المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعر عصاة ٌ في يوم ِ الفصل - قصيدة من ديوان الدكتور نوري الوائلي - أرجو أن تقراءها



noori123
25-05-2007, 01:36 PM
للدكتور نوري الوائلي
مؤسسة الوائلي للعلوم


بسم الله الرحمن الرحيم


عصاة ٌ في يوم ِ الفصل ِ


يا عاصيَ الرحمن ِ مالك َ تحفرُ ** خلفَ السراب ِ وفي الرذائل ِ تـُبحرُ


أنسيْتَ ربّكَ في الضلال ِ مُكابرا ً ** فالموتُ يُوقظ ُ والمنايا تغدرُ


الموتُ يأخذ ُ منك كلّ عزيزة ٍ ** وتـُساقُ وحدُك بعد موت ٍ يُقهرُ


من بعد مُوتك فالمقابرُ برزخ ٌ ** بعد الممات الى القيامة تـُسعرُ


الجسمُ فيها للصراصر ِ مأدبا ً ** والروح ُجمرٌ بالصواعق تـُمطرُ


القبرُ موتٌ للجسوم وروحها ** تحيا بنار ٍ أو جنان ٍ تـُبهرُ


بالكفر ِتعمى بالعيون غشاوة ٌ ** لكن َّ بعد الموت قلبُك يبصرُ


هل هذا سحرٌ ام حقيقة ُما ترى ** والله ِ صدق ٌ ما ترى أو تشعرُ


تـُعطى كتابُك بالشمال وبعدها ** تفدي وليدَك بالعذاب وتنحرُ


عضـّتْ أصابعكَ القواطع ُحسرة ً** وأمِلت بالتربان ِ جسمُك يُنكرُ


ودعوتَ ربُّك أن يُعيدك تارة ً ** أخرى لعلـّكَ بالهداية ِ تـُطهرُ


هيهاتَ بعد الموت من مُسترجع ٍ** فالدربُ لا يحوي الرجوع َ فتنفرُ


اليومُ لن تقبلْ شفاعة َ شافع ٍ ** أو فدية ً تـُهدى لحالك تنصر ُ


أن كان في الدنيا أمامُك عاصيا ً ** أو كان شيطانا ً لكرهك يضمرُ


يومُ القيامة سوف تـُحشرُ نادما ً** خلفَ الأمام ِ وجمعكم لا يظفرُ


وسلاسلٌ للجسم ِ مثـّل قلائد ٍ ** حول المعاصم ِ والرقاب ِ تـُنشـرُ


إنْ لامستْ صخرا ً عتيدا ً لحظة ً ** لتحولَ الصخرُ لجمر ٍ يزفرُ


وتـُساقُ بالضرب ِالمُذل بزمرة ٍ ** تـُرمى كحصب ٍللهيبِ وتـُنهرُ


النارُ مأواك َ السوادُ ضياؤها ** ولباسها شررٌ بجسمك يثمرُ


في النار رفقتـُك الشرارٌ وغيّهم ** سوءُ الرفاق لسوء ِ نفسك تـُجهرُ


من فوق رأسك فالحميمُ منزل ٌ ** بالرأس يُبحر كالمثاقب يحفرُ


فوق العذاب فقد خسرت منازلا ً ** جناتُ عدن ٍ لا تـُحدُّ وتـُقصرُ


صبرا ًعلى نار الحريق ِ وأهلها ** لا صبرَ ينفع ُ في حميم ٍ يهمرُ


أن كنت تصبرُ أو بدركك جازعا ً ** فالنارُ مثواك التي لا تـُشبرُ


أصرخْ بصوتك ثم ناد ِ مُؤمِلا ً ** كشفَ العذاب ِ لساعة ٍ وتـُحرّرُ


تأتي الأجابة ُ خاسأ تبقى بها ** فهوَ العذابُ لا يقل ُّ ويصغرُ


رغمَ الحريق فأنَّ فيها عُصبةً ** عشقتْ عذابك , بالعذاب تجبّرُ


فخسرتَ أهلكَ والجنانَ ورفعة ً ** وعظيم ُ خُسران ٍ إلاهك تخسرُ


ما شدة ُالألام في جلد ٍ إذا ** بالنار ينضجُ ثم أخرى يُزهرُ


ستذوقُ ألوانَ العذاب ِ بقعرها ** ويُضاعفُ العالي العذابَ ويمكرُ


النارُ من غضب ِ العظيم ِ تعلمتْ ** سُبلَ التفنن في العذاب وتقدرُ


تدعو لمن أغواكَ شرَ عذابها ** والكلُّ فيها بالعذاب يُحقـّرُ


