مشاهدة النسخة كاملة : نقاش الرسامين " تقرير عن الرسام ناجي العلي"
Animation Maker
13-07-2007, 10:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://images.cjb.net/efa0f.gif
الفهرست:
1-ناجي العلي:
- بقلم ناجي العلي
-ناجي العلي في صور
-اغــــــــتياله الأول
-اغــــــــتياله الثاني
-لقاء مع ناجي العلي
-أقوال ناجي العلي
2-معرض الكاركاتير
-كاركاتير عام
-كاركاتير فلسطين
-كاركاتير لبنان
3-شخصيات الكاركاتير
- حنضلة
- فاطمة
- الرجل الطيب
-المتكرش
4- كتب ناجي العلي
- كامل التراب الفلسطيني من أجل هذا قتلوني
- السيرة الفنية للرسام ناجي العلي
يتبع......
Animation Maker
13-07-2007, 10:23 PM
بقلم ناجي العلي:
اسمي ناجي العلي.. ولدت حيث ولد المسيح ، بين طبرية والناصرة ، في قرية الشجرة بالجليل الشمالي، أخرجوني من هناك بعد 10 سنوات ، في 1948 إلى مخيم عين الحلوة في لبنان .. أذكر هذه السنوات العشر أكثر مما أذكره من بقية عمري، أعرف العشب والحجر والظل والنور ، لا تزال ثابتة في محجر العين كأنها حفرت حفراً .. لم يخرجها كل ما رأيته بعد ذلك .
.. أرسم .. لا أكتب أحجبة ، لا أحرق البخور ، ولكنني أرسم ، وإذا قيل أن ريشتي مبضع جراح ، أكون حققت ما حلمت طويلاً بتحقيقه.. كما أنني لست مهرجاً ، ولست شاعر قبيلة – أي قبيلة – إنني أطرد عن قلبي مهمة لا تلبث دائماً أن تعود .. ثقيلة .. ولكنها تكفي لتمنحني مبرراً لأن أحيا .
متهم بالانحياز ، وهي تهمة لا أنفيها .. أنا لست محايداً ، أنا منحاز لمن هم "تحت" .. الذين يرزحون تحت نير الأكاذيب وأطنان التضليلات وصخور القهر والنهب وأحجار السجون والمعتقلات، أنا منحاز لمن ينامون في مصر بين قبور الموتى ، ولمن يخرجون من حواري الخرطوم ليمزقوا بأيديهم سلاسلهم ، ولمن يقضون لياليهم في لبنان شحذاً للسلاح الذي سيستخرجون به شمس الصباح القادم من مخبئها .. ولمن يقرأون كتاب الوطن في المخيمات.
كنت صبياً حين وصلنا زائغي الأعين ، حفاة الأقدام ، إلى عين الحلوة .. كنت صبياً وسمعت الكبار يتحدثون .. الدول العربية .. الإنكليز .. المؤامرة .. كما سمعت في ليالي المخيم المظلمة شهقات بكاء مكتوم .. ورأيت من دنت لحظته يموت وهو ينطلق إلى الأفق في اتجاه الوطن المسروق ، التقط الحزن بعيون أهلي ، وشعرت برغبة جارفة في أن أرسمه خطوطاً عميقة على جدارن المخيم .. حيثما وجدته مساحة شاغرة .. حفراً أو بالطباشير..
وظللت أرسم على جدران المخيم ما بقي عالقاً بذاكرتي عن الوطن ، وما كنت أراه محبوساً في العيون، ثم انتقلت رسوماتي إلى جدران سجون ثكنات الجيش اللبناني ، حيث كنت أقضي في ضيافتها فترات دورية إجبارية .. ثم إلى الأوراق .. إلى أن جاء غسان كنفاني ذات يوم إلى المخيم وشاهد رسوماً لي، فأخذها ونشرها في مجلة " الحرية"وجاء أصدقائي بعد ذلك حاملين نسخاً من " الحرية " وفيها رسوماتي ... شجعني هذا كثيراً.
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji81.gif
حين كنت صبياً في عين الحلوة ، انتظمت في فصل دراسي كان مدرسي فيه أبو ماهر اليماني ..وعلمنا أبو ماهر أن نرفع علم فلسطين وأن نحييه ، وحدثنا عن أصدقائنا وأعدائنا .. وقال لي حين لاحظ شغفي بالرسم " ارسم .. لكن دائماً عن الوطن " ..
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji1.gif
وتوجهت بعد ذلك إلى دراسة الفن أكاديمياً ، فالتحقت بالإكاديمية اللبنانية لمدة سنة ، أذكر أني لم أحاول خلالها إلا شهراً أو نحو ذلك ، والباقي قضيته كما هو العادة في ضيافة سجون الثكنات اللبنانية .. كانوا يقبضون علينا بأية تهمة ، وبهدف واحد دائماً: هو أن نخاف ، وكانوا يفرجون عنا حين يملون من وجودنا في السجن ، أو حين يتوسط لديهم واحد من الأهل أو الأصدقاء.
ولآن الأمور كانت على ما كانت عليه ، فقد فكرت في أن أدرس الرسم في القاهرة ، أو في روما ، وكان هذا يستلزم بعض المال ، فقررت أن اسافر إلى الكويت لأعنل بعض الوقت .. وأقتصد بعض المال .. ثم اذهب بعدها لدراسة الرسم ..
ووصلت بالفعل إلى الكويت عام 1963، وعملت في مجلة" الطليعة " التي كانت تمثل التيار القومي العربي هناك في ذلك الوقت .. كنت اقوم أحياناً بدور المحرر والمخرج الفني والرسام والمصمم في آن واحد .. وبدأت بنشر لوحة واحدة .. ثم لوحتين ..وهكذا .. وكانت الاستجابة طيبة .. شعرت أن جسراً يتكون بيني وبين الناس ، وبدأت أرسم كالمحموم ، حتى تمنيت أن أتحول إلى أحد آلهة الهند القدامى .. بعشرين يداً .. وبكل يد ريشة ترسم وتحكي ما بالقلب .. عملت بصحف يومية بالإضافة إلى عملي ، ونشرت في أماكن متفرقة من العالم .
كنت أعمل في الكويت حين صدرت جريدة" السفير " في بيروت . ولقد اتصل بي طلال سلمان وطلب مني أن أعود إلى لبنان لكي أعمل فيها . وشعرت أن في الامر خلاصاً ، فعدت ولكني تألمت وتوجعت نفسي مما رأيت ، فقد شعرت أن مخيم عين الحلوة كان أكثر ثورية قبل الثورة ، كانت تتوفر له رؤية أوضح سياسياً ، يعرف بالتحديد من عدوه وصديقه ، كان هدفه محدداً فلسطين ، كامل التراب الفلسطيني .
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji79.gif
لما عدت ، كان المخيم غابة سلاح ، صحيح ، ولكنه يفتقد إلى الوضوح السياسي، وجدته أصبح قبائل ، وجدت الأنظمة غزته ودولارات النفط لوثت بعض شبابه ، كان هذا المخيم رحماً يتشكل داخله مناضلون حقيقيون ، ولكن كانت المحاولات لوقف هذه العملية . وأنا اشير بإصبع الاتهام لأكثر من طرف ، صحيح أن هناك تفاوت بين الخيانة والتقصير ، ولكني لا أعفي أحداً من المسؤولية ، الأنظمة العربية جنت علينا ، وكذلك الثورة الفلسطينية نفسها .
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am65.gif
وهذا الوضع الذي اشير إليه يفسر كثيراً مما حدث أثناء غزو لبنان
عندما بدأ الغزو كنت في صيدا ، الفلسطينيون في المخيمات شعروا أنه ليس هناك من يقودهم ، اجتاحتنا إسرائيل بقوتها العسكرية ، انقضت علينا في محاولة لجعلنا ننسى شيئاً اسمه فلسطين ، وكانت تعرف ان الوضع عموماً في صالحها ، فلا الوضع العربي ، ولا الوضع الدولي ولا وضع الثورة الفلسطينية يستطيع إلحاق الهزيمة بها ، والأأنظمة العربية حيدت نفسها بعد " كامب ديفيد ".
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am109.gif
في الماضي كانت الثورة الفلسطينية تبشر بحرب الأغوار بالرجب الشعبية ، العدو جاء باتجاهنا وكل قياداتنا العسكرية كانت تتوقع الغزو، وبتقديري ، ورغم أنني لست رجلاً عسكرياً ولم أطلق رصاصة في حياتي ، أنه كان من الممكن أن تجتاح إسرائيل لبنان بخسائر أكبر بكثير ، وهنا تشعر أن المؤامرة كانت واردة من الأنظمة ومن غير الأنظمة ، أقصد مؤامرة تطهير الجنوب والقضاء على القوة العسكرية الفلسطينية وفرض الحلول " السلمية" وتشعر أنه مقصود أن تقدم لنا هذه "الجزرة" لكي نركض وراء الحل الأمريكي.
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am108.gif
هذا هو الوضع العربي والوضع الفلسطيني جزء منه ، بتقديري أنه كان يمكن أن نسدد ضربات موجعة لإسرائيل ، ولكن مخيماتنا ظلت بلا قيادة ، وكيف لأهاليها أن يواجهوا الآلة العسكرية الإسرائيلية !
الطيران والقصف اليومي من البر والبرح والجو ، بالإضافة إلى أن الوضع كان عملياً مهترئاً ، قيادة هرمت ، ومخيمات من زنك وطين، اجتاحها الإسرائيليون وجعلوها كملعب كرة قدم ، ومع ذلك وصل الإسرائيليون إلى بيروت وحدود صوفر ، والمقاومة لن تنقطع من داخل المخيمات وبشهادات عسكريين إسرائيلين وبشهادتي الشخصية اعتقلت أنا وأسرتي كما اتعقلت صيدا كلها وقضينا 3 أو 4 أيام على البحر .
بعد أن تم الاحتلال ، كان همي أن أتفقد المخيم لأعرف طبيعة المقاومة والقائمين بها ، أخذت معي ابني _وكان عمره 15 سنه وذهبنا في النهار ، كانت جثث الشهداء ما زالت في الشوارع والدبابات الإسرائيلية المحروقة على حالها على أبواب المخيم لم يسحبها الإسرائيليون بعد ، تقصيت عن طبيعة المقاومين فعرفت أنهم أربعون أو خمسون شاباً لا أكثر ، كان الأإسرائيليون قد حرقوا المخيم والأطفال والنساءكانوا مازالوا في الملاجيء، وكانت القذائف الأإسرائيلية تنفذ إلى الأعماق وكان قد سقط مئات الضحايا من ألأاطفال في المخيم وفي صيدا . وبشكل تلقائي عاهد هؤلاء الشباب أنفسهم أنهم لن يستسلموا وأنها الشهاجة أو الموت ، وفعلاً لم تستطع إسرائيل أن تأسر أي واحد من هؤلاء الشباب . في النهار ، في ضوء الشمس كانت إسرائيل تنقض عليهم . وفي الليل يخرجون هم بالأر بي جي . فقط .
هذه صورة مما حدث في مخيم عين الحلوة ، وأنا شاهد ولكني أعرف أن هناك صوراً أخرى في مخيمات صور والبرج الشمالي والبص والرشيدية .
كان الناس في الملجأ وفي الشارع يدعون لله ويسبون الأنظمة وكل القيادات ويلعنون الواقع ولا يبرئون أحداً ، ويشعرون أنه ليس لهم إلا الله ويتحملون مصيرهم .
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am99.gif
جماهير الجنوب بما فيها جماهيرنا الفلسطينية المعترة (الفقيرة ) هي التي قاتلت وهي التي حملت السلاح ووفاء لهذا الشعب العظيم الذي أعطانا أكثر مما أعطانا أي طرف آخر، وعانى وتهدم بيته ، لابد من أن يقول المرء هنا إن مقاومي الحركة الوطنية اللبنانية قد جسدوا روح المقاومة بما يقارب الأسطورة . وفي رأيي أن الإعلام العربي مقصر في ع ملية توضيح روح المقاومة الحقيقية .
عندما بدأ الغزو كنت في صيدا ، الفلسطينيون في المخيمات شعروا أنه ليس هناك من يقودهم ، اجتاحتنا إسرائيل بقوتها العسكرية ، انقضت علينا في محاولة لجعلنا ننسى شيئاً اسمه فلسطين ، وكانت تعرف ان الوضع عموماً في صالحها ، فلا الوضع العربي ، ولا الوضع الدولي ولا وضع الثورة الفلسطينية يستطيع إلحاق الهزيمة بها ، والأأنظمة العربية حيدت نفسها بعد " كامب ديفيد ".
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am109.gif
في الماضي كانت الثورة الفلسطينية تبشر بحرب الأغوار بالرجب الشعبية ، العدو جاء باتجاهنا وكل قياداتنا العسكرية كانت تتوقع الغزو، وبتقديري ، ورغم أنني لست رجلاً عسكرياً ولم أطلق رصاصة في حياتي ، أنه كان من الممكن أن تجتاح إسرائيل لبنان بخسائر أكبر بكثير ، وهنا تشعر أن المؤامرة كانت واردة من الأنظمة ومن غير الأنظمة ، أقصد مؤامرة تطهير الجنوب والقضاء على القوة العسكرية الفلسطينية وفرض الحلول " السلمية" وتشعر أنه مقصود أن تقدم لنا هذه "الجزرة" لكي نركض وراء الحل الأمريكي.
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am108.gif
هذا هو الوضع العربي والوضع الفلسطيني جزء منه ، بتقديري أنه كان يمكن أن نسدد ضربات موجعة لإسرائيل ، ولكن مخيماتنا ظلت بلا قيادة ، وكيف لأهاليها أن يواجهوا الآلة العسكرية الإسرائيلية !
الطيران والقصف اليومي من البر والبرح والجو ، بالإضافة إلى أن الوضع كان عملياً مهترئاً ، قيادة هرمت ، ومخيمات من زنك وطين، اجتاحها الإسرائيليون وجعلوها كملعب كرة قدم ، ومع ذلك وصل الإسرائيليون إلى بيروت وحدود صوفر ، والمقاومة لن تنقطع من داخل المخيمات وبشهادات عسكريين إسرائيلين وبشهادتي الشخصية اعتقلت أنا وأسرتي كما اتعقلت صيدا كلها وقضينا 3 أو 4 أيام على البحر .
بعد أن تم الاحتلال ، كان همي أن أتفقد المخيم لأعرف طبيعة المقاومة والقائمين بها ، أخذت معي ابني _وكان عمره 15 سنه وذهبنا في النهار ، كانت جثث الشهداء ما زالت في الشوارع والدبابات الإسرائيلية المحروقة على حالها على أبواب المخيم لم يسحبها الإسرائيليون بعد ، تقصيت عن طبيعة المقاومين فعرفت أنهم أربعون أو خمسون شاباً لا أكثر ، كان الأإسرائيليون قد حرقوا المخيم والأطفال والنساءكانوا مازالوا في الملاجيء، وكانت القذائف الأإسرائيلية تنفذ إلى الأعماق وكان قد سقط مئات الضحايا من ألأاطفال في المخيم وفي صيدا . وبشكل تلقائي عاهد هؤلاء الشباب أنفسهم أنهم لن يستسلموا وأنها الشهاجة أو الموت ، وفعلاً لم تستطع إسرائيل أن تأسر أي واحد من هؤلاء الشباب . في النهار ، في ضوء الشمس كانت إسرائيل تنقض عليهم . وفي الليل يخرجون هم بالأر بي جي . فقط .
هذه صورة مما حدث في مخيم عين الحلوة ، وأنا شاهد ولكني أعرف أن هناك صوراً أخرى في مخيمات صور والبرج الشمالي والبص والرشيدية .
كان الناس في الملجأ وفي الشارع يدعون لله ويسبون الأنظمة وكل القيادات ويلعنون الواقع ولا يبرئون أحداً ، ويشعرون أنه ليس لهم إلا الله ويتحملون مصيرهم .
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am99.gif
جماهير الجنوب بما فيها جماهيرنا الفلسطينية المعترة (الفقيرة ) هي التي قاتلت وهي التي حملت السلاح ووفاء لهذا الشعب العظيم الذي أعطانا أكثر مما أعطانا أي طرف آخر، وعانى وتهدم بيته ، لابد من أن يقول المرء هنا إن مقاومي الحركة الوطنية اللبنانية قد جسدوا روح المقاومة بما يقارب الأسطورة . وفي رأيي أن الإعلام العربي مقصر في عملية توضيح روح المقاومة الحقيقية .
مر وقت ظن فيه الناس أني مت ، إلى أن مرت إحدى الصديقات في صيدا واكتشفت أني موجود فأعطيتها رسومات لي لكي يطمئنوا في السفير ويتأكدوا من أني ما زلت حياً .
وكنت طوال الوقت افكر : ماذا أفعل ؟ وانتهى بي تفكيري إلى ضرورة الذهاب إلى بيروت ، فودعت زوجتي وأولادي وذهبت ، كان من الصعب أن أصل ليس فقط بسبب الإسرائيليين ولكن أيضاً بسبب الكتائب الذين كانت معرفتهم بأني فلسطيني سبباً كاتفياً لقتلي .
