المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قلعة صلاح الدين.. أحيت الآلام والآمال..



إسلامية
07-08-2007, 06:52 AM
قلعة صلاح الدين.. أحيت الآلام والآمال..


قلعة صلاح الدين الأيوبي، أو قلعة الربض، تقع على قمة «جبل عوف« الواقع في الجنوب الغربي من قرية عجلون بشام الأردن، وترتفع 1023 مترا عن سطح البحر، يروي التاريخ عنها، بأنّ الامير عز الدين أسامة بن منقذ، أحد قادة صلاح الدين الأيوبي


قد شيّدها عام 580 هـ (1184م)، وتشرف على المعابر الرئيسة، التي من أهمّها وادي كفرنجة ووادي راجب ووادي الريان، وكان الهدف من بنائها رصد تحركات الصليبيين من حصن كوكب الهواء واستغلال مناجم الحديد في جبال عجلون التي تسمى مغارة وردة، ويعتبر موقعها استراتيجيا لانها تسيطر على طرق المواصلات بين سورية وجنوب الأردن. كما يذكر التاريخ أنّ صلاح الدين قد أمر بتشييدها كقاعدة عسكرية أساسية، في وجه قلعة بيلفوار التي شيدها الصليبيون قرب بحيرة طبريا في فلسطين.

قلعة صلاح الدين، لم تكن فقط قاعدة عسكرية، وإنّما كانت قاعدة للنهوض بالأمّة، حيث أمر صلاح الدين حينها بتجميع كبار علماء الأمّة، في الجغرافيا وعلم الاجتماع والطب والكيمياء، وغيرها من العلوم، وخصّص لهم قاعات كبيرة داخل القلعة، بإمكان أي زائر أن يشاهد ضخامتها. وفي تلك الأثناء، بدأت صيحات الجهاد يرتفع صداها عبر المآذن، داعية المسلمين للتجمّع هناك، حيث تجمّع هناك في تلك القلعة الضخمة، عدد مُختلفٌ عليه، بين 38 و28 ألفاً ممن لبىّ النداء، وهناك بدأت التربية والإعداد، عسكرياً وعلمياً، عبر قيادة أعظم وأروع علماء الأمّة حينذاك.

يذكر التاريخ أنّ صلاح الدين، لم يزر القلعة إلا قبل شهرين من فتح القدس، وقبل معركة حطّين الشهيرة في العام 1187م، حيث أشرف على الإعداد الأخير للمعركة، ومنها انطلق الى فتح بيت المقدس. عندما تقف في أعلى ما تبقّى من تلك القلعة، التي تعرّضت لتدمير مغولي في العام 1260م، جدّده الظاهر بيبرس، لكنّها تعرّضت والمناطق القريبة منها لزلزال، دمّر ما قارب من 50% من بنائها، هذا غير عمليات الترميم المُختلفة التي تعرّضت لها، أقول بالرغم من ذلك، وعند وقوفك على قمتها، تشاهد حدود فلسطين، التي تأسرك، وتجعلك تلقي بتأوّهات، تحمل ما تحمل من آلام المخاض الذي تعيشه أمتنا في هذا الزمان.

بالفعل، زيارة لتلك القلعة، مصحوبة بمعرفة الظروف المُختلفة، التي صاحبت بناءها، ولماذا بناها صلاح الدين، وكيف استطاع تجديد الأمّة، ومواصلة البناء الراسخ الذي سبقاه إليه محمود زنكي ونور الدين محمود، يُحيي الأمل، ويجدّد الشعور بإمكانية إحياء هذه الأمّة من جديد، إذا خلصت النوايا، وسادت الهمم التي تتسابق الى إحياء الأمّة.

إنّ حاجتنا لعمر بن الخطاب آخر، ولصلاح الدين آخر، حلم يُبنى، عبر تربية أجيال قرآنيّة، عالمة بشئون دينها ودنياها، متسلّحة بقيم وثوابت الأمّة، مفتخرة برسالتها للبشريّة، حيث إنّ التمكين في الأرض، وعد غير مكذوب من السماء، إذا ما أُخذ بالأسباب.

وما دون ذلك يبقى بكاءً ونحيباً، عبّر عنه الشاعر أحمد مطر بقوله: «فكلما نام العدو بينكم، رحتم تقرعونه لكنكم تُجرون ألف قرعةٍ لمن ينام دونه وغاية الخشونة، أن تندبوا: «قم يا صلاح الدين، قم«، حتى اشتكى مرقده من حوله العفونة، كم مرة في العام توقظونه، كم مرة على جدار الجبن تجلدونه، أيطلب الأحياء من أمواتهم معونة، دعوا صلاح الدين في ترابه واحترموا سكونه، لأنه لو قام حقا بينكم فسوف تقتلونه

http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO.asp?Article=196716&Sn=MSRH (http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO.asp?Article=196716&Sn=MSRH)