المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا مگان للمتلاعبين بالدين



underblack
30-08-2007, 09:51 AM
لو كنت مصريا حقا؟
http://www.al-ahaly.com/images/spacer.gif
لا مگان للمتلاعبين بالدين

سعد الفقي

http://www.al-ahaly.com/images/spacer.gif
لو كنت مصرياً حقاً: لوقفت بالمرصاد لهؤلاء الذني أدمنوا الشحن الطائفي ولم يعد يشغلهم إلا إيقاظ الفتنة التي لعن الله من أيقظها.

لو كنت مصريا حقا: لرأيت بسواد العين وبياضها ما يحيق بنا جميعا من مخاطر تروج لها فئة ضالة انسلخت عن وطنيتها وعقيدتها ومن تقولاتهم أن مؤامرات تحاك في ليل مظلم ضد إخوان لنا في الوطن واللغة والإنسانية.
لو كنت مصرياً حقاً: لتوجست من أحاديث الإفك التي انتشرت في الأيام الأخيرة ومحاولة وصف البعض للآخر بأنهم غرباء أو أنهم في عداد القلة.
لو كنت مصرياً حقاً: لطالبت بحرية حقيقية للغالبية العظمي وما نعرفهم بالصامتين «مسلمين ومسيحيين» ولطالبت بتبوؤ نوابغهم الصدارة والريادة.
لو كنت مصرياً حقاً: لملأت الدنيا صراخا وعويلا الحرية للجميع «مسلمين ومسيحيين» شريطة أن يلتزم الجميع بميثاق أخلاقي «لا إكراه في الدين» ولا تحقير لمعتقدات الآخرين.
لو كنت مصرياً حقاً: لجاهدت وناضلت من أجل القضاء علي بؤر الفساد التي نمت وترعرعت وضربت في العمق كل مؤسساتنا وهيئاتنا.
لو كنت مصرياً حقاً: لأعلنتها اليوم قبل الغد لا مكان لهؤلاء الذين يتلاعبون بالدين أي دين ولأعلنت التبرأ منهم ومن ألاعيبهم.
لو كنت مصرياً حقاً: لكتبت المقالات تلو المقالات مطالبا برعاية محدودي الدخل «مسلمين كانوا أو مسيحيين» وقد عضهم الدهر بنابه.
لو كنت مصرياً حقاً: لخاطبت من بيدهم مقاليد الأمور أن أفرجوا عن المعتقلين أيا كانت انتماءاتهم ومعتقداتهم وأفكارهم.
لو كنت مصرياً حقاً: لطالبت بوضع قانون مشدد يجرم كل قول أو فعل من شأنه تقويض العلاقة بين عنصري الأمة.
لو كنت مصرياً حقاً: لطالبت بتخليد شهدائنا وأسرانا من المسلمين والمسيحيين.
لو كنت مصرياً حقاً: لطالبت بإنشاء نقابة للدعاة تضم في عضويتها رجال الدين الإسلامي والمسيحي فلكل منهم همومه وآلامه.
لو كنت مصرياً حقاً: لطفت البلاد من شرقها وغربها شمالها وجنوبها مناديا بوضع مادة للتربية الدينية ترسخ لدي أبنائنا روح القرآن والإنجيل التي تدعو إلي التسامح والجهاد والدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات ونبذ العنف والحقد والكراهية.
كلمة لابد منها: عند زيارة الرئيس مبارك لمدينة المنصورة عام 2005 ومشاركته احتفالات جامعة المنصورة بأسبوع الجامعات العربية شاء حظي أن أكون ضمن وفد رجال الدين الإسلامي والمسيحي.. وعند البوابة الرئيسية وقف أحد ضباط الحرس الجمهوري وبعد رحلة من التفتيش الدقيق والالكتروني قرر سيادته حرماني من الدخول وكانت حجته أنه لابد من التخلص من الموبايل خارج القاعة.
يومها وقفت حائرا.. وزاغت عيناي اتجهت يمنة ويسرة فلم أجد من ينقذني من ورطتي.. وبالتالي فقد قررت العودة حيث جئت فجأة ناداني أنه القس «....» وكنا قد تعارفنا في أحد اللقاءات التي تجمعنا وما أكثرها.
سألني الرجل لماذا أنت واقف؟ قلت: أنا ممنوع من الدخول حتي أتخلص من الموبايل قال ما عليك هيا بنا.. وأمسكت بيد القس.. وعاودت الدخول برفقته.. وهو يحمل الموبايل جهارا.. ونظر إليه حضرة الضابط.. فابتسم له القس .. وإذا به يفسح لنا الطريق ويرحب بنا وزيادة في الواجب أمر أحد مرؤوسيه أن يصطحبنا حيث المكان المخصص لنا؟
أهدي هذا الموقف للأستاذ طارق حجي صاحب مقال «لو كنت قبطياًَ» والذي نشره في جريدة «المصري اليوم» .


نقلا عن جريدة الاهالي
الرابط الاصلي للمقال
http://www.al-ahaly.com/articles/07-08-29/1342-opn05.htm