بدأت رحلتي ذات صباح باكر في سيارة ، ثم نزلت بين أشجار الزيتون في منطقة اسمها الشويفات واتجهت إلى بيروت مشياً ، ويومها التقيت بالكاتب المسحي السوري سعد الله ونوس الذي كان طالعاً باتجاه دمشق وكان لديه أخبار أني ميت ، ثم وصلت" السفير".
في بيروت التقيت بالكاتبين الفلسطينيين حنا مقبل (رحمه الله) ورشاد أبو شاور ، وكانا يصدران مجلة اسمها "المعركة " فصرت ارسم في" السفير" وأرسم في "المعركة "وأتسائل مالذي بإمكان المرء أن يفعله في مواجهة هذا القصف من الجهات الستة (من الأربع جهات ومن الجو والسيارارت المفخخة ) .وكما يقول الفلسطينيون " هنا يكون الموت موجب كثير" كان المواطن منا يشعر بالتقصير والعجز ويرحب بالموت .
وعشنا معاً نحن العاملين في السفير في تلك الفترة (وحتى البنات مرة طبخن معكرونة بلا لحم طبعاً ولاشيء ولكننا وجدناها أشهى أكلة . وكان معنا شاب مصري يعمل في الكانتين ويظل ساهراص معنا ويأتينا بالشاي والقهوة ) .كانت تجربة خاصة وحميمة وكان شغلنا هو رفع معنويات الناس بالكلمة ، وبالمانشيت ، بالرسم .
" السفير" قدمت لشبابها ، كما قتل الشاعر علي فودة وهو يوزع مجلة " الرصيف "التي كان يصدرها . كانت المسألة قدرية ، القذائف تصل الاطفال في الملاجيء .. وهكذا يشعر الإنسان أن بقاؤه حياً محض صدفة ، إذا جاءت القذيفة جاءت و إن لم تأتِ فذلك مجرد صدفة ، لم تكن هناك الفرصة أمام أحد ليحزن أو ليبكي . وأنا بكيت مرة واحدة بعد خروج المقاومة ومجزرة صبرا وشاتيلا . ولم يكن بكائي قهراً بقدر ما كان إعلاناً أني فلسطيني وأني أبكي الشهداء وأبكي الوضع . كنت أشعر بالوحشة . كثيراً من أصداقائي الحميمين كانوا قد ذهبوا وكنت أشعر أن البيوت من حولي فارغة . قبل ذلك كنت تلتقي في نفش تلك الشوارع بالمناضل المصري مع المناضل اللبناني مع المناضل الفلسطيني مع المناضل العراقي . والمرء يشعر بوجودهم ويتحامى فيهم ويستظل بهم ، ومع ذلك صار لبيروت بعد خروج المقاومة تقدرير خاص في نفسي .
http://najialali.hanaa.net/images/najitoonb1.jpg
وكنت أسأل نفسي كيف أعبر ؟ كنت أشعر بالعجز وأتصور أنه لا يوجد أي شاعر يقدر على تجسيد أي مشعد أو لحظة واحدة من لحظات بيروت ، ومع ذلك كنت أرسم .
وفي يوم كان القصف فيه عنيفاً جداً على بيروت ، من الجهات الست ، وتوقفت كل الصحف ما عدا " السفير" وأين نلجأ ؟ لجأنا إلى الدور الأارضي محل المطابع . واستمر القصف طوال الليل ولم يتركوا زاوية أو بيتاً إلا وقصفوه . وعندما خرجت فوجدت كل البيوت مصابة من فوق ومن تحت وانضافت إليها شبابيك جديدة . رسمت زهرة مقدماً لبنت - رمز بيروت – من الفجوة التي احدثتها القذيفة مع عبارة " صباح الخير يا بيروت " .
http://najialali.hanaa.net/images/najitoonb2.gif
إن " صباح الخير" لليلة حالكة بهذا الشكل تكتسب معنى خاصاً تصور القاريء ، وبعد كل هذا القصف والموت ، يفتح الجريدة في الصباح ... فيرى الرسم ، ويرى أحداً يصبح على بيروت . كان ذلك كلقاءنا في الشارع بعد القصف نقبل بعضنا ونبتهج أننا ما زلنا أحياء وكل شيء يهون مادمنا ما زلنا أحياء ! .
و عندما بدأ الرحيل – وبالمناسبة لم استطع رؤية هذا المشهد الذي ربما يكون فيه مقتلي ...
http://najialali.hanaa.net/images/lebanon33.gif
لم أستطع الخروج لتوديع المقاومة ورؤية الناس وهي ترش الزهور والأرز على المقاتلين . أقول عندما بدأ الرحيل ومع أول سفينة غادرت الميناء ، رسمت فدائاً يترك السفينة الراحلة ويسبح عائداً إلى الشاطيء ، وهو يقول : " اشتقت لبيروت " .
http://najialali.hanaa.net/images/najitoonb3.jpg
إحساسي ووعي للوطن بدأ يتشكلان ونحن في المدرسة الابتدائية بعين الحلوة . كنا نستغل مناسبات مثل وعد بلفور ، أو ذكرى تقسيم فلسطين أو 15 ايار (مايو) للتعبير عن رغبتنا بالعودة إلى فلسطين .
http://najialali.hanaa.net/images/najitoonb4.jpg
كنا في أيام الذكرى نرفع أعلاماً سوداء فوق المخيم ونمشي في شوارع وننشد أناشيد قومية لم تكن خاصة بفلسطين أول مرة ، ولكنها في المخيم تكتسب معنى فلسطينياً خالصاً. كان هناك بعض الأناشيد الخاصة بمناضلين استشهدوا في فلسطين مثل " يا ظلام السجن خيم / إننا نهوى الظلاما / ليس بعد الموت إلا / فجر مجد يتسامى " .
هذه النشيد ردده أحد شهداء ثورة 1936 كان سجيناً في يوم إعدامه ألقى هذا النشيد تناقله عنه السجناء الآخرون .
http://najialali.hanaa.net/images/najitoonb5.jpg
بعد عودتي من السعودية كان بدأ يتشكل في المخيم بعض نشاط سياسي . كان هناك نشاط للقوميين السوريين وانتبهت إلى أن معظم الشباب المخيم كانوا مندفعين في حركة القوميين العرب . أما جماهيرالمخيم فكانت ناصرية ، إذا كان أمل الناس بالعودة قد أنتعش بعد بروز قيادة عبد الناصر .
http://najialali.hanaa.net/images/najitoonb6.jpg
أنا حاولت أن أنتمي إلى حركة القوميين العرب 1959 إلا أنني اكتشفت ، واكتشفوا هم معي ، أنني لا أصلح للعمل الحزبي . فخلال سنة واحدة أبعدت أربع مرات عن التنظيم بسبب عدم انضباطي .
في تلك الفترة كنت أقرأ كتباً قومية لساطع الحصري وكان شباب الحركة هم الذين اشاروا علي بذلك ، كما كنت طبعاص اقرا مجلة " الحرية " التي كانت تصدر شهرياً آنذاك .
غسان كنفاني لم أقرأ له شيئاً في تلك الفترة ، غير أنني تأثرت به منذ رأيته يتكلم في إحدى الندوات في المخيم . رأيت أنه يعبر عن هموم الناس ، كانوا يحبونه . ونحن كنا نحب كل من يستطيع أن يقترب من همومنا الوطنية . في فترة لاحقة صرت اقرأ له كتاباته السياسية في مجلة " الحرية " .
الحركة كانت تشجعني على القراءة الأدبية . أحببت روايات نجيب محفوظ ، في فترة لاحقة قرأت لغسان "موت سرير رقم 12 " روايته " رجال في الشمس " أثرت بي كثيراً كما أثرت بمعظم أبناء جيلي من الفلسطينين . كانت صرخة " لماذا لم يدقوا جدار الخزانة " تصفعنا صفعاً وتجعلنا نفكر كثيراً .
كانت تلك الجملة تعني لي أنه مع كل الحصار المضروب حول شعبنا لا نستطيع أن نطلب النجدة من أحد ابطال رواية غسان ماتوا على جمارك الخليج دون أن يكون لديهم أي أمل في أن أحداً سيساعدهم أو يسامحهم . كنا نعتبر أنهم ماتوا أمام جمارك الأنظمة العربية جميعها . إذ ليس الخليج إلا رمزاً .
إضافة إلى ذلك كانت الأغنيات المصرية . حين استمع الآن إلى أغنية " الله أكبر " التي انطلقت أيام العدوان الثلاثي استعيد ذلك الزمان كله . عموماً أنا أحن إلى الأغاني كلها . إلى محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وصالح عبد الحي وزكرياأحمد أنها الاغنيات التي اطرب لها وتشعرني بالأصالة . كما أحب كثيراً أن استمع إلى أغنيات القرى التي كنت اسمعها في فلسطين وظللت متواصلاً معها في لبنان . في المخيم كنا نسمعها في المناسبات . كان الناس هناك يعيدون الطقوس القروية كاملة . وهناك أذكر أنني لم أكن أجد فرقاً كثيراً بين أغنيات القرى في فلسطين وشبيهاتها في الاردن وسوريا ولبنان كانت هي نفسها تقريباً .
بحكم ارتباطي ومعيشتي ودراستي في المخيم كنت اشعر لفترة أنني أعيش في " غيتو " فلسطيني . كان اختلاطنا معاً آنذاك بمثابة عزاء نقدمه لبعضنا البعض . كان الغيتو قسرياً من جهة أخرى حيث لم يكن يصح للفلسطيني أن يعمل في المؤسسات العامة ، ثم أنه كانت لنا مدارسنا الخاصة فينا حتى لا نتعلم في سواها نظراً لأوضاعنا المالية . في الفترة الأخيرة أعطتني تجربتي في جريدة " السفير" فرصة للاحتكاك بشباب غير فلسطينين . علاقاتي الحميمة الأخيرة كانت مع جنوبيين . اكتشفت أنه كلما تعززت علاقتي بشاب أو بفتاة يطلع من الجنوب . أظن أن بيننا شيئاً مشتركاً وأظن أن هواي هوى جنوبي.
http://najialali.hanaa.net/images/najitoonb7.jpg
لم أحتك بالوسط الثقافي الفلسطيني ، ولم أدخل في المؤسسات الثقافية التابعة لمنظمة التحرير إلا في السنة الأخيرة قبل الاجتياح ، صرت عضواص في الأمانة العامة لاتحاد الكتاب .
http://najialali.hanaa.net/images/najitoonb8.jpg
في الفترة الأخيرة، لم أكن فلسطينياً خالصاً في حياتي الشخصية والثقافية. صار مضمون الإنتماء الفلسطيني، بالنسبة لي، لباً يأخذ أشكالاً قومية وإنسانية عامة. هذا شعور وليس قراراً. هكذا كنت أشعر بمعزل عن الصيغ السياسية هذا الشعور إستمر عندي حين كانت تقوى النزعات القطرية وتشد عند الناس العديدين المحيطين بي. كان أحدهم يكتشف فجأة أنه لبناني أو فلسطيني أو سوري. أنا كنت أقاوم هذا التشتت لأنني أرى أن هناك مجالاً لشعور إضافي غامر يتمثل في وحدة أهدافنا جميعاً.
في بداية وعيي السياسي كنت أظن بأني، مع نفر قليل من أصدقائي في المخيم، نستطيع تحرير الجليل. كنت ولا أزال مقتنعاً بحرب التحرير الشعبية لأنني قد وصلت مبكراً إلى الكفر بالأنظمة وبجميع المؤسسات التابعة لها من عسكرية وسياسية وإدارية وثقافية الخ...
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am32.gif
كنت اطمح إلى أن أتعلم القتال ، لكن هذا كان قبل الثورة ، وعندما بدأ الشعب الفلسطيني يتسلح لم أحاول أبداً أن أطلق رصاصة لأنني أعرف أنني في وضع غير القادر صحياً بسبب العملية الجراحية التي أجريت لي ومازالت إلى الآن.
أنا كنت مبشراً بالثورة وما أزال ، ولكن منذ بداية الثورة كان لي موقف من خط سيرها ، كنت أرى أنها يجب أن تكون قومية لا فلسطينية . فثورة 1936 كان لها هذا الطابع الفلسطيني المحض ، لذلك لم تنجح ثورة 36 في أن تكون نموذجي الذي يجب أن أحتذيه ، كذلك لن تنجح هذه الثورة الأخيرة.
رغبتي بالانتماء هي الآن أشد مما كانت سابقاً ، ولدي شعور بأنني الآن مدعو أكثر من قبل إلى المقاومة وليس شرطاً أن تكون فلسطينية ، أنا الآن أملك إحساساً بالمقاومة الوطنية اللبنانية وهي قريبة من النموذج الذي أطمح إليه ، أيه بندقية تتوجه إلى العدو الإسرائيلي تمثلني ، وما سوى ذلك فلا .
ولكن ماذا لو دب في الوهن ؟ ماذا لو خالجني الإحساس بالهزيمة والتراجع أو أغراني مجتمع الاستهلاك ؟ .. حتى لو أردت فإنني لن أستطيع ذلك فولدي " حنظلة" موجود في كل لوحة من لوحاتي يراقب ما أرسم ، إنه ذلك الرمز الصغير الذي أثار جدلاً دون أن جدلا دون أن يدير وجهه.. ورسومي لا تباع لأن حنظلة عنصر ثابت فيها ..
http://najialali.hanaa.net/images/hanthalah1.jpg
حاولوا أن يجعلوني " رسام القبيلة" ... مع هذا النظام ضد ذاك .. ولكن كيف أقبل و " حنظلة " معي دائماً .. إنه رقيب لا تتصور مدى قسوته .. إنه يعلم ما بداخلي ، وهو يراقب هذا الداخل كحد السكين ، فإذا أردت أن أستريح لكزني ، وإذا فكرت في الرفاهية وحسابات البنوك ذكرني بنفسي .. بأصلي وبناسي وأهلي وشعبي .. أستطيع أن احتال على الرقباء الرسميين ، فبعضهم لا يفهم المقصود من رسمي ، وأغلبهم لا يفهم أصلاً ، ولكنني لا أستطيع أن احتال على حنظلة .. لأنه ولدي .
سنوات طويلة مرت وأنا أرسم .. شعرت خلالهل أنني مررت بكل السجون العربية ، وقلت " ماذا بعد ذلك ؟" كان لدي استعداد عميق للاستشهاد دفاعاً عن لوحة واحدة .. فكل لوحة أشبه بنقطة ماء تحفر كجراها في الأذهان .
كثيرون ارتدوا وتساقطوا .. إنهم يشبهون نبات الظل ، نضعه في المنزل ، نوفر له حرارة معينة وضوءاً معيناً ، فينمو ، دعونا من أولئك ، إنهم موظفون ، أما الفنان الملتزم فإنه ينمو وسط الحجارة وتحت الشمس التي تحرق رؤوس أمهاتنا المنتظرات على أبواب المخيم ، وفي القلوب المهمومة للبسطاء أينما وجدوا .. في مصر مثلاً هناك من تشدقوا بالآلام الناس ، وحين وقعت الاتفاقية مع إسرائيل صفقوا .. فسقطوا ، وهناك أيضاً من رفضوا أن يعهروا ريشتهم فلجأوا إلى رسوم الأطفال .. رسموا للأطفال لأنهم رفضوا القبول بلقمة عيش مغموسة بالكذب .. هذا هو الفنان الحقيقي .. ليس هذا في مصر وحدها .. بل في كل مكان ، في صفوف الفلسطينين ، وفي المدن العربية وفي شوارع تمتد ولايعلم بما فيها إلا الله ، وكم فيها من ألم ونبل .
.... وووعدت أيضاً ألا أصاب بالحول السياسي ، وهو صدقني .. مرض شائع في العالم العربي ، عين تنتقد كذا وكيت وعين تبرر لكذا وكيت ، وكذا وكيت الأولى لا تختلف عن الثانية في كثير أو قليل ، الخلاف هو خلاف المصدر فقط ، ازدواجية مزمنة هو مرض أولئكالذين حاضرونا ذات يوم في الثورية لهم أسعار معروفة ، بالدولار ، أو بالاسترليني ، وهم " كعداد التاكسي" ، يتوقف إذا لم تدفع ، يتجهون إلى حيث يشاء رب النعمة ، ويتجاوزون عن أخطائه ، بل ويحولونها مآثر ، وينهشون خصومه لو ارتكبوا نفس " المآثر"... ولكن هل يحق لي الانتقاد ؟ لست قاضياً ولكنني رساماً ، ولأنني رسام يتحتم علي أن أوجه ريشتي نحو ما أظنه بائع دماء شعبنا لعلها تتحول يوماً إلى نصر يمزق عن وجهه القناع ، ويكشف مدى قبح ملامحه الحقيقية . أما عن أخطائي فهي تلك التي يخطئني فيها الواقع الذي يحدث، فأنا أكون مخطئاً لو قلت إن هذا يخون ثم استشهد هو نفسه في اليوم التالي دفاعاً عن قضيتنا ، وكم أتمنى أن أكون مخطئاً ، ولكن الواقع بعلمني ، ويشحذ نصل ريشتي ، ثم يثبت أن الخائن يكره الاستشهاد والشهداء .
يتبع....
