المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال وجواب في التوحيد ( 1 )



التوحيد أولا
25-07-2007, 12:04 AM
س1 : ما هو تعريف الطاغوت ؟

ج1 : الطاغوت هو كما قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: الطواغيت كثيرة، ورؤوسهم خمسة :

الأول: الشيطان، الداعي إلى عبادة غير الله، والدليل قوله تعالى: {ألم أعهد إليكم يابني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدوٌ مبين} [يس/60].

الثاني: الحاكم الجائر،المغيِّر لأحكام الله تعالى، والدليل قوله تعالى: {ألم ترى إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أُنزِل إليك وما أُنزِل من قبلك يُريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أُمِروا أن يكفروا به ويُريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيدا} [النساء/60].

الثالث: الذي يحكم بغير ما أنزل الله [58]، والدليل قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأُولئِك هم الكافرون} [المائدة/44].

الرابع: الذي يدعي علم الغيب من دون الله،والدليل قوله تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسولٍ فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} [الجن/26،27]، وقال تعالى: {وعنده مفاتِح الغيب لا يعلمُها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظُلمت الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كِتابٍ مُبين} [الأنعام/59].

الخامس: الذي يُعبد من دون الله، وهو راضٍ بالعبادة، والدليل قوله تعالى: {ومن يقل منهم إني إله من دون الله فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين} [الأنبياء/29].

.وقال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين رحمه الله : اسم الطاغوت يشمل كل معبود من دون الله، وكل رأس في الضلال يدعو إلى الباطل ويُحسنه، ويشمل أيضاً كل من نصبه الناس للحكم بينهم بأحكام الجاهلية المُضادة لحكم الله ورسوله، ويشمل أيضاً الكاهن والساحر وسدنة الأوثان إلى عبادة المقبورين وغيرهم بما يكذِبون من الحكايات المُضلة للجهال، الموهمة أن المقبور ونحوه، يقضي حاجة من توجه إليه وقصده، وأنه فعل كذا وكذا، مما هو كذب، أو من فعل الشياطين، ليوهموا الناس أن المقبور ونحوه يقضي حاجة منقصده، فيوقعهم في الشرك الأكبر وتوابعه. وأصل هذه الأنواع كلها، وأعظمها، الشيطان،فهو الطاغوت الأكبر.

وقال الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله: (.. وقال مجاهد: الطاغوت: الشيطان في صورة الإنسان، يتحاكمون إليه وهو صاحب أمرهم... وقال ابن القيم: الطاغوت ما تجاوزبه العبد حدَّه من معبود أو متبوع أو مطاع. فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله ، أو يعبدونه من دون الله، أو يتبعونه على غير بصيرة من الله، أويطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله، فهذه طواغيت العالم، إذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم ممن أعرض عن عبادة الله إلى عبادة الطاغوت، وعن طاعته ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم إلى طاعة الطاغوت ومتابعته .

س2 : ما هو الواجب على كل مسلم ان يفعل اتجاه الطاغوت ؟

ج2 :قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمة الله ( اعلم رحمك الله تعالى، أن أول ما فرض الله على ابن أدم الكفر بالطاغوت والأيمان بالله، والدليل قوله تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}

وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: ( فأما صفة الكفر بالطاغوت : فأن تعتقد بطلان عبادة غير الله، وتتركها، وتبغضها، وتُكفر أهلها، وتعاديهم ، وأما معنى الإيمان بالله فأن تعتقد، أن الله هو الإله المعبود وحده، دون ما سواه، وتخلص جميع أنواع العبادة كلها لله، وتنفيها عن كل معبود سواه، وتُحب أهل الإخلاص وتواليهم، وتبغض أهل الشرك، وتُعاديهم، وهذه: ملة إبراهيم التي سفِه نفسه من رغبعنها؛ وهذه: هي الأسوة التي أخبر الله بها في قوله: ( قد كانت لكم أسوة حسنةٌ في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إِنَّا برُءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده.

( وقال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله تعالى: والمراد من اجتنابه - أي الطاغوت - هو بغضه، وعداوته بالقلب، وسبَّه وتقبيحه باللسان، وإزالته باليد عند القدرة،ومُفارقته ، فمن ادعى اجتناب الطاغوت ولم يفعل ذلك فما صدق .

س3 : ما هو حكم من لا يكفر الطواغيت ؟

ج3 : الذي لا يكفر الطاغوت فهو لم يؤمن بالله لان الله سبحانه وتعالى قال " فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة256

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى : ومعنى الكفر بالطاغوت، أن تبرأ من كل ما يعتقد فيه غير الله، من جني أو إنسي أو شجر أو حجر أو غير ذلك، وتشهد عليه بالكفر والضلال، وتبغضه ولو كان أباك و أخاك. فأما من قال أنا لا أعبد إلاَّ الله، وأنا لا أتعرَّض السَّادة والقباب على القبور وأمثال ذلك، فهذا كاذب فيقول لا إله إلاَّ الله، ولم يؤمن بالله، ولم يكفر بالطاغوت.

وقال رحمه الله : وقال في كتاب التوحيد: (المسألة السابعة: المسألة الكبيرة، أن عبادة الله لا تحصل إلاَّ بالكفر بالطاغوت ) .

وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله تعالى: ( التوحيد: هو الكفر بكل طاغوت عبده العابدون من دون الله... والتوحيد هو أساس الإيمان الذي تصلح به جميع الأعمال وتفسد بعدمه )

وقال أيضاً: (قال تعالى: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها} [البقرة/256]. فدلت الآية على أنه لا يكون العبد مستمسكاً بلا إله إلاَّ الله إلاَّ إذا كفر بالطاغوت، وهي العروة الوثقى التي لا انفصام لها، ومن لم يعتقد هذا، فليس بمسلم، لأنه لم يتمسك بلا إله إلاَّ الله، فتدبر واعتقد ما ينجيك من عذاب الله، وهو تحقيق معنى لا إله إلاَّ الله نفياً وإثباتاً ) .

