تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فول مدمس



تصحيح
17-04-2007, 06:51 AM
فول مدمس
أخطأ عندما ظن أن رائحة الفراش المشبعة بالعرق هي التي أيقظته من سباته .
أكتشف من محاولته الفاشلة للتقلب علي السرير ذراع سمين ممتد من جسد زوجته المترهل يضغط علي عنقه و يكاد يخنقه.
أنسل من تحت الذراع المترهل ثم أنسحب إلي ركن السرير ليجلس القرفصاء ناظرا إلي سقف الغرفة المعتم.
شمعة صغيرة تحرص زوجته علي إبقائها مشتعلة ليلا ترسل ضياءها إلي سقف الغرفة
ركز بصره علي بقعة الضوء المنبعث من الشمعة محاولا إيجاد فكرة ينشغل بها حتى الصباح.
ارتد إلي الواقع يئن أثر ركلة عنيفة أصابت جانبه الأيسر من حركة لا إرادية من قدم زوجته .
حاول إزاحة ساقها برفق فلم يقوي .
استجمع قواه , رفع ساق زوجته بكلتا يديه .. ثم وضعها جانبا ..
لم تكن الساق و الذراع هما المشكلة الوحيدة تلك الليلة, المشكلة الحقيقية أن المساحة العظمي من السرير يحتلها جسد ضخم سمين مترهل لزوجته
نظر إلي جسدها المدد أمامه و هي مستلقية علي ظهرها ,
خشي عليها ,
بعض لحم بطنها المترهل سوف يسقط من علي جانبي السرير العريض.
ضم رجليه لاختزال المساحة الجالس عليها القرفصاء اتقاء شر ركلاتها ..
لم تنجح الحيلة الأخيرة فقد أصابته ركلة جديدة .
تراجع إلي الخلف و هو ينظر إلي بقعة الضوء ثم ينظر إلي الجسد المترهل للمرأة المستلقية علي السرير.
خلال ما يقرب من ثلاثة عقود لم تحاول تلك المرأة كبح شراهتها
حاول هو أن ينبهها إلي أن ازدياد سمنتها وترهلها المستمر مقترن بشقائه ليلا و ضياع كده النهاري,
باءت محاولات إقناعها دائما بالفشل,
نهمها بلا انتهاء.
سمع صوت الشخاليل المعلقة في رقبة الحمار الذي يجر عربة الفول
أسرع يجمع الأواني
بعد قليل عاد إلي الغرفة واضعا الأواني الممتلئة بالفول المدمس تحت أنف زوجته
فتحت عينيها
رائحة الفول المدمس الساخن كانت السبب في انبعاث طيف ابتسامة من بين شفتيها
انتفض و هو يكاد يجن طربا
نظر إليها قبل أن يغلق باب الغرفة و هو خارجا إلي عمله
حدث نفسه
كم أحب تلك الفاتنة

رابعة العدوية
18-04-2007, 05:56 PM
مرحبا تصحيح

كالعادة تبهرنا بمستواك القصصي البارع

دم بود واعذر المرور المقتضب

تحيتي

تصحيح
23-04-2007, 02:26 PM
2 - رسالة الي حبيبتي



حبيبتي


علي المكتب أمامي اوراق مبعثرة نظرت اليها مددت يدي لاجمعها


فرت احداها و تبعتها أخري ثم أخري ..


علي طاولتي شردت الاوراق ما بين اليمين و اليسار.. تناثرت.


تمردت يدي رافضة جمع أوراقي ... مس أحلامي


اتجهت يدي مسرعة الي خدي تدعمه.. تسانده وتسند رأسي من دوار يهاجمها .


نظرت داخلي .. أمعنت النظر ..


استغرقت في تأمل داخلي لحظات ..


عدت بظهري الي الكرسي الجالس عليه..اتكأت الي الخلف ..كاد الكرسي أن ينكفئ و أنا الجالس عليه.


فزعت .. افقت قليلا ثم عدت أنظر داخل ذاتي ..


أتدرين ..


هالني ما رأيت ..


لقد تاهت روحي تمزقت أجزاءا مبعثرة كل جزء منها يبحث عنك .. عن سكنه و سكينته


اعتدلت في مجلسي..


أقمت ظهري ..


رفعت يدي أهرش منتصف رأسي .. لم يشتعل عقلي بالتفكير


قررت النزوح الي أعماقي


الي ما كان لاعرف ما سيكون ..


كان جميلا كل ما كان لكن كانت الهجرة ....

هاجرت و هجرت الجمال الي القبح ..


تركت ماءا عذبا سعيا وراء سراب


سكني و سكينتي .. دنياي التي أفسدتها من طموح أو طمع في دنيا عمل لا ينتهي


تعبت من الصراع و تعب الصراع مني


هدأت قليلا ..نظرت الي الحركة الدؤوب لعقارب الساعة المعلقة أمامي


مرة أخري تأملت حالي و نظرت داخلي


اكتشفت أنني أصارع نفسي


حبيبتي سأعود اليك و ان كان للهجرة من ضرورة.. سأخطفك و أعود بك