذا الشكل ، لذلك فهم يتمنون الطاعون بدلا عنه ، لأن الطاعون قاتل

و الفالج غير قاتل، أي هم يتمنون ما يريحهم من عبأ المصابين ، و يرجح هذا القول الأثر التالي


السنن الواردة في الفتن 438

((حدثنا محمد بن خليفة قال حدثنا أحمد قال حدثنا محمد بن الحسين قال وأخبرنا ابن بدينا أيضا قال
حدثنا محمد بن عمار قال حدثنا المعافي عن ابن لهيعة عن عبيد الله ابن أبي جعفر عن مكحول عن حذيفة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يتمنى أبو الخمسة أنهم أربعة وأبو الأربعة أنهم
ثلاثة وأبو الثلاثة أنهم اثنان وأبو الاثنين أنهما واحد وأبو الواحد أن ليس له ولد ))

لو سألنا أنفسنا لماذا يتمنى كل الرجل الخلاص من الطفل الأخير ؟

لاستنتجنا أن هناك عارض ما قد أصاب المولود الأخير لكل هؤلاءالرجال ، فكانوا يتمنون

لو أن الله لم يرزقهم به ، فما هو هذا العارض ؟؟؟

هو ذات العارض الذي تسبب بكثرة الفالج . و الله أعلم

***

دليل آخر
جاء في صحيح مسلم:

(( حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيْسَتْ السَّنَةُ بِأَنْ لَا تُمْطَرُوا وَلَكِنْ السَّنَةُ أَنْ تُمْطَرُوا وَتُمْطَرُوا
وَلَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ شَيْئًا ))


السنة لغة : هي الجدب أو الإمحال نتيجة قلة المطر

لكن السنة هنا تختلف فرغم وجود المطر فليس هناك نبات ، و هذا أيضا ينطبق على الأرض التي

تصاب بالأشعة النووية و الكيماوية ، و التي تفسد التربة و تمنعها من الإنبات


***

دليل آخر
مسند أحمد ج: 2 ص: 262

((7554 حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو كامل وعفان قالا ثنا حماد عن سهيل قال عفان في حديثه
قال أنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا تقوم
الساعة حتى يمطر الناس مطرا لا تكن منه بيوت المدر ولا تكن منه إلا بيوت الشعر))


فأي مطر هذا الذي لا تستطيع بيوت البيتون المسلح منعه من اختراق أسطحها التي نتباهى اليوم بمتانته

و صلابته ، إنه و الله أعلم ، مطر حامضي لا تستطيع هذه البيوت منعه من اختراق أسطحها لما له من القدرة

على تفتيت البيتون و الحديد إذا أستمر لفترة طويلة.

بقي هناك دليل آخر سأجمله في الإجابة على السؤال الذي تركنا الإجابة عنه سابقا ، و الذي يدور

حول الأماكن التي يمكن أن تقع فيها هذه الضربات :


1) هجران المسلمين للمدينة المنورة أربعين سنة

و هذا الأمر ثابت عن رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم ، و سيتم بحثه لاحقا إن شاء الله في فصل قادم

و بإسهاب ، لكن السؤال هنا لماذا يهجر المسلمون المدينة المنورة أربعين سنة ؟

هذا السؤال نسي حذيفة بن اليمان أن يسأل رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم عنه :

صحيح مسلم

((7447 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ح وَحَدَّثَنِى أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ
حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَدِىِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ قَالَ أَخْبَرَنِى رَسُولُ اللَّهِ
بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ فَمَا مِنْهُ شَىْءٌ إِلاَّ قَدْ سَأَلْتُهُ إِلاَّ أَنِّى لَمْ أَسْأَلْهُ مَا يُخْرِجُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ
مِنَ الْمَدِينَةِ))


إذا..ً من يقول بأن خروج أهل المدينة من المدينة كائن زمن الحشر فهو واهم ، و النص الصحيح

السابق يرد عليه ، هناك أمراً ما ، أخرج أهل المدينة ، و لو كان الأمر يتعلق بالحشر لما قال حذيفة

رضي الله عنه ما قال ، و يدعم ذلك ما جاء في النص المرفوع التالي :


التمهيد لابن عبد البر ج: 24 ص: 124

((حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا مسلم
بن إبراهيم قال حدثنا أبان قال حدثنا يحيى عن أبي جعفر عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال ليتركن المدينة أهلها خير ما كانت ،قال ومن يخرجهم منها يا أبا هريرة قال أمراء السوء))


و قد وردت بعض النصوص "يتركها أهلها أعمر ما تكون " و هي اليوم أعمر ما تكون.

لكن لماذا يتركها أهلها و لا يسكنها أحد ؟؟؟

إنها تًترك بثمارها و خيرها أربعين سنة ، و هي مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم

آلا يدعونا ذلك للاعتقاد بوجود مانع ما ، ربما تسبب بوجوده البشر، لكن آثاره استمرت ، و كانت

هي المانع في عودة الناس إليها طوال أربعين سنة .

هذه أول الأماكن التي يحتمل أن تصلها آثار الهدة و التي ستجعل الحياة فيها مستحيلة


***

2) الخسف بالبصرة


أبي داود - أول كتاب الملاحم- 4307 ( صحيح )

(( حدثنا عبد الله بن الصباح ، ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد ، قال: ثنا موسى الحناط ، لا أعلمه إلا ذكره
عن موسى بن أنس ، عن أنس بن مالك ،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "" يا أنس ، إن الناس يمصرون أمصارا ، وإن مصرا منها يقال له البصرة أو البصيرة ، فإن أنت مررت بها أو دخلتها ، فإياك
وسباخها وكلاءها وسوقها وباب أمرائها ، وعليك بضواحيها؛ فإنه يكون بها خسف وقذف ورجف ،
وقوم يبيتون يصبحون قردة وخنازير )).



قال الحافظ بن الأثير في النهاية:

" الكلاء بالتشديد والمد الموضع الذي تربط فيه السفن ومنه سوق الكلاء بالبصرة انتهى وسوقها إما
لحصول الغفلة فيها أو لكثرة اللغو بها أو فساد العقود ونحوها وباب أمرائها أي لكثرة الظلم الواقع
بها وعليك بضواحيها جمع الضاحية وهي الناحية البارزة للشمس وقيل المراد بها جبالها وهذا أمر
بالعزلة فالمعنى الزم نواحيها فإنه يكون بها أي بالمواضع المذكورة خسف أي ذهاب في الأرض
وغيبوبة فيها وقذف أي ريح شديدة باردة أو قذف الأرض الموتى بعد دفنها أو رمى أهلها بالحجارة
بأن تمطر عليهم قاله القاري قلت الظاهر المناسب هنا هو المعنى الأخير كما لا يخفى ورجف أي زلزلة شديدة وقوم
أي فيها قوم يبيتون أي طيبين يصبحون قردة وخنازير قال الطيبي المراد به المسخ وعبر عنه بما
هو أشنع انتهى وقيل في هذا إشارة إلى أن بها قدرية لأن الخسف والمسخ إنما يكون في
هذه الأمة للمكذبين بالقدر )



ذكر الحديث النبوي السابق أربع أنواع من العذاب سيوقعه الله بهذه المدينة:

الأول الخسف , و الثاني قذف , و الثالث رجف , و الرابع مسخ

طبعا من غير المعقول أن تُصب هذه العقوبات على أهل البصرة مرة واحدة ، و الحديث لا يقول بذلك

بل قال:" سيكون فيها "و بالتالي سيكون الحدث الأول هو الخسف ، و الخسف كما بين أبن الأثير هو

ذهابها بالأرض ، و من غير المعقول أن يرسل الله عليها بعد الخسف القذف أو المسخ!!

لأن المسخ يأتي و الناس في رغد و فجور كما جاء في الحديث الصحيح:


سلسة الأحاديث الصحيحة - المجلد الرابع 1604 ( الصحيحة )

(( ليبيتن قوم من هذه الأمة على طعام وشراب ولهو ، فيصبحوا قد مسخوا قردة وخنازير))

.
و للعلم فإن جميع تلك العقوبات لم تحدث بعد.

إذاً .. فأول هذه الأحداث التي ستقع و الله أعلم ، هي الخسف، و قد يكون في زماننا هذا و الله أعلم

نتيجة لضرب البصرة بسلاح غير تقليدي . و قد يكون خسفا طبيعيا و الله أعلم .

أما المسخ و غيره من العقوبات ، فسيكون زمنها بعد مرحلة الخلافة الأولى ، حيث سينتشر المجون

و يكثر الزنا ، و يقل العلم، و الله أعلم


***

حال اْمتي
12-04-2007, 11:09 PM
نكمل الآن الحديث عن بقية ما جاء في حديث عوف بن مالك :


الحدث الرابع


"ثم تكون الأموال فيكم حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا"

كثرة المال هذه ذكرت بعد الداء الذي سيصيب الأمة حتى يؤدي إلى نقصان تعدادها إلى الشكل الذي

يزيد في دخل المسلم بشكل عظيم .

لكن لماذا ذكر الرسول صلى الله عليه و سلم كثرة المال هذه بالرغم من ظاهرها النعمة و الرخاء ؟

الصحيح أن التدقيق في حديث عوف يجعلك تجد الرابط الذي جعل الرسول صلى الله عليه و سلم

يذكر هذه الخصال الست في حديث خاص بها .

إن الخصال الست التي وردت في النص ، إما أنها مقدمة لحدوث زلزال في المسلمين ، أو أنها سبب

رئيسي لحدوث هذا الزلزال ، فقد لاحظنا أن الحدث الأول والذي هو وفاة الرسول ، قد أعقبه الردة

و ما نتج عنها ، و قد كانت الردة حقا أو زلزال كاد أن يؤدي بالدولة إلا سلامية الفتية .

ثم يكون فتح بيت المقدس ، و الذي لا نعلم بحال من الأحوال كم ستدفع الأمة من ثمن لاستعادته

و قد ذكر الحديث عقب الفتح طاعوناً سيؤدي إلى نقص شديد في تعداد المسلمين .

ثم الحدث الرابع ،و المتمثل بكثرة الأموال ، و التي هي مقدمة و سبب رئيسي لفتنة السراء ،

التي ذكرها رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم في حديث صحيح ، و التي هي الحدث الخامس من

الأحداث التي ذكرها النص النبوي و التي سنتكلم إن شاء الله عنها في فصل قادم.

بقي حدث ، و هو الهدنة التي ستقع بين المسلمين و الروم ، و التي ستكون سبب أو علامة لوقوع

الملحمة الكبرى و التي أيضا سنتكلم عنها لاحقا .


***

قبل أن نعود لبقية الأحداث الكائنة قبل المهدي أحب أن أتكلم قليلا عن الأرض الآمنة في زمن الفتن


هــــلاك القــــــرى

أيها الأخوة : إن للأمم و القرى أعمار و آجال كما للبشر ، فإذا جاء أجل أمة أو قرية أهلكها الله

لم يعد لها وجود إلى يوم القيامة.

بسم الله الرحمن الرحيم
( وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ (4) الحجر


وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16 الإسراء


( وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ
مَسْطُورًا)) (58) الإسراء


ينذر الله الأمم من أصحاب القرى بالهلاك قبل يوم القيامة ، و هذا وعدا منه سبحانه أن يهلك كل القرى

قبل يوم القيامة إلا ما استثناه في قوله : ( أو معذبوها عذابا شديدا )

فما هي القرى الهالكة قبل يوم القيامة ؟؟؟

و ما هي القرى التي ستعذب عذابا شديد ؟؟؟

لقد بينت لنا السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة و أتم التسليم

أن جميع من في الأرض سيحشرون إلى الشام قطعا قبل يوم القيامة فتصبح الأرض ، فيما سوى

الشام خرابا ، لا ساكن فيها .

لكن هل سيكون الخراب فقط وقت الحشر ؟؟؟

أم أنه آخر خراب لقرى الأرض ؟؟؟

لا بد أن تعلم أخي الفاضل، أن الناس قبل الحشر سيكونون على مطلع واحد للشمس، و هو مطلع أهل

الشام و ما حولها من قرى و أمصار ، و إلا لو كان غير ذلك ، فكيف يقفل باب التوبة في وقت واحد ؟

كما لا يخفى على أحدا منكم أن الشمس دائمة السطوع على جزء من الأرض ، فكيف ستخرج

على هؤلاء من مغربها؟

على كل حال الأحداث التي تسبق خروج الشمس من مغربها تؤكد حتمية تجمع الناس في الشام

و ما حوله فالشام أرض المحشر و المنشر .

سلسلة هلاك القرى ليست حديثة عهد بالناس ، فقد أهلك الله قرى منها ما قص علينا و منها ما لم

يقصص، و هذه السلسلة مستمرة حتى تكتمل بخروج يأجوج و مأجوج ، فليس بعد خروجهما إلا

خراب مكة بيد الحبش ، ثم الحشر حيث يتم جمع بقية الناس إلى الشام.


بسم الله الرحمن الرحيم
( وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (95) حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ
حَدَبٍ يَنسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ
مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97) الأنبياء


لماذا يقرن الله هلاك القرى بخروج قوم يأجوج و مأجوج ؟؟؟

ذلك أن خروجها يعني إهلاك جميع ما تبقى من بشر أو شجر على الأرض إلا الشام و ما حولها،

حيث سيتحصن بقية الناس في الجبال و في الحصون حتى يهلكهم الله، و سيعاني المسلمين

وقتئذ جوعا شديدا ، و بعد أن ينجلي أمرهم ، ستعود الحياة و البركة إلى أرض الشام

كما ورد في الأحاديث الصحيحة :


1793 ( الصحيحة )

((يفتح يأجوج ومأجوج ، يخرجون على الناس كما قال الله عز وجل: { من كل حدب ينسلون }
فيغشون الأرض ، وينحاز المسلمون عنهم إلى مدائنهم وحصونهم ، ويضمون إليهم مواشيهم ،
ويشربون مياه الأرض ، حتى أن بعضهم ليمر بالنهر فيشربون ما فيه حتى يتركوه يبسا ،
حتى إن من بعدهم ليمر بذلك النهر فيقول: قد كان ها هنا ماء مرة ! حتى إذا لم يبق من الناس
إلا أحد في حصن أو مدينة قال قائلهم: هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم ، بقي أهل السماء))



مما لا شك فيه أن من يقرأ النصوص التي تتكلم عن عصر الخليفة عائذ الحرم ، يدرك أن جغرافية الأرض

في ذلك الوقت تختلف عن التي نعاينها اليوم ، و سيتم إن شاء الله التعرض لهذا الأمر في عدة مواقع

من هذا البحث ، سيصل خلالها القارئ إن شاء الله إلى قناعة تامة بأن الحرب القادمة ستأتي على

معظم ما نراه اليوم من دول و جمهوريات و مجتمعات بشرية عالية الكثافة .

ليس من السهل تصور الأمر، لكنه بإذن الله واقع، كما تدل على ذلك النصوص النبوية .

الأرض ستعود كما يقال إلى العصر الحجري ، و مليارات من البشر ستزول و تفنى ،و هذا سيكون

الهلاك الأكبر للقرى .

فتصور أخي أن ما تراه اليوم لما يسمى بأوربا لن يبقى منه إلا عاصمة إيطاليا روما ، و التي أدخر الله

لها العذاب إلى زمن قريب من نزول نبي الله عيسى عليه السلام .

إذاُ.. فسلسلة الهلاك ستبدأ قريبا و الله أعلم، و ستكون الأداة الأولى في تحقيق هذا الهلاك هي الصناعة

العسكرية الحديثة

لكن قبل ندخل في تفاصيل هذا الهلاك الذي سيرسله الله على الأرض ، لا بد لنا أن نذكر جزء من هذه

الأرض أختصه الله بميزة البقاء حتى النفخ بالصور ، حيث لن يكون هناك بشر إلا فيها .

إنها أرض (الشام) أرض الخلافة القادمة و أرض المؤمنين ،حيث سيجتمع

فيها معظم إن لم يكن كل مؤمني الأرض ، لأنها ستكون المنطقة شبه الوحيدة التي ستكون قابلة للحياة .

فكيف يبدأ هذا الهلاك و بمن سيلحق ؟؟

تعلمون أن دعوة الإسلام اليوم قد بلغت مشارق الأرض و مغاربه، و ليس من العسير اليوم على أي مخلوق

كان و من أي ملة أن يتعرف على هذا الدين ، فالمسلمين اليوم يعيشون في أغلب دول العالم.

و فوق ذلك فالمؤلفات و الكتب التي تتحدث عن الإسلام موجودة و متاحة لكل من يرغب بالتعرف

على هذا الدين ،فوسائل العلم كانت وبال على أهل الأرض فقد بلغت كلمة الله عبرها مسامع

أهل الأرض شرقا و غربا، و كان عجائب الأمور أن حرب الكفر على الإسلام قد دفعت الآلاف من الناس

للنظر في هذا الدين ، أما الذين لم يشأ الله لهم الهداية فما زادهم هذا الأمر إلا نفور .

فالجميع اليوم يتحدث عن الإسلام بين داعية و حاقد ، و كل هذا الأمر لا يصب في مصلحة الكفار

و المنافقين ، فببلوغ كلمة الحق إلى كل من على ظهر الأرض و مقابلتهم لها بالجحود و الكفر ،

يعني أنهم قد استجلبوا على أنفسهم الويل و الثبور .

***

يعتقد الكثير من الناس أننا اليوم نعيش اللحظات قبل الأخيرة من نهاية عمر هذه الأمة ، و إعتقادهم

هذا يأتي في سياق حديثهم عن أننا على أبواب الزمن الذي سيخرج فيه المهدي ، الذي سيسبق

عيسى عليه السلام ، و بالتالي فهم ينتظرون نزول عيسى عليه السلام بعد عقد أو عقدين على الأكثر،

بل أن البعض يقسم بأنه لا يفصلنا عن هذا المهدي سوى موت الملك فهد .

و الصحيح أننا في أيام خداعات، يكاد الحليم أن يصبح فيهن حيران ، و لا عصمة لنا إلا بكتاب الله

و سنة رسوله .

أيها الأخوة : يقول رسولكم محمد صلى الله عليه و سلم :


( 3156 ) ( الصحيحة )

((إذا ظهر السوء في الأرض أنزل الله بأهل الأرض بأسه. قالت [ عائشة ]: وفيهم أهل طاعة الله
عز وجل ؟ ! قال: نعم ، ثم يصيرون إلى رحمة الله تعالى))


صحيح الترغيب والترهيب -المجلد الثاني-21 كتاب الحدود وغيرها 1
2312 ( صحيح لغيره )

((وعن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله إن الله أنزل سطوته بأهل الأرض وفيهم الصالحون فيهلكون بهلاكهم فقال يا عائشة إن الله عز وجل إذا أنزل سطوته بأهل نقمته وفيهم الصالحون فيصيرون
معهم ثم يبعثون على نياتهم))
رواه ابن حبان في صحيحه


***

لاحظوا الوعيد الذي ينذرنا به رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم

إذا ظهر السوء ! !! فهل ظهر السوء في أهل الأرض ؟؟؟!!!!!!!!

و هل بقي هناك سوء لم يرتكبه أهل الأرض ؟؟

فما هو بأس الله الذي يحذرنا منه رسول الله صلى الله عليه و سلم، و الذي جاء بشكل عام و مفتوح

لكل أهل الأرض عربهم و عجمهم .


بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا
تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ
أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45) الأنعام


بسم الله الرحمن الرحيم
أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ (97) أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى
وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ ا
لأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ (100) الأعراف



هذا بأس الله ، و هذا وعيده لمن كفر و ظلم .

نعم أيها الأخوة العذاب آت لا محالة ، و مخطئ كل من يعتقد أن نهاية ما نراه اليوم من أحداث دامية

هي قمة الهرم ، و أن هذه الأحداث ستنتهي بين ليلة و ضحاها بظهورالمهدي ليحسم المعركة لصالحنا

لكن أقول و أنا وثق مما أقول لكم ، أن المهدى أو الخليفة الذي سيحكم هذه الأمة على منهاج النبوة

لن يظهر قبل أن تصبح أغلب الأرض غير قابلة للسكنى ، مصداقا لقوله تعالى:


بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40) أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي
الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41) وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن
قَبْلِهِمْ فَلِلّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42) الرعد



هذه الآيات من سورة الرعد فيها وعيد شديد لأهل الأرض، فإنقاص الأرض من أطرافها

لا يعني موت العلماء في تلك الأطراف ، لأنه لم يكن في تلك الأطراف من العلماء أحد ، و قد أختلف

العلماء في تفسير هذه الآية:

و كان لأبن عباس فيه أكثر من قول ،أحدها هو : خراب الأرض حتى يكون العمران في ناحية منها.

وعن مجاهد ، "نقصانها ": خرابها وموت أهلها

فالناظر لخارطة العالم يجد أن طرف الأرض اليسار هي قارة أمريكا، و طرفها اليمن هو القسم

الشرقي لروسيا ، بالإضافة إلى الصين و اليابان و سنغفورة و أسترالية .

هذه الآيات من سورة الرعد سبقت بالآيات التالية من بداية السورة

بسم الله الرحمن الرحيم
لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ
وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ (11) هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا
وَيُنْشِىءُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12) وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا
مَن يَشَاء وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (13) الرعد


الرعد الذي نسمع صوته و نحن في لهو و لعب ، كان الصحابة و التابعين يعتريهم الخوف لسماع صوته .


صحيح الأدب المفرد 269 باب إذا سمع الرعد - 300
560/723 ( صحيح )

((عن عبد الله بن الزبير: أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث ، وقال: "" سبحان الذي ? يسبح الرعد
بحمده . والملائكة من خيفته? ، [ الرعد: 13 ] ثم يقول: "" إن هذا لوعيد شديد لأهل الأرض "" .


نعم إنه وعيد شديد لأهل الأرض ، فالخسف بالصواعق قادم لا محالة بين يدي الساعة


مجمع الزوائد ج: 7 ص: 289

(عن جرير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرع الأرض خرابا يسراها ثم يمناها)
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حفص بن عمر بن صباح الرقي وثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح


مصنف ابن أبي شيبة ج: 7 ص: 256

( 35831 حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل عن قيس عن جرير أنه قال :أول الأرض خرابا يسراها
ثم تتبعها يمناها والمحشر ها هنا وأنا بالأثر )


الخراب على دفعات آخرها الحشر إلى الشام

***

حال اْمتي
12-04-2007, 11:10 PM
****



هــــــام جــــــداً


قبل أن أنتقل في الحديث إلى تفاصيل ما تقدم، أود أن أعلق على أمراً هام جدا يغفل عنه الكثير،

و هو من الأهمية بحيث يرتبط به مصير أبناء هذا الجيل.

أخوتي الأفاضل : أحبتي في الله

من حقكم على أن أحذركم من أمور عظام قادمة، ستذوب فيها قلوب الرجال كما يذوب الملح في الماء.

أخوتي قد لا يتيسر لي و لكم الحديث عن هذا الأمر مرة أخرى ، فانتبهوا يا مسلمي العرب خصوصا

أخوتي : نعيش اليوم دجلاً إعلاميا عظيم فاحذروا من كل شيء ، لا تسوقنكم الدعوات التي تخرج

من هنا و هناك إلى مصير مجهول و فتنة ، يكون فيها الحليم كمن ولد بالأمس .

ما أنبأنا به رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم واقع لا محالة ، و لكن خطابي هذا لكل مؤمن يصدق

بما جاء به المصطفى من عند ربه :


صحيح البخاري ج: 3 ص: 1317

((3403 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني عروة بن الزبير أن زينب بنت أبي
سلمة حدثته أن أم حبيبة بنت أبي سفيان حدثتها عن زينب بنت جحش ثم أن النبي صلى الله عليه وسلم
دخل عليها فزعا يقول لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب ، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج
مثل هذا وحلق بإصبعه وبالتي تليها فقالت زينب فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم
إذا كثر الخبث))




إنه إنذار للمسلمين بعامة و للعرب بخاصة ، من فتنة عمياء صماء ستدور رحاها بين يدي الساعة،

أكثر من سيهلك بها , العرب ,

رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم يستفيق فزعا محمر الوجه، كما ورد في نص آخر، من هول

ما رأى من هذه الفتنة ، و نحن لاهين نكاد أن نسقط فيها ، بل أننا نوقد تحتها بألسنتنا من دون

أن نشعر ، يقول لأم المؤمنين و يل للعرب من شر قد أقترب ، فقد فتح من ردم يأجوج جزء بسيط

على شكل دائرة قطرها بضع سنتمتر .

قد يفهم البعض أن خوف الرسول على العرب كان سببه خروج يأجوج ، لكن هذا غير صحيح

و هذا لم تفهمه أم المؤمنين زينب رضي الله عنها ، لقد فهمت أن هذا الخوف هو نتيجة لفتن كائنة

قبل خروج يأجوج ، و طالما أن سدهم قد بدأ يتصدع، فهذا يعني اقتراب الفتن، و الويل للعرب

ثم لاحظ أخي رد حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم :

(نعم، إذا كثر الخبث )

و هذا يعيدنا إلى حديث السيدة عائشة رضي الله عنها عن نزول البلاء بأهل الأرض


صحيح ابن حبان ج: 15 ص: 98

((عن أبي هريرة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ثم ويل للعرب من شر قد اقترب
من فتنة عمياء صماء بكماء القاعد فيها خير والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من
الساعي ويل للساعي فيها من الله يوم القيامة))

***

""ويل للساعي فيها من الله""

فلا تكن أخي في الله أحد الساعين بهذه الفتنة، و قد استشرفت وأطل زمانها ، و كن فيها كما

أمرك رسولك محمد صلى الله عليه و سلم ، كف يدك تنل الفلاح و لا تغمسها فتحرقك نارها :


مشكاة المصابيح-المجلد الثالث- كتاب الفتن- الفصل الأول
5404 [ 26 ] ( صحيح )

( وعن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "" ويل للعرب من شر قد اقترب ،
أفلح من كف يده ) . رواه أبو داود .

