المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ التصويت لمسابقة قسم الكتب ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~



Exodia
29-04-2007, 07:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اليوم نبدء التصويت لجميع مشاركات المتسابقين في قسم الكتب ...

الشرط الوحيد أن تكون عدد المشاركات أكثر من 100 مشاركة ...

وما عدا ذلك فالتصويت مسموح للجميع ودون إستثناء ..

سأضع المشاركات حسب تاريخ وصولها لي ..

بالتوفيق للجميع : )

Exodia
29-04-2007, 08:01 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله



(مُقدِّمةُ ابن خلدون)


التعريفُ بالمؤلِّـف:-
كّيفَ لِمِثلي أنْ يُقدِّمَ شخصًا بمكانةِ ابن خلدون؟! ولو قدّمته بإيجاز ٍ شديدٍ فهل سَأظْلِمُ مُقَدِّمَتَهُ كما ظَلَمتُهُ بِتَقديمي المتواضع ِ لهُ...


هو عبد الرحمن بن محمد بن خلدون، تـَرجعُ أسْرَتُهُ إلى أصلٍ حَضرمي. وُلِدَ في تونس في غرّةِ رمضان لسنةِ اثنتين وثلاثين وسبعمائة.
ارتَحَلَ غربًا بعدَ أنْ فَتَكَ الطاعونُ بوالديهِ وجُلّ مُعَلِّميه فَواصَل في تِلمسان تَحصيلَُهُ العِلمي. درسَ الفلسفة َ عبرَ مؤلِّفاتِ ابن سيــنا وابن رُشد. اعتكفَ للبَحثِ العلمي في قلعةِ توغزوت في الجزائرِ وفيها أنهــى مُقدِّمتَهُ وعُمرهُ خمسٌ وأربعون سنة.
هاجَرَ إلى القاهِرةِ لسنةِ أربعٌ وثمانون وسبعمائة وعُيِّنَ قاضي قُضاةُ المَذْهبَ المالِكي. مالَ في أواخِرِ حياتِهِ إلى الزُّهدِ بعدَ أنْ غَرَقتْ أ ُسْرَتَهُ وأموالُهُ.
توفِّيَ ابن خلدون في الخامسِ والعشرين من شهرِ رمضان للسَّـنَةِ الثامنةِ بعدَ الثمانمائة .



المُقّدِّمَة:-
موسوعة ٌ في كتابِ أمْ كتابٌ في موسوعةِ...
تَقَعُ المُقَدِّمةَ في سِتـَّة ِ أبوابٍ مجموع فصولِها يزيدُ عن المائتين. وكلُّ بابٍ من هذه الأبوابِ السِّتَّةِ يختـَصُّ بموضوعاتٍ مُختَلِفةٍ.


