KILDON
17-07-2007, 07:50 AM
http://www.aljazeera.net/mritems/images/2007/7/16/1_705588_1_34.jpg
بعد غياب دام 37 عاما، احتضنت مدينة حيفا الليلة الماضية أمسية تاريخية للشاعر الفلسطيني محمود درويش قرأ فيها الشعر ومارس السياسة على طريقته المجازية المفعمة بالحزن على ما يجري والأمل في تجاوز المحنة، وبالتأكيد على أن الحق لا يموت.
أكد درويش في كلمة ألقاها أمام حشد كبير من عشاقه، أن ذاته الشعرية تبلورت في الوطن الأول حيث سلك "الطريق الوعرة إلى مغامراته" مشيرا إلى أن الفلسطيني لا يمتلك "ذاتاً ذاتية، ولا حق له في الوجود خارج صراع حقه مع القوة التي اقترحت عليه طريقا وحيدا للنجاة: أن يكون الخروج من الجغرافيا خروجا من التاريخ".
وفي إشارة لما يعايشه الفلسطينيون من محن هذه الأيام استطرد درويش بالقول إن "من سوء حظهم أن الركاكة ماثلة أمامهم بعدتها الكاملة".
وأضاف "لكننا نجحنا في أمر واحد: نجحنا في ألا نموت، حتى لو ارتكبنا من الأخطاء ما سيدفع هوميروس إلى إعادة يوليسيس إلى أكلة اللوتس لينسوه طريق العودة".
كما تخللت كلمة درويش إشارة إلى الصراع على الحق التاريخي للفلسطينيين في أرضهم بقوله "إنه ليس من حق المؤرخين أن يسلخوا عنها اسمها وأن يشككوا بهوية أصحابها الأصليين".
وتابع "ولأن الإسراف في البحث عمّن سبق في بناء الأسطورة، ومن كتب على الحجر قبل الآخر لا يخص سوى علماء الآثار العاجزين عن الإتيان بالبرهان، فإن حقنا في وطننا الوحيد لا ينصاع إلى سجال البراهين المترف لأننا نحن البرهان. إذ لم نولد في غير هذا المكان، ولم نضع على الورق مشروعا لبناء أمّة تبحث عن أرض خالية من السكّان".
وعن إشكالية الوطن والدولة بالنسبة للفلسطينيين قال صاحب قصيدة "الجدارية" المشهورة أن الضحية الفلسطينية أدركت أن عليها، لتبقى وتبقي حقها في الغد، أن تجري تمييزا ما بين حقها في الوطن وحقها في دولة على أرض وطنها الذي جعلته العملية التاريخية بلدا لشعبين".
وأشار درويش إلى إمكانية أن تتمتع أرض السلام والمحبة بتسميتها، معتبرا أن عقلية الغيتو الإسرائيلية تقبض على هويتها المضغوطة كما تقبض على قنبلة، وتخشى من اندماج محتمل بين اللاعادي والعادي وتغلق الذات على الذات خوفا من هواء الآخرين.
وتطرق الشاعر لما شهده قطاع غزة من قتال بين الأخوة الفرقاء بتصوير ساخر قائلا "انتصرنا واستقلت غزة عن الضفة الغربية وصارت لشعب واحد دولتان، زنزانتان لا تتبادلان التحية. فيا لنا من ضحايا في زيّ جلادين... انتصرنا ونحن نعلم أن الاحتلال هو المنتصر".
وأكد درويش أن الاحتلال ساهم في شحن من أسماهم بالمحاصرين المحبطين بطاقة العنف داخل الأسرة الواحدة وأضاف" المنتصر فينا مهزوم دون أن يعلم. والمهزوم فينا لا يتعلم درس الهزيمة. لكننا نؤمن بأن الروح الحية في هذا الشعب البطل الذي استعصى على مشروع إبادته السياسية على أيدي أعدائه، ستعرف كيف تضع حدا لجنون أبنائه. وكيف تمنع قتل المعنى".
درويش قرأ على مدى ساعتين عشرين قصيدة من دواوينه الحديثة "كزهر اللوز أو أبعد" و" لماذا تركت الحصان وحيدا" مصحوبا بعزف على العود للأخوين الفنانين وسام وسمير جبران.
وختم اللقاء بقصيدته المعروفة "أحن إلى خبز أمي" بناء على طلب الجمهور الذي لم يتوقف عن التصفيق للشاعر واحتضانه ببحر من الحب والتقدير.
يذكر أن درويش (66 عاما) قد زار ذويه والتقى بوالدته في قرية الجديدة في الجليل داخل أراضي 48 ومن المنتظر أن يعود إلى رام الله غدا الثلاثاء مع انتهاء تصريح دخوله.
هذه الزيارة كانت كفيلة بإعادة الشاعر، ولو مؤقتا، إلى خبز وقهوة أمه التي ارتشفها ليستعين بها لاحقا ببناء مخزون وجداني جديد يستفيد منه بلا شك في تطوير تجربته الشعرية.
النائب محمد بركة من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة التي نظمت الأمسية بالتعاون مع مجلة "مشارف" قال في تصريح للجزيرة نت إن لقاء درويش بأهله كان حدثا إنسانيا مؤثرا.
ولفت إلى الطريقة التي استقبلت بها الأم التي قاربت التسعين ولدها الشاعر، الأمر الذي دفع الجميع إلى البكاء تأثرا بدون استثناء.
