~*RoSaMaRia*~
28-05-2007, 06:50 AM
( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون )
ذروني أبكي ... ذروني أذرف الدمع ..
أعلم أن الدمع لن يعيده لي ..ولكن عله يطفي لهيب الحزن المتوقد في قلبي ..
حزنا وألما على فقيدي الغالي ..
وليس أي فقيد ..
هو فقيد ستبكي عليه المئات بل والألوف ..
من منا لا يعرف ذلك الوجه السمح وابتسامته المرسومة بريشة الأمل والتفاؤل ..
من منا لا يذكر تلك اليد المبسوطة بالخير والعطاء ..
تلك اليد التي احتوت الغريب فكيف لا تحتوي القريب ؟!
تلك اليد التي صافحها الجود مختالا فخورا بأنه ترقى حتى يصافحها ويعود أدراجه إلى حيث ينتمي ..
من منا لا يذكر تلك المجالس العامرة ..؟!
والنوادر المسلية والعظات المفيدة والمعلومات القيمة ..؟!
التي سمعناها صغارا ودرجنا عليها إلى أن بتنا كبارا ..
ولم نسأم منها ولو طرفة عين ..
حقا إنه لمحزن ..! لا إن الأمر يفطر قلبي إنفطارا ..!
لطالما عشت معك يا جداه ..
كنا وأخوتي الصغار الواحد تلو الآخر نترعرع أمام ناظريك ..
تحتضننا بين يديك ..
تقبلنا بشفتيك ..
لا تبخل علينا بحنانك وعطفك ...
كنت لنا الأب الثاني ..
والآن وبكل بساطة ترحل عنا لتتركنا في سراديب الوحدة والكآبة ...
ما يزيد كآبتي ...ما يجعل قلبي يقطر دما ..
أنك كنت بجانبي طوال حياتي ..
ولكنني لم أكن بجانبك ..
لقد رحلت عنك وعن جدتي وأمي الثكلى ووالدي وأخوتي الصغار ..
الوطن الذي تربيت على ترابه وشربت ماءه واستنشقت هواءه ..
لأعود إلى وطني الذي كتب اسمه على جواز سفري ..
ومن أجل ماذا ؟!
من أجل دراسة مشؤومة ..!!
حرمت أن أكون هناك ... حرمت أن أعيش معك لحظاتك الأخيرة..
إنني الآن مع أناس يبكون عليك ..
لأنك جد تلك ووالد تلك الأخرى ..وعم أؤلئك الجماعة وخال لأؤلئك الآخرين ..
نعم ...إنهم يبكون عليك ..
ولكنهم لا يعرفونك حتى !! ومن يعرفك منهم فبسبب زيارة لم تستغرق أكثر من شهر !!
أما أنا فقد عشت معك حياتي كلها ..
لم أتخيل اليوم الذي سيأتي عندما أحرم منك وها هو يأتي ..
ليتني الآن مع أمي وأبي لأشاركهما الحداد !
لا أريد حتى أن أفكر بوضع أمي الآن ...
تلك السيدة ذات القلب الرقيق ..
تلك التي لطالما تأثرت وبكت لمصائب الغرباء وفقداهم ..
ليت شعري ...
أيستطيع ذلك القلب الرقيق أن يتحمل فقد خال عزيز ؟!
أماه ...سألتك بالله ألا تمرضي ..قومي من الفراش ..
فكلنا بحاجة إليك ولا نريد أن نفقد شخصا آخر سيميتنا فقده حتما ...
...والدي ..!!
قم إليها وامسح دموع مقلتيها ...
أو ربما يكفيك ما فيك ..
لطالما كنت ابنه البار ..لطالما كنت ابنه الذي بقي معه في جميع الأحوال ..
في ساعات العسر اليسر ..المرض والصحة ...
لم تترك والدك ..
ولم تعد إلى موطنك ..
اتخذت من الغربة موطنا لك لأنك والدك اتخذها كذلك ..
جزاك الله خيرا أبتاه ..
لا يوجد في هذه الدنيا ابن بار وأب مثالي مثلك يا والدي ..
أعرف أنك وعلى رغم ما بداخلك من الألم ..
لا تزال تكمل رسالة البر التي تجلت أسمى معانيها فيك ..
هناك حيث تجلس جدتي ..
كأني بك تواسيها تصبرها ..
فمن لها سواك بعد الخالق الرحيم ؟!
آه ...يا جداه !
القلب محزون والوجد يطغى !
الدمع تائه والآه ثكلى !
اللسان كليل والحديث فيك يبقى !
يبقى ويأبى !
يأبى الاكتمال ... ما دام يكتب فيك ..
لأنه لا ولن يصل إلى ذرة من الكمال في وصفك ..مهما تعددت عبارات بيانه ووسائل براهينه ..
...
ختام :
أعرف أنك في النعيم الآن بينما نحن نصطلي في جحيم دنيانا ..
لم لم تأخذني معك ؟!
لم لم يأخذ الموت روحي بدلا من روحك ؟! ربما لو كان فعلها حقا ..
لقل عدد القلوب الحزينة في هذا اليوم الكئيب ...
ولكن ..هكذا أفضل ..فأنت لست ممن خلق ليعيش في دنيانا الفانية ..
مكانك في جنان الخلد حيث تكرم ..
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
رحمك الله يا جداه وأسكنك فسيح جناته ..
أستغفر الله ربي وأتوب إليه ...
