المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أرجوك لا تشارك في الحرب على ... الإسلام!



أبو طلحة القبطي
16-06-2007, 01:15 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بسم الله الرحمن الرحيم



إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونستهديه ونتوب إليه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, إنه من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا, وصلِ اللهم على سيدنا محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل بيته وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد, وصلِ اللهم على الصحابة الأطهار ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين, أما بعد:


قال الله تعالى:
"يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" {البقرة/217}


أخوة الإيمان والإسلام عباد الله, أخبرنا ربنا عز وجلّ أن الكافرين لا يزالون يقاتلونا وليس غرضهم شيء إلا أن يرجعونا عن ديننا, وأن يصبح المؤمنون كفاراً بعد إيمانهم ويكونوا من أصحاب السعير, فهم باذلون قدرتهم في ذلك ساعون بما أمكنهم.


وقال عز وجلّ:
" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ"{الأنفال/36} "لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ" {الأنفال/37}


تبين تلك الآيتان الكريمتان مدى عداوة المشركين وكيدهم ومكرهم ومبارزتهم لله ورسوله وسعيهم في إطفاء نوره وإخماد كلمته وأن وبال مكرهم سيعود عليهم ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله, فالمشركون مهما اختلفت عقائدهم وأساليبهم إلا أنهم دائماً ما يصدرون النفقة والمال والجهد لمحاربة دين الله تعالى في الأرض, ولكن الله يعلمنا أن تلك النفقة التي خفت عليهم لتمسكهم بالباطل ولشدة بغضهم للحق ستكون ندامة وخزياً وذلاً لهم, فتذهب أموالهم وما أملوا ويعذبون في الآخرة أشد العذاب, والخاسرون هم الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين.


والمشركون اليوم أعداء الدين –قاتلهم الله ونصرنا عليهم- وجدوا أسلوباً جديداً يسره لهم التقدم التكنولوجي في عصرنا هذا, ولم تصبح الحرب في ميادين القتال فقط بل انضمت لها حرب فكرية تساندها لتحقيق غاياتهم الخبيثة ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.

من المقدمة السابقة أردت توضيح نقطة هامة في عصرنا هذا وهي أن الحرب ضد المسلمين مستمرة إلى قيام الساعة, ولكن تعددت أساليب القتال ضد المسلمين, وللأسف انضم بعض المسلمون إلى العدو في حربهم, ولكن دون قصد منهم وهم يحسبون أنهم يقومون بواجبهم تجاه دينهم. كيف هذا؟


يخرج علينا كل يوم موقع إلكتروني جديد أعده أعداء الله ليطعنوا في دينه ورسوله –صلى الله عليه وسلم- وأمهات المؤمنين والصحابة -رضوان الله عليهم-, وكل هدفهم أن يطلع المسلمون على تلك المواقع النتنة أي كانت لغتها, هم لا يقولون للمسلم أكفر ولكنهم يتدرجون ويتمايلون كالحية حتى إذا اقتربت من فريستها أنقضت عليها وقضت على أنفاسها في ثوان. يريدون أن يصل كلامهم إلى شباب المسلمين, يريدون أن يستمع لهم أحد منا ليحققوا مرادهم, فيكفيهم إثارة الشكوك والشبهات في نفوسنا و إن لم ينجحوا في هذا فيكفيهم أنهم قد أسمعوك ما تكره في الله ورسوله –صلى الله عليه وسلم-, ولكن من يضمن نفسه من الوقوع في الشرك وقد قال الذي لا ينطق عن الهوى -صلى الله عليه وسلم- :

« إِنَّ بَيْنَ يَدَىِ السَّاعَةِ فِتَناً كَأَنَّهَا قِطَعُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِناً وَيُمْسِى كَافِراً وَيَبِيعُ فِيهَا أَقْوَامٌ خَلاَقَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا ». (مسند الإمام أحمد).


