The Riotous
02-08-2007, 01:00 AM
نوَاصِي وأَقْدَام
(أُقْصُوصَة مَدِينَة)
-
http://www.futurism.org.uk/boccioni/boccioni52.jpg
-
(زَفْرَةُ مُغْتَرِبُ)
شُيُوخُ في أبْدانِ أطْفالِ ..
وأطْفالُ في بِنْية عَمَالِقة ..
الكُلُّ منْسُوج في شَرْنَقة ..
وأحْدَبُ عِنْدَ الْباب مُرتكِن ..
يَتّهِِم مَنْ دونه بالزَنْدَقة ..
الْمَدِينَة الْعجْفاء صامتة ..
فقوى الطّاعُون فيها تَجول ..
لتنْطمِس قسماتها وتَزول ..
فالْأرْض مُسيَّرة إلى تَهْلُكة ..
والْوطن أُخْتُزِلَ في مُسابَقة !
على رِمَالِه الْملْساء ..
أثر سُنْبُك وحيد ..
مُنْغرساً في رِمالِ ..
لجواد نبيل فقير ..
أعتاد على الْأحْمالِ ..
فكلما تَعِب عُنّفَ بمطْرقة ..
لَكِنّه ذهب بمُفْردِه ورَأى ..
وليس مَنْ سَمَعَ كمَنْ رَأى ..
بعيداً عَنْ عَيْنِ الرِّعَاعِ ..
بعيداً عَنْ عُنق الْمَشْنقة ..
الْمَدِينَة الدّميمة – بإطراق – تَتمَخّض ..
لتُنجِب ذاتها – بذاتها – وتَتفَرّد ..
فتستحيل - مُجدّداً - إلى ممْلكة !
(بَوحُ الْمَدِينَة)
أبْنَائي.. أُنَقّب عن صَبْركُم الجَمِيلِ ..
ودُعَائِكم–خالصاً –لي بالْأجَلِ الطويلِ ..
هل ذَهَبَ – بغْتة –أدراج الرِّيَاح ؟!
أم هَلَكَ – مشتتاً – مِنْ تعاقب الْأتْراح ؟!
أتراك تذْكرني ؟! أم أنا ذكْراك الضّبابية ؟!
وكأننا لم نكن قط على ذات السّبِيل !
أنَا !
الْأرْضُ والْحضْنُ والْحُبُّ الْأوّلُ ..
أزْمان وعَرُوسُ وإنارة تأمّلُ ..
جبْهَتي الْعَتِيقةُ شرفُ أكملُ ..
في ومْضة مُنْدمِلة نَسِيتَ ذاك ..
فأُهْملتني يَوْمَ أدْرجْتني في هَوامِشَك ..
أنا !
من كُنتُ – وَحْدَي – سَتْراً على فَواحِشَك !
ربما أنْطمس الشّغف ..
اللهُ أعْلَمُ !
(شَهْقَةُ مُتَمَدّنُ)
خَبّروني أنّه عَليّ أنْ أكْتُبَ ..
فكَتَبْت دُون أنْ أرْفَعَ وأنْصُبَ ..
قَالُوا هراء ما كَتَبْت ..
فأُمِرت فوراً أنْ أشْطُبَ ..
حَذَفْتُ حتى تَعِبْتُ ..
كتلْميذ يخَافُ أنْ يرْسُبَ ..
ولأنّ لَمْ يُعْجبهم صُنْعِي ..
ولأنّ لَمْ يسْتُرني درْعِي ..
بدأْتُ مِنْ مُنْتهى السّطرِ ..
وأخذْتُ أصوغ على مهلِ ..
عبارات تُسْكِرهم وتُرْضِيهم ..
كلمات تُسْعِدهم فتُبْكِيهم ..
عَنْ مَدِينَة فَاتِنة لا نَسْكنها ..
وعَنْ سَفِينَة طَافِية لا نَرْكبها ..
وعَنْ مئذنة شَاهِقة لا نَمْلكها ..
تِلْكَ الْمَرّة صَدّقوا أكَاذِيبي الْمَحْسوبة ..
وإن كَانَتْ – أيضاً –لا مَرْفُوعَة ولا مَنْصُوبة !