Animation Maker
15-07-2007, 11:57 AM
ناجي العلي في صور:
http://images.cjb.net/5e95b.jpg
http://najialali.hanaa.net/images/najiphotos14.jpg
http://najialali.hanaa.net/images/najiphotos3.jpg
http://najialali.hanaa.net/images/najiphotos1.jpg
http://najialali.hanaa.net/images/najiphotos4.jpg
http://najialali.hanaa.net/images/najiphotos11.jpg
http://najialali.hanaa.net/images/najiphotos18.jpg
Animation Maker
15-07-2007, 12:05 PM
إغتياله الاول:
http://najialali.hanaa.net/images/najiwanted1.jpg
حوالي الساعة 13 : 5 من بعد ظهر أربعاء 22 / 7 / 1987 وصل ناجي العلي إلى شارع " اكزويرت بليس" أ . س دبليو 3 ثم مشى عبر شارع " درايكوت افنيو " إلى شارع " ايفز " في وسط لندن حيث تقع مكاتب " القبس - الدولية " وبعد أن ركن سيارته في أول هذا الشارع ، توجه سيراً على الأقدام في اتجاه مبنى مكاتب الصحيفة لقطع مسافة لا تزيد على ( 30 ) متراً ، وروى أحد زملائه في الصحيفة أنه رأى ناجي وهو يسير باتجاه المبنى من نافذة غرفته المطلة على الشارع حيث كان يتتبع خطاه شاب " شعره أسود وكثيف " يرتدي سترة من نوع " الجينز " لونها أزرق فاتح من طراز " دينيم " وبعد ذلك بثوان عدة سمع دوي ناري نظر على أثره من النافذة فوجد ناجي ملقى على الأرض ، في حين شاهد الشاب الذي كان يتعقبه يلوذ بالفرار إلى جهة مجهولة من شارع " ايفز" الضيق.
ووفقاً لرواية رجال الشرطة البريطانية أن " الشاب المجهول الهوية " الذي أطلق النار على ناجي العلي قد سار بمحاذاته وأطلق النار عن قرب على وجه ناجي حيث اخترقت الرصاصة صدغه الايمن وخرجت من الأيسر .
وبعد وصول رجال الشرطة " سكوتلانديارد" إلى مكان الحادث تم نقل ناجي في سيارة إسعاف تأخر وصولها بسبب ازدحام خانق للسير إلى مستشفى " سانت ستيفنز" وقد تجمعت بقعة من الدماء تحت جسم ناجي وهو مايزال بيده اليمني مفاتيح سيارته ويتأبط تحت ذراعه اليسرى رسوم يومه ، وتم إدخاله إلى غرفة العناية الفائقة فور وصوله إلى المستشفى وهو في حالة غيبوبة تامة ، وفي اليوم التالي نقل إلى مستشفى " تشارنغ كروس" .
ويقول البيان المرفق بصورة لناجي : " نداء للمساعدة . إطلاق رصاص . في الساعة 13 : 5 من بعد ظهر أربعاء 22 / 7 / 1978 ، أقدم هذا الرجل ( ناجي ) على توقيف سيارته في شارع " اكزويرت بليس" أ . س دبليو 3 ، ثم مشى عبر شارع " درايكوت افنيو " إلى شارع " ايفز " حيث أطلق عليه الرصاص.
ويوم السبت 29/ 8/ 1987 وبعد 38 يوماً من إصابة ناجي العلي برصاصة غادرة ، تناقلت وكالات الأنباء العربية والعالمية المختلفة نبأ استشهاد ناجي العلي متأثراً بجراحه في مستشفى " تشارنغ كروس" بلندن نتيجة لهبوط في القلب بعد أن فشلت محاولات إنقاذه منذ إصابته . بعدها بذلت عائلة الشهيد ناجي العلي جهداً لتحقيق وصيته الخاصة بدفنه إلى جانب والديه في مخيم عين الحلوة قرب مدينة صيدا ، ولكن تعذر تحقيق وصيته ، لهذا دفن في بريطانيا .
وبالفعل فقد دفن يوم الخميس3-9-1987 في مقبرة «بروك وود الإسلامية الواقعة في منطقة " وكنغ" ( 30 ميلا من العاصمة البريطانية لندن والذي رفع فوق قبره الذي يحمل الرقم 230190-العلم الفلسطيني).
كدفن موقت ريثما تتهيأ الظروف لنقل رفاته إلى مخيم عين الحلوة لاحقاً؛ وكانت الصلاة قد أقيمت على جثمان الشهيد ناجي العلي في الساعة الواحدة والنصف بعد صلاة الظهر في مسجد المركز الثقافي الإسلامي الواقع في (ريجنت ارك) وسط لندن .
أما عائلة الشهيد ناجي العلي، فقد أصدرت بياناً في لندن في 9-9-1987 «إلى الجماهير العربية في كل مكان » ، قالت فيه : -
" لقد ارتكبوا الجريمة الكبرى وهل هناك في هذا العصر أكبر من جريمة اغتيال رسام " .
لقد اغتالوا ناجي الفنان الملتزم بقضية فلسطين لأن ريشته لعبت دوراً هائلاً ومؤثراً في هذا الزمن العربي الرديء، ولأن فنه العظيم كان ينبع من الجماهير ويصب في بحر الجماهير، لقد كان ناجي ابنا باراً للجماهير البسيطة ولكل الناس الطيبين ، ومن هنا شكلت رسوماته طاقة جبارة أزعجت الكثيرين ، لكنها كانت دائما تمثل نبض الإنسان الفلسطيني المعذب وخلجات كل عربي مقهور. ولقد دفع ناجي الثمن غاليا في حياته وقبل استشهاده : ونحن عائلة ناجي دفعنا الثمن تشردا وإبعادا ونفيا حملنا في الأخير إلى خارج الوطن العربي بأسره ، إلى هنا، إلى لندن .
وفي لندن استشهد ناجي فدفعنا جميعا الثمن الأعظم وكانت الفاجعة . لكن مأساتنا بناجي لم تنته باستشهاده فجاءت المأساةالثانية التي تقطر مرارة وتنضح بالعلقم، مأساة البحث عن قبر لناجيوكان قرارنا على الفور قاطعا وواضحا : ناجي الذي عاش بينالجماهير يجب أن يبقى بعد استشهاده في حضن الجماهير، والموقع الطبيعي لجثمان ناجي هو الشجرة قريته الفلسطينية التي رأى فيها النور ويشعر وبكل قرى فلسطين ومدنها وحمل وزرها الثقيل ، لكن الشجرة وكل فلسطين محتلة مغتصبة ، إذن فليدفن ناجي في المخيم الذي أحبه وبين الناس الذين عشقوه : في مخيم عين الحلوة كان قراراً مؤلما لأنه يحرمنا نحن وزوجته وأولاده الذين فرض علينا التشرد والنفي يحرمنا من حقنا في أن نزوره بصلاة ودعاء وباقة ورد, لكننا كنا ندرك أن ناجي ليس ملكاً لنا وحدنا بل هو أيضا ملك للجماهير الفلسطينية والعربية التي أصبح ناجي رمزها للطهارة والنظافة في عصر المتاجرة بكل المقدسات ، ولهذا كان قرارنا دفن شهيدنا العظيم في مخيم عين الحلوة وقمنا بالاتصالات اللازمة وحصلنا على التأشيرات اللازمة وعلى تعهد مشكور ببذل كل مساعدة .
لكننا اكتشفنا بعدئذ أن هناك أجواء تشنج حادة تكتنف الموضوع برمته ، وقال لنا العديد من الشخصيات المسؤولة إنهم لا يستطيعون ضمان أي شيء، وعبر الكثيرون عن خشيتهم من أن تستغل الجنازة لارتكاب مذبحة جديدة تضاف إلى سلسلة المذابح التي يتعرض لها شعبنا وما كان ناجي ليرضى بهذا ولا كان من حقنا أن نقبل به .
وأسقط في يدنا فأجرينا العديد من الاتصالات والمشاورات واتفق الرأي أخيرا على إجراء عملية الدفن في المقبرة الإسلامية في بروك وود في لندن كدفن أمانة أي كدفن موقت ريثما تتهيأ الظروف الملائمة لنقل رفات شهيدنا العظيم إلى مخيم عين الحلوة في أجواء أفضل لكي تتحقق رغبتنا ورغبة شهيدنا ورغبة الجماهير في كل مكان، ولكي يكون موكب ناجي إلى مثواه الأخير مسيرة حضارية وثقافية تليق بشهيدنا العظيم وفنه وتراثه وروحه الطاهرة .
هذا هو عهدنا، عهد ناجي، عهد الفن الملتزم ، عهد الجماهير الطيبة، عهد فلسطين التي من أجلها ناضل ناجي ومن أجلها استشهد».
وبعد وفاته كتبت صحيفة الوطن الكويتية في افتتاحيتها مقالا بعنوان «الأشجار تموت واقفة ». «لا تحزنوا على موت ناجي العلي.. بل احزنوا على أنفسكم وعلى أوضاعكم وعلى أمة تقتل مبدعيها. ناجي مات بالطريقة التي اختارها هو وبكامل وعيه وبإصرار عجيب .. «كما» وقف ناجي العلي ضد الدكتورة رشيدة مهران ونشاطاتها داخل اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين ، بل اعتبر هذه المرأة مدسوسة من قبل المخابرات في أجهزة منظمة التحرير..». إذا «اغتيل ناجي العلي ربما لأنه لم يكن فلسطينيا بالمعنى الذي يراد للفلسطيني أن يكون اغتالوه لأنه لا يؤمن إلا بشعاركامل الترابالفلسطيني.
لقد اغتالوه لأن فنه كان ينبع من الجماهير، لكن رسوماته شكلتطاقة جبارة أزعجت الكثيرين ، لكنها كانت دائما تمثل نبض الإنسان الفلسطينيالمعذب وخلجات كل عربي مقهور. لقد دفع ناجي العلي روحه ثمناً لحفاظه على حقه في الكلام" حق الكلام كحق الخبز، والكلمة الصادقة زواده وقوت للأفئدة" .
حق الكلام عند ناجي العلي قبل حق الطعام . وعبثا يحاولون إسكاته بالرصاص ، إذ لئن أسكت الرصاص هذا الفارس فإن ألف فارس سوف يتناول ريشته ، قلمه بندقيته ليتابع المسار إياه .
وبموته يكون ناجي العلي انضم إلى قافلة الشهداء من كتّاب وصحفيين فلسطينيين عرب نذروا أنفسهم لخدمة قضاياهم العربية والدفاع عنها حتى الموت . والآن ، من الذي أطلق النار على ناجي العلي ؟
" ليس مهما ذلك المأجور الذي نفذ الجريمة المروعة وإنما ذلك الوغد الذي أصدر أوامره بذلك. كما أنه ليس مهما أيضا (جنسية) ذلك الوغد، فقد يكون صهيونيا، عربيا، شيطانا .
ليس هذا مهما، فالخيانة لا جنسية لها، إنها الخيانة والغدر والدناءة في أقصى درجاتها .
http://najialali.hanaa.net/images/naj19.jpg
والرسالة واضحة :
أيها المثقفون الأحرار , أيها المناضلون الشرفاء اخرسوا وألا فكواتم الصوت في انتظاركم .."
http://najialali.hanaa.net/images/kill1.jpg
http://najialali.hanaa.net/images/kill2.jpg
قبر الشهيد ناجي العلي قبل تكسيته بالرخام المناسب 17/9/1987مقبرة بروك وود الإسلامية- لندن
Animation Maker
15-07-2007, 12:19 PM
إغتياله الثاني:
عام 1987نحت الفنان شربل فارس نصبا طوليا بأسلوب واقعي تعبيري للفنان ناجي العلي بقامته الشامخة بوجه العاصفة ..... استغرق العمل به ما يقارب الخمسة شهور من الدراسات والتصاميم والتعديلات والإضافات.
وقد بلغ طول هذا التمثال 275سم ومعدل عرضه 85سم ومعدل السماكة 45سم ، من مادة فيبرغلاس _ بوليستر ملون ومقوى بالحديد.
وقد وضع التمثال في مدخل مخيم عين الحلوة الشمالي في الشارع التحتاني ، هذا المخيم الذي نشأ فيه ناجي العلي والتصق به ،وأخذ منه أغزر لوحاته وأكثرها صدقاً ومعاناة ، إلاّ أن التمثال تم تفجيره بعد فترة قصيرة منإقامته أطلقت النار في عينه اليسرى مباشرة ..... وتم سحله وجره. ولم يعد يعرف إلى أي مكان نقل بعد ذلك !
التمثال من الأمام ، يحمل الفنان رسومه بيد وتشكل قبضة اليد الثانية بعروقها البارزة رمزاً لحجر الانتفاضة في فلسطين (وكان الفنان الشهيد أول من بشر بها في رسوماته ).
http://najialali.hanaa.net/photo6943/narticles1.jpg (http://najialali.hanaa.net/images/narticles1.jpg) الفنان شربل فارس مع الفنان ناجي العلي
http://najialali.hanaa.net/photo6943/narticles2.jpg (http://najialali.hanaa.net/images/narticles2.jpg) الفنان شربل فارس أثناء نحته لتمثال الفنان ناجي العلي
http://najialali.hanaa.net/photo6943/narticles3.jpg (http://najialali.hanaa.net/images/narticles3.jpg) تمثال ناجي العلي من الأمام
http://najialali.hanaa.net/photo6943/narticles4.jpg (http://najialali.hanaa.net/images/narticles4.jpg) تمثال ناجي العلي من الخلف
http://najialali.hanaa.net/photo6943/narticles5.jpg (http://najialali.hanaa.net/images/narticles5.jpg) تمثال ناجي العلي بعد التفجير
http://najialali.hanaa.net/photo6943/narticles6.jpg (http://najialali.hanaa.net/images/narticles6.jpg) تمثال ناجي العلي بعدما ازالوه وأطلقوا النار في عينيه !!
http://najialali.hanaa.net/photo6943/narticles7.jpg (http://najialali.hanaa.net/images/narticles7.jpg) تمثال ناجي العلي وقد قام أصدقائه ومحبوه بإعادة رقعه على الأنقاض والأطلال وثم ... اختفى !!!
Animation Maker
15-07-2007, 12:31 PM
اقوال ناجي العلي :
http://najialali.hanaa.net/images/aqwal1.jpg
اللي بدو يكتب عن فلسطين ، واللي بدو يرسم لفلسطين بدو يعرف حاله ميت ، أنا مش ممكن أتخلى عن مبادئي ولو على قطع رقبتي ـ
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/aqwal2.jpg
الصورة عندي هي عناصر الكادحين والمقهورين والمطحونين ، لأانهم هم الذين يدفعون كل شيء ثمناً لحياتهم ، غلاء الأسعار ، الذود عن الوطن تحمل أخطاء ذوي السلطة ، كل شيء لديهم صعب الحصول عليه ، كل شيء قاس يحاصرهم ويقهرهم لكنهم يناضلون من أجل حياتهم ويموتون في ريعان الشباب ، في قبور بلا أكفان ، هم دائماً في موقع دفاع مستمر لكي تستمر بهم الحياة ، أنا في الخندق معهم أراقبهم وأحس نبضهم ودماءهم في عروقهم ، ليس لي سلطة أن أوقف نزفهم أو أحمل عنهم ثقل همومهم ، لكن سلاحي هو التعبير عنهك بالكاريكاتير / وتلك هي أنبل مهمة للكاريكاتير الملتزم
ناجي العلي
(مجلة الموقف العربي " أغسطس " آب 1983 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am111.gif (file:///)
أنا ضد التسوية ولكن مع السلام .. وانا مع تحرير فلسطين وفلسطين هنا ليست الضفة الغربية أو غزة فلسطين بنظري تمتد من المحيط إلى الخليج
ناجي العلي
(مجلة الموقف العربي " أغسطس " آب 1983 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji24.gif
" إنني لست حزيناً ولكنني لا أستطيع أن أجد التفسير المناسب لهذه الظاهرة ، أستطيع أن اقول انني مهموم وهمي ليس شخصياً بل هم جماعي يرتبط بآلام الآخرين . إن الحزن ظاهرة مريحة لوجداني . والإنسان الذي لا يفهم الحزن تكون عاطفته محدودة جداً ويعاني نقصاً وجدانياً وإنسانياً
وحالة الحزن ظاهرة إنسانية نبيلة .. بل هي أنبل من الفرح ، فالإنسان يستطيع افتعال الفرح ، أما الحزن فلا "
ناجي العلي
(مجلة "ألف باء " العراقية 8 تموز " يوليو " 1981 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/aqwal3.jpg
"لقد كنت قاسياً على الحمامة لأنها ترمز للسلام ..والمعروف لدى كل القوى ماذا تعنيه الحمامة ، إني أراها أحيناً ضمن معناها أنها غراب البين الحائم فوق رؤوسنا ، فالعالم أحب السلام وغصن الزيتون ، لكن هذا العالم تجاهل حقنا في فلسطين
لقد كان ضمير العالم ميتاً والسلام الذي يطالبوننا به هو على حسابنا ، لذا وصلت بي القناعة إلى عدم شعوري ببراءة الحمامة "
ناجي العلي
(مجلة "ألف باء " العراقية 8 تموز " يوليو " 1981 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji127.gif
(أنا اعرف خطاً أحمر واحداً ,انه ليس من حق أكبر رأس أن يوقع وثيقة اعتراف واستسلام " لإسرائيل " قضيتنا مع هذا الكيان هي قضية مصيرية وتاريخية فلن يعجز أبناؤنا وأحفادنا ، بأي حق يرضون بالتنازل عن حق لا نملكه نحن فقط ، بل تملكه كل الأجيال الفلسطينية بالتنازل عن حق لا نملكه نحن فقط ، بل تملكه كل الأجيال الفلسطينية والعربية المقبلة ، ليتحدثوا عن المفاوضات والمؤتمرات والدولة الفلسطينية ماحلا لها الحديث ، وهم يعرفون أنه لا يوجد نظام عربي واحد يتمنى وجود دولة فلسطينية حرة وديموقراطية ، وأنا لا أقول بأن تحرير فلسطين مهمة الشعب الفلسطيني وحده ، هذا وهم ، تحرير فلسطين مرهون بالشعوب العربية ، والأنظمة الحالية تعتبر نفسها غير معنية ، هكذا أفهم الصراع وشروط هذا الصراع هو أن نصلب قاماتنا كالرماح ولا نتعب )
ناجي العلي
(غانم غباش ، الأزمنة العربية ، قبرص، آب 1987)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji6.gif
(ياعمي لو قطعوا أصابع يدي سأرسم بأصابع رجلي )
ناجي العلي
(رده على تهديده ب" حرق أصابعه بالاسيد )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/aqwal5.jpg
(كانت هناك أشياء كثيرة تدعو لليأس ، في تلك اللحظة كان هناك لون رمادي يحيط بالأفق لكنني شعرت بتحفز داخلي غريب ، إن حواسي تصبح أكثر وضوحاً أن أشير إلى نافذة مفتوحة في الأافق يبدو منها خيط من النور وأن أعري أولئك الذين لا يكفون عن الضجيج بأن الظلمة تشمل كل شيء وأن التسول هو لغة استرجاع الحق ، كل هذا أقل ما أستطيع أن أفعل دفاعاً عن كرامة الذين ضحوا في لبنان وفي فلسطين دفاعاً عن الحق الحلال في الحلم بالمستقبل) .
