أبو البراء
23-08-2007, 04:25 PM
قصة "وسيم الغامدي"..قصة بطولة وعذاب، دامت أكثر من 14 عاما!!
في البداية لا أدري ماذا سيكون عنوان قصتي البطولية، لا أعلم ماذا أقصد أقصة بطولة، أم قصة عذاب؟؟ لفتى تجرع طعم العذاب في شبابه، طوال فترة 14 عاما!!
سألخص قولي بأن "برغش" عائلة المقتول "عبيد آل برغش"وابنهم ذو الأعمال الدنيئة "فهد"البالغ من العمر 25 عاما حين وقت جريمة القتل، كان شاب يبحث عن الأعمال الدنيئة فقط -وأعتقد أنكم قد تفهمتم مقصدي-، في الوقت ذاته "الوسيم وسيم" كان ذو خلقة جميلة، وبالطبع ذو القلوب المريضة، وأهل الأعمال الدنيئة، لا يهدأ لهم بال، وبالتالي ركض فهد وراء وسيم،يريده في نفسه، بحثا عن الدناءة (وسيم حينها كان ذو 9 أعوام فقط) فأي دناءة إلى هذا الحد!!!
ومنذ أن كان وسيم في التاسعة من عمره وهو يتلقى أنواع عدة من التحرش من قبل الخبيث فهد، حتى كان وسيم يخشى الذهاب إلى المسجد، خوفا من مقابلة فهد!!-علما بأن وسيم حينها طفل يتيم!- وعلى هذا المنوال.. يستمر فهد في مضايقة وسيم منذ الصغر، بأنواع شتى من التحرش والشتم في العرض والشرف، وما يزال بطل قصتنا مجرد طفل ذو 9 سنوات، إلى أن طفح الكيل بوسيم، فاشتكى إلى والدته، وبالتالي إلى والد فهد ووالدته، حتى وصل الأمر إلى الشرطة، إلا أنه لا يوجد أية أدلة، كما أن عائلة فهد لم يلقوا بالا لأمر ابنهم وتركوه على حاله مع وسيم.. ومضت الأيام ما بين شكوى أم وسيم إلى أهل فهد وإلى الشرطة.. ولا جدوى!!!
وصل الشهيد وسيم إلى عمر الـ17 عاما، وما زال فهد يقسيه أشد أنواع الإهانات، ولا جدوى من أهل فهد ولا من الشرطة، توصل وسيم إلى الحل الأخير وهو التخلص من ابن الأمور الدنيئة والخسيسة، فكّر في قتله، علّه يشفي غليله ويعيش حياة هنيئة بعيدة عن فهد وأموره الـ(...).
قام وسيم باتفاق مع أحد أقاربه بدعوة فهد للعشاء، ومن ثم قاموا بالتخلص من فهد بطلقة مسدس، ومن ثم رمي جثته في حديقة عمه (عم وسيم)..
عاد وسيم إلى بيته بدون أي أثر لجريمته، ومكث ثلاثة أيام في خوف إلى أن داهمت المباحث منزل وسيم الذي لا يقطن فيه إلا وسيم ووالدته، وتمت محاكمة وسيم بتنفيذ حكم القصاص به طبقا للشريعة الإسلامية لعدم وجود أية أدلة على وجود تحرش بشرف وسيم!! وبات وسيم مقهورا لتزيد المعاناة...
بالتالي استشهد وسيم دفاعا عن شرفه ليس إلا...
مكث وسيم في السجن لمدة تزيد عن خمسة أعوام، طال فيها الجدال مع عائلة "برغش" الذين يدافعون عن دم ابنهم الذي الذي مات ليدافع عن ألوان "همجية" نفسه الدنيئة والتي تبحث عن الأمور الخسيسة..
بالتالي خلصت حياة وسيم ما بين 8 سنوات تحرش من فهد برغش، وخمس أخرى في السجن!!!ولم يهنأ بعمره إلا في أول تسع سنوات فقط...
وجاء الخطب الأكبر، قرار مصدق يقضي بقتل وسيم في يوم الخميس 23/8/2007م، ودون علم وسيم إلا من قبل السجناء الذين تواترت الأنباء من خارج السجن إليهم بقتل وسيم، علم وسيم بالأمر في عصر الثلاثاء، ومن المطمئن بأن وسيم قد حفظ القرآن كامل خلال فترة سجنه، بل وقد أتم آخر مراجعة للمصحف قبل الأعدام بيومين، كما أن وسيم كان يصوم معظم ايام سجنه، ونسأل الله أن يكون قد تاب وتاب الله عليه...