(صَيْحَةُ الْأحْدَبِ)
الْمَجدُ لِي ..ولِي وَحْدِي ..
ولكُلّ مَنْ جَاء بَعْدِي ..
مَنْ تَحَصّن بإخْراسكم ..
فحَافَظَ عَلَى عَهْدِي ..
سُلْطَانكم أنَا بِكُلِّ فَخْرِ ..
أَصْلَبكم أنَا مِثْلَ صَخْرِ ..
فِيما بَيْنَكُمْ تَتَسَاءلُون ..
عَنْ ظَهْري الْمُقوّسِ ..
وعَنْ شَرَفي الْمُدنّسِ ..
أ عَنْ خبَايَاكُم تَتَسَتّرون ؟!
وعَنْ دَمّكُم الْمُلوّثِ ؟!
كُلّ مِنْكُم في نَفْسَه حَامِلنِي ..
لا تَدّعُوا الْعَكْسَ فَهَذَا سَاقِمنِي ..
لَيْسَ بيْنكُم مِسْكِيناً وَاحِداً ..
أو عَاشِقاً وَاحِداً ..أو أمِيناً وَاحِداً ..
وإلا لَكَانَ مِنْ كُرْسِيّ عَازِلنِي !
(صَمَتُ مُذْعِنُ)
مُغْتَرِبُ أنَا دَاخِلك يا وَطَنَ ..
ووَجْهِي مِنْ غَضَبَه أحْتَقَنَ ..
خَبّرني ..
أيْنَ تُبَاع الْمُواطَنة !
أحِينَ تَنْدَثِر السّلْطَنة ؟!
أم تراه سِرّاً لا يُؤْتَمن ؟!
أ نَسِيتَ وأنْتَ الذِّكْرَى ؟!
تَعَاهُدنا عَلَى الكّتْمَانِ ..
وعَدْمِ الْبَوحِ لإنْسَانَ ..
صَفْحَة مَطْويّة .. مُسْتباحة ..
مِنْ قِبَلِ الزّمَانِ ..
إِذَا قَايضْتني لردِّ مَحََبّتك ..
لما هَانَ عَلَيّ الرّدُّ ..
فكُنْ أنْتَ عَلَى سَجيّتك ..
ومِنّا يأتِك الْمَدُّ ..
حَضَرَتُ إلَيْك فاسْمِعني ..
شَيْئاً مِنْ وَصَاياي ..
شَجناً بآلامِ نَاي ..
فمِنْكَ أُريدُ تَبصُّراً مِنْ جَديدِ ..
مَصْحُوباً ببَصَرِ مِنْ حديدِ ..
فلَحْظة الْمِيلادِ سَمِلتَ عَيْنِي ..
والشّمْس الْحَارِقة تَدَانت مِنّي ..
لتَسْأل مُتوعّدة : هَلْ مِنْ مَّزِيدٍ !
(صَرْخَةُ ثَائِرُ)
لا اسْتَجدِي مِنْكِ يا مَدِينَة ..
ولا اسْتَعدِي رَوحاً سَقِيمَة ..
أُطَالِبُ باسْتِرجَاعِ هَواي ..
ومِنْكِ لا أطْلُب سَكِينَة ..
فالْيَوْم نَجْعَله يَوْمَ عَدْلَ ..
ومَعَ الرّحْمَة نَلَمّ شَمْلَ ..
فَلَنْ نَرْوي ثَوْرتِنا بدِمَاء ..
ولَنْ نَأثَم أنْفُسَنَا بأشْلاء ..
نُريدُ – فَقَطَ –جِبَاه جَدِيدِة ..
بها نَتلمّسُ بَعض كِبْرياء !
إهْدَاء ..
ربما ليْس إلى أحدهُم ..
"ما من أحد يستطيع أن يجعل نفسه قاضياً على مجرم قبل أن يدرك أنه – وهو القاضي – لا يقل إجراماً عن المجرم الماثل أمامه .."
ديسوفيسكي – الأخوة كارامازوف
بالمناسبة الرسمة اسمها "الشارع يدْخُل البيت" لإيطالي "مستقبلي" يُدعى : أومبرتو بوتشيوني ..
