المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية دروس معاصرة في العقيدة الدولية: الدرس الأول :



Black_Horse82
12-12-2001, 07:32 PM
اعلم رحمك الله أن أول واجب على المكلف في الدول
العربية والإسلامية بل في جميع أنحاء العالم هو التبعية، وتنقسم
التبعية إلى أقسام ثلاثة هي التبعية العسكرية والمادية، والتبعية
الحضارية والثقافية، وتبعية الأسماء والصفات، وأن أقسام الإرهاب هي
الأخرى تنقسم إلى أقسام ثلاثة الإرهاب الأكبر والإرهاب الأصغر
والإرهاب الخفي. وسنبدأ بالحديث عن الإرهاب أولاً جرياً على قاعدة
التخلية قبل التحلية، ولكثرة الحديث عن الإرهاب هذه الأيام وحاجة
الناس إلى معرفة القول الفصل فيه.

ذكرنا أن الإرهاب ينقسم إلى أقسام ثلاثة هي
الإرهاب الأكبر والإرهاب الأصغر والإرهاب الخفي.

فالإرهاب الأكبر أن تعتدي على العم سام أو دولة
إسرائيل بالسلاح أو ترد اعتداءهما بالمثل، أو تسبهما أو تهددهما أو
تدعو عليهما أو تخالف رأيهما في محاربة أعدائهما. فهذا كله إرهاب مخرج
عن الشرعية الدولية، والحضارة الإنسانية، صاحبه خالد مخلد في السجون
والمعتقلات، وإن استتيب ولم يتب فحقه التعليق على أعواد المشانق وهو مهدر الدم والمال. لا يجوز الترحم عليه في وسائل الإعلام ولا يصلى
عليه من قبل الأئمة المعتدلين ولا يكفن ولا يدفن في مقابر المسالمين.

وأما الإرهاب الأصغر فهو أن تنتقد حكومات الدول
الإسلامية وقادتها، أو تهزأ بها وبمواقفها الإسلامية والوطنية
المشرفة، ومن أعظم أصناف الإرهاب الأصغر أن تعتلي منابر المساجد أو
توزع أشرطة أو بيانات أو تكتب في الصحف ما يخالف السياسات الرشيدة
لتلك الدول، أو تُذِكِّر بنصوص الجهاد، والولاء والبراء، والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر. أو تدعو لنصرة أعداء أمريكا وإسرائيل أو
لتبديل الأمة بقادة غير قادتها الغر الميامين، أو تقنت بشيء من ذلك،
وصاحب هذا النوع من الإرهاب واقع تحت سلطات بلاده إن شاءت أنذرته أو
احتجزته ثم أخلت سبيله على ألا يعود لمثل ذلك، وإن شاءت عاقبته بما
يستحق، ويخشى على صاحبه إن لم يتب من الفصل من العمل ومن السجن
التأديبي لمدد غير محددة، والتعذيب المعنوي والجسدي، ومن عقوبته أنك
ترى صاحبه منبوذاً في المجتمع يخشى الناس الحديث معه حتى عن طريق
الهاتف، فضلاً أن يُقال أو يثبت أن لأحدهم علاقة به.
وقد فصَّلنا في هذا النوع لكثرة وقوعه بين الفترة
والأخرى واجتراء بعض من في قلوبهم مرض، وبعض المغرر بهم على اقترافه
دونما رادع من سلطان أو وازع من وطنية.

وأما الإرهاب الخفي فهو أن تضمر في نفسك، أو تفكر
بعقلك، أو تصرح في مجلس خاص جداً بعدم رضاك عن سياسات أمريكا
وإسرائيل، أو حكومات الدول العربية والإسلامية، ويدخل في ذلك إن رأيت
في المنام أنك تقاتلهما أو تشجب تصرفاتهما، وهذا النوع إن زاد وكثر
أحبط أعمال الشخص وسمعته ووظيفته ومركزه الاجتماعي من حيث لا يدري،
وهو باب يدخل منه المارقون على الشرعية الدولية والوحدة الوطنية على
الخاصة إذا لم يستطيعوا أن يوقعوهم في الإرهاب الأكبر أو الأصغر.
ومصير صاحبه أن يُفضح بين الناس وعند الحكومات ووسائل الإعلام وإن طال
الزمن، فلهذا النوع علامات تظهر على صاحبه أحياناً، كمثل عدم ابتسامته
ومباركته لصور الإرهابيين عند قتلهم أو قصفهم. أو ذرف عيونه للدمع
وحوقلته واسترجاعه إن أخطأتهم الأسلحة الذكية وقتلت غيرهم. وصاحبه في
الجملة على خطر عظيم إذا لم يتب ويدفع عن عقله حب الظهور أمام
الإرهابيين بموقف المواسي لما يحل بهم. وإذا لم يدفع عن قلبه الوساوس
بعدم عدالة القضايا التي تدافع عنها أمريكا وإسرائيل، وحكومات بلاده.


ولا يزال الإرهابيون من الإنس والجن يوسوسون
للمسلمين ويزينون لهم الإرهاب بكافة صوره، حتى يقعوا فيه شعروا أو لم
يشعروا، فهم يحاولون إيقاع الشخص في الإرهاب الأكبر فإن لم يتمكنوا من
ذلك، حاولوا إيقاعه في الإرهاب الأصغر، فإن عجزوا عن ذلك أيضاً،
وسوسوا له ليقع في الإرهاب الخفي من حيث لا يشعر. فعلينا جميعاً الحذر
من كافة صور الإرهاب وأشكاله، وأن نستعين على محاربته بتدريس المناهج
الدراسية المُطَبَّعة في المدارس والجامعات، وأن نساند وزارات الأوقاف
في حملاتها على الأئمة والخطباء، وأن نؤيد الحكومات في ضربها بقبضة من
حديد على كل من تسول له نفسه العبث بأمن بلاده واستقرارها، وأن نبارك
مساعي الإعلام الحثيثة في إظهار هؤلاء الإرهابيين على حقيقتهم ودعوته
لالتفاف البلاد حول قادتها، وأن نخول القادة العظام باستخدام مزيد من
الإمكانات المادية والاقتصادية للبلاد في خدمة المصالح الحضارية
العالمية وما يلزم لذلك من مصاريف الجيب الشخصية ومصاريف الحاشية
والمقربين.

نعوذ بالله من الإرهاب والإرهابيين، ونسأل الله
السلامة والعافية.