1
احتوى البابُ الأَّوَّل على العُمرانِ البشري والإنسانِ وتباين الجِنْسِ البَشري بالمميزاتِ فيما بينَهُمْ وعن تأثيرِ الهواءِ والغِذاءِ بأحوالِ البَشَرِ وأخلاقِهِم ونفسياتهم..
وفي ذلِكَ يقول ابن خلدون:
اعلم أنَّ الاجتماعَ الإنساني ضَروريٌ ويُعَبِّرُ الحُكماءُ عن هذا بِقولِهم "الإنسانُ مّدّنيٌّ بالطَّبْعِ." أي لابُدَّ له منَ الاجتِماعِ الذي هوَ المَدينةُ في اصطلاحِهِم. وبَيانُهُ أنَّ اللهَ سًبحانَهُ لمَّا خلَقَ الإنسانَ وركَّبّهُ على صورةِ لايَصِحُّ حياتُها وبقاؤها إلا بالغذاءِ وهّداهُ إلى التماسِهِ بِفِطْرَتِهِ وبِما رُكَّبَ فيه من القُدرةِ على تَحصيلِهِ. إلا أنَّ قّدرةَ الواحدِ من البشرِ قاصِرَةٌ عن تَحصيلِ حاجَتِهِ من ذلِكَ الغِذاءِ غيرُ موفِيَةِ لهُ. ولو فرضنا منه أقل مايُمكنُ فرضُهُ وهو قوتُ يومٍ من الحِنطةِ مثلا فلايَحْصُلُ إلا بِعِلاجِ كثيرٍ من الطَّحنِ والعّجْنِ والطّبْخِ، وكُلٌّ واحدٍ من هذه الأعمالِ الثـَّلاثّةِ يَحتاجُ إلى مواعيـنَ وآلاتٍ لا تَتِمُّ إلا بِصِناعاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ مِنْ حدَّادٍ ونَجَّارٍ وفاخوري –صانع الفُخَّارَ من الطين-.
هذا غيرَ الزِّراعةَ والحصادَ والدَّرسَ؛ فيستحيلُ أنْ تفيَ بذلك كُلُّهِ أو بعضِهِ قُدرَةُ الواحدِ فلابدَّ من اجتماعِ القٌدَرِ الكَثيرةِ من أبناءِ جنسةِ ليحصُلَ القوتُ لهم ولهُ.
فيحصِلُ بالتَّعاوُنِ قَدرُ الكِفايةِ من الحاجَةِ لأكثّرَ منهم بأضعافٍ.


2
احتوى البابُ الثانِ على الفُروقاتِ بين العربِ؛ وبينَ البدوِ والحضرِ وما للفروقاتِ بينَهُمْ. كذلكَ احتوى على النَّسبِ وكيفَ يَختَلطُ الرَّجَلُ بغيرِ قومِهِ ويَصيرُ مِنْهُم. وغيرَ ذلكَ من الفُصولِ الاجتِماعيِّـة..


3
احتوى البابُ الثالِثُ على الدولةِ والمُلكِ والخلافةِ وتحدّثَ بإيجازٍ عنْ ذلكَ دونَ إخلالٍ بالمَعلومَةِ. فذكَرَ أنَّ المُلكَ والدولةَ إنَّما يَحْصُلانِ بالقبليَّةِ والعصبيَّةِ. وبيَّنَ أنَّ الدعوةَ الدينيةَ منْ غيرِ عصبيةٍ لا تـَتـِمْ. وكيفَ تَنْقَلِبُ الخلافة إلى مُلكٍ وما أسبابُ ذلك. وكَتَبَ أيضًا كيفَ أنَّ الظُّلمَ مؤذنٌ بخرابِ العُمران.