ناجي العلي
(مجلة كل العرب ، مصر " أغسطس" آب 1985 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji66.gif
(بالصدفة أصبحت رسام كاريكاتير ، كان لدي توجه في بداية شبابي لأن أتعامل مع المسرح ، كنت أريد أن أصرخ بالكلمة التي تنقل مشاعري واحساساتي .. دفعتني الظروف للعمل في المجال الصحفي واكتشفت أن الكاريكاتير هو الأداة المناسبة للتوصيل ...)
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji98.gif
صادفني مرة الشهيد غسان كنفاني في إحدى سهرات المخيم ورأى بعض إنتاجي فدهش له وأخذ منع بعض النماذج .. بعد فترة قصيرة فوجئت بنشرها . هذا الأمر شكل عندي حافزاً للمواظبة على تنمية هذه الموهبة )
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji96.gif
مهمة الكايكاتير ليست إعلامية مجردة ، بل مهمة تحريضية وتبشيرية ، تبشر بالامل والمستقبل ، وعليها واجب كسر حاجز الخوف بين الناس و السلطة .
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji86.gif
(مهمة الكاريكاتور تعرية الحياة بكل معنى الكلمة ... الكاريكاتور ينشر الحياة دائماً على الحبال وفي الهواء الطلق وفي الشوارع العامة ، إنه يقبض على الحياة أينما وجدها لينقلها إلى أسطح الدنيا حيث لا مجال لترميم فجواتها ولا مجال لتستير عوراتها .. هذا الفن يجب أن يكون عدوانياً على موضوعاته على وجه الخصوص ، قد يكون صديقاً حميماً على من يتعاملون معه لكنه صديق مشاكس.. صديق لا يؤمن جانبه )
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji60.gif
(لي موقف من الجماهير الكادحة والمسحوقة والمغبونة تاريخياً .. أحاول التقاط همومها ، فتمتزج في داخلي الهموم .. وفي ظلها أرسم حتى أنني أعشق همومي )
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji49.gif
(بالنسبة لي لا يهمني أن يحمل رسومي من يسعون إلى الضحك ، ومن تهتز كروشهم صخباً .. يهمني أن يعيشها الإنسان العادي ، الأمي والمثقف ، وأن تصل الفكرة بكل أبعادها وصدقها ، ربما تأخذ شكلاً تحريضياً حيناً وشكلاً ثورياً حيناً آخر )
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/lebanon113.gif
(لقد جعلتني هذه الحرب ـ يعني حرب لبنان ـ أكثر انسانية وأيماناً بقضيتي وأكثر تعلقاً بلبنان، لم اباغت بالحرب وبنتائجها السياسية والعسكرية ، فهذا موسم الحصاد ، وهذا ما زرعته هذه الأنظمة وهذه الثورة ... جاءت " إسرائيل" لتقطف بمنجلها الحربي كل هذا الموسم ...
لأول مرة في حياتي أفكر بحمل السلاح بعد احتلال بيروت مع الإشارة إلا أنني طول عمري وعمر الثورة لم أطلق رصاصة واحدة ولم أحمل السلاح ).
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/lebanon115.gif
(إن الكاريكاتور يستحسن أن يكون بلا تعليق ليصل إلى مستوى اللغة والتواصل مع أي طرف مهما كانت هويته ، وأنه يؤدي لتعدد وجهات النظر بين القراء ، لكن الكلمة عندي هي نوع من الآذان والصراخ ، ووسيلة للتواصل مع الناس وفي بعض الأحيان أشعر بإنني بحاجة إلى الصراخ وإلى تثبيت موقف سياسي واضح كالشمس ، فاستعمل التعليق ليصل إلى البسطاء الذين أخصهم بالدرجة الأولى ).
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/lebanon28.gif
(القاريء عندي ليس متفرجاً فقط ، فأنا أحاول أن انقله من وضعه ليكون ضمن كادر الصورة ) .
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/lebanon82.gif
انا شخصيا منحازا لطبقتي، منحاز للفقراء، وانا لا اغالط روحي ولا اتملق احدا، القضية واضحة ولا تتحمل الاجتهاد. الفقراء هم الذين يموتون، وهم الذين يسجنون، وهم الذين يعانون المعاناة الحقيقية.المناضل الحقيقي دائم العطاء، ويأخذ حقه من خلال حق الآخرين وليس على حسابهم .
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am120.gif
"... كلما ذكروا لي الخطوط الحمراء طار صوابي .. أنا أعرف خطا أحمر واحدا، أنه ليس من حق أكبر رأس أن يوقع وثيقة اعتراف و استسلام لإسرائيل"
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am60.gif
حملت بحنظلة إلى الكويت ... ولدته هناك ..خفت أن أتوه ، أن تجرفني الأمواج بعيدا عن مربط فرسي فلسطين .... وولد حنظلة أيقونة تحفظ روحي وتحفظني من الانزلاق....
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am43.gif
" لم أسع من خلاله للتميز... فهو في العاشرة وسيظل في العاشرة حتى يعود الوطن ، عندها فقط يكبر حنظلة و يبدأ في النمو " و كان يقول عنه أيضاً " هذا المخلوق الصغير الذي ابتدعته لن ينتهي من بعدي بالتأكيد و ربما لا أبالغ إن قلت أنني سأستمر به بعد موتي"
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/lebanon105.gif
إن هذا الطفل هو أيضا من مخيم عين الحلوة وأنه شاهد علي طفولتي بطفولتي نفسها أنه أنا بعينه .
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji14.gif
"أنا ياعمي سأبقى أميناً لفاطمة وحنظلة ..لأنني منهم ولأنهم أهلي ..أهلي كل المواطنين العرب المقهورين".
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji69.gif
"لم أكن فلسطينيا خالصا في حياتي الشخصية والثقافية. صار مضمون الانتماء الفلسطيني بالنسبة لي لباً يأخذ أشكالاً قومية وإنسانية عامة. هذا شعور وليس قرار .. هذا الشعور استمر عندي حين كانت تقوى النزعات القطرية وتشتد عند الناس العديدين المحيطين بي، كان أحدهم يكتشف فجأة أنه لبناني أو فلسطيني أو سوري، أنا كنت دائماً أقاوم هذا التشتت لأنني كنت أرى دائما مجالا لشعور إضافي غامر يتمثل في وحدة أهدافنا جميعاً".
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji110.gif
وعندما سئل عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب : عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته ، ومع ذلك يبقى التعب الأكبر وهو مواصلة المشوار بكل ما فيه من تناقضات وهموم ويبقى في الأعماق تعب الوطن ذلك الذي يبشر به حنظلة بكثير من الأمل .
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/lebanon104.gif
لقد شكل عملي في صحيفة السفير في بيروت عام 1971 الجزء الأهم والأكثر إنتاجا من مسيرتي. هناك واجهت بقلمي كل يوم ما يحيط بي من عنف من قبل عدة جهات وآخرها الغزو الإسرائيلي على لبنان. لم اشعر بالخوف، الفشل أو اليأس، ولم استسلم. واجهت الجيوش برسومي الكاريكاتيرية ولوحات عن الأزهار والأمل والرصاص. اجل، إن الأمل ضروري دائما. عملي في بيروت جعلني مرة أخرى قريبا من اللاجئين في المخيمات والفقراء المسحوقين.
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am81.gif
" أريد أن أؤذن في آذان الناس واقول لهم أين قضيتهم ، وإلى أين وصلت ؟ أردي أن أرسم للناس البسطاء الذين يفكون والذين لا يقرأون ولا يكتبون "
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am99.gif
"أسميته حنظلة كرمز للمرارة ، في البداية قدمته كطفل فلسطيني ،لكنه مع تطور وعيه ، أصبح له أفق قومي ثم أفق كوني إنساني .."
ناجي العلي عن حنظلة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am3.gif
"http://najialali.hanaa.net/hanaa%20net/postcard/blank.gifمهمة الكاريكاتير ليست إعلامية مجردة ، بل مهمة تحريضية وتبشيرية تبشر بالأمل والمستقبل."
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am40.gif
أن بدأ وعيي السياسي يتشكل من خلال علاقتي بمحيطي البائس ، فوجدت نفسي مجبر على أن أخط هموم شعبي ومأساته . أول محاولة لي شبه جدية في الكاريكاتير، كانت في السجن فقد اعتقلتني الشعبة الثانية أكثر من مرة وكانت لغة الرسم هي المتنفس لي بين القضبان . كنت ارسم على جدران السجن وأحيانا على ورق الأكياس التي كانت تتوافر لي من خلال إدخال بعض الحاجات الغذائية . هكذا كانت البدايات الأولى.
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am65.gif
يقولون أن علينا أن نغلق ملف القضية الفلسطينية، وان نحلها كما يريدون لنا أن نحلها، وأقول لهم أن كنتم تعبتم ففارقونا!
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am61.gif
ولد حنظلة في العاشرة من عمره وسيظل دائما في العاشرة ، ففي ذلك السن غادرت الوطن وحين يعود حنظلة سيكون بعد في العاشرة ثم سيأخذ في الكبر بعد ذلك .. قوانين الطبيعة المعروفة لا تطبق عليه ،إنه استثناء.. لأن فقدان الوطن استثناء وستصبح الأمور طبيعية حين يعود إلى الوطن .
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am68.gif
"أرسم لأصل فلسطين"
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/han2.gif
قدمته للقراء وأسميته حنظلة كرمز للمرارة في البداية . قدمته كطفل فلسطيني لكنه مع تطور وعيه أصبح له أفق قومي ثم أفق كونيّ وإنساني. أما عن سبب إدارة ظهره للقراء، فتلك قصة تروي في المراحل الأولى رسمته ملتقياً وجهاً لوجه مع الناس وكان يحمل الكلاشينكوف وكان أيضا دائم الحركة وفاعلا وله دور حقيقي . يناقش باللغة العربية والإنكليزية بل أكثر من ذلك ، فقد كان يلعب الكاراتيه..... يغني الزجل ويصرخ ويؤذن ويهمس ويبشر بالثورة .
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/lebanon10.gif
لا أفهم هذه المناورات·· لا افهم السياسة، لفلسطين طريق واحد وحيد هو البندقية·
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/lebanon118.gif
قدمته للقراء واسميته حنظلة كرمز للمرارة في البداية قدمته كطفل فلسطيني ، لكنه مع تطور وعيه اصبح له افق قومي ثم افق كوني انساني .
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji130.gif
حنظلة وفيّ لفلسطين وهو لن يسمح لي أن أكون غير ذلك ، إنه نقطة عرق على جبيني تلسعني إذا ما جال بخاطري أن أجبن أو أتراجع .
ناجي العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/han6.jpg
إن شخصية حنظلة كانت بمثابة أيقونة روحي من السقوط كلما شعرت بشيء من التكاسل . انه كالبوصلة بالنسبة لي وهذه البوصلة تشير دائماً الى فلسطين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/lebanon119.gif
أنا من عين الحلوة مثل أي مخيم أخر أبناء المخيمات هم أبناء ارض فلسطين لم يكونوا تجارا و ملاكاً , كانوا مزارعين فقدوا الأرض و فقدوا حياتهم فذهبوا إلى المخيمات. أبناء المخيمات هم الذين تعرضوا للموت و لكل المهانة و لكل القهر . و هناك عائلات كاملة استشهدت في مخيماتنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/lebanon91.gif
الرسم بالنسبة لي مهنة و وظيفة و هواية و رغم انني أعمل رساماً منذ عشرين سنة إلا أنني لم أشعر أبداً بالرضا عن عملي . أشعر بالعجز عن توظيف هذة اللغة التعبيرية في نقل همي لأن همي كبير , و الرسم هو الذي يحقق لي توازني الداخلي , هو عزائي و لكنه أيضاً يشكل لي عذاباً . أحياناً أقول أن هذا الكاريكاتور الذي أرسمه يجعل حظي أفضل من غيري لأنه يتيح لي إمكانية تنفيس همي و أن الأخرين قد يموتون كمداً وقهراً من ذلك الهم الذي يجثم على قلوبهم و ينفث سمه اليومي فيهم أنا اعرف أن الرسم يعزيني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Animation Maker
15-07-2007, 09:40 PM
معرض الكاركاتير:
كاركاتير عن فلسطين:
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji22.gif
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji21.gif
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji12.gif
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji11.gif
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji24.gif
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji23.gif
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji23.gif
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji14.gif
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji13.gif
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji26.gif
Animation Maker
15-07-2007, 09:47 PM
كاركاتير عام:
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am24.gif
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am23.gif
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am22.gif
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am21.gif
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am25.gif
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am26.gif
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am27.gif
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am28.gif
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am29.gif
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am30.gif
Animation Maker
15-07-2007, 09:55 PM
كاركاتير لبنان:
http://najialali.hanaa.net/images/lebanon64.gif
http://najialali.hanaa.net/images/lebanon63.gif
http://najialali.hanaa.net/images/lebanon62.gif
http://najialali.hanaa.net/images/lebanon61.gif
http://najialali.hanaa.net/images/lebanon68.gif
http://najialali.hanaa.net/images/lebanon67.gif
http://najialali.hanaa.net/images/lebanon66.gif
http://najialali.hanaa.net/images/lebanon65.gif
http://najialali.hanaa.net/images/lebanon12.gif
http://najialali.hanaa.net/images/lebanon11.gif
Animation Maker
17-07-2007, 12:54 PM
شخصيات الكاركاتير:
http://najialali.hanaa.net/images/sh1.jpg (http://najialali.hanaa.net/naji_hanthala1.html)
حنظلة يُعرّف بنفسه...
عزيزي القارئ اسمح لي ان اقدم لك نفسي .. انا وأعوذ بالله من كلمة أنا ..
اسمي : حنظلة ، اسم أبي مش ضروري ، امي .. اسمها نكبة وأختي الصغيرة فاطمة ..
نمرة رجلي :ما بعرف لاني دايماًً حافي ..
تاريخ الولادة : ولدت في (5 حزيران 67)
جنسيتي: انا مش فلسطيني مش أردني مش كويتي مش لبناني مش مصري مش حدا .. الخ ،باختصار معيش هوية ولا ناوي اتجنس .. محسوبك انسان عربي وبس ..
التقيت بالصدفة بالرسام ناجي .... كاره فنه لانه مش عارف يرسم .. وشرحلي السبب .. وكيف كل ما رسم عن بلد .. السفارة بتحتج ..الارشاد والانباء ( الرقابة) بتنذر ..
قلي الناس كلها اوادم .. صاروا ملايكة .. وآل ما في أحسن من هيك .. وبهالحالة .. بدي ارسم بدي اعيش .. وناوي يشوف شغلة غير هالشغلة ..
قلتله انت شخص جبان وبتهرب من المعركة .. وقسيت عليه بالكلام ، وبعدما طيبت خاطرو .. وعرفتو على نفسي واني انسان عربي واعي بعرف كل اللغات وبحكي كل اللهجات معاشر كل الناس المليح والعاطل والادمي والازعر .. كل الانواع .. اللي بيشتغلوا مزبوط واللي هيك وهيك .. وقلتله اني مستعد ارسم عنه الكاريكاتير . كل يوم وفهمته اني ما بخاف من حدا غير من الله واللي بدوا يزعل يروح يبلط البحر .. وقلتلو عن اللي بيفكروا بالكنديشن والسيارة وشو يطبخوا اكتر من مابفكروا بفلسطين ..
