المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آخر إبداعات القتلة توثيق جرائم الموت



suuuuun
08-05-2007, 01:29 PM
أحبتي في الله أحييكم بتحية ٍ لطالما كمنت في الصدر كمون النار في الحجر ثم وافتكم الليلة كعبير


السحر، تتنفس في لقاكم شذا الريحان والمسك والورد والعنبر؛فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أحبتي هذه مقالة لكاتب الساحات السابق حسن مفتي(الخفاش الأسود) حركة أشجاني وأحببت أن


أهديها لكم ....



لم تكن أمريكا بحاجةٍ إلى تسعير دمائنا في سوق النخاسة العالمي، فمؤشر الدم المسلم في انخفاض دائمٍ، وغير قابلٍ للصعود ولا للتداول حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، وهو أرخص عند القوى العظمى وغير العظمى من جناح بعوضةٍ، بل إن سماء العالمين العربي والإسلامي تحولتا بفضل القوى الاستعمارية العظمى وأذنابها المخلصين، إلى كلأٍ مباحٍ يرعى فيه كل من هب ودب، ويلغ في دماء دعاة تسامحه ووسطيته أذل خلق الله من اليهود والنصارى !

لا أود تقليب المواجع بالإشارة إلى جرائم المعسكرين الغربي والشرقي في حق الأمتين العربية والإسلامية، فتقليب هذه المواجع تثير دعاة تسامحنا ووسطيتنا، ومنظّري ذلتنا وانحطاطنا، الذين ما فتئوا في تشنيف آذاننا بمختلف إصدارات التسامح والعفو والصفح !

جرائم العالم المتحضر وعتها الأجنة المشوهة داخل أرحام العراقيات على سبيل المثال لا الحصر، قبل أن تسطع شمس الحياة على مقدمة نواصيهم، وأمهات أفغانستان يخوفون أطفالهم إذا جفاهم الكرى بسحنات علوج موسكو وواشنطن، فاتحي العاصمة الأفغانية مرتين على جماجم الشيوخ والنساء والأطفال .

لا جديد لدي في عرض هذه الجرائم وأمثالها، سوى نفض شيءٍ من الغبار عن بعض الصور والمعاني في عقل كل عارفٍ ومشاهدٍ منصفٍ، بأن دماء المسلمين وأرواحهم لا تساوي عند القوم مثقال حبةٍ من خردلٍ، مع أننا والحق يقال نشكرهم على سعة بالهم وحسن عرضهم للشريط الإخباري اليومي، الذي يروي بدماء إخواننا تفاصيل المآسي والفواجع التي تغطى بها فجوات نشرات الأخبار اليومية، بأجسادٍ وأرواحٍ تحولت بفضل الصياغة الإعلامية المحترفة إلى مجرد أرقامٍ رياضيةٍ لا تحرك فينا عاطفةً، ولا تهز في وجداننا ألماً .

تداولت مواقع الإنترنت قبل أيامٍ مشاهد مروعةٍ لقتل فتاةٍ عراقيةٍ اعتنقت الإسلام وانعتقت من ربقة الكفر ودوامة الشرك بالله إلى نور الإيمان، وقد تفنن القتلة من أبناء الطائفة ( الأيزيدية ) في إزهاق روحها الطاهرة، فما بين ركلٍ بالأقدام، وضربٍ بالأيدي، إلى رض رأسها العالي بالله، لأشم بطاعة المولى جل وعلا بالحجارة، موثّقين فعلتهم النكراء، بكميرات هواتفهم المحمولة صوتاً وصورةً، بلغت بهم سكرة النصر ونشوة الظفر منتهاها، وهم يتسابقون أيهم يظفر بصورةٍ ذات جودةٍ عاليةٍ لتلك السياط السادية المنهمرة في جنون على جميع أجزاء جسدها الغض الطري ! وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد .

لم يؤلمني مشهد القتل الوحشي المروع الحي فحسب، بل آلمني الصمت المطبق والتجاهل التام لوسائل الإعلام العربية والإسلامية، ولو من باب جبر الخواطر وترميم شريط أنباء ذلتنا اليومي، ما الذي ستخسرونه إن حولتموها إلى مجرد رقمٍ آخر، يضاف إلى تلك الأرقام المتحركة لشريط الضحايا اليومي .