***

أخوتي في الله عليكم بأنفسكم و أهليكم و من تعولون ، و ابذلوا النصح فأن أبت الناس إلا أتباع

الهوى فعليك بخاصة نفسك ، أدخل بيتك و أنتظر منيتك ، فالمهدى لن يخرج حتى يأذن الله .

فإن قيض الله لك الجهاد ففر بنفسك و أهلك إلى أرض الجهاد ، و لا تبقى بأرض يتقاتل المسلمون فيها

على الدنيا و زهرتها فإنها لن تغنيك من الله شيء .

و أعلم أخي أننا في زمن فرعون و سحرته ، فلا تغرنك التقرير و الصور و البيانات التي لا يعرف

بحق قائلها و مروجها ، و أحذر من سلاطين الأرض ، فأنهم من دعاة جهنم فلا يستفزوك، فزوال

الدنيا ألف مرة خيرا من زوال الدين .


صحيح الجامع الصغير -المجلد الأول
94 ( صحيح )
(أتزعمون أني من آخركم وفاة ؟ ألا و إني من أولكم وفاة و تتبعوني أفنادا يقتل بعضكم بعضا)



الأمر يطول لو أردت أيراد النصوص التي تحذر المسلمين من الولوج في هذه الفتنة ،

لكن أكتفي بما تقدم مُشهدا الله أني قد بلغتكم و نصحتكم

اللهم أشهد, اللهم أشهد

***

حال اْمتي
12-04-2007, 11:12 PM
عودة لبقية الموضوع


أتحدث بهذا البحث بشكل مفتوح ليدرك المقصود من وراءه كل من يقرأه ، و لم أشأ أن أحدد أنواع

العذاب التي ستنزل بالناس كما جاء في السنة وفقا للترتيب الزمني لها ، لكن من غير شك أن نصيب

الأرض من هذا العذاب سيكون بشكل أوفر ، بسبب التقانة التي تعلمها البشر فظنوا أنهم قد أصبحوا

بها أربابا من دون الله.


بسم الله الرحمن الرحيم
( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)
قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ(42 ) الروم


أيها الأخوة الآيات السابقة من سورة الروم تحذر الناس من المصير الذي ينتظرهم، ليس لأنهم قد

أخطئوا في استخدام ما عملته أيديهم من تقانة فحسب ، بل لأنها زادتهم كبرا و تعظما على الله

الذي منحهم هذا العلم ، و نسوا ما أصاب الأمم التي سبقتهم لما عتت و تجبرت .

وربما قد لاحظت أخي في الآيات السابقات ، أن الفساد في الأرض هو الجالب لغضب الله، و هو ذات

الفساد الذي حذرنا منه رسولنا صلى الله عليه و سلم في النصوص النبوية السابقة .

لقد انساقت الناس خلف الشهوات ، و زينت لهم أنفسهم من الفساد و العهر، حتى بزوا به جميع الأمم

السابقة ، كل هذا و لم ينتهي شيطانهم و لم يكتفي ، بل راح يزين لهم أن يطفئوا نور الله على الأرض ،

و لكن هيهات .


بسم الله الرحمن الرحيم
يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ
رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) التوبة


الغرب الكافر هو من صنع هذه التقانة ليحارب بها الله ، و من الطبيعي أن يكونوا أكثر الهالكين بسببها

فهم منشأ الفساد و الداء العضال الذي تصعب البراءة منه.

البعض يستبعد هذا الاحتمال ، لأنه يعتقد أن الوصول إلى هذه الحال يعني انعدام الحياة على الجزء الأعظم

من الأرض .!!

أقول: ما المانع من ذلك أخي؟

فهل أشفق الله على قوم نوح حين أهلكهم ؟

و هل أشفق على بقية الأمم الكافرة حين أهلكها ؟

لا يا أخوتي إننا بذلك لا نقدر الله حق قدره، إن الله يغضب و يغار على محارمه التي تنتهكها البشرية

على الأرض و كنها قطيع من البهائم ، شذوذ ، و نكاح محارم، و خمور، و دعارة، و ربا، في كل مكان

أخبار تظهر كل يوم هنا و هناك عن أساليب الحرب على الله ، حتى بتنا نسمع عن أعراس الشذوذ

في أطهر الأماكن على الأرض .

فهل تريدون أن يشفق الله على أهل الأرض بعد كل هذا؟

و الله لو تزلزلت الأرض بأهلها حتى أهلكتهم لما كان ذلك عليهم بكثير !


لكن أريد أن أضرب لكم مثالا يؤكد ما ذهبت إليه و يرينا كيف يحفظ الله ما يريد من الأرض .

أريد الحديث اليوم عن الشام تحديدا ، لأنها أرض الخلافة القادمة . بإذن الله




تعلمون أن النصوص التي وردت في فضل الشام و مناقبه كثيرا جدا و متواترة ، و لكن البعض ينظر

إليها بعين الريب و التساؤل ، و قد لاحظت هذا الأمر في أكثر من موضوع قد طرح بهذا الشأن .

و السبب عائد أولا لعدم انقيادنا المطلق لقال الله و قال رسول الله، و من ثم نظرتنا السطحية

للنصوص و الأحاديث .

مما لا شك فيه أن الوضع اليوم في الشام، و أقصد الشام بمعناها الواسع ، و ليس بمعناها الخاص

هذا الوضع السيئ ، هو الذي يجعل البعض ينظرون إلى هذه النصوص تلك النظرة التي تحمل معها

العديد من الأسئلة ، لكن يا أخي تقرأ النصوص دائما بالعموم المطلق ، فليس في جميع حياة الأمة

الإسلامية يكون أهل الشام هم خير الأمة .

و نحن لا نريد أن ندخل في سجال أو بحث طويل ، نستعرض من خلاله فضائل الأقطار الإسلامية ،

فلكل منها دوره .

دعونا من كل ذلك ، ولننظر بتمعن لبعض ما ورد من نصوص نبوية تخص الشام .

أعلموا أخوتي أن الله قد خص هذه الأرض بخصائص و ميزات ستمتاز بها هذه الأرض في العقود

الأخيرة من حياة هذه الأمة ، و التي نوجز بعضها بما يلي :


الأمر الأول : لقد أختص الله بأن تكون هذه الأرض عقر دار المؤمنين آخر الزمن ،
و هذا يعني اجتماعهم فيها في ذلك الوقت .

الأمر الثاني : هو أن الله قد حماها من الفتن و جعلها دارا للإيمان في ذلك الزمان،
حيث ستكون بقية الأقطار الإسلامية مرتع للفتن و الفوضى .

الأمر الثالث : ستكون هذه الأرض دارا للجهاد و موطن للطائفة المنصورة في زمن
تكون فيه بقية الأقطار بالوصف الذي أسلفته سابقا.

الأمر الرابع : و هو المهم ،، هذه الأرض بدرع رباني مضاد لأسلحة الدمار الشامل،
و لأي شيء يمكنه أن يتلف الحياة أو الأرض بشكل عام على أرض الشام 0



و بالتالي و في زمن ستكون كل جميع البلاد دون استثناء معرضة لوسائل التدمير الشامل، ستكون

الشام و من فيها في مأمن من كل هذا و ذاك .

فما هو هذا الدرع الرباني الذي يحمي الشام ؟

كما تعلمون أن رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم ، قد بين لنا ما ينفعنا في ديننا و دنيانا ،

أما بخصوص الدين، فقد تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك.

و أما بخصوص الدنيا ، فيهمنا من هذا الأمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد بين لنا مناقب

الأرض ، و نصح كل من سأله الخيرة أن يذهب إلى الشام .

فلماذا الشام دون غيرها ؟؟

تعلمون أيها الأخوة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد بين لنا أن هناك بعض المناطق التي تحميها

الملائكة من بعض المخاطر التي قد تحدق بها ، و من تلك المناطق المدينة المنورة و مكة .


سلسة الأحاديث الصحيحة - المجلد السابع 1
( 3081 ) ( الصحيحة )

(( نعمت الأرض المدينة إذا خرج الدجال على كل نقب من أنقابها ملك لا يدخلها ، فإذا كان كذلك
رجفت المدينة بأهلها ثلاث رجفات لا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه ، وأكثر - يعني - من يخرج
إليه النساء ، وذلك يوم التخليص وذلك يوم تنفي المدينة الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد ، يكون معه
سبعون ألفا من اليهود ، على كل رجل منهم ساج وسيف محلى ، فتضرب قبته بهذا الضرب الذي عند
مجتمع السيول ))


سلسة الأحاديث الصحيحة - المجلد السابع 1
: ( 3084 ) ( الصحيحة )

(( إن الدجال يطوي الأرض كلها إلا مكة والمدينة ، فيأتي المدينة فيجد بكل نقب من أنقابها صفوفا
من الملائكة ، فيأتي سبخة الجرف ، فيضرب رواقة ، ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات ، فيخرج إليه كل
منافق ومنافقة))


***

نعمت الأرض المدينة إذا خرج الدجال ، لماذا يا رسول الله ؟؟

لأن الدجال سيجد على كل نقب من أنقابها ملك أو صف من الملائكة شاهرين السيوف يمنعونه من دخولها

إذا..ُ كل أرض و كل قرية سيطئها الدجال إلا مكة و المدينة ، و السبب أن ملائكة الرحمن تحرسها منه

فماذا يقول رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم بخصوص الشام ؟


فضائل الشام ودمشق- 1 ( صحيح )

(( عن زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
يا طوبى للشام! يا طوبى للشام ! يا طوبى للشام!قالوا: يا رسول الله وبم ذلك ؟ قال: تلك ملائكة الله
باسطوا أجنحتها على الشام ))


سنن الترمذي 46- كِتَاب الْمَنَاقِبِ 3954 ( صحيح )

((حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا وهب بن جرير ، حدثنا أبي قال : سمعت يحيى بن أيوب يحدث
عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة عن زيد بن ثابت ، قال: كنا عند رسول الله صلى
الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : طوبى للشام، فقلنا :
لأي ذلك يا رسول الله ؟ ! قال: لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها)).



إذاً.. يا طوبا للشام !!! لماذا يا رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟

لأن الملائكة قد بسطت أجنحتها فوق الشام .

لماذا فوق الشام و ليس على أنقابها كحال المدينة ؟

لأن الخطر قادم من السماء ، و أرض الشام تحتاج إلى درع ملائكي يحميها من السموم التي يمكن

أن تأتيها عبر السماء .

ما رأيكم ما هو الخطر الذي يتهدد الشام حتى يرسل الله ملائكته ليبسطوا أجنحتهم فوقها لتحميها

من كل سوء ؟

يكفينا أن نعلم أن الشام ستكون دار هجرة جديدة ، و دار خلافة على منهاج النبوة

بعد انقطاعها أربعة عشر قرنا ، و إنها دار المؤمنين و أرض الملحمة ، و فيها المحشر و المنشر .


***

حال اْمتي
12-04-2007, 11:14 PM
و الآن نعود لإكمال الحديث عن بقية الأحداث و نتائج الصراع الكائن قبل الخلافة

*****


استحلال الحرم و حرقه



كان آخر حديثنا في نهاية الفصل السابق , عن الإلحاد في الحرم كعلامة دالة على هلاك العرب

و نتكلم الآن بحول الله عن هذه العلامة بشيء من التفصيل ، فمسألة حرق الحرم أو هدمه ليست بالمسألة

العابرة ، فعند وصول المسلمين إلى هذا الحال فأهرب من الأرض فقد أدركتك الفتن و أصبح باطن

الأرض خيرا من ظاهرها .


سلسة الأحاديث الصحيحة المجلد السادس 1 2743 ( الصحيحة )

((يبايع لرجل بين الركن والمقام ، ولن يستحل البيت إلا أهله ، فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب ، ثم تأتي الحبشة فيخربونه خرابا لا يعمر بعده أبدا ، وهم الذين يستخرجون كنزه .))



ثلاث أحداث متعاقبة يصفها الحديث ،و كأن إحداها علامة للتي بعدها .

مما لا شك فيه أن آخر حدث يتعرض له الحرم هو هدم الحبش له ، و ذلك آخر الزمان حيث لا يوجد على

الأرض من يقول لا إله إلا الله ،أي بعد أن تذهب الريح الطيبة بأرواح المؤمنين ثم لا يبقى على الأرض غير

شرارها .. لكن النص السابق يسبقه حدوثا يبدأ :


1) ببيعة رجل بين الركن و المقام

2) استحلال الحرم

3) فتنة تأتي على صريح العرب أجارنا الله منها


لقد وقع الحدث الأول منذ أكثر من ربع قرن ، ثم تم استحلال الحرم ، بقي الحدث الأخير

لكن أن لا أجزم بأن هذا الاستحلال الذي وقع في حادثة جهيمان هو المقصود في النص و إن كنت أجزم

بأن المقصود بالبيعة هي الحادثة بعينها ، إلا إذا تكررت هذه الحادثة مرة أخرى في السنوات القليلة

القادمة .

لماذا أعتبر أن الاستحلال المقصود لم يقع بعد ؟؟؟

لآن النصوص و الآثار التي بين أيدينا تشير و تؤكد إلى أن بيت الله الحرام سيتعرض للحرق و الهدم

إذا توفرت علامات معينة تذكرها النصوص ، و قد تحققت هذا العلامات بمجملها .

نبدأ بهذا النص النبوي الصحيح :


رواه الطبراني و رجاله ثقات

(19563‏- ‏ حَدَّثَنَا عُبَيْدٌ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيُّ، عَنْ سَعْدِ بن أَوْسٍ، عَنْ بِلالِ بن يَحْيَى الْعَنْسِيِّ، عَنْ ميْمُونة، قَالَتْ: قَالَ لَنَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ:كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا مَرْجَ الدِّينُ،
وَظَهَرَتِ الرَّعِيَّةُ، وَاخْتَلَفَتِ الأَخْبَارُ، وَحُرِّقَ الْبَيْتُ الْعَتِيقُ؟. )


رواه الطبراني

(19513‏- ‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن زُهَيْرٍ التُّسْتَرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بن عُثْمَانَ بن كَرَامَةَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بن مُوسَى،
عَنْ سَعْدِ بن أَوْسٍ، عَنْ بِلالِ بن يَحْيَى، عَنْ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ:
مَا أَنْتُمْ إِذَا مَرَجَ الدِّينُ، وَسُفِكَ الدَّمُ، وَظَهَرَتِ الزِّينَةُ، وَشَرُفَ الْبُنْيَانُ، وَاخْتَلَفَ الأَخَوَانُ، وَحُرِّقَ الْبَيْتُ الْعَتِيقُ).


مسند أحمد ج: 6 ص: 333 و رجاله ثقات

(26872 حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا محمد بن عبد الله بن الزبير أبو أحمد الزبيري قال ثنا
سعد بن أوس عن بلال العبسي عن ميمونة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذات يوم
كيف أنتم إذا مرج الدين وظهرت الرغبة واختلفت الأخوان وحرق البيت العتيق)



1) مرج الدين
2) ظهرت الرعية
3) اختلفت الأخبار
4) و سفك الدم
5) و ظهرت الزينة
6) و شرف البنيان
7) و اختلفت الإخوان
8) و ظهرت الرغبة
9) و حرق البيت العتيق


ثمان علامات .. وقوعها يشير إلى اقتراب وقوع الحدث الجلل، و الذي هو حرق البيت العتيق

و سنرى بعد قليل علامات أخرى تؤكد أن وقوع هذا الحدث قد بات قاب قوسين أو أدنى


1) مرج الدين


لسان العرب ج: 2 ص: 365

(و مَرِجَ الأَمرُ مَرَجاً، فهو مارِجٌ و مَرِيجٌ: الْتَبَسَ واخْتَلَطَ. وفـي التنزيل: فهم فـي أَمْرٍ مَرِيجٍ ؛ يقول:
فـي ضلالٍ؛ وقال أَبو إِسحق: فـي أَمرٍ مُخْتَلِفٍ مُلْتَبِسٍ علـيهم، يقولون للنبـي: ، مرّة ساحِرٌ، ومرَّة شاعِرُ،
ومرّة مُعَلّـمٌ مـجنونٌ، وهذا الدلـيل علـى أَن قوله مَرِيجٌ: مُلْتَبِس علـيهم. وروي عن النبـي : كيف أَنتم إِذا
مَرِجَ الدينُ فَظَهَرَتِ الرَّغْبَةُ، واختلف الأَخَوَانِ، وحُرِّقَ البـيتُ العتـيقُ؟ وفـي حديث آخر: أَنه قال لعبد الله:
كيف أَنت إِذا بَقِـيتَ فـي حُثالةٍ من الناس، قد مَرِجَتْ عُهُودُهم وأَماناتُهم؟ أَي اختلطت؛ ومعنى قوله مَرِجَ الدينُ: اضْطَرَبَ والتَبَسَ الـمَخْرَجُ فـيه، وكذلك مَرَجُ العُهُودِ: اضْطِرابُها وقِلَّةُ الوفاء بها؛ وأَصل الـمَرَجِ القَلَقُ. وأَمْرٌ مَرِيجٌ أَي مختلِطٌ. وغُصْن مَرِيجٌ: مُلْتَوٍ مُشْتبك، قد التبست شَناغيبه؛ قال الهذلـي: فَجَالَتْ فالتَمَسْتُ به حَشاها فَخَرَّ كأَنه غُصنٌ مَرِيجُ وفـي التهذيب: خُوطٌ مَرِيجٌ أَي غُصنٌ له شُعَبٌ قِصارٌ قد التبست. و مَرَجَ أَمْرَه يَمْرُجُه: ضَيَّعه. ورجل مِـمْراجٌ: يَمْرُجُ أُمورَه ولا يُحْكِمُها. و مَرِجَ العَهْدُ والأَمانةُ والدِّينُ: فَسَدَ؛ قال أَبو دُواد: مَرِجَ الدِّينُ، فأَعْدَدْتُ لَه مُشْرِفَ الـحارِكِ مَـحْبُوكَ الكَتَدْ و أَمْرَجَ عَهْدَهُ: لـم يَفِ به. و مَرِجَ الناسُ: اختلطوا. و مَرِجَتْ أَماناتُ الناس: فسدت. و مَرِجَ الدِّينُ والأَمرُ: اخْتَلَطَ واضْطَرَبَ؛ ومنه الهَرْجُ و الـمَرْجُ. ويقال: إنما يسكن الـمَرْجُ لأَجل الهَرْجِ، ازْدِواجاً للكلام. و الـمَرَجُ: الفِتْنَةُ الـمُشْكِلةُ. و الـمَرَجُ: الفسادُ. وفـي الـحديث: كيف أَنتم إِذا مَرِجَ الدَّينُ؟ أَي فَسَدَ وقَلِقَتْ أَسْبَابُهُ. و الـمَرْجُ الـخَـلْطُ. و مَرَجَ الله البحرَيْنِ العذْبَ والـمِلْـحَ: خَـلَطَهما حتـى التقـيا. الفراء فـي قوله عز وجل: مرج البحرين يلتقـيان)


لسان العرب ج: 1 ص: 422

(ورُوي عن النبـي، أَنّه قال: كيفَ أَنتُم إِذا مَرِجَ الدِّينُ، وظَهَرتِ الرَّغْبة ؟ وقوله: ظَهَرَتِ الرَّغْبةُ أَي كثُر
السُّؤال وقَلَّتِ العِفَّة، ومَعْنَى ظُهورِ الرَّغْبة: الـحِرْصُ علـى الـجَمْع، مع مَنْع الـحَقِّ. رَغِب يَرْغَبُ رَغْبة إِذا
حَرَصَ علـى الشيء، وطَمِع فـيه. و الرَّغْبة: السُّؤالُ والطَّمَع. و أَرْغَبَنـي فـي الشَّيءِ و رَغَّبَنِـي، بمعنًى.
و رَغَّبَه: أَعْطاه ما رَغِبَ؛)


***

إذاً.. فمرج الدين يعني أضطرب و التبس المخرج فيه ، منذ بداية الدعوة الإسلامية لم يحدث هذا الاضطراب

الذي نلاحظه اليوم .

كانت هناك حوادث أختلقها أهل الأهواء و البدع، لكن فيما بخص أهل السنة فالموقف كان دائما واضحا

و جلي ، لكن في هذه المرحلة الصعبة أنقسم أهل السنة بعضهم على بعض، و ظهرت الخلافات حتى ليحار

المؤمن في تلمس الحق ،إنه زمن الطائفة المنصورة ، الفئة القليلة التي تقاتل في بحر من الظلمات و طوفان

من الفتن التي تجعل الحليم حيران .

***

2) ظهرت الرعية

لا أجد لها إلا معنى واحد ، كما تعلمون أن السلطان ظاهر و قاهر لرعيته ، فظهور الرعية يعني خروجهم

على السلطان و قهره .و الله أعلم


***

اختلفت الأخبار , و اختلفت الإخوان


و هو أن يرد في الحدث الواحد أكثر من نبأ ، و هذا يشير إلى التظليل الإعلامي الذي تسيطر عليه

الصهيونية العالمية ، فكما تعلمون فلكل حدث حقيقة واحدة، أما في عصرنا فلكل حدث ألف وجه ،

و لا يمكن الوصول إلى الصحيح .

لماذا ؟؟ لأن الأخبار التي تشغل المسلمين تحاك من قبل أعدآءهم، فمن أين لها الصحة ؟

لقد مزقت آلة الكذب و التظليل و الدجل الإعلامي المسلمين اليوم شر ممزق ، و جعلتهم طوائف متناحرة

و متنافرة فيما بينها .


***

سفكت الدماء


لا يحتاج هذا الأمر إلى شرح و تفصيل، فعصرنا هذا هو عصر سفك الدماء ، و تقتيل المسلمين

سواء من الداخل أو من الخارج ، فكلها أوجه لعدو واحد .


***

ظهرت الزينة , و شرفت البنيان , و ظهرت الرغبة


مصنف ابن أبي شيبة ج: 6 ص: 149

( 30237 حدثنا عبيد الله عن عبد الحميد بن جعفر عن سفيان عن أبي إسحاق قال قال :
أبو ذر إذا زوقتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدمار عليكم )


حلية الأولياء ج: 1 ص: 383

( حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الفرج بن فضالة عن أبي سعيد
عن أبي هريرة قال إذا زوقتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدمار عليكم)


ظهور الزينة ليس حكرا على كتاب الله وحده ، بل أمتد إلى كافة مناحي الحياة ، في البيت و الشارع

في كل مكان، صور و نقوش و زخارف و أبنية مرتفعة عمت الأرض كلها في سابقة لم تحدث على

الأرض من قبل بهذا الشمول و بهذا القدر .

المسألة لا تتعلق بالطبع بحرمة هذا الشيء أو عدمه ، لكنها تعطي صورة واضحة لانشغال الناس بالدنيا و

حطامها ، حتى أنساهم خالقهم ، و في الحديث النبوي الصحيح و الذي يصف فيه المسلمين بالغثاء ،

يشير الرسول صلى الله عليه و سلم إلى الداء أيضا ، و هي الدنيا .

كيف لا ، و رسول الله يقول لمن شغل نفسه بالزراعة و أدوات الزراعة ، بأنه قد أدخل على نفسه الذل


صحيح البخاري

(2321 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الْحِمْصِىُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
زِيَادٍ الأَلْهَانِىُّ عَنْ أَبِى أُمَامَةَ الْبَاهِلِىِّ ، قَالَ - وَرَأَى سِكَّةً وَشَيْئاً مِنْ آلَةِ الْحَرْثِ ، فَقَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ
يَقُولُ « لاَ يَدْخُلُ هَذَا بَيْتَ قَوْمٍ إِلاَّ أُدْخِلَهُ الذُّلُّ)


و يقول في نص صحيح آخر

(إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلا
لاينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم).


إذا.. الانشغال بالدنيا سبيل إلى الذل ، لأنها طريق إلى هجر دين الله ، فالإشارات التي مرت معنا

سابقا ، هي إشارات أو دلالات لوقوع أحداث في الأمة أكبر من مسألة ظهور البنيان أو تزويق المصاحف .

إنها مسألة ذل استشرى بالأمة جعل كلاب الدنيا تتناهشها ، مما سيفجر فتنة و صراعا دموي

لا يعلم إلا الله كيف ستئول الأمور خلاله.


مصنف ابن أبي شيبة ج: 7 ص: 461 أسناده صحيح

(حدثنا غندر عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه قال كنت آخذا بلجام دابة عبد الله بن عمرو فقال :
كيف أنتم إذا هدمتم البيت فلم تدعوا حجرا على حجر قالوا ونحن على الإسلام قال وأنتم على الإسلام،
قال ثم ماذا قال ثم يبنى أحسن ما كان فإذا رأيت مكة كظائم ورأيت البناء يعلو رءوس الجبال
فاعلم أن الأمر قد أظلك)



إذا رأيت مكة كظائم ، و الكظامة : هي السقاية ، و هي معروفة قديما عند أهل مكة

و هي آبار تحفر بشكل متباعد ثم يشق فيما بينها بقنوات ، و هي اليوم كناية عن أنابيب الماء

و كثرته في شوارع مكة.