مما يثير في القلب الحزن أن يرى المسلم أخاه ينشر بين إخوانه تلك المواقع بدعوى التحذير منها (وأتحدى أن يصل رابط لموقع من المواقع مثل التي ذكرناها من قبل إلى أحد الشباب قليلي العلم إلا ويقوم بفتحه وقراءة ما فيه) وهذا تحديداً ما أراده أعداء الدين, وللأسف الشديد انتشرت هذه الظاهرة كثيراً عن طريق المنتديات ورسائل البريد الإلكتروني بالتحذير من تلك المواقع ونحن إن كنا نحسن الظن بالمسلمين ولكن لا نرضى أبداً بمثل هذا.


قال الله تعالى:
"وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا" {النساء/140}


أي أن الله بيّن فيما أنزل حكمه الشرعي عند حضور مجالس الكفر والمعاصي, فالواجب على كل مكلف في آيات الله الإيمان بها وتعظيمها وإجلالها وتفخيمها وهذا هو المقصود بإنزالها وهو الذي خلق الله الخلق لأجله فضد الإيمان الكفر بها وضد تعظيمها الاستهزاء بها واحتقارها ويدخل في ذلك حضور مجالس المعاصي والفسوق التي يستهان فيها بأوامر الله ونواهيه وتقتحم حدوده التي حدها لعباده, ومنتهى هذا النهي عن القعود معهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإن استمر مجالستهم رغم ذلك فإنكم إذاً مثلهم لأنكم رضيتم بكفرهم واستهزائهم والراضي بالمعصية كالفاعل لها, والحاصل أن من حضر مجلساً يعصى الله به فإنه يتعين عليه الإنكار عليهم مع القدرة أو القيام مع عدمها.


وأنا لا استطيع إيقاع الآية على مواقع الكفار الإلكترونية التي يستهزأ فيها بدين الله ورسوله –صلى الله عليه وسلم- أو إثارة الشبهات لأنني لست عالماً ولا أعرف هل تطابق تلك المواقع أوصاف مجالس الكفر والاستهزاء, ولكن أضعف الإيمان ألا نساعد على نشر تلك المواقع بين المسلمين ولا حتى الدخول عليها (إلا بالطبع لأهل العلم لرد تلك الشبهات) بل الواجب علينا كمسلمين نحب الله ورسوله أن نتسلح بالعلم والتقوى ثم ننشر المواقع الإسلامية الدعوية لنشر الخير بين الشباب حتى إذا صادف مثل تلك المواقع القذرة يكون محصناً بإذن الله تعالى بالإيمان والتقوى والعلم. فكيف أنشر بيدي مواقع تستهزئ بكلام الله عز وجل وبكلام حبيبنا محمد –صلى الله عليه وسلم-.


قد يتحجج أحد الأخوة ويقول أننا ننشرها حتى يقوم الهاكرز بمهاجمة تلك المواقع! في رأيي أن الأهم عدم نشرها بين المسلمين لأن الضرر أكبر من النفع, كما يمكن مراسلة الهاكرز إن كانوا موجودين بالأساس وطلب ذلك منهم دون الحاجة لنشرها هكذا!


ويكفي أن أختم قولي بسؤال وهو: هل إذا قام أحد الأشخاص بإرسال رسالة لك يسب فيها والديك ويشكك في حسن أخلاقهما وصدقهما مفترياً عليك, فهل ستقوم بنشر تلك الرسالة بين الناس؟


حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ عَنْ جَدِّهِ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ إِلاَّ نَفْسِى. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ ». قَالَ عُمَرُ فَأَنْتَ الآنَ وَاللَّهِ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ نَفْسِى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الآنَ يَا عُمَرُ ». (مسند الإمام أحمد).


أتأسف على الإطالة ولكن الموضوع جد خطير ولا يمكن السكوت عنه, فلقد سمعت عن أناس تنصروا بسبب تساهلهم في التخاطب مع القساوسة والرهبان عن طريق البالتوك وما شابه ذلك, وليس منا من لم يهمه أمر المسلمين.