قدر لي يوماً أن أحل ضيفاً على إعلاميٍ صديق، له اهتمامات ورصدٍ منظمٍ لما يعرض في وسائل إعلامنا العربي والمحلي، وكان من سوء حظي وحظه برنامجاً حوارياً جمع فيه معده ومقدمه أربعةً من كتّاب صحفنا، رجلان وامرأتان ممن لا نرضى من الشهداء بأي حالٍ من الأحوال، وكان مدار حديث القوم وفاكهة مجالسهم تطرف المجتمع السعودي بفضل أهل العلم والمشائخ ومفردات التعليم كما يزعمون، وأثناء احتدام وطيس النقاش انبرت إحداهن قائلةً في حماسٍ مثيرٍ : لا أريد أن يتحول مجتمعي السعودي إلى مجتمعٍ يشبه مجتمع المحاكم الإسلامية في الصومال، التي منعت جمهوراً من المشاهدين من متابعة أحداث مباراةٍ في كرة القدم بين فريق ما نشستر يونايتد وفريقٍ آخر لا أذكر اسمه !

ومرت الأيامٍ والأسابيع، وسقطت العاصمة الصومالية مقديشو بأيدي القوات الأثيوبية، وسقط بسقوطها المئات بل والآلف من الضحايا الأبرياء، ولم تكتب أختنا صاحبة الروح الرياضية الفادحة، وهي صاحبة عمودٍ ثابتٍ في تلك الصحيفة، مقالةً واحدةً في رثاء رأسٍ صومالي بريءٍ يشبه بفعل عوامل الجوع والموت والرعب والهزال وقلة النوم، كرة القدم الأوربية التي انبرت للدفاع عنها في حماسةٍ لا مثيل لها !

لم يسمع الكثيرون بفاجعة أختنا ( دعاء أسود دخيل ) فقد انشغلت عن فاجعتها مختلف وسائل إعلامنا بنقد مناهجنا الدراسية المنظّرة للقتل والإرهاب كما يزعمون، ودعوات التسامح مع القتلة، ونقد لجان المناصحة داخل السجون التي نفع الله بها الكثير، ونقد المحاكم الإسلامية في الصومال لمنعها مشاهدة مباراة كرة القدم بين فريقين أوربيين ! كذلك لم يسمع هؤلاء بفاجعة الفتاة العراقية عبير الجنابي التي اغتصبت داخل أقبية وزارة الداخلية العراقية على أيدي حراس القمع، ولم يكتب عن فاجعتها أولئك ولن يكتبوا، فمن بين ركامات القتل العراقية اليومية، تبرز لكل متابعٍ مسلمٍ فلاشاتٍ من الرعب والألم تستحق التوقف طويلاً، والتأمل الصامت المغلف بالذهول والحيرة .

وفي ظل هذه المعادلات المريبة من نزيف جراحاتنا الغائرة في الشرق والغرب، والشمال والجنوب، لا يمكن لأي مسلمٍ عاقلٍ أن يكون برجماتياً منطوياً على نفسه، نائياً بنفسه عن المشاركة الوجدانية لآلم إخوانه وأخواته في مختلف بقاع الأرض، إن عجزنا عن إيقاف سيل الدماء المنسكبة بسبب ضعفنا، فلا أقل من تنمية مشاعر الألم والحزن في أنفسنا وأبناءنا وأقاربنا وجيراننا، لا أقل من تسمية الأمور بمسمياتها الحقيقة، بأن نقول للجميع إن هؤلاء مجرد قتلة ساديون وإن تدثروا بمختلف مسميات الحضارة والتقدم، جاءوا من وراء الحدود لنهب خيراتنا وتمريغ كرامتنا في الوحل، ومسخ ديننا، وقتل أطفالنا بأحدث ما تفتقت عنه عقولهم الجهنمية من أدوات القتل، لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة .

عندما غزا التتار عاصمة الخلافة العباسية بغداد قبل قرونٍ خلت، تردد المؤرخون من المسلمين في تسطير أحداث تلك الفاجعة، إذ يقول ابن الأثير صاحب الكامل في تاريخه : فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل حدوثها وكنت نسيا منسيا، إلى أن قال : فلو قال قائل إن العالم منذ خلق الله - سبحانه وتعالى - آدم وإلى الآن لم يبتلوا بمثلها لكان صادقا، فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا ما يدانيها .