لقد بني المسجد كأحسن ما يكون ، و علت البيوت الجبال ، و ها هي مكة كظائم ، و قد ظهرت الزينة

و مرج الدين ، و أختلف الإخوان فيما بينهم ، و اختلفت الأخبار ، و ظهرت الرغبة ، و تسلط على المسلمين

الذل ، فنسأل الله العافية ، و نسأله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن

اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي


***

حال اْمتي
12-04-2007, 11:16 PM
ـ


الفصل الثالث : فتح بيت المقدس



قبل أن أبد الحديث عن فتح بيت المقدس ،أعود و أذكر أننا تكلمنا في الفصل السابق

عن أهم الأحداث و محطات الصراع الكائنة في نهاية عصر الجور ، و تركت الحديث عن محطات

هامة أخرى ، نظرا لتناولها و بشيء من التفصيل في فصول سابقة من هذه المحطات :


1) القتال على الذهب

2) الفوضى الناتجة عن خلو المنطقة من قوة مركزية مسيطرة ، و التي ستنتهي إن شاء الله

بقدوم الرايات السود .

ننتقل الآن إلى أهم الأحداث الممهدة للخلافة





فتح بيت المقدس


لا أحد يعلم سوى الله الظروف المحيطة بهذا الحدث المهم ، و لا أحد أيضا يعلم تاريخ حدوثه

و لا الظروف التي ستسبق هذا الحدث ، و التي ستكون دون شك عامل حسم في هذه المعركة

النصوص النبوية لم تذكر هذا الحدث أو بالأحرى لم تصلنا النصوص التي تتكلم عن هذا الحدث

و لا يعلم إلا الله سبب هذا الأمر .

بعكس القرآن الكريم و الذي ذكر هذا الحدث في سورة الإسراء دون تفصيل ، و هذا ما جعل المفسرين

يعتقدون بأن الأحداث المذكورة في سورة الإسراء كائنة في الأزمنة الغابرة .

نحن نعلم قطعا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد ذكر هذه الحادثة بتفاصيلها ، لكن مشيئة الله

أن لا تنتشر هذه النصوص بين المسلمين حتى ماتت بموت من سمعها ؟ لماذا ؟؟؟

هذا من حكمة الله و قدرته و تصريفه للأمور ، بحيث تقع الأحداث دون علم البشر بمجرياتها

فتصور أن هناك نصوص نبوية تتحدث عن الوقائع التي ستعيشها الأمة ، منذ بداية عصر الجور

و حتى تقوم دولة الخلافة ، فكيف ستكون حيات الناس و أفعالهم ؟

ستكون أفعالهم دون ريب ، عبارة عن ردات فعل متأثرة بهذه النصوص الغيبة، التي جعلت

من الحدث قدر لا مفر من حدوثه ، فتقف الأمة مبهوته لا قدرة لها على العمل أو التأثير .

أي أن النصوص سلبت الإنسان إرادته في إدارة الحدث


لن نستغرق في هذه المسألة ، فلها إن شاء الله مبحث خاص و الذي عنوانه
جهل مسلمي آخر الزمان بنصوص الملاحم و الفتن


***

على كل حال ، اليهود موعودين بمن يسومهم سوء العذاب


بسم الله الرحمن الرحيم
( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ
وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (لأعراف:167)


و صورة هذا العذاب موجودة في الآيات التي تحدثنا عنها في سورة الإسراء


بسم الله الرحمن الرحيم
( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ
وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً) (الاسراء:7)



و قد تكلمت في فصل سابق عن هذه الآيات الكريمات ، و التي تتكلم عن خزي و عار سيلحق هؤلاء

اليهود ، يتبع ذلك دخول بيت المقدس و تحديدا المسجد ، و لا أقصد البناء قطعا ، إنما أقصد المكان

المقدس الذي عليه المسجد ، و يجب أن نلحظ تركيز الآية على دخول المسجد .


و إن الحديث عن تتبير العلو قد جاء بعد دخول المسجد ، مما يعني أن استكمال العلو لبني إسرائيل

يكمن في تدنيس البقعة المقدسة للمسجد الأقصى و الله أعلم

و إن إساءة الوجه تكمن في إظهار زيف ما تدعيه الصهيونية و مؤسساتها الدنية بخصوص أنهم

شعب الله المختار ، و إن عودتهم هذه الأرض، و أمتلاكم للهيكل سيكون مشروع أبدي .

باختصار هذا الدخول لن يهدم الطموح اليهودي و حسب، بل سيهدم طموح مئات الملايين من النصارى

الذي يعولون كثيرا هذا المشروع الشيطاني الكاذب ، و قد يزيد الإساءة لهم ما قد يرافق هذا الفتح

من تأييد رباني واضح للمجاهدين ، إضافة إلى الخزي المادي الذي سيلحق اليهود من جراء هذا الفتح

حيث سيحكم فيهم إن شاء الله بحكم سعد بن معاذ الذي وافق حكم الله .



كما جاء في الحديث ( المتفق عليه)

( وعن أبي سعيد الخدري ، قال: لما نزلت بنو قريظة على حكم سعد بن معاذ ، بعث رسول الله
صلى الله عليه وسلم إليه فجاء على حمار ، فلما دنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"" قوموا إلى سيدكم "" فجاء فجلس ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن هؤلاء نزلوا
على حكمك . قال: فإني أحكم أن تقتل المقاتلة وأن تسبى الذرية . قال: لقد حكمت فيهم
بحكم الملك و في رواية أخرى بحكم الله )



طبعا أن مسألة الخزي و إساءة الوجه لا يُنظر منها كما قد يعتقد البعض ، أي فوائد عسكرية

تساهم في تعزيز الفتح نفسه .

ما أقصده أن الفائدة من هذه الإساءة هو حسم المعركة عالميا لصلح المسلمين ! كيف ؟؟؟

يجب أن تعلم أخي الفاضل أن الفتح القادم بإذن الله لن يكون معركة عسكرية بالمفهوم المتعارف

عليه للحروب ، معركة الفتح معركة ربانية أحد أطرافها جنود الله و صفوته على الأرض .

و الطرف الثاني أعداء الله و المؤمنين ، من اليهود و النصارى ، المعركة لن تكون في ظروف

عالمية طبيعية ، بمعنى أنها ستقع في وقت تكاد الحروب و تبعاتها أن تأتي على أهل الأرض .

بمعنى أن المعركة القادمة ستكون في زمن تكون جميع النظم الدولية التي نشاهدها اليوم عبارة

عن أثر بعد عين ، من بقي من البشر على الأرض ينتظرون الخلاص مهما تكن ملة الرجل الذي سيأتي به .

بمعنى أن ظهور المسلمين بهذا التأييد الرباني في منطقة عصمها الله من الخراب المدمر ، سيكون

بمثابة المنتصر الذي سيفرض شروطه في عالم شبه مدمر ، و للتوضيح أكثر :

لم يعد السلاح هو الذي يحدد دولة القطب الواحد المسيطرة على الأرض ، بل الماء و الغذاء هما

سيكونان السلاح الفتاك الذي سيُخضع العالم كله لدولة الخلافة الحديثة ، و التي تمتلك فوق كل

ذلك القوة اللازمة لحماية ما لديها من خيرات ، و التي سنتكلم عنها بعد قليل .

تبدأ الخلافة الإسلامية في بيت المقدس ، و يبايع لرجل من عترة رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم

في عصر بدأت فيه الحضارة التي جلبت الدمار على الأرض بالأفول ، ليبدأ من جديد

عصر السيف و الخيل , حيث تأتي سنوات حكم المهدي السبعة مليئة بالخصب و النماء، تصب السماء

قطرها ، و تخرج الأرض بركتها ، تنمو فيهن الأمة و تعظم .


سلسة الأحاديث الصحيحة المجلد الثاني -711 ( الصحيحة )

( يخرج في آخر أمتي المهدي ؛ يسقيه الله الغيث ، وتخرج الأرض نباتها ، ويعطي المال صحاحا ،
وتكثر الماشية ، وتعظم الأمة ، يعيش سبعا أو ثمانية . يعني: حجة ) .


كما تعلمون فقد شاع في معظم الأديان و الملل الحديث عن ( المخلص ) ، فلا تجد ملة إلا و تنتظر

هذا المخلص الذي سيظهر ملتهم على باقي الملل ، لكن نحن كمسلمين و أقصد أهل السنة طبعا

لا نشطح بمعتقداتنا و لا نقول على الله بغير علم ، و لا نغلو بالمهدي لنضاهي به بقيت الأديان و الملل

الباطلة ، لقد بشرنا حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم ، بأن الله سيبعث لهذه الأمة في زمن

ستملأ فيه الأرض بالظلم و العدوان ، رجل من عترة نبيه محمد صلى الله عليه و سلم

سيملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا و ظلما .



صحيح الجامع الصغير- المجلد الثاني- 5074 ( صحيح )

( لتملأن الأرض ظلما و عدوانا ثم ليخرجن رجل من أهل بيتي حتى يملأها قسطا و عدلا
كما ملئت ظلما و عدوانا)



طبعا و للأسف الشديد ، جرى شبه إجماع في الأمة دون اعتماد أي دليل صحيح و صريح

على أن هذا الخليفة المذكور في النصين السابقين، و أقصد ذلك الخليفة الذي سيملأ الأرض عدلا

هو الخليفة الذي سيكون في الزمن الذي سينزل فيه نبي الله عيسى عليه السلام إلى الأرض لقتل الدجال .

لأنهم و للأسف الشديد قد ربطوا بين الخليفة الصالح الذي سيهبط عيسى عليه السلام في زمانه،

و بين هذا الخليفة الذي سيملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت ظلما و عدوانا، دون أن يكون لديهم في ذلك

دليل صحيح و صريح .

و سأعمل إن شاء الله على تقويض هذه الفكرة الخاطئة ، مع وضع تصور صحيح للأحداث على ضوء

النصوص الصحيحة إن شاء الله .



***

حال اْمتي
12-04-2007, 11:20 PM
و سأعمل إن شاء الله على تقويض هذه الفكرة الخاطئة مع وضع تصور صحيح للأحداث

على ضوء النصوص الصحيحة إن شاء الله

***

لو رجعنا إلى النص الذي يتحدث عن الصفات التي تميز زمن هذا الخليفة المهدي.. ماذا نجد ؟

( يخرج في آخر أمتي المهدي ؛ يسقيه الله الغيث ، وتخرج الأرض نباتها ، ويعطي المال صحاحا
، وتكثر الماشية ، وتعظم الأمة ، يعيش سبعا أو ثمانية )


علما أن هذا الخليفة سيأتي في زمن ظلم و عدوان ،أي في زمن حروب و قهر و ظلم سيملأ الأرض .

فترة حكمه ستكون قياسية من حيث المدة ، سبع أو تسع سنوات لا أكثر ، لكن هذه السنوات ستكون

الأمة في نعمة لم تشهدها من قبل .


ـ سنن ابن ماجة 36- كِتَاب الْفِتَنِ بَاب الْكَفِّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ 4083 ( حسن )

(حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا محمد بن مروان العقيلي حدثنا عمارة بن أبي حفصة
عن زيد العمي عن أبي صديق الناجي عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
يكون في أمتي المهدي إن قصر فسبع وإلا فتسع فتنعم فيه أمتي نعمة لم ينعموا مثلها قط تؤتى
أكلها ولا تدخر منهم شيئا والمال يومئذ كدوس فيقوم الرجل فيقول يا مهدي أعطني فيقول خذ .)



مجمع الزوائد -الجزء الرابع

(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:"يَكُونُ فِي أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ، إِنْ قُصِرَ
فَسَبْعٌ وَإِلا فَثَمَانٍ، وَإِلا فَتِسْعٌ، تَنْعَمُ أُمَّتِي فِيهِ نِعْمَةً لَمْ يَنْعَمُوا مِثَلَـهَا، يُرْسِلُ اللَّهُ السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا،
وَلا تَدَّخِرُ الأَرْضُ بِشَيْءٍ مِـنَ النَّبَـاتِ وَالْمَـالُ كُدُوسٌ يَقُومُ الرَّجُلُ، فَيَقُولُ: يَا مَهْدِيُّ، أَعْطِنِي فَيَقُولُ: خُذْ)
رواه الطبري في الأوسط و رجاله ثقات


1) يسقيه الله الغيث

2) لا تدخر الأرض من أكلها شيء

3 ) المال كدوس أي جم كثير

4 ) تعظم الأمة أي يزيد عددها

5) تكثر الماشية


كل هذه الصفات تؤكد على ميزة زمن الخلافة الراشدة ، لكن تعلمون أن الأرض اليوم تشهد تقدم

زراعي هائل، فالهكتار الواحد من الأرض يعطي أضعاف ما كان تعطيه عشرات الهكتارات

فيما مضى ، و كذلك الأمر بالنسبة للمواشي ، خصوصا منها التي تخص التغذية البشرية .

فماذا يعني أن يبشر الله الأمة بهذه الميزات في عصر المهدي ؟

و ما الذي يجعل الأمة تعظم و تزيد في سبع سنوات ؟؟؟

إنه القحط و الجفاف و موت الأرض في أكثر بقاع العالم ، نتيجة للحرب المدمرة و التي ستسبق

عصر المهدي ، مما يجعل تلك الميزات هي الفيصل في حسم المعركة لصالح المسلمين .

سيُذعن من نجا من البشر لدولة الخلافة بالطاعة ، مقابل الطعام و الماء ، و سيدخل الكثير من الناس

في الإسلام حتى تعظم الأمة في فترة قياسية .

هذه السنوات السبع لن تكون سنوات حروب بالمفهوم المادي للحرب ، بل هي سنوات حروب

دبلوماسية ، ستحصد دولة الإسلام الفتية من خلاله ، على السيادة المطلقة على الأرض، لأنها

ستكون المنتج شبه الوحيد للغذاء ، إضافة إلى أنها المجتمع الوحيد الذي يحميه نظام دولة عادل

في ظل انهيار كامل لمنظومة الدول العالمية المعروفة اليوم على الأرض .


***


من أين يأتي المهدي


الشائع عند الناس أن المهدي يخرج من مكة، ذلك أن البيعة ستتم بين الركن و المقام، و هذا الأمر

صحيح بالنسبة للخليفة الذي يخرج بعد فتنة الدهيماء.

أما الخليفة الذي سيخرج إن شاء الله قريبا، أي في آخر عصر الجبابرة ، فسيأتي مع الرايات

السود القادمة من المشرق، فهو مجاهد من المجاهدين ، يبايع له في بيت المقدس بعد فتحه

إن شاء الله ، حيث يكون المسلمين في أوج انتصارهم بعد سنوات من الجهاد و الفتن، فتكون

سنوات المهدي نعمة ينعمها الله على هذه الأمة، و يملئها بالخصب و النماء .


( عن ثوبان ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت
من قبل خراسان فأتوها فإن فيها خليفة الله المهدي )
. رواه أحمد ، والبيهقي في "" دلائل النبوة "



المستدرك على الصحيحين ج: 4 ص: 510

[ 8432 ] أخبرنا أبو عبد الله الصفار ثنا محمد بن إبراهيم بن أرومة ثنا الحسين بن حفص
ثنا سفيان عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان رضى الله تعالى عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم بن خليفة ثم لا يصير إلى واحد
منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونكم قتالا لم يقاتله قوم ثم ذكر شيئا فقال
إذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج فإنه خليفة الله المهدي )
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين



ذكرت في أكثر من موضع أن الفلاح يأتي، بالنظر إلى النصوص النبوية نظرة تختلف عن بقية

النصوص التي دونها البشر , لماذا ؟؟؟

لأن النصوص النبوية وحي من السماء ، قيض الله له رجال صدق حفظوه لنا ، كما قاله سيد ولد آدم

فهو من أبلغ و أفصح ما قيل أو سيقال ، خالي من الحشو و الزيادة ، لكل كلمة معنى و مدلول.

لا ينكر أي شخص وجدود نصوص موضوعة ، و هذا مبحث آخر .

نحن نتكلم عما صح عنه صلى الله عليه و سلم


***

أيها الأفاضل لو دققنا في النص السابق و بالذات في هذا المقطع منه :

( شيئا فقال إذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج فإنه خليفة الله المهدي )

ما الشيء الملفت للنظر ؟؟؟

أنه قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : "(إذا رأيتموه ) فبايعوه "

إذاً.. الرؤيا ثم البيعة , لكن كما يتضح من النص ، فالوصول إلى هذا الخليفة فيه مشقة شديدة و خوف

لماذا ؟؟؟؟

لأن الرؤيا تعني بالمفهوم المتعارف عليه , وجود الشيء المرئي على مقربة من الرائي، و الأمر هنا

لا يحتاج إلى الحبو للمبالغة بضرورة تحمل المشقة للوصول إلى الخليفة من أجل البيعة ، هذا الأمر

يضعنا أمام عدة احتمالات لتفسيره :

لكن قبل ذلك يتوجب علينا معرفة العنصر الجغرافي لهذه الأحداث ، و هل ستقع هذه الأحداث

في مكان واحد أو أكثر .


1) منطقة الكنز : حيث سيتم الاقتتال فيه و هي دون ريب في الجزيرة العربية

لعدة اعتبارات :

أولاها.. أن المخاطب بهذا الحديث هم الصحابة رضوان الله عليهم ( عند كنزكم )

ثانيا ) أن الجهة المحددة لمجيء الرايات السود هي المشرق ، و هي خرسان ، كما جاء في نصوص

أخرى و هذا يتوافق و الوضع الجغرافي للجزيرة .

لكن هنا سؤال حول ماهية الكنز المذكور في الحديث ؟!

أ) فهل هو كنز الكعبة : و الخلاف لا يتعلق به إنما ذكر عند كنزكم فقط لأجل تحديد المكان

ب) هل هو النفط و هذا احتمال وارد و معقول

ج) هل هناك معدن سيظهر في القريب العاجل سيحدث خلافا بين أبناء الخليفة

د) و هو الاحتمال الأخير، أن يكون هناك فعلا معدن ما موجود و يستخرج الآن بسرية تامة ،

و هذا يعيدنا إلى حديث الفرعون الذي سبق و تكلمنا عنه في بداية الفصل الثالث :

( تخرج معادن مختلفة معدن منها قريب من الحجاز يأتيه من شرار الناس يقال له فرعون
فبينما هم يعملون فيه إذ حسر عن الذهب فأعجبهم معتمله إذ خسف به وبهم )



2) منطقة البيعة : هل هي ذات المنطقة التي يتم فيها الخلاف بين أبناء الخليفة

أم هي منطقة أخرى لا علاقة لها بالحجاز ؟؟

طبعا و دون شك سؤال ساذج ، فليس من المعقول أن يكون المقصود بهذه الأرض هي الجزيرة العربية

و ليس من المعقول أيضا أن تكون البيعة المقصودة بالنص هي بعد اختلاف أبناء الخليفة و خروج

الرايات السود عليهم ، لأن مرحلة قتال المتناحرين على الكنز هي مرحلة متقدمة نوعا ما.

إن لم تكن هذه المرحلة واقعة في عداد فتوحات المهدي .

فكما جاء في النص ، سيقاتل المهدي و معه أصحاب الرايات السود ، سيقاتلون المتناحرين

عند الكنز قتال الأعداء ، بل قتالاً لم يُرى مثله ، و ليس المقصود بهذا القتل طبعا المسلمين في

تلك الأرض عامة ، إنما القتال سيكون ضد عصابات المفسدين المتناحرين و من ينحو نحوهم .


***

بجميع الأحوال لا يمكن الجمع زمنيا بين بيعة الثلج ، و فتح الجزيرة ، فإحداهما سابق للأخر ،

و من غير المعقول أن تكون بيعة الثلج متأخرة إلى ما بعد فتح الجزيرة ، لأنه من غير المعقول

أن ينتقل المهدي بعد أن أصبح ذا قوة و منعة، إلى أرض ذات ثلج، فيكون في مجيء الناس إليه

مشقة و جهد ، و من غير المعقول أيضا ، أن يكون هذا الأمر بعد ظهور قوة المهدي ، خصوصا

و إن النص يوحي بأن المبايعين قد يضطروا للزحف على الثلج للوصول إلى الخليفة ، و هذا كناية

عن خوفهم من أمر ما يتربص بهم !!


فمتى هي بيعة الثلج ؟؟؟

و لماذا الزحف فيها ؟؟؟

و ما هو مكان حدوثها ؟؟


باختصار شديد. بيعة الثلج هذه ستكون و الله أعلم متقدمة بضع سنوات عن فتح الجزيرة ، أي إنها

قد أصبحت قاب قوسين أو أدنى، و الله أعلم ,,,,

و لا بد أن تعلم أخي ..أن الخليفة الأول قد مازته السنة النبوية بصفات من أجل التيقن من شخصيته

قبل خلافته ، فهو مجاهد من آل بيت المصطفى ، يقاتل في الشرق في أرض خرسان.

أسمه محمد بن عبد الله أو شيء قريب جدا من هذا الاسم، مع ترجيح أن يكون اسمه محمد بن عبد الله

سيكون ظهوره في زمن ستكون الأرض مملوءة بالظلم و العدوان .

يقترن ظهوره بظهور رايات سود في الشرق .


أما صفاته الجسدية :

فهو أقنى الأنف أجلى الجبهة ......


صحيح الجامع الصغير - المجلد الثاني - 6736 ( حسن )

(المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما
يملك سبع سنين)


يقترن ظهوره أيضا بوجود فساد عظيم في الجزيرة من قبل حكامها ، و بوادر انشقاق بينهم

ظهوره يقترن بحشر شرار الناس للعمل بمعادن قرب الحجاز

أمور و صفات كثيرة تجعل معرفة المهدي ميسرة بإذن الله للمسلمين ، قبل خلافته ببضع سنوات .

و يجب أن تعلم أخي: أن ظهور الخليفة محمد بن عبد الله ، يختلف عن ظهور الخليفة الذي سيغزوه

جيش الخسف ، و هو الذي سيعوذ في الحرم على ضعف منه و من أصحابه ، حيث سيكون ظهوره

في زمن تكون الأرض مملوءة بالكفر ،و قلة العلم و الدين ، يكاد أن يكون الدين فقط في المدينة

و مكة ، و هذا الأمر أقتضى أن يؤيده الله بعلامات و نصر رباني لا مجال معها للتشكيك بأمره .

أما الخليفة محمد بن عبد الله ، فظهوره القريب إن شاء الله يأتي في زمن انتشار العلم ، و اهتمام

شديد ، و مراقبة حثيثة للأوضاع .

كما أن خروجه يأتي في زمن حروب دولية ، تقتضي أن يكون أنصاره من الكثرة بحيث يمكنون

دين الله ، من خلال حروب متعددة ، أهمها فتح بيت المقدس ، و طرد اليهود ، و فتح الحجاز ،

و القضاء على الفتنة فيها.

إذاً ..الخليفة محمد بن عبد الله سيكون إن شاء الله معروفا للقاصي و الداني خلال فترة وجيزة .و الله أعلم

و سيشتهر أمره حتى يراه الناس على شاشات التلفاز.

عند ئذ تصبح بيعته على الجهاد واجبة بحق المسلمين القادرين على الوصول إليه عبر ثلج خرسان .

أما بيعة الخلافة فستكون بإذن الله في بيت المقدس ، بعد فتح الجزيرة .و الله أعلم

و هذا يعني بروز قوة جديدة أو قيادة جديدة في الشرق، يبرز من خلالها الخليفة محمد بن عبد الله

و يعرف ، و تبقى هذه القوة تنتظر مدد المبايعين حتى تتهيأ الظروف ، و تحدث الفوضى بسقوط دولة

الكفر ، و يتمكن المجاهدين من المجيء إلى المنطقة .


سنن الترمذي ج: 4 ص: 531

( 2269 حدثنا قتيبة حدثنا رشدين بن سعد عن يونس عن بن شهاب عن الزهري عن قبيصة
بن ذؤيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تخرج من خراسان
رايات سود لا يردها شيء حتى تنصب بإيلياء)


إيلياء : هي بيت المقدس

و الرايات السود هي ذاتها الريات التي تحدثنا عنها قبل قليل ، و هم أنصار المهدي محمد بن عبد الله

و معنى لا يردها شيء : أنها ذات قوة و منعة بحيث تزيل أي عقبة تحول بينها و بين دخول بيت المقدس

أكتفي بهذا القدر من الحديث عن الجهة التي سيخرج منها المهدي .

لننتقل إلى ما بعد الخلافة و الحديث عن سمات هذه الفترة:


***

سمات عصر المهدي محمد بن عبد الله

إن الحديث عن هذه الفترة الزمنية حديث ذي شجون ، بلغنا الله إياها معصومين من الفتن

الخلافة على منهاج النبوة في ظل هذا الظلم و القهر أصبحت بحق حلما يداعب مخيلة كل مؤمن

الأمن، و الأمان ، الانتماء إلى كيان عادل يسيطر على طموحات الملل الدنيئة ، و التي لم تكسب

الإنسانية منهم غير الحرب و الدمار .

إضافة إلى رخاء و تأييد رباني في الأرض و السماء


يتميز زمن المهدي بالسمات التالية:


على الصعيد الداخلي

1) الأمن و العدل في ظل دولة خلافة دستورها كتاب الله و سنة رسوله

2) استفاضة المال و كثرته ، و قد تحدثنا في فصل سابق عن أثر نقصان تعدد الناس في زيادة

المال ، يضاف إلى ذلك سيطرة دولة الخلافة على إمكانات الأمة ، و توزيعها بالعدل و الإنصاف

3) زيادة تعداد النساء على الرجال و عودة الرق من جديد

4) عودة الخير و البركة إلى الأرض حتى لا تدخر من أكلها شيء ، و كثرة الأمطار حتى لا تدخر

السماء من قطرها شيء



سنن ابن ماجة 36- كِتَاب الْفِتَنِ 4083 ( حسن )

( حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا محمد بن مروان العقيلي حدثنا عمارة بن أبي حفصة
عن زيد العمي عن أبي صديق الناجي عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
يكون في أمتي المهدي إن قصر فسبع وإلا فتسع فتنعم فيه أمتي نعمة لم ينعموا مثلها قط تؤتى
أكلها ولا تدخر منهم شيئا والمال يومئذ كدوس فيقوم الرجل فيقول يا مهدي أعطني فيقول خذ ).



أما على الصعيد الخارجي فيمكن اختصاره بما يلي :


إن دولة فتية فرضت نفسها و حسمت نتيجة الحرب لصالحها في ظل دمار شامل على الأرض و ظهور

تغيرات مناخية و جيولوجية مع انتشار الجوع و الأمراض في كل مكان ،بعكس دولة الخلافة التي

أمدها الله بكل مقومات الأمن و البركة و النبات و كثرة الماشية .

سيجعل التجمعات البشرية على الأرض تابع اقتصادي لدولة الخلافة شاءت أم أبت .


***

و الآن نعود للتعليق على السمات المميزة لعصر المهدي على الصعيد الداخلي:


المهدي كما ترون يقطع حلقة الظلم و الجور التي سبقت عصره ، ليملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا

و ظلما ، حيث سيعم السلام في أرض الإسلام ، و ستترك آيات الله في نصر عباده المؤمنين ، الأثر

البليغ في نفوس الشعوب الأخرى ، مما يدفع الكثير لاعتناق الإسلام ، لما لمسوا من تأييد الله له

و من ثم تأثرهم بعدل المهدي ، مما يكون سبب مباشر في عظمة الأمة و نموها بشكل سريع.


سلسة الأحاديث الصحيحة - المجلد الثاني - 711 ( الصحيحة )

( يخرج في آخر أمتي المهدي ؛ يسقيه الله الغيث ، وتخرج الأرض نباتها ، ويعطي المال صحاحا
، وتكثر الماشية ، وتعظم الأمة ، يعيش سبعا أو ثمانيا . يعني: حجة ).


من يتمعن في الحديث السابق ، و يرى صفة السنوات السبع التي يحكم فيها المهدي ، يدرك دون ريب

أنها سنوات سلم لا سنوات حرب ، و نحن نعلم ما تعنيه الحرب من نقص في الأمة و نقص في الماشية

و إهمال في الزراعة ، و عدم استقرار أمني للناس.

كما أود أن أنبه لأمر قد ورد في الحديث السابق :

كلمة ( تعظم الأمة ) هذه الكلمة تشير إلى أن المهدي قد بدأ حكمه للأمة و هي في

قلة عددية، و هذا يخالف ما نحن عليه اليوم ، و بالتالي فلا مهدي قبل أن يصل النقص في تعداد

المسلمين إلى الدرجة التي تصبح الزيادة فيها مهمة جدا ، حتى تعتبر مزية من مزايا حكم المهدي .

فلو جئنا فرضا إلى الرأي القائل بأن هذا الخليفة هو الخليفة عائذ الحرم ، لكان واجبا علينا الاعتقاد

بأن هذا الخليفة هو الذي سيخوض الملاحم، و يقاتل الدجال ،و يفتح مدن الشرك ،و كل هذه الأحداث

ستكون سبب في نقص تعداد الأمة لا زيادتها. كما سنرى لاحقا

و هنا أنوه لمن يظن أن المقصود بعظمة الأمة هو العظمة العسكرية التي قد تحققها فترة حكم المهدي

من خلال الفتوحات .

فأقول : هذا الاعتقاد لا يصح في عصر الخليفة الأول ، و الذي سمة عصره الأمن و السلم و الرخاء

هذه الصفات التي تتناقض و الحرب و الفتوحات ، كما أن المهدي حين يتسلم الحكم تكون أمة الإسلام

التي هي قليلة العدد، أعظم قوة على الأرض ، ذلك أن المسلمين ما فتحوا بيت المقدس حتى قضوا

على الوجود الرومي في هذه الأرض ، و حتى ينتهي السلطان الذي بأيديهم ، و أقصد هنا الأسلحة

الحديثة التي يمكن لها أن تهدد دولة الإسلام الفتية.



كثرة النساء و قلة الرجال


كما هي الحرب دائما ، وقودها الأول هم شباب الأمة و فتيانها ، فأمة الإسلام كذلك ستبتلى

بهذا النقص في تعداد الرجال لأسباب التالية :


أولاً: نعلم يقينا أن الحرب الحديثة لا تفرق بين طفل و أمرة أو رجل ، فالموت سيطال الجميع

دون ريب ، و بالتالي فالفارق بين تعداد النساء و الرجال في بداية عصر المهدي الأول ، سيكون

قليل نوعا ما. لكن هذا الفارق سيزداد نتيجة لما سيدخله الله على المسلمين من فيء ، سواء

من نساء بني إسرائيل ، أ و نساء النصارى.

طبعا هذا الفارق سيزيد فيما بعد ، بسبب تحول أساليب الحرب إلى الطراز القديم ، و ذلك بعد

زوال الأسلحة الحديثة ، و هذا النوع من القتال يكاد أن يكون حكرا على الرجال ، و من هنا سيبدأ

الفارق بالازدياد حتى يصل إلى أوجه في آخر عمر أمة الإسلام ، حيث سيكون الرجل الواحد قيم

الخمسين امرأة .

و من يتتبع الأحاديث النبوية يجد هذا التدرج موجود و بيّن:


جاء في زوائد الهيثمي
مسند الحارث(زوائدالهيثمي) ج: 2 ص: 788

(793 حدثنا إسماعيل ثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم لا تقوم الساعة حتى يتبع الرجل قريب من ثلاثين امرأة
كل تقول أنكحني , أنكحني )


مسند إسحاق بن راهويه 1-3 ج: 1 ص: 390

(3 أخبرنا يحيى بن يحيى نا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة
رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم لا تقوم الساعة حتى يتبع الرجل
قريب من ثلاثين امرأة كلهن يقول أنكحني أنكحني , أنكحني)



الفردوس بمأثور الخطاب ج: 5 ص: 85

(أبو هريرة لا تقوم الساعة حتى يتبع الرجل قريباَ من ثلاثين امرأة كلهن تقول أنكحني , أنكحني)


ثم تبدأ النسبة في الارتفاع ، نتيجة للفتن التي تأتي بعد زمان الخليفة صاحب بيت المقدس، لترى

أربعين امرأة يتبعنا الرجل الواحد



صحيح البخاري ج: 2 ص: 513

(1348 حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من
الذهب ثم لا يجد أحدا يأخذها منه ويرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال
وكثرة النساء ( متفق عليه )


و في الصحيحين أيضا جاءت رواية أخرى لتقول خمسين امرأة يلذن بالرجل الواحد


عن أنس ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "" إن من أشراط الساعة أن
يرفع العلم ، ويكثر الجهل ، ويكثر الزنا ، ويكثر شرب الخمر ، ويقل الرجال ، وتكثر النساء ،
حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد "" . وفي رواية: "" يقل العلم ، ويظهر الجهل "" . متفق عليه .



و قد أوردت هذه الروايات و التي تتأرجح فيها الأعداد بين الثلاثين و الخمسين ، نتيجة لعودة الناس

للقتال بالأسلحة التقليدية القديمة ، كذلك بسبب كثرة السبايا في تلك الأيام، لكن السبب الرئيسي

سيكون نتيجة لكثرة ما يقتل من الرجال في الملاحم و الفتن الكائنة بعد الخلافة الأولى في بيت المقدس

بدليل قول النساء للرجل ( أنكحني , أنكحني ) و نحن نعلم أن السبية ليس لها أن تقول هذا .

إذاً.. الحرة هي التي تسعى خلف الرجال ليستروها و ليست السبية أو العبدة .

و في هذه الأحاديث رد على كل من يتشدق بالقول : أن تعداد الأمة لن يقل كثيرا قبيل نزول

عيسى عليه السلام

و الله أعلم

***

حال اْمتي
12-04-2007, 11:22 PM
الباب الثالث : ما بعد المهدي الأول



الفصل الأول : حديث الأحلاس





يعتبر حديث الأحلاس من الأحاديث التي تتكلم عن مرحلةطويلة



من حياة الأمة ،فهو يبدأ بالفتنة التيتعيشها الأمة اليوم و ينتهي



الحديث فيه عن فتنة الدجال و التي تسبق نزول نبي الله عيسى



عليه السلام بعام و بضعة أشهر 0



و يعتبر هذا الفصل هو البداية الحقيقية لمناقشة الأبعادالزمنية



لحياة الأمة 0



أيها الأخوة الأفاضل :قد لا يدرك المتابع لهذا الكتاب ممن ليس لديه



إطلاع واسع على علم الملاحم والفتن الهدف الذي لأجله قد تم



أعداد هذا البحث



أيها الأخوة:هناك شبه إجماع عندالعلماء و العامة من الناس



على أن الأمة موعودة أخر الزمان بخليفة راشد هو المهدي،



و إن مجيء هذا الخليفة يجعلنا أمام الملاحم الكبرى وجها لوجه



و بالتالي فنحن أيضا أمام فتنة الدجال وجها لوجه



ما أقصده أن هذا الإجماع الغير مستند أساسا إلى قواعد سليمة



أو إلى نصوص محكمة يعتبر أن الخليفة الذي ذكر رسولالله



صلى الله عليه و سلم بيعته في بيت الله الحرام ,



و الذي سيبعث إليه أحد الطغاة جيش الخسف من الشام للقضاء



عليه و على من بايعه 0



هذا الخليفة بنظر الجميع هو الخليفة الذي سيحكم الأمةسبع



سنوات أو تسعة ،حيث ستنعم الأمة في عهده نعماء لم تشهدها



من قبل ،و هذا الخليفة أيضا هوالذي سيقود جيوش المسلمين



لتوحيد الأمة الإسلامية



و من ثم تأديب الروم و من ثم الدخول معهم في صلح آمن



و من ثم سيقود هذا الخليفة جيش المسلمين في الملحمةالكبرى



و هو الذي سيفتح مدينتي الكفر روما وقسطنطينية



و هو الذي سيشهد نزول الدجال في عصره ثم نزول نبي الله


عيسى عليه السلام 00



مجموعة من الأعمال يفترض بالمهدي أن يقوم بتنفيذها خلال فترة



زمنية قصيرة جدا !



لقد أصبح المهدي بعد مرور الأمة بسنوات من الضعف و الذل بمثابة



المخلص الذي تنتظره بقية الأمة،فكثرت الروايات و التحليلات



التي تتحدث عن آلية ظهوره و قدرته غير الطبيعية في تغيير



مجريات الأحداث 0



مما لا شك فيه أن الأمة الإسلامية اليوم تعيش مخاضا صعبا



و هي على أبواب تغيرات عظيمة و سريعة , مواقف المسلمين إزائها



متعددة و متباينة ،و هم بين مكذب لحقيقةالمهدي و بين مضطرب



و مشوش ،هذا بغض النظر عن الفرق المحسوبة على الإسلام



و التي تنتظر مهديها الخاص!



أيها الأخوة : ذكرت فيما سبق جزء من الأعمال التي يفترض



بالمهدي تنفيذها خلال فترة حكمه , و هذه الأعمال منصوص



عليها بأحاديث صحيحة و ثابتة



لكن السؤال هو :



هل يوجد نص صريح صحيح يجعل من هذه الأعمال حكرا



على رجل واحد ؟؟



بمعنى , هل هناك مانع شرعي يمنعنا من الاعتقاد بظهورمجموعة



من الخلفاء الذين يسيرون بالأمة كما سار بها أبو بكر وعمر



و غيرهم من الخلفاء الراشدين؟؟



و للتوضيح أكثر أقول :



لو فرضنا جدلا أن الخلافة التي على منهاج النبوة قد أصبحت قريبة



يفصلنا عنها عقد أو اثنان ،فهل هذا يعني أن جيلناهذا هو الذي



سيخوض الملاحم و الفتن و هو الذي سيتعرض لفتنة الدجال



و هو الذي سيدرك زمن نبي الله عيسى عليه السلام؟؟؟!!!



***



قطعا هذه الافتراضات غير صحيحة 0و إذا منّ الله علينابإدراك



الخلافة التي على منهاج النبوة فليست هي الخلافة التي ستقع فيها



أشرط الساعة الكبرى ،كخروج الدجال و نزول نبي الله



عيسى عليه السلام ،و خروج الشمس من مغربها



****



سلسة الأحاديث الصحيحة: المجلد الثاني 974 ( الصحيحة )



(فتنةالأحلاسهي فتنة هرب وحرب ، ثمفتنةالسراءدخلها أودخنها من تحت قدمي رجل منأهل بيتييزعم أنه مني ، وليس مني ، إنما ولي المتقون ، ثم يصطلح الناسعلى رجل كورك على ضلع ،ثم فتنة الدهماءلاتدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة ، فإذا قيل: انقطعت تمادت ، يصبح الرجل فيهامؤمنا ويمسي كافرا ، حتى يصير الناس إلى فسطاطين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه ، وفسطاطنفاق لا إيمان فيه ، إذا كانذلك فانتظرواالدجالمن اليوم أو الغد ).



***



يتكلم النص السابق عن أربع فتن



ستعيشها أمة محمد صلى الله عليه و سلم تبدأ في زمن مجهول



و تنتهي بخروج الدجال 0



أيها الأخوة : حين يذكر لنا النص النبوي مسميات مجموعة من



الفتن فهذا لا يعني بحال من الأحوال أن هذه الفتن متعاقبة



يلي بعضها بعضا بشكل متواصل ،لأنه في مثل هذه الحالة



من المفروضأن نطلق على هذه الفتن الأربع أسم واحد



و لا داعي لتسميتها بالأحلاس ثم السراء ثم الدهيماء ثم الدجال



و رسولنا محمد هو سيد البلغاء و المتكلمين



و لا يمكن أن يتحدث عن فتنة واحدة في أربع مسميات



و الفتنة: هي فترة زمنية من الفوضى تتخلل فترتين زمنيتين



من الأمن ،واحدة تسبقها و الثانيةتأتي بعدها معلنة نهايتها ،



و الفتنة لا تنتهي حتى يقيض الله لها رجال صدق فيقضون عليها



و على أسباب حدوثها بحيث تنتهي الفوضى و ينتشر الأمن وتعود



الألفة إلى الأمة لزمن لا يعلمه إلا الله،



ثم إذا شاء الله بدأت بذور فتنة جديدة بالنمو حتى تكبر وتعظم



فتقع فتنة جديدة في الأمة ،و هكذا حتى يأذن الله بانتهاءحياة الأمة



فهذا يعني أن فتنة الأحلاس سيعقبها فترة جماعة، ثم تثورفتنة



السراء ثم يعقبها جماعة ،ثم تثور الدهيماء ثم يعقبهاجماعة



و فيها يخرج الدجال



مصنف ابن أبي شيبة ج: 7 ص: 463



(37248 )حدثنا عفان قال حدثنا حمادبن سلمة قال أخبرنا عاصم عن زر عن حذيفة بن اليمان قالتكون فتنة فيقوم لها رجال فيضربون خيشومهاحتى تذهب ثمتكونأخرى فيقوم لها رجال فيضربون خيشومهاحتى تذهب ثم تكونأخرى فيقوم لها رجال فيضربونخيشومهاحتى تذهب ثم تكونأخرى فيقوملها رجال فيضربون خيشومهاحتى تذهبثمتكون الخامسة دهماء مجللة تنبثق في الأرض كما ينبثقالماء)



***



النص السابق يذكر الفتن العظام التي ستقع في الأمة من وفاة



الرسول عليه الصلاة و السلام حتى الفتنة الخامسة و التي هي



فتنة الدهيم و التي كان ترقيمها فيحديث الأحلاس بالفتنة الثالثة



حديث الأحلاس يتحدث عن أربع فتن لم تقع في الأمة



و الحديث السابق يذكر خمس فتن و لا يذكر فتنة الدجال والتي



يفترضأن تكون السادسة لأنهاتلي فتنة الدهيم

و لو طابقنا النصين مع بعضهما البعض لوجدنا أنفتنة الدجال


هي السادسة و الدهيم هي الخامسة و السراء هي الرابعة


و الأحلاس هي الثالثة 0


طبعا هذه المطابقة ليس مقطوع بصحتها لأنها مطابقة بين نصين


أحداهما مرفوع و الأخر موقوف و قد وجدت خلاف في ترقم الفتن


بين النصوص غير المرفوعة


و ما يهمنا من النص ملاحظة أن الفتن لا تتعاقب كما يتصورالبعض


فاليوم فتنة الأحلاس و غدا السراء و هكذا ,


فمتى تكون فتنة الأحلاس؟


و ما هو سببها ؟


و من يقض عليها ؟


طبعا بالنسبة لنا فأسم الفتنة مجهول و مكانهامجهول


و سببها مجهول


و لا سبيل من لمعرفة هذه الفتنة سوى الانطلاق من أحداث


معلومة و ثابتة


***


يذكر لنا حديث الأحلاس الفتن التالية :


1)فتنة الأحلاس ثم جماعة


2)فتنة السراء ثم جماعة


3)فتنة الدهيم ثم جماعة تقع فيهاالأحداث التالية


أ)الملحمة الكبرى


ب)خروج الدجال


ج )نزول نبي الله عيسى عليهالسلام


د)خروج يأجوج و مأجوج


ج )خروج الشمس من مغربها و دابةالأرض


ح)نهاية عمر أمة الإسلام


****

حال اْمتي
12-04-2007, 11:29 PM
دعونا ننطلق من أول حدث معلوم لدينا في حديث الأحلاس


و هو الحدث الذي يحصل قبيل الملحمة الكبرى


و هو انقسام الناس إلى فسطاطي إيمان لا نفاق فيه


و فسطاط نفاق لا إيمان فيه


فمتى يكون هذا الحدث ؟


و هل هو حقيقة بما في الكلمة من معنى أم هو مجاز ؟


الصحيح أن الحدث صحيح بكل ما في الكلمة من معنى و بكل


ما تعنيه بلاغة محمد صلى الله عليه و سلم و لا مجال هنا للتأويل


أو التعديل , فالأمة و في زمن ما ستنقسم كما جاء في النص


و بشكل لا يتصوره عقل , لا كما يتأول البعض كلام المجاهد


الشيخ أسامة بن لادن في الرسالة المنسوبة إليه


بأن أحداث سبتمبر قد قسمت العالم إلى فسطاطين


فكلامه هذا من قبيل المجاز و الظن 0


لماذا هذا الانقسام سيكون صحيح على سبيل الجزم كما جاء


في النص النبوي : فسطاط إيمان لا نفاق فيه و فسطاط نفاق





لا إيمان فيه ؟؟؟


لأن جميع النصوص النبوية التي تتحدث عن هذه الفترة تصفها


على أنها فترة استثنائية بكل المقاييس لأن المؤمنين في هذه


الفترة سيهدمون :


1) أسوار مدن الكفر بالتكبير و التهليل


2) يقول عنهم رسول الله أنهم خير ما بينه و بينهم من البشر


3) طعامهم التكبير و التهليل و هو طعام الملائكة و هذا لم يكن


لغيرهم من الأمة


4) سيعرفون درجاتهم في الجنة و هم أحياء حيث سيبشرهم بها


نبي الله عيسى عليه السلام


5) سينطق في زمنهم الحجر و الشجر ليخبرهم بمن يختفي


من الكفار عنهم


6) ستخرج لهم الأرض بركاتها حتى أن الرمانة الواحدة لتكفي


الجماعة منهم
7) ستنزع في أخر أيامهم حمة كل ذي حمة حتى يمسك الأطفال


بالأفاعي فلا تؤذيهم و تسرح السباع مع الغنم ككلب الحراسة


8 ) ستتحدث إليهم أجزاء من جسدهم لتخبرهم بما فعل أهليهم


خلفهم


9) سيكون في أيامهم أعظم الفتن و أكبر الآيات و لن تضرهم


الفتن بعد ذلك حتى في قبورهم


10 ) سيموتون موته جماعية بريح طيبة تأخذهم تحت إبطها




***
كل هذه الصفات و العديد مما لم أذكر ستكون صفات فسطاط


الإيمان الذي سيشهد الملحمة فهل هذه الصفات متوفرة

في مسلمي هذا الزمان

***

ما الذي يحدث هذا الانقسام في الأمة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أيها الأخوة : الفتنة لغتا كما جاء في :

مختار الصحاح ج: 1 ص: 205

( الفِتْنَةُ الاختبار والامتحان تقول فَتَنَ الذهب يفْتِنه بالكسر فِتْنَةً
و مَفْتُونا أيضا إذا أدخله النار لينظر ما جودته ودينار مَفْتُونٌ
أي مُمتحن وقال الله تعالى إن الذين فَتَنوا المُؤمنين والمُؤمنات
أي حرَّقوهم ويُسمى الصائغ الفَتَّانُ وكذا الشيطان وفي الحديث المؤمن أخو
المؤمن يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على
الفَتَّانِ يروى بفتح الفاء على أنه واحد وبضمها على أنه
جمع، وقال الخليل الفَتْنُ الإحراق قال الله تعالى يوم هم على
النار يفتنون و افْتُتِنَ الرجل و فٌتِنَ فهو مَفْتُونٌ إذا أصابته فتنة
فذهب ماله أو عقله وكذا إذا اختبر قال الله تعالى وفتناك فتونا )

***

فالفتنة هي الابتلاء الذي يميز الله به الخبيث من الطيب

و العاصي من المطيع و الفتن درجات

و قد رأينا كيف ماز الله المنافقين عن المؤمنين في غزوة الأحزاب

و إليكم وصفهم كما جاء في كتاب الله

بسم الله الرحمن الرحيم

وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ
وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً(12) وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ
لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ
إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ
وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً(13) وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا
الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيراً(14)
وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولاً) (15)
قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً(16)
قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ
أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ
وَلِيّاً وَلا نَصِيراً(الأحزاب:17)
ـــــــــــــــــــ

أنظر كيف سقط المنافقين في الفتنة بسبب بضعة آلاف

من المشركين حاصروا المدينة و ذلك و رسول الله بينهم

فما قولكم في منافقي أخر الزمان ، حيث لا نبي بينهم

و لا عدد للمسلمين وقتئذ ، و العدو جيش من النصارى


لا من العرب، قد جاء بقضه و قضيضه لأستئصال

شأفة المسلمين 0




***

حال اْمتي
12-04-2007, 11:31 PM
أتعلمون ما نتيجة هذه الفتنة ؟


تابعوا هذه النصوص النبوية الصحيحة :



صحيح مسلم ج: 4 ص: 2223


2899 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن حجر كلاهما
عن بن علية واللفظ لابن حجر حدثنا إسماعيل بن إبراهيم
عن أيوب عن حميد بن هلال عن أبي قتادة العدوي عن يسير
بن جابر قال ثم هاجت ريح حمراء بالكوفة فجاء رجل ليس
له هجيري إلا يا عبد الله بن مسعود جاءت الساعة قال فقعد
وكان متكئا فقال إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث
ولا يفرح بغنيمة ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشام فقال
عدو يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام ،قلت:
الروم تعني ،قال :نعم وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة ،
فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون
حتى يحجز بينهم الليل، فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب،
وتفنى الشرطة ،ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع
إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء
كل غير غالب، وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة
للموت لا ترجع إلا غالبة ،فيقتتلون حتى يمسوا فيفيء هؤلاء وهؤلاء
كل غير غالب ،وتفنى الشرطة،فإذا كان يوم الرابع نهد
إليهم بقية أهل الإسلام ،فيجعل الله الدبرة عليهم فيقتلون مقتلة
إما قال :لا يرى مثلها، وإما قال: لم ير مثلها ،حتى إن الطائر
ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتا ،فيتعاد بنو الأب
كانوا مائة فلا يجدونه بقى منهم إلا الرجل الواحد ،فبأي غنيمة يفرح
أو أي ميراث يقاسم ،فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس
هو أكبر من ذلك فجاءهم الصريخ إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم فيرفضون
ما في أيديهم ويقبلون فيبعثون عشرة فوارس طليعة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأعرف أسماءهم
وأسماء آبائهم وألوان خيولهم، هم خير فوارس على ظهر
الأرض يومئذ ،أو من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ)


هذا الحديث الذي يرويه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه



يصور لنا الملحمة من أحد جوانبها ،حيث يصف لنا مشهد


من مشاهد الملحمة مكانه الشام 0


و اللافت للنظر أن المسلمين سيلجئون لإرسال مجموعات


استشهادية يعرفون أن مصيرها الموت حسب ما جاء في


النص السابق، إلا إذا فرضنا أن هذه النصوص لن تصل إلى


مسامع المسلمين في ذلك الزمان


وهذا الأمر لنا عوده إليه إن شاء الله



***


إذاً فمجيء الروم بهذا العدد الضخم ( أقل من مليون ) لكنه


للمسلمين في ذلك الزمان سيكون جيش ضخم بسبب قلة


المسلمين في ذلك الوقت كما سنرى لاحقا إن شاء الله 0


هذا العدد الهائل للروم و الذي سيأتي ليخوض معركة وجود


أو لا وجود مع المسلمين سيحدث ردة شديدة في قلوب المنافقين


فتنقسم دار الإسلام إلى فسطاطين و يلحق المرتدين بالنصارى


أو بالصحراء 0


جاء في الحديث الصحيح الذي يرويه أبو داود :


..... ( وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم
القيامة ، ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي
بالمشركين ، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان ، ...... )