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/5D6A76F4-1CAB-4338-8E48-0623A90799AC.htm
بعد غياب دام 37 عاما، احتضنت مدينة حيفا الليلة الماضية أمسية تاريخية للشاعر الفلسطيني محمود درويش قرأ فيها الشعر ومارس السياسة على طريقته المجازية المفعمة بالحزن على ما يجري والأمل في تجاوز المحنة، وبالتأكيد على أن الحق لا يموت.
أكد درويش في كلمة ألقاها أمام حشد كبير من عشاقه، أن ذاته الشعرية تبلورت في الوطن الأول حيث سلك "الطريق الوعرة إلى مغامراته" مشيرا إلى أن الفلسطيني لا يمتلك "ذاتاً ذاتية، ولا حق له في الوجود خارج صراع حقه مع القوة التي اقترحت عليه طريقا وحيدا للنجاة: أن يكون الخروج من الجغرافيا خروجا من التاريخ".
وفي إشارة لما يعايشه الفلسطينيون من محن هذه الأيام استطرد درويش بالقول إن "من سوء حظهم أن الركاكة ماثلة أمامهم بعدتها الكاملة".
وأضاف "لكننا نجحنا في أمر واحد: نجحنا في ألا نموت، حتى لو ارتكبنا من الأخطاء ما سيدفع هوميروس إلى إعادة يوليسيس إلى أكلة اللوتس لينسوه طريق العودة".
كما تخللت كلمة درويش إشارة إلى الصراع على الحق التاريخي للفلسطينيين في أرضهم بقوله "إنه ليس من حق المؤرخين أن يسلخوا عنها اسمها وأن يشككوا بهوية أصحابها الأصليين".
وتابع "ولأن الإسراف في البحث عمّن سبق في بناء الأسطورة، ومن كتب على الحجر قبل الآخر لا يخص سوى علماء الآثار العاجزين عن الإتيان بالبرهان، فإن حقنا في وطننا الوحيد لا ينصاع إلى سجال البراهين المترف لأننا نحن البرهان. إذ لم نولد في غير هذا المكان، ولم نضع على الورق مشروعا لبناء أمّة تبحث عن أرض خالية من السكّان".
وعن إشكالية الوطن والدولة بالنسبة للفلسطينيين قال صاحب قصيدة "الجدارية" المشهورة أن الضحية الفلسطينية أدركت أن عليها، لتبقى وتبقي حقها في الغد، أن تجري تمييزا ما بين حقها في الوطن وحقها في دولة على أرض وطنها الذي جعلته العملية التاريخية بلدا لشعبين".
وأشار درويش إلى إمكانية أن تتمتع أرض السلام والمحبة بتسميتها، معتبرا أن عقلية الغيتو الإسرائيلية تقبض على هويتها المضغوطة كما تقبض على قنبلة، وتخشى من اندماج محتمل بين اللاعادي والعادي وتغلق الذات على الذات خوفا من هواء الآخرين.
وتطرق الشاعر لما شهده قطاع غزة من قتال بين الأخوة الفرقاء بتصوير ساخر قائلا "انتصرنا واستقلت غزة عن الضفة الغربية وصارت لشعب واحد دولتان، زنزانتان لا تتبادلان التحية. فيا لنا من ضحايا في زيّ جلادين... انتصرنا ونحن نعلم أن الاحتلال هو المنتصر".
وأكد درويش أن الاحتلال ساهم في شحن من أسماهم بالمحاصرين المحبطين بطاقة العنف داخل الأسرة الواحدة وأضاف" المنتصر فينا مهزوم دون أن يعلم. والمهزوم فينا لا يتعلم درس الهزيمة. لكننا نؤمن بأن الروح الحية في هذا الشعب البطل الذي استعصى على مشروع إبادته السياسية على أيدي أعدائه، ستعرف كيف تضع حدا لجنون أبنائه. وكيف تمنع قتل المعنى".
درويش قرأ على مدى ساعتين عشرين قصيدة من دواوينه الحديثة "كزهر اللوز أو أبعد" و" لماذا تركت الحصان وحيدا" مصحوبا بعزف على العود للأخوين الفنانين وسام وسمير جبران.
وختم اللقاء بقصيدته المعروفة "أحن إلى خبز أمي" بناء على طلب الجمهور الذي لم يتوقف عن التصفيق للشاعر واحتضانه ببحر من الحب والتقدير.
يذكر أن درويش (66 عاما) قد زار ذويه والتقى بوالدته في قرية الجديدة في الجليل داخل أراضي 48 ومن المنتظر أن يعود إلى رام الله غدا الثلاثاء مع انتهاء تصريح دخوله.
هذه الزيارة كانت كفيلة بإعادة الشاعر، ولو مؤقتا، إلى خبز وقهوة أمه التي ارتشفها ليستعين بها لاحقا ببناء مخزون وجداني جديد يستفيد منه بلا شك في تطوير تجربته الشعرية.
النائب محمد بركة من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة التي نظمت الأمسية بالتعاون مع مجلة "مشارف" قال في تصريح للجزيرة نت إن لقاء درويش بأهله كان حدثا إنسانيا مؤثرا.
ولفت إلى الطريقة التي استقبلت بها الأم التي قاربت التسعين ولدها الشاعر، الأمر الذي دفع الجميع إلى البكاء تأثرا بدون استثناء.
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/5D6A76F4-1CAB-4338-8E48-0623A90799AC.htm