الداعي إلى الله
16-05-2007, 03:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله فاطر السموات والارض جاعل الملائكة اولي اجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء وهو عل كل شئ قدير
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والرسل نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عنه الغافلون
وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتي في الله
سبحان الله هذا قصر بناؤه من تراب وإسمنت وحديد وهو إلى الزوال قريب ، وأعجب من ذلك أن تجري تحته مجاري وقاذورات البشر ، وبداخله دورات للمياه ، والذي يملكه ويسكنه لا يكاد يمر عليه يوم إلا ويحصل له نكد وتكدير ، بما جبلت عليه هذه الدنيا الفانية .
لكنك أخي المسلم تستطيع أن تبتني لك بيتا لا تعتريه العوارض ، وتكدره المكدرات ، ولا يكلف مالا ، ولا سنوات ، وهو باق على نظرته وجماله ، وأُنسه دائم ما دامت السماوات والأرض . إنه بيت في الجنة لا نصب فيه ولا وصب ، الأنهار من تحته جارية ، بناؤه يسر الناظرين ، لينة ذهب ، ولينة فضة ، مــلاطه المسك ، وحصباؤه اللؤلؤ ، وحشيشه الزعفران ، والأنيس فيه حور مقصورات في الخيام كأمثال اللؤلؤ المكنون ، لو أطلت امرأة من نساء الجنة على هذه الدنيا لملأت الدنيا نورا وعطرا ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها ، نعيم مقيم ، قرة عين لا تنقطع ، أهلها يأكلون ويشربون ، ويحيون ولا يموتون ، ويزورون ربهم ويستمعون إلى خطابه ويسعدون برؤية وجهه الكريم ، قال تعالى :
" وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة " ( القيامة 22 – 23 )
فإن سألت يا عبدالله : كيف أبتني هذا القصر وهو على هذه الصفات السابقة ؟ نقول لك تأمل – رحمك الله – هذا الحديث :
أورد الإمام مسلم – رحمه الله – في صحيحه في " باب فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدها " رقم ( 1694 ) قال :
حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير ، حدثنا أبو خالد يعني : سليمان بن حيان ، عن داود بن أبي هند ، عن النعمان ابن سالم ، عن عمرو بن أوس قال : حدثني عنبسة بن أبي سفيان في مرضه الذي مات فيه بحديث يتسار إليه قال : سمعت أم حبيبة تقول : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" من صلى ثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة " قالت أم حبيبة فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، وقال عنبسة : فما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة ، وقال عمرو بن أوس : ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة ، وقال النعمان بن سالم : ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس .
وفي سنن الترمذي – رحمه الله – برقم ( 415 ) عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :
" من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة : أربعا قبل الظهر ، وركعتين بعدها ، وركعتين بعد المغرب ، وركعتين بعد العشاء ، وركعتين قبل الفجر صلاة الغداة "
قال أبو عيسى الترمذي : وحديث عنبسة عن أم حبيبة في هذا الباب حديث حسن صحيح ، وقد روي عن عنبسة من غير وجه .
إخواني في الله :
إنه لأمر يسير على من يسره الله عليه أن يحافظ المسلم على ركعات قليلات فيحصل له بها ثواب جزيل من رب كريم ، إنها – والله – أعمال قليلة وأجور كثيرة ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
فلنبادر جميعا بأدائها وفق ما ورد في هذه الأحاديث ، ولنحافظ عليها على الدوام ، ونأم من تحتنا من زوجة وأولاد ونعلمهم إياها ، فالدال على الخير كفاعله .
وقفه قصيرة
ولو وقفت مع نفسك أخي المسلم وقفات وطرحت هذه الأسئلة :
كم مضى من العمر لم أزد هذه السنن الراتبة ، أو وضيعت أكثرها ؟
وكم من الأجر ضاع بسبب انشغالي بغرض دنيوي زائل من محادثة صديق ، أو ذهاب ، أو إياب ، أو أمور تافهة من زخارف هذه الحياة الدنيا الفانية ؟
إذا راجعت نفسي الحساب وجدت أنها مغبونة ! نعم مغبونة لما ضاع من الثواب والأجر
فوائد من هذه الأحاديث
نأخذ من هذه الأحاديث التي أوردناها : أهمية المحافظة على السنن الرواتب ، وعظم ثوابها عند الله عز وجل حيث كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يحافظ عليهن ، وحافظت عليها أمهات المؤمنين من بعده ، كما حافظ عليها من روى هذه الأحاديث عند أصحاب الصحاح والسنن .
والمحافظة على هذه السنن الرواتب في البيت أفضل من في المسجد .
وقال الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى – في زاد العباد 1/312 وكان – صلى الله عليه وسلم – يصلي عامة السنن ، والتطوع الذي لا سبب له في بيته ، لا سيما سنة المغرب ، فإنه لم ينقل عنه أنه فعلها في المسجد البتة .