الفاتحة على روح المرحوم حفظكم الله ..
ذروني أبكي ... ذروني أذرف الدمع ..
أعلم أن الدمع لن يعيده لي ..ولكن عله يطفي لهيب الحزن المتوقد في قلبي ..
حزنا وألما على فقيدي الغالي ..
وليس أي فقيد ..
هو فقيد ستبكي عليه المئات بل والألوف ..
من منا لا يعرف ذلك الوجه السمح وابتسامته المرسومة بريشة الأمل والتفاؤل ..
من منا لا يذكر تلك اليد المبسوطة بالخير والعطاء ..
تلك اليد التي احتوت الغريب فكيف لا تحتوي القريب ؟!
تلك اليد التي صافحها الجود مختالا فخورا بأنه ترقى حتى يصافحها ويعود أدراجه إلى حيث ينتمي ..
من منا لا يذكر تلك المجالس العامرة ..؟!
والنوادر المسلية والعظات المفيدة والمعلومات القيمة ..؟!
التي سمعناها صغارا ودرجنا عليها إلى أن بتنا كبارا ..
ولم نسأم منها ولو طرفة عين ..
حقا إنه لمحزن ..! لا إن الأمر يفطر قلبي إنفطارا ..!
لطالما عشت معك يا جداه ..
كنا وأخوتي الصغار الواحد تلو الآخر نترعرع أمام ناظريك ..
تحتضننا بين يديك ..
تقبلنا بشفتيك ..
لا تبخل علينا بحنانك وعطفك ...
كنت لنا الأب الثاني ..
والآن وبكل بساطة ترحل عنا لتتركنا في سراديب الوحدة والكآبة ...
ما يزيد كآبتي ...ما يجعل قلبي يقطر دما ..
أنك كنت بجانبي طوال حياتي ..
ولكنني لم أكن بجانبك ..
لقد رحلت عنك وعن جدتي وأمي الثكلى ووالدي وأخوتي الصغار ..
الوطن الذي تربيت على ترابه وشربت ماءه واستنشقت هواءه ..
لأعود إلى وطني الذي كتب اسمه على جواز سفري ..
ومن أجل ماذا ؟!
من أجل دراسة مشؤومة ..!!
حرمت أن أكون هناك ... حرمت أن أعيش معك لحظاتك الأخيرة..
إنني الآن مع أناس يبكون عليك ..
لأنك جد تلك ووالد تلك الأخرى ..وعم أؤلئك الجماعة وخال لأؤلئك الآخرين ..
نعم ...إنهم يبكون عليك ..
ولكنهم لا يعرفونك حتى !! ومن يعرفك منهم فبسبب زيارة لم تستغرق أكثر من شهر !!
أما أنا فقد عشت معك حياتي كلها ..
لم أتخيل اليوم الذي سيأتي عندما أحرم منك وها هو يأتي ..
ليتني الآن مع أمي وأبي لأشاركهما الحداد !
لا أريد حتى أن أفكر بوضع أمي الآن ...
تلك السيدة ذات القلب الرقيق ..
تلك التي لطالما تأثرت وبكت لمصائب الغرباء وفقداهم ..
ليت شعري ...
أيستطيع ذلك القلب الرقيق أن يتحمل فقد خال عزيز ؟!
أماه ...سألتك بالله ألا تمرضي ..قومي من الفراش ..
فكلنا بحاجة إليك ولا نريد أن نفقد شخصا آخر سيميتنا فقده حتما ...
...والدي ..!!
قم إليها وامسح دموع مقلتيها ...
أو ربما يكفيك ما فيك ..
لطالما كنت ابنه البار ..لطالما كنت ابنه الذي بقي معه في جميع الأحوال ..
في ساعات العسر اليسر ..المرض والصحة ...
لم تترك والدك ..
ولم تعد إلى موطنك ..
اتخذت من الغربة موطنا لك لأنك والدك اتخذها كذلك ..
جزاك الله خيرا أبتاه ..
لا يوجد في هذه الدنيا ابن بار وأب مثالي مثلك يا والدي ..
أعرف أنك وعلى رغم ما بداخلك من الألم ..
لا تزال تكمل رسالة البر التي تجلت أسمى معانيها فيك ..
هناك حيث تجلس جدتي ..
كأني بك تواسيها تصبرها ..
فمن لها سواك بعد الخالق الرحيم ؟!
آه ...يا جداه !
القلب محزون والوجد يطغى !
الدمع تائه والآه ثكلى !
اللسان كليل والحديث فيك يبقى !
يبقى ويأبى !
يأبى الاكتمال ... ما دام يكتب فيك ..
لأنه لا ولن يصل إلى ذرة من الكمال في وصفك ..مهما تعددت عبارات بيانه ووسائل براهينه ..
...
ختام :
أعرف أنك في النعيم الآن بينما نحن نصطلي في جحيم دنيانا ..
لم لم تأخذني معك ؟!
لم لم يأخذ الموت روحي بدلا من روحك ؟! ربما لو كان فعلها حقا ..
لقل عدد القلوب الحزينة في هذا اليوم الكئيب ...
ولكن ..هكذا أفضل ..فأنت لست ممن خلق ليعيش في دنيانا الفانية ..
مكانك في جنان الخلد حيث تكرم ..
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
رحمك الله يا جداه وأسكنك فسيح جناته ..
أستغفر الله ربي وأتوب إليه ...
الفاتحة على روح المرحوم حفظكم الله ..