ورحل ابن الأثير يرحمه الله ولم يشهد القرن الواحد والعشرين، مات ابن الأثير وخلف من بعده خلف شهدوا مقتل مليون طفلٍ عراقي تحت الحصار وقبل سقوط بغداد، ومليون عراقي بعد فتح بغداد على أيدي قوات التحرير الأمريكي كما يحلو لأحد كتاب صحافتنا تسميتهم في عموده الثابت ! لم يكتب هذا ولا غيره عن هذه الفواجع لحاجةٍ في نفوس القوم لم تعد تخفى على أي عاقلٍ .

منجل الموت الغربي يحصد في نشاطٍ مجنونٍ، لا يميز في حصاده بين شيخٍ أو طفلٍ أو امرأةٍ أو معاقٍ أو دعيٍ من دعاة التسامح والخيانة، إن تمكن رواد الحضارة الغربية يوماً من اختطاف أرواحنا أو أرواح إخواننا لا قدر الله بمنجلهم الحاد، إن قدر لنا أن نتحول إلى مجرد شريطٍ إخباري عبثي يسير في اتجاهٍ واحدٍ، يحكي قصة سقوطنا ويلغي كياننا وأحاسيسنا ووجداننا، فلا أقل من تعزيز ثقافة الألم والشعور بالمسؤولية الأدبية تجاه أولئك الضحايا، لا مانع من تنغيص حياتنا بين الحين والآخر، وتكوير قبضاتنا حزناً وقهراً وغضباً، فلعل الله جل وعلا يخرج للأمة من ثنايا غضبنا وقهرنا، من يرفع عن الأمة شيئاً من البأساء والضراء والخوف والجوع .

لا يكمن الخوف من الموت فحسب، بل يكمن الخوف والرعب في تفشي ثقافة السلبية واللامبالاة، والتجاهل لكل ما يحل بجيراننا من النكبات، إن تمكن العدو من نشر هذه الثقافة بين أفراد المجتمع، بأن ما يقع وراء الحدود لا يعنينا لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ، فإنه عندئذٍ سينجح في كسر جوهر هذا الدين في أعماقنا، وسر خلوده، إنها ثقافة الجسد الواحد، والدعوة للاعتصام بحبل الله والحذر من الفرقة .

حسن مفتي
كاتب سعودي

http://www.sabq.org/inf/articles.php?action=show&id=143

Son_OF_Liberty
08-05-2007, 10:13 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً :)

فُجعت الحقيقه بمشهد قتل أختنا في الله دعاء خليل أسود على يد عشيرتها بعد ماتركت عبادة الشيطان وآمنت بالله رباً وبالاسلام ديناً وبمحمداً نبياً فنسأل الله أن يتقبلها فيمن عنده وأن يبدلها ويثيبها على صبرها نحسبه كذلك إن شاء الله.

بخصوص المقال:أوافق أستاذنا الخفاش الأسود فيما قاله جملةً وتفصيلاً فالإعلام العربي والاسلامي تخاذل عن القضايا المطروحه متنكرين بذلك لدينهم وشعوبهم فنسأل الله السلامه.
لست أقول بأن القنوات والاعلام العربي هو من يشفي حال الأمه ويبري جراحها ولكن عالاقل تضهر للعالم أجمع بأننا أصحاب حق وأن الغرب إنتهكوه.
ولكن من ينظر للحال فيجد العكس للأسف فالاعلام العربي أصبح يظهر أن الجيش الأمريكي أتى ليحرر العراق من طغيان النظام السابق وأن التقل والتدمير وسفك الدماء بغير حق ما يصب الا لمصلحة العراق نفسه.
فلا غرابة في ذلك فمعلوم أن أصحاب القنوات الاخباريه العربيه لاتخدم الا أصحابها وذويها ولتحقيق مصالح شخصية وأهمها هو جمع المال.

شكراً على ماتفضلت به أخي الحبيب :).

Sh3M2002
08-05-2007, 10:47 PM
مشكور .

شرتا
09-05-2007, 02:51 PM
جزاك الله خيرا
لقد اختارت الجنة فهنيئا لها ...