ترجو بجهل ِ في الرياض مُنعم ٌ** أن توهب الماءَ الزلالَ فتظفرُ


كالمُهل ماءا ً للوجوه فتشتوي ** وَجَناتـُك السودُ القباحُ فتجأرُ


أن كنت تخفي كلَّ ذنب ٍ آمنا ً ** من لومة ِ الدنيا وشرع ٍ ينهرُ


فاعلمْ بأنـّك للخلائق فـُرجة ً ** يومَ الحساب وبالذنوب تـُشهّرُ


أحذرْ لنيران ٍ أتتك بزجرة ٍ ** أنت الوقودُ مع الحجارة تـُسجرُ


فيها مقامعُ من حديد ٍ لاهب ٍ ** قد ضّمَ جسمك حيث عظمك يُصهرُ


النفسُ فيها كالعليل ِ بواجع ٍ ** لم تشفَ منه أو تموت فـُتقبرُ


الشربُ فيها من صديد ٍ آسن ٍ ** والبطنُ من زقومها تتفطـّرُ


فيها تـُغاثُ إذا ضمئتَ بحرها ** ماءا ً يفورُ وفي الحشى يتبخـّرُ


البابُ وسعُ الجسم أو أطرافه ** سوداءُ تزفرُ بالحمى تتكوّرُ


حرسٌ عليها كالجبال قساوة ً ** لله لم يعصوا ولم يتذمّروا


من شكلهم تعلو النفوسَ نوازع ٌ ** فكأن ّ نفسك من شواهق َ تحدرُ


فيها طوابقُ للعُصاة وشرهم ** أهلُ النفاق وبالحضيض سجّروا


البطنُ تـُملى من ضريع ِ طعامها ** والعين ُ آنية ٌ بها تتفوّرٌ


الأكلُ حين تجوعُ من زقـّومها ** في البطن يغلي والحشى تتفطـّرُ


أن كنت تـُنكرُ ما فعلت مخافة ً ** من سؤء فعل ٍ فالصحيفة ُ تـُظهرُ


أن كنت تـُنكرُ ما عملت مراوغا ً ** فالجلدُ ينطقُ والجوارحُ تـُخبرُ


نار ٌ تسجّرُ من أله ٍغاضب ٍ ** خـُلقت لمن ملك الحياة ويكفرُ


هلع ٌ وكبت ٌ والنفوس ُ حوائر ٌ ** خـُلدٌ بكرب ِ واللظى تتفجّر ُ


وتفرُ من أهل ٍ لقش ٍ طالبا ً ** العذرُ مردودٌ وكيدك يُهدرُ


أنت الذليلُ أمام ربّك كالح ** صفرُ اليدين فلا مُعينَ يُكفـّرُ


بل أنّ ظـُلمُك للعباد ورزقهم ** يعلو بذنبك والعذابُ يُعسّرُ


القلبُ يرجفُ واجفا ًمن غشية ٍ** حين الحميمُ لمن يرى تتصدّرُ


يا أيّها الناسُ العصاة ُ ألا لكمْ ** من وقفة ً , وعقولكم تتدبّرُ


ان كنت تـُأمنُ , بالاله وموقن ** وبأن ّ يومَ الفصل ِ لا يتأخـّّرُ


النفسُ حاسبها أخيْرا ً أدخرت ** أم أنـّها مُلئت بشر ٍ يُنذرُ


يا قارئ الأبيات ِ تملك فـُرصة ً** فيها الخلاصُ وكلّ ذنب ٍ يُغفرُ


أحذرْ طريقا ً لا عتاب َ لكافر ٍ ** فيه ولا عاص ٍ يتوبُ فيُعذرُ

ياويلي منهم؟؟
26-05-2007, 02:07 PM
كفانا الله شر جهنم..

وجعل مستقرنا جنات النعيم..

يعطيك العافيه نوري على حسن اختيارك



مريسل

المكاويه
30-05-2007, 08:21 AM
فخسرتَ أهلكَ والجنانَ ورفعة ً ** وعظيم ُ خُسران ٍ إلاهك تخسرُ




يالطيف
الله لا يبلانا
والله القصيده حلوه,, بس مرعبه
الله يرحمنا برحمته
شكرا اخي على القصيده
جزاك الله خير
سلاااام

Mr.FMZ
30-05-2007, 09:10 PM
قصيدة جميلة كسابقتها ماشاءالله
ومؤثرة جدًأ .. نفع الله بها وجزاك الله كل خير

اسمحلي أن انقلها لقسم الشعر المنقول
يعطيك العافية وبالتوفيق
بدر