مشكاة المصابيح: المجلد الثالث: كتاب الفتن- الفصل الأول
5406 [ 28 ] ( صحيح )


وعن ثوبان ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"" إذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة ،
ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ،
وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان ، وإنه سيكون في أمتي
كذابون ثلاثون ، كلهم يزعم أنه نبي الله ، وأنا خاتم النبيين ،
لا نبي بعدي ، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين
لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله "" . رواه أبو داود .
***


لاحظوا أن الرسول يقول قبائل من أمتي و لم يقل جزء


من أمتي و هذا يعني أمور عدة :


1) عودة القبلية


2) أن من سيلحق بالمشركين من النصارى و غيرهم
هم مجموعات من أصل واحد أي من قبيلة واحدة ستلحق


بالمشركين كلها كبيرها و صغيرها ذكرها و أنثاها


****


من الواضح أن الظروف التي ستكون في زمن الملحمة لا تنطبق


على زماننا الذي نعيشه اليوم ,


دعونا نتابع و نبدأ بالسؤال التالي :


من هو قائد المسلمين في هذه المرحلة الحرجة ؟؟؟
هل هم متفرقين حالنا اليوم ؟؟؟


أم أنهم يخضعون لنظام معين ؟؟؟؟


الصحيح أن المسلمين في تلك الفترة يخضعون لنظام الخلافة


الذي على منهاج النبوة و من فترة زمنية تسبق الملحمة
الكبرى 0


لماذا ؟؟؟
كما تعلمون فالخليفة الذي سيبايع له بالحرم هو الخليفة


الذي سيخرج على ضعف مع قلة الأنصار حيث سيمهد له الله


البيعة بخسف جيش طاغية الشام ، و الذي يقال أن اسمه


السفياني ، ثم يخرج هذا الخليفة بأنصاره لتوحيد أرض


ا
لإسلام و ردع الروم حتى يجبرهم على الدخول في صلح


آمن ،و كما تعلمون فالروم لا تهادن إلا عن ضعف منها


لذلك و بعد أن يدبروا المؤامرة التي يقضون من خلالها


على الجيش المسلم و الذي خرج لنصرتهم 0


يذهبون إلى ملكهم ليخبروه بأنهم قد قضوا على جد العرب


أي أن الظروف قد أصبحت مهيأة لحرب المسلمين و استئصالهم




صحيح ابن حبان ج: 15 ص: 101


6708 أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا
علي بن المديني قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي
عن حسن بن عطية عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير
عن ذي مخبر بن أخي النجاشي أنه سمع رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول ثم تصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزوا
أنتم وهم عدوا من ورائهم فتنصرون وتغنمون وتنصرفون
حتى تنزلوا بمرج ذي تلول فيقول قائل من الروم غلب
الصليب ويقول قائل من المسلمين بل الله غلب فيثور المسلم
إلى صليبهم وهو بعيد فيدقه وتثور الروم إلى كاسر صليبهم فيضربون
عنقه ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون
فيكرم الله تلك العصابة من المسلمين بالشهادة فتقول الروم
لصاحب الروم كفيناك العرب فيجتمعون للملحمة فيأتونكم
تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا)



الفتن لنعيم بن حماد 1367


( حدثنا ضمرة بن ربيعة عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني
عن ذي مخبر ابن أخي النجاشي قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول تصالحون الروم عشر سنين صلحا آمنا
يوفون لكم سنتين ويغدرون في الثالثة أو يفون أربعا ويغدرون
في الخامسة فينزل جيش منكم في مدينتهم فتنفرون أنتم وهم
إلى عدو من ورائهم فيفتح الله لكم فتنصرون و ترجعون
بما أصبتم من أجر وغنيمة فينزلون في مرج ذي تلول فيقول
قائلكم الله غلب ويقول قائلهم الصليب غلب فيتداولنها ساعة فيغضب
المسلمون وصليبهم منهم غير بعيد فيثور المسلم
إلى صليبهم فيدقه فيثورون إلى كاسر صليبهم فيضربون عنقه
فتثور تلك العصابة من المسلمين إلى أسلحتهم ويثور الروم
إلى أسلحتهم فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة من المسلمين بالشهادة فيأتون
ملكهم فيقولون قد كفيناك حد العرب
وبأسهم فماذا تنتظر فيجمع لكم حمل امرأة ثم يأتيكم في ثمانين
غاية تحت كل غاية إثنا عشر الفا ( إسناده حسن )



****


المسلمين قبل الملحمة يتمتعون بسيطرة و قوة جعلت الروم


يصالحوهم ، و لكن و بعد أن غدروا بتلك العصابة من
المسلمين العرب تغيرت موازين القوة و أصبحت تميل


لصالحهم لذلك فقد أتوا ملكهم يشجعونه على اغتنام الفرصة


علما أن المسلمين في زمن هذا الصلح سيرسلون بجيش


من المسلمين إلى الهند ، يأتي بملوكهم مقيدين بالسلاسل


لكن هذا الجيش لن يدرك الملحمة ، بل سيأتي و عيسى


عليه السلام قد نزل 0


و يمكن تلخيص كل ما سبق بهذا النص



الفتن لنعيم بن حماد ج: 1 ص: 399


(200 حدثنا الوليد عن أبي عبد الله مولى بني أمية
عن محمد بن الحنفية قال ينزل خليفة من بني هاشم
بيت المقدس يملأ الأرض عدلا يبني بيت المقدس بناءا
لم يبنى مثله يملك أربعين سنة تكون هدنة الروم على يديه
في سبع سنين بقين من خلافته ثم يغدرون به ثم يجتمعون
له بالعمق فيموت فيها غما ثم يلي بعده رجل من بني هاشم
ثم تكون هزيمتهم وفتح القسطنطينية على يديه ثم يسير
إلى رومية فيفتحها ويستخرج كنوزها ومائدة سليمان بن داود عليهما السلام
ثم يرجع إلى بيت المقدس فينزلها ويخرج
الدجال في زمانه وينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيصلي خلفه


1201 قال الوليد قال جراح عن أرطاة على يدي ذلك الخليفة
تكون غزوة الهند التي قال فيها أبو هريرة


1202 حدثنا الوليد عن صفوان بن عمرو عمن حدثه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يغزوا قوم من أمتي الهند
فيفتح الله عليهم حتى يلقوا بملوك الهند مغلولين في السلاسل
يغفر الله لهم ذنوبهم فينصرفون إلى الشام فيجدون عيسى
بن مريم بالشام







****

حال اْمتي
12-04-2007, 11:34 PM
الآن عرفنا أن انقسام المسلمين إلى فسطاطين قد حدث في زمن المسلمين


يحكمهم خليفة يعمل على منهاج النبوة



و لو رجعنا إلى حديث الأحلاس للاحظنا أن هناك فتنة أسمها الدهيم ستسبق انقسام



المسلمين إلى فسطاطين و هذا يعني أن هذه الفتنة قد حدثت قبل خلافة الخليفة الذي



سيبايع له بالحرم




***




سنترك الحديث عن هذه الفتنة لأن تفاصيلها ستأتي إن شاء الله في فصل لاحق



و لنتكلم الآن عن الملحمة الكبرى كما جاءت ذكرها في النصوص النبوية





سنن أبي داود ج: 4 ص: 111 صحيح





(حدثنا هشام بن عمار ثنا يحيى بن حمزة ثنا بن جابر حدثني زيد بن أرطاة
قال سمعت جبير بن نفير يحدث عن أبي الدرداء أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال ثم إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة
إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام )





****





فسطاط المسلمين يعني عقر دارهم و محل تجمعهم و سكناهم وهي



تأخذ معناً أكبر من معنى العاصمة فهي تشير إلى مكان تجمع المسلمين



و هذا يعني أن دار الخلافة في ذلك الوقت سيؤول إلى الغوطة



ملك الروم كما رأينا سابقا نزل إلى الأعماق أو إلى دابق ( منطقتان قرب حلب )



مركز الخلافة في هذه الأوقات إما أنتقل إلى قرب دمشق كعمل تكتيكي أو أن



الأمر محض عمل إداري سابق للملحمة 0



المسلمين و كما جاء في النص الذي أخرجه مسلم من حديث أبن مسعود



يحاولون تأخير الزحف الصليبي من حلب نحو الشام فيرسلون إليهم فرق استشهادية



تحاول وقف الزحف الصليبي ريثما يأتي المدد إلى الشام 0







سلسة الأحاديث الصحيحة:المجلد السادس 1
2782 ( الصحيحة )




يخرج من ( عدن أبين اثنا عشر ألفا ، ينصرون الله ورسوله ، هم خير من بيني وبينهم ) .






تصوروا اليمن لا تجمع سوى اثنا عشر ألف و لكنهم ذو فضل لا يسبقهم إليه



حتى الصحابة و طبعا لا ننسى أن اليمن و غيرها من مدن الإسلام تقع تحت سلطان



الخليفة في دمشق أي لا وجود للطواغيت أو للمخابرات الأمريكية التي قد تمنعهم



من الالتحاق بجيش الملحمة و ذكر تعداد جيش اليمن يعني أنه أكبر الأرقام التي سترسل



من بقية الأقطار الإسلامية



ثم يبين لنا أبو هريرة رضي الله عنه في الحديث الذي أخرجه مسلم فضل الجيش الذي



يخرج من المدينة و أظن أن المقصود بالمدينة ( دمشق )


لآن فسطاط المسلمين فيها إلا أن يقال أن تجمع أهل اليمن و أهل الحجاز كان في المدينة



المنورة و من هناك خرجوا جميعا مرورا بالشام حتى التقوا مع الروم في دابق






صحيح مسلم ج: 4 ص: 2221





(2897 حدثنا زهير بن حرب حدثنا معلى بن منصور حدثنا سليمان بن بلال حدثنا
سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم لا تقوم
الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار
أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم
فيقول المسلمون لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب
الله عليهم أبدا ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء ثم الله ويفتتح الثلث لا يفتنون أبدا
فيفتتحون قسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون
إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون وذلك باطل فإذا
جاؤوا الشام خرج فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة
فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فأمهم فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب
الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده
فيريهم دمه في حربته)





***




لاحظوا كيف يحاول الروم تفتيت المسلمين بطلب قتال من أسلم من أسرى



الروم و هذا يدل على أن المسلمين قبل الملحمة قد أسروا الكثير الكثير من الروم




مسند البزار 4-9 ج: 6 ص: 447




2486 حدثنا طالوت بن عباد قال أخبرنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن
عبد الرحمن بن أبي بكرة قال أتيت عبد الله بن عمرو في بيته وحوله سماطين
من الناس وليس على فراشه أحد فجلست على فراشه مما يلي رجليه فجاء رجل
أحمر عظيم البطن والحاصل فقال من الرجل قلت عبد الرحمن بن أبي بكرة قال
من أبو بكرة قلت وما تذكر الرجل الذي وثب إلى رسول الله من سور الطائف
فقال بلى فرحب بي ثم أنشأ يحدثنا فقال يوشك أن يخرج ابن حمل الضأن
ثلاث مرات قلت وما حمل الضأن قال رجل أحد أبويه شيطان يملك الروم يجيء
في ألف ألف من الناس خمس مائة ألف في البر وخمس مائة ألف في البحر
ينزلون أرضاً يقال لها العميق فيقول لأصحابه إن لي في سفينتكم بقية فتخلف
عليها فيحرقها بالنار ثم يقول لا رومية ولا قسطنطينة لكم من شاء أن يفر فليفر
ويستمد المسلمون بعضهم بعضـاً حتى يمدهم أهل عدن أبين فيقول لهم المسلمون
الحقوا بهم فكونوا فوجاً واحداً فيقتتلون شهراً حتى أن الخيل لتخوض في
سناكبها الدماء وللمؤمن يومئذ كفلان من الأجر على ما كان قبله إلا من كان
من أصحاب محمد فإذا كان آخر يوم من الشهر قال الله تبارك وتعالى اليوم
أسل سيفي وأنصر ديني وأنتقم من عدوي فيجعل الله الدائرة عليهم فيهزمهم الله
حنى تستفتح القسطنطينة فيقول أميرهم لا غلول اليوم فبينا هم كذلك يقتسمون
بترستهم الذهب والفضة إذ نودي فيهم ألا إن الدجال قد خلفكم في دياركم فيدعون
ما بأيديهم ويقبلون إلى الدجال)







يأتي جيش الروم و الله أعلم من القسطنطينية و عبر إنطاكية و القسطنطينية


في ذلك الوقت هي ثاني أعظم مدينة نصرانية بعد روما و التي ستمد الجيش


القادم من القسطنطينية بجيش قادم عبر البحر فتكون المعركة في عمق إنطاكية


أو بدابق قرب حلب حيث لا تبعد كثيرا عن إنطاكية و قد رأينا أن ملك الروم


يحرق السفن كوسيلة لتحريض جيشه على القتال، و هذا دليل على زوال السفن


الحديثة و أدوات الحرب المعروفة اليوم ، فلو كانت هذه السفن كناقلات الجند


العملاقة لما قام هذا الملك بإتلافها ،لأنهها تعتبر بحد ذاتها وسيلة للنصر


و هذا دليل آخر على حتمية زوال الصناعة العسكرية الحديثة



ثم يصف لنا حديث صحيح أخر جيش الموالى و الذي يخرج لنصرة الإسلام و ظاهر


الأمر أن الموالي في عصر ما قبل الملحمة قد بات لهم كيان و أرض خاصة يتميزون


بها و هي دمشق ،و لذلك رأينا أن الخليفة عسكر بجيشه في دوما قرب دمشق


بعد أن أنتقل بجيشه من القدس إلى قرب دمشق لملاقاة جيش الروم القادم من أنطاكية


مرورا بحلب0






سلسة الأحاديث الصحيحة:المجلد السادس 1( الصحيحة )




إذا وقعت الملاحم بعث الله بعثا من الموالي من دمشق هم أكرم العرب فرسا
وأجوده سلاحا ، يؤيد الله بهم الدين ) .





سنن ابن ماجة : صحيح




(حدثنا هشام بن عمار حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عثمان بن أبي العاتكة
عن سليمان بن حبيب المحاربي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا وقعت الملاحم بعث الله بعثا من الموالي هم أكرم العرب فرسا
وأجوده سلاحا يؤيد الله بهم الدين .)








و سنرى إن شاء الله في فصل قادم كيف يتبلور كيان الموالي في دولة الإسلام


***







إذن الملحمة هي الحدث العظيم الذي سيقسم الناس إلى فسطاطين






إي إلى دارين دار إيمان و دار ردة و كفر، و هذا إمعان في البيان النبوي


و الذي حاشاه من الحشو و اللغو فهذه الفتنة قد قسمت الناس ليس وفق بالإيمان فقط


بل فرقت بين دار الإيمان و الكفر، فما كان للمرتدين و المنافقين أن يضلوا بين


المسلمين ينتظرون أن يجهز عليه جيش النصارى، لذلك انقسموا إلى ثلاث أقسام


فمنهم من لحق بالبدو ،و منهم من لحق بالنصارى ،و منهم من يتوه حتى يموت


كما ورد في بعض الآثار


أما دار الإيمان فهي الغوطة حيث تنطلق من هناك جيوش المسلمين لملاقاة الروم








****

حال اْمتي
12-04-2007, 11:38 PM
دعونا بعد أن تحدثنا عن فتنة معلومة الأسباب و المكان


و حتى الزمان النسبي معروف لها 0


دعونا نتقدم بالأحداث قليلا نحو الخلف لنرى مقدمات هذه الملحمة و نطلع
علىالظروف التي سببتها


رأينا كيف أن المسلمين و الروم قبل الملحمة كانوا يعيشون هدنة مدتها كما جاء


في بعض الآثار عشر سنوات , و الظاهر أن في المعاهدة بند يلزم الطرفين بمساعدة


بعضهم البعض ضد أي عدو يهددهم


أي اتفاقية دفاع مشترك و سنرى أن أول أعمال المهدي بعد بيعته بالحرم


هي ردع الروم و الترك ،و فتح الأقطار الإسلامية ثم بعد ذلك تكون الهدنة


و بالتالي فالمسلمين لم يوقعوا الهدنة عن ضعف و الروم لا تهادن عن قوة


يحتاج الروم لمساعدة المسلمين فيمدوهم بجيش صغير معظمه من مسلمي العرب


و الذين هم أخر الزمان أقله جدا كما مر و سيمر معنا في فصل آخر و قد وصفهم


رسول الله بالعصابة0


ينتصر المسلمون و الروم على عدوهم ثم يغدر الروم بالمسلمين على أثر الحادث


الذي يفتعله بعض جنودهم برفع الصليب و تعظيمه0


و لا يستبعد أن يكون هذا الحادث مبيت و مدبر كان الهدف منه أضعاف المسلمين


قبل الإجهاز عليهم


تستشهد هذه العصابة من المسلمين و التي هي أغلب من بقي من العرب


فيجد الروم أن الفرصة قد أصبحت مواتية للقضاء على من بقي منهم


تتحرك جيوش الغدر الصليبي مجندة لهذه الحرب كل ما تستطيع , فتأتي بثمانين


راية تحت كل راية اثنا عشر ألف جندي


هنا لا بد من التنويه أن لا يفهم البعض الثمانين غاية هم ثمانون دولة جاءت لحرب


المسلمين


و ذلك أن تقسيم الجيش لرايات عدة في الحرب هو تكتيك عسكري قديم


مارسه رسول الله صلى الله عليه و سلم في فتح مكة


الأمر الأخر هل يعقل أن ترسل كل دولة اثنا عشر ألف مقاتل فقط ؟


و هل ترسل الدولة الصغيرة جيش يكافأ ما ترسله الدولة الكبيرة ؟


, هذا غير وارد


يجب أن نعلم أن كل من سيبقى من الروم ( ما يعرف بأوربا اليوم ) سيكون جلهم


في القسطنطينية و روما فقط كمدن و سنرى ذلك لاحقا إن شاء الله


عودة للبحث000


وهنا تقع الطامة بالنسبة للمنافقين الذين يظهرون الإسلام و الإسلام منهم براء


عندما يسمعون بزحف جيش الروم الكبير , هل يبقوا في صف المسلمين قليلي العدد


أمام هذا الجيش المهول بنظرهم أم يلحقوا بالمشركين فملة الكفر واحدة ,


يشاء الله أن يطهر فسطاط الإسلام من هؤلاء الكفرة المرتدين فيلتحقوا بالروم


و هذا سبب ردتهم ،و لوا كان أمرهم مقتصر على الهرب من المعركة لكان حالهم


حال من أرتكب الكبيرة فقط بتخليه يوم الزحف ، و لكن هؤلاء أضفوا إلى نفاقهم


ردة عن الإسلام بالتحاقهم بجيش الكفر و قتالهم إلى جانب النصارى



سنن الترمذي 30- كِتَاب الْفِتَن 2219 ( صحيح )


(حدثنا قتيبة حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي
عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل
من أمتي بالمشركين وحتى يعبدوا الأوثان وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابون
كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي)



قد يظن البعض أن هذا اللحاق و هذه العبادة من المسلمين للأوثان هي كائنة بعد


عيسى عليه السلام ،و هذا غير صحيح من وجوه :


أولا : لا يصح تسمية من بقي من الناس بعد وفاة نبي الله عيسى عليه السلام


و بعد أن تأخذ بالريح الطيبة التي يرسلها الله أرواح المسلمين


فلا يصح أن نسمي من بقي من شرار الناس بأنهم من أمة محمد


صلى الله عليه و سلم فأمة محمد صلى الله عليه و سلم ينتهي عمرها


بعد خروج الريح مباشرة و كل من يبقى هم من شرار الناس أي أنهم أشر


ما خلق الله من البشر


هؤلاء لم يكن في قلب أحدهم مثقال ذرة من إيمان و إلا لأخذتهم الريح الطيبة


أي أن الريح تأتي و الناس فسطاطين كما كانوا في حياة نبي الله عيسى عليه السلام


فتأخذ فسطاط الإيمان و تذر فسطاط الشرك و الكفر



المستدرك على الصحيحين ج: 4 ص: 516


( حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل
حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا عكرمة بن عمار عن حميد بن عبد الله
الفلسطيني حدثني عبد العزيز بن أخي حذيفة عن حذيفة رضي الله عنه قال ثم
أول ما تفقدون من دينكم الخشوع وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة ولتنقضن
عرى الإسلام عروة عروة وليصلين النساء وهن حيض ولتسلكن طريق من كان قبلك
حذو القذة بالقذة وحذو النعل بالنعل لا تخطئون طريقهم ولا يخطأنكم حتى تبقى فرقتان
من فرق كثيرة فتقول إحداهما ما بال الصلوات الخمس لقد ضل من كان قبلنا
إنما قال الله تبارك وتعالى أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل لا تصلوا إلا ثلاثا
وتقول الأخرى إيمان المؤمنين بالله كإيمان الملائكة ما فينا كافر ولا منافق حق
على الله أن يحشرهما مع الدجال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)



لنا مع هذا الموضوع وقفة إن شاء الله




ثانيا : أن تلحق قبيلة بالمشركين فهذا لا يتم لو لم يكن للمشركين وقتئذ شوكة


و منعة تحمي المرتد من المسلمين و هذه الشوكة قد زالت من النصارى


بعد الملحمة مباشرتا حيث فتحت مدن الشرك و انتهى عصر الروم و كسر


آخر قرن من قرونها بعد الملحمة0


كما يجب أن أنوه لأمر هام و هو :


بعد أن رأينا انقسام الناس إلى فسطاطين فهذا الانقسام سيظل قائم حتى نهاية


أمة الإسلام فلا مجال لدخول المنافقين في دولة الإيمان و اليقين ،


والمؤمنين لا يمكثون بعد نبي الله عيسى إلا قليلا جدا



مجمل ما سبق هو:


يحكم المسلمون قبل الملحمة خليفة يجبر الروم على الصلح لأن الروم لا تصالح


إلا عن ضعف تجده في نفسها ,


يرسل هذا الخليفة جيش من المسلمين لمساعدة هؤلاء النصارى فيغدروا بهم


مع التأكيد على أن للمسلمين مصلحة شرعية في إرسال هذا الجيش


لآن رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم يقول :


( فتنفرون أنتم وهم إلى عدو من ورائهم فيفتح الله لكم فتنصرون و ترجعون
بما أصبتم من أجر وغنيمة فينزلون في مرج ذي تلول فيقول قائلكم الله غلب
ويقول قائلهم الصليب غلب فيتداولنها ساعة فيغضب المسلمون وصليبهم منهم
غير بعيد فيثور المسلم إلى صليبهم فيدقه فيثورون إلى كاسر صليبهم فيضربون
عنقه فتثور تلك العصابة من المسلمين إلى أسلحتهم ويثور الروم إلى أسلحتهم
فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة من المسلمين بالشهادة فيأتون ملكهم فيقولون
قد كفيناك حد العرب وبأسهم فماذا تنتظر )



*****


و نستطيع أن نستنتج من النص السابق جملة من المعارف و الفوائد :


1) إن الهدنة الكائنة بين المسلمين و النصارى تأتي في زمن خلافة راشدة بعكس


ما يقوله البعض من أن هذه الهدنة تسبق قيام الخلافة الراشدة


أ)الجيوش الإسلامية في عصر ما قبل الخلافة كحال جيوش المسلمين اليوم


ليست إسلامية بالكامل فلا يجوز أن يكون كل من مات فيها من الشهداء


ب) معظم قيادات الجيوش الإسلامية اليوم علمانية ليس في قلبها غيرة على


الإسلام و لا تستطيع الغيرة دون الرجوع إلى قياداتها التي أرسلتها


ج) هذه المعركة التي تسبق الملحمة ستقع في زمن لا وجود للحضارة المادية


التي نعرفها اليوم و من وسائل اتصال و أدوات حرب


فقد قتلت الفرق العربية المسلمة و لم تصلها أي مساعدة علما أن المسلمين


في هذه الآونة هم أصحاب الكلمة على الساحة الدولية


2) المعركة السابقة تأتي في زمن المسلمين فيه أقلة بشكل عام و العرب أقلة


بشكل خاص ،و ذلك كما يظهر من انقلاب الموازين بسبب قتل تلك العصابة


فالقوة في هذا العصر تعتمد أولا و أخيرا على العنصر البشري


و هذا يؤكد على أن المعركة بالسيف و ليست بغيره من الأسلحة الحديثة


و يؤكد هذا القول ما جاء في الحديث ( فيضربون عنقه )


و أظن لا إمكانية هنا للتأويل فهناك فرق بين القتل بالسلاح الحديث


و بين ضرب العنق بالسيف


3) العرب قبل هذه الحادثة كيان واحد و قوة واحدة بدليل أن استشهاد هذه الفئة


القليلة منها قد قضت على قوة و بأس العرب كما قال النصارى لملكهم


4) القوة النصرانية في هذه الآونة تتركز في قسطنطينية و روما فمنهما ستخرج


جيوش الملحمة و هما اللتين ستدفعان ثمن الغدر بالمسلمين


5) النصارى من حيث العدد ليس أحسن حالا من المسلمين إلا بالمقدار


البسيط لكنهم يتمتعون بوحدة جعلتهم يخرجون بكل رجالهم لخوض


الملحمة النهائية و تعدادهم لم يبلغ المليون كما جاء في الصحاح


بالتالي فالقضاء على هذا الجيش جعل كل أوربا ساحة فارغة أمام تقدم


سبعين ألف مسلم يحاصرون النصارى في حصونهم فيفتحونها


بالتهليل و التكبير0



***

لكن آلا يتبادر إلا الذهن سؤالا و هو:




كيف يرسل خليفة المسلمين هذه العصابة من المسلمين العرب لمساعدة الروم


و الأحاديث النبوية التي بين يدينا تؤكد أن الروم سيغدرون بهم ؟؟




هل يعلم هذا الخليفة ما سيحدث لهم ؟؟؟




لنا وقفة مع هذا الأمر إن شاء الله


***

حال اْمتي
12-04-2007, 11:41 PM
الآن صار لدينا رؤية للأحداث التي تسبق نزول نبي الله عيسى عليه السلام


و لنتساءل:


من هو الخليفة هذا الذي سيصالح الروم ؟؟


و أين موقعه الزمني من فتنة الدهيماء ؟؟


نعود الآن لحديث فتنة الأحلاس و نتابع من حيث انتهينا


الحديث يشير إلى أن فتنة الدهيم هي التي تسبق الملحمة لأن الملحمة هي التي تقسم


الناس على فسطاطي إيمان و نفاق و بالتالي ففتنة الدهيم ( الدهيماء ) تحدث


و تنقضي قبل الملحمة كما جاء في حديث الأحلاس 0



( فتنة الأحلاس هي فتنة هرب وحرب ، ثم فتنة السراء دخلها أو دخنها من تحت
قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني ، وليس مني ، إنما ولي المتقون ،
ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ، ثم فتنة الدهماء لا تدع أحدا
من هذه الأمة إلا لطمته لطمة ، فإذا قيل: انقطعت تمادت ، يصبح الرجل
فيها مؤمنا ويمسي كافرا ، حتى يصير الناس إلى فسطاطين:
فسطاط إيمان لا نفاق فيه ، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه ،
إذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من اليوم أو الغد .)