أسأل الله الإخلاص في القول والعمل وأن يغفر لي ولوالدي وللمؤمنين وأن يبلغنا الفردوس الأعلى, وصلِ اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلِّم.


لا تنسونا من دعاءكم


سبحان الله وبحمده, سبحانك اللهم وبحمدك, أشهد أن لا إله إلا أنت, استغفرك وأتوب إليك



*تم الاستعانة في كتابة هذا المقال بالله ثم بكتاب (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) تأليف الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله- ثم بموسوعة الحديث الشريف.
ملحوظة: الرجاء من المشرف نقل الموضوع إلى القسم الإسلامي إذا كان لا يناسب هذا القسم مع حذف هذا السطر.

ashhabah
16-06-2007, 01:20 AM
جزاك الله خير أخوي أبو طلحة وجعله في موازين حسناتك

أبو طلحة القبطي
18-06-2007, 03:37 AM
جزاك الله خير أخوي أبو طلحة وجعله في موازين حسناتك





جزانا وإياكم, عسى الله أن ينفع به المسلمين ويهدنا إلى الحق بإذنه.
بارك الله فيك يا أخي الحبيب.

KILDON
18-06-2007, 02:15 PM
بالطبع أخي نشر تلك المواقع في منتديات ومواقع يرتادها كثير ممن لا يملكون علمًا ودراية كافيين لرد تلك الشبهات لهو أمر خاطئ تمامًا، بل قد يؤدي إلى نتائج عكسية - لم يكن يقصدها ناشر تلك المواقع - منها التعود على رؤية تلك المواقع ومحتوياتها فتنطفئ تلك الحمية للدين وللمقدسات تدريجيًا من النفوس، تلك الحمية التي أثلجت الصدور وأنعشت الأمال أيام أزمة الرسوم المسيئة وما تلاها من أحداث، ومن النتائج السيئة أيضًا لنشر تلك المواقع إشتهار تلك المواقع وصعودها إلى الواجهة عن طريق كثرة الزيارات الآتية إليها، لذلك فإن الأفضل من نشر تلك المواقع نشر المواقع الإسلامية التي تقوم بالتعريف بديننا تعريفًا صحيحًا، وهكذا نفوت الفرصة على منشئي تلك المواقع.

شكرًا على الموضوع الرائع المنظم، وجزاك الله خيرًا

M.W.N
19-06-2007, 07:04 PM
الله يجزيك الخير ويجلعك من أهل الصلاح والإيمان ...

فعلاً كثير من الناس يدخل تلك المواقع بهدف التصفح ورؤية ما فيها مع يقينه بأن مضمون هذه المواقع يتنافى مع الإسلام .. ولكن سرعان ما يتأثر بها ويصبح مصدقاً لها ...
نسأل الله العفو والعافية ..

أسأل الله أن ينفع المسلمين بموضوعك ..

أبو طلحة القبطي
19-06-2007, 09:02 PM
بالطبع أخي نشر تلك المواقع في منتديات ومواقع يرتادها كثير ممن لا يملكون علمًا ودراية كافيين لرد تلك الشبهات لهو أمر خاطئ تمامًا، بل قد يؤدي إلى نتائج عكسية - لم يكن يقصدها ناشر تلك المواقع - منها التعود على رؤية تلك المواقع ومحتوياتها فتنطفئ تلك الحمية للدين وللمقدسات تدريجيًا من النفوس، تلك الحمية التي أثلجت الصدور وأنعشت الأمال أيام أزمة الرسوم المسيئة وما تلاها من أحداث، ومن النتائج السيئة أيضًا لنشر تلك المواقع إشتهار تلك المواقع وصعودها إلى الواجهة عن طريق كثرة الزيارات الآتية إليها، لذلك فإن الأفضل من نشر تلك المواقع نشر المواقع الإسلامية التي تقوم بالتعريف بديننا تعريفًا صحيحًا، وهكذا نفوت الفرصة على منشئي تلك المواقع.