وفي ص ( 315 ) : وكان هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – فعل السنن ، والتطوع في البيت إلا لعارض ، كما أن هديه كان فعل الفرائض في المسجد إلى لعارض سفر أو مرض ، أو غيره مما يمنعه من المسجد أ هـ .
وفعلها في البيت له حكم منها : البعد عن الرياء والعجب ، ولأجل إخفاء العمل عن الناس ، ومنها أنه سبب لتمام الخشوع والإخلاص ، ومنها : عمارة البيت بذكر الله والصلاة التي يسببها تنزل الرحمة على أهل ذلك البيت ويبتعد عن الشيطان لما روى مسلم في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي – صلى الله عليه وسلم - :
أنه قال " اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ، ولا تجعلوها قبورا "
وأكد هذه السنن ركعتا الفجر ، لقول عائشة - رضي الله عنها - :
" لم يكن النبي – صلى الله عليه وسلم – على شيء من النوافل أشد تعاهدا منه على ركعتي الفجر " متفق عليه .
" ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها " رواه مسلم .
ولهذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم – يحافظ عليهما وعلى الوتر في الحضر والسفر .
فينبغي لنا أن نحرص على اقتفاء هدي النبي – صلى الله عليه وسلم - ، والحرص على كسب الثواب والحصول على الأجر ، مع الحرص على صلاح العمل وإخلاص النية لله عز وجل اللذين هما شروط صحة العمل وقبوله ، لقوله سبحانه وتعالى :
" فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " ( الكهف 110 )
وفي المحافظة على هذه السنن الرواتب جبر لما يحصل في صلاة الفريضة من النقص والخلل ، والإنسان معرض لذلك ، وهو بحاجة إلى ما يجبر به نقصه .
ختاما
فاحرص أخي المسلم على أداء السنن الرواتب فإنها زيادة في الخير تجد ثوابها عند ربك !! وهكذا كل فريضة يشرع إلى جانبها نافلة من جنسها ، كفريضة الصلاة ، والصيام ، والزكاة ، والحج ، وهذا من فضل الله على عباده ،حيث نوع لهم الطاعات ، ليرفع لهم الدرجات ، ويحط عنهم الخطايا والسيئات .
نسأل الله لنا جميعا التوفيق لما يحبه ويرضاه ، إنه سميع مجيب .
http://www.q8boy.com/uploads/d576fa399f.gif (http://www.q8boy.com)
ركعتان قبل الفجر ، أربع ركعات قبل الظهر ، ركعتان بعدها ، ركعتان بعد المغرب ، ركعتان بعد العشاء .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
الحمدلله فاطر السموات والارض جاعل الملائكة اولي اجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء وهو عل كل شئ قدير
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والرسل نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عنه الغافلون
وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتي في الله
سبحان الله هذا قصر بناؤه من تراب وإسمنت وحديد وهو إلى الزوال قريب ، وأعجب من ذلك أن تجري تحته مجاري وقاذورات البشر ، وبداخله دورات للمياه ، والذي يملكه ويسكنه لا يكاد يمر عليه يوم إلا ويحصل له نكد وتكدير ، بما جبلت عليه هذه الدنيا الفانية .
لكنك أخي المسلم تستطيع أن تبتني لك بيتا لا تعتريه العوارض ، وتكدره المكدرات ، ولا يكلف مالا ، ولا سنوات ، وهو باق على نظرته وجماله ، وأُنسه دائم ما دامت السماوات والأرض . إنه بيت في الجنة لا نصب فيه ولا وصب ، الأنهار من تحته جارية ، بناؤه يسر الناظرين ، لينة ذهب ، ولينة فضة ، مــلاطه المسك ، وحصباؤه اللؤلؤ ، وحشيشه الزعفران ، والأنيس فيه حور مقصورات في الخيام كأمثال اللؤلؤ المكنون ، لو أطلت امرأة من نساء الجنة على هذه الدنيا لملأت الدنيا نورا وعطرا ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها ، نعيم مقيم ، قرة عين لا تنقطع ، أهلها يأكلون ويشربون ، ويحيون ولا يموتون ، ويزورون ربهم ويستمعون إلى خطابه ويسعدون برؤية وجهه الكريم ، قال تعالى :
" وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة " ( القيامة 22 – 23 )
فإن سألت يا عبدالله : كيف أبتني هذا القصر وهو على هذه الصفات السابقة ؟ نقول لك تأمل – رحمك الله – هذا الحديث :
أورد الإمام مسلم – رحمه الله – في صحيحه في " باب فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدها " رقم ( 1694 ) قال :
حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير ، حدثنا أبو خالد يعني : سليمان بن حيان ، عن داود بن أبي هند ، عن النعمان ابن سالم ، عن عمرو بن أوس قال : حدثني عنبسة بن أبي سفيان في مرضه الذي مات فيه بحديث يتسار إليه قال : سمعت أم حبيبة تقول : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" من صلى ثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة " قالت أم حبيبة فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، وقال عنبسة : فما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة ، وقال عمرو بن أوس : ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة ، وقال النعمان بن سالم : ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس .
وفي سنن الترمذي – رحمه الله – برقم ( 415 ) عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :
" من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة : أربعا قبل الظهر ، وركعتين بعدها ، وركعتين بعد المغرب ، وركعتين بعد العشاء ، وركعتين قبل الفجر صلاة الغداة "
قال أبو عيسى الترمذي : وحديث عنبسة عن أم حبيبة في هذا الباب حديث حسن صحيح ، وقد روي عن عنبسة من غير وجه .
إخواني في الله :
إنه لأمر يسير على من يسره الله عليه أن يحافظ المسلم على ركعات قليلات فيحصل له بها ثواب جزيل من رب كريم ، إنها – والله – أعمال قليلة وأجور كثيرة ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
فلنبادر جميعا بأدائها وفق ما ورد في هذه الأحاديث ، ولنحافظ عليها على الدوام ، ونأم من تحتنا من زوجة وأولاد ونعلمهم إياها ، فالدال على الخير كفاعله .
وقفه قصيرة
ولو وقفت مع نفسك أخي المسلم وقفات وطرحت هذه الأسئلة :
كم مضى من العمر لم أزد هذه السنن الراتبة ، أو وضيعت أكثرها ؟
وكم من الأجر ضاع بسبب انشغالي بغرض دنيوي زائل من محادثة صديق ، أو ذهاب ، أو إياب ، أو أمور تافهة من زخارف هذه الحياة الدنيا الفانية ؟
إذا راجعت نفسي الحساب وجدت أنها مغبونة ! نعم مغبونة لما ضاع من الثواب والأجر
فوائد من هذه الأحاديث
نأخذ من هذه الأحاديث التي أوردناها : أهمية المحافظة على السنن الرواتب ، وعظم ثوابها عند الله عز وجل حيث كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يحافظ عليهن ، وحافظت عليها أمهات المؤمنين من بعده ، كما حافظ عليها من روى هذه الأحاديث عند أصحاب الصحاح والسنن .
والمحافظة على هذه السنن الرواتب في البيت أفضل من في المسجد .
وقال الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى – في زاد العباد 1/312 وكان – صلى الله عليه وسلم – يصلي عامة السنن ، والتطوع الذي لا سبب له في بيته ، لا سيما سنة المغرب ، فإنه لم ينقل عنه أنه فعلها في المسجد البتة .
وفي ص ( 315 ) : وكان هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – فعل السنن ، والتطوع في البيت إلا لعارض ، كما أن هديه كان فعل الفرائض في المسجد إلى لعارض سفر أو مرض ، أو غيره مما يمنعه من المسجد أ هـ .
وفعلها في البيت له حكم منها : البعد عن الرياء والعجب ، ولأجل إخفاء العمل عن الناس ، ومنها أنه سبب لتمام الخشوع والإخلاص ، ومنها : عمارة البيت بذكر الله والصلاة التي يسببها تنزل الرحمة على أهل ذلك البيت ويبتعد عن الشيطان لما روى مسلم في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي – صلى الله عليه وسلم - :
أنه قال " اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ، ولا تجعلوها قبورا "
وأكد هذه السنن ركعتا الفجر ، لقول عائشة - رضي الله عنها - :
" لم يكن النبي – صلى الله عليه وسلم – على شيء من النوافل أشد تعاهدا منه على ركعتي الفجر " متفق عليه .
" ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها " رواه مسلم .
ولهذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم – يحافظ عليهما وعلى الوتر في الحضر والسفر .
فينبغي لنا أن نحرص على اقتفاء هدي النبي – صلى الله عليه وسلم - ، والحرص على كسب الثواب والحصول على الأجر ، مع الحرص على صلاح العمل وإخلاص النية لله عز وجل اللذين هما شروط صحة العمل وقبوله ، لقوله سبحانه وتعالى :
" فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " ( الكهف 110 )
وفي المحافظة على هذه السنن الرواتب جبر لما يحصل في صلاة الفريضة من النقص والخلل ، والإنسان معرض لذلك ، وهو بحاجة إلى ما يجبر به نقصه .
ختاما
فاحرص أخي المسلم على أداء السنن الرواتب فإنها زيادة في الخير تجد ثوابها عند ربك !! وهكذا كل فريضة يشرع إلى جانبها نافلة من جنسها ، كفريضة الصلاة ، والصيام ، والزكاة ، والحج ، وهذا من فضل الله على عباده ،حيث نوع لهم الطاعات ، ليرفع لهم الدرجات ، ويحط عنهم الخطايا والسيئات .
نسأل الله لنا جميعا التوفيق لما يحبه ويرضاه ، إنه سميع مجيب .
http://www.q8boy.com/uploads/d576fa399f.gif (http://www.q8boy.com)
ركعتان قبل الفجر ، أربع ركعات قبل الظهر ، ركعتان بعدها ، ركعتان بعد المغرب ، ركعتان بعد العشاء .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين