أبو طلحة القبطي
14-08-2007, 08:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله –صلّى الله عليه وسلّم-.
قال الله تعالى: {وأنَّ هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} [الأنعام : 153].
أما بعد, قد كثُرت الأحاديث والأقاويل في العقد الماضي عن الختان وخاصة ختان الإناث, وكانت الحملة حقيقة قوية جداً ضد هذه الخصلة الطيبة التي هي من فطرة الإنسان وجبله الله عليها, ولكن يأبى أعداء الله إلا أن يتشبهوا بالحيوان بل يريدون أن يحطوا من شأن الإنسان إلى ما هو أدنى من ذلك.
سمعنا عن مؤتمرات عقدت هنا وهناك, وقرأنا عن حملات شنت من مدعي الحفاظ على حقوق المرأة وغيرهم من العلمانيين واللا دينيين وأعوانهم من المفتونين بالغرب من بني جالدتنا –عافانا الله وإياكم-, وللأسف انساق الكثير والكثير من المسلمين بل ومن بعض من ينتسبون إلى أهل العلم خلف هذه الدعاوي الضالة الكاذبة التي تصف الختان بالتخلف والرجعية وأنه يلحق الأذى النفسي والجسدي بالفتاة, وسارع بعضهم إلى نفي هذه الخصلة عن الإسلام وكأنها خصلة خبيثة!
ولذلك فبإذن الله تعالى سنسير معاً خلال هذا المقال لنقوم بتعريف الختان في اللغة والشرع وسرد بعض الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة النبوية لتحديد حكم الختان في الإسلام ومن ثم الرد على منكريه –هداهم الله-, وفي نهايته سنرى إن شاء الله إن كان ما يقال عن ختان الإناث حقيقة أم مجرد أكاذيب يهدف من ورائها إيقاع الأذى بأمة محمد –صلى الله عليه وسلّم-!
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
أولاً: ما هو الختان؟
الختان معناه لغة: التطهير والقطع, ويسمى في حق المرأة (خفضاً) وفي حق الرجل (إعذاراً), وأما غير المختتن فيقال له: (أقلف وأغلف).
ومعناه الشرعي: قطع الجلدة المستديرة على الحشفة وهي رأس الذكر ويقال لها القلفة بالنسبة للذكر, وأما الأنثى فتقطع الجلدة التي هي كعرف الديك فوق فرجها.
ثانياً: ما القدر الذي يؤخذ خلال عملية الختان؟
بالنسبة للرجال تؤخذ الجلدة حتى تبدو الحشفة وهى رأس الذكر, وأما المرأة فهو قطع الجلدة المستعلية فوق الفرج, على أن لا تنهك لما تقدم في الحديث (أشمي ولا تنهكي). أي أتركي الموضع أشم, والأشم: المرتفع.
ملحوظة: إذاً فنحن بفضل الله بصدد التحدث هنا عن الختان المنضبط والمعتدل وليس ما يسمّى بـ(الفرعوني) الذي يبالغ في القطع والإزالة في حق الفتاة, وهذا حيث أن الإسلام دين الوسطية والاعتدال, ولا يقبل إيقاع الأذى بالإنسان إلا بحكم شرعي.
ثالثاً:
أ)-ما حكم الشرع في الختان بوجه عام؟
اختلف أهل العلم في حكم الختان على النحو الآتي:
ذهب الشافعية إلى أنه واجب في حق الرجال والنساء, وذهب الحنفية والمالكية إلى أنه للرجال سنة (قال القاضي عياض: السنة عندهم أي المالكية يأثم بتركها) وهو مكرمة للنساء.
وعن أحمد الختان واجب للنساء ومكرمة في حق النساء, وفي رواية عنه أنه واجب في حق الرجال والنساء.
قال ابن قدانة في {المغني} (1/85): فأما الختان فواجب على الرجال, ومكرمة في حق النساء وليس بواجب عليهن, هذا قول كثير من أهل العلم. اهـ.
وقال النووي في {المجموع} (1/301): والمذهب الصحيح الذي نص عليه الشافعي وقطع به الجمهور أنه واجب على الرجال والنساء...اهـ.
ب)-ما حكم الشرع في ختان الذكور خاصة؟
أما ختان الذكر, فالظاهر أنه واجب لما يأتي:
1- لأنه ملة إبراهيم عليه السلام: فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي –صلّى الله عليه وسلّم- قال {اختتن إبراهيم خليل الرحمن بعد ما اتت عليه ثمانون سنة}. وقد قال الله تعالى لنبيه –صلّى الله عليه وسلّم- (ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا). {النحل:123}
2- ما روي أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال لرجل أسلم: {ألق عنك شعر الكفر واختتن}.
3- أن الختان من شعار المسلمين وميزة لهم عن اليهود والنصارى, فكان واجباً كسائر الشعائر.
4- أنه قطع شيء من البدن وهو حرام والحرام لا يستباح إلا بواجب. وهذا مذهب مالك والشافعي وأحمد, وشدد فيه مالك حتى قال: "من لم يختتن لم تجز إمامته ولم تقبل شهادته", ونقل كثير من الفقهاء عن مالك أنه سنة, ولكن السنة عنده تركها إثم.
ج)-ما حكم الشرع في ختان الإناث خاصة؟
أما الأنثى:
فإنه يُشرع ختانها, فقد قال رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم-: "إذا التقى الختانان وجب الغسل". والختانان: هما موضع القطع من ذكر الغلام وفرج الجارية, ففيه بيان أن البنات كُنَّ يختتنَّ.
وقال الرسول –صلّى الله عليه وسلّم-: "إذا جلس بين شعبها الأربع ومس الختان الختان فقد وجب الغسل".
فهذه الأحاديث عامة في حق الذكر والأنثى بل صحّ أن النبي –صلّى الله عليه وسلّم- قال للمرأة التي كانت تختن البنات في زمانه –صلّى الله عليه وسلّم-: "إذا خفضت فأشمي ولا تنهكي, فإنه أسرى للوجه, وأحظى للزوج".
رابعاً: ما الحكمة من الختان؟
الحكمة من الختان:
نذكر بعض منها:
1. هو مكمل للفطرة التي هي الحنيفية ملة إبراهيم.
2. ذهب بعض المفسرين أنه معنى قوله تعالى: {صبغة الله} [البقرة : 138], الختان, فالختان للحنفاء بمنزلة الصبغ والتعميد لعباد الصليب, فصبغة الله في القلوب: معرفته ومحبته وعبادته, وفي الأبدان: خصال الفطرة ومنها الختان.
3. الختان طهارة من الوسخ والنجس الذي يتجمع داخل القلفة, أما بالنسبة للمرأة فهو أنضر للوجه وأحظى للزوج كما تقدم في حديث أم عطية الأنصارية –رضي الله عنها-.
والآن يدعي بعض الأطباء أن ختان الأنثى يدمر حياتها الزوجية, ويضيع حقها الشرعي في الاستمتاع, فهل نصدقهم ونكذب رسول الله –صلى الله عليه وسلم-؟! لا والله, لا نكذب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أبداً ما حيينا –أسأل الله لي ولكم الثبات وحسن الخاتمة-, فها هو الرسول -صلى الله عليه وسلم- يبين لنا فائدة الختان للمرأة ليغلق الباب أمام الجهّال.
المقصد :
إن ترك ختان الإناث فيه مفسدة كبيرة حيث أنها تصبح شديدة الشهوة مشتعلة الغريزة وقد يؤدي ذلك إلى انحرافها إن لم يكن عندها وازع ديني يمنعها من ذلك, ونحن نرى الآن الصورة القاتمة التي تعيشها بنات الغرب حيث تنتشر بينهن الفاحشة بصورة كبيرة, ولهذا يريد أعداء الإسلام تصدير هذه القذارة إلينا لتدميرنا أكثر وأكثر, ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.
نسألكم الدعاء لي ولوالدي ولسائر المسلمين والمسلمات.
تم الاستعانة بالله في كتابة هذا المقال, ثم بكتاب "تحذير الساجد من أخطاء العبادات والعقائد" للشيخ محمود المصري –أبو عمّار- حفظه الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله –صلّى الله عليه وسلّم-.
قال الله تعالى: {وأنَّ هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} [الأنعام : 153].
أما بعد, قد كثُرت الأحاديث والأقاويل في العقد الماضي عن الختان وخاصة ختان الإناث, وكانت الحملة حقيقة قوية جداً ضد هذه الخصلة الطيبة التي هي من فطرة الإنسان وجبله الله عليها, ولكن يأبى أعداء الله إلا أن يتشبهوا بالحيوان بل يريدون أن يحطوا من شأن الإنسان إلى ما هو أدنى من ذلك.
سمعنا عن مؤتمرات عقدت هنا وهناك, وقرأنا عن حملات شنت من مدعي الحفاظ على حقوق المرأة وغيرهم من العلمانيين واللا دينيين وأعوانهم من المفتونين بالغرب من بني جالدتنا –عافانا الله وإياكم-, وللأسف انساق الكثير والكثير من المسلمين بل ومن بعض من ينتسبون إلى أهل العلم خلف هذه الدعاوي الضالة الكاذبة التي تصف الختان بالتخلف والرجعية وأنه يلحق الأذى النفسي والجسدي بالفتاة, وسارع بعضهم إلى نفي هذه الخصلة عن الإسلام وكأنها خصلة خبيثة!
ولذلك فبإذن الله تعالى سنسير معاً خلال هذا المقال لنقوم بتعريف الختان في اللغة والشرع وسرد بعض الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة النبوية لتحديد حكم الختان في الإسلام ومن ثم الرد على منكريه –هداهم الله-, وفي نهايته سنرى إن شاء الله إن كان ما يقال عن ختان الإناث حقيقة أم مجرد أكاذيب يهدف من ورائها إيقاع الأذى بأمة محمد –صلى الله عليه وسلّم-!
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
أولاً: ما هو الختان؟
الختان معناه لغة: التطهير والقطع, ويسمى في حق المرأة (خفضاً) وفي حق الرجل (إعذاراً), وأما غير المختتن فيقال له: (أقلف وأغلف).
ومعناه الشرعي: قطع الجلدة المستديرة على الحشفة وهي رأس الذكر ويقال لها القلفة بالنسبة للذكر, وأما الأنثى فتقطع الجلدة التي هي كعرف الديك فوق فرجها.
ثانياً: ما القدر الذي يؤخذ خلال عملية الختان؟
بالنسبة للرجال تؤخذ الجلدة حتى تبدو الحشفة وهى رأس الذكر, وأما المرأة فهو قطع الجلدة المستعلية فوق الفرج, على أن لا تنهك لما تقدم في الحديث (أشمي ولا تنهكي). أي أتركي الموضع أشم, والأشم: المرتفع.
ملحوظة: إذاً فنحن بفضل الله بصدد التحدث هنا عن الختان المنضبط والمعتدل وليس ما يسمّى بـ(الفرعوني) الذي يبالغ في القطع والإزالة في حق الفتاة, وهذا حيث أن الإسلام دين الوسطية والاعتدال, ولا يقبل إيقاع الأذى بالإنسان إلا بحكم شرعي.
ثالثاً:
أ)-ما حكم الشرع في الختان بوجه عام؟
اختلف أهل العلم في حكم الختان على النحو الآتي:
ذهب الشافعية إلى أنه واجب في حق الرجال والنساء, وذهب الحنفية والمالكية إلى أنه للرجال سنة (قال القاضي عياض: السنة عندهم أي المالكية يأثم بتركها) وهو مكرمة للنساء.
وعن أحمد الختان واجب للنساء ومكرمة في حق النساء, وفي رواية عنه أنه واجب في حق الرجال والنساء.
قال ابن قدانة في {المغني} (1/85): فأما الختان فواجب على الرجال, ومكرمة في حق النساء وليس بواجب عليهن, هذا قول كثير من أهل العلم. اهـ.
وقال النووي في {المجموع} (1/301): والمذهب الصحيح الذي نص عليه الشافعي وقطع به الجمهور أنه واجب على الرجال والنساء...اهـ.
