رابعة العدوية
31-07-2007, 07:32 PM
مرحبا جميعا ..
انتظر نقدكم بفارغ الصبر طبعا ..
فجأة وحين وقعت عيناه على المرآة وأبصر وجهه التعيس,أدرك انه لم يعد كما كان ,وأدرك أن هذه الخطوط التي تجلل وجهه المغرق في السواد ليست تجاعيدَ كما تخيلها ..فليس لمثله أن تغزو وجهه التجاعيد وهو بعد في عامه العشرين..أدرك انه مُسْتَلَبْ..وان قناعا اسود يسربله وان هذا الوجه المشوه لا يراه احد سواه.. وأدرك أن كل ما أرهقه قبل قليل من صرخات نشوته لم يكن سوى وهم,أو سراب,أو لربما مسرحية سيئة الإعداد , تساءل في قرارةِ نفسه أين هي الحقيقة؟
نظر إلى جنبه الأيمن فألفاها كما هي .. وقد أجهدها , لا بل امتص كل دمعة حياة في جسدها الأبيض البض .. وألقاها كما وجدها ..حين أبصرها في المرة الأولى .. مترهلة إلى حد يبعث على الاشمئزاز ,مملة وسخيفة ,في عينيها نظرة شهوانية عميقة ,تبعث على الازدراء. .. لم يعلم- حين لهجت ببعض الكلمات -أهي صحوة الموت أو موت الصحوة..لكنه علم يقينا أنها لن تستيقظ !..تسلل بحذر وخدر من جانبها ...
ترجل ماشيا من برجه العاجي, مثقلا بقيوده,شعر بالمطر يضرب وجهه ,ويزيحُ عن كاهله بعضاً مما به ,ولكنه سرعان ما تراجع عن فكرته الغريبة تلك,إذ ما شأن المطر به! .. أبصر استلابه مرة أخرى,وقناعه الأسود يتمطى في الطرقات الخالية مخرجاً لسانه له , يبتسم له بسخرية واستهزاء ,يشده ويصيح به "..ألم أقل لك ..ألم أقل لك .. " وصدى سخريته يجوب الشوارع والدكاكين المغلقة ..ويطرقها بعنف مكرراً العبارة ذاتها:"ألم أقل لك ".."ألم أقل لك ".
لم تكن لديه الليلة وجهه محددة, ضحك متسائلا "ومنذ متى امتلكت واحدة ", فجأة ,وجد نفسه حيث اعتاد أن يكون "هو "..هو" ..دون رتوش غبي,ودون أصباغ ..ودون حتى تكلف.. وقف هناك محملقا في الفراغ الأسود, متمنيا أن ينجلي كل هذا ,وأن يصحو ليجد نفسه بجانب محظيته ,ينعم بالدفء.. والأسى.. أبصر عبارة حفرها هناك ذات يوم ..صحيح أنها كانت مبعثرة , ولكنها بدت من تحت أنقاض الفحم واضحة نوعا ما,,ربما بالنسبة إليه فقط..هناك حفر.. "إلى الأبد"..تساءل كم مر زمن .. أوحقا خانته ؟ ولمَ لمْ يحتمل خيانتها ؟لمَ لمْ يتركها تفرغ انفعالاتها البلهاء أمامه حين عادت.. لمَ لمْ يستطع أن ينظر بعينيها مواسياً مشجعاً...مُرَحِبَاً بعودتهاً, معترفاً لها ولو بكبرياء أعمى أنه افتقدها.. واكتفى بطردها خارجا دون أن يأبه لها ...أو لروحه التي تفلتت وراءها , وانفعالاته المتجلدة تلك التي أفرغها في بكائه الطويل ..؟.. اغتصب ابتسامة بلهاء .. آسية..شقية .. مكلومة.. ثم قهقه ضاحكا.. "إلى الأبد ".. حقا .."إلى الأبد "..
كان يتمنى أن تحصل معجزة ما .. توقظه ..تهزه ..تغسله .. تنقيه .. وتمنحه ألق الحياة مرة أخرى ..ولو لبضع ساعات .. أو أن تجرفه ريح كانون إلى حيث لا يدري أحد ..ولا يدريه أحد .. كانت حياته الآن ..قد أضحت غير ذات بال .. وبلا معنى محدد .. وكان غرقه في ذاك الإحباط العميق .. و ملذاته الخاصة قد أصبح وشيكاً .. أو ربما حدث .. "ما الفائدة ".. أخذ يكررها بذات جنون قهقهاته الجوفاء ..! "أجل ما الفائدة .." .
حينها فقط انهار باكياً ..لأول مرة منذ زمن طويل انقضى .. انهار باكيا بصدق .. شعر بدموعه تغرق وجنتيه وقميصه .. وأخيرا تغرق الأرض من حوله ..أردا أن يستيقن أنها دموعه ..مد يديه إليها ..ذاق بعض منها فألفاها حلوة ..! ..حينها أدرك ..أن دموعه هي الأخرى ..تحجرت ..