سأتوقَّفُ عند أحدِ الفُصولِ وأذكرُ لكم ماقال:
فصل أنَّ الدولةَ لها أعمارٌ طبيعيةٌ كما الأشخاص.
أمَّا أعمارُ الدُّولِ وإنْ كانتْ تختَلِفُ بِحَسَبِ القِراناتِ إلا أن الدولةَ في الغالب لاتعدو أعمارَ ثلاثةِ أجيالٍ والجيلُ هو عُمرُ الشَّخصِ الواحدِ من العُمرِ الوَسَطِ، فيكونُ أربَعينَ الذي هوَ انتهاءُ النّموِّ والنُّشوءِ إلى غايته. قال تعالى: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً) ولِهذا قُلنا إنَّ عُمرُ الشَّخصِ الواحدِ هو عُمرِ الجيلِ.
فالجيلُ الأول لم يزالوا على خُلُقِ البداوةِ وخُشونَتِها وتّوَحِّشِها من شّظّفِ العيشِ والبَسالةِ والافتراسِ والاشتراكِ في المجدِ فلا تزالُ بذلكَ سورةُ العصبيَّةِ محفوظّةً فيهم.
الجيلُ الثانِ تَحوَّل حالُهُم بالمُلكِ والتَّرفهِ منَ البَداوةِ إلى الحضارةِ ومنَ الشَّظفِ إلى التَّرفِ والخِصَبِ ومن الاشتراك في المجدِ إلى انفرادِ الواحدِ بِهِ وكسَلِ الباقينَ عنْ السَّعْيِ فيهِ.
أمَّا الجيلُ الثالثُ فيَنسونَ عّهدَ البِداوةِ والخُشونةِ كأن لم تَكنْ ويفقُدونَ حلاوةَ العِزِّ والعصبيَّةِ بما هُم فيه من مّلّكةِ القّهرِ، ويبلغُ فيهمْ التَّرفُ غايته فيصيرون عِيالا على الدولةِ ومن جُملةِ النَّساءِ والوِلدانِ المُحتاجين للمُدافَعّةِ عنهم. فإذا جاءَ المُطالبُ لهُمْ لمْ يُقاوموا مُدافَعتَهُ فَيحتاجُ صاحبُ الدَّولَةِ حينئذٍ إلى الاستظهار بسواهُمْ من أهلِ النَّجدةِ ويسْتَكْثِرُ بالمَوالي ويصطَنِعُ منْ يُغني عنِ الدَّولةِ بعضَ الغِناء حتـَّـى يأذنُ اللهُ بانقراضِها فَتَذهبَ الدَّولَةُ بِما حَمَلَتْ.
ا.هـ


وبما أنَّنا بفصلِ السِّياسَةِ فسأضَعُ لكُمْ مُوجَزًا مُهِمَّــًا جدًا عنْ رأيي برأي ابن خلدون بالسِّياسَةِ والفّضائلِ السِّياسِيَّة.
يؤكد ابن خلدون أنَّ الظُلْمَ السِّياسي والعُدوانِ يُجافيان طبيعة الإنسان والاجتماع معا. فالإنسان هو إلى "الخيرِ وخلالِهِ أقربُ، إذْ الخيرَ هوَ المُناسِبَ للسِّياسَةِ" وهي "كفالةُ الخلق ومُراعاةُ المَصالِح" وليسَتِ الرِّئاسَةُ المُلْكْ ! فحقيقةُ المُلك أنَّهُ خروجٌ عن الرئاسَةِ وانحرافٌ عنها، إذ هو "التّغلُّبُ والحكمُ بالقهرِ" وهو طريقُ الظُّلْم والفوضى وهي " مهلكةٌ للبشرِ مُفسِدةٌ للعمرانِ" في حين أنَّ الرِّئاسَةَ " سؤدُدٌ وصاحِبُها مَتبوع، وليسَ لهُ عَليهِم قهرٌ في أحْكامِهِ."
إنَّ الرئاسة هي نوعٌ من المُلكِ يُحبِّذهُ ابن خلدون. فإذا "خلت الدولة من مثل هذه السياسة لم يستتب أمرها" أما الحكم الطبيعي، حكم المتسلطين من الحُكَّامِ فهو طريقُ الفَسادِ. فإذا كان المَلكُ فاحشـًا بالعقوباتِ قاهرًا مُنقِّبًا عن عوراتِ النَّاسِ شملهم الخوفُ والذُّل ولاذوا منه بالكذب والمكر والخديعة فتخلَّقوا بها وفسُدتْ بصائرهم وأخلاقهم وإن دام أمرُه عليهِم وقهره فسدت العصبيَّة".
ليسَ الظُّلم غير الخروجِ عن قواعدِ السِّياسَةِ وفضائِلُها الَّتي تَليقُ بالبَشَرِ. ثم أنَّ الظُّلمَ فوق ذلكَ طريقُ تفكُّك العنصر الأساسي في كلِّ لحمةٍ اجتماعيةٍ، وهو الاستقرارُ السياسي على وجهِ الخصوص.