وياعزيزي القارئ .. انا اسف لاني طولت عليك .. وما تظن اني قلتلك هالشي عشان اعبي هالمساحة .. واني بالاصالة عن نفسي وبالنيابة عن صديقي الرسام اشكرك على طول .. وبس ..
التوقيع (حنظلة)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://najialali.hanaa.net/images/sh1.jpg (http://najialali.hanaa.net/naji_hanthala1.html)
دائماً ، في رسومات ناجي العلي يواجهنا ذلك الطفل الذي غالباً ما أدار ظهره للقاريء ، وهو بلا صفحة وجه ..وهو بملامح موجزة ، ولكنه طفل بسيط ساذج ، مضحك ، مبك في أحوال أخرى ..
وفي المحصلة هو الوجدان الجمعي والشاهد والقاص ، وهو في مراحله الأخيرة الطفل الذي خرج عن كونه كل ذلك ليضيف سمه جدية ، هي سمة المشارك في الموت وفي المواجهة ، وهذا حاله في الكاريكاتور الذي حمله فيه ناجي العلي مشاعره وهمومه ونزوعاته وصوته الذي بات يعلو من خلال رفع هذا الحنظلة للسيف – المنتهي بريشة قلم :
يقول ناجي العلي:
ولد حنظلة في العاشرة من عمره، و سيظل دائماً في العاشرة ، ففي تلك السن غادرتُ الوطن، وحين يعود، حنظلة سيكون بعد في العاشرة، ثم سيأخذ في الكبر بعد ذلك ... قوانين الطبيعة المعروفة لا تنطبق عليه، إنه استثناء لأن فقدان الوطن استثناء ،.. وستصبح الأمور طبيعيةً حين يعود للوطن ..لقد رسمته خلافاً لبعض الرسامين الذين يقومون برسم أنفسهم ويأخذون موقع البطل في رسوماتهم ... فالطفل يُمثل موقفاً رمزياً ليس بالنسبة لي فقط ... بل بالنسبة لحالة جماعية تعيش مثلي وأعيش مثلها. .. قدمته للقراء واسميته حنظلة كرمز للمرارة، في البداية قدمته كطفل فلسطيني لكنه مع تطور وعيه أصبح له أفق قومي ثم أفق كوني إنساني.
http://najialali.hanaa.net/images/han2.gif
أما عن سبب إدارة ظهره للقراء فتلك قصة تُروى: في المراحل الأولى رسمتُه ملتقياً وجهاً لوجه مع الناس، وكان يحمل "الكلاشنكوف" وكان أيضاً دائم الحركة وفاعلاً وله دور حقيقي: يناقش باللغة العربية والإنجليزية، بل أكثر من ذلك فقد كان يلعب "الكاراتيه" .. يغني الزجل ويصرخ ويؤذن ويهمس ويبشر بالثورة.
وفي بعض الحالات النادرة، وأثناء انتفاضة الضفة الغربية، كان يحمل الحجارة ويرجم بها الأعداء، وأثناء خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت كان يقبّل يد هذه المدينة الجريحة مثلما كان يقدم الزهور لها. .
http://najialali.hanaa.net/images/han1.jpg
كنت أحرض الناس .. بعفوية الطفل الذي عقد يديه خلف ظهره ، ولكن بعد حرب أكتوبر 1973 " كتفته" باكراً لأن المنطقة ستشهد عملية تطويع وتطبيع مبكرة قبل رحلة " السادات " ... من هنا كان التعبير العفوي لتكتيف الطفل هو رفضه وعدم استعداده للمشاركة في هذه الحلول ، وقد يعطى تفسيراً أن لهذا الطفل موقفاً سلبياً ينفي عنه دور الإيجابية، لكنني أقول: إنه عندما يرصد تحركات كل أعداء الأمة، ويكشف كافة المؤامرات التي تحاك ضدها، يبين كم لهذا الطفل من إسهامات إيجابية في الموقف ضد المؤامرة ... وهذا هو المعنى الإيجابي. ..أريده مقاتلاً ، مناضلاً و.. حقيقة الطفل أنه منحازٌ للفقراء، لأنني أحمل موقفاً طبقياً، لذلك تأتي رسومي على هذا النحو ، والمهم رسم الحالات والوقائع وليس رسم الرؤساء والزعماء.
إن"حنظلة"شاهد العصر الذي لايموت.. الشاهد الذي دخل الحياة عنوة ولن يغادرها أبداً .. إنه الشاهد الأسطورة ، وهذه هي الشخصية غير القابلة للموت ، ولدت لتحيا ، وتحدت لتستمر ، هذا المخلوق الذي ابتدعته لن ينتهي من بعدي ، بالتأكيد ، وربما لا أبالغ إذا قلت أني قد أستمر به بعد موتي ) .
هذا هو فهم ناجي العلي لـ :"حنظلة " ودوره في الأحداث من خلال رسوماته فــ "حنظلة " الذي انطلق حاملاً " كلاشينكوفاً" ثم عقد يديه مديراً ظهره مابعد عام 1973 ، هو الوجه الأساسي لناجي العلي في قراءته السياسية للواقع العربي ، وفي ترصده لهذا الواقع والغعلان عنه ، ولربما تسنت لــ"حنظلة " فرصتان اثنتان كان خلالهما الحديث اليومي للشارع العربي و" باروميتر" سياسة الفوق العربي . وهما الخطوة الأوضح التي قادها " انور السادات " باتجاه إسرائيل والصلح معها وفق اتفاقيات كامب ديفيد حيث أخذ "حنظلة " على عاتقه الوقوف بوجه هذا الماسر السياسي ، والخطوة الثانية : هي دخول المفاوض الفلسطيني حلبة الصلح مع " إسرائيل والتراجع عن برنامج التحرير" ...
وعلى هذا المفترق أحس "حنظلة " واحد بقادر على المواجهة ، فظهرت في لوحات ناجي العلي روؤس متعددة لـ "حنظلة "وظهرت في الرسومات المتأخرة لناجي العلي علامات النبؤة بحتمية الرصاصة الغادرة ، فأطلق "حنظلة " ليصرخ معلناً صريحاً بأن كاتم الصوت يقترب من رأسه المدور ...
http://najialali.hanaa.net/images/han3.gif
ولو تمعنا جيداً في "حنظلة " : هذا الثابت المتحرك في لوحات ناجي العلي ، هذه الشخصية المعبرة في معظم رسوم ناجي العلي عن أشد المواقف حراجة بجرأة منقطعة النظير عبر الحركة والصراخ والتعليق الساخر المتكامل مع شخصيات اللوحة وطبيعة الحدث ومفارقاته ، لوجدنا أنها تعني أيضاً الطفل العربي المطحون والمصادر الطفولة بفعل الفقر والحرمان والجهل والإحباط والمرض والشقاء .. إن "حنظلة " هو الجيل القادم بكل ما أورثناه إياه من عناء وهزائم وتخلف ... إنه ضمير هذه الأمة الحي وصوت البراءة الطفولية الذي لا يهادن ، بل يعطى الأشياء ألوانها ومسمياتها الحقيقية فلا مكان للمجاملة – وعن سابق وعي وإدراك - فالأبيض أبيض والأسود اسود ، يقول للعميل : أنت عميل ، وللمنحرف : أنت منحرف ، وللانتهازي : أنت انتهازي ، وللمستغل " بكسر الغين " : أنت مستغل .. هكذا وبدون مقدمات وبلا وجل .. تماماً مثلما يعبر عن حبه وتلاحمه مع الوطني والمخلص والشريف عبر الحركة أو الكلمة ...
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji64.gif
فهو طفل يقاوم مع الأطفال الفلسطينين بالحجارة ، وهو المعبر عن خبه للبنان ومصر في العديد من اللوحات ، وهو الجالس باطمئنان على قدم " الرجل الطيب" بينما الأخير يخط لوحة بسكين كتب عليها :
" ضرب الخناجر ولا حكم النذل فيا " وهو الراكض بلهفة ماداً ذراعيه عندما يشاهد تلك تلك القبضة الرافعة لعلم فلسطين تشق الأرض لترتفع بعنفوان .. تماماً كما هو ذلك المحتج الرافض والمهاجم بريشته التي تشبه السيف " الميكروفونات " متعددة الأشكال والأحجام ، صارخاً بعبارة خالدة " ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة " .
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji41.gif
هو أيضاً في لوحة أخرى وفي ذكرى معركة حطين يقول : " كانوا اغتالوه " رداً على الرجل الطيب الذي تمنى لو كان صلاح الدين حياً ..
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji117.gif
إنه القائم بالفعل في لوحات كثيرة منها رجمه الصهتينة بالحجارة ، وحمله " الكلاشنكوف" ورجمه للنجمة السداسية بالحجارة ، ورفعه علم فلسطين مكان العلم الإسرائيلي .. إلخ ..
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji56.gif
صور كثيرة ، كثيرة ، توضح إلى حد بعيد الدور الإيجابي لهذا الـ "حنظلة " الذي لم يكن صدفة حافي القدمين ، مرقع الثياب ، تخرج من رأسه المدور بضع شعيرات مستقيمة تشبه انبعاث الأشعة .. فــ "حنظلة " هو ابن الشعب والمنتمي لطبقة المسحوقين والمحرومين والمظلومين والمشردين والمضطهدين ـ الذي تعج بهم ساحتنا العربية ـ إنه الشخصية المنتمية لقضاياهم والموجهة لهم على طريق الخلاص .. فالشعيرات التي تنطلق من رأسه المدور كالإشعاع في خطوط مستقيمة إنما تعطي الإنطباع بأن "حنظلة " يحمل في وعيه موقفاً ينير الدرب لهذا الطبقة الكادحة المضطهدة وجرأته وتحديد الصارخ للجلادين والقتلة والمستغلين ( بكسر الغين ) والمحتلين ، بل وعبر تحديه للموت في شتى صوره ..
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji126.gif
فها هو "حنظلة " الفاعل والمؤثر والمحرض ، "حنظلة " الشاهد والقاص ، "حنظلة " الضمير الحي ، "حنظلة " ابن الجماهير الذي يكتف يديه معطياً ظهره للقاريء لأنه لا يعرف ان ظهره محمي من أبناء الشعب الذين يقرأون خطابه اليومي المعبر عن تطلعاتهم وآمالهم .
http://najialali.hanaa.net/images/sh2.jpg (http://najialali.hanaa.net/naji_fatma.html)
فاطمة المرأة الوطن
المرأة كما الرجل حاضرة دائماً في رؤية ناجي المركزية للصراع بين الأأمة العربية وأعدائها ، فهي لا تغيب ضمن شخوص كاريكاتور ناجي في كافة المجالات وعلى مختلف الأصعدة ، وهي ليست فاطمة العربية الفلسطينية فحسب، بل تتعدى ذلك عندما يصور ناجي الوطن أو الشعب او الأرض أو المخيم .. إلخ .. بإمرأة .. فالمرأة هي فلسطين وهي مصر وهي لبنان وهي " عين الحلوة " و" صبرا " و" صور " و" صيدا " والجنوب والإنتفاضة في الأراضي العربية المحتلة .. كل ذلك في الدالة على العطاء والخصب والحب والتضحية .. فها هي فلسطين إمرأة حبلى لحد الإنفجار ، ملقاة فوق أرض الصخرة المشرفة مقيدة القدمين بأنبوبة نفط ...
http://najialali.hanaa.net/images/najish1.jpg
انه أعطاء روح القدسية للمولود بقدسية المكان وعنف قيد النفط ، السلاح المرتد إلى عكس هدفه ، وهو التبشير بانفجار الغضب الشعبي وولادة الانتفاضة العملاقة في مواجهة المحتل الغاصب .. إنها صورة إبداعية مؤلمة ، محزنة ، محرضة ومبشرة .. http://najialali.hanaa.net/images/najish2.jpg
وبيروت تلك المرأة التي تودع المغادرين إلى المنافي ، تقف على الشاطيء دامعة العينين ، جريمة ، متكئة على عصا بسبب إصابتها ، ملوحة بالكوفية الفلسطينية لمن أحبتهم وتوحدت معهم في الأألم والمعاناة والبطولة ..
http://najialali.hanaa.net/images/najish3.jpg
وهي أيضاً المرأة التي يخترق نهداها صدر الجندي الصهيوني كالخناجر أثناء "الحصار الإسرائيلي" عندما يفتح ذلك المعتدي ذراعيه لاحتضانها .. إنها المقاومة الكامنة في الشخوص بعيدا عن السلاح التقليدي المادي .. إنه السلاح المعنوي ، سلاح المبدأ والكرامة ، سلاح الإقتناع بعدالة ما تناضل من أجله تلك الشخوص .. إنه أولاً وثانياً وثالثاً الإنسان المسلح بالوعي الوطني والقومي لطبيعة الصراع وطبيعة الأعداء ..
فـــ " عين الحلوة " تلك المرأة الشامخة برأسها بينما تتساقط دموعها متحولة إلى قذائف في وجه المحتل الصهيوني .. و " صبرا " المرأة الحبلى الواقفة بتحد فوق الدمار وآثار المجزرة تصرخ في وجه الجندي الصهيوني : " صبراً" بينما تظهر الملابس المرقطة لزوجها الشهيد ..
صور متعددة تعبر عن المقاومة القادمة والمستمرة والمبشرةبالنصر من وسط الركام والأحزان ..
و" عين الحلوة " كما غيرها من المخيمات الفلسطينية تقاوم أحزانها وآلامها بالأمل بقدوم الفرح الآتي .. إنها تقاوم صانعة من حزنها ودموعها سلاحاً في مواجهة العدو ..
و " صبرا " تؤكد أيضاً على التواصل الكفاحي الفلسطيني رغم المجازر والدمار والتشريد والقمع .. فلا مكان لليأس أبداً ..
http://najialali.hanaa.net/images/najish4.jpg
وذلك ما شكل ميزة من ميزات كاريكاتور ناجي العلي فهو المبشر والمحرض حتى في اشد اللحظات حلكة وألماً .. فالأمل ينبعث من ثنايا الرماد ، من وسط الركام ، من قلب الأحزان ، من الم النازف والجرح الأخضر ولا مكان للسكون أو الاستكانة .. أما " مصر" تلك الفتاة الجميلة الرافعة علم فلسطين عالياً متحدية كل الظروف ، هي " مصر أم الدنيا " وهي " مصر" التي يزين شعرها وردة دامعة بينما تحتل القضبان وحبال المشانق عينيها ، وسط أرضية لوحة تزينها كوفية فلسطينية منقطة بالقلوب كتب عليها :
تعيشي يامصر والله يجبر بخاطرك
إنها مصر " سليمان خاطر " مصر المتمسكة بعروبتها ، مصر الداعم والمساند لفلسطين وشعبها ، مصر الرفض للصهاينة ووجودهم .. إنه الحب لمصر كما هو الحب للبنان وكما هو الحب للأردن وكما هو الحب لفلسطين ..
لوحات عديدة أخرى تعبر عن المدن العربية في لبنان وفلسطين عبر شخص المرأة ، كرمز لعطاء الشعب وتضحياته ، وكرمز للخصوبة بولادة جيل الأمل من قلب الهزيمة والألم ..
http://najialali.hanaa.net/images/najish5.jpg
هذه هي المرأة في فن ناجي العلي .. أما الشخصية الأساسية الثابتة للمرأة في رسوم ناجي العلي فهي " فاطمة " الفلسطينية المكافحة "فاطمة " العربية الصابرة المثابرة .
ففاطمة ذات الإزار الطويل والمنديل والوجه المستدير الطيب والعينين السوداوين الشرقيتين ، هي الرمز ، الرمز العربيات المناضلات بكافة أشكال النضال .
هي أولاً المرأة الولادة المعطاءة التي تشبه خصوبتها خصوبة الأرض وعطاءها ترفد الوطن بالمناضلين والمبدعين ، وهي أم الشهداء الذين سقطوا ولا زالوا يسقطون من أجل الوطن ..
http://najialali.hanaa.net/images/najish6.jpg
وهي ثانياً المرأة الصلبة كصلابة حجارة الوطن ، لا تلين لها قناة أمام شظف العيش ومحنة التشرد ، تتجول حافية القدمين وهي باسمة دامعة محتضنة طفلها الرضيع الذي ترضعه حب الوطن ممزوجاً بحنانها وحبها وسط أكوام الركام والدمار ووسط أزيز القذائف والرصاص ليكبر ويحمل البندقية ويتابع الطريق الذي سبقه إليه أبناؤها الآخرون .. إنها تزرع فلسطين في دمائه مع كل جرعه رضاعة ومع كل لمسة حنان وكل كلمة حب .. تدفع زوجها وأولادها إلى متابعة التحرير والاستشهاد فها هي " فاطمة " في إحدى لوحات ناجي تطلب من زوجها " أبو حسين " – الرجل الطيب – البافطات المليئة بالعبارات الطنانة لتعمل له منها كفناً طالما القيادة " الإسرائيلية " قريبة .. وها هي أيضاً في لوحة أخرى يطمئن قلبها عندما يخبرها زوجها – الرجل الطيب- بأن ابنهما استشهد على شط " يافا" .