****


لكن و كما نوهت أكثر من مرة فالنص النبوي ليس رواية تاريخية تصف الحدث


على شكل سرد متواصل


فانتهاء فتنة الدهيم يعني اجتماع الأمة من جديد ،و طالما أن الفتنة التي تلي الدهيم


هي فتنة الملحمة الكبرى ثم الدجال ،و طالما أننا نعلم أن هناك خلافة ستكون


قائمة في هذه الفترة ( أثناء الملحمة و خروج الدجال )


فهذا يعني أن قيام الخلافة على يد الخليفة عائذ الحرم هو الذي أدى إلى انتهاء


أو انقطاع أمد فتنة الدهيم، ليتم تهيئة الأمة لاستقبال بقية الفتن


هذه الفترة الآمنة و التي ستعيشها الأمة تحت حكم الخليفة عائذ الحرم و من سيليه


لا نعلم مقدارها تحديدا ،و لكنها من الطول بحيث تكفي لإخماد الفتنة التي سبقته


آلا و هي فتنة الدهيم


حيث لا بد من خروج خليفة عادل ينظم الجيوش و يجبي الخراج و يحكم بين الناس


بالعدل , هذه الفترة و التي تسبق الملحمة و تقع بعد الدهيماء هي فترة خروج الخليفة


عائذ الحرم و التي تعتبر أهم مفصل من مفاصل هذا البحث


و قد رأينا في الفصول السابقة كيف خرج الخليفة محمد بن عبد الله


بعد انتهاء الحكم الجبري و سنرى لاحقا أن هناك خليفة سيبايع في الحرم


هو الذي يخمد فتنة الدهيم و هو الذي سيصالح الروم قبل الملحمة


و بذلك تكون فتنة الدهيم و التي هي من أسوء الفترات التي ستعيشها أمة الإسلام



****


إذاً فقد عرفنا الآن ترتيب الفتن المذكورة في حديث الأحلاس


فبعد الخليفة محمد بن عبد الله صاحب السنوات السبع بأمد مجهول ستبدأ فتنة السراء


بالظهور و هي ناتجة عن فساد خلقي سيستشري في المجتمع المسلم بالتدريج


حتى ينتهي بعد مراحل متقدمة بمرحلة كفرية هي فتنة الدهيم و التي سيقمعها


الخليفة الذي سيبايع إن شاء الله بين الركن و المقام


أما فتنة الأحلاس فهي و الله أعلم ما نعيشه اليوم من حروب و فتن و التي


سيقمعها إن شاء الله الخليفة محمد بن عبد الله و الذي سيبايع في بيت المقدس



****
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
دعونا الآن نتكلم عن فتنة الأحلاس


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ




أيها الأخوة الأفاضل : ما هي فتنة الأحلاس ؟؟؟ و ما معنى الأحلاس ؟؟



عون المعبود ج: 11 ص: 208


" قال في النهاية الأحلاس جمع حلس وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير
تحت القتب شبهها به للزومها ودوامها0 " انتهى


"وقال الخطابي :إنما أضيفت إلى الأحلاس لدوامها وطول لبثها أو لسواد لونها
وظلمتها قال النبي هي أي فتنة الأحلاس هرب بفتحتين أي يفر بعضهم من بعض
لما بينهم من العداوة والمحاربة قاله القاري وحرب في النهاية الحرب بالتحريك
نهب مال الإنسان وتركه لا شيء له 0" انتهى
وقال الخطابي الحرب ذهاب المال والأهل



إذاً 00فقد شبه رسولنا هذه الفتنة بالأحلاس لطول مكثها في الناس


منهم بالسيطرة على أرزاقهم و تركهم لا مال لهم و لا أهل


أي عدو يسلط على الأمة فينهب مالها و يقتل ذراريها في زمن رفعت فيه الألفة


من قلوب الناس فتنافرت قلوبهم


رأينا في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف أن الله تعهد أن لا يسلط


على هذه الأمة سيفين ، سيفا من عدوها و سيفا منها ،و لكن ظاهر الأمر أن هذا


الحديث ينطبق على الأمة فيما لو استفاقت من سباتها و عادت إلى الله عندما


يدهمها العدو ، لكن أمة الإسلام اليوم نخرها النفاق و حب الدنيا حتى بلغ بها كل


مبلغ فلم تستفق رغم أن عدوها يجثم على أقدس مقدساتها ينتهك الأعراض


و ينهب الثروات و نحن نسميهم اليوم بقوات التحالف حتى الاسم الحقيقي



خشينا من إطلاقه عليه فهل ننتظر من الله أن يقاتل عنا ؟؟


ماذا نريد حقيقة من الله ؟؟؟


, نحن نكذب على أنفسنا و نتضرع و نبكي كي يرفع عنا البأس لكن قلوبنا أُشربت


بحب الدنيا كما أشربت قلوب بني إسرائيل بحب العجل فلا دواء لنا إلا أن نقتل


بعضنا البعض كما فعلوا , و الصحيح أنهم قتلوا أنفسهم امتثالا لأمر الله


و تكفيرا عن عبادتهم للعجل أما نحن فسنقتل أنفسنا امتثالا لحب الدنيا


و تنفيذا لهواها حتى يخرج منا جيلا في زمن الحرب لم يتربى على حب


الدنيا ، و لم يعرف الدشوش و الفضائيات هذا الجيل هو الذي سيدخل القرية


التي أمرهم الله أن يدخلوها سيدخلون بيت المقدس و يبايعون خليفتهم فيها


لينتهي بذلك زمن الأحلاس، و تبدأ بعد ذلك سنوات الخلافة التي على منهاج النبوة


إذاً و بالنظر في تاريخ الأمة فلا مثيل لفتنة الأحلاس إلا ما نعايشه اليوم في نهاية


الحكم الجبري و التي قد تستمر حتى بداية العقد الثالث من هذا القرن و الله أعلم


***


إذاً00 بقيت فتنة السراء


و التي يحدث بسبها فتنة الدهيماء فما هي السراء ؟؟؟


يستمر الحكم على منهاج النبوة بعد انتهاء الأحلاس حتى زمن يعلمه الله


ثم تبدأ نفوس الناس تميل من جديد إلى الدنيا , كيف لا و هم يعيشون في عصر


من أزهى و أغنى العصور


ثراء لا مثيل له و خير في الأرض و السماء ثم كثرة في النساء و الجواري


فيبدأ ميزان العدل يميل للظلم و يغير الله حكامهم كما تغيرت نفوسهم


حتى يصل الظلم بحكامهم إلى درجة أن يخرجهم من معايشهم و أرزاقهم


و يبدأ التقاتل و الانشقاق يظهر على الأمة و كلما أبتعد الناس عن الله سبحانه


أزداد ظلم الحكام و جبروتهم حتى يأتي زمن تطفأ فيه السنن و تظهر البدعة


و لا يعرف الحلال من الحارم إلا قلة من الناس في عصر قل فيه العلم بقتل العلماء


و منع القلم حتى تعود الأمة في جاهلية عمياء تعبد فيها الأصنام كما في الجاهلية


الأولى و يعود الإسلام غريبا كما بدأ في مكة و المدينة و على تخوف من طغاة الأرض


هذه الفترة هي فتنة الدهيم التي تسبق بيعة الخليفة عائذ الحرم و الذي سيرسل


له الطغاة من الشام جيشا سوف يخسف به الله صحراء المدينة





***
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*

حال اْمتي
12-04-2007, 11:45 PM
فتنة الدهيماء نظرة عامة



لقد تسرع الكثير ممن خاض في علم الملاحم و جزم بأن المرحلة التي نعيشها اليوم ،


هي المرحلة التي تمهد لظهور الخليفة عائذ الحرم و بالتالي فقد أصبحت الأمة اليوم


قاب قوسين أو أدنى من نزول عيسى عليه السلام،


و بالتالي فنحن إن رضينا بهذا التحليل فقد نسفنا مراحل زمنية و فتن يفترض


بالأمة أن تخوضها ,


و بصراحة القول فقد نسف عقود إن لم يكن قرون من حياة هذه الأمة


الأمر لا يكون بالتمني أو بالتحليل السطحي الذي يهرب من مواجهة الدليل و البرهان ,


فقول من قال بأننا على أعتاب مرحلة خروج الخليفة عائذ الحرم يضعنا أمام استحقاقات


يجب مواجتها و البحث فيها 0


لآن المرحلة التي تسبق هذا الخليفة كما رأينا هي فتنة الدهيم و التي سنرى بعد قليل


إن شاء الله بعض تفاصيلها


و لك الحكم أخي الفاضل على صحة هذا الادعاء و ذلك لدى مقارنتك ما بين


خصائص فتنة الدهيم و خصائص الفترة التي تعيشها الأمة اليوم 0


فما هي فتنة الدهيم التي لم يعطيها أحد من الباحثين حقها من الدراسة و التحليل


حتى بقيت مجرد كلمات في نصوص نبوية صحيحة ؟؟؟




أعلموا أيها الأخوة : أن فتنة الدهيماء هي فترة زمنية ظلماء ستعيشها الأمة لسنوات


أ
و عقود فهي مرحلة ناتجة عن تكدس انحرافات و أخطاء عاشتها الأمة طوال مرحلة


ما يسمى بفتنة السراء حتى تبلورت مرحلة كفرية لا مثيل لها في تاريخ الإسلام


حتى أعادت الإسلام إلى غربته الأولى إلى السنوات الأولى للبعثة ،


مجموعة من المؤمنين يعيشون في بحر من الجاهلية و الكفر حتى لتكاد أن لا تجد


مسلما إلا في المدينة أو مكة 0


أما زمن هذه الفتنة فهي السنوات التي تسبق الخليفة عائذ الحرم و نهاية هذه الفتنة


لا تبعد عن زمن خروج الدجال بأكثر من ثلاث أو أربع عقود على الأغلب و الله أعلم


لكن أن نُقر بأننا نعيش آخر سنوات هذه الفتنة فهذا يعني أننا نوافق الأديان الأخرى


( النصارى و اليهود )على أننا نعيش السنوات الأخيرة التي تسبق نزول عيسى


عليه السلام و هذا خطأ فادح0


البعض لن يقتنع بما قدمنا سابقا و سيبقى مصرا على أن الحرب القادمة هي الملحمة


حيث تراه يؤول النصوص الصحيحة تأويلاً سطحيا ساذج فهو يعتقد أن العلاقات


التي تنظم المسلمين و الروم اليوم هي الهدنة التي تسبق الملحمة الكبرى،


و إن الأحاديث الصحيحة و التي تذكر السيف صراحة ما هي إلا تشبيه تجنب


من خلاله الرسول عليه الصلاة و السلام الحديث عن الأسلحة الحديثة


ستجد حين تقرأ للبعض عن الملاحم تسطيحا غريبا للنصوص و تأويلا


ما أنزل الله به من سلطان !!!


خذوا مثلا حادثة أبراج أمريكا , حيث خرج ورد في بيان نسب للشيخ أسامة قال


من جملة ما قال أن هذه الحادث قد قسم المسلمين إلى فسطاطين


فما كان من البعض إلا أن أعتبر هذا الكلام قرآنا موحى و أعتبر هذه الحادثة


هي بداية الملحمة لأن المسلمين قد انقسموا إلى فسطاطين كما ورد بالصحيح


طبعا لم يكلف أياً منا أن يسأل نفسه هذا السؤال


إذا كان المسلمون قد قسموا حقا إلى فسطاطين ففي أي الفسطاطين أنت ؟؟؟


فإن قلت في فسطاط الإيمان الذي لا نفاق فيه فقد كذبت لأنك ترى المسلمين يقتلون


و لا تحرك ساكن و هذا يعني أنك لست صافي الإيمان


و إن قلت أنك في فسطاط النفاق فقد تكون قد ظلمت نفسك


يا أخي 00مسألة الانقسام هذه تحتاج إلى أركان لا يتوفر منها شيء في زماننا هذا


أولاً: يجب أن يكون هناك طرفين أو معسكرين أنت مخير بالانضمام إلى أحداهما


أي يجب أن يكون هناك دار إسلام و دار كفر، تستطيع الوصول إلى كليهما لتحديد


موقفك ، و هذا غير متوفر في هذا الزمن فحكام المسلمين و زبانيتهم أشد على الإسلام


من الكفرة الحقيقيين 0


ثانيا : يجب أن يكون المسلمون تحت سلطان خليفة يعمل على منهاج النبوءة وقت


حدوث هذه الفتنة كما جاء في النصوص0


ثالثا : يجب أن يكون بيت المقدس بيد المسلمين و لا وجود لليهود في هذه الحرب


بينما نلاحظ العكس فاليهود يستولون على بيت المقدس و هم الذين يحركون الأساطيل


و الجيوش للقضاء على الإسلام


أيها الأخوة00 سأطرح بعد قليل إن شاء الله بعض الثغرات التي تساعد على هدم


ما لدى البعض من اعتقاد بكون الأمة اليوم تعيش فتنة الدهيم و نبدأ بالقضية الأهم


و هي : ( قضية اليهود )


أيها الأخوة00 أن تحدث فتنة تحصد من البشر قرابة ست مليارات من البشر في


فترة محدودة من الزمن ، أمر لا يمكن استيعابه ( على اعتبار أننا مقدمون على


الملحمة الكبرى و قد رأيتم كيف بينا أن البشر على الأرض وقت الملحمة لا يتجاوزون


بضع ملايين أي أن المليارات التي نشاهدها اليوم يجب أن تكون قد زالت قبل الملحمة )


و لكن الأمر الأكثر غرابة من ذلك هو أمر اليهود !!


فمن الثابت أن المسلمين يقتلون اليهود في فلسطين قبل الملحمة الكبرى،


ثم نجدهم يخرجون مع الدجال في جيش قوامه سبعون ألف مقاتل ,,, فهل يعقل أن


تحصد الفتنة قرابة مليار مسلم و لا ينجو منهم إلا مائتا ألف ! بينما اليهود


و الذين هم أساس الصراع و عنوانه و عددهم لا يتجاوز بضع ملايين ينجوا منهم


سبعون ألف مقاتل ! أي ثلث تعداد المسلمين بعامة و نصف تعداد الصفوة


و أين هي النبوءات التي تتحدث عن قتل اليهود و أين من يدوسهم كطين الأزقة


عندما يدخل المسلمون بيت المقدس 00 الأمر فيه لبس ما!!


لو كان ما ذهب إليه أصحب الرأي القائل بأننا على أبواب الملحمة ، و لو كان هذا


الرأي صواب ، لكان الفارق الزمني بين فتح القدس و خروج الدجال أقل من خمسة


سنوات ، فكيف ينجوا من اليهود كل هذا العدد ؟؟


و كيف أعادوا تنظيم أنفسهم في فترة زمنية قصيرة و تحت أنظار دولة الخلافة


التي فتحت أخر معاقل الروم على الأرض أليس غريبا أن يحدث هذا ؟



***


أصحاب الرأي السابق يقولون أن لا وجود لأكثر من خليفة قرشي من عترة


محمد صلى الله عليه و سلم سيحكم الأمة آخر الزمان 0


بمعنى أن الخليفة الذي سيحكم الأمة لسبع سنوات و الذي ستنعم الأمة في عهده نعماء


لم تنعمها من قبل ، هو ذاته الخليفة الذي سيخوض الملاحم، و هو ذاته الخليفة


الذي سيصلي خلفه عيسى عليه السلام


لكن أخي الفاضل لو أجرينا هذه المقارنة التالي فماذا سيكون رأيك في النهاية


تابع ,,,,,,,,,,,,,




دعونا نناقش سنوات حكم المهدي الذي سيصلي خلفه عيسى عليه السلام


و هنا دعونا نناقش الأمر و كأنه لا مهدي إلا الذي يصلي خلفه عيسى عليه السلام


أي أننا سنعتبر أن الخليفة القادم هو عائذ الحرم و لا وجود لخليفة راشد سيسبقه


كما بينت في هذا البحث و أن هذا الخليفة هو الذي سيحكم الأمة لسبع سنوات


ثم نطابق بين الأوصاف التي أطلقها رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم


على زمن حكم الخليفة و بين الأوصاف المعروفة لنا عن المرحلة التي يتوجب


أن يكون فيها لو صح هذا الاعتقاد 0



سلسة الأحاديث الصحيحة: المجلد الثاني 711 ( الصحيحة )


(يخرج في آخر أمتي المهدي ؛ يسقيه الله الغيث ، وتخرج الأرض نباتها ،
ويعطي المال صحاحا ، وتكثر الماشية ، وتعظم الأمة ، يعيش سبعا أو ثمانيا .
يعني: حجج)



سنن أبي داود: أول كتاب المهدي 4285 ( حسن )


(حدثنا سهل بن تمام بن بزيع ، ثنا عمران القطان ، عن قتادة ، عن أبي نضرة ،
عن أبي سعيد الخدري قال:,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ""
المهدي مني أجلى الجبهة ( الجلي هو انحسار الشعر عن مقدم الرأس ) ، أقنى الأنف
، يملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت جورا وظلما ، ويملك سبع سنين )



سبق أن استعرضتا صفات عصر هذا المهدي و بالتفصيل في فصل سابق يرجى


العودة إليها لكننا سنوجزها الآن بغرض المقارنة



في الحديث الثاني يحدد رسول الله صلى الله عليه و سلم مدة حكم المهدي


بسبع سنوات 000هذا أولا


يملأ المهدي الأرض عدلاً بعد أن ملئت جورا000 هذا ثانيا


يبارك الله في نبات الأرض و غيث السماء000 هذا ثالثا


يفيض المال و يكثر000 هذا رابعا


تكثر الماشية 000هدا خامسا


تعظم الأمة 000هدا سادسا


نظرا لأننا سنعتبر أنه لا مهدي إلا من سيصلي خلفه عيسى عليه السلام فمقتضى


هذا أن يكون المهدي قد أنها حكمه عند تمام السابعة بنزول عيسى عليه السلام


بدليل هذا الحديث الصحيح
جزء من حديث طويل 00صحيح الجامع الصغير


(.............فيكون عيسى بن مريم في أمتي حكما عدلا و إماما مقسطا يدق
الصليب و يذبح الخنزير و يضع الجزية و يترك الصدقة فلا يسعى على شاة
و لا بعير و ترفع الشحناء و التباغض و تنزع حمة كل ذات حمة حتى يدخل الوليد
يده في في الحية فلا تضره و تضر الوليدة الأسد فلا يضرها و يكون الذئب
في الغنم كأنه كلبها و تملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء و تكون الكلمة
واحدة فلا يعبد إلا الله و تضع الحرب أوزارها و تسلب قريش ملكها و تكون الأرض
كفاثور الفضة تنبت نباتها بعهد آدم حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم .............. )



نحن اقتصرنا على جزء من حديث صحيح طويل كان الهدف من ذكره هنا أن الخلافة


تنتهي بنزول عيسى عليه السلام و لا حاجة بعد عيسى عليه السلام لخليفة


لأن أجل الأمة قد انتهى ,





***
*
*

حال اْمتي
12-04-2007, 11:47 PM
إذن بنزول عيسى عليه السلام تنتهي الخلافة في أمة محمد صلى الله عليه و سلم



و بالتالي زوال ملك قريش ، لان الخلافة فيهم ما بقي اثنان كما جاء عن رسولنا محمد



صلى الله عليه و سلم ،حتى أن الكثير من الفقهاء ذهبوا إلى عدم جواز عقد الإمامة



العظمة ( الخلافة ) لغير قرشي 0



جاء في كتاب الفتن رقم 1585 بإسناد ضعيف



( عن كعب قال : إذا خرج عيسى أبن مريم انقطعت الإمارة )



و قد جاء في حديث صحيح أخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن :



الفتن لنعيم بن حماد ج: 2 ص: 570



( 1595 حدثنا عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة وليث بن سعد عن خالد بن يزيد

عن سعيد بن ابي هلال عن أبي سلمة ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال:

يبلغ الذين فتحوا القسطنطينية خروج الدجال، فيقبلون حتى يلقوه ببيت المقدس

قد حصر هنالك ثمانية آلاف امرأة واثنا عشر ألف مقاتل ،هم خير من بقي ،

وكصالح من مضى فبيناهم تحت ضبابة من غمام إذ تكشف عنهم الضبابة مع

الصبح فإذا بعيسى ابن مريم بين ظهرانيهم فيتنكب إمامهم عنه ليصلي بهم ،

فيأبى عيسى ابن مريم حتى يصلي إمامهم تكرمة لتلك العصابة ثم يمشي

الى الدجال وهو في آخر رمق فيضربه فيقتله فعند ذلك صاحت الأرض فلم

يبق حجر ولا شجر ولا شيء إلا قال يا مسلم هذا زفر ورائي فاقتله إلا الغرقدة

فإنها شجرة يهودية فينزل حكما عادلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع

الجزية وتبتز قريش الإمارة وتضع الحرب أوزارها وتكون الأرض كفاثورة الفضة

وترفع العداوة والشحناء والبغضاء وحمة كل ذات حمة وتملأ الأرض سلما

كما يملأ الإناء من الماء فيندفق من نواحيه حتى تطأ الجارية على رأس الأسد

ويدخل الأسد في البقر والذئب في الغنم وتباع الفرس بعشرين درهما

ويبلغ الثور الثمن الكثير ويكون الناس صالحين فيأمر السماء فتمطر والأرض

فتنبت حتى تكون على عهدها حين نزلها آدم عليه السلام حتى يأكل من الرمان

الواحدة الناس الكثير ويأكل العنقود النفر الكثير وحتى يقول الناس: لو أن آباءنا

أدركوا هذا العيش )





****





لاحظوا أيها الأخوة أمران:



الأول : انتهاء حكم قريش و الخلافة بنزول نبي الله عيسى عليه السلام



الأمر الثاني : قلة تعداد المسلمين في ذلك الزمان



****



يبدأ حكم المهدي في هذه الأمة دون ريب من اللحظة التي يبايع له في الحرم ،



لا يوجد دليل واحد يشير إلى أن من سيبايع المهدي في الحرم هم أصحاب



الرايات السود , بل تشير الآثار الموجودة إلى أن أنصار المهدي صاحب الحرم



هم كعدد أهل بدر، يجتمعون عليه كالقزع من كل مكان و يخرجون معه على ضعفا منهم،



حيث يوجه إليهم جيش من الشام فيعيث بالمدينة فسادا ثم يخسف الله به الأرض



قبل وصوله لمكة0



و هنا نسأل أنفسنا كم لبث هذا الجيش من الزمن حتى خرج إلى المدينة



و خسف به ثم وصول خبر الخسف إلى الشام ثم تجهيز جيش جديد للقاء



الخليفة عائذ الحرم؟؟؟





مصنف ابن أبي شيبة ج: 7 ص: 460



(حدثنا عفان قال: حدثنا عمران القطان عن قتادة عن أبي الخليل عن عبد الله

ابن الحارث عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

يبايع لرجل بين لركن والمقام كعدة أهل بدر، فتأتيه عصائب العراق وأبدال الشام فيغزوهم جيش من أهل الشام حتى إذا كانوا بالبيداء يخسف بهم ، ثم يغزوهم رجل

من قريش أخواله كلب فيلتقون فيهزمهم الله فكان يقال الخائب من خاب من غنيمة كلب)





كم من الزمان في عصر الخيل تحتاج هذه الأحداث حتى تتم، بل و حتى في عصر



الصاروخ تحتاج إلى سنوات كثيرة ، فكيف وقعت كل هذه الأحداث في خلافة المهدي



و الذي يفترض أن حكمه سبع سنوات كما جاء في الصحيح



و هنا يجب أن نلاحظ :



الاختلاف حدث بعد موت خليفة و النصوص تشير إلى أن مركز الخلافة في الشام ( القدس )



بدليل وجود قريش وقت هذا الحدث في الشام، ثم غلب القرشي أبن الكلبية على الحكم



مما يؤكد على وجود خلافة في الشام لقريش قبل هذه البيعة و لكنها خلافة فاسدة



اضطرت الناس لمبايعة المهدي في الحرم ،و هذا هو الذي دفع أهل الشام لبعث



جيش في محاولة للقضاء على الخلافة الجديدة0





سنن أبي داود : أول كتاب المهدي





(حدثنا محمد بن المثنى ، ثنا معاذ بن هشام ، حدثني أبي ، عن قتادة ،

عن صالح أبي الخليل ، عن صاحب له ، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "" يكون اختلاف عند موت خليفة ،

فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة ، فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه

وهو كاره ، فيبايعونه بين الركن والمقام ، ويبعث إليه بعث من أهل الشام فيخسف

بهم بالبيداء بين مكة والمدينة ، فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب

أهل العراق فيبايعونه بين الركن والمقام ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب

فيبعث إليهم بعثا فيظهرون عليهم ، وذلك بعث كلب ، والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب؛ فيقسم المال ، ويعمل في الناس بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ،

ويلقي الإسلام بجرانه ( الجران مقدم العنق ) في الأرض ، فيلبث سبع سنين ،

ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون "" .