4
احتوى البابُ الرَّابعُ على:-
فصل في أنَّ المباني والمصانِع في الملَّة الإسلاميِّةِ قليلةٌ بالنِّسبةِ إلى قُدرَتِها وإلى من كان قبلِها منَ الدُّوَلِ.
فصل في أنَّ المَباني الَّتي كانت تَخطُها العربُ يُسرعِ إليها الخَرابُ إلا مانَدَرَ.
فصل في اختصاصِ بعضِ الأمصار ببعضِ الصنائِعِ دونَ بعض.
وغير ذلك من أمور الأمصار والممالك والصَّنائع.


5
احتوى البابُ الخامس على:-
فصلٌ في الرَّزقِ وحقيقَتِهِ وكيفيةِ الكَسبِ.
فصلٌ في أنَّ ابتغاءَ الثِّراءَ السَّريعَ من البحثِ عن الذَّهَبِ والكُنوزِ والدَّفائِنِ ليس بِمَعاشٍ طبيعي.
فصلٌ في أنَّ الجاهَ مفيدٌ للمالِ.
فصلٌ بأنَّ القائِمينَ بأمورِ الدِّينِ من القضاء والفِتْيا والتّدريس والإمامة والخطابة والأذان ونحو ذلك لاتَعظم ثرواتهم في الغالب. وأنَّ السَّعادةَ والكسبَ إنَّما يحصِلُ غالبـًا لأهلِ النِّفاقِ والخُضوعِ والتَّمَلُّقِ !!
وغير ذلك..



6
احتوى الباب السَّادس على:-
فصلٌ في علومِ الدينِ وفصّلها.
فصلٌ في علمِ تعبير الرُّؤيا.
فصلٌ في علم الحسابِ والجبرِ والمعاملاتِ.
فصلٌ في الهندسةِ والمِساحة والأشكالِ.
فصلٌ في علمِ الطَّبِ.
فصلٌ في عِلمِ المنطِق.
فصلٌ في عِلمِ الفلسَفةِ.
إلى آخره من الفصولِ العلميةِ والأدبيَّةِ
...........................................................


مُلَخَّص
تَقَعُ المُقَدِّمةَ في سِتـَّة ِ أبوابٍ مجموع فصولِها يزيدُ عن المائتين. وكلُّ بابٍ من هذه الأبوابِ السِّتَّةِ يختـَصُّ بموضوعاتٍ مُختَلِفةٍ.
الكِتاب تاريخي وثائقي فلسفي علمي أدبي اجتماعي ! يكفي أم أزيد؟!
تعرضُ المقدمة العلومَ ببساطةٍ ولا تعرُضُها من حيث المحتوى؛ بل من حيث ما أهمية كل علم وما الداعي له.
يريك الصح والخطأ بتفكيرِكَ ومانتائِجَ ماتعتقدُهُ حَسَبَ تَفعيلِ أمرينِ هُما المنطقُ والفلسفة.
إن كنتَ قد اعتدت أن تنظر للأمور من زاويةٍ واحدةٍ فحتمًا وبلا شك أنَّك سَتُغيِّرَ من نظرتك للأمور.
هذه المُقدِّمة يَضَعُها "آرنولد توينبي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%...86%D8%A8%D9%8A)" في مرتبةِ (أعظمُ عملٍ في صِنفِهِ أنجّزهُ عقل ٌ في أيِّ مكانٍ وزمانٍ.)


طُبِعَ الكِتابُ بأكثرِ من دارِ نشر من مُختَلَفِ أقطارِ العالَمِ وحققه عربٌ ومستشرقون من فرنسا وبريطانيا وغيرها. وإنَّ أفضلَ وأجودَ طبعةٍ استطعتُ أنْ أجِدُها وأختارُها لكم من بينِ تِسعِ طبعاتٍ هي الطَّبعةُ الصَّادِرَةُ من دارِ الكِتابِ العربي بيروت لبنان2006 الواقعةُ في 588 صفحة.