إنها " فاطمة " التي يقول فيها زوجها " الطيب" في لوحة أخرى ومن خلال مقابلة مع الصحافة الأجنبية :
" .. and if كل أولادي استشهدوا ، me فاطمة مستعدين نستنفر ونخلف أولاد يرجمون الحجارة ..." .
والذي يضيف: " فاطمة my love أخت الرجال بتسوى ألف زلمة من اللي شاطرين بزط الحكي بس.. yes فاطمة اللي بعدها معاقة مفتاح بيتنا بالناصرة برقبتها .. " .
و" فاطمة " لم تقف في فن ناجي العلي عند حدود المرأة الولادة والصلبة والمعطاءة ، بل تعدت ذلك لتكون المشاركة في الحوار والموقف والشريكة في الموت والمصير، فهي بوصلة الأمان لزوجها " الرجل الطيب " في اقترابه وابتعاده من المسار الصحيح في الحكم على الأمور . لنقرأ هذه اللوحة لناجي العلي :
http://najialali.hanaa.net/images/najish7.jpg
فاطمة جالسة تبتسم بشماته ظاهرة أمام زوجها " الرجل الطيب " وهي تحتضن طفلها الرضيع ، بينما طفلاها الآخران يجلسان على الأرض حول " الطبلية يذاكران دروسهما ، في الوقت الذي يشاهد زوجها صورته المعلقة على الحائط في وضع مقلوب فيقول في تحسر ظاهر مشيراً إلى صورته " المقلوبة " ..
اللهم إني صائم ..
أنا مش عارف ليش الكل ضدي ..
بهالبيت .. يعني أنا كفرت لما قلت المخلصين للقضية من القيادات كثار .. فاطمة .. بصيامك مين اللي
قلب صورتي
إنتِ أو ابنك ؟
http://najialali.hanaa.net/images/najish8.jpg
!!!!!!!
ولتقرأ لوحة أخرى في نفس السياق تبين وعي " فاطمة " وإدراكها وصلابتا وقوتها :
فاطمة نائمة في الفراش وزوجها " الرجل الطيب " يحاول الاقتراب منها فتنهره بحده قائلة :
ابعد عني .. لا تصيبني
.. كل ليلة جمعة باسمع منك
نفس الكلام الحلةو .. ما بصير إلا
على خاطرك يافاطمة .. كلهم إخوات الشليتة
يا فاطمة .. وثاني يوم بتلحس كلامك ..
.. إبعد عني .. علي الطلاق منك
http://najialali.hanaa.net/images/najish9.jpg
!!!!!!!
وثالثة في نفس السياق
فاطمة تجلس بشماتة محتضنة طفلها الرضيع بينما زوجها " الرجل الطيب " جالس بقربها ولفقة التبغ لا تفارق أصابعه ، ينظر إليها قائلاً بعصبية :
صورته كانت بالصالون ... وبعد معركة الجبل
لقيتها معلقة بالمطبخ .. وبعد هالهجوم عاصحناية
لقيتها معلقة بالحمام .. لا تخليني أنرفز عليكي
يامره .. الصورة وينها
هذه هي فاطمة ناجي العلي ، تأتي لتكمل مجريات الحدث وآفاق الوعي المستقبلي للقضية والخوف على مسارها في موضوع اللوحة ، معطية المضمون الإيجابي في اللوحة بعداً كفاحياً علاوة على البعد الجمالي ، إلى جانب " حنظلة " و" الرجل الطيب ".
كما أن وعي فاطمة لا يقف عند حدود البعد الفلسطيني للقضية ، بل يتعدى ذلك ليستوعب الأبعاد الأخرى – القومية والعالمية والإنسانية- كما يظهر في العديد من اللوحات المختلفة مكاناًً وزماناً من حيث موضوعها .
http://najialali.hanaa.net/images/najish10.jpg
فـ " فاطمة " التي تقف مولولة أمام زوجها " الرجل الطيب ".في إحدى لوحات ناجي العلي وسط أربعة صور صور لإبنائها الشهداء بقولها :
كله منك ..
احبلي يافاطمة ...
وخلفي يا فاطمة ...
فلسيطن بدها رجال يافاطمة ...
وبالآخر بيستشهدوا ...
واحد ورا الثاني ...
دفاعاً عن التنظيم والأنظمة !!
يامصيبتك ...
يافاطمة
!!
هي ذاتها فاطمة التي تخبز على " الصاج " مطعمة النار ورق الجرائد المليء بالشعارات كدور النفط وإعلان الجهاد ...
وهي أيضاً " فاطمة " التي تلعن أمريكا وسط بيوت الصفيح في مخيم " عين الحلوة " بينما زوجها " الرجل الطيب ".يحذرها بأن تتوقف حتى لا يتهموها بالشيوعية ..!!!
والتي أيضاً تترحم على " يوري أندروبوف" عند قراءة زوجها " الرجل الطيب ". لخبر وفاته في الجريدة .
أدوار كثيرة ومتعددة ومختلفة لفاطمة في معظم لوحات ناجي العلي تختزل صبر ومعاناة المرأة الفلسطينية العربية المناضلة وعطاءها وصلابتها ووعيها وحضورها الدائم في مختلف المجالات ومشاركتها الإيجابية في الحوارات والمواقف .
وعلى العكس من " فاطمة" ذات القوام المتناسق والإزار الطويل والمنديل " فاطمة " البسيطة الطيبة الواعية والصلبة ، نجد في لشخوص الثانوية في كلريكاتور ناجي العلي :" أم عبد الكادر " المقصود " أم عبد القادر " ولكن تخفف القاف إلى كاف وباللهجة الفلسطينية كما ورد على لسان شخوص كاريكاتور ناجي – زوجة المقاول الكبير " عبد الكريم عبد القادر" ، تلك المرا’ التي تنصف نفسها من سيدات المجتمع الراقي ، فهي مبطونة متكرشة ، لا تلبس المنديل وتقص شعرها وتصففه وفق الموضة وتلبس على الموضة " الميني جوب " والأحذية ذات الكعب العالي ، وتتزيم بالخواتم والعقود والاساور الذهبية وتشرب الخمر ، وتدخن التبغ ، وتهتم بالمظاهر وبإبراز صورتها بالجرائج ، وتدعو صديقاتها في بيتها الفاخر لتناول " المناقيش " ... فقط !!
في ذكرى الإنطلاقة –كما ورد على لسانها في إحدى لوحات ناجي العلي هي " أم عبد الكادر" اتل يتسافر إلى باريس ولندن وأمركيا ، ويدرس أولادها في سويسرا ولندن وأمريكا..
إنها النقيض تماماً " لفاطمة" في مختلف صورها .. إنها رمز الجشع والطمع والانحلال والتفسخ .. تمثل جوهر حياة المستغلين والمتسلقين والإنتهازيين .. يعيشون في قصور فخمة ، يلبسون الملابس الفاخرة ، ويجمعون الذهب يحبون السهر والحفلات ويدرسون أبناءهم وأمريكا .. لا علاقة لهم بالوطن ةلا علاقة لهم بــ " الرجل الطيب ".ولا بــ " فاطمة " المكافحين المناضلين الللذين يقدمان أبناءهما شهداء من أجل الوطن الشهيد تلو الشهيد ... واقفين بشموخ حافيي القدمين أما ا لقصف والدمار يمسحان دمعة أو يلسمان جرحاً ..
هذا هو انحياز ناجي العلي في فنه ... ونستطيع أن نقول أيضاً أن موضوع ناجي العلي يكمن في انحيازه .. انحيازه للجماهير الكادحة ، للفقراء ، للمناضلين ، للشهداء للوطن ... وفي رفضه للفساد السياسي والاجتماعي ولكافة مظاهر البذخ والترف ...
http://najialali.hanaa.net/images/sh3.jpg (http://najialali.hanaa.net/naji_taib.html)
الرجل الطيب
اسميناه " الرجل الطيب " لأنه بلا اسم ثابت محدد ، فمرة يدعى العم عباس ومرة أبو حسين ومرة أبو إلياس ومرة أبو جاسم ومرة أبو حمد ومرة مارون ومرة محمد ... إلخ ...
http://najialali.hanaa.net/images/lebanon27.gif
إنه صورة واحدة وشخصية واحدة لأسماء عديدة من مختلف أنحاء الوطن العربي .. شخصية تعلن إنتماءها ووفاءها للوطن والشعب والأمة ، وتمقت وتدين الطوائف والطائفية والمذهبية ، تماماً كما ترفض الاعتارف بالحدود المصطنعة بين الأقطار الغربية وتتمى زوالها لأنها تدفع من حريتها وكرامتها وحياتها بسبب هذه الحدود ..
إنه الفلسطيني المشرد والمقهور والمناضل والمعتقل والمغدور والمقتول ، وهو اللبناني المشرد في وطنه والفقير المكافح والقتيل، وهو المصري الكادح المحب لمصر والعروبة، وهو الخليجي والسوداني والعراقي والانتماء الوطني والوعي القومي.
هو بائع الخضار في سوق بيروت في ظل موجة تفجير السيارات، والجريح في الجنوب الذي جعل من ظهره لوحة لكلمة " صامدون" بينما قدمه المصابة تحمل شارة " روداج " وهو متكيء على عكازيه ، هو مارون ومحمد اللذان ينزرد حول رقبتيهما طوقان حديديان ينتهيان بسلسلة حديدية مشتركة تتدلى منها ميدالية تتوسطها نجمة " داوود " السداسية .
هو القتيل مع أبناء المخيم في " صبرا " و" شاتيلا" نحن شاخصة ممنوع الوقوف .. وهو أيضاً أبو إلياس الذ ي رفض القتال مع الكتائب والجيش العميل في الشريط الحدودي في الجنوب .. وهو الفدائي المحتج على تعدد التنظيمات بقوله :
" ما بكفينا جماعة أبو فلان وجماعة أبو علان .. هذا اللي كان ناقص .. جماعة أبو حنيك!!!" .
http://najialali.hanaa.net/images/najish12.jpg
كما أنه القائل في مقابلة مع الصحافة الأجنبية " :
بتسألني عن دور النفط .. الأمريكان نازلين فيه شفط .. وغذا كان ممكن نحب أمريكا .. NO it is not .. طبعاً إحنا بانحب لبنان وخصوصاً الجنوب لأنه قريب من الجيل ..والمثل قال كرمال " عين الحلوة " تكرم مرجعيون ...
عمتسألني إذا أنا مسلم أو مسيحي .! سني أو شيعي ؟!! ... أما سؤال بارد صحيح .. مش فهمتك من الأول يا أخو الشليته إني poor بن poor".
وأبو جاسم في ديوانيته يتحدث هاتفياً مع الكرملين ويطلب " تنكر" فودكا ...
http://najialali.hanaa.net/images/najish13.jpg
إنه الشهيد في العديد من لوحات ناجي العلي الذي يتم اغتياله بسبب الشعارات الوطنية والقومية التي يكتبها ويصرخ بها ، فمرة بالرصاص من الخلف ، ومرة تحت المرساة الأمريكية التي تحطم الزورق المرموز به للخليج وتقتل " الرجل الطيب" الذي يظهر جزءاً من جثته بارزاً مع الحطام ، ومرة بالقصف الصهيوين وأخرى بالاقتتال الداخلي بين الطوائف والأحزاب المتعددة في لبنان .
إنه الجريح في العديد من اللوحات والذي يتلقى بجسده عدة رصاصات أو قطعاً من الشظايا أو جلد السياط ، ولا يغير مواقفه .. هو المعتقل في السجون الذي يتلقى التعذيب والضرب والإهانة ويرفض الاعتراف بالحدود المصطنعة .. هو المتظاهر الرافض دائماً عبر اليافطة والإعلان والخطاب للوضع القائم .. والمتهكم على الخارجين على إرادة الوطن .. إنه الحزين الكئيب على فراق الشهداء ، والصبور على المعاناة والألم .. وهو فوق كل ذلك الإنسان المقاوم الذي يحمل السلاح ويقاتل ويستشهد وإضافة لكل الأدوار السابقة التي حملها ناجي العلي لهذا " الرجل الطيب" في لوحاته ، فانه لايغيب عنا دوره الهام في إكمال صورة ومفارقات الحدث في اللوحة ، فهو من يهيء للتعليق المنطلق من " حنظلة " أو " فاطمة " في العديد من الرسومات إما بالحركة أو الإشارة أو القول المتناسق مع تعابير الوجه والجسد .. هذا الرجل النحيل الجسم ، الحافي القدمين ، يرتفع بقامته الطويلة المرقعة الثياب ووجهه المهموم المقطب .. ليرمز للرجل العربي الفقير البسيط الطيب المكافح الذي لا يجيد اللف والدوران ولا يعرف اكذب والتملق .. ليرمز للمواطن العربي بحسه الوطني والقومي وإيمانه العميق بأمته وتاريخها وقضيتها المركزية معبراً عن ذلك الإيمان بالعديد من المواقف الشجاعة والتي يواجه بسببها علاوة على شقائه القائم السجن والتعذيب والنفي والقتل .. ليرمز للمواطن العربي ليس بمعاناته وسجنه وموته بل وبرفضه ونضاله وأمله ...
http://najialali.hanaa.net/images/lebanon42.gif
إنه رمز الصبر والصمود والنضال والأمل في العود\ة لدى شريحة اجتماعية واسعة من جماهير أمتنا العربية .
" الرجل الطيب"بشكله وصفاته وحياته وممارساته النقيض التام لــ" ابو باصم " ذلك المتكرش المبطون الذي يلبس ربطة العنق والطقم الغربي ويعيش في الفنادق الفخمة ويشرب السيجار ويحتسي الخمر .. ويحاول الاتصال هاتفياً مع " فاطمة" في مخيم " برج البراجنة" من تونس ، فيكون أبلغ رد منها إغلاق الخط في وجهه ...
هو " أبو باصم " الجشع ، الطماع ، صاحب الأموال المتنقل بين الدول الأوروبية والولايات الأمريكية طالباً الاستجمام ...
" أبو باصم " الذي لم تعرف معاناة " الرجل الطيب" وعذاباته طريقاً إليه .. إنه النموذج المنسلخ عن وطنيته وأهله وشعبه وقضيته ، وهو الشريحة ذات المصالح الخاصة التي لا تتحقق إلا على حساب الوطن والمواطن ، على حساب " حنظلة " و" فاطمة" و" الرجل الطيب" ...
http://najialali.hanaa.net/images/najish14.jpg
http://najialali.hanaa.net/images/najish15.jpg
http://najialali.hanaa.net/images/najish16.jpg
http://najialali.hanaa.net/images/najish17.jpg
http://najialali.hanaa.net/images/sh4.jpg (http://najialali.hanaa.net/naji_men.html)
الشخوص المتكرشة
هي شخوص أساسية في كاريكاتور ناجي العلي ، نجدها في مواقف متعددة لتعبر عن البعد الآخر غير الإيجابي في الموضوع المطروح .
http://najialali.hanaa.net/images/najish19.jpg
وهي شخصيات تمثل – كما ذكرنا – البعض السياسي والحاكم ، والتاجر ، والانتهازي ، والمستغل " بكسر الغين " ...
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji66.gif
ونجدها دائماً شخصيات مترهلة ، متكرشة ، متسطحة الملامح بلا رقبة ولا أقدام ( على الأغلب) ، غبية ، خالية من معاني الادراك والوعي ، جشعها يتوضح في بطونها والدوائر التي تشكلها ...
إنها رمز لكل ماهو متعفن في حياتنا العربية عموماً .. ولعل ناجي العلي برسمه تلك الشخصيات على هذه الصورة بدون رقبة ولا أقدام ، يريد أن يؤكد أنها شخصيات تنقصها ركائز الاستمرار لأنها شخصيات طارئة وزوالها محتوم كونها بلا جذور وبعيدة عن الأصالة الشعبية ..
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji136.gif
فالطقم الغربي وربطة العنق و" البرنيطة " والخمر والسيجار والتكنولوجيا والبيوت الفخمة والأثاث الفاخر ، وتصنع الحديث والمجاملات والتملق والحفلات والسهرات الحمراء هي أهم مايميز هذه الشخصيات علاوة على فقدانها للكرامة و جفاف عواطفها وبلادة حسها وضيق أفقها وارادتها المسلوبة وافتقارها للمضمون الانساني الحقيقي ....
http://najialali.hanaa.net/images/palnaji117.gif
وربما كان ذلك ماجعل ناجي يصورها في صور تكاد تكون غريبة عن الصفات الآدمية الحقيقية في محاولة منه لنفي إنسانيتها وإبراز مضمونها اللاانساني واللاأخلاقي ..
وفي كل الحالات نجد تلك الشخصيات حاقدة على " حنظلة " و" الرجل الطيب" و" فاطمة" ومساومة عليهم وعلى حقوقهم جميعاً .
