المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية كم أُمةٍ ســــــــــــكرتْ بكأسِ غرورها * ذَهَبَ الإله بجيشــــها الأُســــــــطوري



Black_Horse82
13-12-2001, 02:49 AM
مَنْ لي، ومَنْ لصغيرتي وصــــــــغيري **** في زحمةِ الغـاراتِ والتفجيرِ؟

مَنْ لي، إذا هَجَـــــــم الظلامُ، وليس لي **** إلاَّ رُكـــــــــــــــــام المنزلِ المطــــــمور

مَنْ لي، إذا جُنَّ الرَّصـــــــاص وأتقنتْ **** لغةُ المَدافعِ لهجةَ التدمـــــــــــــــــــــير؟

وإذا تبدَّلتِ المعالمُ كلُّـــــــها **** وتحيَّرتْ في الأمــــــــــــــر عينُ بَصيرِ؟

وإذا تراءى وجـــــــــــــــهُ كلِّ رزيَّةٍ **** والأهلُ بين مُجــــــــــــــــــندَلٍ وأَسير؟

يا عصرَ مَرْكَبَةِ الفَضـــــاءِ، أما ترى ***** في الأرض وجـــــــــــهَ فقيرةٍ وفقيرِ؟!

أَوَما ترى في الأرض بغياً ظــــاهراً ***** يبني على المـــــــــــأساة دارَ فجورِ؟!

أَوَ ما تشاهد في الملاجئ صـــــورةً ***** للبؤس تغلب صَــــــــــــبْرَ كلِّ صَبور؟

يا عَصْرَ مركبةِ الفضــــــاءِ، إلى متى ***** تغزو الفضـــــــاءَ بعقلكَ المــــــــغرور؟

وإلى متى تجتازُ حدَّكَ غافـــــــــــــلاً ***** عمَّا وراءَ الكـــــــونِ من تدبــــــــــيرِ؟

انْظُرْ إلى الأرض التي أشـــــــعلتَها ***** بالمُوبقاتِ وبالهـــــوى المَسْــــــــــــعور

لا تَنْسَ أنَّ الأرضَ تحتَــــــكَ تشتكي ***** من بَغْي طاغـــــوتٍ وكُفْر كَفــــــــــــــورِ

يا مَنْ رفعتم للفضاءِ رؤوسَـــــــــكم ***** والأرض منــــــــــــــــكم في أشـــــدِّ نُفور

صوغوا قوانينَ الحــــــروب لبعضكم ***** لكنْ، دعــــــــوا عيشــــــــــي بلا تكدير

أنا والصِّغارُ على الرَّصــــــيفِ، وأنتمو ***** تتدارســــونَ وســـــــائلَ التَّغيــــــــيرِ

وتناقشون بدايةَ الحـــــــــــربِ التي ***** ستزيد من قـــــــتلٍ ومن تَهـــــــــجير

فَلْتعقدوا آلافَ مؤتــــمراتكم ***** وَلْتُلْحِقُوا التقــــــــريرَ بالتــــــــــــقريرِ

لكنْ، هَبُوني كســـــــــــرةً من خبزةٍ ***** نَســــــــيتْ متى خرجـــــــتْ من التنُّور

وإذا تكرَّمْتُم برُبْعِ وســــــادةٍ ***** وبنصـــــــفِ مِلْحَفَةٍ ونصــــــفِ حصيرِ

فأنا أَنام على الجنادلِ والثَّـــــــــرى ***** وعلى رَصـــــــــاص الغارةِ المنـــــــثور

يا عصرَ مَرْكَبَةِ الفَضــــــــاءِ إلى متى ***** تلقى مآسينا بمـــــــــــــوتِ ضَمـــــــير؟

وإلى متى يبقى فؤادُكَ قـــــــــــــاسياً ***** وإلى متــــــــــى تبقى بغيرِ شــــــــعورِ؟

هلاَّ قرأتَ ملامحَ الأمِّ التــــــــــــــي ***** ذَبُلَتْ محـــــــاسنُ وجهها المذعــــــــــورِ

هلاَّ استمعْتَ إلى بكاءِ صــــــــغيرها ***** وإلى أَنينِ فــــــــــــــــؤادها المفــــــــطورِ

هلاَّ نظرتَ إلى دمـــــــــــــوع عَفافها ***** وإلى جنـــــــــــاحِ إبــــــــائها المكســــور

أنا يا دُعاةَ الحربِ أُمٌّ، يا تُــرى ***** هل تفـــــــــــهمون دِلالةَ التَّـــــــــــعبيرِ؟!