هذا ولله الحمدُ من قبلِ ومن بعدِ

Exodia
29-04-2007, 08:06 PM
نُبذة تاريخيّة :

السلطان عبدالحميد الثاني هو السلطان الرابع والثلاثين للدولة العثمانيّة " من أصل سبعة وثلاثين سلطانًا "
ولم يلق أية سلطان عثماني تشويهًا من أعدائه و من الغرب مثلما لقيَ السلطان عبدالحميد ، حتى أنه لُقب بالسلطان الأحمر ،
رغم أنه رفض رشوة تيودور هرتزل – رئيس الجمعيّة الصهيونيّة – لإقامة وطن قومي في فلسطين / مايو 1901 ، وكان عرض هرتزل مقابل عدة ملايين من الليرات العثمانيّة الذهبيّة و كذا تقديم قرض للخزينة العثمانيّة قدره مليوني ليرة !!
إلا أن عبدالحميد الثاني قال لهرتزل " لا أقدر أن أبيع ولو قدمًا واحدًا من البلاد لأنها ليست لي ، بل لأمتى "
كما أن رفضه إقامة حياة برلمانيّة جعل المسلمين آنذاك يظنونه مستبدًا ، إلا أنه لم يفعل ذلك إلا لأنه رأى أن الحيّاة البرلمانيّة قد تعيق إصلاحاته في دولة قد استلمها منهكة، تواجه خطرًا كبيرًا من جهة جيرانها كروسيا والنمسا ، حتى أن القيصر الروسي نيقولا الأولى لقب الدولة العثمانيّة بـ " رجل أوربا المريض "
فقد أضحت مطمعًا للدول الاستعمارية الكبرى مثل " بريطانيا – فرنسا – روسيا "
فشْغل الدولة العثمانيّة حيزًا كبيرًا من الزمان والمكان ، جعل الدول الاستعمارية الكبرى تتكالب عليها ، خوفًا من انقلاب الميزان الدولي لصالح الدولة العثمانيّة ،
ويقول المؤرخ الفرنسي جروسيه أن عمليّة تصفية الدولة العثمانيّة استغرقت أكثر من 220 عامًا
والحق أن السلطان عبدالحميد الثاني ، كان يحاول ليجمع الشعوب الإسلاميّة كلها ، فتبنى فكرة الجامعة الإسلاميّة التي أطلقها الشيخ " جمال الدين الأفغاني "
المهم أن السلطان عبد الحميد الثاني كان عقبة لتلك المطامع الأوروبية ، إلا أن المطامع والدسائس وبالتعاون مع حزب الاتحاد والترقي – ويقال أن معظم أعضائه كانوا ماسونيين ، كما أن رغباته اتفقت مع رغبات الدول الأوروبيّة - ، ساعد ذلك على إبعاد السلطان عن العرش عام 1909

ويتناول الكاتب منذر القبّاني في روايته " حكومة الظل بعضًا من هذه الأحداث في تلك الفترة الحرجة من الدولة العثمانيّة ، بعثها في صورة حيّة من خلال إسقاطات معاصرة ، معتمدًا على الخيال في ذلك
وفي وسط تلك الأحداث يحاول الكاتب ليبرز لمسات فكريّة معينة من خلال النَسَق العام للرواية ،
ولعلّ أول ما يُجذب الكاتب لتلك الرواية هو عنوانها ، فيُثار فضوله ما هي حكومة الظل المقصودة في الرواية ؟


وأحداث الرواية تنتقل بالقارئ لحقبتين زمنيتين متباعدتين ، إحداهما تقع في عام 2006 ، والأخرى في عام 1908 ؛