انتظر نقدكم بفارغ الصبر طبعا ..
فجأة وحين وقعت عيناه على المرآة وأبصر وجهه التعيس,أدرك انه لم يعد كما كان ,وأدرك أن هذه الخطوط التي تجلل وجهه المغرق في السواد ليست تجاعيدَ كما تخيلها ..فليس لمثله أن تغزو وجهه التجاعيد وهو بعد في عامه العشرين..أدرك انه مُسْتَلَبْ..وان قناعا اسود يسربله وان هذا الوجه المشوه لا يراه احد سواه.. وأدرك أن كل ما أرهقه قبل قليل من صرخات نشوته لم يكن سوى وهم,أو سراب,أو لربما مسرحية سيئة الإعداد , تساءل في قرارةِ نفسه أين هي الحقيقة؟
نظر إلى جنبه الأيمن فألفاها كما هي .. وقد أجهدها , لا بل امتص كل دمعة حياة في جسدها الأبيض البض .. وألقاها كما وجدها ..حين أبصرها في المرة الأولى .. مترهلة إلى حد يبعث على الاشمئزاز ,مملة وسخيفة ,في عينيها نظرة شهوانية عميقة ,تبعث على الازدراء. .. لم يعلم- حين لهجت ببعض الكلمات -أهي صحوة الموت أو موت الصحوة..لكنه علم يقينا أنها لن تستيقظ !..تسلل بحذر وخدر من جانبها ...
ترجل ماشيا من برجه العاجي, مثقلا بقيوده,شعر بالمطر يضرب وجهه ,ويزيحُ عن كاهله بعضاً مما به ,ولكنه سرعان ما تراجع عن فكرته الغريبة تلك,إذ ما شأن المطر به! .. أبصر استلابه مرة أخرى,وقناعه الأسود يتمطى في الطرقات الخالية مخرجاً لسانه له , يبتسم له بسخرية واستهزاء ,يشده ويصيح به "..ألم أقل لك ..ألم أقل لك .. " وصدى سخريته يجوب الشوارع والدكاكين المغلقة ..ويطرقها بعنف مكرراً العبارة ذاتها:"ألم أقل لك ".."ألم أقل لك ".
لم تكن لديه الليلة وجهه محددة, ضحك متسائلا "ومنذ متى امتلكت واحدة ", فجأة ,وجد نفسه حيث اعتاد أن يكون "هو "..هو" ..دون رتوش غبي,ودون أصباغ ..ودون حتى تكلف.. وقف هناك محملقا في الفراغ الأسود, متمنيا أن ينجلي كل هذا ,وأن يصحو ليجد نفسه بجانب محظيته ,ينعم بالدفء.. والأسى.. أبصر عبارة حفرها هناك ذات يوم ..صحيح أنها كانت مبعثرة , ولكنها بدت من تحت أنقاض الفحم واضحة نوعا ما,,ربما بالنسبة إليه فقط..هناك حفر.. "إلى الأبد"..تساءل كم مر زمن .. أوحقا خانته ؟ ولمَ لمْ يحتمل خيانتها ؟لمَ لمْ يتركها تفرغ انفعالاتها البلهاء أمامه حين عادت.. لمَ لمْ يستطع أن ينظر بعينيها مواسياً مشجعاً...مُرَحِبَاً بعودتهاً, معترفاً لها ولو بكبرياء أعمى أنه افتقدها.. واكتفى بطردها خارجا دون أن يأبه لها ...أو لروحه التي تفلتت وراءها , وانفعالاته المتجلدة تلك التي أفرغها في بكائه الطويل ..؟.. اغتصب ابتسامة بلهاء .. آسية..شقية .. مكلومة.. ثم قهقه ضاحكا.. "إلى الأبد ".. حقا .."إلى الأبد "..
كان يتمنى أن تحصل معجزة ما .. توقظه ..تهزه ..تغسله .. تنقيه .. وتمنحه ألق الحياة مرة أخرى ..ولو لبضع ساعات .. أو أن تجرفه ريح كانون إلى حيث لا يدري أحد ..ولا يدريه أحد .. كانت حياته الآن ..قد أضحت غير ذات بال .. وبلا معنى محدد .. وكان غرقه في ذاك الإحباط العميق .. و ملذاته الخاصة قد أصبح وشيكاً .. أو ربما حدث .. "ما الفائدة ".. أخذ يكررها بذات جنون قهقهاته الجوفاء ..! "أجل ما الفائدة .." .
حينها فقط انهار باكياً ..لأول مرة منذ زمن طويل انقضى .. انهار باكيا بصدق .. شعر بدموعه تغرق وجنتيه وقميصه .. وأخيرا تغرق الأرض من حوله ..أردا أن يستيقن أنها دموعه ..مد يديه إليها ..ذاق بعض منها فألفاها حلوة ..! ..حينها أدرك ..أن دموعه هي الأخرى ..تحجرت ..