شكرًا على الموضوع الرائع المنظم، وجزاك الله خيرًا



جزاك الله خيراً على هذا الرد الطيب الذي أشار إلى نقطة هامة لم تكن بخاطري وهي إلف رؤية وسماع استهزاء الكافرين بدين الله والطعن فيه, وهذا من أخطر ما يكون, بل قد يعتبر رضى به لعدم إنكاره ولو بالقلب, وهذا والعياذ بالله قد يجعل المرء مثلهم, عافانا الله وإياكم.
أشكرك على ردك القيم.




الله يجزيك الخير ويجلعك من أهل الصلاح والإيمان ...



فعلاً كثير من الناس يدخل تلك المواقع بهدف التصفح ورؤية ما فيها مع يقينه بأن مضمون هذه المواقع يتنافى مع الإسلام .. ولكن سرعان ما يتأثر بها ويصبح مصدقاً لها ...
نسأل الله العفو والعافية ..



أسأل الله أن ينفع المسلمين بموضوعك ..


اللهم آمين.
نعم يا أخي صدقت, وهذا أكثر ما يخيفني من نشر تلك المواقع, فما أكثر الجهال بدينهم في عصرنا هذا, والإيمان لم يبلغ درجته في قلوب البعض, وفي حالة دخوا أمثال هؤلاء إلى تلك المواقع قد يقع ما لا يحمد عقباه ونسأل الله السلامة, ونسأله أن يتوفنا على الإسلام وعلى ملة إبراهيم عليه السلام.
بارك الله فيك.

أبو طلحة القبطي
22-06-2007, 02:57 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أردت إضافة الفتوى التالية من موقع الإسلام سؤال وجواب لتدعيم الموضوع :

السؤال :
أبلغني صديق لي بوجود موقع على الإنترنت يحرف فيه صاحبه آيات القرآن ويقول إنه من القرآن. فما الذي نفعله لوقف هذا العمل؟