جاءت بدايتها بأحداث مرتْ في عام 2006 ، وكانت مقدمة رائعة للرواية ، تجذب القارئ لأن يندمج ويذوب في أحداثها ،
فتبدأ بالحديث عن رجل أعمال سعودي يُدعى " نعيـم الوزّان " ، يقوم برحلات لأخذ توكيل شركة جوّال ثالثة ستُقام في المملكة ،
وفي المغرب يقرر نعيم الوزّان ليستغل جزءًا من رحلته في زيارة د/عبدالقادر الذي درّس له مادة التاريخ من قبل ، وفي قصر الدكتور يرى نعيم قبة هرميّة لم ير مثيلًا لها من قبل ..!
وغداة ذلك اللقاء يحدثْ أن يُعثر على الدكتور عبدالقادر منتحرًا بطريقة عجيبة وغريبة ، ويجدْ نعيم أنه قد أرسل إليه رسالة على بريد سريّ يُفترض أن أحدًا لا يعرفه ، يترحم فيها على جده ويذكرُ رموزًا لا يفهمها ويطلب منه إرسال التحيّة لشخص لا يعرفه ؛ يكتشف فيما بعد أنه صحفيّ ، وأن لهذا الصحفيّ صديقًا آخرًا قد عثروا عليه منتحرًا بنفس الطريقة ،
وتشتعل الأحداث في وسط القصّة ، حيثُ يكتشف الصحفيّ أن رئيس قسمْ التاريخ بما يُسمى بـ "المعبد " ، انتحر بنفس الطريقة التي انتحر بها صديقه والدكتور عبدالقادر ، بل وفي نفس التوقيتْ ، فيزيد الموضوع تعقيدًا ويُصبح اللغز ألغازًا .

ثم ينتقل الكاتب لعام 1908 ،فتبدأ الأحداث بإرسال الوزّان الجد إلى أستانبول ، كمندوب عن المدينة في مجلس " المبعوثان " ، تلك العاصمة التي تشهد صراعًا حقيقيًا بين حزب الاتحاد الترقي والسلطان عبدالحميد الثاني ، خليفة المسلمين آنذاك ،
وهناك في قصر الضيافة ، تقود الأقدار الوزّان الجد إلى غرفة يجد فيها شيئًا عجيبًا قد لفت انتباهه ، فيرى قبة هرميّة عجيبة تتوسطها عينٌ تنظر في اتجاهٍ محدد ، والعجيب أنه سيراها ثانيةً في قصرٍ آخر ، وتنظر في نفس الاتجاه ، سيعلم فيما بعد أن هذا المجسم يقود إلى بابٍ سريّ ، ينسلّ منه الناس إلى مداخل أخرى ومنها إلى صالة اجتماع يدخلونها بكلمة سر عجيبة، كان خليل الوزّان قد حاول التنصت عليهم فوجدهم يتحدثون بلغة لا يفهمها ، ولكنه لاحظ تكرار كلمة .. " حيرام أبيف "

لمْ تكن تلك المرة الأخيرة التي يشاهد فيها الوزّان الحفيد هذه القبة الهرميّة ، بل يتكرر الأمر ، وتستدرج الأحداث ، إلى أن يكتشف في نهاية الروايةأن لها علاقة بإحدى الجماعات السريّة ، وكذا انتحار ، والأصحّ شنق ، كلًا من الدكتور عبدالقادر ورئيس المعبد والصحفي بنفس الطريقة ونفس التوقيت ،
كل ذلك له علاقة بتلك الجماعة السريّة ، وبأحداث أخرى دارت في الحقبة الزمنيّة البعيدة ، أثناء حيّاة الوزّان الجد ،
وبيهود الدونمة وحزب الاتحاد والترقيّ ، ومزجٌ بين الحقيقة والخيّال !