(أُقْصُوصَة مَدِينَة)
-
http://www.futurism.org.uk/boccioni/boccioni52.jpg
-
(زَفْرَةُ مُغْتَرِبُ)
شُيُوخُ في أبْدانِ أطْفالِ ..
وأطْفالُ في بِنْية عَمَالِقة ..
الكُلُّ منْسُوج في شَرْنَقة ..
وأحْدَبُ عِنْدَ الْباب مُرتكِن ..
يَتّهِِم مَنْ دونه بالزَنْدَقة ..
الْمَدِينَة الْعجْفاء صامتة ..
فقوى الطّاعُون فيها تَجول ..
لتنْطمِس قسماتها وتَزول ..
فالْأرْض مُسيَّرة إلى تَهْلُكة ..
والْوطن أُخْتُزِلَ في مُسابَقة !
على رِمَالِه الْملْساء ..
أثر سُنْبُك وحيد ..
مُنْغرساً في رِمالِ ..
لجواد نبيل فقير ..
أعتاد على الْأحْمالِ ..
فكلما تَعِب عُنّفَ بمطْرقة ..
لَكِنّه ذهب بمُفْردِه ورَأى ..
وليس مَنْ سَمَعَ كمَنْ رَأى ..
بعيداً عَنْ عَيْنِ الرِّعَاعِ ..
بعيداً عَنْ عُنق الْمَشْنقة ..
الْمَدِينَة الدّميمة – بإطراق – تَتمَخّض ..
لتُنجِب ذاتها – بذاتها – وتَتفَرّد ..
فتستحيل - مُجدّداً - إلى ممْلكة !
(بَوحُ الْمَدِينَة)
أبْنَائي.. أُنَقّب عن صَبْركُم الجَمِيلِ ..
ودُعَائِكم–خالصاً –لي بالْأجَلِ الطويلِ ..
هل ذَهَبَ – بغْتة –أدراج الرِّيَاح ؟!
أم هَلَكَ – مشتتاً – مِنْ تعاقب الْأتْراح ؟!
أتراك تذْكرني ؟! أم أنا ذكْراك الضّبابية ؟!
وكأننا لم نكن قط على ذات السّبِيل !
أنَا !
الْأرْضُ والْحضْنُ والْحُبُّ الْأوّلُ ..
أزْمان وعَرُوسُ وإنارة تأمّلُ ..
جبْهَتي الْعَتِيقةُ شرفُ أكملُ ..
في ومْضة مُنْدمِلة نَسِيتَ ذاك ..
فأُهْملتني يَوْمَ أدْرجْتني في هَوامِشَك ..
أنا !
من كُنتُ – وَحْدَي – سَتْراً على فَواحِشَك !
ربما أنْطمس الشّغف ..
اللهُ أعْلَمُ !
(شَهْقَةُ مُتَمَدّنُ)
خَبّروني أنّه عَليّ أنْ أكْتُبَ ..
فكَتَبْت دُون أنْ أرْفَعَ وأنْصُبَ ..
قَالُوا هراء ما كَتَبْت ..
فأُمِرت فوراً أنْ أشْطُبَ ..
حَذَفْتُ حتى تَعِبْتُ ..
كتلْميذ يخَافُ أنْ يرْسُبَ ..
ولأنّ لَمْ يُعْجبهم صُنْعِي ..
ولأنّ لَمْ يسْتُرني درْعِي ..
بدأْتُ مِنْ مُنْتهى السّطرِ ..
وأخذْتُ أصوغ على مهلِ ..
عبارات تُسْكِرهم وتُرْضِيهم ..
كلمات تُسْعِدهم فتُبْكِيهم ..
عَنْ مَدِينَة فَاتِنة لا نَسْكنها ..
وعَنْ سَفِينَة طَافِية لا نَرْكبها ..
وعَنْ مئذنة شَاهِقة لا نَمْلكها ..
تِلْكَ الْمَرّة صَدّقوا أكَاذِيبي الْمَحْسوبة ..
وإن كَانَتْ – أيضاً –لا مَرْفُوعَة ولا مَنْصُوبة !
