المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر و نثر انا وانت .. وزخــــــات المـطر .. ( دراما)



المواطن كين
16-07-2007, 03:51 PM
انا وانت .. وزخــــــات المـطر ..
( وحلقت الطائرة نحو الغرب)

بقلم : المواطن كين


******************************

استجمع قواى من جديد ، اندفع بعيدا هناك ، وهالة من الكآبة والخوف والمجهول تلاحقنى .. تلفنى .. تكسرنى .. تهزمنى .. تُطفئ نور الشمس ، ابدو حينها كطفلة تائهة .. حائرة ، تبحث عن اشيائها الضائعة .. عن لعبتها المفضلة .. عن شريطها القرمزى .. عن ردائها المفقود .. تبحث عن امها .. عن اباها .. عن الحنان .. عن الحضن الدافئ ، تبحث وسط كل هذه الهالة من الكآبة والخوف والمجهول ، الأن لازال صوتك فى اذنى .. ملامحك مطبوعة على وجهى .. رائحتك تملأ انفى .. انفاسك الملتهبة بحرارة الحب تجتاحنى كنسيم فصل الربيع ..ذراعك تبنى من حولى حدودا منيعة داخل احضانك ، ولكن .. الطريق مخيف ، واليوم بارد كالثلج وكأنه ايذانا بليلة ممطرة ، والمغيب على وشك الهبوط ، ووحشة .. وحشة رهيبة تسيطر على الحواس ، واجواء صامتة قاسية مترعة بالألم ـ سرنا وطريقنا مخيف ، ومن فوقنا مغيب واشك الهبوط ، ومن حولنا وحشة رهيبة ، وضعت يدى فى يدك ، تعلقت بها كالغريق لطوق النجاة ، نطرت لك فى حب ، ولم تبالى ، انتظرت حتى تجتاز حاجز الصمت دون جدوى ، همست : ألا تتذكر ..؟ هنا كان يوما نجوانا..احلامنا الغضة .. دعائنا للقمر ان يرعى حبنا .. الاتتذكر وهو يبتسم لنا وكأنه يبارك حبنا .. الاتتذكر هذه الصخرة ، كم مرة جلسنا عليها..؟ وكتبنا اسمينا .. هنا كان اللقاء .. اترضى ان يكون الوداع ، اترضى لذكرياتنا ، ايامنا الحلوة ان تنسحق فى طى النسيان ، اترضى الفراق ، اترضى دموعى ..عذابى .. وحدتى بدونك ، فكر فى الأمر مرة اخيرة ، بحق مالدينا من ذكريات .. بحق نجوانا واحلامنا وودعائنا للقمر.. بحق اسمينا المنقوش هنا ـ ابتسمت فى رقة ثم عانقتنى وانت تدللنى هذا التدليل الذى احبه منك وهمست : لافائدة الأن من الحديث .. كلها سويعات والطائرة تُحلق نحو الغرب ، دعى الابتسامة العذبة على شفتيك لتكون آخر زادى من هنا ، فتواريت خلف صمتى وبادلتك العناق فى يأس ، والمجهول يملئنى ، انى تائهة .. ضائعة .. حائرة ..سالت دمعتين رغما عنى .. رأيتك تجذب منديلك الوردى تحاول تجفيف دموعى ـ صرخت بكل ما اوتيت من قوة .. لا .. اتركهم .. لعلك تتذكرنى بهم فى غربتك ، فيكونوا شفعائى عندك ، وتعود ، اتركهم فهم آخر وسائلى الدفاعية ، ربما يُحركان شيئا فيك ويفعلوا مالم استطع فعله ، فتعود لهم ومن اجلهم ، ويبقى ان تعطينى هذا المنديل احتفظ به حتى يكون آخر ما لامسته يداك معى قبل السفر الطويل والعذاب الطويل ـ المح فى عينيك طبقة من الدموع .. ماذا ..؟ بدأت تضعف .. تنهار مقاومتك .. تفكر فى دمعتاى التى لم يجفا بعد .. هل سرى مفعولهما الى قلبك ..؟ أتتنحى عن الفكرة التى سلبت عقلك وترد الحياة فى قلبينا مرة اخرى ، ولكنها سويعات والطائرة تحلق نحو الغرب ، خفتت طبقة الدموع ، حل مكانها ابتسامة ملئت وجهك ، عانقتنى بشدة .. بعنف وحب وألم ـ بوغتنا بصوت البرق يمزق الصمت الرهيب ، انهمرت السماء امطارا كما لو كانت تشاطرنى البكاء واللحظات الأليمة ، وضعت رأسى على كتفك كطفلة تنتظر اقدارها ، ولِدت دمعتين جديدتين ، ثم دمعتين ، ودمعتين ، تدفقت الدموع ، تلاحمت مع زخات المطر ، حملتنى على ذراعيك وعدنا ، وحلقت الطائرة وحدها نحو الغرب .

" تمت "

~*RoSaMaRia*~
18-07-2007, 04:27 AM
مرحبا ...

رائعة جدا ...تطفح بالرومنسية ...تمكن كامل من وصف مشاعر الأنثى ...إلى تصوير رائع أخذني إلى هناك ...حيث زخات المطر ..
تخيلتني هي في لحظة ما وتخيلته هو ...

اتركهم فهم آخر وسائلى الدفاعية ، ربما يُحركان شيئا فيك ويفعلوا مالم استطع فعله
ذكرتني بخاطرة لي ...
كتبت فيها ..." عندما اموت اترك دموعي ولا تمسحها لتكون ذكراي ..ان كان الدمع يبقى والدمع هيهات ان يبقى ..لذا عندما ارحل ستكون ذكراي الوحيدة قد سبقتني في الارتحال "
ملاحظة : عن ابيها وليس عن أباها لأنه اسم من الأسماء الخمسة يجر بالياء ...

Exodia
22-07-2007, 10:52 AM
صباح الخير

جميلة تلك القطعه أخي كين .. :)
وجميل ٌ وصفك لذلك المشهد ..
نقدي حول هوية المتحدث ... :ponder:
مرة ً يكون هو ومرةً تكون هي ودون انتقال واضح ..
النقطه الأخرى هنا :



نطرت لك فى حب
أعتقد أنك قصدت ( نظرت ) وإن أردت التعديل فأخبرني ..

إستمر بعطائك المميز ^_^

أطيب تحية

رابعة العدوية
27-07-2007, 10:47 PM
:أفكر: مرحبا كين ..

على الرغم من أني اميل للنهايات التراجيدية بطبعي , لكن هذه أعجبتني , لدي بضعة تعليقات عليها :



ربما يُحركان شيئا فيك ويفعلوا مالم استطع فعله

ربما تحركان , فالدموع مؤنثة!!


تفكر فى دمعتاى التى لم يجفا بعد

وأيضا هنا اللتان ..

:أفكر: النص جميل , ومفعم بالصدق الذي يجبرك على تصديقه !! , لكن أنا استغربت استجابة البطل ... ألم أقل لك أميل الى التراجيدية ..

دمتْ