كل تلك الأحداث تمر في القصّة بإيقاع سريع ، استخدم فيها الكاتب الشخصيّات كمفتاح لعرض فكرته ، فإليهم يتجه الحوار وحولهم تدور الأحداث ،
فـ " نعيم الوزّان " وهو الشخصيّة المحوريّة الأولى في الرواية أ ُطلق خيط الأحداث من خلال زيارته لأستاذ التاريخ ، وأضاف بحثه عن تلك الرموز التي تركها له أستاذ التاريخ هالة من الترقب والتلهف حول الأحداث

و الدكتور عبدالقادر يُعد الشخصيّة الناميّة المتغيّرة في الرواية ، حيث تُكتشف عنه بعد موته معلومات لم تكن أبدًا معروفة عنه في حيّاته ، بخصوص انتمائه لإحدى الجماعات السرية ، ذلك الانتماء الذي تعود جذوره في الأصل إلى عائلته منذ عام 1908 !

ومن أهم الشخصيّات الفرعيّة في الرواية ، شخصيّة الصحفي المصري " طلعت " ، الذي يساهم بشكل كبير في تتابع الأحداث وتسلسلها من خلال بحثه مع نعيم الوزّان عن حل اللغز الذي ظهر في حياته ..

وفي الحقبة البعيدة ،
نجد خليل الوزان يجسد الشخصيّة المحوريّة هناك ، فمشاهداته وملاحظاته تقوده إلى اجتماعات سرية ، وتكشفُ للآخر بشكلٍ غير مباشرحقيقة يهود الدونمة ، وغيرها ،
و يوري بك كوهين هو الشخصيّة الناميّة المتطورة ، فلقاؤه بخليل الوزان عند قصر الضيافة لم يكن من قبيل المصادفة ، وفي نهاية الأحداث نكتشف سرّ هذا اللقاء وحقيقة يوري بك كوهين ..
ويقود الشيخ أبو بكر الحسيني – الشخصيّة الفرعيّة - خليل الوزّان إلى تلك الحقيقة ، وإلى الاشتراك في جماعة أخرى سريّة ، قوامها التغيير لتحسين أوضاع الخلافة ، وحمايتها من السقوط ..

وكما ينقلنا الكاتب بين الأحداث في إيقاع سريع ، ينقلنا كذلك بين أماكن متعددة بنفس سرعة الإيقاع ، فالأحداث تبدأ في المغرب ثم تنتقل بنا بسرعة بين مصر والسعودية وإنجلترا ، و في الماضي ينتقل بنا تارة بين أزقة وشوراع استانبول " مركز الخلافة " ، وبين الشام والمدينة المنوّرة تارة أخرى.

والصراع هنا نوعان :
داخلي كالذي يعتمل في نفس نعيم الوزّان لربط الأحداث ببعضها ولتفسير ما يمر به ، وكذا كالذي يكمن في نفس جده خليل لكشف أمر ذلك المجسم الهرمي الذي رآه
وصراعٌ خارجيّ يظهر في أعضاء الجماعة السريّة الذي يحاولون معاقبة نعيمْ الوزّان ، لأنه – في نظرهم – تعدّى خطًا ما كان له أن يتخطاه ، ولأنه كاد أن يكشف بعضًا من حقيقتهم ، وهمْ أيضًا اللذين عاقبوا ثلاثة من أعضائهم فشنقوهم كنتجية لخيّانتهم ،
وصراعٌ خارجيٌ آخر يدور في عام 1908 ، يكمن فيما تتعرض له الخلافة الإسلاميّة ككل ، والدولة العثمانيّة .

وفي النهاية نستطيع القول بأن الكاتب قد عرَض فكرته بطريقة مثلى في صورة روائيّة ، اكتملتْ فيها عناصرها من حيث الأحداث والشخصيّات والصراع .