ب)-ما حكم الشرع في ختان الذكور خاصة؟
أما ختان الذكر, فالظاهر أنه واجب لما يأتي:
1- لأنه ملة إبراهيم عليه السلام: فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي –صلّى الله عليه وسلّم- قال {اختتن إبراهيم خليل الرحمن بعد ما اتت عليه ثمانون سنة}. وقد قال الله تعالى لنبيه –صلّى الله عليه وسلّم- (ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا). {النحل:123}
2- ما روي أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال لرجل أسلم: {ألق عنك شعر الكفر واختتن}.
3- أن الختان من شعار المسلمين وميزة لهم عن اليهود والنصارى, فكان واجباً كسائر الشعائر.
4- أنه قطع شيء من البدن وهو حرام والحرام لا يستباح إلا بواجب. وهذا مذهب مالك والشافعي وأحمد, وشدد فيه مالك حتى قال: "من لم يختتن لم تجز إمامته ولم تقبل شهادته", ونقل كثير من الفقهاء عن مالك أنه سنة, ولكن السنة عنده تركها إثم.
ج)-ما حكم الشرع في ختان الإناث خاصة؟
أما الأنثى:
فإنه يُشرع ختانها, فقد قال رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم-: "إذا التقى الختانان وجب الغسل". والختانان: هما موضع القطع من ذكر الغلام وفرج الجارية, ففيه بيان أن البنات كُنَّ يختتنَّ.
وقال الرسول –صلّى الله عليه وسلّم-: "إذا جلس بين شعبها الأربع ومس الختان الختان فقد وجب الغسل".
فهذه الأحاديث عامة في حق الذكر والأنثى بل صحّ أن النبي –صلّى الله عليه وسلّم- قال للمرأة التي كانت تختن البنات في زمانه –صلّى الله عليه وسلّم-: "إذا خفضت فأشمي ولا تنهكي, فإنه أسرى للوجه, وأحظى للزوج".
رابعاً: ما الحكمة من الختان؟
الحكمة من الختان:
نذكر بعض منها:
1. هو مكمل للفطرة التي هي الحنيفية ملة إبراهيم.
2. ذهب بعض المفسرين أنه معنى قوله تعالى: {صبغة الله} [البقرة : 138], الختان, فالختان للحنفاء بمنزلة الصبغ والتعميد لعباد الصليب, فصبغة الله في القلوب: معرفته ومحبته وعبادته, وفي الأبدان: خصال الفطرة ومنها الختان.
3. الختان طهارة من الوسخ والنجس الذي يتجمع داخل القلفة, أما بالنسبة للمرأة فهو أنضر للوجه وأحظى للزوج كما تقدم في حديث أم عطية الأنصارية –رضي الله عنها-.
والآن يدعي بعض الأطباء أن ختان الأنثى يدمر حياتها الزوجية, ويضيع حقها الشرعي في الاستمتاع, فهل نصدقهم ونكذب رسول الله –صلى الله عليه وسلم-؟! لا والله, لا نكذب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أبداً ما حيينا –أسأل الله لي ولكم الثبات وحسن الخاتمة-, فها هو الرسول -صلى الله عليه وسلم- يبين لنا فائدة الختان للمرأة ليغلق الباب أمام الجهّال.
المقصد :
إن ترك ختان الإناث فيه مفسدة كبيرة حيث أنها تصبح شديدة الشهوة مشتعلة الغريزة وقد يؤدي ذلك إلى انحرافها إن لم يكن عندها وازع ديني يمنعها من ذلك, ونحن نرى الآن الصورة القاتمة التي تعيشها بنات الغرب حيث تنتشر بينهن الفاحشة بصورة كبيرة, ولهذا يريد أعداء الإسلام تصدير هذه القذارة إلينا لتدميرنا أكثر وأكثر, ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.
نسألكم الدعاء لي ولوالدي ولسائر المسلمين والمسلمات.
تم الاستعانة بالله في كتابة هذا المقال, ثم بكتاب "تحذير الساجد من أخطاء العبادات والعقائد" للشيخ محمود المصري –أبو عمّار- حفظه الله.