الجواب:الحمد لله, قبل الإجابة على هذه السؤال ينبغي التنبيه على أهمية التحلي بالحكمة في إنكار المنكر وأن لا يُستدرج المسلم إلى فخّ الدّعاية والإعلان لمواقع تعادي الإسلام فيروّجها - عن غير قصد - بين المسلمين بحيث يتّجه إليها الجميع للاطّلاع عليها وقراءة ما فيها فيكون قد أسهم بشكل غير مباشر في إشهار شأن هذا التّافه الذي يزعم أنّه يقلّد القرآن ويأتي بسور مثله ، والإتيان بمثل القرآن أمر محال لأنّ الله جلّ وعلا تحدّى أحدا أن يفعل ذلك وتحدّى فصحاء العرب وشعراءهم المتقنين للعربية وكانوا حين نزول القرآن في قمّة فصاحتهم وبيانهم فقال عزّ وجلّ : ( فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ(34) سورة الطّور ، فلما عجزوا تحدّاهم أن يأتوا بعشر سور مثل سوره فقال سبحانه : ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ(13) سورة هودفلمّا عجزوا تحدّاهم أن يأتوا بسورة واحدة فقط على مستوى فصاحة القرآن وبلاغته وحكمته فقال عزّ وجلّ : ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38) سورة يونسودعاهم إلى الاستعانة بمن شاءوا للمحاولة وقبول التحدّي فقال : ( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ(23) سورة البقرةفلمّا عجزوا أخبرهم بأنّهم لا يستطيعون ذلك مطلقا في أيّ وقت وفي أيّ زمان ومهما استعانوا بأحد فقال سبحانه : ( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْءَانِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا(88) سورة الإسراء
فلا يوجد أحد غير الله يأتي بمثله لأنّ القرآن - كما قال عزّ وجلّ - ( كِتَابٌ أُحْكِمَتْ ءَايَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ(1) سورة هودولما حاول بعض المفترين أن يقلّدوا القرآن أتوا بسخافات يضحك منها الصّبيان فضلا عن كبار النّاس وعقلائهم كقول مسيلمة الكذّاب : يا ضفدع بنت ضفدعين ، نقي ما تنقّين ، أعلاك في الماء وأسفلك في الطّين . وغير ذلك من الترّهات التي قالها هو وغيره ممن ادّعى النّبوة . أنظر صيد الخاطر لابن الجوزي ص: 404 .وقد يروج بعض الباطل على بعض النّاس لجهلهم وعدم علمهم بقواعد اللغة العربية وأساليب البلاغة فيها ، ولكن يُمكن لمن عنده فهم أو فطنة أن يميّز على الأقلّ ويعرف أنّ هذا الكلام المُفترى لا يُمكن أن يكون قرآنا ، ولو ألقينا نظرة على الموقع المُشار إليه في السّؤال لوجدنا الكفر ينطق في تلك السّور المزيّفة كالنّص على أنّ المسيح ابن الله وأنّه هو الله والدّعوة إلى مذهب الرافضة الخبيث إلى غير ذلك من الترّهات ثم تجد التّناقض العجيب ، ففي الوقت الذي يقول فيه الكذّاب في السّورة التي افتراها وسمّاها سورة التجسّد في الآية السادسة - حسب زعمه - : سبحانه رب العالمين أن يتخذ من خلقه ولدا . تجد في الآية التاسعة من سورة الإيمان - المزعومة - قوله : أنت هو ابن الله حقّا بك آمنّا .. ، لقد صدق ربنا حين قال : ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا(82) سورة النساء .ثمّ يجد النّاظر أيضا في تلك السور المفتريات عبارة سخيفة أخرى يدّعي فيها الكذّاب أن الله سمح لنبيّه أن يغيّر ويبدّل في القرآن كما يشاء ، فتقول العبارة السخيفة فيما عدّه الآية السادسة من سورة الوصايا : فانسخ ما لك أن تنسخ مما أمرناهم به فقد سمحنا لك أن تجري على قراراتنا تغييرا !!إنّ كلّ مسلم يعلم قدر الإفك الذي انطوت عليه هذه العبارة المنبعثة من عقل المُغرض الذي ألّفها ، فهل رأيت بالله عليك أيّها القارئ اللبيب كلاما سخيفا مثل هذا ، هل يُمكن أن ينزّل الله قرآنا يأمر فيه بالتطبيق والتنفيذ والالتزام بما في كتابه كما في قوله : ( وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) سورة الأنعام ، ويأمر رسوله بالتمسك بالقرآن قائلا - سبحانه - : ( فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) سورة الزخرف ، ويتهدّد رسوله إن لم يبلّغ ما أوحاه إليه بالنصّ دون تغيير أو إخفاء كما في قوله سبحانه : ( وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلا(73) وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا(74) إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا(75) سورة الإسراء ، وكما في قوله سبحانه : ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقَاوِيلِ(44) لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ(45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ(46) سورة الحاقّة وغير ذلك من الآيات ، ثمّ تأتي بعد ذلك كلّه سورة مزعومة بأنّ للرسول الحقّ أن ينسخ ما شاء من القرآن ويغيّر ويبدّل وأنّه مخوّل بذلك وعنده صلاحيّة الإلغاء وشطب ما يشاء من الأحكام ؟؟إنّ الذي ينسخ من القرآن ما يشاء هو الذي أنزل القرآن سبحانه وحده لا غير ، كما قال عزّ وجلّ : ( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ(39) سورة الرّعد ، وقال : ( مَا نَنْسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(106) سورة البقرة ، والواجب على رسولنا وعلينا التدّبر والتنفيذ لا التحريف والإلغاء والتبديل ، قال سبحانه : ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا ءَايَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ(29) سورة صلقد رأينا في السّور الزائفة المفتراة في ذلك الموقع على شبكة الانترنت مثالا واقعيا لما تضمنّه قوله تعالى : ( وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ(78) سورة آل عمران .نسأل الله أن ينصر دينه ويُعلي كتابه ويعزّ أولياءه كما نسأله سبحانه أن يذلّ أعداءه وأن يجعل الصّغار عليهم ويردّهم خائبين . وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد

layte
23-06-2007, 08:48 PM
مشكور اخي الكريم وجزاك الله خيرا

أبو طلحة القبطي
24-06-2007, 03:45 PM
مشكور اخي الكريم وجزاك الله خيرا

جزانا وإياكم, وغفر لنا ولك.

SPIDER
08-07-2007, 09:11 AM
مشكووووووووووووور

فارس المجد
08-07-2007, 12:33 PM
شكراً لك , الفتوى الأخيرة أفادتني كثيراً ...
لا تتركنا يا أبا طلحة المميز !

MustafaMM
08-07-2007, 02:15 PM
جزاك الله عنا وعن الاسلام كل خير
وجعله بموازيين حسناتك...

The Giant
08-07-2007, 05:33 PM
جزاك الله خيراً على الموضوع القيم

أبو طلحة القبطي
21-07-2007, 02:31 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



مشكووووووووووووور


الشكر لله يا أخي الكريم, وبارك الله فيك.


شكراً لك , الفتوى الأخيرة أفادتني كثيراً ...
لا تتركنا يا أبا طلحة المميز !

جزاك الله خيراً على ردك الجميل والطيب, دائماً ما تشجعنا وترفع من معنوياتنا:) , وأسأل الله أن يوفقك في دورتك الصيفية وأن ينفع بها المسلمين.;)



جزاك الله عنا وعن الاسلام كل خير

وجعله بموازيين حسناتك...


جزانا وإياكم عسى الله أن يتقبل منا صالح الأعمال وأن يعفو أن سيئها.
بارك الله فيك أخي الكريم.



جزاك الله خيراً على الموضوع القيم

جزانا وإياكم وأشكرك على هذا المرور الطيب, بارك الله فيك وغفر لنا ولك وللمسلمين أجمعين.

estallido
19-08-2007, 05:34 PM
جزاك الله خيراً على الموضوع المفيد
و جعله بموازين حسناتك

أبو طلحة القبطي
20-08-2007, 07:56 PM
جزاك الله خيراً على الموضوع المفيد


و جعله بموازين حسناتك


جزانا وإياكم الفردوس الأعلى بفضله وكرمه سبحانه وتعالى, بارك الله فيك وأشكرك على هذا التعليق الطيب. :)

ســــــاهــــر
21-08-2007, 01:58 PM
زادك الله علما ومعرفة

خبير بالاسرار
01-09-2007, 01:19 AM
جزاك الله ألف خير

أبو طلحة القبطي
13-09-2007, 05:14 PM
زادك الله علما ومعرفة

اللهم آمين, وأنت كذلك أخي في الله. :)
جزاك الله الفردوس الأعلى.


جزاك الله ألف خير

جزانا وإياكم. :)

------------------------------------------------------------------

أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يتجاوز عن سيئها إنه هو الغفور الرحيم. مبارك عليكم شهر الصيام والقيام. :)

kota96
15-09-2007, 11:30 PM
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااا
اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
اااااااااااااااااااااااااااااااااا
ااااااااااااااااااا
اااااااااا
اااااا
ااا
اا
ا

الـقـرصـان
25-09-2007, 02:41 PM
نعيب زماننا و العيب فينا و ما لزماننا عيب سوانا و نهجو ذا الزمان بغير ذنبا و لو نطق الزمان لنا لهجانا
قالها الامام الشافعي رحمة الله
فلعنة الله على العملاء من الحكام العرب بداية بالرئيس علي عبدالله صالح

فارس المجد
23-10-2007, 07:48 PM
للرفع فقط بعد إلغاء التثبيت ...