خوفي على الأطفالِ أحــــــــرق مُهجتي ***** فأنـــــــا وهم في خــــــــندقٍ محـــــــــفورِ

زوجي تَخطَّفه الرَّصـــــــــاصُ عشيَّةً ***** فمضى بفرحــــــــةِ خاطـــــري وسروري

وأبي العزيزُ تناثرتْ أَشــــــــــــــــلاؤه ***** في يومِ قَصْــــــــــــــفٍ غاشـــــــمٍ مَسْعورِ

أنا أمُّ أَطفالٍ صـــــــــــــــغارٍ، لم تَزَلْ ***** تشـــــــــكو وُعــــــورةَ دربها المهـــــجور

هرَبتْ من القَصْـــف الشديد فواجهتْ ***** شَبَحَ الفَنـــــــــــاءِ وظُلْمـــــــــةَ الدَّيْــــــجور

أنا أمُّ أطفالٍ صـــــــــــــــغارٍ لم تجدْ ***** مـــــــــأوى، ولم تَظْفَرْ بعطــــــــــفِ مُجيرِ؟

أوَما سمعتم صــرختي وتوجُّعي ***** أوَما فهــــــمتم ما يقــــــــول صغيري؟

إني أقول لكلِّ صــــــــــــاحبِ حكمةٍ ***** فيكـــــــــم، وكلِّ مفـــــــوَّضٍ وسَــــــــفيرِ:

أَتُعاقبونَ بنا الجُنــــــــــــاةَ، أَما لكم ***** وعـــــــــــــــيٌ يقوِّم منــــــــــهجَ التَّفكير؟!

أَيُحارَبُ الإِرهـــــــــــابُ بي وَبِصِبْيَتي ***** وبقـــــــــــــطع أعناقٍ وطَــــــــعْنِ ظُهور؟!

أَوَ كلَّما ارتكبَ الجُـــــــــــــناةُ جريمةً ***** هُدِمَتْ على درب الأنيـــــــــن جُسوري؟!

وتحطَّمتْ آمالُ أَطفـــــــــــــــالي بما ***** نَلْقاه من رُعْــــــــــــبٍ ومن تَقـــــتير؟

ماذا يُفـــــــــــــيد غذاؤكم، إنْ لم أجدْ ***** أَمْناً، ولم أسمــــــــــــعْ نَشيدَ طيــــــــــــورِ؟

عَجَباً لكم، أَمِنَ الحَضــــــــارةِ ما أرى ***** من حَمْـــــــــــــــلةِ الإِرجــــــــافِ والتَّشهيرِ؟

أنا لستُ أعرفُ للحضـــــارة صورةً ***** مرســـــومةً بالوهـــــــم والتـــزويرِ

أَنا أمُّ أطفالٍ صــــــــــــــــغارٍ فارحموا ***** معنــــى الأمومــــــــــــةِ واعذروا )تَقصيري

أختاه يا أُمَّ الصِّـــــــــــــــــــغار تعلَّقي ***** باللهِ، إنَّ اللهَ خَــــــــــــــــيْرُ نَصـــــــــــــــــــير

في لحظةِ اليأس العمـــيقةِ، حينما ***** نهـــــــــفو إليه، يجـــــــــود بالتيســـــير

قولي معي أُخـــــــــــــــتاه قَوْلَة مؤمنٍ ***** لا ينثـــني لوســــــــائل التــــــــخدير

كم أُمةٍ ســــــــــــكرتْ بكأسِ غرورها ***** ذَهَبَ الإله بجيشــــها الأُســــــــطوري