المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أضحوكة الوسط الواعي !



الوبر
11-12-2001, 01:26 AM
بين الوعي ونصف الوعي واللاوعي
أضحوكة الزمان
ترسمها أفعال البشر على شفاه الحقيقة
تقتلها تارة وتنعشها تارات
هذه الأضحوكة أو هذه البسمة هي رفيقتنا العزيزة في هذه الوريقة .
لكنني لا أدري من أين سنبدأ الأضحوكة .
هل من أقصى غربي الكرة الأرضية حيث تمثال الحرية وبساتين الديموقراطية ؟!
أم من أقصى شرقي الكرة الأرضية حيث حضارة غرناطة وقرطبة وأجيال بائدة ؟!
لعلي بالغت كثيرا لكن في النهاية تبقى الأمور في نصابها الصحيح شئت أم أبيت .
بداية يحضرني الآن ما قرأته في إحدى كراسات أخي الصغير الذي لم يتجاوز عمره السادسة عشرة .. قرأت في إحدى صفحات كراسته
: ( أريد أن أشعر بالانطلاق فأنا لا أريد أن أبقى مع نفسي وحيدا أبدا .... حيث أنني أصارع الوحدة بين قضبان وحصار من اليأس والأحزان المستمرة ).
وعندما قرأت هذا قلت في نفسي لعل أخي المسكين فقد صوابه .
ولكن ليست هذه هي المشكلة هل فقد صوابه أم لا انما المشكله لماذا فقد صوابه ..
وبصرف النظر عن هذا سأقرأ أخي في ضوء هذه العبارة حتى أعرف مشكلته وأجد الحل.
فهذا لم يكتب من فراغ انما كان يعبر عما يجيش في نفسه..
الحل في نظري بسيط !
فأخي يتحدث عن وحده!
وعن يأس وأحزان!
وعن رغبة في الانطلاق تحاصرها تلك المشاعر!
إذن هو بحاجة لوقفة ومساندة !
وقول أخي هذا كان دافع ومحفز لي لمعرفة سر ما يجول بخاطره.

وبينما فيلسوف مثل ( فريدرك أنجلز) قال : ( لابد للإنسان أن يجد لباسا يستر به جسده ، وخبزا يشبع بطنه ، حتى يستطيع الخوض في الفلسفة والسياسة).
فقول هذا الفيلسوف دفعني لامعان النظر في أحوالنا المادية دفعني لامعان النظر في أدباءنا اليوم وكتابنا ... قديما عرفنا الأديب فقيرا يعيش فقيرا ويموت فقيرا وعرفنا الكاتب أيضا فقير أما اليوم فأثقل الجيوب هي جيوب الأدباء والكتاب والمثقفين فقد أصبحوا من علية القوم ليس بثقافاتهم وإنما بجيوبهم المليئة والتي أصبحت تشكوا التضخم .
فأصبح أدباءنا وكتابنا اليوم على ثلاثة أصناف إلا من رحم ربي :
صنف يبيع الكلمة وهم كتاب وأدباء.
وصنف يشتري مجالا لكلمته وهم تجار وأصحاب مال.
وصنف ثالث يشترون الكتاب وضمائر الكتاب.
إنها المتاجرة بالعقول والضمائر والأفكار في زمن سادت فيه لغة المادة والتجارة.

لكن إذا أردت أن تصبح أديبا حقيقيا فستصبح فقيرا .
وإذا أردت أن تصبح فقير فكن أديبا أفضل.

إن فريدريك أنجلز حصر حاجات الإنسان لشحذ همته وتحفيزه نحو الخوض في الأدب والفلسفة والسياسة في شيئين هما الأكل واللبس وهولا يعني بهذا حصر مطلق إنما بتعبيره على أقل تقدير إن الإنسان المفكر الجاد إذا وجد كفايته من هاتين يستطيع الخوض في الفلسفة والسياسية .
أما الفقير والمعوز فهو مشغول في نفسه ولقمة عيشه ولا يصلح أن يكون أديبا.
إن الواقع التاريخي للأدباء يحكي حقيقة فقرهم فقد أشغلهم إخلاصهم للأدب وتفانيهم في أداء الرسالة عن الجري وراء تحقيق المادة والمكاسب المالية فقضوا معظم أوقاتهم في الكتابة والأدب منشغلين عما سواها وأفنوا أعمارهم فيها حتى خلد التاريخ أسماءهم فعاشوا فقراء وماتوا على فقرهم
وقفت لأقول :