:: وفي يوم القصاص ::
تجمعت وفود من شتى القبائل(قبائل غامد وشهران ومعظم قبائل الجنوب) لتطالب بالعفو عن وسيم الذي سيقتل بعد أن دافع عن شرفه ، إلا أن "آل برغش" رفضوا إلا بالدم، ترجل والد المقتول من سيارة الشرطة إلى "وسيم" وسأله:"ليش قتلت ولدي" رد وسيم: "أدافع عن شرفي" فقال والد المقتول: "وأنا ما أرضى إلا بالدم"، استسلم وسيم وقال:"اللي يجي من الله، حياه الله".. وبالتالي تم تنفيذ حكم القصاص فيه في الساعة السابعة والنصف، وتعالت صرخات في الساحة تحيي وسيم، وتهجو والد فهد بألفاظ أتعذر عن ذكرها،ليعيش وسيم أبد الدهر، بطلا يدافع عن شرفه.. بطلا يدافع عن شرفه... فعشت يا وسيم فخرا لغامد!
أسأل الله العلي العظيم أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يتقبله في عداد الشهداء، ويلهم والدته وأهله الصبر والسلوان...
مداخلات:
- وسيم ينتمي إلى عائلة فقيرة ويسكن إلى جوار أمه فقط، ووالدهم المتوفي ليس لديه وظيفة وبالتالي بدون راتب تقاعدي، والآن والدة وسيم تذوق الأمرّين.
- قبل أن يتم تنفيذ القصاص بوسيم بأقل من عشر ساعات هاتفه قريب لي، ووجد بأن وسيم غاية في الثبات ولله الحمد، إلا أن وسيم قبل أن يتم قصاصه بدقيقتين، سقط مغما عليه نظرا لرهبة الموقف.
- أم وسيم باعت منزلها وسكنت إلى جوار زوج ابنتها اثناء سجن وسيم، نظرا لسوء الحالة المادية!
- وسيم كان من التاسعة إلى السابعة عشر من عمره ابن ذو جمال يحسد عليه، مما أدى إلى بحث فهد عنه من أجل (...)، إلا أن وسيم أثبت بطولته ودافع عن شرفه.
- عاش وسيم من الـ9 إلى الـ17 من عمره في ظل مضايقات من فهد، وأكمل من 17 إلى 22 (يوم وفاته)في السجن، وباعتقادي كانت هذا مبرر لوالد فهد بأن يعفو عن الولد الذي تجرع العذاب لفترة تزيد عن 14 عاما، تقسامها فهد والسجن.
- والدتي سألت أم وسيم في يوم ولادة وسيم عن سبب اختيارها لاسم "وسيم" فأخبرت بأنها تتفائل بأن يكون وسيما.. وكان كذلك.
- صدمت أم وسيم في يوم القصاص بعد أن أتت لها إشاعة بأنه تم العفو في لحظة القصاص وأغمي عليها من شدة الفرحة،ولما استيقظت تفاجأت بتكذيب الخبر.
فرحمك الله يا وسيم...
في البداية لا أدري ماذا سيكون عنوان قصتي البطولية، لا أعلم ماذا أقصد أقصة بطولة، أم قصة عذاب؟؟ لفتى تجرع طعم العذاب في شبابه، طوال فترة 14 عاما!!
سألخص قولي بأن "برغش" عائلة المقتول "عبيد آل برغش"وابنهم ذو الأعمال الدنيئة "فهد"البالغ من العمر 25 عاما حين وقت جريمة القتل، كان شاب يبحث عن الأعمال الدنيئة فقط -وأعتقد أنكم قد تفهمتم مقصدي-، في الوقت ذاته "الوسيم وسيم" كان ذو خلقة جميلة، وبالطبع ذو القلوب المريضة، وأهل الأعمال الدنيئة، لا يهدأ لهم بال، وبالتالي ركض فهد وراء وسيم،يريده في نفسه، بحثا عن الدناءة (وسيم حينها كان ذو 9 أعوام فقط) فأي دناءة إلى هذا الحد!!!
ومنذ أن كان وسيم في التاسعة من عمره وهو يتلقى أنواع عدة من التحرش من قبل الخبيث فهد، حتى كان وسيم يخشى الذهاب إلى المسجد، خوفا من مقابلة فهد!!-علما بأن وسيم حينها طفل يتيم!- وعلى هذا المنوال.. يستمر فهد في مضايقة وسيم منذ الصغر، بأنواع شتى من التحرش والشتم في العرض والشرف، وما يزال بطل قصتنا مجرد طفل ذو 9 سنوات، إلى أن طفح الكيل بوسيم، فاشتكى إلى والدته، وبالتالي إلى والد فهد ووالدته، حتى وصل الأمر إلى الشرطة، إلا أنه لا يوجد أية أدلة، كما أن عائلة فهد لم يلقوا بالا لأمر ابنهم وتركوه على حاله مع وسيم.. ومضت الأيام ما بين شكوى أم وسيم إلى أهل فهد وإلى الشرطة.. ولا جدوى!!!
وصل الشهيد وسيم إلى عمر الـ17 عاما، وما زال فهد يقسيه أشد أنواع الإهانات، ولا جدوى من أهل فهد ولا من الشرطة، توصل وسيم إلى الحل الأخير وهو التخلص من ابن الأمور الدنيئة والخسيسة، فكّر في قتله، علّه يشفي غليله ويعيش حياة هنيئة بعيدة عن فهد وأموره الـ(...).