ويرى البعض تشابهًا كبيرًا بين رواية "حكومة الظل " للكاتب السعودي منذر القبّاني ، وبين " شفرة دافنشي " للكاتب الأمريكي دان براون ، من حيث طريقة كليهما في السرد المزوّد بالغموض والتشويق حول فترة تاريخيّة معينة قد تكون غير معروفة عند أغلبيّة الناس ؛
فالفترة التاريخيّة في رواية حكومة الظل هي نهاية – أو إسقاط – الخلافة العثمانيّة – وقد سبق كتابة نبذة عنها ،
أما في شفرة دافنشي فتتحدث عن فترة في عهد الإمبراطور الروماني قسطنطين في القرن 4 الميلادي ، فيها أُثير جدلٌ حول الديانة المسيحيّة وأُعيد تشكيلها لتتلاءم مع مفهوم الرومان الوثني ، مثل – طبقًا للرواية - اعتماد يوم 25 ديسمبر الذي هو عيد ميلاد الإله الفارسي (مثرا) عيداً لميلاد المسيح!
أما التشابه في الأحداث الخيالية:
فكما يحاول نعيم الوزان في الرواية الأولى فك لغز مقتل د/ عبدالقادر البنوزّاني ،
يحاول روبرت لاندجون في الأخرى ليفك لغز مقتل سونيير أمين متحف اللوفر،
وكما رُبط اللغز في رواية حكومة الظل بإحدى الجماعات السريّة المعروفة باسم الماسونيّة ، والتي يُعتقد أن بعض الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأميركيّة مثل جورج واشنطن وبنيامين فرانكلين ، وعدد كبير من الموقعين على وثيقة الاستقلال ، يُعتقد أنهم كانوا منتمين للماسونيّة وفقًا للرواية .
وكذلك فإن اللغز في شفرة دافنشي قد رُبط أيضًا بجمعيّة غامضة تُسمى " أخوية سيون " ، والتي وجدت عنها مخطوطات عُرفت بالوثائق السرية ، اكتشفتها مكتبة باريس عام 1975 ، وقد ذُكر فيها أسماء بعض أعضائها ،
ومنهم :

ليوناردو دافنشي و إسحق نيوتن وفيكتور هوجو .

Exodia
29-04-2007, 08:08 PM
يبدأ التصويت من الآن ولنهاية المسابقة : )


ويمكن التصويت في بقية المسابقات :


~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ التصويت لمسابقة قسم الشعر ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ (http://www.montada.com/showthread.php?p=5414062&posted=1#post5414062)

~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ التصويت لمسابقة قسم النثر ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ (http://www.montada.com/showthread.php?t=528315)


~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ التصويت لمسابقة قسم الدروس الأدبية ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ (http://www.montada.com/showthread.php?t=528317)


~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ التصويت لمسابقة قسم الرواية و القصة القصيرة ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ (http://www.montada.com/showthread.php?p=5432207&posted=1#post5432207)


~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ التصويت لمسابقة قسم اللغات الأجنبية ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ (http://www.montada.com/showthread.php?p=5437803&posted=1#post5437803)


أطيب تحية

shjoonal3in
30-04-2007, 11:46 PM
التصويت كالتالي:
المشاركة 1 (مقدمة ابن خلدون)
المشاركة 2 (رواية حكومة الظل)

The Riotous
02-05-2007, 03:16 AM
سلام عليكم من الله ورحمة

تصويتي إن شاء الله :
1- المشاركة الثانية : رواية حكومة الظل
2- المشاركة الأولى : مقدمة ابن خلدون

في حفظ الله تعالى

إنـسـان ثـانـي
02-05-2007, 03:59 AM
الـ سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أصوت لـ ( رواية حكومة الظل )

يسعد صباحكم
:)

شوقٌ إلى الأقصى
02-05-2007, 10:43 PM
السلام عليكم :
تصويتي :
المشاركة الثانية
المشاركة الأولى

TRY NO RACE
03-05-2007, 12:34 PM
مقدمة ابن خلدون

الزهراني 07
03-05-2007, 01:13 PM
مقدوة ابن خلدون

مهاجرة إلى الله
04-05-2007, 09:29 PM
السلام عليكم ورحمة الله..

التصويت هو:
رواية حكومة الظل
مقدمة إبن خلدون

وفق الله الجميع..