أيا أضحوكة الزمان ..
وسخرية الوجوه
في غربة الأوطان
تعكسك العقول
على مرآة الواقع
بألوانك الصارخة
تبتهج بلقياك القلوب
وتسكنين الأرض ماء وينبوع
فتتفتح الأزهار
وتورق الأغصان
ويتجدد الحنين
لزمان الخالدين
في عهد التائهين
أهل الثناء
أقلامهم تيجان من ذهب
على رؤوس العرب


:)

حتى الأضحوكة المقصودة الصنع بهدف إضحاك الناس قد أبدع فيها مجموعة من طلائع المبدعين تفننوا في صناعة هذه الأضحوكة وأصبحوا معروفين بها حتى أنها اقترنت بأسمائهم من تشارلي تشابلن وحتى الثنائي السدحان والقصبي نجمي " طاش ما طاش".
الحلقة الثامنة جاءت تحكي الواقع بأدق التفاصيل .... الواقع الثقافي والأدبي الذي تعيشه معظم الأوساط ... فجسدت الحلقة الجانب الأدبي الشعبي في صورة تعكس سلبيات ذلك الجانب بمجمل تفاصيله كما تعكس حال التردي الذي وصل إليه المتطفلون على الساحة الأدبية والثقافية ممن يزعمون التجديد والتحديث في الأدب العربي وهذا يعكس واقع أدباء التيار الحداثي الناقمين على التراث والجذور والمعايير بحجة التجديد والتحديث وفي الحقيقة المسألة لا تعدو كونها تمهيد للهدم والتدمير!
كانت الصورة ممتعة بقدر ما هي مقززة ومقرفة بشأن تشخيص تلك العلل والآفات التي أصابت المجتمع الأدبي والثقافي ... حتى أن السدحان أتقن الدور في صنع الأضحوكة حتى خرج المشاهد منها بخلاصة نتائج حول شخصيات المحدثين على الصعيد الأدبي كما أتقن القصبي من جهته الدور الآخر للأدب الشعبي غير أن الواضحات برزت من خلال المقارنة بين المشاهد في كلا الجانبين ولقد صدق الدكتور عوض القرني عندما وصف تلك الحالة التي تسود الأوساط الحداثية بقوله : " لا يحضر أمسياتهم إلا المنظمين بعكس المحاضرات العلمية والأمسيات الأدبية الأخرى فتكتض الساحات بجمهرة الحضور" هذا ما اتضح جليا من خلال أمسية راعي (ليالي الحلزون) والذي لم يحضرها الا واحد لعله وفي النهاية اكتشفوا أنه مجنون حتى بدا واضحا على راعي ( ليالي الحلزون ) تفجره حقدا ونقمة على كل ما هو تراثي.

:D


غير أن الأضحوكة يصنعها الواقع وتصنعها أيدي الحقيقة وتصنعها المصادفات والظروف كما تصنعها أيدي صانعيها وكما أن الأديب والكاتب يصنع المنهج فالمتلقي غالبا يصنع الأضحوكة بمحض الصدفة.

وفي النهاية تبقى المشكلة محط أنظار المهتمين وأنا برفقة الصديق المقرب لم أكد أكمل قولي ... : "المشكلة" حتى رد على ببيت شعر قائلا :
المشكلة ماهي قضية فلسطين ...... المشكلة لبنان راحت وراها

اذن المشكلة هي امتداد لأضحوكتي التي سأستكملها في باب من أبواب الحضارات وخير المشاكل تلك التي نتجاهلها نتيجة عدم قدرتنا على ايجاد حلول لها لكن المهتم سيظل مهتم وان ظل الصوت الأوحد على وجه الأرض.

:)

aseer1
11-12-2001, 02:48 AM
أحسنت أخي الوبر ..
تذكرت أخي وأنا أرى كلامك الرائع
أ،الحياه وكما قال أحد الفلاسفه هرم من ثلاث أقسام وهي
الجوع ,,الأمن ,,السياسه..على ما أعتقد
فمن لم يجد أن يسد الجوع لن يفكر في الأمن ومن لم يجد الأمن لم يفكر في السياسه..
وأكد الله ذالك في القرأن حيث قال
(واللذي أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف) فمن يجد هذه الأشياء يتفرغ لغيرها..

أخوك أسير