(صَيْحَةُ الْأحْدَبِ)
الْمَجدُ لِي ..ولِي وَحْدِي ..
ولكُلّ مَنْ جَاء بَعْدِي ..
مَنْ تَحَصّن بإخْراسكم ..
فحَافَظَ عَلَى عَهْدِي ..
سُلْطَانكم أنَا بِكُلِّ فَخْرِ ..
أَصْلَبكم أنَا مِثْلَ صَخْرِ ..
فِيما بَيْنَكُمْ تَتَسَاءلُون ..
عَنْ ظَهْري الْمُقوّسِ ..
وعَنْ شَرَفي الْمُدنّسِ ..
أ عَنْ خبَايَاكُم تَتَسَتّرون ؟!
وعَنْ دَمّكُم الْمُلوّثِ ؟!
كُلّ مِنْكُم في نَفْسَه حَامِلنِي ..
لا تَدّعُوا الْعَكْسَ فَهَذَا سَاقِمنِي ..
لَيْسَ بيْنكُم مِسْكِيناً وَاحِداً ..
أو عَاشِقاً وَاحِداً ..أو أمِيناً وَاحِداً ..
وإلا لَكَانَ مِنْ كُرْسِيّ عَازِلنِي !
(صَمَتُ مُذْعِنُ)
مُغْتَرِبُ أنَا دَاخِلك يا وَطَنَ ..
ووَجْهِي مِنْ غَضَبَه أحْتَقَنَ ..
خَبّرني ..
أيْنَ تُبَاع الْمُواطَنة !
أحِينَ تَنْدَثِر السّلْطَنة ؟!
أم تراه سِرّاً لا يُؤْتَمن ؟!
أ نَسِيتَ وأنْتَ الذِّكْرَى ؟!
تَعَاهُدنا عَلَى الكّتْمَانِ ..
وعَدْمِ الْبَوحِ لإنْسَانَ ..
صَفْحَة مَطْويّة .. مُسْتباحة ..
مِنْ قِبَلِ الزّمَانِ ..
إِذَا قَايضْتني لردِّ مَحََبّتك ..
لما هَانَ عَلَيّ الرّدُّ ..
فكُنْ أنْتَ عَلَى سَجيّتك ..
ومِنّا يأتِك الْمَدُّ ..
حَضَرَتُ إلَيْك فاسْمِعني ..
شَيْئاً مِنْ وَصَاياي ..
شَجناً بآلامِ نَاي ..
فمِنْكَ أُريدُ تَبصُّراً مِنْ جَديدِ ..
مَصْحُوباً ببَصَرِ مِنْ حديدِ ..
فلَحْظة الْمِيلادِ سَمِلتَ عَيْنِي ..
والشّمْس الْحَارِقة تَدَانت مِنّي ..
لتَسْأل مُتوعّدة : هَلْ مِنْ مَّزِيدٍ !
(صَرْخَةُ ثَائِرُ)
لا اسْتَجدِي مِنْكِ يا مَدِينَة ..
ولا اسْتَعدِي رَوحاً سَقِيمَة ..
أُطَالِبُ باسْتِرجَاعِ هَواي ..
ومِنْكِ لا أطْلُب سَكِينَة ..
فالْيَوْم نَجْعَله يَوْمَ عَدْلَ ..
ومَعَ الرّحْمَة نَلَمّ شَمْلَ ..
فَلَنْ نَرْوي ثَوْرتِنا بدِمَاء ..
ولَنْ نَأثَم أنْفُسَنَا بأشْلاء ..
نُريدُ – فَقَطَ –جِبَاه جَدِيدِة ..
بها نَتلمّسُ بَعض كِبْرياء !
إهْدَاء ..
ربما ليْس إلى أحدهُم ..
"ما من أحد يستطيع أن يجعل نفسه قاضياً على مجرم قبل أن يدرك أنه – وهو القاضي – لا يقل إجراماً عن المجرم الماثل أمامه .."
ديسوفيسكي – الأخوة كارامازوف
بالمناسبة الرسمة اسمها "الشارع يدْخُل البيت" لإيطالي "مستقبلي" يُدعى : أومبرتو بوتشيوني ..