فارس المجد
25-07-2007, 07:52 PM
شكرا على الموضوع المهم ... معلومات قديمة بالنسبة لي لكن شكرا على المراجعة الطيبة !

VaSh ThE sTaMpEdE
27-07-2007, 05:59 PM
السلام عليكم :) شكرا لطرح الموضوع

سؤال قصير بدون الدخول الدخول إلى التفاصيل :

أنت ذكرت في النقطة الثالثة أن الذي لا يحكم بغير ما أنزل الله يعتبر طاغوتا ، هل هذا يعني أن أي شخص لا يحكم بالخلافة الإسلامية يعتبر طاغوتا ؟

سلام ;)

التوحيد أولا
27-07-2007, 06:43 PM
لا يوجد شيء اسمه يحكم بالخلافة الإسلامية,

وإنما يحكم بشرع الله سواء كان خليفة أم أميرا. والواجب أن ينصب خليفة تنطبق عليه شروط الخلافة.

والحاكم المسلم يجب أن يحكم بشرع الله وكل من جعل حق التشريع لنفسه ويضع شرائع من رأسه وهواه صار طاغوتا ... فكما أن الخلق وعلم الغيب لله وحده, فكذلك التشريع له وحده سبحانه ...

فمن أتانا وادعى أنه خلق الكون أو ادعى أنه يعلم الغيب فهذا طاغوت...

قال تعالى:" ألا له الخلق والأمر " أي أن الخلق لله وحده. والأمر كذلك له وحده فلا يحلل ويحرم غيره سبحانه وهو من يضع لنا الشريعة التي نسير عليها على مستوى الدولة والاقتصاد والاجتماع والأخلاق والسلوك والعبادة.

وقال:" إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه "

وقال:" ولا يُشرك في حكمه أحدا "

وقال:" ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به "

فكل من حكم بغير شرع الله فهو طاغوت بنص آيات القرآن الكريم والواجب على الإنسان الكفر به وعداوته والإيمان بالله وحده. " فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى" والعروة الوثقى هي لا إله إلا الله.

Bo Shesmah
27-07-2007, 07:47 PM
بالنسبة لمن يحكم بغير ما أنزل الله في ذلك تفصيلاً يجب أن يوورد.

Bo Shesmah
27-07-2007, 08:10 PM
قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في مجموع الفتاوى الجزء 27 ، الصفحة 26-27 :

" فالواجب على جميع ولاة أمر المسلمين أن يحكموا شرع الله ، وأن يقيموا دين الله في بلادهم ، وبين شعوبهم كما قال الله عز وجل : سورة المائدة الآية 49 وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وقال جل وعلا: سورة المائدة الآية 50 [ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ] وقال تعالى سورة النساء الآية 65 [ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ] وقال سبحانه سورة المائدة الآية 44 [ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ] سورة المائدة الآية 45 [ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ] سورة المائدة الآية 47 [ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ] فمن استحل الحكم بغير ما أنزل الله ، ورآه جائزا أو حسنا ، أو أحسن من حكم الله فهو كافر عند جميع المسلمين مرتد عن الإسلام ، أما من حكم بغير ما أنزل الله لشهوة أو رشوة أو أسباب أخرى ، وهو يعلم أنه مخطئ أنه غلطان فهذا كفر دون كفر ، ومعصية كبيرة ، كما قال ابن عباس وغيره في جمع من التابعين وغيرهم ، كما هو قول جمهور أهل العلم ، المقصود أن هذا فيه التفصيل . فالواجب على جميع أمراء المسلمين ، وعلى علماء المسلمين التعاون في هذا الأمر ، الواجب تحكيم شريعة الله ، والتحاكم إليها والحذر من كل ما يخالفها وأن يوصى الناس بذلك ، وأن يلزموا بذلك ، هذا هو الواجب على جميع أمراء المسلمين ، والواجب على جميع علماء المسلمين أن ينصحوهم ، وأن يوجهوهم إلى الخير ، وأن يقوم الأمراء بتحكيم شريعة الله ، ومنع ما يخالف شريعة الله في جميع الأحوال في الدعاوى والخصومات المالية ، وفي النكاح والطلاق ، وفي جميع شئون المسلمين ، في البيع والشراء وفي كل شيء ، يجب تحكيم شرع الله في كل شيء ، في العبادات والمعاملات والمنازعات ، والخصومات وفي النكاح والطلاق ، وفي كل شيء يجب أن ينفذ حكم الله في كل شيء ؛ لأن الله يقول سورة المائدة الآية 49 [ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ] ويقول سبحانه سورة المائدة الآية 50 [ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ] هذا هو الواجب على جميع المسلمين ، وعلى حكامهم وأمرائهم وعلى علمائهم عليهم التعاون في هذا والتواصي بهذا أين ما كانوا .

نسأل الله أن يوفق علماء المسلمين ، وأمراء المسلمين في كل مكان ، ونسأل الله أن يوفقهم لما يرضيه ، وأن يمنحهم الهداية والفقه في الدين وأن يعينهم على تحكيم شريعة الله في كل شيء وأن يصلح لهم البطانة ، وأن يوفق جميع المسلمين لقبول الحق ، وإيثاره والرضا به على ما سواه إنه جل وعلا جواد كريم ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله ، محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان ."

والبحث في ذلك يطول، وهو من المسائل الدقيقة التي قد تُشكل على البحث فتحتاج بحث مفصّل.