قام وسيم باتفاق مع أحد أقاربه بدعوة فهد للعشاء، ومن ثم قاموا بالتخلص من فهد بطلقة مسدس، ومن ثم رمي جثته في حديقة عمه (عم وسيم)..
عاد وسيم إلى بيته بدون أي أثر لجريمته، ومكث ثلاثة أيام في خوف إلى أن داهمت المباحث منزل وسيم الذي لا يقطن فيه إلا وسيم ووالدته، وتمت محاكمة وسيم بتنفيذ حكم القصاص به طبقا للشريعة الإسلامية لعدم وجود أية أدلة على وجود تحرش بشرف وسيم!! وبات وسيم مقهورا لتزيد المعاناة...
بالتالي استشهد وسيم دفاعا عن شرفه ليس إلا...
مكث وسيم في السجن لمدة تزيد عن خمسة أعوام، طال فيها الجدال مع عائلة "برغش" الذين يدافعون عن دم ابنهم الذي الذي مات ليدافع عن ألوان "همجية" نفسه الدنيئة والتي تبحث عن الأمور الخسيسة..
بالتالي خلصت حياة وسيم ما بين 8 سنوات تحرش من فهد برغش، وخمس أخرى في السجن!!!ولم يهنأ بعمره إلا في أول تسع سنوات فقط...
وجاء الخطب الأكبر، قرار مصدق يقضي بقتل وسيم في يوم الخميس 23/8/2007م، ودون علم وسيم إلا من قبل السجناء الذين تواترت الأنباء من خارج السجن إليهم بقتل وسيم، علم وسيم بالأمر في عصر الثلاثاء، ومن المطمئن بأن وسيم قد حفظ القرآن كامل خلال فترة سجنه، بل وقد أتم آخر مراجعة للمصحف قبل الأعدام بيومين، كما أن وسيم كان يصوم معظم ايام سجنه، ونسأل الله أن يكون قد تاب وتاب الله عليه...
:: وفي يوم القصاص ::
تجمعت وفود من شتى القبائل(قبائل غامد وشهران ومعظم قبائل الجنوب) لتطالب بالعفو عن وسيم الذي سيقتل بعد أن دافع عن شرفه ، إلا أن "آل برغش" رفضوا إلا بالدم، ترجل والد المقتول من سيارة الشرطة إلى "وسيم" وسأله:"ليش قتلت ولدي" رد وسيم: "أدافع عن شرفي" فقال والد المقتول: "وأنا ما أرضى إلا بالدم"، استسلم وسيم وقال:"اللي يجي من الله، حياه الله".. وبالتالي تم تنفيذ حكم القصاص فيه في الساعة السابعة والنصف، وتعالت صرخات في الساحة تحيي وسيم، وتهجو والد فهد بألفاظ أتعذر عن ذكرها،ليعيش وسيم أبد الدهر، بطلا يدافع عن شرفه.. بطلا يدافع عن شرفه... فعشت يا وسيم فخرا لغامد!
أسأل الله العلي العظيم أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يتقبله في عداد الشهداء، ويلهم والدته وأهله الصبر والسلوان...
مداخلات:
- وسيم ينتمي إلى عائلة فقيرة ويسكن إلى جوار أمه فقط، ووالدهم المتوفي ليس لديه وظيفة وبالتالي بدون راتب تقاعدي، والآن والدة وسيم تذوق الأمرّين.
- قبل أن يتم تنفيذ القصاص بوسيم بأقل من عشر ساعات هاتفه قريب لي، ووجد بأن وسيم غاية في الثبات ولله الحمد، إلا أن وسيم قبل أن يتم قصاصه بدقيقتين، سقط مغما عليه نظرا لرهبة الموقف.
- أم وسيم باعت منزلها وسكنت إلى جوار زوج ابنتها اثناء سجن وسيم، نظرا لسوء الحالة المادية!
- وسيم كان من التاسعة إلى السابعة عشر من عمره ابن ذو جمال يحسد عليه، مما أدى إلى بحث فهد عنه من أجل (...)، إلا أن وسيم أثبت بطولته ودافع عن شرفه.
- عاش وسيم من الـ9 إلى الـ17 من عمره في ظل مضايقات من فهد، وأكمل من 17 إلى 22 (يوم وفاته)في السجن، وباعتقادي كانت هذا مبرر لوالد فهد بأن يعفو عن الولد الذي تجرع العذاب لفترة تزيد عن 14 عاما، تقسامها فهد والسجن.
- والدتي سألت أم وسيم في يوم ولادة وسيم عن سبب اختيارها لاسم "وسيم" فأخبرت بأنها تتفائل بأن يكون وسيما.. وكان كذلك.
- صدمت أم وسيم في يوم القصاص بعد أن أتت لها إشاعة بأنه تم العفو في لحظة القصاص وأغمي عليها من شدة الفرحة،ولما استيقظت تفاجأت بتكذيب الخبر.
فرحمك الله يا وسيم...