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am11.gif
وفي حالات أخرى نجدها تترصدهم لتغتالهم في اللحظة المناسبة .إنها شخصيات تكره الأرض والشجر ، تكره الأطفال ، تكره الفراشات والعصافير ،وتمقت محاولات الاحتجاج فتحاول كم الأفواه وتقييد الأطراف ومصادرة الحريات ،كما تحاول حماية نفسها ولضمان استمرارها تستعين بما هو غريب عن بيئة " حنظلة"ورفاق دربه على حساب التاريخ والجغرافيا والأصالة والتراث والوطن والشعب.. إنها شخصيات تحاول تلميع الغزو الثقافي الاستعماري وتشجع التبعية الاقتصادية وترعى الأقليمية وتغذي الطائفية ... إلخ ..
http://najialali.hanaa.net/images/naji3am112.gif
Animation Maker
19-07-2007, 11:14 AM
كتب ناجي العلي:
كامل التراب الفلسطيني
من أجل هذا قتلوني
http://najialali.hanaa.net/images/najibook2.gif
العنوان: كتاب جديد عن الفنان الفلسطيني القتيل . ناجي العلي تجاوز برسومه الكاريكاتورية حدود الحدث السياسي )
(الكاتب: سليمان الشيخ )
بعد مراجعتي زهاء عشرة كتب صدرت عن الفنان ناجي العلي ورسومه ومواقفه لكتّاب من بلدان عربية عدة منها لبنان وسورية والأردن وفلسطين وتونس لم أجد اختلافات أو إضافات فارقة ونوعية بين محتوياتها، إلا القليل القليل. فمادة معظم الكتب تستند علي رسومات الفنان في مراحل متعددة من حياته وعطائه، مع تنويهات في بعض الكتب عن طبيعة المرحلة والسائد فيها سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، إضافة الي نقل بعض تصريحاته وأقواله التي نُشرت من قبل في بعض المطبوعات العربية، ومقاطع من سيرة حياته، والبيان - المانيفستو - الذي قدم فيه حنظلة كضمير ورقيب ومرجعية له، وآراء تتعلق بفنية رسوماته من حيث الشكل والتجسيد والمضامين، والإشارة السريعة الي إفادته من بعض الفنون الشعبية كالموال والأمثال والأقوال والأشعار الشعبية والأزجال وغيرها.
من هذا النوع... ولكن!
وكتاب كامل التراب الفلسطيني - من اجل هذا قتلوني الذي صدر أخيراً عن دار بيسان في بيروت من إعداد محمود عبدالله كلّم هو من هذا النوع.
ان ما تجسده الرسوم، وما تسجله من مواقف وإدانات وتحريض بسخرية لاذعة ونقد شجاع، والتوجه الي لب الأشياء ومفاصلها ومحاورها المهمة، وعدم التلهي او الدوران لاصطياد الأفكار السهلة والنكتة المفتعلة، إن كل ذلك وغيره يُغري الكتّاب بالتماهي مع ما سجلته اللوحات من مواقف واستحضار مدلولاتها، خصوصاً في ظل اوضاع ضاغطة معيشياً وقامعة سياسياً ولا تختلف كثيراً عما كان سائداً في زمن الفنان، فضلاً عن ان كثيراً من لوحات الفنان ناجي تتجاوز راهنية الزمان والمكان، لتجد لها المدلول والفاعلية والقيمة والموقف نفسه في زمان ومكان آخرين.
وهذا يدلل علي:
1- عمق التشوف والانكشاف المعرفي لدي الفنان ووجود منجم من التخزين المر الذي يتحول الي سخرية مدموجة ومرفوقة بشجاعة وعدم مهادنة.
2- تناسل الأوضاع العامة في شكل لا يولد إلا القليل من النقلات والاختلافات الفارقة والنوعية بين مرحلة وأخري.
وقد أعلن معد الكتاب بوضوح أنه يجد رسومات الفنان ناجي العلي وكأنه رسمها ليعبر عن رأيي في كثير من القضايا (ص7).
إضافة الي أن عنوان الكتاب - في وجه من وجوهه - حمل استعادة لعنوان كتيب صدر عن مجلة الي الأمام الناطقة بلسان الجبهة الشعبية - القيادة العامة، بعد اغتيال الفنان، حمل عنوان من اجل هذا قتلوه ، والمقصود بهذا في العنوانين هو كامل التراب الفلسطيني، اي فلسطين التاريخية.
اضافات وتفارقات
إذاً ماذا في الكتاب الجديد لتبرير اصداره، غير استعادة المواقف وتكرار نشرها وإسقاطها علي الواقع المستجد، وغير القيمة التعريفية بالفنان ورسوماته ومواقفه لأجيال لم تعايشه ولم تعايش بعض القضايا التي كانت مطروحة في زمانه.
يمكن إجمال جديد الكتاب، أو الإضافات والتمايزات عن غيره من كتب سبقته في الصدور، بالتالي:
1- العمل علي توثيق جوانب من سيرة حياة الفنان في شكل ادق من كتب سبقته ووقعت في اخطاء عدة في هذا المجال، ومتابعة هذا الأمر من خلال افراد من اسرة الفنان نفسه واستجلاء ذلك من بعض الأصدقاء والمعارف الأقربين.
2- توثيق تاريخ نشر الرسومات المثبتة في الكتاب والتحديد الدقيق للمطبوعات التي نشرتها، وإعادة نشر بعض رسومات الفنان في بداياته كما جاءت في جريدة اليوم ومجلة الحرية في لبنان، ومجلة الطليعة في الكويت.
3- إعادة نشر الرسومات التي اختارها غسان كنفاني من اعمال الفنان ناجي العلي في بدايات مشوراه الفني ونشرها في مجلة الحرية سنة 1691، وإرفاق ذلك بالتعليق الذي كتبه غسان ونشره مع الرسومات والذي بشر فيه بموهبة الفنان ناجي الكاريكاتيرية، حيث ذكر في العدد 88 من المجلة - السنة الثانية وبتاريخ 52-9-1691، ما يأتي: وصديقنا الفنان ناجي، لا يجد خيراً من الكاريكاتير ليعبر عما يرتجف في نفسه، وقد لا يعلم - ناجي نفسه - ان الحدة التي تتسم بها خطوطه، وأن قساوة اللون الراعبة، وأن الانصباب في موضوع معين يدلل علي كل ما يجيش في صدره بشكل اكثر من كاف .
يضيف غسان: وهو يحمل إلينا قصة فلسطين، لا ما حدث منها، ولكن ما يجب ان يحدث، لكي يعود الذين شردوا من ديارهم الي خير الأرض والوطن .
والرسومات هي اربع اهمها وأشهرها الأولي التي تظهر فيها خيمة في مخيم للنازحين تبرز من اعلاها يد قوية قابضة علـي شعلة.
وميزة هذا التوثيق انه جمع كلام غسان مع رسومات ناجي، وحدد المطبوعة التي نشرتها وتاريخ النشر، اضافة الي إعادة نشر الرسومات مرفوقة بتعليق غسان كما جاء مصوراً ومنقولاً عن المجلة.
وهذا الأمر بزّ فيه معد الكتاب كل من سبقه من مؤلفين وكتّاب ومعدين والذين اشاروا اشارات كلامية وربما لم تكن دقيقة الي هذا الموضوع.
4 ــ تضمين الكتاب بعض الرسومات التي رسمها الفنان العلي ولم تُنشر في أي مطبوعة من قبل:
رسم صديقه وزميله سعيد صالح عبدالهادي الأسدي ــ أبو صالح ــ اثناء وجودهما معاً مع غيرهما من المناضلين في احدي زنزانات ثكنة أبلح العسكرية في لبنان، والرسم استوحاه الفنان بعد حفلة التعذيب التي مر بها صديقه وأظهره معلقاً علي الصليب، والرمز واضح هنا.
وقد انجز الرسم في شهر آذار (مارس) من سنة 1961 وتم تجسيده علي علبة دخان فارغة واحتفظ به أحد زملاء ناجي في الزنزانة منذ ذلك التاريخ البعيد، وهذا يعني ان الرسم هو من أوائل رسومات الفنان. كما أن فكرة الصلب والصليب والفداء والافتداء استحوذت علي ذهن الفنان لفتــرة زمنية معــينة، حيث ان توقــيعه علــي لوحــاته المنشورة الأولي كان يحمل صليباً مؤطراً بمســـتطيل، أو بشــكل قريــب من ذلــك لكن بــغـير تناسق.
ــ اللوحة التي بعث بها وهو في غربته الجديدة في لندن الي زمــيل صبـــاه ومشاركه في النضال وإرتجال المسرحيات والتمثيليات القصــيرة ابراهــيم الناطور ــ أبو خليل ــ قبل ان يصبّ الفنان العلي جهوده ونشاطه وعمله في فن الكاريكاتير.
واللوحة حملت اسم لبنان وعبارة كل يوم وأنتم طيبون الي زملائه وزميلاته الذين عايشهم وعايشوه وأحبهم وأحبوه في صحيفة السفير ، اضافة الي اسمين من مخيم عين الحلوة هما، جاره وزميله نضال ابراهيم الحسين، وابراهيم الناطور. واسمين كان يلهج دائماً وأبداً في تقديرهما وحبهما وحب اعمالهما هما زياد الرحباني ومارسيل خليفة.
كما وتضمن هذا الفصل بورتريه للطفل خلدون رسمه الفنان ناجي في 62/01/7791.
الاغتيال الثاني
5 ــ جديد الكتاب أيضاً هو نقله بالصور مراحل انجاز الفنان شربل فارس لتمثال الفنان ناجي العلي ومن زوايا عدة والذي تم تثبيته علي قاعدة في مدخل مخيم عين الحلوة الشمالي في الشارع التحتاني بعد اغتياله في لندن، الا انه لم تمض أيام الا وكان التمثال قد اغتيل أيضاً وقُلع من مكانه وأُطلقت علي عينيه ويــديه النيران ــ حواس الرؤية والعمل ــ من قبــل مجمـــوعات متـــعصبة لها فهمها المتشدد لقضايا كثيرة، ومن بينها الفن، خصـوصاً النحت.
ولم يتم تحديد المكان الذي نُقل اليه التمثال حتي الآن. كما تضمن الكتاب صورتان لمثوي الشهيد ناجي في مقبرة لندن التقطتا في 71/9/7891 (توفي الفنان في 92/8/7891) قبل تزيينه بالرخام المناسب. الصورة الأولي حوت باقة زهور وهي تغطي المثوي، اما الصورة الثانية فظهر علي المثوي مجموعة ازهار يظللها العلم الفلسطيني.
هذا هو الجديد المتفرد في الكتاب الجديد، اما بقية الفصول والتي حملت عناوين: ناجي العلي بقلمه، وحنظلة، وناجي العلي المبدع، ومن رسوماته مع بعض التعليقات، والاغتيال الأول، وبعض ما كتب عن ناجي العلي بعد اغتياله، أو مجموعة مختارة من رسومات ناجي العلي، فانها فصول او مواد يمكن ان نجدها في كتب اخري سبقت هذا الكتاب، أي انه لا جديد فيها وسبق ان نشرت في مطبوعات معينة في حينه.
ومن الحب!
يجدر بي وقبل ان أنهي هذه المراجعة الاشارة الي فصل بعض ما كتب عن ناجي بعد اغتياله ، فاضافة الي الكلمات والقصائد التي كتبها الكُتّاب والشعراء والرسامون عن ناجي وفنه، فإن مُعد الكتاب وضع قصيدة الغاضبون لنزار قباني في مقدمة الكلمات والقصائد. صحيح ان القصيدة غاضبة ومعبّرة، لكنها موجهة أساساً لأطفال وتلاميذ غزة في أيام الانتفاضة الأولي.
فما دخل ناجي العلي في الأمر؟
اذا كان لي أن اجتهد، فإنني أقول بأنه، اذا ما كان من حوافز مُعد الكتاب، في نشره وإصداره هو: حبي اللامحدود لهذا الفنان المبدع، لأنني أشعر دائماً بأن رسوماته وكأنه رسمها ليعبر عن رأيي في كثير من القضايا، كما جاء في المقدمة، فان قصيدة الغاضبون للشاعر نزار قباني وبما ان فيها اجواء وكأنها تحــاكي وتخــاطب وتعــبر عــن هذا الزمان، زمـان انتفاضة الأقصي، وتُعـــلي من شأن الاطـــفال، أطفال غزة والضفة وهم غضابي يواجهون الجيش الأقوي في المنطقة. لذلك فهي عزيزة علي وجدان وقلب مُعد الكتاب أيضاً، لأنــها، أي القصيــدة، تعبر عن رأيه في الحـــالة ايـــاها والقضية اياهـــا، لذا فانــها جــاءت في بداية ذاك الفــصل، من دون ان ترتبط مباشرة بمُحفّز التأليف والكتابة، أي الفنان ناجي العلي اللهم الا وضع حنظلة وهو يقذف الحجارة في بداية القصيدة.
ربما ان الكتابة والتأليف ليسا من اهتماماتي كما ذكر مُعد الكتاب في الصفحة السابعة من المقدمة، لذا فان هذه الكبوة مغفورة، وهي نابعة من حماسة وحب، تماماً كحافز اعداد هذا الكتاب في الأساس!
الحياة
ناجي العلي، كامل التراب الفلسطيني ـ من أجل هذا قتلوني
تأليف: محمود عبد الله كلم
كما يشير الأستاذ محمود عبد الله كلم في تقديم نفسه، إنه "ليس كاتباً ولا صحفياً" لكن قلبه يحمل حباً وتقديراً لرسام مبدع انغمس في وجدان شعبه وعبّر عنه بصدق وبساطة يسهل فهمها من كل فئات المجتمع كل رسمة للشهيد ناجي تحمل رسالة سياسية يستطيع كل مواطن أمياً كان أو مثقفاً أن يقرأها بحروفها ورموزها وحركات أشخاصها.
"ناجي العلي" ابن النكبة 1948، لم يرسم لجيله وإنما للأجيال التي تعاقبت ولا زالت تعاني مرارة النكبة وما خلفته من معاناة وظلم من الأقربين كما الأبعدين. رسم بشفافية جارحة في قراءتها للواقع وفي غاية الوضوح في رؤيتها للمستقبل، مما أبقاه حياً في الشهادة، وحياً في التراث الهائل الذي خلفه في رسوماته المبدعة، يشهد حنظلة على التزامها المبدئي لتحرير الوطن والشعب، ويشير بصمته الأبدي إلى الأعداء التاريخيين والمستجدين، يدير بظهره للمتخاذلين، ويسير بخطى رجل الحكمة يعقد يديه خلف ظهره كمن يقول: هذه هي الطريق إلى العودة إلى الوطن، إلى فلسطين إلى الشهادة.
جامع مواد هذا الكتاب، هو كما قال "ليس كاتباً ولا صحافياً" ولكنه أحد الذين يرون في ناجي العلي رساماً استثنائياً، لا تتكرر حالته إلا نادراً في تاريخ الشعوب، أراد أن يعبّر عن تقديره له، والتعهد بمتابعة رسالته، من خلال إعادة طباعة السيرة الذاتية للشهيد، كما كتبها هو، مع بعض الرسومات النادرة والتي تنشر لأول مرة، أو قليلة التداول، أو ذات مضامين تستوجب المرحلة الحالية إعادة التذكير بها. وهذا جهد سيكون له فائدة كبيرة، خصوصاً في أوساط الجيل الجديد المتعطش لمعرفة المزيد عن تاريخ ناجي العلي.
كتاب .. اكله الذئب : السيرة الفنية للرسام ناجي العلي
دار الشروق
المؤسسة العربية للدراسات والنشر
شاكر النابلسي
اكله الذئب :
السيرة الفنية للرسام ناجي العلي
http://najialali.hanaa.net/images/book10.gif
درويش : شو بشوفك مستلمنا هاليومين يا ناجي… حاط دبساتك على طحيناتنا.. شو في؟
العلي : يا عمي ما تزعل مني.. هاي الشغلة مش ضدك شخصيًا.. أنا ما في بيني وبينك إلا كل خير ومحبة.. وانت عارف؟
درويش : لا .. أنا زعلان بجد.. ليش كل اللي رسمته وكتبته ما بخليني أزعل؟
العلي : يا محمود إنت إلك حق تزعل.. لو أني ما تعرضت إلك وأهملتك.. مثل ما بهمل دائمًا الساقطين.. أنا انتقدتك لأنك مهم لشعبك، وأنت لازم تفرح.. مش تزعل؟
درويش : (بغضب مكتوم): مش أنت اللي بصنفني مهم ولا لأ.
وبعد حوار تأرجح بين الغضب والنقد.
قال العلي: يا عمي انتو بتقولوا بمد الجسور مع اليسار الإسرائيلي.. مدو زي ما بدكوا… بركي الجسور بتقيدكم مستقبلاً.. أما أنا وجماعتي فلا.. إحنا يا عمي إلنا جسورنا..جسورنا إحنا مع الناس المشردة.. ممدودة بخط واحد ما في غيره.. من باب المخيم لباب الحرم.. مع أهلنا في الداخل.. هاي جسورنا وما بنعرف غيرها.. وإحنا بننتقد كل واحد بيحكي هالحكي..
درويش (مهددًا): آه.. بس انت مش قدي يا ناجي.
العلي (مستعبطًا): شو يعني .. مش فاهم.. الشغلة صارت شغلة قدود.. قدك وقد غيرك.. والله أنا لما برسم ما بحسب قد لحدا.. وأنت عارف يا محمود؟
ثم بعد وصلة حوار تهديد من درويش واستعباط من العلي
قال درويش: هلا مش وقت المزح.. بدي ياك تفهم يا ناجي منيح اليوم.. إني أنا محمود درويش.. إللي قادر يخرجك من لندن في أية لحظة.