قال أبو داود: وقال بعضهم عن هشام "" تسع سنين "" وقال بعضهم "" سبع سنين





كما يجب أن نلاحظ أن خروج القرشي الذي أخوله من كلب و الذي سمي في بعض



النصوص بالسفياني ، سيكون في زمن تظهر فيه القبلية من جديد و بشكل واضح



كما كان في القرون الماضية , بعكس ما تشاهده اليوم من ذوبان القبلية



في خضم الحياة المادية و التي لا تعترف بأواصر القرابة و النسب



لكننا نلاحظ أن النصوص تدل و بصراحة على أن نصرة القرشي الذي سيرسل



بجيشه إلى عائذ الحرم ستكون جلها من بني كلب





***





ذكرنا أن النصوص النبوية قد وصفت السنوات التي سيحكم بها هذا الخليفة بأنها



سنوات خير تنعم فيها الأمة نعماء لم تنعمها قط



و قد حاول البعض تأويل هذه النعمة على أنها نعمة نفسية و ليست مادية



و ذلك لما حاصرتهم الأدلة التي تثبت أن السنوات التي سيحكم بها الخليفة عائذ الحرم



إنما هي سنوات فتن و حروب و مشقة لا مثيل لها 0



و لو كانت هذه النعمة نعمة معنوية لكان ما نعمه الصحابة في فترة النبوة و حتى مقتل



عثمان هو خير نعمة شهدتها أمة محمد صلى الله عليه و سلم 0



إذاً 00فالمقصود بالنعمة التي ستشهدها أمة محمد صلى الله عليه و سلم



في خلافة الخليفة صاحب السنوات السبع إنما هي نعمة مادية و معنوية دل على ذلك



تعداد الرسول محمد صلى الله عليه و سلم لهذه النعم و المتمثلة بالمطر و النبات



و استفاضة المال0



لكن لو كان الخليفة صاحب السبعة سنوات هو الخليفة عائذ الحرم صاحب جيش الخسف



لكان هناك تناقض في النصوص النبوية 0



دعونا نرى النعم التي ستشهدها الأمة في خلافة عائذ الحرم حتى نزول عيسى عليه السلام







***



























*

حال اْمتي
12-04-2007, 11:48 PM
النعمة الأولى : فتح الحجاز و فارس و الروم





لقد جاء في صحيح الإمام مسلم رحمه الله :



( باب ما يكون من فتوحات قبل الدجال )



و نحن نعلم أن الإمام مسلم مدرك إن هذا الحديث يتكلم عن فتوحات



آخر الزمان و قبل ظهور الدجال0




صحيح مسلم ج: 4 ص: 2225


باب ما يكون من فتوحات المسلمين قبل الدجال



( 2900 حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عبد الملك
بن عمير عن جابر بن سمرة عن نافع بن عتبة قال: ثم كنا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة قال :فأتى
النبي صلى الله عليه وسلم قوم من قبل المغرب عليهم ثياب الصوف فوافقوه
،ثم أكمة فإنهم لقيام ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد، قال :
فقالت لي نفسي: ائتهم فقم بينهم وبينه لا يغتالونه ،قال :ثم قلت لعله نجي معهم
فأتيتهم فقمت بينهم وبينه، قال فحفظت منه أربع كلمات أعدهن في يدي، قال:
تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم فارس فيفتحها الله،
ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله ،
قال : فقال نافع: يا جابر لا نرى الدجال يخرج حتى تفتح الروم )




على المهدي أن يعيد فتح كل تلك الأمصار قبل نزول عيسى



عليه السلام بل قبل خروج الدجال



فليت شعري هل يكفي المهدي سبع سنوات لفتح هذه الأرض!!






النعمة الثا نية : قتال الروم و الصلح




كما هو ثابت بالسنة الصحيحة فإن صلحا ما سيتم بين المسلمين



و الروم قبيل الملاحم هذا الصلح و الذي وصفه رسول الله



صلى الله عليه و سلم ( بالصلح الأمن ) و الصلح الآمن هو



أعلى درجات الصلح حيث يأمن كل طرف من الأطراف المتحاربة



الطرف الآخر ،و كان من شروط هذا الصلح دفاع المتصالحين



بعضهم عن بعض في حال تعرض أحد الأطراف لتهديد خارجي



( اتفاقية دفاع مشترك ) مدة الاتفاقية كما ورد في بعض الآثار



عشر سنوات





مسند الشاميين ج: 2 ص: 37



3( حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق ثنا عمرو بن عثمان
ثنا بقية عن الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي عمرو السيباني
عن ذي مخبر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
ثم تصالحون الروم صلحا عشر سنين يوفون سنتين ويغدرون
في الثالثة أو قال أربع سنين ويغدرون في الخامسة وينزل
من ذلك الجيش منكم مدينتهم فتغزون أنتم وهو عدوا لهم
فيلقون ذلك العدو فيفتح لكم عليهم فتنصرون بما أحببتم من نيل
أو غنيمة )



( 874 حدثنا محمد بن عبيد بن آدم ثنا محمد بن أبي السري
ثنا ضمرة بن ربيعة عن يحيى بن أبي عمرو السيباني عن
عمرو بن عبد الله الحضرمي عن ذي مخبر بن أخي النجاشي
أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ثم مثله )




ظاهر الأمر أن المسلمين يجبرون الروم على الصلح بعد أن تحدث



بينهم وقعة تكون الغلبة فيها للمسلمين فالروم لا تصالح و هي



غالبة 0



و قد جاء في بعض الآثار أن من شروط الصلح أيضا بناء المسلمين



للمساجد في قسطنطينية مقابل دعم المسلمين للروم بفرقة ترابط



في القسطنطينية تساند الروم ضد أي خطر يتعرضون له



و لا أستبعد أن يكون الروم قد شعروا بخطر ما يهددهم فسارعوا



للصلح مع المسلمين و في نيتهم الغدر بعد أن يحصلوا منهم



على ما يريدون0





جاء في الفتن لنعيم بن حماد



(حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن أبي فراس


عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال تغزون القسطنطينية ثلاث غزوات
فأما غزوة واحدة فتلقون بلاء وشدة والغزوة الثانية يكون بينكم وبينهم صلح
حتى يبتني فيها المسلمون المساجد ويغزون معهم من وراء القسطنطينية
ثم يرجعون إليها والغزوة الثالثة يفتحها الله لكم بالتكبير فتكون على ثلاث أثلاث
يخرب ثلثها ويحرق ثلثها ويقسمون الثلث الباقي كيلا)





الفتن لنعيم بن حماد 1314 و فيه رشدين ضعيف




(حدثننا رشدين عن ابن لهيعة والليث بن سعد عن أبي قبيل


واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :يكون بين المسلمين
وبين الروم هدنة على أن يبعث المسلمون إليهم جيشا يكون بالقسطنطينية
غوثا لهم ،فيأتيهم عدو من ورائهم يقاتلونهم فيخرج إليهم المسلمون
والروم معهم فينصرهم الله عليهم ويهزمونهم ويقتلونهم فيقول قائل من الروم
غلب الصليب ويقول قائل من المسلمين بل الله غلب ،فيتراجع القوم ذلك بينهم
فيقوم المسلم إلى الرومي فيضرب عنقه ،فتنتكث الروم حتى إذا رجعوا
إلى القسطنطينية وأمنوا قتلوهم وهم آمنون فإذا قتلوهم عرفوا
أن المسلمين سيطلبونهم بدمائهم فيخرج الروم على ثمانين غاية
تحت كل غاية اثنا عشر ألفا ،قال أبو قبيل :فإذا جاءت الروم لم
يكن للناس بعدهم قوام ومعهم يومئذ الترك وبرجان والسقالبة)




****




كم من الوقت يحتاج المسلمين لفتح هذه البلدان؟؟



و كم دام القتال بين الروم و المسلمين بقيادة المهدي



حتى وقعوا الصلح ؟؟



و كم عام وفوا بالعهد حتى نقضوه؟؟



يضاف إلى كل ذلك الزمن الذي لزم المسلمين حتى وحدوا أرض الإسلام



فهل تكفي السنوات السبع التي سيحكم بهن المهدي لكل هذه



الأحداث علما أن هناك بقية تستلزم سنوات عدة أخرى؟؟




سنن أبي داود ج: 4 ص: 110



96( حدثنا حيوة بن شريح الحمصي ثنا بقية عن بحير عن خالد


عن بن أبي بلال عن عبد الله بن بسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: ثم بين الملحمة وفتح المدينة ست سنين ويخرج
المسيح الدجال في السابعة قال )




أليست هذه السنوات السبع هي مقدار حكم المهدي؟





ماذا بعد الملحمة من أحداث؟ :




تسفر الملحمة بعد سنوات من القتال عن فتح أخر معاقل الروم



لتبدأ ثلاث سنوات قاسية تمهد لخروج الدجال 0



السنة الأولى ينقص ثلث مطر السماء و ثلث نبات الأرض



و في السنة الثانية ينقص الثلث الثاني، و في السنة الثالثة



يذهب الثلث الأخير فيصبح الناس و لا طعام لهم إلا من رحم ربي



و يكون طعام المسلمين في هذه الضيقة التسبيح و التهليل



يجري منهم مجرى الطعام




هذا جزء من حديث صحيح طويل :


أخرجه ابن ماجه ج: 2 ص: 1362




(وإن قبل خروج الدجال ، ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد
يأمر الله السماء في السنة الأولى آت تحبس ثلث مطرها ويأمر الأرض
فتحبس ثلث نباتها ثم يأمر السماء في الثانية فتحبس ثلثي مطرها ويأمر الأرض
فتحبس ثلثي نباتها ثم يأمر الله السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله
فلا تقطر قطرة ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء فلا تبقى ذات
ظلف إلا هلكت ،إلا ما شاء الله قيل فما يعيش الناس في ذلك الزمان قال:
التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام )





لست هنا لبيان فتنة الدجال و سيكون لها تفصيل إن شاء الله



في غير هذا الفصل0



و لكن ما أحببت الوصول إليه هو وضع القارئ الكريم في تصور



بسيط للصعوبة و المعانة التي تنتظر المؤمنين الذين سيدركون



المهدي عائذ الحرم و إذا كنا الآن غير معنيين بذكر فضل وأجر



هؤلاء القوم، إلا أن الهدف الذي قصدناه من كل ذلك هو تبيان



استحالة أن يكون المهدي المقصود بحديث السبع سنوات



الخصبة ،هو المهدي عائذ الحرم0





ـ سلسة الأحاديث الصحيحة:المجلد الثاني:711 ( الصحيحة )




(يخرج في آخر أمتي المهدي ؛ يسقيه الله الغيث ، وتخرج الأرض نباتها ،
ويعطي المال صحاحا ، وتكثر الماشية ، وتعظم الأمة ، يعيش سبعا أو ثمانيا .
يعني: حجة .)





هنا أود أن أسألكم هل سمات الحياة التي يعيشها المسلمون في



عصر المهدي المذكور في الحديث السابق هي نفس السمات



التي ذكرناها سابقا في حديثنا عن الخليفة عائذ الحرم؟؟



هذا و يمكنكم أن تضيفوا لكل تلك المشاق التي سيعانيها المؤمنون



في زمن المهدي عائذ الحرم حوالي السنتين يعايشون خلالها



أكبر فتنة خلقها الله ألا و هي فتنة الدجال




طبعا الذي ينظر للأدلة بنظرة موضوعية يجد ما قدمنا من الأدلة



كافي للتفريق بين الخليفتين فيكفيه أن يجد أن السنوات السبع



التي سيحكمها المهدي (( طبعا هنا نتكلم على أساس أن لا مهدي



إلا الذي سيصلي خلفه نبي الله عيسى عليه السلام )) لا تكفي



لحدوث جزء بسيط من الأحداث التي يفترض أن تحدث في عصر



هذا المهدي هذا ناهيك عن أن رغد العيش الذي يصفه رسول الله



صلى الله عليه و سلم في الحديث السابق لا يمكن بحال من



الأحوال أن يكون ممثلا في حرب و فتوحات و ملاحم



و سنوات جوع و جدب , ناهيك عن نقص شديد في تعداد الأمة ,




سنقدم إن شاء الله في الفصل القادم أدلة مساعدة تنير بعض جوانب



البحث من جهة و تثبت من جهة أخرى ما ذهبنا إليه حول تعدد



الخلفاء الذين سيعملون في الأمة على منهاج النبوة







***

حال اْمتي
12-04-2007, 11:49 PM
الفصل الثاني : السراء و الدهيم تفاصيل مهمة




بينا سابقا أن فتنة السراء تقع زمنيا بعد انتهاء الخلافة الراشدة



التي ستأتي بعد عصر الجور الذي تعيشه الأمة اليوم




و يبدأ ذلك نتيجة لابتعاد الناس عن الصراط المستقيم و أتباعهم



للشهوات فيتغير عليهم سلطانهم بنفس التغير الذي يجدونه



في أنفسهم 0



سنحاول إن شاء الله الحديث عن هذه المرحلة المهمة من أجل إبراز



سماتها و التي ستكون عونا و دليلاً للأخ القارئ لكي يتأكد



من صحة النتائج التي وصلنا إليها سابقا 0



أيها الأخوة الأفاضل كما هو الحال في الفصول السابقة و اللاحقة



إن شاء الله ، سنعتمد على الآثار الصحيحة ثم سنستأنس



ببعض الآثار غير المرفوعة خصوصا قوية الإسناد منها لمعرفة



تفاصيل هذه الفترة


حيث كان بالإمكان تجاوز التفاصيل و الاكتفاء بالخطوط العريضة



و التي ترسمها الأحاديث الصحيحة



لكن النفس دائما في شوق لمعرفة التفاصيل و طالما أن من تحدث



في هذه التفاصيل من الصحابة و التابعين فلا بأس بالأخذ بأقوالهم



طالما أنها لا تتعارض و صحيح السنة النبوية



و نبدأ إن شاء الله بذكر الخلفاء الذين يلون المهدي صاحب



بيت المقدس0



الفتن لنعيم بن حماد ج: 1 ص: 382




(1144 حدثنا ابن وهب عن ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد سمع عقبة بن راشد الصدفي قال حدثنا عبد الله بن الحجاج قال سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص
بعد الجبابرة الجابر ثم المهدي ثم المنصور ثم السلام ثم أمير العصب فمن قدر
أن يموت بعد ذلك فليمت)




***







الفتن لنعيم بن حماد ج: 1 ص: 391



(1177 حدثنا ابن وهب عن ابن أنعم عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله
بن عمر قال ثلاثة أمراء يتوالون تفتح الأرضين كلها عليهم كلهم صالح ،
الجابر ثم المفرح ثم ذو العصب يمكثون
أربعين سنة ثم لا خير في الدنيا بعدهم )



***




النصان السابقان يتحدثان عن الخلافة القادمة و التي هي



على منهاج النبوة



فالنص الأول يحدد زمن مجيء هؤلاء الخلفاء حيث يبين أن



مجيئهم بعد زمن الحكم الجبري و الذي تعيشه أمة محمد منذ



سقوط الخلافة العثمانية على أيدي اليهود و النصارى



أما الجابر فهو و الله أعلم الخليفة الأولى و المذكور بنص الحديث



الصحيح ،و الذي اسمه كاسم نبينا محمد صلى الله عليه و سلم



و اسم أبيه عبد الله كاسم أبو النبي محمد صلى الله عليه و سلم



أما كنيته أو ما سيعرف به وفق النص السابق فهو الجابر



أي أن اسمه سيكون محمد بن عبد الله و يكنى بالجابر لأن الله



سيجبر على أمة محمد بمجيئه و الله أعلم



لكن و في النص السابق و الذي سيأتي نجد أن الجابر هو غير



المهدي و هو خليفة يسبقه بالحكم و الصحيح أن الحديث الصحيح



يفرض علينا أن نعتبر أن أول من يكسر حلقة الظلم هو الخليفة



المهدي المسمى محمد بن عبد الله إلا إذا اعتبرنا أن الجابر



هو الأمير الذي يقود المسلمين في حصارهم لبيت المقدس حتى



يتم الفتح و يتم الإجماع على المهدي و بجميع الأحوال فكل حاكم



يحكم على منهاج النبوة فهو خليفة مهدي لكن نحن نقصد المهدي



الذي عُنى بالحديث و الذي سيحكم الأمة ثمان أو تسعة سنوات




الفتن لنعيم بن حماد ج: 1 ص: 117




(270 حدثنا ابن وهب حدثنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد قال سمعت عتبة بن راشد الصدفي قال سمعت عبد الله بن الحجاج


ونحن ننتظر عبد الله بن عمرو يخرج علينا قال سمعت الآن


عبد الله بن عمرو يقول يكون بعد الجبارين الجابر يجبر الله به


أمة محمد صلى الله عليه وسلم ثم المهدي ثم المنصور ثم السلام


ثم أمير العصب فمن قدر على الموت بعد ذلك فليمت )




***







كما تلاحظون فالنصوص السابقة قد ذكرت خمسة خلفاء



أو أربع سيحكمون على منهاج النبوة ثم تؤول الخلافة إلى ملك ،



أي تزول الخلافة التي هي على منهاج النبوة ليصبح الحكم



ملكي وراثي كما كان في صدر الإسلام لتبدأ معالم فتنة السراء



بالظهور فما هي فتنة السراء ؟




***







الفتن لنعيم بن حماد



(1169 حدثنا الوليد عن يزيد بن سعيد عن يزيد بن أبي


عطاء السكسكي عن كعب قال لا تنقضي الأيام حتى ينزل خليفة


من قريش بيت المقدس يجمع فيها جميع قومه من قريش منزلهم وقرارهم فيغلبون في أمرهم ويترفون في ملكهم حتى يتخذوا


اسكفات البيوت من ذهب وفضة ونميت لهم البلاد وتدين لهم


الأمم ويدر لهم الخراج وتضع الحرب أوزارها)










الفتن لنعيم بن حماد ج: 1 ص: 379



(1134 حدثنا بقية بن الوليد والوليد بن مسلم عن أبي بكر


بن أبي مريم حدثني يزيد بن سلمان عن دينار بن دينار قال:


بلغني أن المهدي إذا مات صار الأمر هرجا بين الناس ويقتل بعضهم بعضاوظهرت الأعاجم واتصلت الملاحم فلا نظام


ولا جماعة حتى يخرج الدجال )




****



الفتن لنعيم بن حماد ج: 1 ص: 379 إسناده قوي



(1136 حدثنا عبد الله بن مروان عن سعيد بن يزيد التنوخي


عن الزهري قال يموت المهدي موتا ثم يصير الناس بعده في


فتنة ويقبل إليهم رجل من بني مخزوم فيبايع له فيمكث زمانا


ثم يمنع الرزق فلا يجد من يغير عليه ثم يمنع العطاء فلا يجد


أحدا يغير عليه وهو ينزل بيت المقدس فيكون هو وأصحابه


مثل العجاجيل المريبة وتمشي نساؤهم ببطيطات الذهب وثياب


لا تواريهن فلا يجد من يغير عليه فيأمر بإخراج أهل اليمن


قضاعة ومذحج وهمدان وحمير والأزد


من يقال له من اليمن فيخرجهم حتى ينزلوا شعاب فلسطين


فيرجع إليهم جديس ولخم وجذام والناس غضبى من تلك الجبال بالطعام والشراب ليكون لهم مغوثة كما كان يوسف مغوثة


لإخوته إذ نادى مناد من السماء ليس بإنس ولا جان بايعوا


فلانا ولا ترجعوا على أعقابكم بعد الهجرة فينظرون فلا يعرفون الرجل ثم ينادي ثلاثا ثم يبايع المنصور فيبعث عشرة وفد


إلى المخزومي فيقتل تسعة ويدع واحدا ثم يبعث خمسة فيقتل


أربعة ويسرح واحدا ثم يبعث ثلاثة فيقتل اثنين ويدع واحدا


فيسير إليه فينصره الله عليه فيقتله الله ومن معه ولا ينفلت


إلا الشريد ولا يدع قرشيا إلا قتله فيلتمس إذ ذاك قرشي


فلا يوجد كما يلتمس اليوم رجل من جرهم فلا يوجد


فكذلك تقتل قريش فلا يوجدوا بعدها )










***



أحب أن أذكر الأخوة أننا قد تعرضنا لذكر هذه المرحلة سابقا



و قلت مستندا إلى أحاديث صيحة أن الحكم ما بعد المهدي



صاحب القدس سيتحول تدريجيا حتى يصبح جبرية كفرية



لا مثيل لها بالسوء0



و قد يستاء البعض من الاستشهاد بنصوص من كتاب الفتن



لكني أقول له مطمئنا أن ما نأخذه من كتاب الفتن ما هو إلا



تفاصيل لأحداث مثبتة بالنصوص الصحيحة



كما أنني سأحاول قدر الإمكان الاستشهاد بالنصوص القوية



من كتاب الفتن دعونا الآن نرى ما ورد في النصوص السابقة



من نقاط و نعرضها على الأحاديث الصحيحة




أولا :



النقطة الأولى هي الاستدلال على وجود مرحلة زمنية طويلة



أسميتها فترة السراء و الهرج أو الدهيم بعد المهدي محمد بن



عبد الله صاحب السنوات السبع و الدليل على صحة هذه النقطة



هو مجمل ما جاء في هذا البحث




ثانيا :



كثرة الأموال و فتح البلدان و كثرة الخراج و هذا جاء في الحديث



الصحيح الذي ذكر لنا فيه رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم



مقدار النعيم الذي ستشهده أمته في خلافة المهدي محمد بن



عبد الله و الذي لن يعمر طويلا بالحكم



و هؤلاء الحكام هم من سيرث هذا الملك و هذه الثروات حيث



سيبطرون النعمة و ينحرفون عن نهج الله طبعا و كما نوهت في



أكثر من مكان لا أقصد أن هؤلاء الملوك سيأتون بعد المهدي



مباشرة بل قد يأتون بعد أربع أو خمس خلفاء يعملون على منهاج



النبوة كما يتضح في بعض النصوص السابقة




(عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون


في أمتي المهدي إن قصر فسبع وإلا فتسع فتنعم فيه أمتي نعمة


لم ينعموا مثلها قط تؤتى أكلها ولا تدخر منهم شيئاوالمال


يومئذ كدوس فيقوم الرجل فيقول يا مهدي أعطني فيقول خذ ).




ثالثا :



سيكون هذا النعيم من الأسباب التي ستعمل على فتنة الناس



و حرفهم عن المنهج المستقيم و بالتالي ظهور سلاطين الظلم



و الجور و هذه بداية فتنة السراء المذكورة في النص الصحيح



و الذي يؤكد أن الأمة وقت هذه الفتنة ستكون محكومة من قبل



رجل من بني هاشم



ثم فتنة السراء دخلها أو دخنها من تحت قدمي رجل من



أهل بيتي يزعم أنه مني ، وليس مني ، إنما ولي المتقون


***

حال اْمتي
12-04-2007, 11:52 PM
رابعا:



ظهور الزنا و إماتة السنة و قتل العلماء، و كل هذا من مزايا فتنة السراء و الذي



سيؤدي في النهاية إلى جهل مطبق و غياب شبه كلي لدين الله على الأرض



حتى يصبح الإسلام غريبا كما بدأ و ذلك في نهاية هذه المرحلة





1619 ( الصحيحة )



(طوبى للغرباء ، قيل: ومنالغرباء يا رسول الله؟ قال: ناس صالحون قليل في ناس

سوء كثير ، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم .)