العلي: (ساخرًا بمرارة وحزن):
أووف… والله هاي جديدة يا زلمة.. بالله عليك بتعملها يا محمود؟ وشو هالسطات اللي صارت عندك.. والله أبو رسول (الاسم الحركي لمدير المخابرات الأردنية الأسبق محمد رسول الكيلاني) بزمانه ما قال هالحكي.. ولا صلاح نصر قبله (..) على كل حال انتو يا عمي السلطة.. انتو الدولة والشيلة (..) هاي مش أول مرة بتصير ولا آخر مرة.. مش عملتوها قبل سنتين في الكويت وخرجتوني؟ وقبلها قال الختيار (الاسم الذي يطلق على ياسر عرفات من قبل أنصاره) قائدك وصديقك في ثانوية عبد الله السالم في الكويت في الـ 75 أنو راح يحط أصابعي في الأسيد إن ما سكت.. بعدين هالشغلة صارت مش فارقة معي هالخد صار معود عاللطم.
هذه المقتطفات من حوار تليفوني جرى بين "ناجي العلي" رسام الكاريكاتير الفلسطيني المعروف أثناء وجوده في العاصمة البريطانية، و"محمود درويش" الشاعر الفلسطيني الأشهر المقيم آنذاك في باريس، وقد روى العلي ملخص الحوار مع درويش في حوار نشرته مجلة الأزمنة العربية (عدد 170 /1986/ ص14) وجاء هذا الحوار عقب رسم كاريكاتيري للعلي انتقد فيه درويش الذي دعا إلى مد الجسور مع اليسار الإسرائيلي، وأعاد الناقد والكاتب العربي شاكر النابلسي اقتباسه في كتابه الجديد "أكله الذئب … السيرة الفنية للرسام ناجي العلي".
أكله الذئب
ويمضي النابلسي في سرد الأيام الأخيرة من حياة الرسام الفلسطيني مستعرضًا الرسم الكاريكاتيري الذي يُعتقد أنه السبب في تصفية العلي فيقول "لم تمض فترة على مواجهة العلي لمحمود درويش إلا وكان العلي قد دخل في مواجهة جديدة مع سلطات المنظمة العليا. فقد كانت هناك كاتبة قصة مصرية مغمورة تُدعى "رشيدة مهران" ولم تكن معروفة لا في مصر ولا في الأوساط الفلسطينية، ولعل تعرّض العلي لها في الكاريكاتير المشهور الذي رسمه ثم اغتيل على أثره بعد أيام معدودات هو الذي شهر "رشيدة مهران" وجعلها علمًا من الأعلام وكلمة في الأقلام".
ينقل النابلسي في كتابه حوارا بين العلي والكاتب والصحفي المصري محمد شاهين: إن رشيدة مهران التي ألّفت كتابًا عن عرفات، ووصفته فيه بأنه "نبيُّها وإلهها" باتت مرافقة للزعيم الفلسطيني، وتحكم في المنظمة واتحاد الكتّاب الفلسطينيين من وراء ستار. لم ينشر حديث العلي مع شاهين، ولم يذكر النابلسي كيف حصل عليه، غير أن الكاريكاتير الذي رسمه العلي كان كافيًا -كما يعتقد كثيرون- لكتم صوته بكاتم صوت استُخدم لاغتياله في لندن في 27 تموز/ يوليو 1987، وقد نعاه الجميع وكتب عنه بإسهاب من اليمين إلى اليسار، ومن المحبّ إلى الكاره كما نعتته وكتبت عنه الصحافة العالمية من شرق آسيا حتى غرب أوروبا، ما عدا مجلة "الكرمل" الناطقة باسم اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين الذي كان العلي عضوًا مؤسسًا فيه، فلم تأتِ المجلة على ذكر اغتياله وموته بكلمة واحدة، سواءً من قِبل جهاز تحريرها أو الشعراء الذين يكتبون فيها، والتزمت الصمت التام، ثم يورد النابلسي قائمة من التعليقات التي تتهم عرفات ودرويش بالمسئولية عن قرار اغتيال العلي.
هذه النتيجة التي يخلص إليها النابلسي هي التي دفعته لاختيار عبارة "أكله الذئب" المقتبسة من قصة سيدنا يوسف مع إخوته عنوانًا لكتابه، واختيار رسم من رسوم العلي يصور مجموعة من الشخصيات الرخوة المتواطئة (والتي اعتبرها رمزًا للمتساقطين والخونة في لوحاته، ويسميها النابلسي "الفقمازير" ناحتا المصطلح من كلمتي الفقمة رمز الرخاوة والضعف، والخنازير عنوان الخسة والدناءة) وهي ترفع قميصًا مموها اتخذه العلي رمزًا للفدائي والعمل العسكري ضد الاحتلال ككل، والقميص يقطر دمًا فيما انتصب "الزلمة" (وتعني الرجل باللهجة الفلسطينية الدارجة) رمز الشعب الصامد.. بجوار حنظلة أمام مجموعة "الفقمازير
المهاجر...الطريد
في كتابه الواقع في 463 صفحة من القطع الصغير يتتبع النابلسي مسيرة حياة ناجي العلي منذ خروجه مع أسرته، وهو في عامه الثاني عشر مهاجرًا من قرية "الشجرة" عام 1948، ولجوئه إلى لبنان في مخيم عين الحلوة، الذي أقامه المهاجرون الفلسطينيون، وفيه نشأ العلي الذي لم ينل من تعليمه النظامي غير المرحلة الابتدائية في مدرسة "اتحاد الكنائس المسيحية"، وحاول أن ينتظم في العام 1959 في أكاديمية "اليكسي بطرس للفنون" في بيروت لتعلم فن الرسم إلا أنه لم يفلح في ذلك، حيث كان طالبًا مسجّلاً لمدة عام، ولكنه لم يداوم ولم ينتظم فيها أكثر من شهرين بسبب اعتقاله ست مرات خلال هذه السنة لأسباب سياسية تعود إلى انتمائه لفكر "حركة القوميين العرب"، وتوزيع منشوراتهم، والاشتراك في مظاهراتهم ومهرجاناتهم، والرسم ضد السلطة على جدران المخيم.
ولم تحُل هذه العقبات بين العلي وبين تعلمه ميكانيكا السيارات في المدرسة المهنية التابعة للرهبان البيض في شمال طرابلس لمدة سنتين (1951 -1953)، وعمل في هذه المهنة وسافر للسعودية كميكانيكي سيارات، قبل عودته إلى لبنان وعمله مدرسًا في المدرسة الشيعية الجعفرية جنوب صور بمساعدة الإمام المخطوف-إيرانيّ الأصل لبنانيّ الجنسية- موسى الصدر (1928 - 1978) لمدة ثلاث سنوات.
وفي العام 1962 تعرف ناجي العلي على الأديب والكاتب الفلسطيني غسّان كنفاني، وبدأ يرسم لوحاته في مجلة "الحرية" الناطقة باسم "حركة القوميين العرب"، قبل أن يتوسّط له في العام 1963 للعمل في مجلة "الطليعة" الكويتية لسان حال القوميين العرب في الكويت التي كانت آنذاك إمارة صاعدة، ومهوى أفئدة الشبان العرب المتطلعين لتحسين ظروفهم المعيشية، وقد استقبل العلي بحفاوة في الطليعة التي أضحت مدرسته الأولى ومنبره الأسبوعي لمخاطبة قرائه.
ويستعرض النابلسي في كتابه الظروف الاجتماعية والسياسية التي أحاطت بالعلي، وأثّرت فيه فنيًا وسياسيًا، مفصلاً مراحل تطوره الفني إلى مراحل حسب الموقع الذي كان ينشر فيه لوحاته بشكل أساسي، وطبيعة هذا الموقع، وهي: مرحلة جريدة السفير اللبنانية (1974 -1976) و(1978 -1983)، ومرحلة جريدة القبس الكويتية (83-1985) وأخيرًا مرحلة جريدة القبس الدولي (1985-1987) بعد أن ضغطت منظمة التحرير ودولة خليجية يعتقد النابلسي أنها العربية السعودية على الحكومة الكويتية لإخراج العلي من أراضيها، وهو الإبعاد الذي اعتُبر فيما بعد مقدمة لتصفيته جسديًا.
الفقمازير...و...الحنفاز
وتركز السيرة على استعراض أدوات العلي الفنية، وهي: شخصية حنظلة التي ابتكرها العلي في العام 1969 وظلّت معه حتى اغتياله بعد أن تطورت من شخصية تراقب إلى شخصية تقود الفعل وتحرِّض، حتى غدت رمزًا للعلي في حياته، ورمزًا من الرموز الفلسطينية الدارجة بعد اغتيال مخترعها.
وأبجديات العلي الكاريكاتيرية ثرية أحصى النابلسي 58 رمزًا منها قبل أن يركز على متابعة توظيف العلي عددًا منها وهي: العلم والقلم والأرقام وبيروت التي كان يرى فيها العلي خط الدفاع الأول عن فلسطين، أما الكوفية وهي الرمز الفلسطيني فإن العلي استخدمها في نقيضين، فقد كانت أحيانًا الستار الذي تستخدمه "الفقمازير" لتمرير أعمالها المشبوهة، وأحيانًا أخرى تستخدمها شخصيات العلي الخيرة التي يطلق عليها النابلسي اختصارًا اسم "الحنفاز" وهي الكلمة التي تتشكل من أسماء مجموعة الشخصيات الخيرة في لوحات العلي وهي حنظلة وفاطمة وزينب والزلمة، وعندما تستخدمها هذه الشخصيات فإن الكوفية تغدو عنوان فلسطين، ورمزًا للعمل المسلح.
ويبدو العلي في سياق السيرة التي أعدها النابلسي مثقفًا عضويًا ارتبط بطبقته حتى اللحظة الأخيرة، ورفض الإغراءات والعروض الكثيرة للانحراف عن المسار الوحيد الذي رأى فيه ضمانة العودة إلى الوطن السليب: وهو الطريق بين المخيم (رمز الشتات)، والحرم (رمز فلسطين وهويتها الحضارية)، لذا فإن العلي هاجم بقسوة كل محاولات الخروج عن هذا الخط، وهي الهجمات التي أدَّت لاغتياله لاحقًا.
وباستعراض عدد من رسومه يقول النابلسي: إنها بلغت 20 ألف لوحة، ونقل عن آخرين قولهم: إن العلي خلف وراءه 40 ألف لوحة. يبدو العلي مبشرًا بالانتفاضة التي ولدت بعد اغتياله بخمسة أشهر تقريبًا، ففي تلك الرسومات التي يورد النابلسي عددًا منها يحتل الأطفال دور الجنود، فيما الحجر هو السلاح المقدس الرخيص الثمن، المتوفر في كل لحظة، والقادر على دكّ حصون المحتل، هذه النقلة في فن العلي من الرصد إلى التبشير بدأت في العام 1975 أي قبل الانتفاضة بأكثر من عقد ولعل سبب هذا التحول كان قوة الدفع التي اكتسبها الحل السياسي/ السياحي (كما كان يسميه العلي) في الوسط الفلسطيني الرسمي، وذلك على حساب الحل العسكري، وهو ما تمثل في برنامج النقاط العشر، وخطاب عرفات في الأمم المتحدة (1974)، وإصرار العلي على البحث عن مخرج من شبكة الأنفاق الطويلة التي تاه في وسطها الفلسطينيون.
الجمال أبيض وأسود
نضج العلي الفني تمثل في انتقاله من الرسم التخطيطي إلى الرسم التشكيلي، وإن ظل مصرًا على استخدام اللونين الأبيض والأسود فقط في لوحاته، ولعل هذا يرجع إلى طبيعته التي لا ترى العالم إلا من خلال التناقضات الكلية بين خير وشر، وجمال وقبح، وتضحية وخيانة لذا فحين تأزمت الأوضاع السياسية العربية بات اللون الأسود خلفية شبه دائمة في لوحات العلي، كما تخلّى العلي في نهاية مرحلة السفير الثانية عن الأنساق اللغوية، واستبدل بها الأنساق الكاريكاتيرية التي امتازت بالبساطة وقلة الخطوط، مما يعكس عبقرية لدى العلي. وقد أسس العلي مذهبًا خاصًا به للجمال، فالجمال لديه لا يعني الزخارف ولا الزينة ولا حسن الملامح وبهائها، فشخصية الزلمة الجميل مثلاً في لوحات العلي كانت من أكثر ملامح الناس قبحًا، ولكنها كانت في الوقت ذاته من أجمل المخلوقات؛ لحرصها على العمل وطيبتها وبراءتها وإخلاصها لمبادئها. كذلك كانت شخصية حنظلة/ القنفذ.
فالجمال في مذهب العلي يعني: البراءة، الشجاعة، البساطة، والشفافية، وكذلك يعني القوة في الفعل الإنساني. وفي الخطوط كان الجمال يعني المثير للدهشة، المحفِّز على فعل ما، الباسط للحقيقة، الخالع للأقنعة، المدافع عن الحق، الداعي إلى الحياة، الباحث عن الخير، وتلك هي الصورة التي كانت عليها فاطمة العلي الجميلة كذلك.
في كتابه يعقد النابلسي مقارنات مستمرة بين ناجي العلي وعدد من المثقفين العرب والفلسطينيين، وخاصة بين تمرّد العلي وتمرّد الشيخ إمام عيسى الذي كان النابلسي نشر سيرته في كتاب سبق كتاب العلي بعنوان "الأغاني في المغاني"، وقد صدر الجزء الأول منه، وكان من المنتظر صدور الجزء الثاني منه قريبًا.
وفي هذه المقارنة يبدو التطابق كبيرًا بين العلي والشيخ إمام، وخاصة في استقراء المستقبل واستشراف القادم ومخالفة السائد من الآراء.
أما المقارنة الأخرى التي كثيرًا ما عقدها النابلسي في كتابه فهي بين العلي ومحمود درويش باعتبارهما مثقفين عاشا نفس الهم وعملا من أجل ذات القضية، والمقارنة هنا تنتهي حسب السيرة لصالح العلي الذي تعامل مع القضية الفلسطينية باعتبارها مشروعًا إنسانيًا، ومن خلال هذه القضية انطلق ناجي إلى العالمية، أما درويش فإن ربطه كشاعر بالقضية الفلسطينية كان أمرًا مثيرًا للغضب والانزعاج بالنسبة له كما يشير في عدة مواضع من الكتاب، وفيما ارتبط العلي بهموم الفقراء تأثر درويش بموقعه السياسي والفكري، وعاب على العلي انتقاد الشرعية، واعتبر انتقادها فعلاً غير شرعي.
وختامًا فإن الكتاب الذي يصنفه النابلسي كمؤلف في نقد الفن التشكيلي يثير المتعة لدى القارئ كسيرة ذاتية لفنان استثنائي، وإن احتوى على أخطاء بسيطة مثل إغفال إدراج اللوحة رقم 141 في الكتاب رغم الإشارة إليها، والإشارة إلى ناهض حتر باعتباره رئيسًا لتحرير صحيفة "الميثاق" ذات التوجه شرق الأردني المعارض، أما المجد فيرأس تحريرها فهد الرماوي
الكتاب: أكله الذئب
السيرة الفنية للرسام ناجي العلي
المؤلف: شاكر النابلسي
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
الطبعة الأولى: 1999
عدد الصفحات: 463 من القطع الصغير
Animation Maker
19-07-2007, 11:18 AM
إنتهى الموضوع بحمد الله تعالى
anime madly
22-08-2007, 05:52 PM
صديقي Animation Maker يسلمو اديك وشكرا الك كتير هذا موضوع مدمر عن جد ومتكامل بطريقة مش طبيعية مش قادرة اسدق انو عمرك 12 سنة بس حلو ولد بعمرك يكون مهتم باالامور هاي ناجي العلي رمز الثورة الفلسطينية ومناضل كبير بس بقلمو وانا بعشق رسمو وفنو وافكارو هوا بخلي اي فلسطيني يكون فخور بانتماء ناجي العلي لفلسطين وانا كفلسطينية بفخر انو فلسطيني عن جد شكرا جزيلا الك انا من زمان كنت بدور عتقرير زي هيك الله يوفقك صديقي التقرير فوق الممتاز وانا انسجمت معا كتير ....
Animation Maker
22-08-2007, 06:02 PM
صديقي Animation Maker يسلمو اديك وشكرا الك كتير هذا موضوع مدمر عن جد ومتكامل بطريقة مش طبيعية
انتوا بتستاهلو أكثر من هيك
مش قادرة اسدق انو عمرك 12 سنة
عمري صغير,لكن عقلي كبير
بقلمو وانا بعشق رسمو وفنو وافكارو هوا بخلي اي فلسطيني يكون فخور بانتماء ناجي العلي لفلسطين وانا كفلسطينية بفخر انو فلسطيني عن جد شكرا جزيلا الك انا من زمان كنت بدور عتقرير زي هيك الله يوفقك صديقي التقرير فوق الممتاز وانا انسجمت معا كتير ....
فعلاً
كلامك صح,ناجي العلي يرمز إلى الكثير من الشغلات
وان شاء الله منشوف تقاريرك الحلوة
جميع حقوق برمجة vBulletin محفوظة ©2025 ,لدى مؤسسة Jelsoft المحدودة.
جميع المواضيع و المشاركات المطروحة من الاعضاء لا تعبر بالضرورة عن رأي أصحاب شبكة المنتدى .