رأينا سابقا من خلال النصوص السابقة و من خلال الفصل الذي تكلمنا فيه عن فترة



ما قبل ( فتنة الدهيماء ) كيف أن المستوى الروحي و الالتزام بتعالم الإسلام قد بدأ



ينخفض ليصل في نهاية الأمر إلى حالة تستوجب غضب الله الذي لا يرد ,



كل هذا الفساد الروحي كان يرافقه فساد في طبيعة الحكام الذين يحكمون الأمة



فلا يعقل أن يسلط الله خليفة ظالم دون أن يكون هناك فساد في الأمة يقتضي



تغير الأحوال في شؤون الحكم



إذن 00نحن لا نتصور أن فساد هذا الخليفة القرشي جاء محض صدفة أو سوء



اختيار من الأمة 0



هذا الخليفة جاء إثر تغيرات متلاحقة سواء في نظام الحكم و توريثه أو هو ثمرة



تغيرات فاسدة تتوجت بحاكم ظالم لا يرعى لله حرمة



يجيء هذا الحاكم القرشي على رأس الخلافة في وقت مُلئت فيه خزائن الدولة من



الذهب و الفضة , خراج الدنيا كله يصب في خزانة الدولة , و نفسٍ أمارة بالسوء



و بطانة سيئة و أمة قد ذاقت نعيم الدنيا و اطمأنت لها ,,,, كثرة في المال و الزرع



و كثرة في النساء و الجواري،



عوامل كثيرة للفساد , و الإفساد , يهب العلماء الربانيون للدفاع عن الإسلام الذي



يعيش في بداية غربته فماذا يكون مصيرهم ؟ ... السجن و القتل و التعذيب



في وقت العلماء أقله نتيجة لما تعرضت له الأمة من حروب و غزوت



صحيح مسلم ج: 4 ص: 2056



2671( حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا عبد الوارث حدثنا أبو التياح حدثني

أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم من أشراط الساعة

أن يرفع العلم ويثبت الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنى ) متفق عليه



***



صحيح البخاري ج: 5 ص: 200



(حدثنا حفص بن عمر الحوضي حدثنا هشام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال:

لأحدثنكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحدثكم به أحد غيري،

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثم إن من أشراط الساعة

أن يرفع العلم ويكثر الجهل ويكثر الزنا ويكثر شرب الخمر ويقل الرجال ويكثر

النساء حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد)



سنن الدارمي ج: 1 ص: 90



43 ( أخبرنا محمد بن الصلت ثنا أبو كدينة عن قابوس عن أبيه عن بن عباس قال:

ثم هل تدرون ما ذهاب العلم قلنا لا قال ذهاب العلماء)



و في هذا الحديث ما نبحث عنه ( ذهاب العلم يكون بذهاب العلماء )



من المعروف أن العالم لا يموت قبل أن يترك خلفه عشرات من طلاب العلم و العلماء



و لم تخلو فترة من حياة الأمة من علماء جهابذة سواء منهم المجددين أو المتبعين



لغيرهم من العلماء و الآمة اليوم تعيش في بحبوحة علمية حيث أن عدد العلماء



و الدعاة بعشرات الآلاف 0



لكن و في زمن هذا الخليفة الظالم فالعلماء سيحاربون حربا لا هوادة فيها،



سوف يقّتلوا و يذّبحوا حتى لا يبقى عالما يُستفتى



سنن الدارمي : ج 1 .. ص 90



( 244 أخبرنا محمد بن أسعد ثنا أبو بكر عن عاصم عن أبي وائل قال قال حذيفة :

ثم أتدري كيف ينقص العلم قال قلت كما ينقص الثوب وكما ينقص الدرهم قال:

لا وان ذلك لمنه قبض العلم قبض العلماء)



مجمع الزوائد ج: 1 ص: 202



(عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تكثر الفتن ويكثر الهرج

ويرفع العلم فلما سمع أبا هريرة يقول:يرفع العلم قال عمر: أما إنه ليس ينزع

من صدور الرجال ولكن تذهب العلماء رواه أحمد والبزار وهو في الصحيح

خلا قول عمر، ورجاله رجال الصحيح)



الفتن لنعيم بن حماد ج: 1 ص: 396



(حدثنا أبو المغيرة قال: حدثني ابن عياش عن المشيخة عن كعب قال :يكون

بعد المهدي خليفة من أهل اليمن من قحطان أخو المهدي في دينه يعمل بعمله ،

وهو الذي يفتح مدينة الروم ويصيب غنائمها قال كعب ويلي الناس رجل من بني هاشم

ببيت المقدس يطفىء سننا كانت معروفة ويبتدع سننا لم تكن حتى لا تجد عالما

يحدث بحديث واحد وفي زمانه الخسف والمسخ ويعود الإسلام غريبا كما بدأ غريبا فالمتمسك يومئذ بدينه كالقابض على الجمر وكخارط القتاد في ليلة مظلمة

ويرسل ابنته تخطر في الأسواق معها الشرط عليها بطيطان من ذهب لا توارى

مقبلة ولا مدبرة فلو تكلم في ذلك رجل ضربت عنقه )



***



إذن00 تُشرب الخمور علانية و ينتشر الزنا تظهر البدعة و تُحارب السنة



و يعود الإسلام غريبا كما بدأ غريب 0



أنظر أخي إلى هذا الأثر كيف يوصف لنا حال الناس في ذلك الوقت:



الفتن لنعيم بن حماد ج: 1 ص: 390 إسناده قوي



(1175 حدثنا أبو معاوية وأبو أسامة ويحيى بن اليمان عن الأعمش

عن إبراهيم التيمى عن أبيه عن علي رضى الله عنه قال ينقص الدين حتى

لا يقول أحد لا إله إلا الله وقال بعضهم حتى لا يقال الله الله ثم يضرب يعسوب الدين

بذنبه ثم يبعث الله قوما قزع كقزع الخريف إني لأعرف اسم أميرهم ومناخ ركابهم)



***



ستمر الأمة بمرحلة ظلامية هي ما أسماها رسول الله صلى الله عليه و سلم بالدهيماء



و التي ستكون نتيجة لظلم الناس لأنفسهم و ظلم الحكام لهم كالقرشي الذي نتحدث



الآن عنه ، حيث يصل الناس لدرجة أن لا يذكروا الله و يعود الدين غريبا كما كان



و ستصلي النساء و هن حيض و ستعبد قبائل من أمة محمد أصنامها التي كانت تعبدها



في الجاهلية 0



المستدرك على الصحيحين ج: 4 ص: 516



(حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي

ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا عكرمة بن عمار عن حميد بن عبد الله الفلسطيني

حدثني عبد العزيز بن أخي حذيفة عن حذيفة رضي الله عنه قال : ثم أول ما تفقدون

من دينكم الخشوع وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة ولتنقضن عرى الإسلام عروة

عروة وليصلين النساء وهن حيض ولتسلكن طريق من كان قبلك حذو القذة بالقذة

وحذو النعل بالنعل لا تخطئون طريقهم ولا يخطأنكم حتى تبقى فرقتان من فرق كثيرة

فتقول إحداهما ما بال الصلوات الخمس لقد ضل من كان قبلنا إنما قال الله تبارك وتعالى

أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل لا تصلوا إلا ثلاثا وتقول الأخرى

إيمان المؤمنين بالله كإيمان الملائكة ما فينا كافر ولا منافق حق على الله أن

يحشرهما مع الدجال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)



***



و الناظر في هذه النصوص نظرة المتمعن يعلم يقينا أن النصوص السابقة تتكلم



عن فترة لم تشهدها الأمة بعد ، إنها فترة ظلامية يعود فيها الإسلام غريبا كما بدأ



أي يعود الإسلام إلى منبعه مكة و المدينة و تزول معظم مظاهره من بلدان الإسلام


***

حال اْمتي
12-04-2007, 11:53 PM
ابن ماجة: 36- كِتَاب الْفِتَنِ : بَاب الْكَفِّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

4049 ( صحيح )


(حدثنا علي بن محمد حدثنا أبو معاوية عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش

عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدرس الإسلام

كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة

وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية

وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون أدركنا آباءنا على هذه

الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها فقال له صلة :ما تغني عنهم لا إله إلا الله وهم

لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة فأعرض عنه حذيفة ثم ردها

عليه ثلاثا كل ذلك يعرض عنه حذيفة ثم أقبل عليه في الثالثة ،فقال :يا صلة تنجيهم

من النار ثلاثا . )


****


بين أيدينا نص نبوي صحيح يتكلم عن زوال تعاليم الإسلام جزء , جزا


راوي النص هو حذيفة بن اليمان أكثر الصحابة رضوان الله عنهم


فقها بالملاحم و الفتن 0


هذا النص يصور لنا مشهدا يجبرك على التوقف عنده ، قد يعتقد البعض أن هذه


الأحداث ستكون بعد نزول نبي الله عيسى عليه السلام


لكن لو جئنا بالنص الصحيح الذي يقول أنه ستخرج ريح بعد وفاة نبي الله عيسى


عليه السلام مباشرة تأخذ تحت إبطها من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان


فلا تبقي على الأرض من يقول لا إله إلا الله ، ففي أي زمان يكون هؤلاء القوم ؟


و هم لا زالوا يرددون قول لا إله إلا الله من غير عمل و يشهد لهم حذيفة أنها تنجيهم


من النار0


إذا 00هؤلاء ولدوا في زمن جاهلية أخرى و هي الجاهلية التي تسبق خروج الخليفة


عائذ الحرم و قبل الملحمة الكبرى و قبل خروج الدجال في زمن سيكون


بقية الإسلام في مكة و المدينة ،و يشهد لهذا النص الذي مر معنا سابقا :


(أول ما تفقدون من دينكم الخشوع وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة ولتنقضن عرى الإسلام عروة عروة وليصلين النساء وهن حيض ولتسلكن طريق من كان قبلك حذو القذة بالقذة وحذو النعل بالنعل لا تخطئون طريقهم ولا يخطأنكم حتى تبقى فرقتان من فرق كثيرة فتقول إحداهما ما بال الصلوات الخمس لقد ضل من كان قبلنا إنما قال الله تبارك وتعالى أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل لا تصلوا إلا ثلاثا وتقول الأخرى إيمان المؤمنين بالله كإيمان الملائكة ما فينا كافر ولا منافق حق على الله أن يحشرهما مع الدجال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)


****


الفتن لنعيم بن حماد ج: 1 ص: 390 إسناده قوي


(1175 حدثنا أبو معاوية وأبو أسامة ويحيى بن اليمان عن الأعمش

عن إبراهيم التيمى عن أبيه عن علي رضى الله عنه قال ينقص الدين حتى

لا يقول أحد لا إله إلا الله وقال بعضهم حتى لا يقال الله الله ثم يضرب يعسوب الدين

بذنبه ثم يبعث الله قوما قزع كقزع الخريف إني لأعرف اسم أميرهم ومناخ ركابهم)


***


كما تلاحظون فالنصان السابقان يؤكدان أن هذا النقص في الدين سيكون في زمن


سابق لخروج الدجال و ليس بعده و هذا يضعنا أمام تساءل خطير


نحن اليوم كأمة إسلامية بالرغم من سوء الإتباع لمنهج الإسلام


نعيش في بحبوحة علمية أنتشر خلالها الإسلام انتشارا لم يشهده من قبل


ملايين الكتب تطبع و آلاف الدعاة و آلاف المواقع التي ينحصر نشاطها بالدعوة


إلى الإسلام


إذاً فقد أقام الله سبحانه الحجة على عباده و هذا يقتضي أن يؤول الأمر إلى أحد طريقين


, إما التوبة و الرجعة إلى الصراط المستقيم و إما عذابا غليظا



بسم الله الرحمن الرحيم


(سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً)

(الأحزاب:62)


ثم أنظر أخي إلى ما جاء في صحيح البخاري:


صحيح البخاري ج: 5 ص: 2005


( 33 حدثنا حفص بن عمر الحوضي حدثنا هشام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه

قال لأحدثنكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحدثكم به أحد غيري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثم إن من أشراط الساعة

أن يرفع العلم ويكثر الجهل ويكثر الزنا ويكثر شرب الخمر ويقل الرجال

ويكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد)



إن ما ترونه اليوم من مجون لا يساوي شيء أمام المجون الذي سيصير إليه الناس


في هذه الفترة ، الخمر سيشرب علانية و نحن نعلم اليوم و رغم الفساد الذي نعيشه


فما زال الخمر لا يشرب علانية، و لم يفشو الزنا و الحمد لله بالقدر الذي يتناسب


مع تعداد الأمة و مقدار المحرضات على الفساد في المجتمع ، لأنه ما زال هناك


علم بحق الله على العباد و مازال هناك خير بالأمة بالقدر الذي يحول دون انتشار


الرذيلة بشكل كبير ,


طبعا الكل يعلم أن المجتمعات تتفاوت بالفضيلة و أن هناك مجتمعات تحسب


على الإسلام قد مخرتها الرذيلة بكل المقاييس، و هنا لا بد من التذكير بان


عقاب الله للمسلمين يتفاوت حسب درجة فسادهم فالخسف قد يطال أجزاء من الأمة


اليوم كعقاب على تكذيبهم بالقدر كما هو الحال في خسف البصرة و لكن الزلازل


و المسخ سيكون عنوان عقاب الله لهذه الأمة في فترة الغربة التي تأتي بعد المهدي


و التي نتكلم عنها الآن ( فترة السراء و الدهيماء )



سنن أبي داود كتاب الجهاد : 2535 صحيح


(حدثنا أحمد بن صالح ، ثنا أسد بن موسى ، ثنا معاوية بن صالح ،

قال: حدثني ضمرة أن ابن *** الإيادي حدثه قال:نزل علي عبد الله بن حوالة الأزدي

، فقال لي: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنغنم على أقدامنا فرجعنا ،

فلم نغنم شيئا ، وعرف الجهد في وجوهنا ، فقام فينا فقال: ""

اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم ، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها ،

ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم "" ثم وضع يده على رأسي أو قال:

على هامتي ، ثم قال: "" يا ابن حوالة ، إذ رأيت الخلافة قد نزلت أرض المقدسة

فقد دنت الزلازل والبلابل ( البلابل: الهموم والأحزان ) والأمور العظام ،

والساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه من رأسك "" .)



سلسة الأحاديث الصحيحة:المجلد الأول : 91 ( الصحيحة )


(ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ، ولينزلن أقوام

إلى جنب علم ، يروح عليهم بسارحة لهم ، يأتيهم لحاجة ، فيقولون: ارجع إلينا غدا ، فيبيتهم ( يميتهم ) الله ، ويضع العلم ، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة)


***


إذاً00 قبل أن يتسرع البعض و يحكمون بأن الأمة قد أصبحت قاب قوسين


أو أدنى من الآيات الكبرى ،


أقول : عليهم التروي و عليهم أن يبصروا ما يقولون فمازالت هناك الكثير


الكثير من العلامات و الأشراط التي لم تظهر،كما أن ظهورها لن يكون


حتى تظهر المجتمعات التي قدر الله ظهورها فيهم

0

قد يقول قائل أن الأمة قد استحلت الحر و الحرير فقد يكون المسخ اليوم أو غدا


فأقول هذا غير صحيح فالأمة اليوم إذا كان فيها من يشرب الخمر و يرتكب المعاصي


فإنه يفعل ذلك من غير استحلال طبعا إذا استثنينا الفرق الخارجة عن الملة ,


لكن في ذلك الزمن الذي يتكلم النص عنه ستُشرب الخمر و ترتكب الفاحشة


على أنها دين و ديدن أي لا حرمة فيها و ذلك في زمن ضياع العلم


و أنظروا إلى النص التالي كيف يوضح هذا الأمر :


( أول ما تفقدون من دينكم الخشوع وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة

ولتنقضن عرى الإسلام عروة عروة وليصلين النساء وهن حيض ولتسلكن طريق

من كان قبلك حذو القذة بالقذة وحذو النعل بالنعل لا تخطئون طريقهم ولا يخطأنكم

حتى تبقى فرقتان من فرق كثيرة فتقول إحداهما ما بال الصلوات الخمس لقد ضل

من كان قبلنا إنما قال الله تبارك وتعالى أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل

لا تصلوا إلا ثلاثا وتقول الأخرى إيمان المؤمنين بالله كإيمان الملائكة ما فينا كافر

ولا منافق حق على الله أن يحشرهما مع الدجال )

هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه



سنن أبي داود: أول كتاب الملاحم : 4307 ( صحيح


( حدثنا عبد الله بن الصباح ، ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد ، قال:

ثنا موسى الحناط ، لا أعلمه إلا ذكره عن موسى بن أنس ، عن أنس بن مالك

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "" يا أنس ، إن الناس يمصرون أمصارا

، وإن مصرا منها يقال له البصرة أو البصيرة ، فإن أنت مررت بها أو دخلتها ،

فإياك وسباخها وكلاءها وسوقها وباب أمرائها ، وعليك بضواحيها؛ فإنه يكون بها

خسف وقذف ورجف ، وقوم يبيتون يصبحون قردة وخنازير "" .)



طبعا هذه العقوبات التي وعدت بها البصرة لن تأتي في زمن واحد، بل هي عقوبات


تتدرج زمنيا تماشيا و مقدار آثام هذه المدينة


فالخسف و الله أعلم هو في زماننا هذا ، أما بقية العقوبات فهي كائنة في هذه الفترة


المظلمة التي نتكلم عنها أي في فترة الدهيماء



مجمع الزوائد ج: 8 ص: 9


(عن صحار العبدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة

حتى يخسف بقبائل فيقال من بقي من بني فلان قال فعرفت حين قال قبائل إنها العرب

لأن العجم تنسب إلى قراها0 رواه أحمد والطبراني وأبو يعلى والبزار ورجاله ثقات)


***


لك أن تتصور أخي الفاضل مقدار الفساد الذي يصيب الأمة في ذلك الزمان


و أقصد زمن السراء و الدهيم ، بعد أن رفع الله عنهم ظلم العباد الذي نعيشه اليوم


و مكن لهم دينهم الذي ارتضاه بقيام خلافة على منهاج النبوة في بيت المقدس


ثم تفتح لهم الأرض حتى لا تمتنع أمة عن إرسال خراجها إلى دولة الإسلام


و بعد كل هذه النعم تنشغل قلوب الناس بالدنيا بدلا من الانشغال بخالقها


فيحارب ملوكهم الدين حتى يعود الإسلام غريب كما بدأ


و اللافت للنظر أيها الأخوة:


أن ما تنتظره الأمة من شتى أنواع العقوبات التي سيوقعها الله عليها من مسخ


و قذف و زلازل و قحط و صواعق، لم تكن الأمة قد عرفته منذ نشأتها حتى


هذا اليوم و هذا دليل على أن الفساد الذي سيدخل على هذه الأمة سيكون عظيم


على قدر هذه العقوبات مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم



صحيح البخاري ج: 5 ص: 200


(حدثنا حفص بن عمر الحوضي حدثنا هشام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه، قال: لأحدثنكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم

لا يحدثكم به أحد غيري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

ثم إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويكثر الجهل و يكثر الزنا

و يكثر شرب الخمر ويقل الرجال ويكثر النساء

حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد )




***

حال اْمتي
13-04-2007, 12:03 AM
خامسا :



فناء قريش 00رأينا في البند الرابع و الذي تحدثنا خلاله عن مزية من مزايا فتنة



السراء و الدهيم ، كيف انتقلت الأمة من رضا الله إلى سخطه بإتباعها الشهوات



و ركونها للدنيا 0



و رأينا أيضا كيف كّفر الخليفة القرشي الناس و استبد و أهل بيته بالحكم دون الناس



و لم يقف ظلمه عند هذا الحد بل عزم بتحريض من بطانته على إخلاء عاصمة



الخلافة من القبائل التي كانت سببا في فتح المقدس في نهاية فتنة الأحلاس



حيث أصبح بيت المقدس دار هجرة لكل المجاهدين الذين لم يتقلبوا بالفتن



سواء منهم أهل اليمن أو أهل المدينة و الحجاز أو الأخيار من أهل العراق مصر



و أصحاب الرايات السود و من كان في ركابهم من المجاهدين



لقد امتلأ بيت المقدس بالمجاهدين و الأخيار من كل مكان،



يضاف إلى ذلك من دخل دين الإسلام من الأمم الأخرى





سلسة الأحاديث الصحيحة: المجلد السابع 1 : ( 3203 ) ( الصحيحة )



( ستكون هجرة بعد هجرة ، فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم

( مهاجر إبراهيم كانت إلى بيت المقدس ) ، ويبقى في الأرض شرار أهلها ،

تلفظهم أرضوهم تقذرهم نفس الله ، وتحشرهم النار مع القردة والخنازير)





لقد أصبحت دارا الخلافة في الشام دار هجرة لكل المؤمنين أتباعا لأمر المصطفى



صلى الله عليه و سلم و ذلك لآن الله سبحانه قد تكفل لرسول الله بالشام





فضائل الشام ودمشق : 3 ( صحيح )



( عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم: إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي ، فنظرت فإذا هو

نور ساطع عمد به إلى الشام ، ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام )





صحيح ابن حبان ج: 16 ص: 295



( أخبرنا مكحول قال حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال حدثنا أبي قال:

سمعت سعيد بن عبد العزيز قال أخبرني مكحول عن أبي إدريس الخولاني ،

عن عبد الله بن حوالة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثم انكم

ستجندون اجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا ظاهرا قال: قلت يا رسول الله

، خر لي ، قال عليك بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليسق من غدره

فان الله تكفل لي بالشام وأهله)





نعم أيها الأخوة , الشام هي العصمة من الفتن فإذا وقعت الفتن وجب على كل مسلم



الهجرة إلى الشام حيث ستكون الشام في هذه الفترة دار الإيمان و الجهاد



حتى تبدأ أيام الغربة الأخيرة و تقع في بداية فتنة الدهيم و نهاية فتنة السراء



و ذلك قبل ظهور الخليفة عائذ الحرم



***



و قد رأينا في نصوص سابقة كيف يحاول الخليفة القرشي إخراج الناس



من مهاجرهم للاستئثار بها فيأمر الناس بالرجوع إلى بلادهم



و يمهلهم أيام لتنفيذ ذلك فيعود من كان من المدينة إلى المدينة و يخرج أهل اليمن



إلى أطراف بيت المقدس في طريقهم إلى بلادهم 0





سلسة الأحاديث الصحيحة: المجلد السادس 1 :2752 ( الصحيحة )



(إن هذا الحي من مضر ؛ لا تدع لله في الأرض عبدا صالحا إلا فتنته وأهلكته ؛

حتى يدركها الله بجنود من عباده ، فيذلها حتى لاتمنع ذنب تلعة )





.

مشكاة المصابيح: المجلد الثالث: كتاب الفتن- الفصل الأول

5388 [ 10 ] ( صحيح )



(وعن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلكة أمتي

على يدي غلمة من قريش.) رواه البخاري .





الفتن لنعيم بن حماد ج: 1 ص: 389



( وعمرو بن صليع يقول له حدثنا فقال حذيفة إن قيسا لا تنفك تبغي دين الله

سرا ، حتى يركبها الله بجنوده فلا يمنعون ذنب بطن تلعة ثم قال لعمرو:

يا أخا محارب إذا رأيت قيسا توالت بالشام فخذ حذرك ( المقدس )





و قد مر معنا هذا النص في البند الرابع :



( حدثنا الوليد عن يزيد بن سعيد عن يزيد بن أبي عطاء،عن كعب قال :

إذا وضعت الحرب أوزارها ،قالت مضر للقرشي الذي ببيت المقدس إن الله أعطاك

مالم يعط أحدا فاقتصر به على بني أبيك فيقول من كان من أهل اليمن فليلحق بيمنه

ومن كان من أهل الأعاجم فليلحق بأنطاكية وقد أجلناكم ثلاثا فمن لم يفعل ذلك

فقد حل بدمه قال فتلحق اليمن بزبراء ( الجيزة في الأردن )

والأعاجم بإنطاكية ، قال فبينما اليمانيون بزبراء إذ سمعوا مناديا ينادي

من الليل يا منصور يا منصور فيخرج الناس إلى الصوت فلا يجدون أحدا

ثم ينادي الليلة الثانية ثم الثالثة قال فيجتمعون، فيقولون يا أيها الناس

أترجعون إلى الأعرابية بعد الهجرة وترجعون على أعقابك وتدعون مجاهدكم

( مكان جهادكم ) وخططكم ودار هجرتكم ومقابر موتاكم، قال: فيولون عليهم

رجلا



1171 قال الوليد فأخبرني جراح عن أرطاة قال: فيجتمعون وينظرون لمن يبايعون

فبيناهم كذلك إذ سمعوا صوتا ما قاله إنس ولا جان بايعوا فلانا باسمه

ليس من ذي ولا ذو ولكنه خليفة يماني ))



***



أيها الأخوة إن الهدف من تكرار بعض ما مر معنا من نصوص،



هو عدم فقد الترابط في سرد الأحداث فهذه الفترة من الزمن في آخر حكم



هذا القرشي و الذي سيخرج القبائل من بيت المقدس



في هذه الفترة سيتم تحول الحكم إلى رجل سيعود بمن خرج من أهل اليمن



و الموالي ليقاتل هذا الحاكم و يقتله و الآثار تشير إلى أن أصل هذا الخليفة يعود



إلى قريش بالرغم من خروجه مع أهل اليمن لقتل قريش و ملكها الظالم





الفتن لنعيم بن حماد ج: 1 ص: 393



(83 حدثنا بقية وعبد القدوس عن صفوان بن عمرو قال :

حدثني رجل من شعبان قال جلس عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله

عنهما في مسجد دمشق ليس فيهم إلا أهل اليمن فقال يا أهل اليمن كيف أنتم

إذا أخرجناكم من الشام واستأثرنا بها عليكم قالوا أو يكون ذلك قال:

نعم ورب الكعبة فقال مالكم لا تكلمون فقال بعض القوم أفنحن أظلم فيه أم أنتم؟

قال بل نحن فقال اليماني الحمد لله سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)





يجتمع أهل اليمن فيما بينهم فيجمعوا على رفض التخلي عن دار هجرتهم فيرسلوا



للقرشي في بيت المقدس رسولا يفاوضه على الرجوع فيقتل الرسول ,



ثم يرسلوا بآخر فيقتله , كذلك يفعل مع الرسول الثالث فيجتمعوا على رجل منهم



يدعى منصور و يقررون القتال دفاعا عن مهاجرهم فيلتقوا مع القرشي فيقتلونه



و أنصاره من قريش حتى لا ينجوا منهم إلا من هرب و قليلا هم فيومئد




تفنى قريش حتى يًلتمس الرجل منهم في مكة و المدينة فلا تكاد تجده


***